Skip to main content

Full text of "16 التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، وھبۃ الزحیلی"

See other formats


ايا الث سمب س. ازول إذادم امكسكم 





الأسَاذ اللنور وهر لرصل 


المجلد السادس 
الجزدان ١١ 1١‏ 







ظ 


أفاق معرفة متجددة 


(لقدددر) 
هله دار الفكر - دمشق - البرامكة 


َ للا" ل/ا4 8297 لاكلث١.‏ 


2 ...م دجويال 
لتومءى)! 1 , ببجتحو//: مقاط 
ع ا ا :أتقص 


التفسير المنير 
في العقيدة والشريعة والمنبهج 
أ.د. وهبة الزحيلي 
الخلد السادس 
الرقم الاصطلاحي: كك ١اكءى ١1519‏ 
الرقم الدولي: 1-59239-160-5 :15821 
الرقم الموضوعي: 5١١‏ (القرآن وعلومه) 
*1 صعء ١7‏ <ا 56 سم 
الطبعة العاشرة: 17٠‏ اهصه 9١٠1م‏ 
ط؟/0.8كم 
© جميع الحقوق محفوظة لدار الفكر دمشق 








المجلد السادس 
الجزدان 1١١‏ ؟١‏ 








لله )1١(‏ - التويع) : و / "و ش 0 


مواخذة المتخلفين الأغنياء بغير عذر 


دس م لس ص جح خ الو مد “مز أ وم 0 
«#© إِنَمَا أ اب سين 
م مال القن وَطَبَمَ أله 40 ظلريمْ 2 2 ا © 


المفردات اللغوية: 


إِنّمَا أَلْسَّبِيِلُ) بالمعاتبة « يويك في التخلف عن الجهاد رإوَهُمٌّ 
أيفية)» واجدون للأهبة «إرصُوأ بأن يَكووا مَمَ مم ألْحََالِ قف استعناف لبيان 
ماهو السبب لاستئذانهم من غير عذرء» وهو ا بالدناءة والانتظام ف 
جملة ا من النساء والصبيان باعي كارا نل للدعة والراحة ٍ 
0ك رو 


507 لا‎ 5-6 ١ 4 


المناسية: 


لما قال الله تعالى في الآية السابقة: : (إما عن الْمَحْيِدينَ ين من سبل قال في 
هذه الآية: إنما السبيل على من كان مستأذناً من الأغنياء» أي إن طريق المعاتبة 
بالتخلف عن الجهاد لهؤلاء المنافقين. 


التفسير والبيان: 


لما بيّن الله تعالى من لا سبيل عليه وهم ذوو الأعذار بحق» ذكر من عليهم 
السبيل» أي إن الملامة والمعاتبة لا على المحسنين» وإنما على هؤلاء الذين 
يستأذنون في القعود عن الجهاد. وهم أغنياء قادرون على إعداد العدة من زاد 
وراحلة وسلاح وغير ذلك» فلا عذر لهم ألبتة» والسبب في استحقاقهم 
المؤاخذة: أنهم رضوا لأنفسهم بأن يكونوا مع الخوالف والخالفين من النساء 





. لليّءِ )1١(‏ - التويم) : و /*و 


والصبيان والعجزة والمرضى والمعذرين المفسدين» فكان شأنهم قبول المهانة 
والمذلة والانتظام في جملة الخوالف. وذلك من أخس مظاهر الخزي والعار في 
عرف العرب وغيرهم. وقد تكرر هذا مع الاية السابقة [/ا41] لترسيخ هذا 
الوصف فيهم. وللتأكيد في التحذير من سوء أفعاطهم. 

وترتب على تقصيرهم ما قاله تعالمى في الآيتين: «وطبَّمَ لَه عل هلويم 4 ظ 
أي وختم عليهاء حتى لا يصل إليها الخيرء ولا ينفذ إليها النورء فهم لذلك 
لا يهتدون» ولا يعلمون ما في الجهاد من منافع الدين والدنياء بسبب ما 
أحاطت بهم خطاياهم وذنوبهم» فأصبحوا لا يدركون حقيقة أمرهم» وسوء 


عاقبتهم. 


فقه الحياة أو الأحكام: 


الإسلام دين العقل والمنطق والواقعية» كما أنه دين الرحمة والحق والعدل» 
لذا فإنه تعالى نفى السبيل على المحسنين» أي رفع العقوبة والإثم عن المؤمنين 
ذوي الأعذارء وأوجب العقوبة والمأثم على المنافقين المستأذنين وهم أغنياء 
. ذوو قدرة على الجهاد بالمال والنفس. وقد كرر تعالى ذكرهم للتأكيد في التحذير 

فلا عذر لهم بالتخلف عن الجهاد» وإنما كان السبب في استئذانهم رضاهم ٠‏ 
بالدناءة والخسة. وخذلان الله تعالى إياهم» وأن الله طبع على قلوبهم» بسبب 
سوء أعماهم. 


ويالها من خسارة! فقد شل فيهم عنصر أو أداة التمييز بين الخير والشرء 
وبين المصلحة والضرر. وإنهم خسروا الدنيا والآخرة» ففي الدنيا أصبحوا 
قوماً منبوذين عن المجتمع» وفي الآخرة ينتظرهم العذاب الأليم. 


لله )1١(‏ - اليا : 9 / 5-4و 7 


اعتذار المنا ففين المت لتخلفين عن غزوة تبوك 
وحلفهم الأيمان الكاذيبة 


([ يَحَنَذِرونَ َم اه جنثز تم ثل لا موا ك ومن لحم د 1 
لَه نَ لْمبَارِكُمْ م وَسَيرَى أله عَمَلَكُم ورَسُومٌ ثح ردت إِلَّ عدر ألْحَيْبِ 
وَألسَّهَدَ 07 يما كُثْر صَمَلوهَ 9 سَيَْلِفنَ ينه حم إذا أفَبَثر 
إلى تعضأ 2 عَبْمْ دأعرضطوأ عَنه ِنَّكُمٌ رِحَسٌ م يما 
كار ١‏ ل 0 0 فين كَرْضَوَا عنم فَإِرَ 
أن 1 كرض عن انور لْمَسِقِنَ 0©9)» 


لا 


0 


القراءات: 
«( موه : 
وقرأ السوسي» وحمزة وقفاً: (ماواهم). 
الإعراب: 


(إمَدَ تَأ4 نبأ : بمعنى أعلم. وهو يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل» ويجوز أن 
يقتصر على واحد» ولا يجوز أن يقتصر على اثنين دون الثالث. ولهذا لا يجوز 
أن يكون «مِنْ4 في قوله: «إمِنْ بن أُنبَايكُم» زائدة» وإِعما تعدى إلى مفعول 
واحد» ثم تعدى بحرف جر. 
البلاغة: 


«عدل الْعَيْبِ وَألشَّهْدَةْ4 بينهما طباق» وقوله: 2 


. يغ يبوت 


-ٍ 


لوه )1١(‏ - الي : 9 /4هة-دة 


عَنَلِِ 4 أي إليه» فوضع الوصف موضع الضميرء للدلالة على أنه مطلع على 
سرهم وعلنهم. لا يفوت عليه شيء من ضمائرهم وأعماهم. 


إلا يرصن عَنِ آلْمَرْرِ الْتَسِقِنَ) فيه أيضاً إظهار في موضع الإضمار؛ 
لزيادة التشنيع والتقبيح ‏ وأصله: له يرضى عنهم. 


المفردات اللغوية: 


يَحْتَدِرُونَ إل في التخلف «(إو َجَعْثْرَ لم4 من الجهاد أو من هذه 
السفرة «لَا تَتَتَذِرُو4 بالمعاذير الكاذبة؛ لأنه «إآن فون لَحكْمْ» لن 
نصدقكم؛ لأنه مد َك آنه ِنَ ناكم أي أخبرنا بأحوالكمء وأعلمنا 
بالوحي إلى نبيه بعض أخباركم» وهو ماني ضمائركم من الشر والفساد 
(وَسَيرَى أَلَّهُ عَمَدَكُمْ وَرَسُواْمم هل تتوبون عن الكفر أم تبقون عليه» وكأنه 
إعطاء فرصة للتوبة (إثم تُردُورت» بالبعث 9 إل عدي الْعَيْبِ وَالنَْدَةَ4 
أي إلى الله. والغيب: كل ما غاب عنك علمه. والشهادة: كل ما تشهده 
وتعرفه من عالم الحس (إ مَيَنَنَكْم يما كُثْرٌ تَنْمَوْنَ4 فيجازيكم عليه بالتوبيخ 
والعقاب عليه «( أنْقََئَبُرٌ 6 رجعتم إليهم ووصلتم من تبوك «ز لِتَعَرضوأ ع 
لتصفحوا عنهم ولا تعاتبوهم (دَعَرصُوأ ع6 ولا توبخوهم و« إِنَبم 8 
قذرء لخبث: باطنهم» فيجب الإعراض عنهم» ولا ينفع فيهم التأنيب 
وَمَأْوَنِهُمْ جَهَتَمْ 4 من قام التعليل» أي إن النار كفتهم عتاباً» فلا تتكلفوا 
عتابهم «إفَِن كَرْصَوَا عنم َرَت أله المقصود من الآية: النهى عن الرضا 
عنهم والاغترار بمعاذيرهم» بعد الأمر بالإعراض وعدم الالتفات نحوهم. 
فلا ينفع رضاكم مع سخط الله وتأكد عقابه إياهم. 


سبب النزول: 


روي عن ابن عباس أن هذه الآيات نزلت في الجدٌ بن قيس» ومُعَنَّبِ بن 


لي )1١(«‏ - التو : ؟ /4و-ده 4 


قَشَير وأصحاءهما من المنافقين» وكانوا مُانين رجلاً» أمر النبي كَلِ المؤمنين لما 
رجعوا إلى المدينة بألا يجالسوهم ولا يكلموهم. 

وقال قتادة ومقاتل: إنها نزلت في عبد الله بن أَبَنَّ فإنه حلف للنبى كَل بعد 
عودته ألا يتخلف عنه أبداًء وطلب أن يرضى عنهء فلم يفعل. 
المناسية: 

بعد أن لام الله تعالى المنافقين المعذّرين الذي .انتحلوا الأعذار للتخلف عن 
غزوة تبوكء وعذر امحقين من أصحاب الأعذار» ورفع الحرج عن الضعفاء 
والمرضى والفقراءء أخبر المؤمنين بما سيكون من أمر المنافقين الذين تخلفوا في 
المدينة وما حوها عن تبوك» بعد عودتهم. وهذا من شأن الوحي على الني كك 
ومن الإخبار عن المغيبات في المستقبل. 
التفسير والبيان: 

هذا كلام مستأنف قصد به الإخبار عن المنافقين إذا رجع المؤمنون من تبوك 
إليهمء أخهم يعتذرون إليكم أيها المؤمنون عن سيئاتهم وتخلفهم عن القتال بغير 
عذر إذا رجعتم إل من غزوة تبوك. قل لهم أيها الرسول: لا تعتذروا 
بالأعذار الكاذبة؛ لأنا لن نصدقكم أبداً. 

والسبب في عدم تصديقكم أن الله قد أخبرنا سلفاً بالوحي إلى نبيه بعض 
أخباركم وأحوالكم: وهو ما في ضمائركم من الشر والفساد ومناقضة 
ويعلم مستقبلكم من الإصرار على النفاق أو التوبة منهء فإن تبتم فإن الله يتقبل 
توبتكمء ويغفر لكم ذنوبكمء وإن مكثتم فيما أنتم عليه من النفاق» عاملكم 


وفي هذا ترغيب لهم بالتوبة وإمهال لإظهارها وإصلاح شؤونهم. 


86 ليه )1١(‏ - التريا : 9 /4؟-دو 


ثم يكون مصيركم إلى الله عالم الغيب والشهادة» فيعلم ما تكتمون وما 
تعلنون» فيخبركم بأعمالكم خيرها وشرهاء ويجزيكم عليهاء علماً بأنكم 
أشد عذاباً من الكفارء كما قال تعالى: (إنَّ أَلْتَفِتِنَ فى ألدَّرَكٍ الْأَسَمَلٍ مِنَ 
َلثَا 4 [النساء: ]١50/54‏ وقوله: ( نينم » تصريح بالتوبيخ والعقاب على 
أعمالهم. 

وهذا يتضمن ضرورة تجنب المعاذير الكاذبة» وتحاثى كل ما يعتذر منه من 
السيئات» كما قال ككل فيما رواه الضياء عن أنس: «إياك وكل أمر يعتذر 


منه). 

ثم أخبر الله تعالى عنهم أنهم سيؤكدون تلك الأعذار بالأيعان الكاذبة» 
فقال: «سَيَحْلِمُونَ باللّهِ4 أي إنهم سيحلفون لكم بالله معتذرين» لتعرضوا 
عنهم» فلا تعاتبوهم ولا تؤنبوهم على قعودهم مع الخالفين من النساء 

فأعرضوا عنهم ولا توبخوهم, احتقاراً لهم ؛ لأنهم رجس أي قذر معنوي» 
وخبث نجس بواطنهم واعتقاداتهم » لا يقبلون التطهير. وهذا علة الإعراض 

ومأواهم في آخرتهم جهنم جزاءً بما كانوا يكسبون في الدنيا من الآثام 
والخطايا. وهذا من تام التعليل» وكأنه قال : إنهم أرجاس من أهل النار.» لا 
ينفع فيهم التوبيخ في الدنيا والآخرة. 

ثم أعلمنا الله تعالى بأن أعانهم الكاذبة التي يحلفونها هي مجرد استرضاء 
لكم» لتستديموا في معاملتهم كأهل الإسلام. 

وإنكم إن رضيتم عنهم» فلا ينفعهم رضاكمء إذا كانوا في سخط الله 
ويصدد عقابه» بسبب فسقهم » أي خروجهم عن طاعة الله وطاعة رسوله» 


ليْةَ )1١(‏ - التوي : و /4هو-:ه ل 


فليكن همهم إرضاء الله ورسوله؛ لا إرضاؤكم» كما قال قفال > « تحير 

مِنَ الئاس ولا سَتَحَفُونَ من الله وَهْوَ مَعَهُمْ4 [النساء: ]٠١8/4‏ وقال سبحانه: 
(ككثر هد رقنة 4 صِدُورهم ضنََ أ دلِكَ آم قوم 7 يَفَفَهُونَ © 
[الحشر: .]1١7/09‏ 

وهذا ل إل : ف الوين باريد عنهم» ال 
تحرف ومواقف الحزم 0007 

ونظراً لأهحمية هذه المعاني أعيدت هنا مرة أخرى, ويكون الكلام شاملا 
مناهج المنافقين كلهم» سواء كانوا من أهل الحضر وهم من سبق أو من أهل 
البادية» وهم المقصودون هنا. 
ففه الحياة أو الأحكام: 

دلت الآيات على الأحكام التالية: 


١‏ - عدم تصديق المنافقين في اعتذاراتهم» بعد إعلام الله بحقيقة أمرهم 
وأخبارهم. 

5 - المستقبل خير شاهد وكفيل لإظهار كذب المنافقين. 

* - الله تعالى عالم بكل شيء» يعلم السر وأخفىء. ويعلم مافي بواطن 
المنافقين من خبث ومكر ونفاق» وكذب وكيد. وني هذا تخويف شديد. وزجر 

- الجزاء على الأعمال ثابت» يردع كل فاسق وعاتٍ وظالم. 

- المنافقون أنجاس أرجاس رجساً معنوياً يقتضي الاحتراز عنهم» كما 
يجب الاحتراز عن الأرجاس الحسية» خوفاً من التأثر بأعمالهم والميل إلى 


١‏ ليه )1١(‏ - الو : و //او-وه 





طبائعهم. وزادهم رجساً أنبم حصب جهنم هم لها واردون» جزاء بما كسبوا 
في الدنيا من أعمال النفاق وخيث الأفعال وسوء الأخلاق. 


3 ينبغي الابتعاد عن كل ما يقتضي الاعتذار م١‏ من الذنوب والسيئات. 


ل 200 
الإمان الحق التماس رضا الله تعالى» أخرج الترمذي عن عائشة أن رسول الله 
كِةِ قال: «من التمس رضاء الله بسَخحْط الناس» كفاه الله مؤنة الناس» ومن 
التمس رضاء الناس بسّخط الله» :وكله الله إلى الناس». 


- إن سخط الله على المنافقين وأمثاهم إنما هو بسبب فسقهم وخروجهم 
عن دائرة الطاعة الواجبة للّه وللرسول. 


كفر الأعراب ونفاقهم وإيمانهم 


(الكراث أعَدُ حكذا ونه وَلعَمَدُ ألا ينلا خثرة ما وَل َه عل 
د 


حر سر هر 


َسُولو. وَللَهُ عَلِيِمٌ حكم 9 ون )| و مَن يَتَّحِدُ مَا سف مغْرما وياريص 
ليق ابر المرء َل ميا 5-1 © د درك القراب كن 
ؤم بِللَهِ وَالْيَوْوِ الْآخْرٍ وَيَنَحِْدُ مَا يُنفِقُ فُرْيْتٍ عِندَ أله وَصَلَوتِ 
ا اه َه ف مَتَيَوْ إن لله عد يحم ©)» 


رس له 


«إدايرة لسع 6 : 
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو (دائرة السّوء). 


(0ة) : 


لد )1١(‏ - التي : و /ل/او-وو إل 





وقرأ ورش (قرَبة). 


الإعراب: 


ع 


«عَتَهِرَ دايرة لْسَوْءِ 6 مبتداً مؤخر وخير مقدم ء والدائرة في الأصل: 
مصدر أو اسم فاعل من دار يدورء سمي بها دورة الزمان» وهي هنا ما يحجيط 
بالإنسان حت لا يجد له منه مخلصاًء وأضيفت إلى السوء (بضم السين وفتحها) 
للمبالغة والتأكيد والبيان» كقولهم: همس النهارء» ورجل صدق. 


(كُوْنْتٍ عِندَ للَّهو4 «ُرْنْتِ4: مفعول ثان ليتخذء ولعِندَ اللو): 
صفتهاء أو ظرف ليتخذ. 


البلاغة: 


00 


«سَيْدْمِظْهُمُ أَلَّهُ في يَتمتوَّ مجاز مرسل أي في جنتهء من باب إطلاق 
الحال وإرادة المحل أي محل ال رحمة. 
المفردات اللغوية: 

(الْترّي» لفظ عام معناه الخصوص في جماعة من أهل البدو من 
العرب» والعرب: من ينطق بالعربية» سواء البدو والحضر وميت العرب 
عرباً؛ لأن ولد إسماعيل نشؤوا من عَرَّبَة» وهي من تبامة» فنسبوا إلبها (أَمَدٌ 
مكدر ونان من أهل المدن» 00 وعلط اغيم او 00 
القرآن (وَلخدزٌ» أحق وأولى «ألا يحلموأً4 أن لا يعلموا ([حدود م ل 
أدَدُ عل رسْوله. 4 من الأحكام الشرائع ائع «عَلِي 4 بخلقه «(حكم4 في صنعه 


مَغْرَما4 غرامة وسيزانا لازماً؛ لأنه لا يرجو توابه بل ينفقه خوفاًء 


مس و ور 


وهم أسد وغطفان «ويترئض4 ينتظر بك دير دوائر الزمان ذات 


15 لله )01١(‏ - التوتع) : و /لاو-وو 


الضرر والسوء أن تنقلب عليكم فيتخلص من الإنفاق 9عَهِمْ دَايرَةُ السو 
اعتراض بالدعاء عليهم بنحو ما يتربصونه» أو الإخبار عن وقوع ما يتربصون 
عليهم. أىئ يدور العذاب والهلاك عليهم» لا عليكم. والسوء: اسم لما يسوء 
ويضر «وَأَلّهُ سَمِيعٌ لأقوال الناس وما يقولون عند الإنفاق «عَليِ2» 
بأفعالهم وبما يضمرون. 

«ومن الْْحَرَاِ من ودس ,أنه كجهينة ومزينة 9فَرْيتقِ جمع 
قربة: وهي ما يتقرب به إلى الله تعالى» ويقصد بها هنا اتخاذ المنزلة والمكانة عند 
لله (وَصَلَوتِ أَلسُولِ) جمع صلاة ويراد بها هنا دعاؤه واستغفاره» فالصلاة 
من الله تعالى: الرحمة والخير والبركة» قال تعالى: «هُوٌ الى يصَلْ عي 
ملك 0 [الأحزاب: 86/ 2:] والصلاة من الملائكة: الدعاءع» وكذا هي من 
الني يلله؛ كما قال تعالى: «وَصَنٌّ يهم إِنَّ صَلوتك سكن 4 [التوبة: 4/ 
0 أي دعاؤك تثبيت لهم وطمأنينة ال-4 استئناف بحرف التنبيه « إتَبَ/4 أي 
نفقتهم « قري لم6 أي تقربهم من رحمة الله 9سَيدِلهُرٌ أَّهُ فى بمَيوء)» 
جنته (إِنَّ أله عَفُورٌُ لأهل طاعته ( يحم بهم. 


سبب النزول: 
نزول الآية (/91): 


مج + 
ع 


«الأْعرابٌ4 قال الواحدي: نزلت في أعاريب من أسد وغطفانء ومن 
أعاريب حاضري المدينة. 
نزول الآية (19): 


«وَمِنَ الْأْعَرَابٍ مَن يُؤصَ»: أخرج ابن جرير الطبري عن مجاهد 
أنها نزلت في بن مُقَرّن الذين نزلت فيهم: «إملا عَلَ لذت إِذَا مآ أتوك 
ِتَحْيِلَهم 6 [التوبة: 97/4] وأخرج عن عبد الرحمن بن معقل المزني قال: كنا 


عشرة ولد مقرّنء فنزلت فينا هذه الآية. 


لله )1١(‏ - التوع) : و /لاو-وو يل 


بعد أن ذكر الله تعالى أحوال العرب مؤمنيهم ومنافقيهم بالمديئة» ذكر 
أحوال الأعراب خارج المدينة وهم سكان البادية» وأخبر أن في الأعراب 
كفاراً ومنافقين ومؤمنين. ويرى الرازي أن هذه الآيات كسابقتها مباشرة 
تخاطب منافقي الأعراب وأصحاب البوادي أي الصحاري. ويرى المفسرون 
الآخرون أن ما سبق كله في منافقي المديئة وهذا في منافقي الأعراب. 


التفسير والبيان: 

إن كفر بعض الأعراب سكان البادية ونفاقهم أعظم من غيرهم وأشدء 
وأحرى وأولى ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله أي فرائض الشرع؛ 
لأنهم أغلظ طبعاً وأقسى قلباًء وأكثر جهلاً. روى أحمد وأبو داود والترمذي 
والنسائي عن ابن عباس عن رسول الله يك قال: «من سكن البادية جَفاء ومن 
اتبع الصيد غَمَلء ومن أى السلطان افتقن» ورواه أبو داود والبيهقي أيضاً عن 
أبي هريرة مرفوعاً» وزاد فيه: «وما ازداد أحد من سلطانه قرباً إلا ازداد من. 
الله بُعْداً» لأن السلاطين لا يريدون غالباً النصح وصراحة القول» فلا يتقرب 
منهم إلا المراؤون عادة. والله عليم واسع العلم بأعوال علسابن اهل ادن 
والبوادي» حكيم فيما شرعه لهم وفيما يجازي محسنهم ثوابا ومسيئهم عقابا. 


وليس هذا طعناً في الأعراب وإنما هو وصف لأحوالهم» وذم لواقعهم ما 
داموا راضين به» وكل من نزل البادية فهم أعراب. وأما من استوطن القرى 
والبلاد فهم عرب. ولا يقال للمهاجرين والأنصار أعراب. إنما هم عرب». 
وقد قال النى كَل : «حب العرب إعان»200. 

ومن الأعراب أناس ينفقون أموانهم رياءً أو تَقيّة وتقرباً للمسلمين 


)١(‏ حديث ضعيف رواه الطبراني في الأوسط عن أنس بن مالك. 


1 ليه )1١(‏ - التو : و /لاة-وه 


درن ذللقف يقرها وخسارة؟؛ لأخبم لا يرجون به ثواباً عند الله وينتنظرون 
بكم الحوادث والآفات» فيتخلصون من الإنفاق» وقد كانوا يتوقعون انتصار 
المشركين على المؤمنين» فلما يئسوا انتظروا موت النبي كل ظناً منهم أن 
الإسلام ينتهي بموته. 

روي أنهم أسد وعَطَفَان كانوا يفعلون ذلك. فرد الله عليهم: «عَتّهِرَ 
سخ 0 رونا عِ عاا هم 
دايرة السو أي هى منعكسة عليهم . والسوء دائر عليهم وحدهم» اوان 
هذا دعاء عليهم بنئحو ما ينتظرونه ف المسلمين» وقد تحفقق هذا الدعاع» 
فدارت دائرة السوء والشر عليهم» وأصيبوا بالهزيمة والخيبة والخذلان؛ والله 
ا ولدعاء عباده عليهم» ؛ عليم بما يضمرون وبمن 
يستحق النصر ممن يستحق الخذلان» كما قال تعالى : قل هل ترتضصوت 5 
د لك لحي بك تك يك اه يب 1 4 يِعَدَابٍ سن 
عندروه أو ِبدسَ4 [التوبة: 07/9] . 


وكما أن في الأعراب كفاراً ومنافقين» فيهم أيضاً مؤمنون لقوله تعالى: 
ويس الْْْرَابِ من بُإصنٌ4 أي وبعض آخر من الأعراب يؤمنون إعاناً 
صحيحاً : مثل جهينة ومُرَّيْنة» وبنو أسلم وغفارء وقال مجاهد: :اهم بنو مُقَرن 
من مُرّينة» وهم الذين قال الله فيهم: ولا على اليرت إِدا ارات 
لِتَحْدِلَهُمْ 4 وهؤلاء الذين يتخذون ما ينفقون في سبيل الله قربة يتقربون بها 
عند الله تعالى» ويبتغون بذلك دعاء الرسول لهم» أي صلواته. 

ألا إن ذلك قربة حاصلة لهمء وهذا شهادة من الله بصحة معتقدهم» 
وتصديق لرجائهم وتمنيهم» على الاستئناف مع حرف التنبيه» وإِنْ امحققة 
للنسبة. وضمير « م4 لنفقتهم. ش 


سيدخلهم الله في رحمته أي في جنته ورضوانه» وهذا وعد لهم بإحاطة 
الرحمة بهم» إن الله غفور رحيم واسع المغفرة والرحمة للمخلصين في أعمالهم» 


لله )1١(‏ - التويج) : و /لاو-وو 7 


فهو يستر لحم ما فرط منهم من ذنب أو تقصير»ء وي رحمهم بهدايتهم إلى صالح 
الأعمال المؤدية إلى حسن الختام والمصيرء والعائة الرضية و بعتم 0101 ابل في 
إثباتها لهم في مثل قوله تعالى : « مُبَسَرَهُم ع برَحْمَةٍ مِنَهُ وَرِضونٍ وجَنََّتِ 
هم فيا تيم مُقيمٌ )© [التوبة: ]0١/4‏ . 
فقه الحياة أو الأحكام: 
دلت الآيات على أن في الأعراب كفاراً ومنافقين ومؤمنين. أما الكفار 
والمنافقون فهم أشد كفراً ونفاقاً من غيرهم»ء بسبب قسوة البيئة التي يعيشون 
فيهاء وضعف مستوى الثقافة والمعرفة والعلم في أوساطهم. مما يجعلهم قساة 
الطباع والأكباد والقلوب. ويرتعون في مفاسد الجهل والأهواء ونقص 
السياسة والتأديب. 

6 أيضا الل أمل بألا يعلموا حدود 007 ومقادير التكاليف 

وترتب على ذلك 0006 

أونها - لاحق لهم في الفيء والغنيمة» كما قال النبي يكل في صحيح مسلم 
من حديث بريدة : ثم ادعهم إلى التحوّل من دارهم إلى دار المهاجرين» 
وأخبرهم بأنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين» 
فإن أبوا أن يتحولوا عنها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين» يجري 
عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين» ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء 
شىء .2 إلا أن يجاهدوا مع المسلمين». 

وثانيها - إسقاط شهادة أهل البادية عن الحاضرة؛ لما في ذلك من تحقق 


77/8 تفسير القرطبي:‎ )١( 


14 للد )1١(‏ - التو : و /لاو-وه 





التهمة. وأجازها أبو حنيفة قال: لأنها لا تراعى كل ثُِمّة» والمسلمون كلهم 
عنده على العدالة. وأجازها الشافعى إذا كان عدلاً مرضياًء قال القرطبي: 
وهو الصحيح. 

وثالثها - أن إمامتهم بأهل الحاضرة ممنوعة؛ لجهلهم بالسنة» وتركهم 
الجمعة. وقال الشافعي والحنفية: الصلاة خلف الأعرابي جائزة. 

ومن الأعراب جماعة منافقون يعدون النفقة خسارة» وينتظرون أن تحيط 
الدواهي والمصائب والحوادث بالمسلمين ليتخلصوا مره من الإنفاق. فقوله: 

( ويتريض 28 ألدوير4 يعني الموت والقتل» وانتظار موت الرسول ِل 
وانتصار المشركين 9 ولكن الأمر سيكون بالعكس مما تتوفعون: فعليهم 


وحدهم دائرة العذاب والبلاء. 
وبعض آخرون من الأعراب مؤمنون» وصفهم الله بوصفين: 


الطاعات حىّ الجهاد من تقدم الإرعان. 


والثاني: كونهم ينفقون أموالهم تقرباً إلى الله تعالى» وبقصد التوصل إلى 
صلوات الرسول ككلِةِ أي استغفاره ودعاتئه؛ لأن الرسول يكةِ كان يدعو 
للمتصدقين بالخير والبركة. وستعير لهم. كقوله: «اللهم صل على آل أبي 
أوفى» وقال تعالى : (إوَصَل صَلْ عَيْهم4 كما تقدم. 


رس ل رفظ 


وقد شهد الله تعالى بقوله : « ألا إِنَبَا َب 0 السستوة ديق ة با اميه 
من كون نفقته قربات وصلوات» أي إن نفقاتهم تقربهيم من رحمة الله» وذلك 
حاصل هم وهو وعد من الله والله له يخلف الميعاد. 


ليه )0١(‏ - التو :1 /١٠-؟١‏ 1 





أصناف الناس فى المدينة وما حولها 
وَالْسَبِهُونَ الررو من الْمَهنْجرنَ وَالْانصار وَألْدنَ أتَبعوهم بإِحْسن ضوح 
لدع وشا عه لَه لحت نيد تنه لتر حَدِيِتَ ييا 


سخ #0 


نذا ذلك العور لْعظِيم 629 وَمِمَّنْ عن ولك م لحرا ممَِفِفُون وَمِنَ أهلٍ 
لتيئة ميضا عل اق 8 ملل هن تلنيع سَشييم تيقق م 
د 01 عَذَابٍ عطي 3 وءَاحرونَ عرفو ويم م 2 عل عتما 
وَمَلسر سيكًا عم الله 0 بوب عنيز 3 أ علد جيذ ©» 
القراءات : 


«جَنَّتِ صرق عَنَهَا الأتْهرٌ) : 


وقرأ ابن كثير (جنات تجري من تحتها). 
الإعراب: 

(وَالمُونَ4 مبتدأء وخبره ( رض ألَّهُ عَنْهْم4 ومعناه: رضي الله عنهم 
لأعمالهم وكثرة طاعاتهم. 

لأقنق " اقل الكليكة انرذوا 4 ملف عل # الاوك :012 6 ا بغي 
محذوف تقديره: قوم مردوا على النفاق» فحذف الموصوف وأقيمت الصفة 
مقامه. مثل: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا. 
البلاغة: 

«عَمَلا لعا وََاحرَ سينا بين الصالح والسيء طباق. 
المفردات اللغوية: 


هه 


( وَاَلسَبِفُونَ لْأُولونَ مر من الْمهلجرينَ وَلْأنْصَار 4 4 وهم من شهد بدراًء أو 


6“ ْ لوه )1١(‏ - التويع : 9/١٠٠1-؟١٠‏ 


الذين صلوا إلى القبلتين» أو الذين أسلموا قبل المجرةء وأهل بيعة العقبة 
الأولى وكانوا اثفي عشرء وأهل العقبة الثانية وكانوا سبعين» والذين آمنوا. 
حين قدم عليهم أبو زُرّارة مُصعّب بن عميرء أو جميع الصحابة 9وَالْدِنَ 
أتَبَعُوهُم بِإِحَسَسنِ4 اللاحقون بالسابقين من الفئتين» أو الذين اتبعوهم 
بالإمان والطاعة إلى يوم القيامة 9[ رصع أللّهُ عَنم» أي قبل طاعتهم وارتضى 
أعمالهم وَرَضوأ عَنْهَ 4 بما نالوا من نعمه الدينية والدنيوية» أو بما أفاض 
عليهم من نعمه الجليلة في الدين والدنيا. 
(وَمِئَنْ ولك ممن حول بلدتكم المدينة يا أهل المدينة ( مُتْفِفُونَ هم 

جهينة ومزينة وأسلم اي وغفارء كانوا نازلين حوها (مَرَدُوا4 2 
وحذقوا واستمروا 9لا م4 لا تعرفهم بأعيانهم أيها النبي ([ سَتْعدبهُم 
مَرَّتَيْنِ 4 بالفضيحة والقتل في الدنياء وعذاب القبرء أو بأخذ الزكاة وإنهاك 
الأبدان 3 ثرت ) في الآخرة © إِلّ عَنَابِ بِ عظيم 4 هو النار. 


(حَلَطُاْ عَمَلَا َلِمَع هو الجهاد السابق قبل ذلك أو إظهار الندم 0 
«وََائَرَ سَيَنَ)4 وهو تخلفهمء وهم أبو لبابة وجماعة من المتخلفين أوثقو 
أنفسهم على سواري المسجدء لا بلغهم ما نزل ف ادرف الفا 1 
يحلهم إلا البي ككد. ٠‏ فحلّهم لما نزلت «إعََى أَنّهُ أن يبوب عَلَييم6 أن يقبل 
توبتهم زان لله عَفُورٌ ود بحم 6 يتجاوز عن التاتب ويتفضل عليه. 
سبب النزول: 

(وَالسَْبِفُونَ الْأَوَلُونَ4 : الصحيح عند الرازي أنهم السابقون في الهجرة وفي 
النصرة. 

«وَّمِئَنَ حَوَلَك): قال البغوي» والواحدي نقلاً عن الكلبي: نزلت في 
جهينة ومُرَيْئَة وأشجع وأسلم وغفار من أهل المدينة أي كانوا عر المدينة. 
يعني عبد الله بن أبي» وجَدَ بن قيسء ومُعَنَّب بن قُشّيره والجلاس بن سويد»' 
00 عَاهرَ الراهيانة 7 


للد )1١(‏ - التوويه : 1 ١١-٠٠٠١‏ 5" 
سوام مءمسيره 

«زوءاخرون اعترفوا بدُييِم 6 : اخوج ابن مردويه وابن أبي حاتم عن ابن 

عباس قال: غزا رسول الله عٍَِ فتخلّف أبو لبابة وخمسة معه» ثم إن أبا لبابة 
ورجلين معه معه تفكروا وندموا» وقالوا لنوثئقن أنفسنا بالسواري فلا نطلقهاء 
حىّ يكون رسول الله لله كل هو الذي يطلقها » ففعلواء وبقي ثلاثة ة نفر لم يوثقوا 
أنفسهم . فرجع رسول الله علد من غزوهء فقال: من هؤلاء الموثقون 
بالسواري؟ فقال رجل : هذا أبو لبابة وأصحاب له تخلفوا فعاهدوا الله أن لا 
يطافواا انتسيم سق تكون أنت الدى نقيت » فقال: لا أطلقهم حتى أؤمر 
بإطلاقهم» فأنزل الله: «وَءَاحَرونَ أعترفأ يدُثويِمَ6 الآية. فلما نزلت أطلقهم 
وعذرهم. وبقي الثلاثة الذين لم يوثقوا أنفسهم لم يذكروا بشيء » وهم الذين 
قال الله فيهم: «واخروت مُرَحَوْنَ لام ألو الآيةء فجعل 56 يقولون : 
هلكوا إذ : ينزل غاريم» وآخرون يقولون: «([عسَى أنه أن 2 َ خآ 


020011 


حتى نزلت: «روعل عع ليرت حُلْفوا4. 
المناسية: 


بعد أن ذكر الله تعاللى فضائل قوم من الأعراب ينفقون تقرباً إلى الله تعالى 
ومن أجل دعاء الرسولء» أبان فضائل قوم أعلى منهم منزلة وأعظمء وهي 
منازل السابقين الأولين» ثم أتبعهم ببيان حال طائفة من منافقي المدينة وما 
حولاء وإن كانوا غير معلومين بأعياهم» وحال طائفة أخرى خلطوا صالح 
العمل بسيئه وهؤلاء يرجى قبول توبتهم» 1 عاد بعدئذ لبيان حال طائفة 


أخرى يرجى أمر قبول توبتهم إلى الله: «[ وَاخَروت مَرْجَونَ لخر َه [التوبة : 
.]٠ 6/6‏ 
التفسير والبيان: 


يخبر الله تعالى عن رضاه على أرفع منزلة في المسلمين وتفضيلهم على من 
عداهم» وهم السابقون الأولون. وهم ثلاث طبقات : 


بف لوه )1١(‏ - العو ١-١1:‏ 


الأولى: السابقون الأولون من المهاجرين الذين هاجروا قبل صلح 
الحديبية» فتقدموا على غيرهم في اللحجرة والنصرة. وأفضل هؤلاء الخلفاء 
الراشدون الأربعة» ثم العشرة المبشرون بالجنة» وأول السابقين من 
المهاجرين: أبو بكر الصديق رضى الله عنه؛ لأن المعول عليه في السبق: 
الأعان وميد وانلهاة وابذتواتضية: 

والثانية: السابقون الأولون من الأنصار: وهثم أصحاب بيعة العقبة 
الأولى في مِى سنة إحدى عشرة من البعثة» قسنة 
العقبة الثائية» وكانوا سبعين. رجلاً وامراتين 


والثالثة: التابعون للأولين بإحسان: أي بالإبمان والطاعة إلى يوم القيامة. 


وهؤلاء جميعاً رضي الله عنهم بقبول طاعتهم وارتضاء أعمالهم» ورضوا 
عنه بما أسبغ عليهم من نعمه الدينية والدنيوية» فأنقذهم من الشرك 
والضلال» ووفقهم إلى الخيرء وهداهم إلى الحق» وأعزهم وأغناهم. وأعز 
بهم الإسلام» وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأخمارء خالدين فيها أبداء 
وذلك هو الفوز العظيم الذي لا فوز غيره» وهو فوز شامل» كما أن نعيم 
الجنة شامل للبدن والروخ معا 

ويلاحظ أن الاتباع المطلوب هو الاتباع بإحسان» أي إحسان الأعمال 
والنيات والظواهر والبواطن» أما الاكتفاء بظاهر ادم فلا يحقق شرط 
الإحسان. تويك تعال : 0 1 َي مه تلجت 00 


.]١57 
ثم أخبر الله تعالى عن فئة المنافقين حول المدينة وفيهاء فقال: «ِإوَمِمَنْ‎ 
حَوْكَيٌ » أي إن في المدينة وما حوها مردة المنافقين الذين مرنوا غلى النفاق‎ 
وأتقنوه» وثبتوا واستمروا فيه وم يتوبواء وهم مزينة وجهينة وأشجع وأسلم‎ 


للد )1١(‏ - القع : و ٠١١-1٠٠١/‏ ”3 





وغفارء الذين كانت منازلهم حول المدينة» وكان جماعة منهم آخرون في المدينة 
من الأوس والخزرج» لا تعلمهم أو لا تعرفهم بأعيانهم أيها النبي» ولا تعلم 
عاقبة أمورهم» وإثما عن تصن يلها وبمعرتو "كنا قال تال يهم" :آم 
0 الك و كتير َْشُ أن أن محر أنه أسَعَُمَ 9© ول قن 
لنتكيز تمرنتهر سهد مَل في لي الل وَلنَهُ يتك امكل 
26 [تعمد: 00-7940 , 


وقوله «إوَّمِمَّنَ4 يشير إلى بعضهم» أما الآخرون فهم مؤمنون بدليل ما 
رواه الشيخان عن أبي هريرة أن النبي كَلْهِ قال: «قريش والأنصار وجهينة 
ومزينة وأشجع وغفار موالي لله تعالى» لا موالي لهم غيره» وقال يكل أيضاً 
داعياً لبعضهم : «أسلم سالمها الله. وغفار غفر الله لماء أما إني لم أقلهاء 
قالما الله تعالى». 


هؤلاء المنافقون سنعذيهم في الدنيا مرتين : بالفضيحة والمصائب في أموالهم 
وأولادهم أولاًء ثم بآلام الموت وعذاب القبر ثانياًء أو بأخذ الأموال وإنباك 
الأبدان. قال ابن عباس : بالأمراض في الدنيا وعذاب الآخرة. فمرض المؤمن 
كفارة» ومرض الكافر عقوية. 


ثم يكون لهم عذاب جهنم ء وهو أشد العذاب. 


والغرض من الآية بيان مضاعفة العذاب عليهم. 
.اأو * - 2 5-5 ٠.‏ جف عر 0472 
وهناك فريق آخر حول المدينة وفيها وهم: «وََاحَرونَ أعترفوأ بدَدويِمَ» أي 
إنهم جماعة أقروا بمعاصيهم واعترفوا بها لربيم؛ وهم أعمال أخر صالحة» 
خلطوا هذه بتلك» فهؤلاء تحت عفو الله وغفرانه» إن الله غفور لمن تاسا» 
رحيم بمن أحسن وأناب : إن يمت لله فُريثُ م لْمُحيِنِينَ 4 


--_- 


[الأعراف: /ا/"ة]. 


15 للد )1١(‏ - التيع : 5 /١٠٠-؟١٠‏ 


وهذه الآية» وإن كانت نزلت في أناس معينين إلا أنها عامة في كل المذنبين 
الخطائين امخلطين المتلوثين. قال مجاهد: إنها نزلت في أبي لبابة لما قال لبني 
قريظة: إنه الذبح» وأشار بيده إلى حلقه. وقال ابن عباس وآخرون: نزلت في 
أبي لبابة وجماعة من أصحابه تخلفوا عن رسول الله يكل في غزوة تبوك» فقال 
بعضهم : أبو لبابة وخمسة معهء وقيل: وسبعة معهء وقيل : وتسعة معه... إل 
ما ذكر في سبب النزول. 


فقه الحياة أو الأحكام: 
دلت الآيات على مايأتي: 


أ - تفضيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار: وهم الذين سبقوا 
إلى الحجرة قبل صلح الحديبية» وإلى النصرة في بيعت العقبة الأولى والثانية. 
وقيل: هم الذين صلوا إلى القبلتين» أو الذين شهدوا بيعة الرضوانء» وهي 
بيعة الحديبية» أو أهل بدر. 


وأفضلهم الخلفاء الأربعة» ثم الستة الباقون إلى تمام العشرة المبشرين 
بالجنة» ثم البدريون» ثم أصحاب أحُدء ثم أهل بيعة الرضوان بِالحدَيْبيّة. ولا 
خلاف أن أول السابقين من المهاجرين أبو بكر الصديق. 


وقال ابن العربي: السبق يكون بثلاثة أشياء: وهو التقدم في الصفة أو في 
الزمان أو في المكانء فالصفة: الإيمان» والزمن: لمن حصل في أوان قبل 
أوان» والمكان: من تبوَّأْ دار النصرة واتخذه بدلاً عن موضع اللحجرة. وأفضل 
هذه الوجوه: سبق الصفات. والدليل عليه قول البى ييه في الحديث 
الصحيح : «نحن الآخرون الأولونء بَيْد أخهم أوتوا التكعاب و كثلناء .وأوكيتاة 
من بعدهم. فهذا اليوم الذي اختلفوا فيهء فهدانا الله له. فاليهود غداء 
والنصارى بعد غد» فأخبر النبي يَكِهِ أن من سبقنا من الأمم بالزمان» فجكئنا 
بعدهم. سبقناهم بالإيمان» والامتثال لأمر الله تعالى» والانقياد إليهء 


ليه )1١(‏ - التج : و /١٠-؟٠‏ 6" 


والاستسلام لأمره والرضا بتكليفه» والاحتمال لوظائفه. لا نعترض عليه» 
ولا نختار معه. ولا نبدّل بالرأي شريعته» كما فعل أهل الكتاب». وذلك 
بتوفيق الله لما قضاهء وبتيسيره لما يرضاه» وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا 


ه230, 


والصحابي في علم الحديث: كل مسلم رأى رسول الله كك والتابعي: من 
صحب الصحاي. قال أحمد بن حنبل : أفضل التابعين سعيد بن المسيّب» فقيل 
له: فعلقمة والأسود؟ فقال: سعيد بن المسيب» وعلقمة والأسود. وفي 
التابعين طبقة تسمى المخضرمين: وهم الذين أدركوا الجاهلية وحياة رسول الله 
له وأسلموا ولا صحبة لحم وعددهم كما ذكر مسلم عشرون نفساًء منهم 
أبو عمرو الشيباني» وسويد بن غفلة الكندي» وعمرو بن ميمون الأودي. 
وممن لم يذكره مسلم: أبو مسلم الخولاني عبد الله بن تُوَبِء والأحنف بن 


قيس . 


لكن رجح الرازي: أن السبق ليس في زمن الإيمان أو الإسلام؛ لأن لفظ 
السابق مجمل أو مطلق». يمكن حمله على السبق في سائر الأمورء لكن وصفهم 
بكونهم مهاجرين وأنصاراً. فوجب صرف ذلك اللفظ إلى ما به صاروا 
مهاجرين وأنصاراًء وهو الهجرة والنصرةء فوجب أن يكون المراد منه: 
السابقون الأولون في الحجرة والنصرة» إزالة للإجمال عن اللفظ”". 


سعيرم املايير م 


َ - الرضا الدائم عنهم ؛ لأن قوله تعالى: نض لله عنهم ورضوا 
عه )4 يتناول جميع الأحوال والأوقات» بدليل أنه لا وقت ولا حال إلا 
ويصح استثناؤه منه» مثل وقت طلب الإمامة» ولأن ذلك الحكم معلل 
بكونهم سابقين في ال هجرة» والسبق في الهجرة وصف دائم في جميع مدة وجوده. 


4917 .19٠/” أحكام القرآن:‎ )١( 


(0) تفسير الرازي : 54/15 1١59-‏ 


5" ش لد )1١(‏ - التو : و/١٠٠1-؟١٠١‏ 





ولأن إعداد الجنات لهم يقتضي بقاءهم على تلك الصفة التي لأجلها صاروا 
مستحقين لتلك الجنات. 

وبعض العلماء أثبت هذا المدح لجميع الصحابة؛ لأن كلمة «إمِنّ4 في 
قوله: «إمِنّ الْمُهنَ وَالْأنصرٍ 4 ليست للتبعيض» بل للتبيين» فأوجب الله 
لجميع أصحاب الى يَلِ الجنة والرضوان. وشرط على التابعين شرطأً هو أن 
يتبعوهم بإحسان في العمل: وهو أن يقتدوا بهم في أعمالهم الحسنةء ولا 


م - الرضا عن التابعين والثواب إلى يوم القيامة مشروط باتباع الصحابة 
بإحسان» أي إحسان القول والعملء» فمن لم يحسن القول في المهاجرين 
والأنصار لا يكون مستحقاً للرضوان من الله تعالى» ولا يكون من أهل 
القوان هذا (الحيث: 


- هناك قوم منافقون مردوا على النفاق» أي ثبتوا واستمروا فيه وم 
يتوبوا عنه؛ وهم قوم من الأعراب حول المدينة» يعني مرَّينة وجهينة وأسلّم 
وغِفار وأشبجَعء وقوم من أهل المدينة أيضاً. وهؤلاء لهم عذاب مضاعف: في 
الدنيا بالأمراض والمصائبء وفي الآخرة بالإصلاء (الإلقاء) في نار جهنم. 
وقيل: بالفضيحة في الدنياء ثم عذاب القبر. وقيل بغير ذلك. والأولى في رأي 
الرازي ل قوله تعاق: «اسَنَْْيُْم مَرتَِح على عذاب الدنيا بجميع 
أقسامه» وعذاب القبر» وأما قوله: «شمّ يُرَدُوسَ إِل عَنَابِ عَظِمْ 6 يراد منه 
العذاب في يوم القيامة. 


هَ - ومن أهل المدينة ومن حوها قوم أقروا بذنبهم» وآخرون مرجون لأمر 
الله يحكم فيهم بما يريد. والصنف الأول: إما قوم من المنافقين» تابوا عن 
النفاق وما مردوا عليه. أو إنهم قوم من المسلمين تخلفوا عن غزوة تبوك» لا 
للكفر والنفاق» لكن للكسلء ثم ندموا على ما فعلوا ثم تابوا. 


لله )1١(‏ - التوي : و /١٠1-هء٠١‏ ف 


ومجرد الاعتراف بالذنب لا يكون توبة وإغا هو مقدمة للتوبةء فإذا اقترن به 
الندم على الماضى» والعزم على تركه في | لمستقيا » كان ذلك توبة. 

وقلثات هؤلاء؛ لقوله تعالى: «عََى أَلَّهُ أن يَنوْبَ عَليِمَ4 والمفسرون 
قالوا: إن (عسى) من الله يدل على الوجوب. 


قال ابن عباس : نزلت في عشرة تخلفوا عن غزوة تبوك» فأوئق سبعة منهم ش 
أنفسهم في سواري المسجد. وقال بنحوه قتادة» وقال: وفيهم نزل: (إحُدَ مِنّ 
موا صَدَفَة 4 وهي الآية التالية. 


خذ الصدقة وقبول التوبة والأمر بالعمل الصالح 


35 


(حُذ من مهم صَدََهُ رَهُم وثركهم ا وص عله إن صَلَقَكَ سكن 

. ركب 7 0 9 سوس خآ 

م وله سَميعٌ عم 69 ألز يدايا أ لَه هو يعمل السوبة 1 
نََث ليسم © وثلٍ لقذا مك لله علي وسراة 


َالؤمون وسَمُوْدَ إل عر اليَلِ لدج دز ينا كُمُْ ممه ©» 
القراءات: «صَلَوِنَكَ 6 : قرئ: 

-١‏ (صلاتك) وهي قراءة حفصء وحمزة» والكساي» وخلف. 

31 (صلواتِك) وهي قراءة الباقين. 
الإعراب: 


«( تطهرهم ور كم جملتان فعليتان في موضع نصب عل الال من ضمير 
(2:) أو أن يكون ملو رهم وصفاً لصدقة» وتزكيهم : “حالا مح ضعي 


و 


الإحذ». 


4 ليه )1١(‏ - التي : و /"١1-ه١٠١‏ 
البلاغة: 


ب دده رسع« أو 
لإ إن صلؤتك 4-7 م فيه تشبيه بليغ » وأصله كالسكن» فحذفت أداة 
التشبيه ووجه الشيه. 


أل يَعَلْوَأ)4ي استفهام للتقرير ف النفس » قصل به حثهم عل التوبة 
والصدقة. 


(وََأْحْدُ الصَّدَمَتِ) مجاز عن قبوله ها. 
المفردات اللغوية: 


صَدَقَةُ4 ما ينفقه المؤمن قربة لله «وَُرَكَهِم ييا تنمي بها حسناتهم 

وترفعهم إلى منازل المخلصين ء فأخذ ثلث أموالهم وتصدق بها . (وَصَلٌِ علوم 
ادع لهم واستغفر لسَكَن6 أي تسكن إليها نفوسهم وتطمئن بها قلوبهمء 
والسكن في الأصل : ما تسكن إليه النفس وترتاح من منزل وأهل ومال ودعاء 
وثاء وَل سيعٌ» لاعزافهم (عل) باهم ور أصَدشتِ) 
يقبلها «التََآبُ4 صيغة مبالغة» أي يقبل توبة عباده «اْلْريَِمٌ6 بهم» صيغة 
مبالغة أيضاً . «أْعْمَلُوأ4 ماشئتم «وَسَردوْنَ4 بالبعث «إِلَّ عَرٍ أل 
. وَألَّجَةِ4 الله « تيمك يمَا كم تهَمَلُوَ» يجازيكم به. 
سبب النزول: 
نزول الآية :)٠١(‏ 

«حْذَ من أَمَوَهِم4: أخرج ابن جرير عن ابن عباس: أن هؤلاء الذين 
أطلقهم النبي كَكِةِ من سواري المسجد لا اعترفوا بذنوبهم وتاب الله عليهم» 
وهم أبو لبابة وأصحابه» جاؤوا بأموالهم» فقالوا: يارسول الله هذه أموالنا 
التى كانت سبباً في تخلفناء فتصدق بها عنا واستغفر لناء فقال: ما أمرت أن 
آخذ من أموالكم شيئاًء فأنزل الله: «حُدْ بِنْ أَمْوَهِمَ صَدَكَة الآية. فأخذ 


ليه )1١(‏ - التريج) : و /١1-ه١٠‏ فى 


الرسول يله من أموالهم الثلث. قال الحسن البصري: وكان ذلك كفارة الذنب 
الذي حصل منهم. وقال جماعة من الفقهاء: المراد مهذه الآية الزكاة المفروضة» 
وعلى هذا يكون قوله: «إحُّذْ مِنْ آَموَِمَ 4 هو لجميع الأموال والناس» وهو 
عام يراد به الخصوص في الأموال» إذ يخرج عنه الأموال التي لا زكاة فيها 
كالديار والثياب0©. 


وهذا النص» وإن كان خاصاً بالرسول يِه وذا سبب خاصء فهو عام 
يشمل خلفاء الرسول ومن بعدهم من أعئّة المسلمين» لذا قاتل أبو بكر الضديق 
أوسائر الصحابة مانعي الزكاة من أحياء العرب» حق أدّوا الزكاة إلى الخليفة» 
كما كانوا يؤدوما إلى رسول الله ينه وقال الصديق : «والله لو منعوني عقالاً 
- أو عناقاً - كانوا يؤدونه إلى رسول الله علد لأقاتلنهم على منعه». 


المناسبة وتعيين المراد بالصدقة: 


إذا كان المقصود من كلمة (إصَدَفَة4 كفارة الذنب الذي صدر من المتخلفين 
عن غزوة تبوك» كما قال الحسن البصري فيما تقدم» فالمناسبة بين هذه الآية 
وما قبلها واضحة؛ لأن المراد علاج خطأ هذه الفئة من الناس» وتكون الآية 
خاصة بهم. وبمكن تعميم المراد بالآية بأن يقال: إنكم لما رضيتم تم بإخراج 
الصدقة التي هي غير واجبة» فلأن تصيروا راضين بإخراج الر اجات أولى. 


وأما إذا كان المقصود من الآية الزكوات الواجبة أو إيجاب أخذ الزكاة من 
الأغنياء» وهو رأي أكثر الفقهاء. وهو الصحيح. فالمناسبة تكون على النحو 
التالي : لما أظهر هؤلاء التوبة والندامة عن تخلفهم عن غزوة تبوك» وأقروا بأن 
السبب الموجب لذلك التخلف هو حبهم للأموال» وشدة حرصهم على صوتها . 
عن الإنفاق. فكأنه قيل لهم: إنما تظهر صحة قولكم في ادعاء هذه التوبة 


46/6 البحر امحيط:‎ )١( 


6 لدع )1١(‏ - التروع : و /"١٠-ه١٠‏ 





والندامة لو أخرجتم الزكاة الواجبة؛ لأن الدعوى لا تتقرر إلا بالمعئى» وعند 
الامتحان يكرم المرء أو بهان. فإن أدوا تلك الزكوات عن طيب نفس» ظهر 
كونهم صادقين في توبتهم» وإلا فهم كاذبون. 

انيدل هن 31 اكآزاد الضذقات الواح وله ور طيرفت وكيم 4 
أي تطهرهم عن الذنب يسيب أخذ تلك الصدقات. 


قال الجصاص: والصحيح أنبا الزكوات المفروضة, إذ لم يثبت أن هؤلاء 
القوم أوجب الله عليهم ضندقة دون سائر الناس»٠‏ "سوئ زكوات الأمؤال» 
وإذا لم يثبت. بذلك خبر» فالظاهر أنهم وسائر الناس سواء في الأحكام 
والعبادات» وأنهم غير مخحصوصين بها دون غيرهم من الناس. 

ولأنه إذا كان مقتضى الآية وجوب هذه الصدقة على سائر الناس لتساوي 
الناس في الأحكام إلا من خصه دليل» فالواجب أن تكون هذه الصدقة واجبة 
على جميع الناس» غير مخصوص بها قوم دون قوم» وإذا ثبت ذلك كانت هي 
الزكاة المفروضة؛ إذ ليس في أموال سائر الناس حق سوى الصدقات 
المفروضة. 

وقوله : «تَطَهَرَهُمٌ نكيم يا لا دلالة فيه على أنها صدقة مكفرة للذنوب 
غير الزكاة المفروضة؛ لأن الزكاة المفروضة أيضاً تطهر وتزكي مؤديها؛ وسائر 


200 


الناس في المكلفين محتاجون إلى ما يطهرهم ويزكيهم . 
التفسير والبيان: 


غيرهم صدقة مقدرة بمقدار معين » تطهرهم مها من داء البخل والطمعء 


)01( أحكام القرآن للجصاص: ١58/7‏ 


للد )1١(‏ - التيما : و /"١٠1-هء٠١‏ ش لفن 


وتزكي أنفسهم بباء وتنمي بها حسناتهم» وترفعهم إلى منازل المخلصين. 
والتزكية 0 بمعنى الإنماء والبركة في المال» أي . 
أنه تعالى يجعل النقصان الحاصل بسبب إخراج قدر الزكاة سبباً للإفا وفي - 
الحديث الذي رواه أحمد ومسلم والترمذي عن أبي هريرة: «ما نقصت صدقة 
من مال». 


011-66 رم عد ع 
روصل عَليُّهمَ4 أي ادع لهم واستغفر وترحمء فإن دعاءك واستغفارك 
سكن لحم يسكنون إليه وتطمئن قلوبهم بأن الله قد تاب عليهم. والصلاة من 
الله على عباده: الرحمةء ومن ملائكته: الاستغفار» ومن النبى والمؤمنين: 
الدعاء. ش 


قبول عاك 8 بما في ضمائرهم وحدضن في توبتهم وصدقامم وبما 
دادر والفة ل 


فالضدقة مطهرة للشين» ترقياة للزب:-وحضن للمال: 


ألم يعلم أولئك التائبون وجميع المؤمنين أن الله هو الذي يقبل توبة عباده» 
ويتجاوز عن سيئاتهم» ويأخذ الصدقات أي يقبلها ويثيب عليها ويضاعف 
أجرهاء كما قال: إن تَفصُوأ أله فضا حَسَنَا يصَلحِفَهُ لَك يقر مْفِرٌ لك2» 
[التغابن: ]١17/74‏ وني الحديث الثابت الذي رواه الشيخان عن أن هريرة: «إن 
الله يربي الصدقة كما يربي أحدكم فَلُوّه أي ولد الفرسء وهذا تمثيل لزيادة 
الأجر. وفي هذا حث عل التوبة وإعطاء الصدقة سواء كانت فريضة أو 
تطوعاً. قيل في سبب نزول هذه الآية: قال الذين لم يتوبوا من المتخلفين: 
هؤلاء كانوا معنا بالأمسء لا يُكلّمون ولا يجالسون» فما لهم الآن؟ وما هذه 
الخاصة التي خُصّوا بها؛ فتزلت: لأَلَرَ يَمَلَيوَأ4 فالضمير في «يَمَليوَأ4 عائد 
إلى الذين لم يتوبوا من المتخلفين. 


يض لدع )1١(‏ - القع : و/١١٠-ه١٠‏ 


ْ وأن الله هو التواب الذي من شأنه قبول توبة التائبين» والتفضل عليهم. 
وهو الرحيم بعباده التائبين» الذي 7 عل أعمام الصالحة» كما قال 
تقال وان لقدار لمق اواو إن ويل :يما م أفتدَى (©)2) اطه: /٠١‏ ١م]‏ 


عير كو 


2026 2< وََحَكَرَ سدهة 2 الإسوم سه 
وقال عز وجل : (تادّيت إِذا لو تست 5 ظَلْمواأ أَنفسَهم 1 كرو أله 
َأسَحَعْوأ ديهم ون يعفر الأوب إِلَّ آمك وذ ا ا تَمَلُوَأ وهم 
يَعْلَمُورت 679)» [آل عمران: 15/8] والتوبة مفيدة 0 تجديد همة النفس 


والعهد. ومحو الذنب. 


وقل أيها الرسول لمؤلاء التائبين ولغيرهم: اعملواء فإن عملكم لا يخفى 
على الله وعباده» خيراً كان أو شراًء فالعمل أساس السعادة» وسيرى الله 
عملكم» ورسوله والمؤمنون بإطلاعه إياهم على أعمالكم. وهذا وعيد لهم 
وتحذير من عاقبة الإصرار على الذنب والذهول عن التوبة» ولكل الخالفين 
أوامر الله؛ بأن أعمالهم ستعرض عليه تعالى» وغل الرسولةة وعلى المؤمنين» 
وهذا كائن لا محالة يوم القيامة» كما قال: «يَوِْذٍ مْرَسُونَ لا عَخْقَ مك 
حَافَةٌ 29 [الحاقة: 18/56] . 


أحدكم يعمل في صخرة صماءء ليس لما باب ولا كُوّةء لأخرج الله عمله 
للناس» كائناً ماكان» وقد ورد: أن أعمال الأحياء تعرض على الأموات من 
الأقرباء والعشائر في البرزخ » كما قال أبو داود الطيالسبي» روي عن جابر بن 
عبد الله قال: قال رسول الله كلِةِ: «إن أعمالكم تعرض على أقربائكم 
وعشائركم في قبورهم» فإن كان خيراً استبشروا به» وإن كان غير ذلك قالوا : 
اللهم ألهمهم أن يعملوا بطاعتك». ش 


وستردون يوم القيامة إلى الله الذي يعلم سرائركم وعلانيتكم» يعلم الغائب 
والحاضرء والباطن والظاهرء فيعرفكم أعمالكمء ثم يجازيكم عليها إن خيراً 
فخيرء وإن شراً فشر. وهذا كلام جامع للترغيب والترهيب. 


ليع )1١(«‏ - التويج : و /١١٠-هء٠١‏ 0 
فقه الحياة أو الأحكام: 


يستنبط من -الآيات الأحكام الثلاثة التالية : 


أ - فرضية أخش الصدقات وهي الزكوات الواجبة لتطهير النفوس 
وتزكيتها وتنمية الأموال والبركة فيها. وأن صلاة الرسول يل شفاعة 


ٍِِ 


وطما نين 


؟ - قبول الله توبة التائبين بحق أي التوبة الصحيحة» وقبول الصدقات 
الصادرة عن خلوص النية والإثابة عليهاء وسمى تعالى نفسه باسم لَه 6 لينبه 
على أن كونه إلا يوجب قبول التوبة» والتخصيص بالله يدل على أن قبول 
التوبة وردها إلى اللهء لا إلى الرسول كللل. 


- كل إنسان جزي بعمله» إن خيراً فخيرء وإن شراً فشرء والعمل 
مشهود عند الله ورسوله والمؤمنين» وفي ذلك وعيد من الله تعاللى للمخالفين 
أوامره بأن أعمالهم ستعرض عليه تبارك وتعالى وعلى الرسول كله وعلى 
المؤمنين» في عالم البرزخ» كما قال تعالى: (يَوْمَيِذٍ تَرَصُونَ لا عَخَضَ مك حَافَةُ 


ش 29 [الحاقة: 14/59] . 


لكن آية: «حُدَ مِنْ أَمَوِمَ 4 عامة في أصناف الأموال» لم تبين نوع المال 
المأخوذ منه ولا مقدار المأخوذء فيقتضى الظاهر أن يؤخذ من كل صنف 
بعضه؛ لأن «إيِنّ مم 4 تقتضي التبعيض» فدلت الآية على أن القدر المأخوذ ‏ 
بعض تلك الأموالء» لا كلهاء لكن البعض غير مذكور هنا صراحة في اللفظء 
فجاءت السنة والإجماع لبيان مقدار المأخوذ والمأخوذ منهء ومقادير الأنصبة 
. ووقت الاستحقاق» ويكون لفظ الزكاة مجملاً في هذه الوجوه كلهاء مفتقراً إلى 
البيان فيما ذكر كما قال الجمصاص. وقد نص القرآن على زكاة الذهب والفضة 
بقوله تعالى : (والّيت تكزونت اذهب وَالْفِصََهَ ولا يفقوًا و في سَبَيِلٍ 
أله سرهم بِعَدَابٍ لبي » [التوبة: 84/4] ونص أيضاً على زكاة الزروع 


8 1 للد )1١(‏ - التوع : و /"١٠-ه١٠‏ 





والثمار في قولٍ سبحانه: «وَهْوَ الى أنَمَا جَّتٍِ تَعْرُوستِ) إلى قوله: 
«( كوا من مَمَرِد إذآ اك اما حقة بوم مذ 6 [الأنعام: 141/5] 
وأوضععت البنثةزكاة سائر الأموال الأغزئ" الى عبن فيها الركاةة وهي 
عروض التجارة» والأنعام السائمة (الإبل والبقر والغنم) وبينت مقاديرها 
وأنصبتها. روى الأئمة عن أبي سعيد الخدري عن النبي كَلِ أنه قال: الين فيما 
دون خمسة أوسّق من التمر صدقة» وليس فيما دون حمس أواق من الوزق 
صدقة» وليس فيما دون خمس ذَوْد من الإبل صدقة)”'' وأجمع العلماء على أن 
الأوقية أربعون درهماً ؛ فإذا ملك الحر المسلم دع كرعي انفضا ارين 

الخمس الأواق المنصوصة في الحديث». حولاً كاملاً» فقد وجبت اد 


صدقتهاء وذلك ربع عشرها خمسة دراهم. 

وإنما اشترط الحول لما أخرجه الترمذي من قوله كلم «ليس في مال زكاة 
حتى يحول عليه الحول. وما زاد على التق بح للع يعات اي 
كل شيء منه رُبْع عُشْرِهء قل أو كثر. 


وأما زكاة الذهب فتجب ف رأي جمهور العلماء إذا كان الذهب عشرين 
ديناراً قيمتها مئتا درهم» فما زادء عملاً بحديث علي الذي أخرجه الترمذي. 
وأما زكاة الغنم ففى كل أربعين شا شاة» على ماجاء في كتاب الصّدَّيق 
لأنس لا وجهه إلى البحرين» وأخرجه البخاري وأبو داود والدارقطني 


وزكاة البقر في كل ثلاثين بقرة تبيع أو تبيعة» وق كل أزبعين ”1 لماء 
رواه الدارقطبي والترمذي عن معاذ بن جبل حينما بعثه إلى اليمن. 


)١(‏ الخمسة أوسق 70 كغء والورق: الفضةء والذود من الإبل: مابين الثلاث إلى العشرة. 
زهة6 التبيع : ولد البقرة في أول سئة »2 والمسنّ : ما أتم سنتين ودخل في الثالثة. 


للد )1١(‏ - التويج : و /"١٠-مه٠١‏ ه“ 


ولا زكاة في رأي الجمهور على الأنعام إلا إذا كانت سائمة ترعى في البراري 
ونحوها؛ لما روى الدارقطني عن ابن عباس أن رسول الله ككِِ قال: «ليس في 
البقر العوامل صدقة» وروى الخمسة (أحمد وأصحاب السنن) عن معاذ رضي 
الله عنه عن النبي كَِِ قال: «وني البقر في كل ثلاثين تبيع» وفي الأربعين مُسِنَّ؛ 
فوقك أبو داود والدارقطني عن علي «ليس على العوامل شيء» وفي حديث 
البخاري عن أنس أن النى يَكِهِ كتب لأبي بكر الصديق كتاباً في الصدقات» 
جاء فيه: (صدقة الغنم في سائتها إذا كانت أربعين» فيها شاة» فنفى بذلك 
الصدقة عن غير السائّة. 


وقال مالك والليث: في العوامل صدقة» لعموم قوله كِِ في حديث أنس 
المتقدم: «في حمس من الإبل شاة» والجواب: ذلك مخصوص بالأحاديث 
المتقدمة. وظاهر عموم هذه الآية يوجب الزكاة في مال المديون وفي مال 
الضمان أي الكفالة. 


وأما قوله تعالى: « نَطْهَرَهُمَ وَتركْيِمِ يبا فقال الزجاج: والأجود أن 
تكون المخاطبة للنبي يلوه أي فإنك تطهرهم وتزكيهم بهاء على القطع 
والاستئناف. ويجوز الجزم على جواب الأمرء والمعنى: إن تأخذ من أموالهم 
صدقة تطهرهم وتزكيهم. وظاهر الآية يدل على أن الزكاة إنما وجبت طهرة عن 
الآثام؛ وبما أن الإثم لا يتقرر إلا في حق البالغ» فوجب ألا تجب الزكاة في 
حق الصغيرء كما قال أبو حنيفة رحمه الله. وأوجب الجمهور الزكاة في مال 
الصبي وامجنون؛ لأن الآية تدل على أخذ الصدقة من أموالهم» فتكون طهرة 
للأموال. ش 


وظاهر قوله تعالى: وَصَلٍ عَلهم6 أنه يجب على الإمام أو نائبه إذا أخيذ 
الزكاة أن يدعو للمتصدق بالبركة» وهذا رأي الظاهرية. وأما سائر الأئة 
فحملوا الأمر على الندب والاستحباب؛ لأن النى يكلتٍ قال لمعاذ في الحديث 


شن ليع 0 - القع : و / ١‏ 1-ه١٠‏ 





المتفق عليه عن ابن عباس: «أعلمهم أن عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم» 
وترد في فقرائهم» ولم يأمره بالدعاء لحم ولأن الفقراء إذا أخذوا الزكاة لا 
يلزمهم الدعاء. 

ومع هذاء روى مسلم عن عبد الله بن أبي أوفى قال: كان رسول الله لله 
إذا أتاه قوم بصدقتهم: قال: «اللهم صل عليهم» فأتاه ابن أبي أوفى بصدقته» 
فقال: «اللهم صل على آل أبي أوفى» والصلاة هنا : الرحمة والترحم. وبناء عليه 
قال الحنابلة والظاهرية في صيغة الدعاء: لا مانع أن يقول آخذ الزكاة: اللهم 
صل على آل فلان. وقال باقي الأئمة: لا يجوز هذا القول؛ لأن الصلاة صارت 
٠‏ مخصوصة بالأنبياء عليهم السلام. ولا خلاف أن يجعل غير الأنبياء تبعاً لهمء 
فيقال: اللهم صل على محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأتباعه؛ لأن 
السلف استعملوه» وأمرنا به في التشهد. 

والسلام في حكم الصلاة؛ لأن الله تعالى قرن بينهماء فلا يفرد به غائب 
على غير الأنبياء. أما استحباب السلام في مخاطبة الأحياء تحية لهم وفي تحية 
الأموات فهو ثابت في السنة. 


واستحسن الشافعى أن يقول : آجرك الله فيما أعطيت » وجعله لك 
طهوراًء وبارك لك فيما أبقيت. 


وقوله: «[ سيرك أَنَهُ عَمَلَيدْ دليل على كونه تعالى رائياً للمرئيات» ودليل 
لأهل السنة أن كل موجود فإنه يصح رؤيته» أي إبصاره؛ لآن الرؤية المعداة 
إلى المفعول الواحد معناها الإبصار. والعمل المرئي يشمل أعمال القلوب 
ظ كالإرادات والكراهات والأنظارء وأعمال الجوارح» كالحركات والسكنات. 


ج عور م سام سمس 


وقوله تعالى: «وَيَاحَدَ ألصَّدَقَتِ4 نص صريح في أن الله تعالى هوالآخذ لما 
والمُثيب عليها وأن الحق له جل وعزء والنبي يَلهِ واسطة. فإن توفي فعامله هو 
الواسطة بعده» والله عز وجل حي لا بموت. وهذا يبين أن قوله سبحانه 


لله )31١(‏ - التي : ٠١٠١/9‏ ا 0 


وتعالى: «حُذ مِنَ أَمَهِمَ صَدَفَة ليس مقصوراً على الني كلل وإنما يشمل 
الأغة بعده» كما تقدم. روى الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله 
كك: «إن الله يقبل الصدقة. ويأخذها بيمينه » فبُرْبيها لأحدكم» كما يرب 
أحدكم مَهْره حت إن اللقمة لتصير مثل أحُدا وتضديق ذلك في كتاب الله : 
«يَقْبَلُ توبك عَنْ عِبَادِوٍء وَيأَخْدُ َلصَّدَقَتِ 4 وإ يَمْحَقُ الله لبأ ودر 
لصَدَ قت 4. ٠‏ وفي صحيح مسلم: رلا يتصدق أحد بتمرة من كسب طيب إلا 
أخذها الله بيميئه» فتربو في كفت ال رحمن» حتى تكون أعظم من الجبل». وهذا 
كناية عن القبول والجزاء عليهاء كما كنى بنفسه الكرعة المقدسة عن المريض» 
تعطفاً عليه بقوله في الحديث القدمبيى: «يا ابن آدم» مرضتٌ فلم تَعْذْنِ). 
وخصٌ اليمين والكف بالذكر؛ إذ كل قابل لشيء إنما يأخذه بكفه وبيمينه» أو 
يوضع له فيه؛ فخرج على ما يعرفونه» والله جل وعز منزه عن الجارحة. 


الثلاثة الذين خُلفوا عن غزوة تبوك والتوبة عليهم . 
«[ وءاحروت مِرَحَوَنَ لخر أله ما عدممم وما سوب وت عَم وَأسَّهَ عي 252 
© 
القراءات: « مُرَحَوَنَ 4 : قرئ : 
-١‏ (مَرْجَون) وهي قراءة حفص» وحمزة» والكساي» وخلف. 
3- (مَرَجَؤُون) وهي قراءة الباقين. 
المفردات اللغوية: 
( وَاحروت»4 من المتخلفين «إمُرْجَوَنَ مؤخرون عن العقوبة» وموقوف 


أمرهم «لثر س4 في شأنهم بأن يأمر فيهم بما شاء 9 إِمًا + د عَدمم 6 بأن عيتهم 
بلا لوزن ترب على ون 12 سكير بودن 


1 للدّءَ )1١(‏ - التو : ٠١5/5‏ 
سبب النزول: 

قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة والضحاك وآخرون: هم الثلاثة الذين 
و0 .م و ع 
خلفوا عن التوبة. وهم مرارة بن الربيع» وكعب بن مالك» وهلال بن أمية 
من بى واقفء قعدوا عن غزوة تبوك في جملة من قعد كسلاً وميلاً إلى الدعة 
واللفظ :وطيب الثمار والظلال» لا شكا وتفاناء 

وكات الميخلفوق عن غرؤة توك أضنانا علدو : 


أ - المنافقون الذين مَرَدُوا على النفاق. وهم أكثر المتخلفين. 





- التائبون المؤمنون الذين اعترفوا بذنوبهم وتابوا فتاب الله عليهم» 

الذين ربطوا أنفسهم بالسواري وهم أبو لبابة وأصحابه» فنزلت توبتهم. 

- الذين بقوا موقوفين وهم المؤمنون الذين حاروا في أمرهم ولم يعتذروا 
إلى الني كَل عن تخلفهم. وأرجؤوا توبتهم»ء فلم يربطوا أنفسهم بالسواري» 
فأرجأً الله الحكم في أمرهم. فوقف أمرهم خمسين ليلةء وهجرهم الناس حق 
نزلت توبتهم بعدذ» وهم هؤلاء الثلاثة المذكورون» والذين نزلت فيهم هذه 
الآية: «إوَكلَ التَلَكَةَ ارت حلفا حَهََّ إِدَا صَاقَت لدم الرف يا عد 
[التوبة: ]١18/9‏ . 


التفسير والبيان: 


وآخرون من المتخلفين موقوفون مرجون أي مؤخرون لأمر الله في شأنهم» 
ولا يدري الناس ماينزل فيهم» هل يتوب الله عليهم أو لاء وقد نمهى الرسول 
يِه عن #البتهم» وأمرهم باعتزال نسائهم وإرساهن إلى أهلهن, إلى أن نزل 
قوله: (أقد تبس َنَدُ عل لبي وَالْمهِنَ ولأ نصار» - إلى قوله - «وَعَكَ 
لتَلاحَةٍ اروف حَلْفُواً4 [التوبة: 118/4] . 


١91/15 تفسير الرازي:‎ )١( 


ليك )1١(‏ - التويت) : و ٠١/‏ م 


5-8 


هؤلاء في هذه الاية ية أمرهم متردد بين أمرين: التعذيب والتوبة. وقد ترك 
أمرهم غامضاًء لا للشكء. فالله تعالى منزه عنه» وإنما ليكون أمرهم على 
الخوف والرجاءء وإثارة الغم والحزن في قلومهم» ليقدموا على التوبة» ويصير 
أمرهم عند الناس على الرجاء» فجعل أناس يقولون: هلكوا إذا لم ينزل الله 
تعالى لهم عذراًء وآخرون يقولون: عسى الله أن يغفر لهم. 

ولا شك أن القوم كانوا نادمين على تأخرهم عن الغزوء فلم يحكم تعالى 
بكونهم تائبين؛ لأن الندم وحده لا يكون كافياً في" صحة التوبة» ثم ندموا على 
المعصية لكونها معصية» فصحت توبتهم. 


والله عليم بمن يستحق العقوبة ممن يستحق العفوء وبما يصلح عباده 
ويرئّيهم » حكيم في أفعاله وأقواله» وفيما يشرعه لهم من الأحكام المؤدية لهذا 
الصلاح. ومن حكمته: إرجاء النص على توبتهم. 0 


فقه الحياة أو الأحكام: 


إن الحكمة الإلحية قد تقتضى البت في شأن بعض العباد» وقد ترجئ ذلك» 
ليظل الناس في أمل ورجاء ورهبة وخوف. وقد أعمُرت هذه الحكمة في دفع 
والملعء وكادوا بحسون الا من قزل عذرهم جم انل الل قات 


11-1 


مايدل على قبول توبتهم في قوله: «وَعَكَ َلَعَج ديت حلفا 6. 


| وقوله: 9 إمًا يَعَدّبهم وَلِمَا سوب وب عَيوم 4 4 دليل على أنه لا حكم إلا أحد 
هذين الأمرين» وهو إما التعذيب وإما التوبة. أما العفو عن الذنب من غير 


4 لدع )1١(‏ - القع : و //ا١1-١٠١‏ 





مسجد الضرار (مسجد المنافقين) 
مسجل التحوى امكل قياء) ' 


ٍ 


(واذّبت 0 مسا رارزا وحكفرا ورا ب بوت المؤيني: 00 


ليق بد ا لاه ين مَل وَلَِسْلُِنَ إن ردنا 1 ا 


إل 
0 ع بن سا سه مشي ج 2س سه 0 
كيت © 1ه به 1ك قدي يس على التقوئى من أول يوم احقٌ أن 


رسو حر ىد كسس > ج/ 20 
تَهُوم ف فيه فية فيال عت أن ا والله بحب المطهر: لوقه أَفَمَنٌ 
به ساس روه + يج ساسم ا ءوس مير 2 


24 35 . 3 3 
أسعرث: ولسلحة ل نيكم عل 
02 آ هر 314 ا عم 1 
سما جرف هار َأَتبَارَ به فى ذ ار جه وَأنلَه لا مبدى أ م اللدليبت 3ع لا 
كم اوس يروو 11 سوه م و جِ 


يَرَالُ ببْتْهُمْ الى يوا ربد في مُلويهد إِلَ أن تَقَطَمَ مومهم وَلنَهُ عِيِمُ 
عيذ ©)» 


١١ 
١ 
1 
1١ 
يام‎ 

1 
3 
اها 
اعلا 
جا 


وقرأ نافع» وابن عامر (الذين اتخذوا). 

(أكت بنحكذ : 

وقرأ:ناقع وان عامر (أسسن) 

(إجرفٍ4: قرئ: 

اح الخاف) ورهن قزادةاإرن بغافه ريفو وعلقة 
-١‏ (ججرّف) وهي قراءة الباقين. 


300 3 م مر 


إلا أن تقطع6: قرئ: 


ليع 7 - اليج ب و ادا .4 


-١‏ (إلا أن تَقَطّع) وهي قراءة ابن عامرء وحفص. وحمزة. 
-١‏ (إلا أن تُقَططع) وهي قراءة الباقين. 


ولت اذأ عطف عل (إ نات مُتعر) أو مبتدأء وخبره: 
0 حَرَال سشْتْهُمُ 6. أو خبره محذوف. أي وفيمن وصفنا أو ممن ذكرنا 
الو ات أو كما رجح أبو حيان منصوب على الحسم عتوله 
تعالى : « وَالقِيِمِينَ الصَلَوْة 6 [النساء: 137/4] . 


وما 0 55 0 أو باتَذُواء 
أق اتخذوا مسجداً من قبل أن ينافق هؤلاء بالتّخلف» للا روي أنه بئى قبيل 
غزوة تبوك. 

فين 1 ور 4 فيه مضاف محذوف» تقديره: متسيس أول يوم ؛ لأن 
فين لا تدخل على ظروف الزمان. ويرى الكوفيون أنها تدخل على ظروف 
الزمان. فلا تحتاج إلى تقدير مضاف. 

((هار) صفةء أصله هائرء فقلبء» كما قالوا: لاثِ في لائث» وشاك في 
شائك. وحذفت الياء كما حذفت في نحو قاض ودام ف الرفع والحر. 

ابي رعق 

([أفمنٌ انسح 4 من : بمعنى الذي مبتدأ وخخيره: حير . 
البلاغة: 

هار كَنْبَارَ4 بينهما جناس ناقص. 


هه 4 


(أفمن ممست بليِدم عل د تقو »4 استعارة مكنية» حيث شبهت التقوى 


١١-1١ / 9 : أل‎ - )1١( ليه‎ 4: 


والرّضوان بأرض صلبة يقوم عليها البناء» ثم حذف المشبه به وأشير إلى شيء 
من لوازمه وهو التاشسي: والاستفهام معناه التقرير. 


(اعول كنكت عدر انس اشم المنبول: 
المفردات اللغوية: . 


(ولديت» أي ومنهم الذين اتََّذوا مسجد الصّرارء وهم اثنا عشر من 
المثافقين .«إجْرَارَا4مضارّة لأهل مسجد قباء» والضّرار: إيقاع الضّرر بالغير 
ولا منفعة لك فيه» والضّرر: إيقاع الضّرر بالغير وفيه لك منفعة. وكلاهما 
ممنوع للحديث الذي رواه أحمد وابن ماجه عن ابن عباس : «لا ضرر ولا 
ضرار» .(وَكُفْرَا 4 لأم بنوه بأمر أبي عامر الرّاهبء ليكون معقلاً له 
يقدم فيه من يأتي من عنده» وكان ذهب ليأ بجنود من قيصرء لقتال التي وَكِةِ. 
َنبا بل الْنؤيِت» الذين يصلّون بقباء» بصلاة بعضهم فيهء أي 
الذين يجتمعون للصّلاة في. مسجد قُباء .(وَإِرَصَادَا4 ترقباً وانتظاراً مع 
العداوة .(لِْمَنْ حار أَلَهَ وَرَسُواُمُ من قَبَلُ 4 يعني من قبل بنائه» وهو أبو 
عافر الراهب .(إإِنَّ أَرَدَئآ 4 ما أردنا ببنائه .2 إلا الكت » الفعلة أو الخصلة 
أو الإرادة الحسنى من الرّفق بالمسكين في المطر والحرٌ والتّوسعة على المسلمين. 
«إِنْمَ لكذبوت» في حلفهم ذلك. وكانوا سألوا النَِّي كله فنزل: «إلا 

(لا نْفّمٌ فيه أبدا4 لا تصلّ فيه أبداً.ء فأرسل جماعة هدموه وحرقوه 
وجعلوا مكانه كُناسة تلقى فيها الجيف. 

«لَمِْدُ أبس عَلَ التَقَ4 أسسه رسول الله يَكِ وصلّ فيه أيام مقامه 
بقباء من الاثنين إلى الجمعة. والتأسيس: وضع الأساس الأول الذي يقوم 
عليه البناء .(إمِنَ أل يَويِ4 أي بني من أول أيام وجودهء يوم حللت بدار 
الحجرة» وهو مسجد قباء» كما في البخاري. والتقوى: ما يرضي الله ويقي من 


ردنا 


لدو )1١(‏ - التريع : 5 / ١1٠١-1١‏ وى 


د أخر 


0 0 0 تقوم تق فيز4 م بأن تقوم فيه .(فِيدِ رِجَالْ4 هم 


«عَكَ تَقَوَى» مخافة من الله .«وَرِضُوّنِ4 ورجاء رضوان منه وهذا مثال 
مسجد قباء .٠ع‏ سَّمَا طرف أو حرف أو حدّ .ل« جْرْنٍِ) جانب الوادي 
ونحوه «إهار) مشرف على السقوط .([كَثبَارَ بهِ.4 سقط مع بانيه .في نَارٍ 
س0 وهذا تمثيل للبناء على غير التقوى بما يؤول إليه» وهو مثال مسجد 


9 


(رِبَهٌ) شكأ وحيرة «٠‏ تَمَطم 6 تنفصل وتتفرّق قلوبهم أجزاءء بأن يوتوا. 
(وَكنَهُ عَليْمْ) جخلقه .«( حكيرٌ) في صنعه بهم. 
سبب النزول: 


قال المفشرون: إن بيني عمرو بن عوف وهم من الأوس الوا مسجد 
ا ٠‏ وبعثوا إلى رسول الله ككل أن يأتيهم» فأتاهم فصل فيه. فحسدهم 
إخوانهم بنو نّم بن عوف وهم و وريه وقالوا : نبني مسجدأء ونبعث 
إلى النَِّي يكل يأتينا فيصل لنا فيه» كما صلَّ في مسجد إخوانناء ويصلٍ فيه أبو 
عامر الراهب إذا قدم من الشَام ؛ فأتوا الي عَكَئِه وهو يتجهّز إلى تبوك. 
فقالوا: يا رسول الله» قد بنينا مسجداً لذي الحاجة» والعِلة» والليلة المطيرة» 
ونحبَ أن تصلٍ لنا فيه وتدعو بالبركة. 

فقال النِي كله : الكل مت وخا جكل» » فلو قدمنا لأتيناكم» وصلّينا 
لكم فيه». 
)١(‏ لما هاجر اللي ل إلى المدينة» نزل أولاً قباء على كلثوم بن الهدم شيخ بني عمرو بن عوف» 


وهم بطن من الأوس. وقيباء : قرية على ميلين جنوب المدينة» دأقام بها رسول اله لق من 
الاثنين إلى ا جمعة. وأسس مسجد قباء. 


١1٠١-1 ١ا//‎ 9 : العو‎ - )1١( لدع‎ 1 


فلما انصرف النَّى لهِ من تبوك أتوه وقد فرغوا منه» وصَلوا فيه الجمعة 
' فدعا لني يكل مالك بن لشم ومَعن بن عدي» وعامر بن السَكن» 
ووشضا قاتل حمرة. فقال: «انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله» فاهدموه 
وأحرقوه». 

فخرجوا مسرعين» وأخرج مالك بن الدَحُشم من منزله شعلة نارء ونبضوا 
فأحرقوا المسجد وهدموه» وكان الذين بنوه الى شر رحيلا 
منزلة كبيرة في أهل الكتاب» فلما قدم النِّي كل إلى المدينة مهاجرأء واجتمع 
عليه 0-6 0 3-9 0 - 5 آلب 000 
يستنصره »2 58 وحباه. 

وكتب أبو عامر إلى جماعة من قومه من أهل الثفاق: أنه سيقدم بجيش يقاتل 
به محمداً ويغلبه» وأمرهم أن يتَحذوا له مَعْقِلاً يأوي إليه من يقوم من عنده 
لأداء كتبه» ويكون مرصداً له إذا قدم عليهم بعد ذلك. 

والخلاصة : أن هذا المسجد بناه اثنا عشر رجلاً من المنافقين» بمشورة أبي 
عامر الرّاهب» ولقي هوىّ في نفوس أبناء عم بني عمرو بن عوف». لينافسوهم 
عل تاسيين مسجد قباء» ومضاهاتهم به» وليكون مقر لأبي عامر إذا قدم. 
ليكون إمامهم في 5 | 
سبب نزول: («فِيه يجَالٌ ميوت أن يتطهروا) : 

أخرج التّرمذي عن أبي هريرة قال: نزلت هذه ١‏ الآية في أهل قباء : فيه 


للئّء )1١(‏ - التي : و / ١١-1١‏ ش 5 


وأخرج ابن جرير عن عطاء قال: 0 0 من أهل قباء» 
فنزلت فيهم: «فِيه يَجَالُ يوست كن بَظهرْا وَلنَهُ يب الْمَطهوتَ4. 


وقال ابن عباس 1 تزلت هذه الآنه+ فيه يال حورت أن ل وأ 
بععث رسول الله كله إلى عويم بن ساعدة» فقال: «ما هذا الطهور الذي أثنى 
الله عليكم؟» فقال: يا رسول الله. ما خرج منا رجل ولا امرأة من الغائط إلا 
غسل فرجه أو قال: مقعدته. فقال الل كلِة: «هو هذا). 

وقيل : لا نزلت مشى رسول ألله 27 ومعه المهاجرون» حتى وقف على 
باب مسجد قباءء فإذا الأنصار جلوسء. فقال عليه الصّلاة والسّلام: 2 
«أمؤمنون أنتم؟» فسكتواء فأعادهاء فقال عمر: إنهم مؤمنون» وأنا معهم) 
فقال عليه الصّلاة ة والسلام: «(أترضون بالقضا 2 قالوا: نعم » قال: 
«أتصيرون على البلاء؟» قالوا: نعم» قال: «أتشكرون في الرّخاء؟» قالوا:. 
نعم. قال عليه الصّلاة والسّلام: «أنتم مؤمنون» وربٌ الكعبة» فجلسء ثم 
قال: «يا معشر الأنصارء إن الله عرّ وجل قد أثبى عليكم» فما الذي تصنعون 
عند الوضوءء وعند الغاتط؟»» فقالوا: يا رسول الله نتيع الغائط الأحجار 

ا سوس و عع 

الثلاثة, مُ6/ تيع الأحجار الماع» فتلا : وزفِيه د ال يه ن د و4 
الآية. 


0. 


المنفاسية: 


٠ 


بعل أن ذكر الله تعالى أوصاف المنافقين وطرائقهم التلفة ف الثفاق» قال: 
(وادّت عدوأ مَسْحِدًا صرَارا6. د 


التفسير والبيان: 


ومن المنافقين الذين ذكرناهم جماعة بنوا مسجد الضّرار بجوار مسجد قباءء 
وكانوا اثني عشر رجلاً من منافقي الأوس والخزرج» لأسباب أربعة هي : 


55 للد ١‏ - الت :1 //ا ءا 


أ - مضارّة المؤمنين من أهل مسجد قباء الذي بناه النّى يكل بمجرد 
وصوله إلى المدينة. 

- الكفر بالنَّي عليه الصّلاة والسّلام وبما جاء به» وللطعن عليه وعلى 
الإسلام» واتخاذه را للكيد والتآمر على المسلمين» فصار مركز الفتنة 6 وبيت 
الثفاق» ومأوى المنافقين » للتهرات من أداء الصّلاة. وهذا كفر ؟ لأن الكفر 1 
يطلق على الاعتقاد والعمل المنافيين للإيمان. 

- التفريق بين المؤمنين الذين كانوا يصِلّون خلف الب يَلهِ في مسجد 
واحدء فإذا صلَّ فيه بعضهمء حدثت الفرقة» وبطلت الألفة» وتفرّقت 
الكلمة: 'لذا كان الأضل أن:يصل المسلموة ىق مسجد واحد: ويكون تكثير 
المساجد لغير حاجة منافياً لأغراض الدَّين وأهدافه. 

3 م الإرصاد» أي الَرّقَبِ والانتظار بجيء من حارت الله ورسوله إليه» 
ويتّخذه مقرًاً له ومكاناً لقوم راصدين مستعدين للحرب معهء وهم المنافقون 


والمقصود بمن حارب الله ورسوله كما ذكر في سبب النزول: هو أبو عامر 
الراهب من الخزرخ» والد حنظلة الذي غسلته الملائكة» وسماه رسول الله 
ك: الفاسق» وكان قد تنضّر في الجاهلية» وترهب وطلب العلم» فلما خرج 
رسول الله ككِِ عاداه؛ لأنه زالت رياسته» وقال للرّسول كَكلِةِ يوم أحد: «لا 
أجد قوماً يقاتلونك إلا قاتلتك معهم» فلم يزل يقاتله إلى يوم حنين» فلما 
انمزم مع هوازن» هرب إلى الشّامء ليأتي من قيصر بجنود يحارب مهم رسول الله 
يه ومات بقِنّسرين (بلد في شمال سوريا) وحيداً. وقيل: كان يجمع الجيوش 
يوم الأحزاب» فلما انمزموا خرج إلى الشّام. 

فذهاب أبي عامر إلى هرقل كان إما بعد يوم أحدء أو بعد يوم حنين» أو 
بعد يوم الأخزاب (الخندق) بحسب ما دلت عليه الرّوايات. 


للدء )1١(«‏ - الويج : و //ا١1-١٠١‏ لاع 





وليحلفن هؤلاء المنافقون: ما أردنا ببنائه إلا الفعلة الحسى. وهي الرّفق 
نووسي ديل | لخافة غل أمل القمت والجكره وق اننا لقره 
ليصذقهم الرّسول يلو وليصل معهم فيهء تغريراً لبقية المسلمين» والله تعالى 
يعلم أ نهم لكاذبون في أعانهم وادّعائهم. منافقون في أعمالهمء وقد أطلع 
سول بذلك. فمعنى قوله تعالى: «وَأَلّهُ يَشْبَدُ لي ع م 

بهم فيما يحلفون عليه. 

٠ .‏ وبما أنهم بنوه للضّرر والإساءة نمى الله تعالى بوحيه. 5 جبريل أن يصل * 

فيه ؛ والأمّة تبع له في ذلك فقال: (لا ثم فيه أبدا» أي لا تُصَلُ فيه 
أبداً» وقد يعبر عن الصّلاة بالقيام» يقال: فلان يقوم الليلء ومثف اريف 
الصحيح لدى البخاري: «من قام رمضان إيعاناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من 
ذنيه». ويللاحظ استعمال القأرف «أَبَدًا» الذي يستغرق الزمن المستقبل كله؛ 
لاتصاله بلا النافية» فيفيد. العموم. 

ثم حنّه على الصّلاة في مسجد قباء لأمرين :. الأول - أنه بني على التّقوى, 
أي الذي أسس من أول يوم بنيانه على التّقوى وهي طاعة الله وطاعة رسوله» 
وجمعاً لكلمة المؤمنين» ومعقلاً وموئلاً للإسلام وأهلهء فقال: «الَمَسَيِدٌ 
فقس عَلَ التَّفَوىْ4 أي إن المسجد المؤسس عل التقوى» تقوى الله ' 
بإخلاص العبادة فيه» وجمع المؤمنين على محبة رسول الله كو والعمل على 
وحدة الإسلام» أولى وأحق من غيره بالصّلاة فيه أيها الرّسول. 

والمراد به كما جاء في صحيح البخاري» وكما دلّ عليه السياق والقصة: 
مسجد قباء» لهذا جاء في الحديث الصحيح : أن رسول الله كَلهِ قال: «صلاة 
في مسجد قباء كعمرة». 

لكن روى أحمد ومسلم والنساي أن التي يل ستل عنهء فأجاب بأنه 
مسجده الذي في المدينة. ولا مانع من إرادة المسجدين؛ لأن كلا منهما قد بني 
على التّقوى» من أول يوم بدئ ببنائه. 


18 للد )1١(‏ - الع : و //ا١ ١١-1‏ 


الثاني - إن في هذا المسجد رجالاً يحبّون أن يتطهّروا طهارة معنوية: وهي 
التَطهّر عن الذنوب والمعاصىء. وطهارة حسية للثوب والبدن بالوضوء 
والأغتنا لط كوبا لاء بعد للج قن الاتتهاء دوهن الترع الأخرن هر فول 
أكثر المفشرين» والأولى إرادة نوعى التَطهّر. ش 


والله يحبّ المظهّرين» أي المبالغين في الظهارة الرّوحية المعنويّة والجسدية 
البدنيّة» وهؤلاء هم الكمل بين النّاس. قال البيضاوي: فيه رجال يحبّون أن 
يتطهّروا من المعاصي والخصال المذمومة طلباً لمرضاة الله» وقيل: من الجنابة» 
فلا ينامون عليها. والله يحب المطهرين: يرضى عنهم ويدنيهم من جنابه تعالى 
إدناء لمحت حبيبه. 


وقال في الكشّاف: محيّتهم للتَطهّر: أنهم يؤثرونه ويحرصون عليه حرص 
المحبّ للشىء المشتهي له على إيثارهء ومحبة الله تعالى إياهم : أنه يرضى عنهم» 
ويحسن إل » كما يفعل للحتت و 


فمحبة الله عباده : معناها الرّضا والقبول والإدناء؛ لأن الله تعالى منزه عن 

. الحديث القدسي الذي يرويه البخاري: «ولا يزال عبدي يتقرّب إلي بالثوافل 

حتى أحبّهء فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع بهء وبصره الذي يبصر به). 

والحبٌ في هذه الآية يشبه أيضاً حبّ الله تعالى في تطهير آل بيت التّبوة في قوله 

44 47 ا مسولا 2+2 مجه سلا رسع 

تعالى: 9 إِنَّمَا بريد أَنَّهُ ذهب عتحكم ارحس أهل ألِيتِ وطهرد 
تظهرا 4 [الأحزاب : 78# 37# . 1 


ثم قازث الله تعاق بين أهذاف بناء المسجدين فقال:«أقمن. نبت 


نم6 أي لا يستوي من أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوانء أي على 


)١(‏ الكشّاف: ؟/48ه 


لدو 010 - التو : ؟ 1١/7‏ ا 2 


أساش'متيق ناقم ف لديا والأخزة» .ومن بق مسجداً ظرارا وكفراء وتفريقاً 
بين المؤمنين» وإرصاداً لمن حارب. الله ورسوله من قبل» فإنها يبني هؤلاء 
امع عل شفا جرف هار» أي ساقط» وجرف: جانت الوادي الذي يتحر 
بالماء» والمعئى: على طرف حفرة أو وادء أي أساس ضعيف منهار.» مشرف 
على السقوطء فإذا انهار فإنما ينهار في قعر جهنم» والله لا يهدي القوم الظالمين 
أي لا يصلح عمل المفسدين» ولا يوفقهم لتاقن + والعول:.والشداد 
والضَّواب وما فيه صلاحهم ونجاتهم 

قال الرّازي”": :ولا نرئ فى 5 مطابقة لأمر المنافقين من 
هذا المثال! 

وحاصل الكلام أن أحد البناءين قصد بانيه ببنائه تقوى الله ورضوانهء 
والبناء الثاني قصد بانيه ببناته المعصية والكفرء فكان البناء الأول شريقاً 
واجب الإبقاء» وكان الثاني ص واجب الهدم. 


20204 


وقوله تعالى: ١‏ فَآئهَارَ بو في ع قيل: إن ذلك حقيقة» أي إنه 
موضع من مواضع جهلم 2 0 إنه مجاز» والمعنى: صار 0 
جهنم فكأنه انهار إليه وهوى فيه. 


' 


ثم أبان الله تعالى ما يجسّده إقامة المنافقين مسجد الضّرار من معانٍ سيئة ثابتة 
راسخة على ممرّ التاريخ» فقال: «الا يَرَالُ بشسْهُمُ) أي لا يزال بناؤهم 
هذا وهدمه سبب شكهم في الدَّين» وتزايد نفاقهم؛ لأنة: تحسد آثار الثفاق 
والكفرء فقد أورثهم نفاقاً في قلوبهمء كما أشرب عابدو العجل حبّه 
وأصبح وسمه لا يزول عن قلوبهم» فلا يزال هذا شأنهم في جميع الأحوال إلا 
في حال تقطع قلوبهم أجزاءً» بحيث لا يبقى لما قابلية الإدراك» أي بموتهم» 
وهو في غاية المبالغة» والاستثناء من أعم الأزمنة. 


١910/17 تفسير الرّازي:‎ )١( 


١١-1 ١ا/‎ 5 : الت‎ - 5١0 لدع‎ 6 





والمراد أن هذا البناء الذي فرحوا به مصدر استلهام الشّكوك في الدّين» 
ومظهر تجسيد الكفر والثفاق الجاثم في نفوسهم» فحينما أمر البّي وك بيدمهء 
ثقل ذلك عليهم» وازداد بغضهم له» وازداد ارتيابهم في نبوّته» وعظم 
خوفهمء وارتابوا في أمرهم: هل سيتركون أو يقتلون؟ فكان ذلك البنيان 
نفسه ريبة» لكونه سبباً للرّيبة» وظهرت سببيّته للرّيبة بتخريبه وهدمه. 

والله عليم بأعمال خلقه؛ حكيم في مجازاتهم عنها من خير أو شرء ومن 
حكمته تبيان حال المنافقين وإظهار ما خفي من أمرهمء لمعرفة الحقائق. 


فقه الحياة أو الأحكام: 
دلت الآيات على ما يأق: 
ا - من المنافقين جماعة أقاموا مسجد الضرار بجوار مسجد قباء لمقاصد 


أربعة: محاولة الصّرارء والكفر بالئّى يَكلِِ وبما جاء به» وتفريق جماعة 
المؤمئين» واتخاذه معقلاً لمن عادى الله ورسوله. 

والمقصود في الضّرار بالمسجد من أهله» وليس لذات المسجد ضرار. 

؟ - كانت أيمانهم على حسن النْيّهَ وسلامة القصد كاذبة. 

# - قال المالكية: كل مسجد بنى على ضرار أو رياء وسمعة فهو في حكم 
مسجد الضّرار لا تجوز الصّلاة فيه. ولا يجوز أن يبنى مسجد إلى جنب 
مسجد» ويجب هدمه والمنع من بنائه» لئلا ينصرف أهل المسجد الأول» فيبقى 
شاغراً إلا إذا كانت البلدة كبيرة» وأهلها كثيرود» ولم يعد يكفيهم مسجد 
واحدء فيبنى حينئظٍ. ولا ينبغى أن يبنى في البلد الواحد جامعان وثلاثة» 
ويجب منع الثاني؛ ون امل تيه الوط 0 


١054/8 تفسير القرطبي:‎ )١( 


للد )1١(‏ - التويج : و /ا١1-١1١‏ اه 


.- قال العلماء: إن من كان إماماً لظالم لا يصلّ وراءه» إلا أن يظهر 
عذره أو يتوب» فإن عمر بن الخنظاب في خلافته لم يأذن مجمُع بن جارية أن 
يصل إماماً في مسجد قباء؛ لأنه كان إمام مسجد الصّرارء ثم أذن له لَا تبيّن 
أنه كان جاهلاً بما أضمر عليه المنافقون. 

هَ - إذا كان المسجد الذي يتَخذ للعبادة هدم إذا كان فيه ضرر بغيره» فكل 
ما فيه ضرر يزال وبهدم» كمن بى فرْنا أو رحئ أو حفر بكرأ أو غير ذلك مما 
يُدخل به الضرر على الغير. والضابط : أن من أدخل على أخيه أو جاره ضررا 
مُنع» وهذا ما يسمّى حديثاً عند القانونيين: نظرية التَعسّف في استعمال الحقّ. 
وقد سبق فقهاء المالكية وغيرهم إلى تقرير هذه النْظرية. 

5 - الكفر العملي: قال ابن العربي: لما كان اعتقادهم أنه لا حرمة بلسجد 
قباء ولا لمسجد النَّى كل كفروا بهذا الاعتقاد. ١‏ 

2 سان دده لغ مسر ا ع 5 

- دل قوله تعالى : ([ وَتَمْرِيقا بل المؤينيت » على أن المقصد الأسمى من 
وجود الجماعة تأليف القلوب واتحادهم على الّاعة» حت يأنسوا بالغخالطة, 
وتصفو القلوب من الأحقاد. 

واستنبط مالك من هذه الآية: أنه لا تضل ماعتان ف مسعحجد واحد 
بإمافين ٠‏ خلافاً لسائر الغلماء. 


رحد سم 


7 7 ردمى عجري -١0‏ اصح 3 
6 - دل قوله تعالى : «وَلِحْلِسنَ إِنَ ارد إلا الْحَسَى 4 أي ما أردنا ببنائه 


إلا الفعلة الحسنى» على أن الأفعال تختلف باحتلاف المقصود والإرادة. 

ةَ - تحريم الصّلاة في مسجد الصّرار؛ لقوله تعالى: إلا نَفُمٌ فِبِهِ أَبَذَا)4 
يعنى مسجد الضرار. 

٠‏ - أحقية مسجد التّقوى بالضّلاة فيه. والتّقوى: هي الخصال التي نتّقَى 
بها العقوية. 


3 لدع )1١(‏ - القع : 1 //ا١1-١٠١‏ 


١‏ - ترغيب الإسلام بالتّظافة المعنوية (السّلامة من الأحقاد وصفاء 
التفس وصحة الإبمان) والنظافة البدنيّة (بالوضوء والاغتسال وإزالة النجاسة 
عن الثَّوب والبدن والمكان) لأن الله تعالى في هذه الآية أثنى على من أحبٌّ 
الظهارة وآثر النظافة. 

وللعلماء في إزالة النجاسة ثلاثة أقوال: 


الأول - أنه واجب فرض » ولا و غلاة امن عتل كوك سن عالاً 
كان أو افيا وهو قول الشّافعي وأحمدء وروي عن مالك. 

الثاني - إن كانت التّجاسة قدر الدّرهم أعاد الصّلاة. وقدر الدّرهم قياس 
على حلقة الدّبر. وهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف. 

الثالث - إزالة النّجاسة من الثياب والأبدان سنئّة وليس بفرض» وهو قول 
آخر لمالك وأصحابه. 


قال القرطبي: والقول الأول أصح إن شاء الله؛ لأنّ اللي يلل - فيما 
يرويه البخاري ومسلم - مر على قبرين» فقال: «إنهما ليعذبان وما يعذبان في 
كبير» أما أحدهما: فكان يمثى بالثميمة» وأما الآخر فكان لا يستبرئ من 
بوله» ولا يعذب الإنسان إلا على ترك واجب. وروى أبو بكر بن أبي شيبة 
وأحمد وابن ماجه والحاكم عن أبي هريرة عن النبي يِه قال: «أكثر عذاب 
القير من البول». 


واحتجٌ الآخرون بخلع النَي كهِ نعليه في الصّلاة لما أعلمه جبريل عليه 
السّلام أن فيهما قذراً وأذى”"". وما لم يعد ما صلَّ دل على أن إزالة النّجاسة 
سنّة» وصلاته صحيحة» ويعيد ما دام فق الوقت» طلباً للكمال. 


زفق أخر جه أبو داود وغيره عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه. 


ليه )1١(‏ - التي : ١-11١1١/‏ و 


١‏ - دلت آية: «أفَمَنّ نسح »4 على أن كل شيء ابتدئ بنيّة تقوى الله 
تعالى والقصد لوجهه الكريم» هو الذي يبقى» ويسعد به صاحبه» ويصعد إلى 
الله ويرفع إليه: 9 وَالْبقِيتُ المَدلِحَتُ حَيرْ عِندَ رَيْكَ وبا وَجَيرٌ ملا [الكيف: 


14ا/5ة] . 





5 - كان مسجد الضّرار سبباً لريبة المنافقين» فإنهم لا بنوه عظم فرحهم 
به2 ولما أمر الرّسول مَكِلِ بتخريبه» ثقل ثقل ذلك عليهم» وازداد بغضهم له» وزاد 
ارتيابهم في نبوّته. وظل ذلك الرّيب في قلوبهم حت الموت. 


صفات المؤمنين الصادقين الكمل 
وهم المجاهدون التائبون العابدون 


أ ل م لمر 4 اهيا 
«#© إدَ لله أنكرن يرت التؤيبيت شه ونوك يأرت لهم 


سح اليو سل مرظرج سثر سل جه 


00 ل 95 وه 
الح عو فى سبل لله فيمئلون يفْئَلوتَ وََدَا عََنَو عَنَا ى 


سيبل 


رمع دوعا يوى 2ء وو 5م لهم سوعو 


لمَوَرسلقَ لانيل لكان وَعَنْ أَرَ يَعَهُدِهِ من الله فَاسْتَسْروا بسع 


ألرئ َايْعَمٌ وَدَلِلَتَ هّّ الموة المطية: 0 التَعِبونَ المنيدون الميدرن 
التتحون التَكَمُونَ السيدون الامرون موف وَأَلتَاهُونَ عن السحكر 
210 ديه اه 
َألْتفِظُونَ خذود الله وَمثْر الْمُِييت © »4 
القراءات: 
ممح برعو م برع 24 
ف فيمئلون ونقللور شَكَلُورت 0 : 
وقرأ حمزة» والكساي» وخلف (فيُقتَلون ويقتلون). 
م 0000 


وقرأ ابن كثير» وحمزة وقفاً: (والقران). 


١١-1١1١١/5 : التي‎ - )1١( للد‎ 65 


( التَتبْونَ) إما بدل من واو «مَِمَئُْونَ فلت أو خبر مبتدأ محذوف 
تقذيره : هم التائبون» أو مبتدأ وخخيره: « الأمِرون 4 وما بعذله. 


يا لاد 


وق حك 02 و سسدران تسوياة يتدلهنا الخدرت: 
البلاغة: 


(إِنَّ ألَهَ أُشَكرَئ) استعارة تبعية» شبه بذهم الأنفس والأموال وإثابتهم 
عليها بالجنة بالبيع والشراء. ولا يجوز أن يشتري الله شيئاً في الحقيقة؛ لأن الله 
مالك لكل شىء.:وطهذا قال اسن > اشتزى انا هر “خلقهاء وأمؤالاً هو 
رزقها. 
يَفَتْلُونَ وَسُلُورتَ4 بينهما جناس ناقص»ء لاختلاف الشكل. 
« َسَتَبشِرُ و4 فيه التفات عن الغيبة إلى الخطاب. 


« اليَحِعُونَ الْسَحِدُونَ4 أي المصلونء فيه مجاز مرسل» من إطلاق الجزء 
وإرادة الكل. 
لوَبَثْرِ الْمزْيييت» الإظهار في موضع الإضمار أي بشرهم للتكريم 


والاعتناء بهم» وللتنبيه على أن إبمائهم دعاهم إلى ذلك» وأن المؤمن الكامل: 
من اتصف بتلك الصفات. 


المفردات اللغوية: 


ار 2 


«(أَشْرَّى منت التؤببت» بأن يبذلوها في طاعته كالجهادء وهذا تمثيل 
58 كال سا صم بر رج مسوم ماس مر مجو سمس 
مثل قوله تعالى : ([ أُوْلِيِكَ الْذِينَ أسَتَروأ أَلصَليََ بِالْهَدَئْ) [البقرة: 1/5و 729(] . 


«يمكيلرت فى سييِل أََّم4 جملة استعناف بيأن للشراء يمن أرقف 


0 


ع 


لله )1١(‏ - التي : كا ش و5 





الت 


بعهُدو مرج ألو أي ل أن أوف منه ولك 6 المبيع هر 0 
لْعْظِيمٌ » الحقق غاية المطلوب. 


«العبدرنَ4 المخلصون العبادة لله .«للَِْدوت»4 له على كل حال. 
(السَتيِخحْرنَ4 الصائون .«اللَحِمُونَ السحِدُونَ) المصلون .2 وَفِظُونَ 


م لظ 


جدود ألشَّهِ6 لأحكامه بالعمل بها .«وَكَثْرٍ الْمُؤِيييت» بالجنة. 


سبب النزول: 

نزلت هذه الآية لما بايع الأنصار - وكانوا سبعين رجلاً - رسول الله يكل 
في البيعة الثانية» وهي بيعة العقبة الكبرى» وكان أصغرهم سِنا عقبة 8 
عمرو. أخرج ابن جرير عن عبد الله بن رَوَاحة قال لرسول الله كل: | 
الع سس 0 1 

أشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم» قالوا: فإذا فعلنا 
ا 0 «الجنة» قالوا: ربح البيع» لا نقيل ولا نستقيل» فنزلت: 
إن اله شرا هرت اللؤيزيرت. القسوة 4 الآية: 


- 


بعد أن أوضح الله تعالى فضائح المنافقين وقبائحهم بسبب تخلفهم عن غزوة 
تبوك» وأبان أصناف المقضرين من المؤمنين» ذكر حال المؤمنين الصادقين في 
إعانهم» وأوا الجهاد في سبيل الله. 
التفسير والبيان: 

هذه الآية تمثيل قصد به الترغيب في الجهادء عبّر فيه تعالى عن بذل المؤمنين 
أنفسهم وأموالهم وإثابتهم بالجنة» كرماً وفضلاً وإحساناًء عبر عن ذلك 
بالشراء والمعاوضة» فإنه قبل العرض عما علكه بما تفضل به على عبيدذه 
المطيعين له. قال الحسن البصري وقتادة: بايعهم والله فأغلى مُنهم. 


0 للد 01١‏ - ألم : 9/١111-؟١‏ 


والمعئى: إن الله تعالى اشترى من المؤمنين الأنفس والأموال بثمن هو 
الجنة» أي مثّل الله إثابتهم بالجنة على بذهم أنفسهم وأموالهم في سبيله بصفقة 
الشراء. ثم استأنف بيان ما لأجله تم الشراء» وكيف يبيعون أنفسهم وأمواطهم 
بالجنة؟ فقال: يقاتلون في سبيل الله فيقتلون الأعداء» أو يستشهدون في سبيل 
الله» فسواء قَتَلوا أو قتلوا أو اجتمع الأمران» فقد وجبت لهم الجنة. 

ثم أكد الله تعالى وعده وإخباره بقوله: «وعَدَا عَلِيْهِ غ4 أي وعدهم 
بذلك وعداً أوجبه على نفسه وجعله حقاً ثابتاً مقرراً فيما أنزله على رسله في 
التوراة المنزلة على موسبى» والإنجيل المنزل على عيسى» والقرآن المنزل على محمد 
صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. وضياع التوراة والإنجيل وتحريفهما لا 
ينفي وقوع ذلك» فقد أثبته الله في القرآن الذي جعله مصدقا لتلك الكتب 
ومهيمناً عليها. 


ومن أوى بعهده من اللّه؟ أي لا أحد أوف بعهذه وأصدق في إنجاز وعده 
من الله فإنه لا يخلف الميعادء» وهذا كقوله: «إوَمَنَ أَصَدَفٌ مِنّ اله حَدِيثًا4. 


[النساء: 872/4] وقوله: ومن أَصَدَقٌّ مِنَ اكد قبلا» [النساء: 4/؟07] . 
وهذا مبالغة في الإنجاز وتقرير لكونه حقاً. 


وإذا كان الوفاء بالعهد مؤكداً على هذا النحوء فأظهروا غاية السرور 
والفرح على ما فزتم به من الجنة» ثواباً من الله وفضلاً وإحساناً على 3 
أنفسكم وأموالكم لله. وذلك الفوز هو الفوز العظيم والنعيم المقيم الذي لا 
فوز أعظم منه. 

وهؤلاء المؤمنون المذكورون الباذلون أنفسهم وأموالهم في سبيل الله هم 
التائبون عن الكفر حقيقة» الراجعون إلى الله بتركهم كل ما ينافي مرضاته. 
والتوبة تختلف باختلاف نوع المعصية» فالتوبة عن الكفر بالرجوع عنه» وتوبة 
المنافق بترك نفاقه» وتوبة العاصي: بالندم على ما حصل منه والعزم على عدم 


ليه )1١(‏ - التوع : ١1١-١١١5‏ لاه 


العود لثله في المستقبل» وتوبة المقصر في شيء: بالتعويض عن تقصيره» وتوبة” 
الغافل عن ربه: بالإكثار من ذكره وشكره. 

وهم العابدون: الذين عبدوا الله مخلضين له الدين» الحامدون لتعمائه. أو 
لا نالهم من السرّاء والضراءء قالت عائشة رضى الله عنها : كان النى كَلِْةِ إذا 
أتاه الأمر يسدُه قال: «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات» وإذا أتاه الأمر 
يكرهه قال: «الحمد لله على كل حال». 


السائحون في الأرض للجهاد أو لطلب العلم أو للرزق الحلال» أو . 
الصائمونء لقوله يكل فيما رواه الحاكم عن أبي هريرة: «السائحون هم 
الصائمون» لأنه يعوق عن الشهوات واللذات» كما أن السياحة كذلك غالباء 
أو لأنه رياضة نفسانية يتوصل بها إلى الاطلاع على خفايا الملك والملكوت. 


الراكعون الساجدون أي المؤدون صلواتهم المفروضةء وخص الركوع 
والسجود بالذكر لشرفهما ولما فيهما من الدلالة على التذلل. والتواضع لله 
5 


الآمرون بالمعروف أي الداعون إلى الإبمان والطاعة» والناهون عن المنكر 
أي عن الشرك والمعاصى. والعاطف الواو هنا للدلالة على أنهما في حكم 
خصلة واحدة. كأنه قال: الجامعون بين الوصفين. 


والحافظون لحدود الله أي الحافظون لفرائض الله وشرائعه وأحكامهء وهذا 
مجمل الفضائل» وما قبله مفصل لماء فمن اتصف بتلك الصفات كان حافظا 
حدود الله. وذكرت الواو هنا لقربه من المعطوف عليه وهو: ( وَاَلنَاهُونَ عن 
لحك 4. وقيل : إنها زائدة» وهذا ضعيف لا معنى له. 

وجزاؤهم المعبر عنه بقوله: بشر أيها الرسول هؤلاء المؤمنين الموصوفين 
بتلك الفضائل بخيري الدنيا والآخرة. وحذف البشر به للتعظيم» كأنه قيل: 
وبشرهم بما يجل عن إحاطة الأفهام وتعبير الكلام. 


مه ش للد ١‏ - الت : ١111/5‏ 
فقه الحياة أو الأحكام: 


دلت الآيات على ما يلي: 


عرق ثرانب تياك ومنل الله الال أؤرالشن اوننيعاتمما هو الحة. 
وقد دل الله تعالى على هذا المعنى من طريق امجحازء بتمثيل المبذول وعوضه 
بصفقة بيع وشراء»ء ثمن العبد تسليم النفس والمال» ومن الله الثواب والنوال. 
وأكد تعالى منحه الثواب والجحنة بمؤكدات عشرة هى : كون المشتري هو الله» 
وإتضال الارات اليم والخراس وذلك حدق تركد» وقولة: وعداًء ووعد الله 
حقء وإثباته في الكتب الكبرى: التوراة والإنجيل والقران» وهذا يتضمن 
إشهاد جميع الكفن ا الرسل والأنبياء على هذه المبايعة» وقوله: ؤإومَنَ 
وق يعمدو يب أسَّهمِ4؟ وهو غاية في التأكيدء وقوله: « فَأَسْتَبشِروا 


رد موو 


6 4 وهو أيضاً مبالغة في التأكيد» وقوله : «وَدلِكت ف هو الْمَوَرُ 4 د 


( الْعَطِيم ». 

؟ - قال العلماء: كما اشترى من المؤمنين البالغين المكلفين» كذلك 
اشترى من الأطفال» فآلهم وأسقمهمء لما في ذلك من المصلحة وما فيه من 
الاعتبار للبالغين» لأن هؤلاء يكونون أكثر صلاحاً وأقل فساداً عند ألم 


م - القتال في سبيل الله وحده ومن أجل مرضاته هو المستحق لهذا الجزاء 


هََ م لا أحد أوؤف بعهذه من الله وهو يتضمن الوفاء بالوعد والوعيد» 
لكن وعذه للجميع ١‏ وأما وعيذه فمخصوص ببعض المذنبين» وببعض 
الذنوب» وفي بعض الأحوال. 


كو ١‏ - التويج) :+ /١١1ذ-؟لا‏ لكوع 





5 - قال الحسن عن آية: (دَسْتَبشِرُوا بعكم : والله ما على الأرض 
مؤمن إلا يدحل في هذه البيعة. 

؟ - آية «[ تبون الْميذونَ4 ذكرت أوصافاً تسعةء بعد صفة المجاهدين» 
فتكون أوصاف المؤمنين الكمل عشرة» والآيتان مرتبطتان ببعضهماء لا 
مستقلتان. قال ابن عباس : ل نزل : «إنَّ لَه فر مرت الْمُؤميرح) الآية» 
قال رجل: يا رسول الله» وإن زى» وإن سرق» وإن شرب الخمر» فنزلت 
«التتييوت) الآية”". ش 

والأوصاف التسعة هي: الراجعون عن الحالة المذمومة في معصية الله إلى 
الحالة المحمودة في طاعة الله المطيعون الذين قصدوا بطاعتهم الله سبحانهء 
والراضون بقضاء الله المصرفون نعمته في طاعته» الذين يحمدون الله على كل 
حال؛ الصائمونء وسمي الصائم سائحاً لأنه يترك اللذات كلها من المطعم 
والمشرب والمنكح. وقال عطاء: السائحون المجحاهدون. 1 


5 (اتَحدونّ المجِذوت» ‏ في الصلاة المكتوبة وغيرها «[ لمرو 
الْمَمَرُونٍِ »4 أي بالإعان أو بالسنة «وَلكَاهُونَ عن المُجكر» من الكفر 
َ 


هذه أوصاف المؤمنين الكَمّلةء ذكرها الله ليتسابق المؤمنون في الاتصاف 
بها. 


م - الحافظون لحدود الله تشمل جميع التكاليف الشرعية» سواء ما يتعلق 
منها بالعبادات أو بالمعاملات. وأما تفصيل الصفات التسع قبلهاء فلأنها أمور 
تلازم المكلف غالباً. ش 


١٠١” /6 البحر المحيط:‎ )١( 


5 ليه )1١(‏ - التيع : و / ١15-11١١‏ 
5 (وكئْر لْمُؤْنيتَ» للتنبيه على أن البشارة المذكورة لم تتناول إلا 
المؤمنين الموصوفين بهذه الصفات. 
الاستغفار للمشركين 
وشو الواخدة (العقاب) على الدنوب 


7 لهيية > علس ش حاب ا اكيرج توه ره 4 
(ما 6ت لِلتّيّ وَأ ميا ل سسْتَفْفِروا لمفركينَ ول كارا أؤلي 
ايندم يك لخ آم لكب ليم © وما انك لنيققاز 


ع 2 


بدهِيِمَ ليه إلا عن موْصِدَوَ و وَعَدَهآ إِيَاهُ فَلَمًَا بين 
دن 6 0و مجارت أ ل قر بعد إذ هدنهم 
7 


ا 


ادم سلا ًَ ا ام ع حم م مر 
حَقّ يبي لهم | بتر لذ له يكل عند عيذ © 1 أ 1: ناك 
01 


تس 


َلسَّمْوتٍ وَالْارْضٍ يق وَيْمِيتٌ وَمَا لَحكم ين دوين أللَهِ من ون ولا ضير 
20 
القراءات: 
«لِلبّي) : 
وقرأ نافع : (للنبيء) 
( لِضِلَ مرا بَمَكَ إِذْ هَدَهمْ 4 بينهما طباق. وكذلك بين يي وَيْعِيتٌ 4 
و مَوْعِدَةَ وعَدَهَآ 6 بينهما جناس اشتقاق. ظ 
المفردات اللغوية: 


أن متَغْفْرواً4 يطلبوا المغفرة .(أولي فرق ذ ذوي قرابة .9 أَصَحَدبُ 
لحب 6 النار». بأن ماتوا على الكفر مار وَعَدَهَآً إِيَاهُ 6 بقوله: 


5 ١5-١1١١ / 5 : التي‎ - )1١( للدءَ‎ 


( سَأْسَتَفْفِرٌ لَك رَق 4 امرم: 54 رجاء أن يسلم .«أَنَّمُ عَدُرٌ له4 بموته 
على الكفر 01 مِنْهُ6 وترك الاستغفار له ( 4 كثير اللتضرع والتأوه 
والدعاء .حَليمٌ 4 صبور على الأذى لا يغضب. والجملة لبيان ما حمله على 
الاستغفار له مع معاداته له «لِضِلَ هما ليسميهم ضلالاً أو يؤاخذهم. 


(بَعَدَ إِذْ هَدَههُمْ4 للإسلام .ما يَتَقُوَ4 من العمل أي يبين لهم خطر 
ما يجب اتقاؤهء فإذا لم يتقوه استحقوا الإضلال .لعَلِيمٌ» يعلم كل شيء؛ 
ومنه مستحق الإضلال والهداية. 


(يّن دين أللو4 من غيره .«إين و4 يحفظكم منه .«إولا ضير - 
يكنعكم من ضرره. 
. سبب النزول: 
أخرج أحمد والشيخان وابن أبي شيبة وابن جرير وغيرهم من طريق سعيد 
ابن المسيب عن أبيه» قال: لما حضر أبا طالب الوفاة»ء دخل عليه رسول الله 
كِء وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية» فقال: أي عم: قل: لا إله إلا 
الله ل عاك ار جيل وعه اله :110 الام 
عبد المطلب» فقال البي 256: الجن لس نا , لون ” فنزلت: «إما 
كانت لِلتَيَ ودوك اموا يَسْتَفْفِروأ لِلْتْركِينَ4 الآية. وأنزل في أبي 
طالب: (إِنَكَ لا يَرى مَنْ لَمرَت »4 [القصص: 01/58] . 


وظاهر هذا أن الآية نزلت بمكة؛ ولأن أبا طالب مات بمكة قبل الهجرة 
بنحو ثلاث سنين. ونظراً لأن هذه السورة مدنية» فقد استبعد بعض العلماء 
أن تكون نزلت في أبي طالب. 


: ْ لي 00١‏ - التي : و /"11-دا 


لأبويه» وهما مشركان» فقلت له: أتستغفر لأبويك». وهما مشركان؟ فقال: 


استغفر إبراهيم لأبيه» وهو مشركء فذكرت ذلك لرسول الله عليه . فنزلت: 
وما 3 لني لدت ا ل مسَتَعْفروا لِلْمَتْركِنَ4. 


وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل وغيرهما عن ابن مسعود قال: خرج 
رسول الله كك يوماً إلى المقابر» فجلس إلى قبر منهاء فناجاه طويلاً» ثم بكى 
فيكيت لبكائه» فقال: إن القير الذي جلست عنده قبر أمي» وإفٍ استأذنت 
11 : 


ربي ف الدعاء لحاء فلم يأذن لي» فأنزل الله : (مَا كات لبي َألير اموا أن 
متنررا ترك ظ 


وأخرج أحمد وابن مردويه» واللفظ له» من حديث بريدة قال: كنت مع 


النبي عله إِذ وقف على عَسّفانء فأبصر قبر أمه. فتوضأ وصلى وبكى» 3 
قال: استأذنت ربي أن أستغفر طاء فنهيت» فأنزل الله: «ما كات لبي 
وال 1 أن سْتَغْفِروأ مركن 4. 

وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة قال: «أتى رسول الله وَل قبر 
أمهء فبكى وأبكى من حولهء ثم قال: استأذنت رب أن أستغفر لها فلم يأذن 
لي واستاذنت أن أزور قبرهاء فأذن لي» فزوروا القبورء فإنها تذكركم 
الموت». ش 

ورد هو رزوت وا اواواني أو رجل سبلم 
تستعفن لابواية؛ 

قال الحافظ ابن حجر: يحتمل أن يكون لنزول الآية أسباب: متقدم» وهو 
أمر أبي طالب» ومتأخره وهو أمر آمنة» وقصة علي وجمع غيره بتعدد النزول. 


كان موضوع سورة التوبة من أوا إلى هنا إعلان البراءة من الكفار 


لد )1١(‏ - التروع) : و / ١15-1١1‏ 





والمنافقين في جميع الأحوال» ثم ب هنا أنه تجب البراءة هنا من أمواتهم » 
وإن كانوا أقرب الناس إلى الإنسان كالأب والأمء كما وجبت البراءة من 
أحيائهم. والمقصود بيان وجوب مقاطعتهم في الحالات كلها. 


التفسير والبيان: 


ما ينبغي للنبي والمؤمنين» وليس من شأنهم أن يستغفروا أو يدعوا الله 
بالمغفرة للمشركين» أو معناه ليس لحم ذلك على معن النهي"2؛ لأن النبوة 
والإجمان مانعان من الاستغفار للمشركين» ولا تستغفرواء والمعنيان 
متقاربان» وسبب المنع قوله تعالى: «مِنٌ بَعَدِ ما يي طَثم أَنَبْمْ أَصَحَدبُ 
للحي 6 [التوبة: ]1١/4‏ وقوله تعالى: «[ إنَّ أله لا يَعَفِر أن شْرَكَ بو- وَيَغْهِرٌ 
ما 2 لقع لمن بك [النساء: 8115/4 . 


والمنع حتى ولو كانوا من أقرب المقربين» قياما بحق البر والصلة والشفقة 

من بعد ما ظهر لمم بالدليل أخبم من أصحاب النارء 'بأن ماتوا على الكفرء 
أي أن العلة المانعة من هذا الاستغفار هو تبين كونهم من أصحاب النار» 
وهذه العلة لا تفرّق بين الأقارب والأباعد. قال البيضاوي: وفيه دليل عل 
جواز الاستغفار لأحيائهم» فإنه طلب توفيقهم للإيمان» وبه دفع النقض 
باستغفار إبراهيم لآبيه الكافر» فقال: (زوما ارج كمف عاذ 4 

أما استغفار إبراهيم عليه السلام لأبيه آزر بقوله : «وَأغْفْرٌ بهن إِتَُ كن مِنَ 
الصَّالِينَ 42 [الشعراء: 5؟85/5] أى وفقه للعان» فكان بسبب صدور وعد 
)١(‏ قال أهل المعاني: «إنَا كات4 في القرآن يأتي على وجهين: على النفي نحو قوله: م 


كات ل أن يبعا سَجَرَمَا) [النمل: 07؟/ ]1١‏ والآخر بمعنى النهي كقوله : وما كب 
كم أن تُؤَدُوأ 2 نه [الأحزاب: *8/ 07] وكهذه الآية. ' 


5 ليه )1١(‏ - التويج : و /١١-دذا‏ 


ُ 


61 أي لا أملك إلا الدعاء لك. وكان من خلق 0 الوفاء : 
« مَاتَرْهِيِمَ الى وَذه 269 [النجم: 0//57] . 


سابق على المنعء إذ قال: امي ك1 37 ل كل عون 4 ام 


فلما تبين لإبراهيم أن أباه عدو لله بأن مات على الكفرء أو أوحي إليه فيه 
بأنه لن يؤمن» 3 وقطع استغفاره لهء إن إبراهيم لأوَّاه أي لكثير التأوه 
والتحسرء أو لكثير التضرع والدعاءء» كما قال يللهِ: «الأواه: الخاشع 
المتضرع» وهو كناية عن فرط رحمتهء ورقة قلبه. حليم : صبور على الأذى. 
والجملة لبيان ما يد 7 لهء بي اردان له تومنو حاف .عه ش 
يدلبل أنه أي آرد قال لإبراهيم: «أَراغِبُ غِبٌ آَتَ عَنْ َإلِمَقٍ يريم كين ل َه 


2 وي رعة 


. ]45/19 لارجمتك وَأَهْجُرّق مم4 [مريم:‎ ٠ 


ثم رفع الله تعالى المؤاخذة عن الذين استغفروا للمشركين قبل نزول آية المنع 
هذه وبِيّن أنه تعالى لا يؤاخذهم بعمل إلا بعد أن يبين لهم أنه يجب عليهم أن 
يتقوه ويحترزوا عنهء فقال: فروَما كارت أنه لِضِلَّ 4 أي وما كان من سنة 
الله في خلقه ولا في رحمته وحكمته أن يصف قوماً بالضلال أو يؤاخذهم 
مؤاخذة الضالين» بعد إذ هداهم للإسلام حت يبين لهم ما يجب عليهم اتقاؤه 
من الأقوال والأفعال. وهذا يدل على أنه تعالى لا يعاقب إلا بعد التبيين» 
وإذالة :لحر ٠‏ 


إن الله تعالى عليم بكل شيء» وبأحوال الناس وحاجتهم إلى البيان» وكأن 
هذا بيان عذر للرسول في قوله لعمه أو لمن استغفر له قبل المنع. وفي هذا دلالة. 
غلى أن الغافل الذي لم تبلغه رسالة نبي غير مكلف. وبناء عليه» يستبعد أن 
يكون سبب نزول الآية الاستغفار لأم الرسول ككِِ؛ِ لأنها ماتت قبل البعثة في 
عهد الفترة الجاهلية» التي انقطعت فيها النبوة بعد عيسى عليه السلام» ولم يعد 
هناك محال للتعرف على الدين الحق. لاختلاط الأمور. 


2 نهب هط هه 16 





ا ا ار يّنَ أن النصر لا يكون إلا من 
عنده؛ لأن له ملك السماوات والأرض» فإذا كان هو الناصر لكمء. فهم لا 
يقدرون على إضراركمء فقال: «إنَّ أنه لَمُ مرك أي إنه تعالى مالك كل 
موجودء ومتولي أمره» والغالب المهيمن عليه بيده الأمر كله» يحيي ويعيت» لا 
راد لقضائه ولا معقب لحكمه. ولا يتأ هم ولاية ولا نصرة إلا منه» ليتبرؤوا 
مما عداه؛ حت لا يبقى لهم مقصود فيما يأتون ويذرون سواه ولا #همنكم 
القرابة والصلة الذين هم أولياء مناصرون لكم عادةء ل 
غير الله تعالى. 


فقه الحياة أو الأحكام: 


أ - تحريم الدعاء لمن مات كافراً» بالمغفرة والرحمة» أو بوصفه بذلك» 
كقولهم: المغفور له» والمرحوم فلان» كما يفعل بعض الجهلة 

؟ - قطع الموالاة مع الكفار حيّهم وميّتهم؛ فإن الله لم يسمح للمؤمنين أن 
يستغفروا للمشركين» فطلب الغفران للمشرك مما لا يجوز. وأما دعاء النبي 
كه يوم أحد حين كسروا رَباعيته رَشَجوا وجهه: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا 
يعلمون» فإنما كان على سبيل الحكاية عمن تقدمه من الأنبياء»ء كما ثبت في 
صحيحي البخاري ومسلمء أو أن هذا الدعاء كان قبل نزول سورة التوبة التي 
هي من آخر ما نزل من القرآن. وحديث مسلم عن ابن مسعود قال: كأني أنظر 
إلى النبي تلِِ يحكي نبياً من الأنبياء ضربه قومه» وهو يمسح الدم عن وجهه 
ويقول: «رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون». 

م - لا حجة للمؤمنين في استغفار إبراهيم الخليل عليه السلام لأبيه؛ فإن 
ذلك لم يكن إلا عن عِدَة (وعد). والواعد: إما أبو إيراهيم » فإنه وعده أن 
يؤمن» قال ابن عباس : : كان أبو إبراهيم وعد إبراهيم الخليل أن يؤمن بالله» 


5 ْلدةِ )1١(‏ - ألو : و //ااا-وذا 


كم الأنداد» فلما مات على الكفرء علم أنه عدو الله فترك الدعاء له. 
وقوله: « إِيَاهُ 6 ترجع إلى إبراهيم» والواعد أبوه. أو أن يكون الواعد هو 
إبراهيم» أي وعد إبراهيم أباه أن يستغفر لهء رجاء إسلامهء فلما مات 
507 تبرأ منه. ودل عليه قوله: 0 كََ 4 [مريم: 4/19] . أي أن 
إبراهيم وعد أباه بالاستغفار قبل أن يتبين الكفر منهء وأملاً في إسلامه» فلما 
تبين له الكفر منه» تبرأ منه. 


- يحكم على الإنسان بظاهر حاله عند الموت» فإن مات على الإيمان 
حكم له به» وإن مات على الكفر حكم له بهء وربك أعلم بباطن حاله. 


م - لا عقوبة إلا بنص» ولا مؤاخذة إلا بعد بيانء لقوله تعالى: ووم 
كات أنَْدُ لِضِلّ هَرَمْض4. 
5 اتدل هذه : الآية أيفاً+ وها حتكارته آنه مل 5ه غن أن 
* - الله مالك الملك» وبيده مقاليد السماوات والأرضء فالنصر منه 
وحده» للا من الأقارب أو الأباعد. 


التوبة على أهل تبوك وعلى الثلاثة المخلفين والصدق 


مو 0 مو م مم 07 2 07 اذأو 35 
«لقد تابح أله عل التي والمهبجن والأنصار الذرب اتبعوه فى محاعة 
. _ 2 0 4 

رد “ل لم 20 و عر > ال المحرى هي 2 مي 2 يو 
العسَرَةَ من بعر ما د يِب بََ رق منهم نم ب علِيْهم إِنهِ 

0 7 7 222 20 2 رس اه 7 7 020 
بهم رعو تَحِيمٌ 67 وَطلَ التَلنَةٍ الذرت خُلْفُواْ حَيََّ إِذَا صَاقَتَ عَلتهِم 
مو م ووراس سدس اس سه 5 مو روء لماه > الى سه ا 0 - 7 
الْأَرْض يما رَحْبَتْ وَضَاقتٌ عَلَيّهِم أنفسهم وَظَنْوا أن لا ملجاً من أله إلا إِله 


_ 2 


01 6 


20 اق ا د م ود ار ار 02 و اد ا 
ثم تاب عَلِيَهمَ لِمُويواً إِنَّ لَه هو الئَوَاب اجيم (©0 يتأيا الذيت اموا 
ديع ) دمر سد عر هم ا به 

أتّقُوأ أله كوا مَمَّ أ صَديِقِينَ 9 »4 


لد )1١(‏ - اليم : 1 /١١1-وذا‏ ل" 
القراءات: 

كاد يَريخْ) : قرئ: 

-١‏ (كاد يزيغ) وهي قراءة حفص» وحمزة. 

؟- (كاد تزيغ) وهي قراءة الباقين. 

رَعُووف» : قرئ: 

-١‏ (رؤف) وهي قراءة أبي عمروء وحمزة» والكساي» وخلف. 

-١‏ (رؤوف) وهي قراءة الباقين. 
الإعراب: 


ظٍِ اد يَرِيعٌ 6 أمعها - ضمم, الشأن» وحملة «يَرِيعٌ 6 خيرها» وهي 
تفسير لضمير الشأن» وجاز إضمار الشأن في « كاد » دون (عسى) لأنها 
أشبهت (كان) الناقصة» فإنها لا تستغنى عن الخبر» بخلاف (عسى) فإنها قد 
تستغيى عن الخبر إذا وقعت (أن) بعدها. ويجوز أن يكون اسمها ضمير القوم 
أصحاب النبي» وتقديره: كاد قَبِيل يزيغ» وضمير (إ مهم عائد على هذا 
الاسم. 

«وعلَ كمد 4 معطوف على «ألبَبِيِ4 في الآية السابقة» وتقديره: لقد 
تاب الله على النبى وعلى الثلاثة. 


البلاغة: 
«إصَاقتْ» وه رَحْبَتَ» بينهما طباق. 


الدب أَليَحيِمْ) من صيغ المبالغة. 


14 للد 0 - التو : 9 //اا-وكا 


لد تج أنّهُ عل آلتىَ) أدام ثوبته .<الَمْمَرَة4 الشدة والضيق» 
و«إساعة الْعْسَرَةِ4: وقتهاء وهي حالم في غزوة تبوك» كانوا في عسرة من 
الركائب والزاد» حى قيل : إن الرجلين كانا يقتسمان تمرة» والعشرة تعتقب 
على بعير واحد. واشتد الحر حتى شربوا الفرث .( يربع 4 يميل عن اتباع النبي 
إلى التخلف» لما هم فيه من الشدة .شر تابه عَبْتَهرٌ 4 بالثبات. 


وكرر للتأكيد والتنبيه على أنه تاب عليهم من أجل ما كابدوا من العسرة. 
0 تَحِبِمٌ 6 الرأفة: الرفق بالضعيف» والرحمة: السعي في إيصا 
منفعة .«وَعَلَ التَدَنَةِ4 أي وتاب على الثلاثة: كعب بن مالك» وهلال بن 
أمية» ومُرارة بن الربيع .2 لدت ينو تخلفوا عن الغزوء أو خلّف وأخر 
أمرهم مدة» فإنهم المرجون لأمر الله ثاب علنيم عدن 511 حْبتْ »6 أي مع 
رحبها أو برحبهاء أي سعتهاء فلا يجدون مكاناً يطمئنون إليه» وأعرض 
الناس عنهم بالكلية؛ وهو مثل لشدة الحيرة .«إوَصَاقتَ عَلْيْهِمْ أنتسشهز» 
قلوييم من فرط الوحشة والغم بتأخير توبتهاء فلا يسعها سرور ولا د 
(وَطْنُواً4 أيقنوا أو علموا . « أن لَّا مَلجاً مِنّ أنه أن: خففة» أي ألا ملجأ 
من سخطه أي لا ملاذ ولا معتصم .(شُمِّ ناب عَلْهرْ6 وفقهم للتوبة (١‏ أَتَقُوأ 
لَه بترك معاصيه .«مَمَ أَلصَّدٍقِيتَ4 في الإيمان والعهود بأن تَلْرْمُوا الصدق. 


سيب النزول: 


روى البخاري وغيره عن كعب بن مالك قال: لم أتخلف عن الني كَلِهِ في 
غزوة غزاها إلا بدراً حتى كانت غزوة تبوك» وهي آخر غزوة» وآذن الناس 
بالرحيل... فأنزل الله توبتنا : «لَّقَد تاج أَلَّهُ عل تي وَالْمَهَنَ4 إلى قوله : 
إن أنَّهَ هُوَ أَلتَوَبُ أليّحِيمٌ © قال: وفينا نزل أيضاً : ( أَنَهُوأ أله ووأ مَمَ 
لْصَدِقِنَ6. ظ 


للدّءٌ )1١(‏ - التويع) : 9 /7١1-وا١‏ 54 





بعد أن استقصى الله تعالى في شرح أحوال غزوة تبوك» وأحوال المتخلفين 
عنهاء عاد في هذه الآية إلى شرح ما بق من أحكامهاء وهذا أسلوب القران 
في تفريق الآيات في الموضوع الواحدء للتأثير على النفس» وتجديد الذكرى, 
ومنع اليأس في التلاوة. 

والآية مناسبة لما قبلها في النهى عن الاستغفار للمشركين» وكان ذلك من 
النبي يكم خلاف الأولى» كما كان من بعض الصحابة زلاات» فذكر تغال أنه 
تفضل عليهم وتاب عليهم في تلك الزلات.. 
التفسير والبيان: 

لقد تفضل الله ورضي عن نبيه» وتاب على أصحابه المؤمنين الذين صاحبوه 
واتبعوه في غزوة تبوك وقت الشدة والضيقء. التي تمن عزو العسرة» 
وجيشها جيش العسرة الذي جهزه عثمان وغيره من الصحابة رضي الله عنهم. 
فكانوا في نقص شديد من وسائط الركوب والزاد والماء» حتى إن العشرة 
يعتقبون البعير الواحدء ويقتسم الاثنان التمرة الواحدة» وينحرون البعير 

ويعتصرون الفرث الذي في كَرِشِهء ليبلوا به ألسنتهم. بالإضافة إلى شدة الحر 
أو حرارة القيظ التي صادفت خروجهم لتلك الغزوة. قال جابر بن عبد الله في 
ساعة العسرة: عسرة الظهر (الإبل) وعسرة الزاد» وعسرة الماء. 


والتوبة على النبى؛ لأنه كان قد صدر عنه ما هو خلاف الأفضل والأولى» 
مثل إذن المنافقين في التخلف بناء على اجتهاد منه لم يقره الله عليه؛ لأن غيره 
خير منه» فسر ابن عباس التوبة على النبي كل وعلى المؤمنين» بقوله: كانت 
التوبة على النبى لأجل إذنه للمنافقين في القعود؛ دليله قوله: «عَهَا أللّهُ عندلت 
لم لَِنتَ لهم [التوبة: 48/4] وعلى المؤمنين من ميل قلوب بعضهم إلى 
التخلف عنه. 


7 لله )1١(‏ - التي : و /١١-وذا‏ 


والتوبة على الصحابة من المهاجرين والأنصار كانت بسبب تثاقل بعضهم 
في الخروج» أو لسماعهم للمنافقين ما يثيرونه من فتنة. 
للصحابة تعني قبول التوبة منهم وتوفيقهم إليها. 

حدثت هذه التوبة على المؤمنين من بعد ما كاد يزيغ أو ميل بعضهم عن 
الحق والإبمان» وهم الذين تخلفوا لغير سبب النفاق» وهم الذين عملوا عملاً 
ضاطا واحن شيف واعترفوا بذنوبهم» فقبل الله توبتهم. ومن بعد ما ارتاب 
بعضهم بما نالهم من المشقة والشدة في سفرهم وغزوهم. 

ثم أكد الله تعالى التوبة عليهم» فقال: لتر تبج عَْتهِرٌ 6 أي رزقهم 
الإنابة إلى رهم والرجوع إلى الثبات على دينه» إن رهم رؤوف رحيم بهم » فلا 
يتركهم بعدما صبروا على الجهاد في سبيله» وإنما يزيل ضررهم ويوصل المنفعة 
إليهم. وهذا معنى الرأفة أي السعى في إزالة الضرء والرحمة أي السعى في 
إيصال النفع. 


وفائدة تأكيد ذكر التوبة مرة أخرى تعظيم شأنهم. وإزالة الشك من 
نفوسهم » والتجاوز عن وساوسهم التي كانت تقع في قلوبهم في ساعة العسرة. 


وتاب الله أيضاً على الثلاثة الذين خُلّوا أي تخلفوا عن الغزو لا بسبب 
النفاق. وإنما كسلاً وإيثاراً للراحة والقعود. وخلفوا الغازين بالمدينة أي 
صاروا خلفاء للذين ذهبوا إلى الغزو وأرجئوا وأَخروا عن المنافقين فلم يُقُْضِ 
فيهم شيء؛ وهم المرجون لأمر الله»؛ وهم كعب بن مالك الشاعرء وهلال بن 
أمية الواقفي الذي نزلت فيه آية اللعان» ومّرارة بن الربيع العامري. وكلهم 
من الأنصار. 


ووصف الله هؤلاء الثلاثة بصفات ثلاث هى: 


“١ ١او-1١١7/‎ 5 : القع‎ - )1١( للدء‎ 


الصفة الأولى: 


«حَقَّ إدَا صَاقتَ عَلييم الْأَرْضُ يما رََْتْ: أي خلفوا عن التوبة حق 
و الما اي ال قر 
من العاقبة» وجزعا من إعراض الني يَلةِ عنهم» ومنع المؤمنين من مكالمتهم» 
وأمر أزواجهم باعتزالهم . حى بقوا على هذه الحالة حمسي" يوما أو أكثر. 


والصفة الثانية :1 


2ك عَنِيْهِمَ أنَفْسْهْر4 أي ضاقت صدورهم بسبب الهم والغم» 


والصفة الثالثة: 


* ليهو أي علموا عدوا" 1ل مهنا ولا 


5-0 


0 نا بالتوبة والاستغفار ورجاء رحمته. 
ثم تاب عليه م4 أي أنزل قبول توبتهم. 


١‏ شوو أي ليرجعوا إليه بعد إعراضهم عن هدايته واتباع رسوله كَلِ. 
رو وويت الف براحن ارا 
كثير القبول لتوبة التائيين» واسع الرحمة للمحسنين. وقصة قبول توبتهم تظهر 


-. 


قال أكثر المفسرين: إنهم ما ذهبوا خلف الرسول عليه الصلاة والسلام» 
قال كعب: كان رسول الله يَكِيةِ يحب حديقء فلما أبطأت عنه في الخروج» 
قال عليه الصلاة والسلام: «ما الذي 0 كعباً؟) فلما قدم المدينة» اعتذر 
المنافقون» فعذرهمء وأتيته وقلت: إن كراعي (خيلي) وزادي كان حاضراء 
واحتبست بذنبي» فاستغفر لي» فأبى الرسول كَللهِ ذلك. 


ف ليع 012 - التو : 7/9١١-وا١ا‏ 


ثم إنه عليه الصلاة والسلام نبى عن مجالسة هؤلاء الثلاثة» وأمر بمبايئتهم 
حتى أمر بذلك نساءهم» فضاقت عليهم الأرض بما رحبت» وجاءت امرأة 
هلال بن أمية» وقالت : يا رسول الله لقد يح علال» حتىق خفت عل 
بصره» حي إذا مف ختسون يما أنزل الله تعالى : (لكَد ا أنَهُ عل ألَىَ 
َالْمْهَاجِنَ 4 وأنزل قوله: «إوَعَلَ التَلدَةٍ ليت خُلبو4 فعند ذلك خرج رسول 
الله كَلِنِ إلى حجرته, وهو عند أم سلمة فقال: «الله أكبرء قد أنزل الله عذر 
أصحابنا» فلما صلى الفجر ذكر ذلك لأصحابهء وبشرهم بأن الله تاب 
عليهم» فانطلقوا إلى رسول الله كله وتلا عليهم ما نزل فيهم. 


فقال كعب: توبت إلى الله أن أخرج مالي صدقة» فقال: لاء قلت: فنصفه 
قال: لاء قلت: فثلئه؟ قال: 0 


وبعد أن نزل قوله تعالى بقبول توبة هؤلاء الثلاثة» زجر عن فعل ما مضى» 
وهو التخلف عن رسول اله يكل في الجهادء فقال: «يكائا اليرت ءامو 
أتقُوا لله ونوا مع الصَديهد 69©». 


أي اتقوا وتجنبوا ما لا يرضاه الله من مخالفة الرسول كككلَوّه وكونوا مع 
الرسول كَلْةِ وأصحابه في الغزوات» ولا تكونوا متخلفين عنهاء وجالسين مع 
المنافقين في البيوت» وكونوا في الدنيا مع الصادقين في إيماهم وعهودهم» أو 
في دين الله نية وقولاً وعملاً» تكونوا في الآخرين مع الصادقين في الجنة. 

والصدق: الثبات على دين الله وشرعهء وتنفيذ أوامره» وطاعة رسوله 
يِه وقد استتبع صدق هؤلاء الثلاثة في ندمهم على ما فعلوا قبول الله تعالى 
توبتهم. وذلك مؤذن بأن الصدق في المواقف طريق النجاة والفلاح» قال النبي 
كه فيما أخرجه البيهقي مرفوعاً: «إن الصدق بهدي إلى البرء وإن البر ميدي 


5١8/١7 تفسير الرازي:‎ )١( 


للدء )1١(‏ - التو : و /7١١1-وا١‏ 7 





إلى الجنة» وإن الكذب بهدي إلى الفجورء. وإن الفجور يدي إلى النار» إنه 
يقال للصادق: صدق ويَرّء ويقال للكاذب: كذب وفبجَرء وإن الرجل 
ليصدّق حى يكتب عند الله ا ويكذب حق يكتب عند الله كذاباً». 


وترك الكذب كما أوصى النبي يَكهِ سبيل لترك جميع المعاصي. من خمر وزنى 
وسرقة ونحوها. 


ولا يرخص في الكذب إلا ني ثلاث : في الحرب» والإضلاح ؛ بين الناس » 
وحديث الرجل امرأته ليرضيها» كأن يقول لها: أنت أجمل الناس» وأحب 
الناس إلي» لا في غير ذلك كمصالح البيت والنفقة ونحوها. أخرج ابن أب شيبة 
وأحمد عن أسماء بنت يزيد عن النى يَلِةِ قال: «كل الكذب يكتب على ابن آدم 
إلا رجل يكذب في خديعة حرب» أو صلاح بين اثنين» أو رجل يحدث امرأته 
ليرضيها». وجاء في حديث آخر أخرجه ابن عدي والبيهقي عن عمران بن 
حصين» وهو ضعيف: (إن في المعاريض لندوحة عن الكذب». 
فقه الحياة أو الأحكام: 

موضوع الآيات: التوبة والفيدق: 

أما التوبة فكانت شاملة عامة لكل من شارك في غزوة العسرة أو غزوة 
تبوك. وذلك تفضل من الله ورحمة» بعدما تعرضوا للشدائد في جميع أوقات 


تلك الغزوة» قال جابر: اجتمع عليهم عسرة الكلقه» وصيرة الناده وعشرة 
الماء. , 


قال الزتغشري في قوله تعالى: « تاب أَلَّهُ عل الي هو كقوله: « لْيغفر 


سا2 


١ 


24 
0 


40 سير آه ع 


أيه ما تقدم من : من وَنكَ وما كد [الفتح : 1 وقوله: ووتعير 
لدَيْلكَ »6 [غافر: ]00/5٠‏ وهو بعث للمؤمنين على التوبة» وأنه ما من موؤمن 


5" ليه )1١(‏ - التو : 9 /7١١1-واا‏ 


إلا وهو محتاج إلى التوبة والاستغفار حى النبي والمهاجرين والأنصارء وإبانة 
لفضل التوبة ومقدارها عند الله» وأن صفة التوابين الأولين صفة الأنبياء7". 


وشملت هذه التوبة أيضاً الثلاثة الذين خلّفُوا عن هذه الغزوة» أي أرجثوا 
وأخروا عن النافقين» فلم يقض فيهم بشىء»ء وذلك أن المنافقين لم تقبل 
توبتهم » واعتذر أقوام فقبل عذرهم. وأخر النبي كَل هؤلاء الثلاثة حتى نزل 
فيهم القرآن. وهذا هو الصحيح لما رواه مسلم والبخاري وغيرهما. قال كعب 
فيما رواه مسلم : كنا خلفنا أيها الثلاثة الذين حُلّفُنا عن أمر أولئك الذين قبل 
منهم رسول الله ككِِ حين حلفوا لهء فبايعهم واستغفر لهم. وأرجأ رسول الله 
كل أمرنا حتى قضى الله فيه؛ فبذلك قال الله عز وجل : (إوَعَلَ التَدَحَةٍ ألزيرت 
لفو وليس الذي ذكر الله مما حُلّفنا تحلمَنا عن الغزوء وإنما هو تخليفه إياناء 
وإرجاؤه أمرنا عمن حلف لهء واعتذر إليهء فقبل منه”". 


والأوصاف الثلاثة التي وصفهم بها القرآن دليل على صدقهم في التوبة. لذا 
عر تعالى بالصدق بعد هذه الأوصاف. وهو خطاب لجميع المؤمنين يأمر فيه 


والآية هذه توجب الصدق» وهو أمر حسن بعد قصة الثلاثة حين نفعهم 
الصدق» وأبعدهم عن منازل المنافقين» وهى دالة على فضل الصدق» وكمال 


درحته. 
ولا شك بأن التوبة النصوح من أخص أحوال الصدقء فما على العاقل 


المتقي إلا ملازمة الصدق في الأقوال». والإخلاص في الأفعال». والصفاء في 
الأحوال» ومن اتصف بذلك صار مع الأبرارء وحظي برضا الإله الغفار. 


51/9 الكشاف:‎ )١( 
889/7 تفسير ابن كثير:‎ )5( 


ده )1١(‏ - التويع : و / ١١1-1١١‏ 7 

موقفا صدق وإعان للمقارنة مع المتخلفين: 

الأول - عن أبي ذر الغفاري أن بعيره أبطأ به» فحمل متاعه على ظهره» 
واتبع أثر رسول الله يلِِ ماشياًء فقال رسول الله تل لمل رأى سواده: كن أبا 
ذر! فقال الناس: هو ذاكء» فقال: «رحم الله أبا ذرء يشي وحدهء وبموت 
وحده؛ ويبعث وحلهة). ش 

والثان ج أن أيا خيثمة الأنصاري بلغ بستانه » وكانت له امرأة حسناء 
فرشت له في الظلء وبسطت له الحصير» وقربت إليه الرطب والماء البارد» 
فنظر فقال: ظل ظليل» ورطب يانع» وماء بارد» وامرأة حسناء» ورسول الله 
كله في الحر والريح» ما هذا بخيرء فقام فرحل ناقته» وأخذ سيفه ورمحهء ومر 
كالريح, فمد رسول الله ِل طرفه إلى الطريق» فإذا براكب يزهاه السراب» 
فقال: : كن أبا خيثمة ! فكان» ففرح به رسول الله ذه واستغفر له . 


فرضية الجهاد على أهل المدينة والأعراب وثوابه 


2 و 


(ما كان لِأَمْلٍ الْمَدِسَةِ وَمَنْ حور ين الْاعرَابٍ أن ِسَحَلْقُوأ عن رَسُولٍ اله 


ل اي ال سد لحك اند الا مسق كنا مط ل 
مه ود رك سه كا 7 ا 20 5 
ار الله ولا تطعوت موه ناكمل الكتكار ول الو رت من 
عدو كل ]ل كن لمر شم به عَمَلُ كي رك" لله ل ضيغ 7 لني 
5 عي ا 0200 و عرص ل قر ع ب علي 2 
5 ا 1 رك ويا إلا صسميب 


جم 


ماع حْسَنَ ما حانوا يَعَمَلْرنَ 09 »4 


أ 
يه سس 
ءا 

00 
اماأذ 
0 
ل" 
.9 
1 


ب سس 35 


(واديًا4 مفعول به وهو اسم منقوص كقاض » ودخلته الفتحة في 
النصب لخفتها» وحمعه أودية» وليس في كلام العرب فاعل جمعه أفعلة غيره. 


57- 51١/7 الكشاف:‎ )١( 


7 لدع )1١(‏ - التج) : و/١١1-١1؟١‏ 
البلاغة : 


( يوت مَوَطِكًا4 بينهما جناس اشتقاقء وكذلك 9 ينا لوت هِنْ عَدُوْ 
0 0 004 سكا 


تيَلَا4 .«(صوِيره ولا حكييرة 4 بينهما طباق. 
المفردات اللغوية: 


001 ىم سمس م 


ون بلقا من ول أو إذا خا ولا يَأ أو عن سك ) بأ 
يصونوها عما رضيه لنفسه من الشدائدء والرغبة الأولى: المحبة والإيثار» 
والثانية : الكراهة» وهو نمي بلفظ الخبر (دَلِلَت) أي النهي عن التخلف 
(يِأتْمرْ بسبب أعم لمأ » عطش «إسَبُ)» تعب (عَمَصَةٌ) جوع 
(يفِيظ)» يغضب (نَيَا4 أسراً 1 
عل لغ إلا استوجبوا به الثواب والجزاء عليه «لا يْضِيمٌ أجرَ 
لْمُحْيِيِينَ) أجرهم على إحساهم» بل يثيبهم» وهو تنبيه على أن الجهاد 
إحسانء, أما في حق الكفار فلأنه سعي في تكميلهم بأقصى ما يكن كشرب 
المريض الدواء المرّء وأما في حق المؤمنين فلأنه صيانة لهم من سطوة الكفار 
واستيلائهم. 


ولا يفقوت نَقَقَهٌ صَعِيرَة4 أي في الجهاد ولو مثل التمرة «إوَلَا 
حكبيرَة4 مثل إنفاق عثمان رضي الله عنه في تجهيز جيش العسرة روا دِيًا 4 في 

سيره وهو كل منفرج ينفذ فيه السيل» والمراد أي أرض إلا 2 
لم4 أثبت لهم ذلك ( لِيَجْرِيَهُمٌ أله بذلك «الْحْسَنَ مَا كانوا يَحْمَلُونَ4 
جزاء أحسن أعمالهم أو أحسن جزاء أو أحسن جزاء أعمالهم. 


المفاسية: 

سد :أذ آمو الله ثعالى يق له « ونوا مَمَ َلصَددٍقِينَ 4 بالصدق في متابعة 
الرسول في جميع الغزوات». أكد هنا ذلك». فنهى عن التخلف عنهء وأبان 
حسن الجزاء على الجهاد. 


لاي 000 - قوع : 5 / ١1د ٠‏ بن 
التفسير والبيان: 





يعاتب الله تعالى المتخلفين عن رسول الله يكِ في غزوة تبوك» من أهل 
المدينة ومن حوا من الأعراب» ورغبتهم بأنفسهم عن مشاركته في المشاق 
التي تعرض لاء فقال: «مَا كان لِأَمَلٍ الْمَديسَةٍ4 أي ما كان ينبغي لأهل 
المديئة المؤمنين» ومن حولم من قبائل العرب امجاورة لما؛ كمرّينة وجهينة 
وأشجع وغِفار وأسْلم» التخلف عن رسول الله كل في غزوة تبوك» بل عليهم 
أن يصحبوه» فإن النفير كان فيهمء وخص هؤلاء بالعتاب لقربهم وجوارهمء 
وأنهم أحق بذلك من غيرهمء بل إن المراد من النص النهي عن التخلف». 

والتوبيخ عليه؛ لأن المتخلف يؤثر نفسه على نفس رسول الله يكِ التي لابد من 
إيثارها وحبها أكثر من حب النفس. 


وظاهر هذه الألفاظ وجوب الجهاد على كل هؤلاء إلا أصحاب الأعذار: 
بدليل العقل» وبقوله تعالى: «لا. ب ا اا الت 1 
]وقول أيضا؛ لس عل الذمن س4 [التور: 14 ] ولا يقصد ببذا 
وجوب الجهاد عيناً على كل واحدء فقد دل الإجماع على أن الجهاد فرض 
كفاية» فيكون مخصوصاً من هذا العمومء ويكون المنصوص عليهم هم 
المقصودين بالنص العام. ش 


1 ولا يصح غهؤلاء إيثار أنفسهم على نفس الرسول كلل فلا يرضوا م 
بالدعة والراحة» ورسول الله لله َه في المشقة. 


لم يكن لهم حق التخلفء بل يجب عليهم الاتباع والجهاد» بسبب أن كل 
ما يصيبهم في جهادهم - من معاناة ومكابدة ومشاق كالعطش والتعب 
والجوع والألم في سبيل الله» ووطء جزء من أرض الكفر يغيظ الكفار» والنيل 
من الأعداء بالأأسر أو القتل أو الحزيمة أو الغنيمة - يستوجب الثواب الجزيل: 
المكافئ لما قدموه وزيادة» وذلك مما يوجب المشاركة في الجهاد. إن الله لا 


١1١-1١ / 5 : التريع)‎ - )1١( لدع‎ 7 


يضيع أجر المحسنين» أي لا يدع له شيئاً من الثواب على إحسانه إلا كافأه به 
كقوله تعالى: ( إن لا نيع م عملا [الكهف: 120/18 . 

وكذلك لا ينفق هؤلاء المحاهدون (الغزاة)”'' في سبيل الله نفقة صغيرة ولا 
كبيرة» أي قليلاً ولا كثيراًء ولا يقطعون وادياً. أي في السير إلى الأعداء, إلا 
أثبت لهم الجزء الأوفى» ليجزيهم الله أحسن الجزاء على عملهم ؛ لأن الجهاد في 
سبيل الله إعلاء لكلمة الإسلام» وصون الإبمان» وحفظ الأوطان» وما ترك 
قوم الجهاد إلا ذُلوا واستُعبدوا. 
فقه الحياة أو الأحكام: 

دلت الآيات على الأحكام التالية: 

١‏ فرضية الجهاد ووجوبه على أهل المدينة وقبائل العرب المجاورة لهاء 


بسبب كون المدينة عاصمة الإسلام» وكونهم سكانماء وجيران الرسول عَلِة 
ويضيبهم مباشرة ما أصابه من محد أو خير أو نصر أو غير ذلك. 

؟ - لا يصح للمؤمن إيثار نفسه على نفس الرسول ككةِ؛ لأن الإبمان لا 
يكمل إلا بأن يحب الرسول يَكِْةِ أكثر مما يحب نفسه. 


# - إن كل ما يتعرض له المجاهد من مكابدة ومتاعب في السفر للجهاد 
يئاب عليه ثواباً جزيلاً. 

- إن في الجهاد إحساناً. سواء في حق الأعداء؛ لأنه قد ينقلهم من دائرة 
الكفر إلى دائرة الإسلام» وفي حق المسلمين؛ لأنهم يصونون به الحرمات: 
حرمة الدين والإعان» وحرمة البلاد والأوطان والأموال والأعراض» 
ويحققون به العزة والمجد والكرامة. 


ده )1١(‏ - القع : 5 / ١١1-1١7١‏ 0 و*7 


م - تستحق الغنيمة بمجرد الاستيلاء» كما قال الشافعي؛ لأن الله تعالى ' 
جعل وطء ديار الكفار بمثابة اليل من أموالهم» وإخراجهم من ديارهم: وهو 
الذي يغيظهم» ويدخل الذلّ عليهم» فهو بمثابة نيل الغنيمة والقتل والأسر. 

5 - إن ا كت بالآية التالية بعدها: «وَمَا كاربت الْمَؤْمِنونٌ 
لسَنفروأ حكائةٌ » وإن حكمها كان في حال قلة المسلمين» فلما كثروا 
نُسختء وأباح الله التخلف عن الجهاد مع الحكام لمن شاء. قال قتادة: كان 
هذا خاصاً بالبى كَل إذا غزا بنفسه فليس لأحد أن يتخلف عنه إلا بعذر؛ 
فأما غيره من الأغة والولاة» فلمن شاء أن يتخلف حََلّفَه من المسلمين إذا ل 
يكن بالناس حاجة إليه ولا ضرورة. قال القرطبي: قول قتادة حسن» بدليل 
غزاة تبوك. ش ش 


أما المعذورون الباقون في المدينة فلهم مثل أجر العاملين المجاهدين؟ لما 
روى أبو داود عن أنس بن مالك أن رسول الله كك قال: «لقد تركتم بالمدينة 
أقواماً » ماسزتم مَسِيراًء ولا أنفقتم من نفقة» ولا قطعتم من واد إلا وهم 
معكم فيه» قالوا: يا رسول الله وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ قال: 
حبسهم العذر» وأخرجه مسلم من حديث جابر قال: «كنا مع رسول الله وك 
في غزاة» فقال: إن بالمدينة لرجالاً ماسرتم مسيرأًء ولا قطعتم وادياً إلا كانوا 
معكم» حبسهم المرض» فأعطى وك للمعذور من الأجر مثل ما أعطى للقوي 
العامل. ويؤكد ذلك أن النية الصادقة هى أصل الأعمال» فإذا صحت في فعل 
طاعة» فعجز عنها صاحبها لمانع منهاء فله الثواب على عمله؛ لقوله يك فيما 
رواه البيهقي عن أنس وهو ضعيف: «نية المؤمن خير من عمله». 


١١١/9 : التَديت)‎ - )1١( لله‎ 4 


الجهاد فرض كفاية وطلب العلم فريضة 
0 ما كارت نك المؤمرة اندزو كاه َوَْا نَصَرَ من كل فَقَةَ متهم 
2 فى لد 


بِنٍ وروأ قَرَمَهُمَ إِذَا رَجَعوَأ لكر كلو حدروك 
© 02 


لولاا : للتحضيض» وهي داخلة هنا على الماغي» وات مون 
ال مضى 2 الاوك امل 


الفردات اللغوية: 
«يَنفِروا4 إلى الجهاد «كَوْلَا4 فهلا وهي تفيد الحض والحث على ما 


00000 


تدخل عليه «تَمَرَ خرج للقتال «فْرَقَ4 قبيلة أو جماعة عظيمة 9طاء بِفَه » 
تناع اقليلة أفلهاةاقتاة أو براحدة مكف الباقون ف لتفتيرا» 4 ليتعلم الباقون 
الفقه والأحكام الشرعية» والتفقه: تكلف الفقاهة والفهم. وتجشم مشاق 
التحصيل «وَلُنَذِروا4 يخوفوا «إِدَا يَجَعَُا إِلَتِمَ)4 من الجهادء بتعليمهم ما 
تعلموه من الأحكام (عَلَهْرَ دروت 4 ليحذروا عقاب الله بامتثال أمره 


ونهيه » والحذر من الشيء 5 : التحرز منه. 
سبب النزول: 


أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: لما نزلت: (إِلّا تفووا مَدْبْكْمْ 
عَدَابًا أيمّا4 وقد تخلف عنه ناس في البدو يُمَقَّهُونَ قومهمء فقال المنافقون: 
قد بقى ناس في البوادي» هلك أصحاب البوادي» فنزلت: ظوَمَا كارت 
لْمؤْمِبن نيوا كانه 4. 


لدع )1١(«‏ - التويج) : و / ١١‏ ظ ١م‏ 


وأخرج ابن أبي حاتم أيضاً عن عبد الله بن عبيد الله بن عمير قال: كان 
المؤمنون» لحرصهم على الجهادء إذا بعث رسول الله كل سرية» خرجوا فيهاء 


قال ابن عباس : لما شدّد الله على المتخلفين قالوا: لا يتخلف منا أحد عن 


عنى اوشر ابد ففعلوا ذلك» وبقي رسول الله وك وحدهء فنزل: وزوما 
كانت المؤها مِسُونَ 4 الآية. 


وقال ابن عباس أنفا : فهذه مخصوصة بالسراياء والتي قبلها انين عن 
تجلف واحد» فيما إذا خرج الى عل 


المنئاسية 1 


هذه الآية من بقية أحكام الجهادء فهي لا توجب على جميع المؤمنين الجهاد 
إذا لم يخرج النبي كله إليهء وَإِنما أرسل سرية. وحينئذ يجب على المؤمنين طلب 
العلم والتفقه في الدين؛ لأن الجهاد يعتمد على العلم» ولاو سووي 
الأصل يتوقف على البيان بالحجة والبرهان. 


التفسير والبيان: 


هذا بيان لمراده تعالى من نفير الأحياء كلهم» فتكون فئة منهم للتفقه وفئة 
أخرى للجهاد. فإنه فرض كفاية على الناس» كما أن طلب العلم فرض كفاية 
أيضا. 

فما كان من شأن المؤمنين أن ينفروا جميعاً» ويتركوا النبي يَكهِ وحدهء فإن 
الجهاد فرض كفاية» مق أقادببه التعفى سقظ الم عق البافينة لا فرض عين 
على كل مسلم بالغ عاقل» وإنما يصبح فرض عين إذا خرج الرسول للجهاد 
واستنفر الناس إليه. 


4 ش ليه )1١(‏ - التونيتا : ١7١/9‏ 


فهلا نفر في أثناء النهوض للقتال من كل جماعة كالقبيلة أو البلد طائفة قليلة 
منهم للتفقه في الدين» ومعرفة أحكام الشريعة وأسرارهاء حتى إذا ما رجع 
ا مجاهدون من المعركة أنذروهم من الأعداء وحذروهم من غضب الله 
وعرفوهم أحكام الدين» لكى يخافوا الله» ويحذروا عاقبة عصيانه» ومخالفة 
أمره. 


والضمير في «« زَِكَمَقَهُو4 و« وَسْندِووا4 للمقيمين مع الني كَل. وضمير 
© إذًا رَجَعَوَا إِلََبِمَ4 أي المجاهدون من الجهاد. 


فقه الحياة أو الأحكام: 
دلت الآية على الأحكام التالية: 


١‏ - الجهاد فرض كفاية» وليس فرض عينء إذ لو نفر الكل لتعطلت 
مصالح الأمة» وتضررت الأسر والأولادء فليخرج فريق من المسلمين 
للجهاد. ولِيْقِمُ فريق يتفقهون في الدين» ويحفظون الحريم» ويصونون مصلحة 
البلاد. 


حت إذا عاد النافرون أعلمهم المقيمون ما تعلموه من أحكام الشرع. وهذه 
الآية مبينة لقوله تعالى: (إِلّا تَفِرُوأ4 وللآية التى قبلها: « أنْفِرُوأ4. وقال 
مجاهد وابن زيد: ناسخة» والأصح القول بأنها ص لا ناسخة. وكل من 
إمرح4 المفيدة للتبعيض» والفرقة (الجماعة الكثيرة) والطائفة (الجماعة 
الأقل) يفيد كون الجهاد وطلب العلم موجهاً للبعض. 


5 - وجوب طلب العلم» والتفقه في القرآن والسنة» وهو فرض على 
الكفاية لا على الأعيان؛ بدليل قوله تعالى: «صََمَنْوَا أَمْلّ أَلذِّمْ إن كُثْرٌ ل 
تََوْنّ4 [النحل: 140/٠١‏ . وآبة « زَيَكَمَمَهُأْ في أليّينِ4 وإن اقتضت فقط 
الحث على طلب العلم والندب إليه دون الوجوب والإلزام» فقد لزم طلب 


ليه )1١(‏ - التويع) : و /؟؟١‏ للد 
العلم بأدلة أخرى» مثل حديث: «طلب العلم فريضة على كل مسلم» رواه 


ابن عدي والبيهقي عن أنس» ورواه آخرون. 
والطائفة وإن أطلقت على الائنين ن والواحد في اللغة» فلا شك أن المراد بها 
١‏ ذه 1 


هنا جماعة؛ لقوله تعالى: (( لِسَكَمَفَهُوا في أَليْيِنِ وَلسنذِروا مومهم فجاء بضمير 
الجماعة.» ولأن العلم لا يتحصل بواحد في الغالب. 


ومما بدلاع و الزرسه هال مايه توا وزو إن طأَيِعَنَانٍ ن ين الْمُؤْمنيَ 
فلو [الحجرات: 14/44] يعني نَفُسين» بدليل قوله تعالى: 9 0 
صرح سل مله 


ك1 رافظ الس وأما ضمير «أْمَتَئَلُوأ4 وإن كان ضمير جماعة» 
فأقل الجماعة اثنان» في أحد القولين للعلماء. 


م - يجب أن يكون المقصود من التفقه والتعلم دعوة الخلق إلى الحق» 
وإرشادهم إلى الدين القويم والصراط المستقيم؛ لأن الآية أمرت بإنذارهم إلى 
الدين الحق» وعليهم أن يحذروا الجهل والمعصية» ويرغبوا في قبول الدين. 
فغرض المعلم الإرشاد والإنذارء وغرض المتعلم اكتساب الخشية. هذا.. 
وطلب العلم ينقسم قسمين: فرض على الأعيان؛ كالصلاة والزكاة والصيام» 
وفرض على الكفاية؛ كبعبن الحقوق وإقامة الحدود والفصل بين الخصوم 
ونحوه. 


وطلب العلم فضيلة عظيمة» ومرتبة شريفة لا يوازيها عمل» لا رواه 
مسلم: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين» وروى الترمذي عن أب الدرداء 
قال: سمعت رسول الله كَل يقول: «من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله 
به طريقاً إلى الجنة» وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم» وإن العالم 
ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرضء والحيتان في جوف الماء. وإن 
فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب» وإن 
العلماء ورثة الأنبياء» وإن الأنبياء لم يورتراء دنار والاكرها» إغاوزنوا 
العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر». 


4م لله 2١‏ - التي : و /"؟٠١‏ 


- خير الواحد حجة؛ لأن الطائفة مأمؤرة بالإنذار أو الإخبارء وهو 
يقتضي فعل المأمور بهء ولأنه سبحانه أمر القوم بالحذر عند الإنذار» والمراد: 
ليحذروا. 


السياسة الحربية فى قتال الكفار 
وعايا اليه “موا كيها ازيرت يكم يت السكُثر رَلتَِشا يكم 
غِلْظَهٌ وأعلموا أن الله مَمَ المّقت 409 


المفردات اللغوية: 

( يلوم 6 0007 الأقربيقالاقرت #إفلظة 6 هده ولحضوية أي 
اغلظوا عليهم «مع المتقيت» بالعون والنصر. 
المناسية: 


لا أمر الله سبحانه المؤمنين بقتال المشركين كافةء كما يقاتلونهم كافةء 
أرشدهم في هذه الآية إلى الطريق الأصوب الأصلح. وهو أن يبتدئوا من 
الأقرب فالأقرب. ثم ينتقلوا إلى الأبعد فالأبعد. وقد فعل النبي يَلِيةِ وصحابته 
بهذه الخطة. فقد قاتل قومه في مكة» ثم قاتل سائر العرب» ثم انتقل إلى قتال 
الروم في الشامء ثم دخل صحابته العراق. 

وهكذا سن ب- التزقييت .فقا ل تعال :لاوز 
عَسِيرَيكَ الأزييى © 6 [الشعراء: 75 11] 1 اتسع نطاقها إلى الحزيرة 
العربية» فقال تعالى: 20 1 لْفرَئ وَمَنْ وكا 4 [الأنعام: 5 وقال عز 
وجل: سَنُدْعَوْنَ إِلّ وو أ 3 سير وم 5 مْلِمُون) [الفعم 15/44] 
0 خارج الجزيرة بين أهل الكتاب فقال سبحانه : (قدياو 0 
مت ,لَه ولا بِلْوّوِ الح ) [التوبة: 114/4 وقال تعالى : «(وَأَوسَ إِلَّ عن 


لد )1١(‏ - التويع) : و / ١١‏ 46م 


لقان درم يد وَمَنْ بَلمْ4 [الأنعام: 14/1] أي لأنذر العرب ومن يبلغه القرآن 
3 كل زمان ومكان. 


فالسياسة الإسلامية تسير على منهج دعوة الأقرب فالأقرب سلماً» وقتال 
الأقرب فالأقرب إذا توافرت دواعى القتال. - 


التفسير والبيان: 


ياأيها المؤمنون قاتلوا الأقرب منهم فالأقرب إلى ديار الإسلام» فإن 
الأقرب أحق بالشفقة والإصلاح» ولأن تكوين الأتباع المؤمنين من الجوار 
بالدعوة الإسلامية أفيد وأحصن وأجدى.ء وفيه حماية الديار والوطن» ولأن 
هذا الترتيب يحقق قلة النفقات» والاقتصاد في نقل الآلات وانتقال المجاهدين 
يأمان» حتى لا يطعنوا من الخلف. 


وهذا بالطبع يشمل أولاً اليهود حوالي المدينة كقريظة والنضير وخيبر» ثم 
المشركين في جزيرة العرب» ثم أهل الكتاب وهم الروم في الشام شمال المدينة. 


وسياسة القتال أن يجدوا في المؤمنين المقاتلين غلظة أي شدة وخشونة» 
وقوة وحميّة وصبراً على القتال» وجرأة على خوض المعارك والفتك والأسر 
ونحو ذلك» 0 طبيعة الحرب ومصلحة القتال» ونظير الآية قوله تعالى: 


عم سان برص حبرت 


يناما ألنَئّ + عبد الككتان والتستقين ‏ فال لم6 [العوبة: 9/ 7] . 


واعلموا 1 مع المتقين أي بالنصر والحراسة والإعانة» والمتقون: هم 
المتبعون أوامر الله» المحتنبون نواهيه. فهذه المعية ملازمة للتقوى., فالله معكم 
إذا التزمتم أحكام شرعه ومن أهمها إقامة الفرائض والسنن., والثبات والصبر 
والطاعة والنظامء وابتعدتم عن اختراق حدوده والتقصير في إعداد العدة 
لمناسبة لكل عصر وزمان ومكانء كما قال تعالى : «وَأَعِدُوأ لَّهُم ما أسْتَطعثُم 


مع مو 


من 0 ومن رَبَاظٍ لحل )4 [الأنفال: 10/4] . 


١/4 : التو‎ - )١١( للد‎ | 45 


وإذا أريد بالمتقين امخاطبون» ففيه إظهار بدل الإضمار للدلالة على أن 
الإيمان والقتال من باب التقوى» والشهادة بكونهم من زمرة المتقين: وإذا أريد 
بالمتقين الجنس دخل المخاطبون دخولاً أولياً» والكلام تعليل وتوكيد لما قبله» 
أي قاتلوهم واغلظوا عليهم ولا تخافوهم؛ لأن الله معكم أو لأنكم متقون. 
فقه الحياة أو الأحكام: 

أرشدت الآية إلى ما يل : 


أ - التعريف بكيفية الجهادء وكون الابتداء به بالأقرب فالأقرب من 
العدوء. ولهذا بدأ رسول الله يَكلةٍ بالعرب» ققد الروم الام ٠‏ وروي عن 
الحسن البصري أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: (فَكَئلُوا المشركينَ حَيْتُ 
وَجَدوَهْرٌ 4 [التوبة: 5/4] . واللأصح أنها غير منسوخة؛ لأنها للإرشاد ورسم 
خطة الحرب في قتال الكفار. قال قتادة: الآية على العموم في قتال الأقرب 
فالأقرب» والأدن فالخو 


؟ - أمر المؤمنين بالاتصاف بالغلظة على الكفارء حتى يجدهم الكفار 
متصفين بذلك. وهذا لا شك في أثناء القتال» أما قبل بدء المعركة فشأن 
المسلمين هو الرفق واللين والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة» فإن 
وجدوا تنمراً وتجهماً .من الأعذاءء عوعلوا بها يثاسب من العتف والشدة؟ 
فالفائدة في الشدة في هذه المواطن أقوى تأثيراً في الزجر والمنع عن القبيح 
والشرء وقد يحتاج الأمر إلى الرفق واللطف. فالأمر بالعنف ليس مطرداً» وإِئما 
يعمل بما هو الأوفق ولو في أثناء المعركة. 

“ - إن الله نصير المتقين في السلم والحرب» والواجب أن يكون الهدف من 
القتال تقوى اللهء لا طلب المال والجحاه. 


588/١5 تفسير القرطبي: 2791/8 تفسير الرازي:‎ )١( 


لوه 010 - الو :دلا 0000000 7 


موقف المنافقين من سور القرآن 
00 رس ع مم م م - 5 0 - 
(وَإِدَا ما أَنرِكَ سور مِئَهُم نَن يَفُولُ أَيْحَكُمْ رَادنَهُ هَذِوء إِيمنا 5 
01 مك محر 


1 
للست اموا دادم يبتكا مَمْرْ متتدزوة (© وَأنَا أليت فى فلويهم 


عد وعم و 7 9 . اسلابرة ماهم د رطام ححم كرب سروه 
مرصضص ةى ادتهم ريجسا إِك رجسه م وَمَانَوا وهم ككتفرون فز ولا يرون 


ع مو 004 آ اه سه 72 ل عي 


2 5 وه ا 5 - / ىو دب يرم 
يهجهممر شنوت فى كل عار مره و مرلابف ‏ م يتوبوت ولا هم 
ده سار > ححعتهم ل رت عم مم رغ 47 سم سه 5 2 مم م 
يَكَرونَ ([) وإذا ما أَنزِلت سورة تَظْرٌَ مُسْهُر إل بَعْض هَلْ يرَنحكم 

ص 2 جِ _ # 


0 0 2 لعو | سوم مما 27 


: فأ ضرفت الَهُ قلويكم ببح قم لا يَفْمَمُونَ )4 


١ 


ُُ 


القراءات: 
ألا يرون : 

وقرأ حهزة (أولا ترون). 

(وهرٌ مَْبِسْرُونَ4 جملة حالية. 
البلاغة: 

«هَرادَتْهِمٌ رِجْسًا إِلَ رِجَسِهِم)4 أي كفراً مضموماً إلى الكفر بغيرها. وما 
ازداد المنافقون عند نزول السورة عمئّ» أضيف ذلك إلى السورة على طريق 
الاستعارة. ْ 

(أثلَا يرون هذه ألف استفهام. دخلت على واو العطف» وهو خطاب 
المفردات اللغوية: 


([ سور 6 من القرآن فهر 4 من المنافقين من يَفُولُ 6 لأصحابه 


١١-1١4 / 5 : التويع)‎ - )1١« ْلَه‎ 44 





5 


استهزاء ( يمنا تصديقاً «يَْتَبشْرُوتَ» يفرحون بها وينزوها مَرَسٌ » 
شك وضعف اعتقاد وكفر ونفاق إرِجِسًا ِل يجُسهرٌ 4 كفراً ونفاقاً إل 
كفرهم (وَمَانَواْ وهم ككفرون 1 واستحكم ذلك فيهم حت ماتوا على الكفر. 


«أيَلا يرَوْنَ4 أي المنافقون يا أيها المؤمنون 9 يُفْتَئُوت»4 يبتلون بأصناف 
البلاء» أو بالجهاد مع رسول الله كَل فيعاينون ما يظهر عليه من الآيات (إفي 
ككل عار مره أوّ مَرَيَرِن أي أنهم يتعرضون للعذاب في الدنيا في كل 
عام مرة أو مرتين» وقال مقاتل: يفضحون بإظهار نفاقهم كل سنة مرة أو 
مرتين 2 لا يَعْوبوتِ» من نفاقهم (ولا هم يَنَكَرونَ 4 يتعظون .«وَإِذَا مآ 
لت سْورة4 فيها ذكرهم وقرأها البي يله «تَطَرٌ بَتَسُهُرْ إِلَ بَمْضِ4 
اتا" بالضوة إكارا علا وستك ريق أواعظا ا 3 من عيوبهم (إهَلْ 
يَرَنْحكْم ين لحر أي أهم يريدون الهرب» ويقولون: هل يراكم أحد إن 
سر وي إذا ل يرهم اح قامواء وإن رآهم أحد أقاموا 

وتثبتوا وتم ضرا على كفرهم « سرت أ ويم عن الحدى 
والإعانء وهو يحتمل الإخبارء والدعاء (بأنَعْ6 بسبب أنهم قم لا 
يَفْمَهُونَ 4 الحق» لسوء فهمهم وعدم تدبرهم. 


المناسية : 


ا 6 


بعد أن ذكر الله تعالى أنواعاً من مخازي المنافقين وأعماهم القبيحة» 
كتخلفهم عن غزوة تبوك» وتعللهم بالأعان الفاجرة» ذكر هنا أنواعاً أخرى 
أخطر مما سبق» وهي استهزاؤهم بالقرآن وتبربهم حين ا لأنه كلما 
نزلت سورة مشتملة على تبيان فضائحهم وعيومهم تأذوا من سماعها. وكذلك 
كلما معوا سورة وإن لم يذكر فيها شيء عنهم» استهزؤوا بها وطعنوا فيها 
وأخذوا في التغامز والتضاحك على سبيل الطعن والهزء. 
التفسير والبيان: 


إذا ما أنزلت سورة من سور القرآن وبلغت المنافقين» شمنهم من يقول 


للد )1١(‏ - التي : ؟ /4؟١-لا؟١‏ 04 





لإخوانه أي يقول بعضهم لبعض: أيكم زادته هذه السورة إماناً؟ أي تصد ديفا 
بأن القرآن من عند اللهء وأن محمداً صادق في نبوته. 


ومن المعروف أن الإيمان الصحيح: وهو التصديق الجازم المقترن بإذعان 
النفس» يزيد بنزول القرآن» ويتضاعف بسماعه ماع تدبر وإمعان» مما يدفع 
إلى العمل بما نزل فيه. وفي هذا دلالة واضحة على أن الإيعان يزيد وينقص»ء 
كما هو مذهب الأكثرين. 


م امنا 


فأجابهم الله تعالى عن حقيقة أثر القرآن: فأما المؤمنون فيزيدهم نزول 
القران يقن وتصيدينا وقوة دافعة إلى العمل به» وهم أي وحاهم أنهم يفرحون 
زوك «السورة؟ لأا ترز 00 ولركتاهم إل اتعاديم ل الدتا 
والآخرة. قال الزحشري في «فَرَادَتمُمَ إِيمننًا» : لأنها أزيد لليقين والثبات 
وأثلج للصدرء أو فزادتهم عملا 0 زيادة العمل زيادة في الإبمان؛ لأن 
الإيمان يقع على الاعتقاد والعمل. 


والذين في نفوسهم شك وكفر ونفاق» فتزيدهم السورة كفراً ونفاقاً 
مضموماً إلى كفرهم ونفاقهم السابق» ويستحكم ذلك فيهم إلى أن يموتوا وهم 
كافرون بالقرآن وبالني ككل وهذا مناقض للهدف من إنزال السورة» فهي في . 
الحقيقة هدى ونورء وشفاء لما في الصدور. وجلاء لا في القاودة كما قال 
تعالى : «إ وَل من الْفُرءان ما هو شْفه ويحمة لَلمْؤي مين ولا : بريد لي إلا 


عر ©26 [الإسراء: +81/1] وقال عز وجل: 9ثْلْ هُرٌ للدت 7 


1 ا 0" 


ف وشكاك َال 30 وت ف َادَانْهِمَ وقر وطو عَلَيّهِمْ عٌَّ 
ويك ينادو من مَكَانٍ بَعِيدٍ 4 [فصلت: ]44/4١‏ فهذا من جملة شقائهم أن 


0 0 ايكون سيا 0 ودمارهم» كما أن سييةء المزاج لا يفيده 


وبعد أن بيّن الله تعالى أن المنافقين بموتون كفاراًء أوضح أنهم يتعرضون 


4 لْلدّءَ )1١(‏ - التيتا : و / لاا 


أيضاً لعذاب الدنيا كل عام مرة أو مرتين» فقال: أو لا يرى هؤلاء المنافقون 
أخهم يختبرون كل عام مرة أو مرتين بأنواع الاختبار العديدة من جهاد وقحط 
ومرض وهي التي تذكّر الإنسان بالله. وتجعله ميالاً إلى الإبمان وترك الكفر 
والتمييز بين الحق والباطل. 


م ننم هم :تواق الاعتما زات لأ"يتويوت من الزينه الشايقة :ولا يتمطون 
فيما يستقبل من أحوالهم, مما يجعلهم غير مستعدين لقبول الإعان. 


وإذا أنزلت سورة قرآنية على النبي كَل وهم جلوس عنده» تلفتوا 
وتغامزوا بالعيون وتهكموا لفساد قلوبهم» وعزموا على ال هروبء قائلين: هل 
يراكم الرسول كك أو المؤمنون إذا خرجتم؟ 

ثم انصرفوا جميعا عن مجلس النبي كَكيةٍ أي تولوا عن الحق» فهذا حالحم في 
الدنيا لا يثبتون عند الحق ولا يقبلونه ولا يفهمونه» كقوله تعالى: (إهَمَا لحُمْ عن 
لتَدْكروَ مَعْرضِينَ 9) كنَهُم حمر مشتيفرة (©) َرَت من صَسَوَرَقَ (4)©9 [المدثر: 
6 هه ] وقوله: «[ فال الِْنَ كتروأ مَك مفطوين (7) عن لين وَعَنٍ تال عرس 
20 [المعارج : 6 شكايرة أي ماه ؤلاء القوم عرعون مس رعيين » وري من 
الحق» وذهاباً إلى الباطل. 
عليهم به أو إخبار عن أحواهم. 

ذلك الصرف بسبب أنهم قوم لا يفهمون الآيات التي يسمعونهاء ولا 
يريدون فهمهاء ولا يتدبرون فيها حى يفقهواء بل هم في شغل عن الفهم 


720108 2 سه عبت ب ميو 1 


ونفور منهء كقوله تعالى: «[فلمًا زاعوا أذاغ ألله لوبهم 4 [الصف: ]5/51١‏ . 
فقه الحياة أو الاحكام: 


دلت الآيات على مايلق: 


ليه )1١(‏ - التويع : 1 / ١-1١١4‏ الل 





ا 2 الإمان يزيد وينفص » وهو مذهب أكثر السلف والخلف» فالمؤمنون 
يزدادون إعاناً بما يتجدد نزوله من القرآن» ويفرحون بهء لتزكية نفوسهمء 
وتحقيق سعادتهم. 


5 - الكفر يتراكم بعضه فوق بعض» وينضم بعضه إلى بعض؛ لأخهم كلما 
جددوا بتجديد الله الوحى كفرا ونفاقاء ازداد كفرهم واستحكم » وتضاعف 


- المنافقون المستهزئون بالقرآن يموتون على كفرهم إن لم يتوبواء مما يدل 
غل هذاومة الكفر: 


- وسائل تذكير المنافقين بالإيمان والحق كثيرة متكررة» فتتوالى عليهم 
اختبارات عديدة كالأمراض والأوجاع. والشدّة والقحط» والجهاد مع النبي 
كك كل عام مرة أو مرتين» ويرون ما وعد الله من النصر والتأبيد. 


هَ - ومن الوسائل الداعية لإبمان المنافقين أيضاً ما ينزل به القرآن كاشفاً 
هي مظنة النظر الصحيح والاهتداء» ولا سمخوه القرآن فيه تدذبر وتعقل 
ونظر في آياته : ( # إِنَّ سَرَّ لدوب عِندَ أله و ألم ألم الذرت لا يقلن 
2 كددم علد مو عر وج ووم 1 رع الررو 56 اي 
© [الأنفال: 77/8] .9 أفلا سدترون العرءادة | م عل قلوب أقفا 2 
[محمد: لا75/5]. 


700 50 


وقوله : «أبكمَ زاديه هازوء يمنا 4 قول صادر على سبيل الاستهزاء» 
وقولة نر ضر : بَعَضْهُرٌ إِلَّ بِعْضِ» اكتفاء بنظر بعضهم إلى بعض على سبيل 
الهزع» وطلب الفرار. 

5 - إن الله تعالى صرفهم عن الإيمان وصدهم عنه في مذهب أهل السنة» 


ل 


لصرف نفوسهم عنه؛ لقوله : « صَرَفَت أللّهُ قلوبجم» وهو إما دعاء عليهم أي 


07 للدّء )1١(‏ - التويع : ؟ /8١١-و؟ا١‏ 


قولوا لهم هذاء وإما ل وال هدى». مجازاةً على 
وهذا رد على القدرية في اعتقادهم أن قلوب الخلق بأيدييم» وجوارحهم ‏ 
بحكمهم » يتصرفون بمشيئتهمء ويحكمون بإرادتهم واختيارهم. 


صفات الرسول كله ذات الصلة بأمته 


0 2 1 َُ بده م في سد ا 0 ل 0 
18 و 1 7 ور و ِِ م 9 عم 5 همهو 4ه كم 
حك بالنؤبية ينيك : 2 9 تل حنيت 146 ]9 |1 
2 آ 2 2 ل حوس سر اسح ل ل جح 
ِب هو عليه وكات وطو رتبت العرشٍ العظيم لفقا 
القراءات: 
«(وو"ث) : قرئ: 


-١‏ (رَؤّف) وهي قراءة أن عمروء وحمزة. والكسائي» وخلف. 
-١‏ (رؤوف) وهي قراءة الباقين. 
الإعراب: 


ما عَنِشْرَ) «ا4: مصدرية» وهي مع لعَنَِرَ)» في تأويل المصدر, 
وتقديره: عزيز عليه عنتكم. وهو إما مرفوع بعزيز؛ لأنه وقع صفة لرسول» 
وإما مبتدأء و«إعَرِيرٌ4 خبرهء والجملة من المبتدأ والخبر في موضع رفع؛ لأنها 
المفردات اللغوية: 


(يَنَ أَنشْيِكُمْ) أي منكم ومن جنسكم. وهو محمد يِل (عَزِيرٌ شديد 


ليده )1١(‏ - التويع) : 9 /9-178؟١‏ كلدا 


أو شاق لما عَنِشْمَ أي عنتكم أي مشقتكم ولقاؤكم المكروه «حَرِيشس 
عبَحكم)6 أن تبتدوا والحرص: شدة الرغبة في الحضول على الشيء 
(ووفث» شفوق» والرأفة أخص من الرحمة» وتكوت مع الضعف والشفقة 
والرقة ( يحم يريد لكم الخيرء والرحمة عامة شاملة حال الضعف وغيره ' 
(يَن نولو عن الإمان بك لامكل حَسيو») كافي «برَحكَلتْ) وثقت به 
لا بغيره (وَهُوَ رب ألْصرْشٍ» الكرسي ( المي 4 خص العرش بالذكر؛ لأنه 
أعظم الخلوقات. ْ 0 


المناسية 0 


لا أمر الله رسوله يه أن يبلغ في هذه السورة تكاليف شاقة شديدة صعبة 
يعسر تحملها إلا من خصه الله بالتوفيق» ختمها بما يوجب سهولة تحملهم 
تلك التكاليف»ء وهو أن هذا الرسول يك منكم» فكل ما يحققه من عز وشرف 
فهو عائد إليكم» وهو بحال يشق عليه ضرركمء وتعظم رغبته في إيصال خير ' 
الدنيا والآخرة إليكمء فهو كالطبيب الحاذق إذا أقدم على علاجات صعبة» 
نما يريد الخيرء فاقبلوا منه هذه التكاليف الشاقة لتفوزوا بكل. خير. 


وكذلك لا بدأ السورة ببراءة الله ورسوله من المشركينء وقص فيها أحوال 
لمنافقين شيئاً فشيتًء خاطب العرب على سبيل تعداد النعم عليهم والمن عليهم 
بكونه جاءهم رسول من جنسهم أو من نسبهم عربي قرشي يبلغهم عن اللهء 
متصف بالأوصاف الجميلة من. كونه يعز عليه مشقتهم بالوقوع في العذاب 
الأخرويء ويحرص على هداهم ويرأف بهم ويرنيي 0 

روى الحاكم في المستدرك عن أبي بن كعب قال: آخر آية نزلت: «لْقَدْ 
ةكم رَسُولك 4 إلى آخر السورة. وروى الشيخان عن البراء بن عازب 


١١7/0 البحر المحيط:‎ )١( 


١5-١ ١8/9 : التيع‎ - )1١( لدع‎ | 145 


قال: آخر آية نؤلت : «[ يسْتَمْتُوَئَكَ قل أده نحت فق الك]د » واخرسورة 
نزلت: «بَرَآة4. وعن ابن عباس : آخر آية نزلت: «وَأتَقُوأ يوم مجعو 
فيه ِل أل وكان بين نزوها وموته يل ممانون يوماً. وهذا قول سعيد بن جبير 


أنقا: 


ل 


التفسير والبيان: 


امتن الله تعالى على المؤمنين بما أرسل إليهم رسولاً من أنفسهم. أي من 
جنسهم وعلى لغتهم. لد جاءكم أها العرب رسول من جنسكم وبلغتكم» 
كما قال تعال» هر لَذِى بَعَتَ فى الْأَمِعَنَّ رسلا مَنْم 6 [الجمعة: 17/؟] وقال 
أيضاً : «لَعَدَ مَنَّ أنّهُ عَلَ الْمُؤْمِنِينَ إِدْ بَعَتَ فيه رَسُوَا هن نفع 6 [آل عمران: 
.]١ 55/7‏ 


وصنفت الله ذا الرسوال مميين :عيقات: 


الأولى - قوله: لمن أشِْكُمْ 4 أي من العرب» والمقصود منه ترغيب 
العرب في نصرته. قال ابن عباس : إنه ليس من العرب قبيلة إلا وقد ولدت 
النبي كَةِ مضرتها وربيعيها وبمانيهاء أي أن نسبه تشعب في - جميع قبائل العرب. 


الثانية - «عَرِيِرٌ 2 عم ا عوك 4 "أي ديد عله عمكي أي مشتكم 
ولقاؤكم المكروه 5 الدنيا والآخرة؛ إذ هو متكمء يتأم لأللكم ويفرح 
لفرحكم. 

الثالثة - #حخرض عَببَحكم4 أي حريص على هدايتكم وإيصال 
اياك الك ايه والآخرة. 


الرابعة والخامسة - ( يِالْمَؤّْمينَ روف يحم 6 أي شديد الرأفة والرحمة 
بالمؤمنين. قال ابن عباس رضى الله عنهما: سعاه الله تعالى باسمين من أسمائه. 


لله )1١(‏ - التويج) : 5 /8؟ ١5-١‏ 1 


فإن تولوا أي أعرض المشركون والمنافقون عنك وغن الإيمان برسالتك 
والاهتداء بشرعك. فقل: حسب الله. أي الله كافي في النصر على الأعداء. 


لا إله إلا هو أي لا معبود سواه أدعوه وأخضع له عليه توكلت أي 
فوضت أمري إليه وحده» فلا أتوكل إلا عليه. 


والأرض وما بينهماء وخص العرش؛ لأنه أعظم المخلوقات» فيدخل فيه ما 


دونه إذا ذكرء إذ عليه تدبير أمور الخلق» كما قال تعالى: 22 1 


مهرب عط 9 عه 
اعرش يِدَيْرٌ الْأْمْرَ 6 [يونس: ]*/٠١‏ . 


روى أبو داود عن أبي الدرداء قال: من قال إذا أصبح وإذا أمسبى : «حسبي 
اللّه» لا إله إلا هو عليه توكلت» وهوارب العرش العظيمء سبع مرات» 
كفاه الله ما أهمهء صادقاً كان بها أو كاذياً». 


هاتان الآيتان: «إلَقَدٌ َ1حكْمْ رَسُولك_ ين أَشْيكة) إلى آخر السورة. 
وقد اتفق الصحابة حين جمع القرآن على وضع هاتين الآيتين في آخر سورة 
«بَرَةة4 روى أحمد والبخاري والترمذي وغيرهم عن زيد بن ثابت في جمع 
القرآن وكتابته في عهد أبي بكر أنه قال: حتّى وجدت من سورة الثوبة اشن 
عند خرّعة الأنصاري» لم أجدهما مع أحد غيره: «لقَدَ 4 رس متف 
يْنَ أَنشَيكُمْ) إلى آخرها. أي لم يجدهما مكتوبتين عند غيرهء وإن كانتا 
محفوظتين عنده وعند غيره» كما ذكر ابن حجر. ش 


وأخرج ابن جرين وابن المنذر أن رجلاً من الأنصار جاء بهما عمرء فقال: 
لا أسألك عليها بيّنة أبداًء كذلك كان رسول الله كَل يقرؤها. 


15 ْ لدع )1١(‏ - الت : 5 /8١١-و؟١‏ 





فقه الحياة أو الأحكام: 
دلت الآيات على أمرين: 


أ - اتصاف الننى يك بصفات حمس تستدعي من العرب الاستجابة 
لدعوته» وتحمل أعباء رسالتهء والقيام بالتكاليف الى أمر مها ؟ لأنه منهم 
وفيهم»؛ وحريص على اهتدائهم» ورؤوف رجيم بهم. 


؟ - إن أعرض الناس عن دعوة النبى فهو يستنصر بالله المعين الكافي 
ويكتفي باللجوء إليه في الدعاء والعبادة والإعانة» والخضوع والتذلل؛ لآن 
الله رب العرش العظيم» والناس مقهورون تحت العرش بقدرة الله تعالى» 
وعلمه محيط بكل شيء. وقدره نافذ في كل شيء» وهو على كل شيء وكيل. 


ْلئّءٌ )1١(‏ السورة )٠١(‏ نولي لا 


0 


الس ا المآ صر 


عبن لاس 
ل 
مكية وهي مئة وتسع آيات 
تسميتها. 
"ميت «سورة يونس» لذكر قصة نبى الله يونس فيهاء وهي قصة مثيرة» 
سواء بالنسبة لشخصه الذي تعرض لالتقام الحوت له» أو بالنسبة لما اختص به 
قومه من بين سائر الأمم. برفع الله العذاب عنهم حين آمنوا وتابوا بصدق. 
موضوعها: 
تتميز بالكلام عن الأهداف الكبرى لرسالة القرآن وهي إثبات التوحيد لله 
وهدم الشرك» وإثبات النبوة والبعث والمعاد» والدعوة للجمان بالرسالاات 
السماوية وخاتمتها القرآن العظيم. وهي موضوعات السور المكية عادة. 
مناسبتها لا قبلها: 
ختمت سورة التوبة السابقة بذكر صفات الرسول كله وبدئتت هذه 
السورة بتبديد الشكوك والأوهام نحو إنزال الوحي على الرسول يكو للتبشير 
والإنذار» وكانت أغلبية آيات السورة المتقدمة في أحوال المنافقين وموقفهم من 
القرآن» وهذه في أحوال الكفار والمشركين وقوطم في القرآن. فالاتصال 
بالسورة المتقدمة واضحء فقد ذكرت أوصاف الرسول كل التي تستدعي 


14 د لْلَءٌ )1١(‏ السورة )0٠١(‏ يوني 


الإيمان بهء ثم ذكر هنا الكتاب الذي أنزل» والنبي الذي أرسل» وأن شأن 
الضالين التكذيب بالكتب الإلهية. 


ويلاحظ أنه لا يشترط وجود تناسب واضح بين السور ولا بين الآيات في 
ضمن السورة الواحدة» فقد تتعدد الأغراض والانتقال من العقيدة إلى العبادة 
إلى الأخلاق والأمثال والقصص وأحكام السلوك والمعاملات» وذلك 
أسلوب خاص بالقرآن لاجتذاب الأنفس حين التلاوة والبعد عن السأم 
والملل» وقد أصبح هذا الأسلوب هو المرغوب فيه شعبيا كما يظهر في الإقبال 
على الروايات وأساليب العرض القصصى والتمثيليات» لشد انتباه المشاهدين 
والقارعت” والبامسق ب كلذل انا جات وا اعبار ادابع وخلدل عضن 
القضايا الجانبية. 


المرسلاات والنبأء وقد يوجد فاصل بينهما كسوري الهمزة واللهب مع أن 
موضوعهما واحد. 


مااشتملت عليه السورة: 


سورة يونس تتحدث عن الرسالات الإلحية» والألوهية وصفات الإله. 
والنبوة وقصص بعض الأنبياء» وموقف المشركين من القرآن» والبعث والمعاد. 


أ - بدأت السورة بتقرير سنة الله في خلقه بإرسال رسول لكل أمة» وختم 
الرسل بالنبي كل مما لا يستدعي عجب المشركين من بعثته: «أَكَانَ لِلنَّاين 
عَجَيَا أن أَوْحَيْنا إِكَ رَمْلٍ مَنْهُمَ أن أنذِرٍ ألنّاس) [يونس: ]1/٠١‏ . 


؟ - ثم تحدئت عن إثبات وجود الإله من طريق آثاره في الكون : « إن ريك 


أنَّدُ الى حَلَقَّ السَموتٍ وَالْأضَ في سِنَدِ 0 الآيات. ثم التذكير بمصير 
الخلائق إليه بالبعث والجزاء: «إإِلهِ 5 4 وانقسام البشر إلى 


لكو (11) السورة )٠١(‏ يني ا 4 


مؤمنين وكفار وجزاء كل منهم. وإنذار الجاحدين بإهلاك الأمم الظالمة: 
ََقَدَ هلكا الُْرُونَ ين كبلك لما ظكمرا ». 


#- ثم أوضحت عقائد المشركين وذكرت شبهات حمسا لمنكري النبوة 
والرسالة وناقشتهم نقاشاً منطقياً مقنعاً. وأثبتت أن القرآن كلام الله ومعجزة 
النبي الخالدة على مر الزمان: رما كنَ هذا الْعْمَانٌ أن يُفَرَ من دوت لله 
وأقامت الدليل على كونه من عند الله بتحدي المشركين وهم أمراء ايان 
وأساطين الفصاحة والبلاغة أن يأتوا بسورة من مثله: ام يقولون أفترينة قر 
كوأ بسُورَوَ مد وذكرت موقف المشركين من القرآن: «وَيهُم تن يُوْيُ 
يف وهم عن لا فوسف بد #: 

5 ثم ذكرت آثار القدرة الإلهية الباهرة التي 'تدل على عظمة الله وضرورة 
اليمان به؛ لأنه مصدر الحياة والرزق والنعم: «قْلَ من يِرَدُفُكُم من لسَمَا 
وَالْارْضٍ َس يَنِْكُ لمهم وَالْأْصرٌ و مح الى ون المت وَعْفِحُ ليت مرت 
لي ومن يدب اَيَو لذ مكل كلا كته ©» 

- ثم تناولت بإيجاز للعبرة والعظة وتقرير صدق القرآن قصص بعض 
الأنبياء؛ كقصة نوح عليه السلام في تذكير قومه؛ وقصة مومى عليه السلام 
مع فرعون» واستعانة فرعون بالسحرة لإبطال دعوة موبى» وشأن موسى مع 
قومهء ودعائه على فرعون» وتنجاة بني إسرائيل» وغرق فرعون في البحر؛ 
وقصة يونس عليه السلام مع قومه. فصار المذكور في هذه السورة ثلاث 


٠ فصص‎ 


# 


5 - ختمت السورة بما أشارت إليه في الآية 1ل01]: ( 


ع 000 328 
يتما ألناس قَدَ 


سم 


ار سه 2 ل 2 3-7 5 0 1 5 - 0 ٠.‏ 

كم مَوَعِظْةَ من رَيَكدْ6 وهو اتباع رسالة القران وشريعة اللهء لا فيها من 
7 5 1 هام وهل صنلا ره رسر ود ل فا صخر ١‏ ساسا 
خير وصلاح للإنسان: كَل ا ألناس قد جاءكم الحق من رد مم فمن 
مع جعت ؟ ووس مده سح ده عق م جر اع ل > سا سس لح عاص 2-0 ده ممع دعم 
أهتدئ فَإِنّما ممتدى لنفسِه- 4 وإ واتِعَ ما يوج إِليْكَ وأصَيرٌ حَق يحكم الله وهو 


5-1١١ : لون‎ - )١١( للدّءَ‎ 0-3 


جو 


حَبْرٌ كيين 4209. ذكر البيضاوي حديثاً عن النبي يَيِ: «من قرأ سورة 
يونس أعطي من الأجر عشر حسنات بعد من صدّق بيونس ومن كذب بهء 
وبعدد من غرق مع فرعون». والظاهر أنه غير صحيح. 


5 1 
قضية إنزال الوحي إلى النبي عَلِةٍ 


ا 
1 
3 

20 

١ 


«(اكر يَلْكَ يكت الكتب لكي © أكنَ لئاس عَجَبَا أن أَوَحَيْنَا إل دْجْلٍ 
َم 4 0 أَلنّاسَ ل َي مون 2 دم صِدَّقٍ عِندَ 38 قَالَ 
لكر يات هذا لكي مدْ 9©» 
القراءات: 

«( استجرّ» : قرئ: 

-١‏ (لسحر) وهي قراءة نافع» وأبي عمروء وابن ن عامر. 

-١‏ (لساحرٌ) وهي قراءة الباقين. 
الإعراب: 

«يَلْكَ ث4 مبتدأ وخبرء أي تلك التى جرى ذكرها آيات الكتاب 
الحكيم. والمراد من «يَْكَ 4 : هذه أي هذه آيات الكتاب. 


5-4-1 


«أكن لِلنّاس عَجَبَا أن أيييّن) أن وما بعدها في تأويل المصدر في موضع 
رفع اسم (كان)ء و(إعجَبًا خيره. واللام في ( لتايس » متعلقة بمحذوف؛ 
لأنه صفة لعجبء» فلما تقدم صار حالاً ؛ لأن صفة النكرة إذا تقدمت عليها 
انتصبت على الحال. ولا يجوز أن تتعلق اللام بكان؛ لأنها مجرد الزمان» ولا 
تدل على الحدث الذي هو المصدرء فضعفت. 


ليه )1١(‏ - بوضقيمع : ١5/١-؟‏ لل 


(أنْ أَذِرٍ ألّاسّ» «أنَ4: هى المفسرة؛ لأن الإيحاء فيه معنى القول» 
ويجوز أن تكون مخففة من الثقيلة» وأصله: أنه أنذر «أنَ لهم الباء معه 
محذوف. 


البلاغة: 


« لفكي ر »4 بمعى مفعول» أي امحكم الذي لا فساد فيه ولا نقص. 


(أَذِرٍ ألنَاسَ وَمَثْرِ 4 بينهما طباق .«أَكَنَ لِلئّاين عَجَبَا أن 61:3 
استفهام معناه التقرير والتوبيخ. 


«كَدَمَ صِدَقٍ عِندَ يهم أي سابقة وفضلاً ومنزلة رفيعة. وإضافة (قدم) إلى 
(صدق) دلالة على زيادة فضل وأنه من السوابق العظيمة» ففي ذلك غاية 
البلاغة؛ لأن بالقدم يكون السبق والتقدم. كما ميت النعمة يداً؛ لأنها تُعطى 
بها. وجاء في القرآن: «مَفْعَدٍ صِذَّقَ [القبر: 100/04 » وَلإمُدْحَلَ صِدَقٍ4 
[الإسراء: 80/117] » وخر صِدّقِ)) [الإسراء: 40/107] » و«إقدم صِدْقِ 6 


[يونس: ١٠/؟].‏ 
المفردات اللغوية: 
(الر» : تقرأ هكذا: أُلِفْء لامْ» رَا. والحروف المقطعة في أوائل السور 
وتعديدها يقصد به التحدي» والإشارة إلى أن هذا القرآن كلام مكون من 
الحروف العربية المألوفة غير الغريبة على العرب» فما لهم عجزوا عن محاكاته؟ 
مما يدل على كونه كلام الله. أو هي أداة استفتاح وتنبيه لما سيلقى بعدها. 
(يَْكَ4 أي هذه الآيات «ءَايتُ ت الْكنَبِ 4 القرآن العظيم» والإضافة بمعنى 
من « لكي » المحكم. أي هذه آيات القرآن المحكم المبين. 


سرع برسم 


(أكنَ لتايس أي أهل مكة. استفهام إنكار « أن أَوَحْئا1 4 أي إيحاؤناء 


١-١1٠١ : لضي‎ - )1١( لله‎ 0 


والوحي : إعلام خفي « ِل بَملٍ مَْهُم6 عمد يل (أذر» خوّفء والإنذار: 
الفعاء ينارق ويف وان »> الكافرين بالعذاب « وَثَيْرِ» التبشير: إعلام 
مقترن بالبشارة بحسن الجزاء أو الثواب «إقَدَمَ صِدْقٍ أي سابقة وفضلاً 
ومنزلة رفيعة عند ربهم بما قدموه من الأعمال» ميت قدماً؛ لأن السعي إلى 
هذه الفضائل بالقدم. كما سميت النعمة يداًء وإضافتها للصدق للتحقق. 
والصدق يكون في الاعتقاد والأقوال والأفعال وسائر الفضائل .إركَ 
هدَا6 الكتاب وما جاء به محمد سح مُيِينُ4 بين واضح ظاهرء والسحر: 
شيء مؤثر في النفوس بدون أن يكون له حقيقة. 


سبب النزول: 


العرب ذلك» أو من أنكر ذلك منهم» فقالوا : الله أعظم من أن يكون رسوله 
را فأنزل الله : «أكنَ نايسن عَجَبَا) الآية. وأنزل: «(ومآ سلما ترك 
بك إل رجَالًا» [يوسف: ؟1/1١٠]‏ » ومواضع أخرى» فلما كرر الله عليهم 
الحجج قالوا: وإذا كان بشراً فغير محمد كان أحق بالرسالة: 9«لرْلا نرْلَ هذا 
لْفرءانُ عل عن رَجَلٍ من الْعَريسَينِ عَم 6 [الزخرف: ]"١/47‏ يكون أشرف من محمد» 
يعنون الوليد د بن المغيرة من مكةء ومسعود بن عمرو الثقفي من الطائف. 
فأنزل الله رداً عليهم : 7 يَفَسِمُونَ حت رَيكَ4 الورك 7/1 


التفسير والبيان: 


«اكر»: تقرأ هذه الحروف الثلاثة هكذا : ألف, لام» راء والقصد منها 
التنبيه إلى ما يتلى بعدها ليعتني المرء بفهم ما يسمع أو يقرأء وتعديد الحروف 
على طريق التحدي» كما مر في أول سورة البقرة. 


تلك آيات القرآن امحكمء أو ذات الحكمة لا شتماله عليهاء أو تلك آيات 


لْلوْءَ )1١(‏ - بوصنم : 1١/١‏ يول 


السورة الحكيمة» التي أحكمها الله وبينها لعباده» كما قال تعالى : (اكر ككث 
2 ث2 هيلت من لَدُنْ كبر حير 40 افصلت: 721)أي أحكمت 
معانيه ومبانيه. والأولى بالصواب كما ذكر القرطبي أن المراد القرآن؛ لأن 
الحكيم من نعت القرآن. كما دل قوله تعالى: (إ كنب 2 
والحكيم: المحكم بالحلال والحرام والحدود والأحكام. 


«أكنَ لِلئّاس عَجَبَا أن أَيَحَبِنَآ إِلّ َمل مِنَهْمِ4 ينكر الله تعالى على من 
تعجب من الكفار على إرسال المرسلين من البشرء أي عجيب أمر بعض 
الناس الذي ينكرون إيجاءنا إلى رجل من جنسهم من البشر» كأن الاشتراك في 
البشرية تحول دون الإرسال» وكأنهم يريدون رسولاً من غير جنسهم» كما 
قال عا في آيات أخرى حكاية عنهم: : أبس يبَدُوكَا4 [التغابن: 1/14] 
أبعت كد مسرا »4 [الإسراء: 807/ 4ع لو 2 0 ل م 2 
[فصلت: ]14/4١‏ وقال هود وصالح لقومهما: (أوَ عَبَثرَ أن جام كر ين 


تََُُ 4 عل نجل 06 [الأعراف: ”5 ] . 

قال ابن عباس : لما بعث الله تعالى محمداً يل رسولاً أنكرت العرب ذلك» 
فأنزل الله عز وجل: أن لِلنَّاسس عجَبًا). 

هذا التعجب في غير محله» إذ أن كل الرسل كانوا بشراً: 9 وَلَوْ جَعلْئهُ 
اك ا ل سنا عديتر ما ها لسوت 9 © [الأنعام 0 
رافظ سد 
الله هذا المعنى في آيات كثيرة منها : (قل لَّوَ كان فى الْْرْضٍ ملحكة يمشو 
مطْمَيِيينَ رن عَليهم : ال هسه مأكحكتا ل 29 [الإسراء: 40/39] . 
اا ا ل ا والتفاهم معه. 
بالاصطفاء والاختيار: ا 1 يب اللبكة رسلل وهر ألَاين6 

100 


[الحج: 5/77 ء « آنه أعلم > يك فل كله [الأنعام: 174/6] . 


ل لله )1١(‏ - لوو : 5-1١٠١‏ 


أما معايير البشر فهي خطأء مثل كون محمد يله يتيم أبي طالب» إذ قال 
القرشيون: العجب أن الله تعالى لم يجد رسولاً إلا يتيم أبي طالب» أو أنه 
فقير» وهم يريدون كونه غنيأ مترفاً وزعيماً مرموقا : «لَوْلَا نزْلَ هذا الْمَردَانُ عَلّ 


رَجلٍ ين المرسٍ عَظِم 4 [الزخرف: : 3/57] وهم يعنون إما الوليد ب 0 
مكةق أو مسعود بن عمرو الثقفي من الطائف. 


ومهمة هذا النبي الموحى إليه هي الإنذار من النار : (أن أذ المع أي 
أوحينا إليه بأن أنذر الناس وخوفهم من عذاب النار يوم البعث». إذا ظلوا 
كافرين ضالين عاصين» كما قال تعالى: 9 لِنُنَذِر قوما مآ 0 0 فَهُمْ 
عْفِلُنَ 2©) [يس: 1/6] . 

وبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم قدم صدق عند ربهيم» أي 
سابقة وفضلاً ومنزلة رفيعة عند الله في جنات النعيم» وأجراً حسناً بما قدموا. 
والأعمال الصالحة: هي صلاتهم وصومهم وصدقهم في القول والفعل 
وتسبيحهم. 

والإنذار والتبشير هما من أخص صفات البي َيِل ضيوع الغراة يهنا 


م كزين قن ار ير لْمُؤمِنَ 01 
يعملوت بلحت 3 32 ) حَسَنًا) [الكهف: ]١/١8‏ يما الئ نا 0 


َرسَلْتنَكَ شهدا ارفوتم ودرا 02 4 [الأحزاب: “87/ 405] . 


في آيات كثيرة مثل : ١‏ كدر 


لد رار 1 


وفي الخارم حذف يدل الظاهر عليه تقديره: ومع أنا بعثنا إليهم رول 
0 رجلا من جنسهم» بشيراً ونذيراًء 9قالَ الْكَفْرُونَ إِتَ هنذا سح 
صِينُ4 أي قال المتكرون المكذبون رسالته: إن محمداً ساحر ظاهر. وعلى 
قراءة: «[إِنَّ هذَا لسِحرٌ مُبِينٌ 4 معناه إن هذا القرآن سحر ظاهر بيِّن. وعلى أي 
حال فإنهم وصفوا القرآن وصاحبه المنزل عليه بالسحر وكونه الساحرء وهم 
الكاذبون في ذلك. ووصفوه بالسحر لما رأوا من تأثيره القوي في القلوب» 


للِدّةَ )1١(‏ - لضي : "1١/1١‏ ل 


والسحر-عندهم يطلق على كل فعل غريب نخارق للعادة» لا يعرف له سبب» 
موث ,فى التفوش 4 جنات يلقت الأنطار. 


ثم تبيّن لبعد العري وججانهم أن القرآن ليس سحراً؛ لأنهم جربوا 
السحر وعرفوه» فلم يجدوه مطابقاً له؛ لأن السحر علم يعتمد إما على الحيل 
والشعوذة» أو على خواص بعض الأشياء الطبيعية» أو على علم النجوم» أو 
على دراسات نفسانية» والقرآن ليس من هذه الأشياء إطلاقاً بالتجربة والحمس 
والمشاهدة والموازنة» وإنما هو مغاير لحاء وفوقها؛ لأنه وحي من عند الله على 
قلب نبيه» مشتمل على أحكام سامية عالية في التشريع والقضاءء والسياسة 
والاجتماع» والعلوم والأخلاق والآداب» معجز في أسلوبه ونظمه ومعانيه» 
يفوق قدرة البشر على محاكاته أو الإتيان بشيء من مثله: «إِنَّ ألدِينَ كَمَروأ 
بالذك لذ هه وَنمٌ كنب عَربدٌ © لا ييه لكلل من قد َيه ولا من 
حَلْقِءِ َيِل من حَكيرٍ حي )»6 [فصلت: ]45-41/4١‏ «ألّهُ ش 
لثييث كنا متقيها كان لكوك منة جره رين 1 
مم لوبهم إِلَ دك أنه كلك حدق أله جيف يد من ققلة ومن 
يُضصَلِلٍ أنَّهُ ها لم مِنَ هَادٍ 2 [الزمر: 58/59] . 


١ 


فقه الحياة أو الأحكام: 

أ - القرآن الكريم كتاب محكم واضح بيّن فيما اشتمل عليه من حلال 
وحرام وحدود وأحكام. 

؟ - الإيحاء إلى رجل من البشر ليؤدي رسالة الله إلى الناس أمر طبيعي 
والواقع 

م - ليست مقومات اختيار الأنبياء بحسب معايير الناس ومفاهيمهم كالمال 
والغنى والثروة والجاه والزعامة» وإنما المعيار هو ما في علم الله جل وعز من 


ال ش لد )01١(‏ - برض : ٠١‏ /" 


كون النبي المصطفى هو الأهل الأكفأ الأجدر بتحمل أعباء الرسالة» والأوفق 
لتحقيق المصلحة وتبليغ الوحي إلى الناس. 


َّ - مهمة الرسول هي الإنذار والتبشير» إنذار من عصاه بالنار» وتبشير 
من أطاعه بالجنة. وله خصائص أخرى مثل ما أخبر النبي يك في الصحاح عن 
نفسه أنه قال: «لي خمسة أسماء. أنا محمد وأحمدء وأنا الماحي الذي بمحو الله بي 
الكفر» وأنا الحاشر الذي 0 الناس على قدمي ء وأنا العاقب: أي آخر 


#آ ا[ ته 


الأنبياء. كما قال تعالى: 9« وخاتم ليّيحن6 [الأحزاب: ١/8‏ 1] . 


5 -لايملك الضعيف أو الخاسر المفلس سوى الاتهام الرخيص الكاذب 

الذي لا فائدة منه» لذا قال الكافرون: إن هذا أي الرسول جَكِةٍ لساحر مبين» 
أو إن هذا القرآن لسحر مبين» بحسب القراءتين» فوصف الكفار القرآن بكونه 
سحراً يدل كما قال الرازي على عظم محل القرآن عندهم» وكونه معجزاً. وأنه 
تعذر عليهم فيه المعارضة» فاحتاجوا إلى هذا الكلام الذي ذكروه في معرض 
الذم» على ما يظهرء وأرادوا به أنه كلام مزخرف حسن الظاهرء ولكنه باطل 
في الحقيقة» ولا حاصل له» أو ذكروه في معرض المدح» وأرادوا به أنه لكمال 
فصاحته وتعذر مثله» جار مجرى السحر. 


اللّه خالق السماوات والأرض وعلى الخلّق عبادته 


د 9 * لَه لْرِى حَلَقَ السَموتٍ وَالْارْضَ في سِنَّهَ أَيَاو ثم أستوى عل لْصَرْشيٍ 
2 ىرج 7 


5 هه 
َع أفلا 


ص 
سر > 4 عرو لقو 


يلأ ما ين حي إلا من بإ ا له ريحكم 


تذ ا 40 
القراءات: 


( تذكّوت» : قرئ: 


5 


ليه )1١(‏ - برضن : ٠١‏ /” لا 

-١‏ (تَذَكّرون) وهي قراءة حفصء» وحمزة» والكساي»؛ وخلف. 

؟- (تَذَّكُرون) وهي قراءة الباقين. 
المفردات اللغوية: 

«حَلَقَّ4 الخلق: التقدير والإيجاد (في سِنَّدَ أيَآِرِ6 أي في قدر أيام الدنيا؛ 
لأنه لم يكن تم خمس ولا قمرء ولو شاء لخلقهن ني لحظة» ولكنه عدل عن ذلك 
لتعليم خلقه التثبت. واليوم لغة: الوقت الذي نحده حدث نحدث فيه. 
(الْمَرْشٍ » مركز تدبير المخلوقات» ولا نعلم حقيقته» والاستواء عل العرش 
شيء يليق به تعالى فر يِدَيرٌ الاير بين الخلائق» والتدبير: النظر في عواقب / 
الأمر لإيقاعها على النحو المناسب محمودة العاقبة (إسَّفِيع6 يشفع لأحد ( إل 
من بَعَدِ إِذْيِء4 رد لقوهم إن الأصنام تشفع لحم «ذَلِحكُمْ) الخالق المدبر 


«( اعدو 4 وحله. 
المناسيبة: 
بعد أن حكى الله تعالى عن الكفار أنهم تعجبوا من الوحي والبعثة 


والرسالة» ورد عليهم تعجبهم بأنه من الممكن الإيحاء إلى رجل يبشر على 
الأعمال الصاحة بالثواب» وعل الأعمال الفاسدة بالعقاب» ذكر تعالى 


آموي 


الأول هنا: إثبات أن لذا العالم إِاً قادراً نافذ الحكم بالأمر والنهي. 


والثان ف الآية ا التالية: إثبات 2 والنشر 5 والقيامة» ليحصل 


التفسير والبيان: 
يخبر الله تعالى أنه رب العالم جميعه» وأنه خلق السماوات والأرض في ستة 


"/1٠١ : لرضضن‎ - 01١١ ليه‎ 0 


أزمنة أو أيام» قيل: كأيام الدنياء وقيل: كل يوم كألف سنة مما تعدون» 
والأصح أنه تعالى خلق الكون سماءه وأرضه في زمن لا يعلم مقداره إلا هو 


ثم استوى على العرش استواء يليق بعظمته وجلاله» ولا يعلمه إلا هو. 
والعرش هو كرسيه 0 0 وهو أعظم المخلوقات وستفهاء 
ولا يعلم أحد حقيقة حقيقة ش إلا هو سبحانه وتعالى. 


لي 0 


. وإذا كان الله الرب خالق الأكوان وفاطر السماوات والأرض على هذا 
النظام البديع احكمء فيمكنه ولا يستبعد عنه أن يوحي بشيء من علمه على 
بشر من خلقهء ليهدي الناس إلى سواء السبيل» فذلك مظهر من مظاهر قدرته 
وإرادته»ء فيجب على منكري النبوة الإممان بهذا الوحي وتصديق صاحبه 
وتأييده بكل ماجاء به. ْ 


ولله تعالى أيضاً السلطان المطلق يوم القيامة في حساب الخلائق» فلا 
حل حم أذ ركد لاجد عدم تاليإلا من بعد [1لازأي إرادته رمدي . 
كقوله تعالى : لمن دا الى يشْفَعٌ عِنْدَهَ إل يدنه [البقرة: 100/7] وقوله: 


داولا نفع ام كد إل لعن در ك لم نما 7/85 وقوله: ( 5 و 
من ن ملك 6 ا 0 ل اق 0 5 إآّ 5 حك أن 508 أده 0 سس 
م 2 م مس جو 


8 00 2 2 [طه: .]٠١9/5١‏ 
وفي هذا رد واضح على عبدة الأصنام أو الملائكة أو البشر الذين يزعمون 
كل آله اج > 5 2 5 5 5 3 1 98 ل سح يريو راج 
نا المت شفع لحي بعتا اللا كما قال تعالى عن عبدة الأصنام: «إما نَعَبَدَهُم 

إلا ليقريونا إلى الله زلفيح» [الزمر: 89/"] . 


لله )1١(‏ - رضم : ٠١‏ /" ل 
وفيه أيضاً إثبات الشفاعة لمن أذن له الله الرحمن. 


ذلكم الله» أي الموصوف بتلك الصفات المقتضية للألوهية والربوبية من 
شؤونكم. لاغيره؛؟ إذ لا يشاركه أحد في شيء من ذلك. 


/ أ 


فاعبدوه» أي أفردوه بالعبادة وحده لا شريك لهء أفلا تذكرون» أي أفلا 
تتفكرون أدنى تفكر في أمركم أيها المشركون» فينبهكم على أنه المستحق ريو 
والعبادة» لا ماتعيدونه من الآلحة وأنتو تعلمون أنه المتفرد بالخلق و 
تعالى : (نلن عاق نحن إل 41:1 [اعفب وقول (فلّ 
م يب الكَموت السيع ورب المسرش ش الْمتلم () مَمَفُولُون رِنَّه قل أفلا 
قورت )4 [المؤمنون : /-0م] «ولين اتير 1 كن للق المكراة 


روج ج22 سا 


وَالْيّضَ لتُولى ألَّذُ4 [الزمر: ورم . 

فلقد كان العرب يؤمئون بوحدة الربوبية» كما فهم من الآيات المذكورة» 
ولكنهم يشركون معه غيره في الألوهية» لذا قال تعالى: فر الشكااه 
وَيُحكح ل 4 4. ثم دعاهم تعالى إلى التفكير بقوله (أدَلا تَدَكَيوت 4 أي 
أتجهلون فلا تتذكرون أن الله هو خالق السماوات والأرض» فتستدلوا بها. 


فقه الحياة أو الأحكام: 


تدل هذه الآية على مايأتي: 


د سم م 


أ خاإقات الألوفة أو وتجزة اشيإقات عله الخلق تفال إن ريد 
لَهُ الى حَلَقَ السَموتٍ وَالْلضَ 4. 


؟- كون خلق السماوات والأرض في ستة أيام».لتعليم الخلق التنبت في 
الأمورء مع أنه تعالى قادر على خلق جميع العالم في أقل من لمح البصر. 


106 لدم 0١0‏ - وض : ٠١‏ /؛ 


- اتفق المسلمون على أن فوق السماوات عظيماً هو العرشء الله أعلم 
به» وبكيفية استوائه عليه. 


5- إن الله وحده هو الذي يدبر الخلائق بمقتضى حكمتهء لايشركه في 


تدبيرها أحدء وتدبيره للأشياء وصنعه لماء لايكون بشفاعة شفيع وتدبير 
مذبر. 

م- لاشفاعة لأحد -نبي ولا غيره- يوم القيامة إلا بإذن الله تعالى؟ لأنه 
تعالى أعلم بموضع الحكمة والصواب. وهذا رد على الكفار في قوطهم فيما 
عبدوه من دون الله : « مولام شُقَكُونا عند أله [يونس : ]18/٠١‏ فأعلمهم الله 
"أن أعذا لايشفع لأحد إلا بإذنه» فكيف بشفاعة أصنام لاتعقل؟ ! 

ال د ا ا ا 
لارب لكم غيره» فهو وحله الذي ب | يستحق العبادة بإخلاص له. 

"- قوله: «أفَلا تَدَدورح» دال على وجوب التفكر في تلك الدلائل 
القاهرة الباهرة» وأن التفكر في مخلوقات الله تعالى والاستدلال بها على عظمته 
أعلى مراتب التفكير وأكملها. 


إثبات البعث والجزاء 


تسح لل قي 


« اله له مَرْجِفَكُ جيم وَعْدَ أله حَمَا | م لَحْرِىَ الْذِينَ 
لاي ا ل ب يِنْ حِيمٍ وَعَذَابٌ 
أيه يما كنا يكرت 9©» 

الإعراب: 


«إِلْهِ مَرْحِفَكٌُ4 مبتدأ مؤخر وخبر مقدم «جَدِيمً4 حال منصوب. 


ليه )1١(‏ - بوضي : 4/٠١‏ | ميل 


روما «*” 


«روعد لله ام مصدران منصويات بفعلهما المقدر. أ وعد الله ذلك 


وعداً وحققه. 


(إِله) ا 1 لََقَ4 أي بدأه بالإنشاء (عنَا) صدقاً لا خلف 
فيه َّ حيدم 6 بالبعث «لِجرى» يثيت (بالقمط» بالعدل (حير» ماء 


عه 


شديد الحرارة (وَعَدَابٌ لم4 مؤم يما كوأ يَكتْرو» أي بسبب كفرهم. 


التفسير والبيان: 
أثبت الله تعالى في الآية السابقة وجوده ووحدانيته المقتضية توحيده الخالص 
في العبادة» وهنا يشبت أهرا امن هيدا في الإسلام وهو البعث والحزاء. 
يخبر الله تعالى أن إليه وحده مرجع الخلائق يوم القيامة» بعد الموت» لا 
ثم ذكر أنه تعالى كما بدأ الخلق وأنشأه حين التكوين» كذلك يعيده في 
النشأة الأخرى. والاعاه أهون من البدءء كما قال تعالى: «إوَهُوَ ألْزى 


مخ وو مود 


سِدوًا ال-3 ثم 0 وهو 50 عَلِتَ 4 [الروم: اا. 

أما البدء فمشاهد بلا نزاع» ولكن البشر لم يستطيعوا إلى الآن معرفة النشأة 
الأولى والقوة الموجدة للحركة في المادة. 

وأما الإعادة فيتوقع العلماء خراب العالم» لكن بعضهم ينكر البعث 
والجزاء. ولكن القرآن أقام الدليل عليه بأن القادر على | البدء والتكوين» قادر 
عل إعادة الحياة مرة أخرى بعل الموت والفناء. 

والهدف من الإعادة حساب الخلق بالعدل: ([لِجَزِىَ لَنَ ءَامَتُوا4 أى 
ليجازي المؤمنين الذين آمنوا بالله ورسله وما أنزل إليهم» وعملوا اا 


يل لله )١١(‏ - رضي : 4/٠١‏ 


الطيبة الصالحة. بالعدل والجزاء الأوف» فيعطيٍ كلٍِ 0 مايستحقه من 


الثواب: ([ ونصّع الي لْتِسَطَ لور الْقيمَةَ قلا 0 مع سَيْعًا وَإِن 
كات هِتْمَالَ حَكدّ منْ نَ حَرديٍ ينا ينا بها ا وكا حيييت 49 
[الأنبياء : فين , 

ولاه بالعدل لا يمنع التفضل بمضاعفة أجر المحسنين» كما قال تعالى : 
(لَِقيَهُم جورم 1 تن مضو ِنَم عَفْورٌ سَحكُولٌ ©4 
[فاطر: ه7/ 70] وقال سبحانه : «لَدِنَ أَحَسَنْوا لْلْسَىٌ وَرْصَادةٌ 6 4 [يونس: ١٠/5؟]‏ 


فالحسنى جزاء» والزيادة فضل من الله وإحسان. 


ل الو يا 00 ا 
ري ار ل ام وم القيامة عذاب موجع 
مو اا عيب رقي من سعوم وحميم وظل من يحموم : وهدًا دوفو 

د 2006 به 1 2 
حِيمٌ وَعَسَاقٌ © وَآخَرٌ 0 سحو أزواج 29 [ص: #8 لاه-مه] ( هذى 
ير سه 11 ل كيت + ل مير ليو ا ير سه سي سس سر سرح مل 

بها الجرمون 9 و4 يطوفون بننها بدنها ودين حيو ءَانٍ 29 [الر حمن: 


الو 
فقه. الحياة أو الأحكام: 
أرشدات الآية إلى اياف 


أ- إثبات المعاد (البعث) والحشر والنشرء بدليل أنه تعالى قادر على كل 
شىء. فهو الذي بدأ الخلق. وهو الذي يعيله : # كما د ب 2 تَعَوَدُونَ 4 
[الأعراف : // 9 ؟] فالله قادر على أن يخلقنا ابتداء من غير مثال سبق © فلآن يكون 
قادراً على إيجادنا مرة أخرى. مع نيف الحغاد الأول كاك اول راعون: 


؟- الجيزاء ثابت على الأعمال.. أما جزاء المؤمنين الصالحين فهو مقصود 


ل )1١(‏ - وض : ٠١‏ /؛ ل 





بالذات» بدليل تعليل الرجوع إليه تعالى بأنه الجزاء: ( لِحرِىَ لَدنَ َامَموا4 
لأن العدل يقضي بتقديم المقابل على العمل الصالح» وهو جزاء حسن لا يعادل 
او ا ازع فصل وأرو يوا ككل من ره 0 4 
تلم تل 6 أنيق لم ين فيه أي جز يتا نأ نت 662 0 

77 وروى البخاري يا ديا : اللأعددت لعبادي الصا حين ما لا عين 


رأت.» ولا أذن معت » ولا خطر على قلب بشر». 


وأما جزاء الكافرين على كفرهم فليس من مقاصد خلق الإنسان» وإنما 
اقتضاه العدل والعقل» للتمييز بين المحسنين والمسيئين» وبين الأبرار 
والفجارء وبين المؤمنين والكفار؛ لأننا نرى الكفار والفساق في الدنيا في 
أعظم الراحات أحياناً» ونرى العلماء والصالحين ضد ذلك» فهل يعقل أن 
1 والمحسن مع المسبيء »؟! قال تعالى: «أرّ تَحَمَلُ الَذِنَ 
موا وعكهلاً ألصَِلِحَتِ كَُلْمَفَيِدِنَ فى الأ م عل الْمنَّقِنَ كاماد 2 
[ص: 18/58] فثبت أنه لابد بعد هذه الداومو دان اخرى» لإقامة العدل بين 
الخلائق. 
ودلت الآية أيضاً على أنه لا واسطة بين أن يكون المكلف مؤمئاً» وبين أن 
يكون كافراً؛ لأنه تعالى اقتصر في هذه الآية على ذكر هذين القسمين. 
والخلاصة: أثبت تعالى البعث والحشر ار ا لابد من إثابة 
أهل الطاعة» وعقوبة أهل الكفر والمعصية» وأن الحكمة تقتن تقتضي تيز المحسن 
عق المي ش 


يل للدْءَ )١١(‏ - يوون : ٠١‏ له-5 





إثبات القدرة الإلهية في الكون 
بالشمس والقمر واختلاف الليل والنهار 


1 4 سسمر #١‏ هه هه عر آذآ ور 204 سج سيور هم 


(هْوّ ألْذِى حَعَلَ النَّمْسَ صب وَالْقَمَرَ نورا وََدَرهِ مَنَازِلَ لِنَمَلْموا عَدد 


2 : 

اليه واأحكائ يا حك أده للكت الا راسد م ا 0 

سنن الح ب حَلقَ الله ذاللت لآ يالحى يفصل الايليقي قور يعلمور 
7 2 4 


سل 0 ممم 7 0 رقفب متها 2 1 5 21 210 ئ 
© إن في أخْيكَفٍ أيلِ وَالَبَارٍ وَمَا حَكَنَ أسَّهُ في أَلسَمَوتٍ وَالْأرضٍ لآيتٍ 
1 2 2 
.2 2 ترا 
لِقَوُ يَتَقَوت 29 


القراءات: 
(ضياء) : 
وقرأ قنبل: (ضتاء). 
(يِقَصِلُ4 : قرئ: 
-١‏ (يُفصّل)» وهي قراءة: ابن كثير» وأبي عمرو» وحفص. 
-١‏ (تمَصّل)» وهي قراءة الباقين. 


(هْرٌ أزّى جَعَلَ النّنس ضي4 ضياء : مفعول به ثان لجعل .«وَكَدَّرةُ6 
الضمير إما راجع للشمس والقمرء ووحّد لكنه في معنى التثنية» اكتفاء 
بالمعلوم؛ لأن عدد السنين والحساب إنما يعرف بسير الشمس والقمرء مثل 
قوله تعالى : 9 وَأَلَهُ وَرَسُولَه أَحٌَ أن يرَصوه4 [التوبة: 11/4] . وإما أن يكون 
الضمير راجعاً إلى القمر وحده؛ لأن بسير القمر تعرف الشهورء والشهور 
المعتبرة في الشريعة هي الشهور القمرية» المبنية على رؤية الأهلة» وكذلك السنة 


١1 /ه-ه‎ ٠١ : برضي‎ - )1١( لْلدّءَ‎ 


1 هو دس ص ا 
الخيرة بق الفريعة عع النئنة العنترة. كما قال تال إن مده السيون 
عِندَ أَلَهِ أَنَنَا عَكَرَ سَبَرَا فى حكتّب ألّه) (التوبة: 9/دم] . 


المفردات اللغوية: 


(ضية »4 ذات ضياء أي نور «إ[نورا)» أي ذا نور» وسممي 07 للمبالغة» 
وهو أعم من الضوء. وقيل: ما بالذات ضوءء وما بالاكتساب من غيره نورء 
وقد نبه تعالى بذلك على أنه خلق الشمس نيّرة في ذاتهاء والقمر نيراً 
بالاكساب من الشسين 2« وقدرة متازل 4 العصير لكل والحد من الكيسن 
والقمرء أي قدر مسير كل واحد منهما منازل أو قدر القمر ذا منازل» 
والتقدير: جعل الأشياء على مقادير مخصوصة.ء والمنازل: مكان النزول 
(لِتَمْلَموا عدَدَ أَلشِنِينَ وَالْحِسَابَ4 أي لتعلموا بذلك حساب الأوقات من 
السنين والأشهر والأيام في معاملاتكم وتصرفاتكم «إمَا عَلَقَ أَنَهُ ذَلِلتَْ» 
المذكور إلا خلقاً ملتبساً بالحق» مراعياً فيه مقتضى الحكمة البالغة» لا عبثاً. 
ا( لِقَوَرٍ يَمَلَمُونَ4 يتدبرون» فإنهم المنتفعون بالتأمل فيها. 


رحج سس 


في انكف أل ألتما 4 بالذهاب والمجيء والزيادة والنقصان لوم 
حَلَقَ ألّهُ في أَلسَموتِ» من ملائكة وشمس وقمر ونجوم وغير ذلك 9 وَالْأرَضِ» 
وفي الأرض من حيوان وجبال ويحار وأنهار وأشجار وغيرها « ليت 
دلاللات على قدرته تعالى ووجوده ووحلته وكمال علمه وقدرته لْعَوْرِ 
يتتّقُورت4 يتقون عواقب الأمورء فيؤمنون» لأن ذلك يحملهم على التفكر 
والتدبر»ء وخصهم بالذكر؛ لأنهم المنتفعون بها. 


المناسبة: 


يعد أن ذكر الله تعالى الأدلة على إثبات الألوهية والتوحيد» والبعث» من 
خلق السماوات والأرض» خصص بالذكر للتأكيد أحوال الشمس والقمر 


5 ليه )1١(‏ - برضن : ٠١‏ /ه-:ه 


الدالة على التوحيد من جهة الخلق والإيجاد. وعلى إثبات المعاد من جهة 
كونهما أداة لمعرفة السنين والحساب». وذلك رصد للزمن الذي لابد له من ' 
نهاية» وموت أهله. ثم ذكر المنافع الحاصلة من اختلاف الليل والنهارء وما 
خلق الله في السماوات والأرض 

فصارت الأدلة على الألوهية والتوحيد أربعة: خلق السماوات والأرض» 
وأحوال الشمس والقمرء والمنافع المترتبة على اختلاف الليل والنهارء وما 
خلق الله في السماوات والأرض من حوادث وأحوال» كالأمطار والرعد 
والبرق» والزلازل والبراكين» والمد والجزر في البحارء» وأحوال النبات 
والحيوان والمعادن. 
التفسير والبيان: 

الله ربكم هو الذي خلق السماوات والأرضء. وجعل الشمس في النهار 
ضياء للكون»ء ومصدرا للحياة وإشعاع الحرارة الضرورية للحياة» في النبات 
والحيوان» وجعل القمر نوراً في الليل يبدد الظلمات» وقدر مسيره في فلكه 
منازل أو ذا منازل» ينزل كل ليلة في واحد منهاء وهي ثمانية وعشرون منزلاً 
معروفة لدى العرب» يرى القمر فيها بالأبصارء كقوله تعالى: «والقَمر 


هي م 


قدذرئله مَتَازْلَ 4 ليس: >" ة"] . 

5597 القمر بذكر منازله» إذا جعل الضمير عائداً إليه وحدهء لسرعة 
سيرهء ومعاينة منازلهء وإناطة أحكام الشرع بهء ولذلك علله بقوله: 
كلما عه السهن والفتان 4 أي يعرف به حساب الأوقات من الشهور: 
والأيام والليالي» والفصول الأربعة» والحساب مطلوب لضبط أوقات العبادة 
من صلاة وصيام وحج وزكاة ومعاملاات وعقود. 


وإذا كان تقدير المنازل لكل من الشمس والقمرء فيعرف بهما حساب 
الأوقات». فبالشمس تعرف الأيامء وبمسيرة القمر تعرف الشهور والأعوام. 


١/ /ه-ه‎ ٠١ : بوصنم‎ - )١١( ْله‎ 





وقد حث الشرع على الانتفاع بالحساب الشمسي في نحو قوله تعالى: « سمس 


ررحت سه 5-5-0 5 د هه اا ع مسرم حلط 
وَالْقَمَرَ بحسَبَانِ 22 [الرحن: 5ه/0] وقوله: فإ وَجَعَلنا اليل والتهار عءَاينْينٍ 
070110 2 07 سس سر سرج سس ره ممم . مر سه يلوه لاه ير نس ا ساظ . اع عدت 0 
فكوا ديه أكل وحعلا ايه الثان مبورة إتنتهوا مضلا كن يكز ولتعاموا 


2 لتقن وَلْْسَابٌ 6 [الإسراء : ١/1١17‏ ] وفي كل من الحساب الشمسى 
والقمري فوائدء» فالحساب الشمسى ثابت» والحساب القمري أسهل على 
البدوي والحضري» فأنيطت به الأحكام الشرعية. 


ا “خلى اتلك المذكون من العممن :والقمر إلا خلنا ليبا بالق الذي 
هو الحكمة البالغة» وم يخلقه عبثاًء بل له حكمة عظيمة في ذلك» وحجة 
بالغة» كقوله تعالى: «إوَمَا حَلَقَنَا ألْمّمَا وَالْديْضَ وما يِيْبمًا بتطلا6 [ص : +؟/ 7؟] 
[المؤمنون: 77/ 1186] . 


مسح نو سا 


(بْتَيِلُ الآيتٍ لِتَرَرٍ يَْلَمُونَ4 أي يبين الله الآيات الكونية الدالة على 
عظمته وقدرتهء والآيات القرآنية» لقوم يعلمون طرق الدلالة على الخالق 
ومنافع الحياة» وبميزون بين الحق والباطل. 

إن في اختلاف الليل والنهار أي في تعاقبهماء إذا جاء هذا ذهب هذاء 
وإذا ذهب هذا جاء هذاء لا يتأخر عنه شيئاً» وفي طوطما وقصرهما بجسب 
اختلاف مواقع الأرض من الشمسء ومالهما من نظام دقيق» وما فيهما من 
برودة وحرارة» وكون الليل اها 50 والنهار فعا شا 

وإن ما خلق الله في السماوات والأرض من أحوال الجماد والنبات 
والحيوان» وأحوال الرعود والبروق والسحب والأمطارء وأحوال البحار من 
مد وجزر» وأحوال المعادن من خواص وتركيب ونحو ذلك. 

إن ف ذلك كله لآيات ودلائل دالة على وجود أللّه ووحدانيته وقدرته 
وحكمته» وعظمته» وكمال علمه» لقوم يتقون مخالفة ستن الله في التكوين» 


18 لوه )1١(‏ - لوضن : ٠١‏ /ه-ه 


وسننه في التشريع» فسنة الكون الحفاظ على الصحة» من خالفها مرض» 
وسنة الحياة الاستقامة» من أفسدها وخالفهاء أساء لنفسه. وكل من لم يتق 
عقاب الله وسخطه:وعذابه بارتكاب المعاصى ومخالفة السن» عوقب على ذلك 
في الدنيا والآخرة. ْ 


فقه الحياة أو الأحكام: 
ذلك الآياه هن ها يل : 


25 إن اكوا الكمدن:والعمى ومااقنهها و فزاقنه والمنافع الحاصلة من 
اختلاف الليل والنهارء وكل ما خلق الله في السماوات والأرض آيات دالة 
على وجود الله وتوحيده. وكمال قدرته وعظيم سلطانه؛ ولم يخلق الله ذلك إلا 
لحكمة وصواب» ومصلحة للإنسان. 

- وإن تقدير الشمس والقمر في منازل مفيد في التوقيت لمعرفة عدد 
السنين والحساب. قال السيوطي: هذه الآية أصل في علم المواقيت» 
والحساب» والتاريخ» ومنازل القمر. 


مخصوصة وفوائد وآثاراً في هذا العالمء وإلا كان خلقها عبثاً وباطلاً وغير 


مفيك. 


- المستفيد من آيات الكون هم العلماء العقلاء» والمتقون الذين يخافون 
الله ويحذرون عقابة» والحذر يدعوهم إلى التدبر والنظر. 


ليه )1١(‏ - برضي : ٠١-/1٠١‏ اا حلبل 





ع 


2 


المؤمنون والكافرون وجزاء كل 


مم 00000 مسرم لسر و سس ص لس روح ل 6 يذه مرك 5 

(إن الب لا بجوت لقاءنا ورضوا بحرو دنا وأطمافا يبا وألذيرت 
لس سس ص ا لول 9 0297 ص ههه 2 سابومة رمسم جنع َ 
عَنَ َايَئِنَا عَفِلُونَ 7 أؤليلك مأونهُم ألَّارُ يمَا كانوا يَكُسِبونَ 2 إن 
م عر م له يورم م 7 2 0-2 .6 عع 4 عد ا 3 
الت امنا وصبيلوأ الصَلِحَتٍ يَبْدِيِهِمْ ريم بإيمنهم تجرف ين تحلوع 


لأَْهَرُ في جَنّتِ ال © وهم ذا ستحدة الهم َيِيَدُْمْ فيا سَلَمٌ 
وََاِخْرٌ دَعْوَسِهُرْ أن كلد يِه رَتَ السلّبت 49 
القراءات: 

(مأوهر) : 

وقرأ السوسي» وحمزة وقفاً: (ماواهم). 

(نَحِيِمْ الأنهدز»: قرئ: 

-١‏ (نحتهم الأنبار) وهي قراءة أبي عمرو. 

؟- (تحتهُم الأنبار) وهي قراءة حمزة» والكساي وخلف. 

“- (تحتهم الأنهار) وهي قراءة الباقين. 
الإعراب: 

(تَجَرِى ين كَحْهِمْ الْأَنْهئرُ4 استئناف, أو خبر ثانٍ» أو حال من الضمير 
المنصوب على المعنى الأخير. 


(في جَنّتِ ألنَّعِب و خبر أو حال آخر منه أو من الأخبار» أو متعلق بتجري 
ي. 


6 


فل للد )1١(‏ - لضي : ١٠/٠١‏ 


البلاغة: 


#إلا بجوت لِقَآَنَاك فيه التفات. مع الإضافة إلى ضمير الجلالة لتعظيم 
الأمر وتبويله. 


المفردات اللغوية: 


للا ينجو لِقَآمَنَاك لا يتوقعونه لإنكارهم للبعث» وذهوهم بالمحسوسات 

عما وراءهاء واللقاء: الاستقبال والمواجهة .9 وَرَسُا لل الدُنَا4 بدل 

الآخرة بإنكارهم لها وغفلتهم عنها .: (٠‏ وَاطمَأنوا يبَا4 سكنوا إليهاء وقصروا 
ل 


هممهم على لذائذها وزخارفها . ف وَألَديت هُمْ عَنْ ايا عفِلون4 أي تاركون 
النظر 5 دلائل وحدانيتنا» ا يتفكرون فيها. لانبماكهم فيما يضادها. 


مو وهم ملجأهم الذي يأوون إليه وقد أطلق المأوى على الجنة في ثلاث 
آيات» وعلى النار في بضع عشرة آية ليما كانوا يَكْسِبُونَ 4 من الشرك 
والمعاصي (١‏ يَبْدِبهِم4 يرشدهم . بإيمني» بسبب إعاخهم» إلى سلوك سبيل 
يؤدي إلى الجنة.» أو لإدراك الحقائق» كما قال عليه الصلاة والسلام فيما 
أخرجه أبو نعيم عن أنس» والظاهر أنه ضعيف : «من عمل بما علم ورّثه الله 
علم ما لم يعلم» أو لما يريدونه في الجنة» بأن يجعل لهم نور مهتدون به يوم 
القيامة. 


فيه فا طلبهم لما يشتهونه في الجنة» والدعوى: الدعاء» والدعاء 
للناس : النداء والطلب المعتاد بينهم» والدعاء لله: سؤاله الخير والرغبة فيما 
عنده» مع الشعور بالحاجة إليهء ودعاؤهم هنا أن يقولوا: «ِإسْبَحَتَكَ اللَهُم4 
أئ ترما لك .وتقديساً يا الله فإذا ما طلبوه وجدوه عندهم نم4 فيما 
بينهم» والتحية: التكرمة» بقولهم: حياك الله. أي أطال عمرك .«ملة4 
السلامة من كل مكروه .أن للحَمَدُّ أن مفسرة. 


لوه )١١(‏ - لوضنم : ٠١-0/ 1٠١‏ لق 
المناسبة: 


بعد أن أقام الله تعالى الدلائل على إثبات الإله ووجوده» وعلى إثبات 
. البعث والجزاء على الأعمال يوم الحساب» ذكر حال من كفر به وأعرض عن 
أدلة وجوده ووحدانيته» وحال المؤمنين الذين عملوا الصالحات» ثم أوضح 
جزاء كل من الفريقين. 


التفسير والبيان: 


إن الذين لا يتوقعون لقاء الله في الآخرة للحساب والجزاء على الأعمال؛ 
لإنكارهم البعث.ء ورضوا بالحياة الدنيا بدل الآخرة؛ لغفلتهم عنهاء 
واطمأنوا بها وسكنوا إليها وإلى شهواتها ولذائذها وزخارفهاء وكانوا غافلين 
عن آيات الله الكونية والشرعية» فلا يتفكرون في الأولى» ولا يأتمرون 
بالثانية » أولئك المذكورون من الفريقين مثواهم ومقامهم النار وملجؤهم الذي 
يلجؤون إليهء جزاء على ما كانوا يكسبون في دنياهم من الآثام والخطايا مع 
كفرهم بألله ورسوله واليوم الآخر. وهذا الحزاء توضيح للجزاء السابق 
المذكور في الآية [4]. 


وعطف ( رايت هْح عن ايليا عَلِفِلُونَ 4 الذي يقتضي المغايرة إما لتغاير 
الوصفين» وإما لتغاير الفريقين» والمراد بالفريق الأول: من أنكر البعث وم 
يرد إلا الحياة الدنيا وهم الماديون الملحدون» والمراد بالفريق الثاني : من أطته 
الدنيا عن التأمل في الآخرة والإعداد لما. 


هذا جزاء الفريق الكافر وهم الأشقياء» أما جزاء الفريق المؤمن وهم 
السعداء فأخبرت الآية التالية عنه: «إنَّ أَلريَت تر 


أي إن الذين آمنوا بالله وصدقوا برسلهء وامتثلوا ما أمروا بهء» فعملوا 
الصالحات» ولم يغفلوا عن آيات الله في الكون والشريعة» يرشدهم ربهم 


بشن لْلوّةَ )1١(‏ - وهنم : ٠١-0/1٠١‏ 


بسبب إعانهم إلى الصراط المستقيم الذي يؤدي بهم إلى الحنة التي تجري من 

اق ومن تحت غرفهم في جنات النعيم 0 وهذا مثل للتنعم 
والراحة والفبعادة والانسجام في تلك المناظر الخلابة» التي تأخذ بمجامع 
القلوب» وتُسيُ النفوس. 


ومفهوم الترتيب بين الإيمان والعمل الصالح» ٠‏ وإن دلَّ على أن سبب الهداية 
هو الإبمان والعمل الصالحء » لكن دلَّ منطوق قوله: «بايم نيم 4 على استقلال 
الإعان بالسببية» وأن العمل الصالح كالتابع له والتتمة. 


هيده ههه 3 تنزيهاً وها لك يا الله أو اللي إنا نسبحك » 
وتحيتهم فيما بينهم سكم الدالة على السلامة من كل مكروه مثل قوله 0 


مسْمَعُونَ فا لا ولا يما © إِلَا يلا سَكَمَا سَلَمَا 09 [الواقعة: +ه/ 55-10 » 
ريس أيفاخة الؤسوف اللنياء وهي كذلك تحية الله تعالى حين لقائه لأهل 
الجنة «حيتَهُم يوم يلْقَويمُ 0 [الأحزاب: "/ 44] وتحية الملاتكة لهم عند 
دخول الحنة: «وَوَالَ هر حَرَنَهًا سَلَمٌ عتَِحكُمٌ طِبَثْرٌ كَدَخْلْوَهَا حَربقَ» 


1 


وآخر دعائهم الذي هو التسبيح: الحمد لله رب العالمين» وهو أيضنا أول 
5 3 5 2 2 2 1 1 2 مت ود 
الا ا جااريه انق عل 1 ين لد يه ١‏ 2 
[الزمر: 4/ 074] وهو كذلك آخخر 0 الملائكة : «إوترىق الملتيكة ع1 فب 
عل اليف مي ذه رهج كي يم لق ويل أنه َب أيه 
2 [الزمر: #9/ هلا] . 


قال ابن كثير: وفي هذا دلالة على أنه تعالى هو المحمود أبداًء المعبود على 


طول المدى» ولهذا حمد نفسه عند ابتداء خلقه واستمراره» وعند ابتداء تنزيل 


للد )1١(‏ - ووو : ٠0/٠١‏ حرفن 


نانوي .سيف رقو 0 0 ِنَّهِ الى حَلَقَ السَمَوتِ وَالْأرَض »6 
[الأنعام : ]١/5‏ #الحبد لله َم اذى ْوَل عَلّ ع عبد الْكِنبَ 4 [الكهف: 11١/1١8‏ . 


فقه الحياة أو الأحكام: 

دلت الآيات على الأحكام التالية: 

أ - للكافرين الجاحدين عذاب النار بسبب ما اكتسبوا أو اقترفوا من 
الكفر والتكذيب والمعاصي. وقد وصفهم الله تعالى بصفات أربع هي 

الأولى - إن الذين لا 00 لقاءناء أي لا يخافون: عقاباً ولا ترجون 
17 


الثانية - ورضوا بال حياة الدنياء أي رضوا بها عوضاً من الآخرة» فعملوا 
لما. 


الثالثة - واطمأنوا بهاء أي فرحوا بها وسكنوا إليها. 


الرابعة - والذين هم عن آياتنا غافلون» أي لا يعتبرون ولا يتفكرون 
بأدلتنا. ْ 


؟ - للمؤمنين امحقين العاملين الأعمال الصالحة جنات النعيم» تجري من 
تحتهم أي من تحت بساتينهم أو أسرّتهم الأنهارء بمجدون فيها الله تعالى 
بقولهم: «ِاسْبَحَتَكَ الهم ويحمدون ربهم بقولهم: (لَندُ يِه رَيَ 
لبت »4 والفرحة تغمرهمء والبهجة تملأ قلوهمء » والسعادة ترفرف 


بأجنحتها عليهم. تحية الله للهمء أو تحية الملّلك أو تحيتهم لبعضهم : سلام. 
* - التسبيح والحمد والتهليل قد يُسمّى دعاءء روى مسلم والبخاري عن 

ابن عباس أن رسول الله كَكِةِ كان يقول عند الكرب: «لا إله إلا الله العظيم 

الحليم» لا إله إلا الله رب العرش العظيمء لا إله إلا الله رب السماوات 


٠١ /لا‎ ٠١ ١ بوي‎ - )1١( قل لي‎ 


: الدعاء» ويسمونه دعاء الكرب. وهذا الدعاء الصادر من أهل الخنة لنيتن 
بعبادة إذ لا تكليف في الجنة» إنما يلهمون به» فينطقون به تلذذاً بلا كلفة. 


- من السنة لمن بدأ بالأكل أو الشرب أن يسمِّي الله عند أكله وشربهء 
ويحمده عند فراغه»ء اقتداء بأهل الجنة. ورد في صحيح مسلم عن أنس بن 
مالك قال: قال رسول الله يكل : «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة» 
فيحمدّه عليهاء أو يشرب الشَّرْبة» فيحمدّه عليها». 


ع 


م - يستحب للداعي أن يقول في آخر دعائهء كما قال أهل الجنة: 


ع معماوم 4 مرعع 2 000 
هاي كغوهد ف لقند بل وت الكذيرت». 


5 - الإيمان والعمل الصالح طريق الإنسان إلى الجنة. والله بدي أي يسدد 
ويرشد بسبب الإبمان إلى طريق الاستقامة المؤدي إلى الثواب على الأعمال. 


ويجوز أن يريد الله تعالى بقوله: ( يَبّدِيِهِمَ 6 أي في الآخرة بنور إيمانهم إلى 
طريق الكنة» كقوله تعالى : «إبْمَ رَى الْمؤْمنَ وَاْمْؤْستِ ينع وُدُهُم بين ادم 
َيلَََجِر6 [الحديد: 17/07] ومنه الحديث: (إن المؤمن إذا خرج من قبره» صُوّْر 
له عمله في صورة حسنة» فيقول له: أنا عملكء. فيكون له نور وقائدا إلى 
الجنة» والكافر إذا خرج من قبره» صُوٌّر له عمله في صورة سيئة» فيقول: أنا 
عملك.» فينطلق به حت يدخله النار». 


وما على المؤمن إلا أن يستزيد من الأعمال الصالحة ليتبوأ مكانه في الجنة» 
إذ ليست الجنة بمجرد الاتصاف بالإسلام» أو بالتمنيات المعسولة» كما قال 


ء 


ي_- و سرصم سل 014 و2 27 َه م سح سر 2 # 5-1 
تعال : رس بمانيك ولا مان اهل الحكتب من يعمل وا يد يده 


ديى > ه كرو و مي سدرص وى بي ديم ححعىم علس عرس عاد 00 
وَلَا يحَجِدْ لم مِن دون أله وَلِنًا وَلَا مَصِيرَا 7 ومن يَعْمَلْ مِنّ الصَللِحَتِ من 


. 1 2 7 و + 7 5 2 7ق 0 4 9200 
دَحكر أ أنقٌ وهو مُوْمِن دَأوْليِكَ يَدَخُلُونَ ألْجَنَهَ ولا يظلَمُونَ يقرا 9) »6 
[النساء: 4/ 1174-17 والنقير: قدر النقرة في ظهر النواة. 


لدع )1١(‏ - نوهنم : ١-11١١‏ ْ قل 





تعالى» لا معرفة ذاته فذلك مستحيل. 
. والأعمال الصالحة: عبارة عن الأعمال التى تحمل النفس على ترك الدنيا 
وطلب الآخرة. والأعهال المذمومة ضدٌ ذلك. 


استعجال الإنسان الخير دائماً والشرّ حال الغضب 


2 7 واءا د 3 ع 
«# وَلَوْ يُعَجَلُ أنَّهُ ناس الشَّرَّ أسيِمْجَلهُم بِالْحَيْرٍ لقضى إِلتيمَ حم 
000 07 00 7 7 .2 
يدن الزين ل ير ع برد 0 ذا صل النكنّ لض 
200 27 7 0 ا 0 57 دع سم رع 22 لم ررم |” 
دعانًا لِجَنْيِوء أو واعِدَا أو فَايِمَا فلََا كُمَفمَا عنه ضرم مَرَّ كان لَرْ يدَعنا إل 

2 كك رلك نة انخت ف ها 24 يتملس 
صر مسكر للك وم لِلْمَسَرِفِينَ ما نوا يعملورت- 2 


( لْيَعْجَلهم4 منصوب على المصدرء تقديره: اتعي 5 مثل استعجاطم. 
فحذف المصدر وصفتهء وأقام ما أضيفت إليه الصفة مقامه. 2 


(لِجَليو4 في موضع نصب على الحالء وعامله «إدَعانَا4 وقيل! 
العامل: مسلَّء أي مس الإنسان مضطجعاً أو قاعداً أو قائاً. والأول أرجح. 


0 سرج ا سرصم 


«حاد لَمَ يدعنا »6 مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي كأنه» وحذف 


ضمير الشأن. 


البلاغة: 


كه 0-4 


«آلشّرَّ سيَعْجَلَهُم بِالْحَيْرِ أي كاستعجاهم أو مثل استعجاطمء ففيه 
اله ل بسرعة إجابته لهم في الخير. 


000 لد )1١(‏ - وض : ١1/١1١-ا١‏ 
المفردات اللغوية: 


(يعَجَلُ)4 يقدمه على وقته. والتعجيل: تقديم الشىء على وقته المقدر له. 
«لَينْجَلنم4 طلب التعجيل» قال العلماء: -التعجيل من الله» والاستعجال 
من العبد. لَتْضَِ إِلييِمَ أَثُهُمْ4 بأن يبلكهم ولكن يمهلهمء وقضاء 
الأجل: انتهاؤه .(فَدَّرَ4 نترك .ف طَفَيَِنيمَ 4 الطغيان: مجاوزة الحد في 
الشر من كفر وظلم وعدوان .إيَمْمَوُورت» يترددون متحيرين .2 الصُرٌ 6 
الشدة كالمرض والفقر والخطر .2 لِبَنْيوء4 أي مضطجعاً. «أَوْ قَاعِدًا أو 
ليم في كل حال. م42 مضى في طريقته على كفره .(( كَدَلِكَ أي كما 
زين له الدعاء عند الضر والإعراض عند الرخاء .( لِلْمَسَرِفتَ المشركين» 
والإسراف: تجاوز الحد. 


المناسية : 


بعد أن ذكر الله تعالى تعجب القوم من تخصيص محمد بالنبوة» ثم ذكر أدلة 
التوحيد والبعث,» أبان هنا الجواب عن قول كانوا يقولونه: اللهم إن كان ما 
يقول محمد حقاً في ادعاء الرسالة» فأمطر علينا حجارة من السماء أو اثتنا 
بعذاب أليم» ومضمون الجواب: أنه لا مصلحة لهم في استعجاطم الشر وإلا 
ماتوا وهلكوا. 


وأما مضمون الجواب عن تعجبهم: فهو أني ما جتتكم إلا بالتوحيد 
والإقرار بالمعاد» وقد أقمت الأدلة على صحتهاء فلا معنى للتعجب من نبوقي. 
التفسير والبيان: 


العجلة من طبائع الإنسان» فهو دائًاً يتعجل الخير؛ لأنه به ويتعجل 
الشر حين الغضب والحماقة والضجرء فلو يعجل أو يسرع الله للناس إجابة 
دعائهم في حال الشرء كاستعجالهم تحقيق الخيرء لأميتوا وأهلكواء وذلك 


لد )1١(‏ - نون : ١11١/١‏ يف 





مثل استعجال مش ركي مكة إنزال العذاب عليهم» » كما قال تعالى : ( وَسَتَعجِلكَ 
34 ليا دماح | سس «» 0 و 


ِأَلسَيْحَةٍ هَبَلّ لْحَسَنَةٍ وَقَدٌ خَلمََ من لهم الْمثللت » [الرعد: 5/1] وقال 
نه: 9و 0 06 إن كنت عن هر اَن بين نيك مأتياز عَيدكا 


224 


ومكروه عنده» كما أنه ماه سيئة في قوله (( ويستعجلوة نك ِأَلسَّبْحَةِ 4 وفي قوله: 


2 دق رسا 


سمه مُثْلها 6 [الشورى: ]1١٠/47‏ . 


وسمى الله تعالى العذاب 52 في هذه الآية؛ لأنه أذى في حق المعاقب» 


آذه 28 سَيحَة وك 


ووبجروا 


ولكنه تعالى يحلمه ولطفه بعباده له يستجيب لهم ويذرهم إمهالاً لهم 
واستدراجاء 5 لو أجابهم لانتهى أمرهم وهلكواء كما هلك الذين كذبوا 
الرسل» وربما آمن به بعضهم. أما. من عاند فيعاقبه الله بالقتل» كما قال 
تعالى: «قَتَلُوَهُمَ يُمَدْبَهُمُ لَه :يديت وَخخْرِِمْ وَيَصرَح لبهم 6 [التوبة: 
4 ]. 


اا0 


وأما عذاب سائر الكفار فنتركه إلى يوم القيامة» كما قال تعالى: 9إفنذر 
لين لا جورت ِقآهَئا فى طفْينيم يَعْمَهُورت» أي فنترك غير المتوقعين لقاءنا 
فيما هم فيه من طغيان الكفر والتكذيب» يترددون فيه متحيرين» ولا نعجل 
لهم في الدنيا عذاب الاستئصال تكرعاً للنبي كله ونمهلهم ونفيض عليهم 
النعمة مع طغيا: نبم» إلزاماً للحجة عليهم. 

وكذلك اقتضت رحمته تعالى بعباده أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على 
أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم بالشرء في حال الضجر والغضب؛ لأنه يعلم 
منهم عدم القصد إلى إرادة ذلك. روى أبو داود والحافظ أبو بكر البزار في 
مسنده عن جابر قال: قال رسول الله يَلِ: «لا تدعوا على أنفسكم» لا تدعوا 
على أولادكم. لا تدعوا على أموالكم. ؛ لا توافقوا من الله ساعة فيها إجابة» 
فيستجيب لكم» وقال عليه الصلاة والسلام نضا د الله عز وجل 


ألا يستجيب دعاء حبيب على حبيبه). 


وين للد )1١(‏ - ارون ١‏ ١٠11لا‏ 


ومن عجلة الإنسان أيضاً وضجره وقلقه أنه إذا أصابه الضرّ أي الشدة 
والألم من مرض أو فقر أو خطر: يدعو ربه بإلحاح في كشف ضره وإزالته» 
حالة كونه مضطجعاً لجنبهء أو قاعداً أو قائماً وفي جميع أحواله؛ لأن فائدة 
الترديد في القعود وغيره تعميم الدعاء لجميع الأحوال» فإذا فرَّجٍ الله شدته 
وكشف كربته» أعرض وتأى بجانبه» وذهب كأنه ما كان به من ذلك شيء» 
شْ ومضى في طريقه من الغفلة عن ربه والكفر به» كأنه لم يدع إلى شيء ولم يكشف 
الله عنه ضره. فقوله: إِكَ ضر مَسَّمْ4 أي إلى كشف ضر. 


لدي عر م 


وذلك كقوله تعالى : 9وَإِدًا مَسَهُ شر ا دع عيض [فصلت: ١5/١ه]‏ 
ثم.قال. تعالى: «( كتالك رُيْنَ بِلْكَفْرِنَ مَا كنا يَمْمَلُوت4 أي مثل ذلك 
العمل القبيح المنكر أو التزيين وهو الذي حدث من اللجوء إلى الله تعالى وقت 
الشدة وتركه في الرخاءء زُيّن للمشركين طغاة مكة وغيرهم ما كانوا يعملون 
من أعمال الشرك والإعراض عن القرآن والعبادات» واتباع الشهوات. 

والمراد بالإنسان في قوله: «وَإدَا مس الْإنسَنَ الصِّرٌ 4 هو الكافر؛ لأن 
العمل المذكور لا يليق بالمسلم ألبتة. 

وقوله: «دعَانَا لِجَلْيِوءَ أَوْ قَاعِدَا أَوْ كَأيمّا4 يراد به أحوال الدعاء. 

والمراد بالمزيّن في قوله: «رُيْنَ لِلْمْسَرِفِنَ4 هو الشيطان أو النفسء أو الله 
تعالى. وسمي الكافر مسرفاً في نفسه وماله ومضيعاً لما ؛ لأنه في النفس جعلها 
عبداً للوئن» وفي المال فلأنه أضاعه فيما لا يفيد. والأصح كما قال القرطبي 
أن الآية تعم الكافر وغيره. وهذه صفة كثير من المخلطين الموحدين» إذا 
أصابته العافية» استمر على ما كان عليه من المعاصي. ْ 
فقه الحياة أو الأحكام: 


دلت الآيات على الآتي: 


ليه )1١(‏ - لوو : ١-11١١‏ هنل 


- الله لطيف بعباده حليم رحيم بهم لا يستجيب دعاءهم على أنفسهم أو 
أموالهم أو أولادهم بالشر في حال الضجر والغضبء فلو عجل الله للناس 
العقوبة» كما يستعجلون الثواب والخير» لماتوا؛ لأنهم خلقوا في الدنيا خلقاً 
ضعيفاً» وذلك على عكس خلقهم يوم القيامة؛ لأنهم حينئذ يخلقون للبقاء. 

فالآية ذامّة خُلقاً ذميماً في بعض الناسء» يَدْعون ف الخيرء فيريدون تعجيل 
الإجابة» ثم يحملهم أحياناً سوء الخلق على الدعاء في الشرّء فلو عُجلٍ لهم 
لهلكوا. ومن حكمة الله تعالى أن آمن بالبي كَل قومه العرب وآخرون من 
الأمم ومن يكفر يعاقبه الله بالقتل أو يؤخره إلى يوم القيامة» وهذا معنى 
قوله: «كنَدَرٌ لبن لا يجرت »4. 


5 - لا يعجل الله للناس الشرء فربما يتوب منهم تائب» أو بخرج من 
أصلابهم مؤمن. وقد رحم الله تعالى العالم كله بالنبي كَل فرفع عن الأمم 
عذاب الاستئصال؛ لأنه رحمة للعالمين. 

"ا - الإنسان في جميع حالاته الاضطرارية لا يجد ملجأ أمامه سوى الله 
تعالى فيدعوه لكشف ما تعرض له من ضِرّء ولكنه سرعان ما يسى رنه» ولا 
يكون وفياً لفضل الله عليه» فإذا نجا وكشف الله عنه الضرء استمر على كفره 
ولم يشكر ولم يتعظ. 

ءة - وكما زيّن للإنسان الدعاء عند البلاء» والإعراض عند الرخاء» زيّن 
للمشركين أعمالهم من الكفر والمعاصي» وهذا التزيين يجوز أن يكون من الله 
بخذلانه وتخليته» ويجوز أن يكون من الشيطان بوسوسته. وإضلال الشيطان: 
دعاؤه إلى الكفر. 


1 ش للد )1١(‏ - زوضم : ٠١‏ /"١-؛١‏ 


سنة اللّه في إهلاك الأمم الظالمة 
الكافرة واستخلاف خلائف بعدهم 


هل 5501 ودر م دوم .2 
«(روْلقد هلكا لفَرُونَ من بلك لَمَا ظأ ث وَجَاء عم ل ليت 
الات ص 4-0 م تحب يندس 18 ني" 2 رد 2 5 طََُ 
١ 3‏ يؤيا 0 8 لْقَوَم سويت 9 م 0 | 7و 
2 - 2 0 
ف سل 1 ل كملون [ 3 29 


بعذهم اننظطر 





القراءات: 
« لهم : 1 5 
وقرأ أنو عمرو (رُسْلهم). ُ 
الأعرات: 
لكا كثاً» 9لَنَا4 : ظرف لأهلكنا .« لِيوْمِئواً4 اللام لتأكيد النفي. 
«وجَاءعممْ رُسُلهُم بِلَيتتِ4 عطف على (طكمراً)». أو حال من واو 
«ظَلموا 6 بإضمار: قد. 
مت تَعَمَلُونَ 4 كيف: معمول « تَعَملُونَ 4 ومنصوب به. 
البلاغة: 


« كَنلِكَ يجَرِى لْقَوَم 21 لمخرمِين 4 وضع الظاهر موضع الضمير للدلالة على 
كمال جرمهم - أعلام في فيه. 
(إندن كد كت تَحَمَلُونَ ) 0 7 تمثيلية » ٠‏ حيث شبه حال العباد 


لِلْءٌ )1١(‏ - وض : ٠١‏ /8١-؛١‏ ْ فين 


للعلم الحقيقي الذي لا يتطرق الشك إليه» وشبه هذا العلم بنظر الناظر وعيان 
المعاين. 


(الْفُرُونَ) الأمى جمع قرن: وهم القوم المقترنون في زمان واحد .لمن . 
نِكْمْ4 يا أهل مكة وأمثالكم .«المًا ظَلَمُوا4 بالشرك والتكذيب .(آليتٍ» 
الدلالات الواضحات الدالة على صدقهم .(( كَدَِكَ 4 مثل ذلك الجزاء: وهو 
هلاكهم بسبب تكذيبهم للرسل وإصرارهم عليه بحيث تحقق أنه لا فائدة في 


قر< سر حي سر وم 


إمهالهم .«إيحرى الْمَوُمَ الْمَجْرمِينَ» الكافرين. 


سس 2 ع 35 ل ص سر 55 5035 ٠.‏ 
«ثمّ جَمَلَكُمْ4 يا أهل مكة .«إحَلَتيِقَ» جمع خليفة وهو من يخلف غيره 
في الشىء أي استخلفناكم فيها بعد القرون الي أهلكناها استخلاف من يختبر. 
(لِتنظرٌ كيف تَعْمَلُونَ6 فيهاء أتعملون خيراً أو شراً» فنعاملكم على مقتضى 
ونرى. 1 ش 
المناسبة: 
بعد أن أبان الله تعالى أنهم كانوا يتعجلون العذاب» وأوضح أنه لا فائدة 
في إجابة دعائهم» ثم ذكر أنهم كاذبون في هذا الطلب؛ إذ لو نزل بهم ضرء 
تضرعوا إلى الله تعالى في إزالته وكشفه. بِيِّن هنا ما يجري مجرى التهديد: وهو 
أنه تعالى قد ينزل بهم عذاب الاستئصال. كما أنزله في الأمم السابقة» ليكون 
ذلك رادعاً لهم عن مطلبهم تعجيل العذاب. 
التفسير والبيان: ٠‏ 
يخاطب الله تعالى أهل مكة ويخبرهم بأنه أهلك كثيراً من الأمم قبلهم بسبب 


١؛-1"/‎ ٠١ : لوضوض‎ - )1١( لله‎ 1 


ظلمهم وتكذيبهم ا والحجج الواضحات» 
كما قال: «وَيَلَكَ الْمُرَىت أَمْلَكْتَهُمَ لما ظَلُوا وَبَعَلنَا لِمَهَلِكهم مَوْعِدَا 
4©9 [الكهف: 601/18 وهلاك تلك القرى والأمم بالظلم: إما بعذاب 
الاستئصال لأقوام الرسل الذين كذبوا بهم مثل قوم نوح وعاد وثمودء وإما 
بإضعافهم واستيلاء الأمم القوية عليهم بسبب ظلم الأفراد بالفسق والفجور 
أو ظلم الحكام. 

لقد أهلكناهم لا كذبوا بالبينات الدالة على صدق رسلهمء وما كانوا 
ليؤمنواء أي وما كانوا يؤمنون حقاً» وهو تأكيد لنفي إعا:هم» وأن الله قد علم 
منهم أنهم يصرون على الكفر» وأن الإيمان مستبعد منهم. والمعنى: أن السبب 
في إهلاكهم تكذيبهم الرسل» وعلم الله أنه لا فائدة في إمهالهم بعد أن ألزموا 
الحيده و الريدل 


كذلك.. أي مثل ذلك الجزاء أي الإهلاك. نجزي كل مجرم. وهذا وعيد 
شديد لأهل مكة على إجرامهم بتكذيب رسول الله عَكِ. 


ثم خاطب الله الذين بعث إليهم محمد كَل بقوله: «ثمّ جَمَلْنَكُم4 أي 
جعلناكم خلفاء في الأرض بعد تلك القرون التي أهلكناء كالتماو ن ينا 
أم شرأء وننظر طاعتكم لرسولنا واتباعكم له. 

وف هذا بيان بأن أمة الإسلام ستكون لها الخلافة في الأرض إذا لازمت 
الطاعة واتبعتٍ هدي القرآن: (وعد أله الينَ امنوأ مك هلوأ اصَنْلِحَتٍ 
لق ارقن :متكا استظلن ارت ين لهم 4 [النور: 586/74] وقد 
تمت هذه فملكوا ملك كسرى وقيصر وفرعون وكثير من م وجاء في 
معد مطل كو اي نيد كدري «إن الدنيا حلوة تحضرة. وإن الله 
مستخلفكم فيهاء » فناظر كيف تعملون» فاتقوا الدنياء واتقوا النساء» فإن أول 
فتنة بني إسرائيل كانت من النساء». 


لد )1١(‏ - برضن : ١-1١ / ٠١‏ يفل 





والخلافة منوطة بالأعمال الصالحة» لا بمجرد الوراثة للصفة الإسلامية. 
فقه الحياة أو الاحكام: 

أرشدت الآيات إلى المبادئ التالية: 

أ - إن إهلاك الأمم الظالمة قديماً وحديثاً إنما يكون بسبب الظلم» 
والظلم: إما الكفر والشرك» وإما طغيان الأفراد أو الحكام. 

؟ - هذه الآية تخويف ووعيد لأهل مكة الكفار ولأمثالهم على تكذيبهم 
رسول الله يكل فالله قادر على إهلاك الأمة التى تكذب محمداً كَكل. ولكن 
يؤمن. وهكذا حال الأمم الحالية» نرى في كل أمة اتجاهاً إلى إيمان الآلاف 
منهم بعقيدة الإسلام ونظامه. 

ما - هذه الآية ترد على أهل الضلال القائلين بخلق الهدى والإعان. 

- الاستخلاف في الأرض منوط بالعمل الصالحء فالله يستخلف قوماً 
ويما أن الله يعلم ما سيكون في المستقبل في كل أنحاء الكون ومن المخلوقات» 
فيكون المقصود إقامة الدليل الحسى والمادي المشاهد على الناس من خلال 
أعمالهم الواقعية» لذا قال المفسرون كالرازي: 

ليس معن الآية بأن الله تعالى ما كان عالماً بأحوال الخلق قبل وجودهم» 
ونا المراد منه أنه تعالى يعامل العباد معاملة من يطلب العلم بما يكون منهم» 
ليجازيهم بحسبه» كقوله: ل أ مه 62 [الملك: 7/5107] . 


2 
0 


هه 


ا 


- 
سح عحةه 
5 


وقرأ 
وقرأ 
وقرأً 
الإعراب: 


١ 


ءا م 7 
يفرءان» : 
ور نفيبئ 
أ - 


إِ 


7 
346 


| نافع » وا 
7 


ا نافع ' وابن كثير 
ن6: 


ءِ 


220 


ا ابن كثير» وحمزة و 
6 حال .«رمن يَلْقَا 


0-0 
سر سم 


2 
ءِ 


ظُُ 


ىو 


© استفهام إنكا 


» وابو عمر 


(بقران). 


و: (لي ١‏ 


ر وتوبيح. 


2 


ل 


.. فأ 
4 مصدر استعمل ظرفا. 


َه 


خاف). 


عر 


“رو و 
3 


0 5 ف صب 
0 هد أشن 0 
5 وحم 0 ا 
0 1 ا 
٠. 1‏ 
١‏ ا 
5 ك0 
١-2‏ 


35 
ب 
ا 1 
3 الهس 


عن هنا 3 
027 3 

4 
3 - 
تت 


عر ره 
ءايائد 
ج 

0 ع 
وله قل 
0 
رم 


1 
ف إن 
صعم ‏ خخ 

وَلآ أد 


عي انبر 
قال 
و ' 
نكف 

| سس ساحس تر ساس 
ل سرلا 
رد 


رق 


آذ[ ها 
رت 
. 4 
أ 
ن 
38 
عدا 


34 
سشَ 
سس سرس 


ب نوهي 
00 
لبت 


15 


٠ 


مطالية المث 


حين 


بقرآ 


0-7 


ن آخر أو ب 


يتيد 


للدةَ )1١(‏ - نوضنم : 
يل 


١/1 


لله )1١(‏ - برضن ٠١ ١‏ /ه١-لاا‏ ايل 


المفردات اللغوية: 
(ءَايَاثنا4 القرآن ١.‏ بَيْسَبٍ4 ظاهرات .لاثَالَ الدرت لا بَرَجُونَ :41 


وهم المشركون الذين لا يخافون البعث .(أنَتِ بِشُرْءَانٍ عَيْرٍ هذا 6 ليس فيه 
عيب الحتناء ولا ما نستبعده من البعث والثواب عقا كد لوت راز 
13ل بقسك بآن تجعل مكان الآية المنسملة عل ذلك آية أخرئ الما يكرك 
ما ينبغي وما يصح لي ٠‏ إِنْ» ما .((عصيْتٌ رق ق4 بتبديله . «عَدَابَ وو 
عَظِيٍ هو يوم القيامة. وهذا يعني أنهم استوجبوا العذاب بهذا الاقتراح. 


«وَلَا أدرسكم بِهِ)4 ولا أعلمكم به على لسانيء «[و45: نافية عطف 

د لد لا بمشيئق حتى أجعله على نحو 

ما تشتهونه . «إلَِنْتُ) مكثت .9 فِحكُم عمرا4 أربعين سنة .من مَبَلوء6 
أ سخ قر 


لا أحدئكم بشيء .«أقلا تَمَقِلُوت» أنه ليس من قبلي» أي أفلا تستعملون 
عقولكم بالتدبر والتفكر فيه» لتعلموا أنه ليس إلا من الله. 


م 


«كَنَ 4 أي لا أحد .« أفرَتك 0 
كرت ِحَايِيِةِء 6 القرآن فكفر بها . «إكه 4 أي ١‏ «(لا ينيخ) 
لا يو لالد َمجرمُونَ 4 المشركون. 


بعد أن ذكر الله تعالى شبهتين للمشركين» وهما التعجب من إنزال الوحي 
على بشر وتخصيص محمد بالنبوة» والمطالبة بتعجيل العذاب إن كان ما يقول 
محمد حقاء ثم أثبت لهم الألوهية والتوحيد والقدرة على الوحي والبعث بخلق 
العالم وبطبيعة الإنسان وتار يخه وغرائزه» ذكر هنا النوع الثالث من شبهاتهم 
في الطعن في نبوة النبى كَل وهو التشكك في القرآن» لذا طالبوه بأحد 
أعريرة: أن يأتيهم بقرآن غير هذا القرآن» أو أن يبدل هذا القرآن. روي عن 
ابن عباس رضي الله عنهما: أن حمسة من الكفار كانوا يستهزئون بالرسول 


فيل لله )1١(‏ - لوو : ٠١‏ /16-لا 


عليه الصلاة والسلام وبالقرآن: الوليد بن المغيرة الخزومي»ء والعاص بن وائل 
السهميء. والأسود بن المطلب». والأسود بن عبد يغوثء. والحارث بن 
حنظلة» فقتل الله كل رجل منهم بطريق آخرء كما قال: 9إِنَا كفتك 
0 0 ا 000 07 - أنهم 0 بك 00 آيات : 


0 0 


التفسير والبيان: 


إذا قرأ الرسول ذَكِِةِ على المشركين كتاب الله وحججه الواضحةء قالوا له: 
نت بِفْرءَانٍ عَبْرٍ هذا 4 أي رُدَّ هذا وجئنا بغيره من نمط آخرء ليس فيه ما 
يعيب اتنا ولا ما له نؤمن به من البعث والجزاء على الأعمال» أو بدّله إلى 
وضع آخرء بأن تجعل مكان آية الوعيد آية أخرى. 

لو 0 0 إذا 0 وا رد 0 

مح و بد 


والحساب ولا يرجون “الترات: 1 0 000 


فأمره الله أن يقول رداً عليهم : ماري ل ولتي و عاق انا اناك هذا 
القرآن من قبل نفسي» فإني ما أتبع فيه إلا ما يوحى إلي»ء وهو ما أبلّغكم بهء 
وما علي إلا البلاغ» فهو كلام الله تعالى» والمتبع لغيره في أمر ليس له التصرف 


قنه. 


- 


وإنما اكتفى بالجواب عن التبديل» لاستلزام امتناعه امتناع الإتيان بقرآن 


؛ أَتَيِمٌ إلا ما مرج إِلَتَ) تعليل لما يكون» ثم أكد ما سبق 
43 أي إني أخشى إن ارتكبت أي مخالفة أو عصيان لما أمر 


م )1١(‏ - بوضض : ٠١‏ /ه1-لا ش يفن 





وفيه إعاء بأنهم استوجبوا العذاب بهذا الاقتراح. 


ثم احتج لهم في مجال صحة ما جاءهم بهء وهو جواب عن طلبهم الأول 
تغيير القرآن. بقوله: قل لَوٌ سه أَنَّمْ4 أي قل لهم أيها الرسول: لو شاء الله 
ألا أتلو عليكم هذا القرآن ما تلوته عليكمء. فإنما أتلوه بأمرهء» وجتتكم به 
بإذنهء وأفعل ذلك بمشيئته وإرادته. ولو شاء الله ألا يُعلمكم به بإرسالي 
إليكم» لما أرسلني» وما أعلمكم الله به ولا أخبركم به» ولكنه شاء أن يرفدكم 
بهذا الكتاب المشتمل على الهدى والسعادة: «وَلَْقَدَ حِنَّكهُم يكلب صضَلْنَهُ عل 


-100- 


اي > سم اوه واي حجر 1 
عِلْوٍ هدّى وَيمَهُ لِقوْر يُؤْمِيُوكَ © 4 [الأعراف: 01/7] . 


والدليل على ما أقول أني لبثت فيكم مقدار عمر أربعين سنة من قبل نزول 
القرآن» لا أتلو شيئاً منه ولا أعلمه «أقَلا تَتْقِْوَْت» أي أفلا تستعملون ' 
عقولكم بالتدبر والتفكر في أن من عاش أمياً أربعين سنةء لم يقرأ كتاباًء ولا 
تعلم من أحدء ولا خظ بيمينه شيئاً من الكلام» لا يستطيع أن يأتي بمثل هذا 
القرآن المعجز لكم ولكل العلماء؛ فأنتم وغيركم من الإنس والجن لم تستطيعوا 
ما زفتة. 

وهذه إشارة إلى أن القرآن معجز خارق للعادة؛ لأنه كلام الله وليس كلام 
بشرء بدليل أنكم فرسان البلاغة والفصاحة وأساطين البيان» ولم تأتوا بسورة 
من مثله؛ لأن فصاحته بزّّت فصاحة كل منطيق» وعلا عن كل منثور 
ومنظومء واحتوى على قواعد الأصول والفروع» وأعرب عن قصص 
الأولين» وأخبر عن مغيبات المستقبل» وجاء مطابقا للعلوم الصحيحة 
والنظريات الغلمة الفابنة : فزكل إن احتمعت الاق والجن عل أن ياوا بعثل 


هلذًا لمان لا يأو يديه وَلَوَ كنت يحضم لَِعْضٍ ظهيرا )4 [الإسراء: /٠0‏ 
64ا . ٠‏ 


فلا أحد أظلم من رجلين: أحدهما - من افترى على الله الكذب بنسبة 


لين للد )1١(‏ - لرضون ٠١ ١‏ رمادلا 


الشريك أو الولد إليه» أو بتبديل كلامه على النحو الذي اقترحتموه» أو 
بالتقول على الله والزعم أن الله أرسله ولم يكن كذلك. والثاني - من كذّب 
بآيات الله البينة» فكفر بهاء ثم علل تعالى ذلك بقوله: ««(إِكَمٌ لا بَمْيِحخ» أي 
إنه لا يفوز «الْمَجرِمُونَ4. أي الكافرون في الآخرة» فالمقصود من قوله: 
(تْمَنَ أَطْلَدْ4 نفي الكذب عن نفسه. والمقصود بقوله: «أَوٌ كدت 
ايد إلحاق الوعيد الشديد بهم حيث كنبوا بآيات الله 


فقه الحياة أو الاحكام: 


يستنبط من الآيات ما يق 


- التسجيل الواضح الفاضح لكلام المشركين المطالبين إما الإتيان بغير 
القرآن وإما تبديله» والفرق بينهما أن الإتيان بغيره قد يجوز أن يكون معه 
ا وأما التبديل فلا يجوز أن يكون معه غيره. وسبب هذا الطلب إما 
السخرية والاستهزاءء وإما التجربة والامتحان. 

ومضمون الأمرين: إما إسقاط ما في القرآن من عيب التهم وتسفيه 
أحلامهم» وإما تحويل الوعد وعيداً» والوعيد وعداًء والحلال حراماً والحرام 
حلالاء وإما إسقاط ما فيه من ذكر البعث والنشور. ويصح إرادة كل هذه 
الأشياء. 1 


- رفض مطالب المشركين» وإعلان كون القرآن كلام الله وأن مهمة 
الرسول يَكْةِ مقصورة على تبليغ ما يوحى إليه» واتباع ما يتلوه عليهم من وعد 
'ووعيدء وتحريم وتحليل» وأمر ونبي. 


م - الموقف الثابت من عدم التبديل والتغيير لشريعة القرآن» والإصرار 
على العمل بالقرآن إنما هو بسبب التعرض لعذاب عظيم يوم القيامة. 


َّ - المقصود من إنزال القرآن تبليغه إلى جميع الناس» ولا سيما المشركون» 


ليه )1١(‏ - نو : ١8/٠١‏ لضل 


ولولا أن تكون مشيئة الله ذلك لما أنزله» ولا أمر بتلاوته عليهم» ولما أخيرهم 
بمضموته. 

هَ - القرآن كلام الله بدليل إعجازه من حيث النظم والأسلوب والبنى» 
ومن حيث المعاني التي اشتمل عليهاء وبدليل كون المبلّغْ له أمَياً لم يقرأ وم 
سورة من مثله. 
وبدّل كلامه وأضاف شيئاً إليه مما لم ينزله» وكذلك لا أحد أظلم منكم أبها 
المشركون والكفار إذا أنكرة #القرآن وافتريس عل اله الكذب» وقلتم: ليس 
هذا كلامه. ْ 

- لا فوز ولا فلاح للمجرمين الكافرين» والإجرام مصيره الخيبة حتماً. ‏ 


عبادة الأصنام وادعاء شفاعتها 


دمو ور م ا وروم رده جرورم 0 4 ل ودسر 

( دَسَبدُوت من دون أله ما لا يضرهم ولا يتفعهم وَيَفَولُونَ هلؤلاء 

2 0 وعع و وه َ 2 و - 5 7 200 ير 3 

سُفعكونا ع عند ألل قل أتييثوت ال يما لا يِمَلمُ في السَمَنواتِ في ١‏ ضٍ 
هه 


سبحم وتلل عمًا رت 29 
القراءات: 
وقرأ حمزة» والكسائي» وخلف (عما تشركون). 


الإعراب: 


«هؤلك 4 إشارة إلى وما في قوله تعالى : (( ونه عَبدُوت من دوت أ ما لا 


١/٠١ : نون‎ - )1١( للم‎ 0 


يَصُرُهْحَ 6 حملاً على معنى (مَا4 لأنها ههنا في معنى الجمع» وإن كان لفظها 
مفرداًء كما أن «[مِن» تقع على الجمع» وإن كان لفظها مفرداً. 


(في اَلسَّمْوتٍ ولا في الْأَرْضِ4 حال من العائد المحذوف في (يَحَلَمْ4 مؤكدة 
للنفى» منبهة على أن ما تعبدون من دون الله إما سماوي وإما أرضي .عم 
شروت 4 ما: موصولة أو مصدرية أي عن الشركاء أو عن إشراكهم. 


البلاغة: 
( أَتتثورت» استفهام تقريع وتبكم بهم. 
المفردات اللغوية: 


«إين دوت ألو أي غيره «إما لا يَضُرُّهْمْ4 إن لم يعبدوه «(ولا ِتَفَغْهُ 4 
إن عبدوه وهو الأصنام؛ لأنه جماد لا يقدر على نفع ولا ضرء والمعبود ينبغي 
أن يكون مثيباً ومعاقباً حتى تعود عبادته بجلب نفع أو دفع ضر (١‏ وَيَفُولُوَ4 
عنها «مؤّلآ» الأوثان « سْمََوَْا4 تشفع لنا فيما يهمنا من أمور الدنيا وفي 
الآخرة إن يكن بعث» وكأنهم كانوا شاكين فيه .«( أَتُييدُرت» أتخبرون «يما 
كا يَعَكَمْ4 وهو أن له شريكاًء إذ لو كان له شريك لعلمه» إذ لا يخفى عليه 
شيء «سْبَحَسَمْ4 تنزيباً له «إعمًا شرؤؤرت» عن إشراكهم. 


المناسية : 


بعد أن بيّن الله تعالى أن المشركين طلبوا من الرسول يك قرآنا غير هذا 
القرآن أو تبديله؛ لأن هذا القرآن مشتمل على شتم الأصنام التي اتخذوها آهة 
لأنفسهم. ندد بعبادتهم تلك الأصنام وجَعلها شفعاء» مع أغها حماد لا تضر 
ولا تنفع» ولا برهان لحم على ما يدّعون. فكيف يليق بالعقلاء عبادتها من 
دون الله؟! 


1١ 18/3٠١ : نوي‎ - )1١( لله‎ 





التفسير والبيان: 


ينكر الله تعالى على المشركين أمرين : عبادة الأصنام وجعلها شفعاء لهم عند 
اللهء ظانين أنها تنفعهم شفاعتها عند الله فأخبر تعالى أنها لا تضر ولا تنفع 
ولا للك شيا 

إن أكثر العرب كانوا يعترفون بالخالق: «ورَلِين سَأَلنهم من حَلَقَ أَلسَّموَتِ 
َالارَضَ لَفُولُنَ حَلَفَهُنَّ الْعَرِيِرٌ الْعَلِيمٌ 402 [الزخرف: *4/4] وينكرون 
البعث. ويعبدون الأصنام» وهي لا تنفع ولا تضر؛ لأنها حجارة أو أجسام 
مصنوعة» فهم يعبدون الله ويعبدون معه غيره» كما قال تعالى: «إوَمَا ومن 


2 ورور 


د به إل وهم و © [يَوسْقك: 6 |]. 


7 يزعمون وجود قدرة للأصنام على النفع والمرن» وأغبا وسطاء تملك 
الشفاعة لحم عند الله: «إمَا تَعَبَدَه هُمَّ إل لمعرَبوناً إِلَّ أله دُلح4 [الزمر: 89/م] 
فهذان هما السببان في عباد: بم لابه روي أن النضر بن الحارث قال: 
كان يوم القيامة شفعت لي اللات والعزى. 


ةمي زر «كلٌ أتيّثوت أله أي قل أيها الرسول لهم: لا 
دليل لكم على ما تدعون. بريه لا كور الال لقعا اسار 
الأرض» وما لا يعلمه من هؤلاء الشفعاء؟ نظيره قوله: 3 و2 يما ا 
عَم ف َلَْرْضٍ 4 [الرعد: 77/1] ونفي العلم دليل على عدم وجود تلك 
الشفعاء والشركاء لله. فلاشيء من الموجودات السماوية والأرضية إلا وهو 
حادث مقهور مثلهم» 6 لا وليق أن شرك نيهم ش 


ال ا 


ثم نر إلله تعالى نفسه الكرريعة عن شركهم وكفرهم فقال : «( سبحدتم وتعلل 
عَمَا يشْرورت4 أي تنزه الله وتعاظم وتعالى علواً كبيراً عما يشركون به من 
' الشفعاء والوسطاء.. فهو منزه عن إشراكهم وعن الشركاء الذين يشركونهم به 


قل لله )1١(‏ - وض : 2/٠١‏ 


صر 





فقه الحياة أو الأحكام: 
دلت الآية على ما يأتي: 


أ - عبد المشركون الأصنام مع اعترافهم بأن الرب الخالق هو الله تعالى 
قري اعتقادهم فيها القدرة على الضرر والنفع» وأنها تملك الشفاعة هم 
عند الله في أمور الدنيا والآخرة. وهذا غاية الجهالة منهم» حيث ينتظرون 
الشفاعة في المآل ممن لا يوجد منه نفع ولا ضر في الحال» وتركوا عبادة 

؟ - عبادة المشركين الأوثان واتخاذها شركاء لله افتراء على الله بوجودهاء 
فلا وجود أصلاً لتلك الشركاء في السماوات والأرض؛ لأن الله لا يعلم 
لنفسه شريكاً في السماوات ولا في الأرض؛ لأنه لا شريك لهء فلذلك لا 
يعلمه. قلى كان موجودا لكان مخلوما لله تعال : وحيث لم يكن معلوماً لله 
تعالى وجب ألا يكون موجوداً.. 

دول قوله: و حدم وملل ما قرؤت ت» على أنه أعظم من أن 
يكون له شريك. 

قال الزمحشري عن «عمَّا4 ما: موصولة أو مصدرية. أي عن الشركاء 
الذين يشركوهم بهء أو عن إشراكهم. 0 

- أثبتت الآية بطلان الشرك في الألوهية: وهو عبادة غير الله مطلقاًء 
وبطلان الشرك في الربوبية: بادعاء وساطة المعبود في الخلق. والتدبير» أو 
الشفاعة عند الله. 0 


١ ْ , ١59/3٠١ : وم‎ - )1١( للد‎ 





1 مسر 72 8 . 5 عر 5 
دروم 4 ساس إلا أَصََةَ ولحد كمأ تك د د 
3 م سم سرح 7 24 
تَيْلك لقضى يِنْتَهُمْ فِيمَا فيه يلدت 49 
المفردات اللغوية: 


رك وَنْحِدَة4 أي على دين واحد وهو دين الإسلام من لدن آدم إلى 
نوح» أو من عهذ إبراهيم إلى عمرو بن نَنَيَ الذي سنَّ للعرب عبادة الأصنام 
(كنصتكناً» بأد" ليت يفنو كثر افق ل رلوك حكَلسَةٌ سَبَقَتْ ين 
تَيلَك) بتأخير الحكم بينهم أو تأخير الجزاء والعذاب الفاصل إلى 00 
( لَقَضى ) شْهر 4 أي بين الناس عاجلاً في الدنيا (فِيمَا فيه طْتَلِفُوَ 
الدين ادك المبطلين وهم الكافرون» وإبقاء المحقين وهم 6 


بعد أن أقام الله تعالى الأدلة على بطلان عبادة الأصنام» بِيّن سبب حدوث 
هذا المذهب الفاسد؛ وأن هذا الشرك حادث في الناس بسبب الاختلاف أي 
اتباع ال هوى والباطل» بعد أن لم يكن» وأن الناس كلهم كانوا على دين واحد 
هو الدين الحق وهو دين الإسلام. 


قال ابن عباس : كان بين آدم ونوح عشرة قرون» كلهم عل الإسلام» ثم 
وقع الاختلاف بين الناس» وعُبدت الأصنام والأنداد والأوثان» فبعث الله 
الرسل بآياته وبيناته وحججه البالغة وبراهينه الدامغة ف[ لَْهَِكَ من هَلَك عن 


ل كي سح 2ه سل سر ام 


بِينةُ ويحئ من حو> عن ' 6 [الأنفال: 7/8:] . 
التفسير والبيان: 


ما كان الناس في كل زمن إلا أمة واحدة على الفطرة النقية المؤمنة بالله تعالى 


قل 200 لِيرءَ )1١(‏ - ضضم : ١9/1٠١‏ 





وحده لا شريك لهء أي فطرة الإسلام والتوحيد. ثم اختلفوا-بعدئذٍ في الأديان 
باتباع الأهواء والأباطيل» أو عند بعثة الرسل فتبعتهم طائفة وأصرّت أخرى 
عل الضلال. ونظير هذه الآية قله تغال : «(32 الاش مد وده فَعَك أله 
لمق مقر وَمَنْذْرِنَ 6 [البقرة: 11/7؟] ويؤيده قر ككةِ: «كل مولود 
يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانهء فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو 
ا اا 


فكل الناس كانوا جميعاً على الدين الحق وهو دين الإسلام» ثم اختلفوا 
فبعث الله الأنبياء والمرسلين لهدايتهم وإزالة الاختلاف بكتاب الله فمنهم من 
آمن واهتدى. ومنهم من ضل واعتدىء ثم اختلفوا في كتاب الله اتباعا 
لأهوائهم. 
0 «ولولا م كن ويلك 4 أَئْ ولولا ما تقدم من الله تعالى 
من كلمة حق في جعل الجزاء الفاصل بين الناس يوم القيامة؛ فإنه يوم الفصل 
والجزاءء لعجل لهم العذاب في الدنيا بإهلاك المبطلين» وتعذيب العصاة 
بسبب اختلافهم» ولقضي بينهم فيما اختلفوا فيه: «إِنَّ رَبك يَقْضى يَلنَُمْ بوم 


لْقيْمَةَ فيما كنأ فيه يحتَلِمُوتَ 6 [يونس: ]98/٠١‏ . 


١ 


'وفي هذا وعيد على الاختلاف في أصول الاعتقاد وفي الكتاب الذي أنزل 
لإعادة الناس إلى الوحدة الأولى وإزالة الشقاق بينهم. كما أن فيه تسلية للنبي 
يك في تأخير العذاب عمن كفر بهء وبياناً لطبع الإنسان. 


فقه الحياة أو الأحكام: 
تضمنت الآية أحكاماً ثلائة: 


)١(‏ رواه أبو يعلى والطبراني والبيهقي عن الأسود بن سريع» وهو حديث صحيح. 


١ ٠١/٠١ ١ وض‎ - )1١( للع‎ 





- الأصل في الإنسان كونه على دين الفطرة والتوحيد» وهذا دليل على 
عدل الخالق ورحمتهء فإنه تعالى خلق كل إنسان موحداء وحكم ببقائه على 
التوحيد إلى البلوغ» ثم تركه للعقل والتفكر في الوحي الإلمي. 

؟ - الاختلاف على الأنبياء والكتب الإلهية بسبب اتباع الحوى والباطل هو 
.سبب تفرق الناس وانقسامهم إلى مؤمنين وكفار. 

م - سبق القضاء والقدر وتم حكم الله بأنه لا يقضي بين العباد فيما 
اختلفوا فيه بالثواب والعقاب قبل يوم القيامة» ولولا ذلك الحكم السابق 
والتأجيل المتقدمء لقضى الله بين الناس في الدنياء فأدخل المؤمنين الجنة» 
والكافرين النار بكفرهم» وهو موعدهم يوم القيامة الذي جعله الله لحكمة 
بالغة هي إعطاء الفرصة الكافية للإنسان في تصحيح عقيدته» وتعديل وضعهء 
والتوبة من عصيانه وكفره وضلاله» حتى لا يؤخذ على حين غرة. 


طلب المشركين إنزال آية كونية 


محل سالحرس رس م 
7 
53 
مو 


رسع ور دي ة درم ل سر ىا سعط م عمو ل سك ست ) وسم 
«(ومُولوس كَوْلَا أنزل عَكهِ ءايه مّن ريه فقل إِنَا الْعَيْبُ يله فَأنتظِرواً 


المفردات اللغوية: 

فوت » أي أهل مكة «لوَل» هلا (أِلَ َك على عمد له 
(ءَاية ين ريه أي آية حسية كونية مادية من الآيات الي اقترحوهاء كما 
كان اللانياء تمن اق عاط :و النضًا واليد “ارمق و وامائنة الى عليه 
السلام لمَقَلٌ إِنَمَا آلْمَيْبُ ينو فقل لهم : إنما الغيب (وهو ما غاب عن العباد) 
لأمر اللهء فهو الختص بعلمه» ولا يأتي بها إلا هوء وإنما علي التبليغ» ولعله لا 
ينزلحاء لعدم الفاتدة في إنزالهاء فقد نزلت آيات كثيرة ولم يؤمن بها المعاندون 


لد 00 لْليْءَ )1١(‏ - نوو : ٠١/٠١‏ 


الجاحدونء والمانع من إنزالها أمر مغيب لا يعلمه إلا هو « فَأنْتَظِرْهَا4 نزول 
ما اقترحتموهء أو العذاب إن لم تؤمنوا «إِقِْ مَمَكُم ين الْمسَتَظريتَ4 لا 
يفعل الله بكم بجحودكم ما نزل عليه من الآيات العظام واقتراحكم غيره. 


المفاسية : 


بعد أن ذكر الله تعالى ثلاث شبهات للمشركين للطعن في نبوة محمد يَلِلِ 
(وهي عجبهم من نزول الوحي على محمدء وتعجلهم العذاب إن كان صادقاً» 
وتشككهم في القرآن) ذكر هنا شبهة رابعة لإنكار نبوته» وهي أن الكتاب لا 
يكون معجزاًء بدليل أن كتاب مومى وعيسى ماكان معجزة لحماء بل كان لهما 
معجزات أخرى دلت على نبوتهماء وكان في مشركي العرب من يدعي إمكان 
تعارهة القرآن ‏ لقوله تعاكق 218 كنا لقنا مل هنذا 4 [الأنفال: 1/8"] 
وإنما لابد لإثبات نبوته من نزول آية كونية حسية مادية غير هذا القرآن» ليكون 
معجزة له. 


هذا مع العلم بأن القرآن الكريم اشتمل على آيات علمية وعقلية دالة على 
الفوة والرشالة: 


التفسير والبيان: 


ويقول هؤلاء الكفرة المكذبون المعاندون قولاً متكرراً : هلا أنزل على محمد 
كِهُ آية كونية حسية مشاهدة كالتي نزلت على نوح وشعيب وهود وصالح 
وموسى وعيسى., أو أن يحول الصفا لهم ذهباًء أو يزيح عنهم جبال مكةء 
ويجعل مكانها بساتين وأنهاراًء أو نحو ذلك مما الله عليه قادر. 


وقد حكى القرآن عنهم في مواضع كثيرة هذا الطلب بإنزال معجزات 
مادية» وأجاب عنه إما مجملاً كما هناء وإما مفصلاً. كما في سورة الفرقان: 
ررمر م مس 


سياه صن سرس ممعم ع 2 ممه ل ال ال ا 
«روقالوا مال هنذا الرسول يأكل الطعام وَيَمْثِى في الانواقٍ لولا أنزل إِلَِهِ 


١ / ٠١/1٠١ : لوم‎ - )1١( ليه‎ 





ملك يكزرت َه كيرا © أ بلق إل كاد أو عكر لم جَنةُ 
1 ينها » [الفرقان: 6؟/ ٠‏ -6] ثم في آيات بعدها : 9إتبا 
1 اك 2 تن تن جك فويض حرا النهاز وضمل 11 فصوا 402 
[الفرقان: 6؟/ ]١٠١‏ . 

وفي سورة الإسراء طالبوا بواحدة من بضع آيات : : (عالوا أن ثؤيت لَك 
َف مجر ا ين لاس يِنْوءَا (© أو تَكْْنَ لك جَنّدُ ين يْيلٍ وَعِنَيِ 
شي الانمتر هلله كي 13 تفل الشنق كا رعق عكنا سنا 


أز تق ينه وَلْملَبِكَةِ مِنِيلًا () أو يَوْنَ لك كَ يِنْث مَن يُخْرْنٍ أو ترق فى ألسَمَاء 
و ل 2ق ب لو ول زارب ثرا اشظ 0 
ولن ند فب ارفك حك ترِل ينا كنبا فوم فل مجان نكل كلا 


3206 177 


دشرا رسوا د 49 ؟ [الإسراء: /117/ 8-90ة] . 


111 


وان ادحام رامل لق 000 كانت اقول تقال :مانن أ 
رْسِلَ بِآلآتِ إِلّآ أن كَدَّبَ يبا الأولون» [الإسراء: 104/107 أي كذب بها قوم 
عاد وثمود وغيرهم. وقضينا ألا نعاملهم بمثل معاملة الأقوام الغابرة» 
فنستأصلهم ؛ لأن محمداً خاتم النبيين» ورحمة عامة شاملة للعالمين» وقد يلد 
منهم من يؤمن ويوحد الله تعالى. 


ومع كل هذا آن الله نبيه آيات علمية وكونية» ولكنه لم يجعلها حجة على 
رسالته» ولا طالبهم بالإمان بموجبهاء » بل كانت لضرورة كاستجابة بعض 
أدعيته كَل كشفاء المرضى» وإشباع العدد الكثير في غزوتي بدر وتبوك من 
الطعام القليل» وانشقاق القمر نصفين» وحنين الجذع» وتكليم الضب» ونحو 
ذلك مما هو معروف مستقصى في كتب السنة والسيرة مثل أعلام النبوة 
للماوردي. 


وبالرغم من تلك الآيات» ظل القرآن الكريم هو معجزة النبي كَل الخالدة» 
ولعل عصرنا بما اكتشف فيه من اختراعات عجيبة» وظهرت فيه نظريات 


٠١/٠١ : وض‎ - )١١( لل‎ ١14 





كونية وعلمية تتفق مع الأخبار الواردة في القرآن» يؤيد الاكتفاء بهذه المعجزة. 
روى الشيخان والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : «مامن نى إلا 
وقد أعطي من الآيات مامدْلُه آمن عليه البشرء وإغا كان الذي أوتيته. وسياً 
أوحاه الله إلي» فأرجو أن أكون أكثرهم ايع يوم القيامة». 


وس صرت 2 


وكان الجواب الإجمالي في هذه الآية: «فَقَلٌ إِنَنَا أَلْمَيْبُ. يلو أي إن تلبية 
مقترحاتكم ونزول الآية من الأمور الغيبية» والله وحده هو الختتص بعلم 
الغيب» فلا يعلم به إلا هوء والأمر كله لله» وهو يعلم عواقب الأمورء 
وليس لي ولا لأحد علم بالغيب المستأثر به سبحانه وتعالى» فإن قدَّر إنزال آية 
علي؛ فهو يعلم وقتها. 

( َانْتَظِروا إِنْ معكم يرت الكل »ان ارفامع لوده وج 
تشاهدوا ما سألتم من نزول الآيات المقترحة» فانتظروا حكم الله في وفيكم» 
وهو ما سيحل بكم من العذاب حادم وجحودكم بالآيات. 


وقد فشر الله تعالى ما يحظر في القنيم الأخيز من هله السورة: 0 


ننظرون سكل اسان حَلوا من مَيلِهِمَ هل كَنسَطِرا إن قرت 
ألْستطرن )4 .]1١71‏ 


فقه الحياة أو الأحكام: 
تضمنت الآية أ مرين : 
أ - علم الغيب ومنه الوحي وإنزال المعجزات والآيات الكونية مختص 
بالله تعالى» وما النبي إلا رسول موحى إليهء يبلّغ ما أنزل إليه من ربه. 


؟ - تبديد كفار مكة وأمثالهم بحلول العذاب إن لم يؤمنوا برسالة النبي 
ككوء وإنذارهم بفصل القضاء بينه وبينهم بنصره عليهم» وإظهار الحق على 
المبطل. 


للد )1١(‏ - لوي ١‏ ١٠١1م‏ ل 





عادة الكفار الملكر واللجاج والعناد وعدم الإنصاف 


يسح م م ع عرب م يه دور 1 # رس 5 عن نر عب ع 7 
0 ادها النامسن جه كن يك د صَراء 00 إِذَا ا مَكْرٌ ف دَايَائِنَا قَلٍ اللَّهُ 
رس ً 9 له 2 يًّ 3 رصظ 0 معرس رمد ر خط 
1 إِنَّ رسلنا يحون هو أَلَزِى سا في البرٍ والبحر 

آ اه لور ُ عد 


000 0 
ع إذا سرون لتك تتا وم بيع 2 فرحو 6 2 


2 011 ؛ لس لوسر 24 10 رموه ماي اكه 2 وس اس 
وَجَاءَهُمْ الموج من 31 مَكَانِ وَطَنوا َعم ع بهم 7 لله ميلصين الذين 
بن ْنَا من هَلذِو ترك ين القن م نجهم إِذَا هُمْ يبَعُونَ في 


رض بعر لحن 52 احا ِنَّمَا ع 0 َك مَتَلم الحدزة لديا 0 


قن تست تيم ينا كلذ تنزت ©©)» 
القراءات: 
(مل) : 
وقرأ أبو عمرو (رُسّلنا).. 
( م3 ) : 
وقرأ ابن عامر (يَنْشْرَكم) - من النشر - 
(متع) : قرئ: 
-١‏ (متاع) وهي قراءة حفص. 
-١‏ (متاغ) وهي قراءة الباقين. 
الإعراب: 


(إثنا بنك ع شك » «بَنيك : مبتدأء و«عك أَشيكم » : خبره. 


1/٠١ : لوو‎ - )1١( للد‎ 1 6٠ 


«مََعَ الْحَيزةَ» منصوب إما بفعل مقدرء تقديره: تبتغون متاع الحياة 
الدنياء» أو على المصدر المؤكد بفعل مقدر تقديره: تمتعوا متاع الحياة الدنيا. 
ويقرأ بالرفع خبراً بعد خير لبغيكم» أو خبر مبتدأً محذوف تقديره: ع0 
الحياة الدنيا. ويقرأ بالجر على غير المشهور على البدل من الكاف والميم في 
(أشيم» وتقديره: إنما بغيكم على متاع اليا الندنا؛ 


(ج1ئا) جواب 2إ3). 
(دَعَوأ ألَّه4 بدل من: «إوَطنَُا4 بدل اشتمال؛ لأن دعاءهم من لوازم 

ظنهم. 5 

لين اك على إرادة القول» أو مفعول : دعوا؛ لآنه من حملة القول. 
ولام (لَيِنَ»: لام القسم. 
البلاغة: 

سرع ع مك4 المكر: إخفاء الكيد» وهو من الله تعالى إما الاستدراج أو 
الجزاء على المكرء وتسمية عقوبة الله مكراً من باب «المشاكلة». 

(يَجَريَنَ م4 فيه التفات عن الخطاب إلى الغيبة» لزيادة التقبيح والتشنيع 
على الكفار» لعدم شكرهم النعمة» وللتعجب من حاهم والإنكار عليهم. 
المفردات اللغوية: 


«آدَقا8 أصل الذوق: إدراك الطعم بالفم» ويستعمل مجازاً في إدراك 
غيره من الأشياء المعنوية كال رحمة والنعمة» والعذاب والنقمة (٠‏ ألنّاسَ» أي 
كفار مكة «ِإرَمَهٌ4 مطراً وخصباً وصحة وسعة «إيْنْ بَكَدِ صَرَه4 بؤس» 
وجدب أو قحطء ومرض («اتَكُرٌ في اننا 4 بالطعن فيها والاحتيال في 
دفعها بالاستهزاء والتكذيب «كُلٍ) لهم «أنَهُ سْرَحْ مك4 ا 


لله )1١(‏ - زوون : ١٠١1م‏ 6 


التق الذي يفف بالغين إلى مالا يتوقعة:: والمزاد هنا مازاة أو.جزاء عل 
المكرء أو المراد الاستدراج (إِنَّ سنا الحفظة الكرام الكاتبين من الملائكة. 


»2 يسخْر لكمء أو يعطيكم أداة السير من سفينة أو دابة أو سيارة 
أو طائرة ونحوهاء أو يحملكم على السير وبمكنكم منه» والتسيير بإيجاز: 
التمكين من الانتقال بالنفس أو بالواسطة © الْفْرْنِ4 السفن أو السفينة» جمعا 
أو #واحدا «بريج طيَبَةِ لينة» والطيب من كل شيء: ما يوافق الغرض 
والمنفعة» يقال: رزق طيب» ونفس طيبة» وشجرة طيبة (جَآءَتهَا الضمير 
للفلك أو الريح الطيبة أي تلقتها «إرِيحٌ عَاصِتٌ 4 شديدة الهبوب» تكسر كل 
شيء» وذات عصف «أحبط يهِم) أي أهلكوا («مُلِصِينَ لَه أَلدِنَ الدعاء 
«مِنّ هذ 4 الأهوال « الشَّكِنَ» الموحدين. 


70 رع عر و عر ضح سل بن 


م1 نجهم 4 إجابة لدعائهم (إدا هُمْ يبَْْنَ في الْأْشٍِ بمَيْر ألْحَقْ) أي 
فاجؤوا الفساد فيها وسارعوا إلى ما كانوا عليه» والبغي: الزيادة على القصد 
والاعتدال حتى الوقوع في الفساد والظلم» كالشرك» وبغير الحق أي مبطلين 
فيه. وأما الفساد بحق كتخريب الديار وإحراق الزروع وقطع الأشجار في حالة 
الحرب فهو إفساد بحق (إِنَمَا بَمْيَحْمَ عل أنَفْسِكُم 4 أي ظلمكم أي وباله وإمه 
عليكم نَم الْكبّزة الدُئيا 6 تمتعون فيها قليلاً (مَرْحِفَْ) أي بعد الموت 
نيدم يما مر موت فنجازيكم. ١‏ 


بعد أن رد الله تعالى على المشركين الطالبين إنزال آية كونية غير القرآن» بأن 
هذا من الغيب المستأثر به الله تعالى» ذكر جواباً آخر» وهو أن أولئك المشركين 
.لا يقنعون بالآيات إذا رأوها بأعينهم؛ لأن عادتهم المكر والجحود والعناد 
وعدم الإنصاف, فكثيراً ما رأوا الآيات الدالة على وحدانية الله ثم يمكرون 
فيهاء فهم إن أصابتهم الشدة تضرعواء وإن جاءتهم الرحمة بطروا وكفروا. 


"1١/٠١ : وض‎ - )0١( للد‎ ١6 
التفسير والبيان:‎ 


موضوع هذه الآيات الرد على الكفار الذين يطلبون الآيات الكونية» فإذا 
تحققت لم يعتبروا ولم يتعظواء مما يدل على سوء طبع الإنسان وتأصل خلق 
السوء فيه وتنكره للأدلة العقلية والحسية» والقواعد الخلقية أيضأ التي تقنضي 
الوفاء بالمعروف وشكر النعمة الإلحية. وهذا المذكور في الآيات مثال وه 
الطبع والانقلاب على الفطرة. 


إذا أذاق الله الناس رحمة» ورزقهم فضلاًء من بعد ضرّاء مستهم'"', 
كالرخاء بعد الشدة» والخصب بعد الجدب» والمطر بعد القحط ونحو ذلك» 
إذا هم يسرعون بالمفاجأة الغريبة وهي المكر في مقام الحمد والشكرء والمراد 
بالمكر: الاستهزاء والتكذيب لحاء أو الطعن فيها والاحتيال في دفعهاء 
والتنكر لا. 


وهكذا إذا رزق الله المطرء قال الإنسان: مطرنا لأنا في فصل الأمطارء أو 
لأن الكوكب الفلاني طلع» وإذا نجا من مكروه أو شدة» قال: نجوت صدفة» 
وإذا نجح في مشروع ماء نسب النجاح إلى تفوقه ومهارته وذكائه» ولم يذكر 
توفيق الله له» كما قال قارون: إنما أوتيته أي المال على علم عندي» وإذا رفع 
الكرب بدعاء نبي» لم يقروا له بالفضل» كما حدث لمشركي مكة» روي أن الله 
تعالى سلط القحط على أهل مكة سبع سنين ثم رحمهم» وأنزل الأمطار النافعة 
على أراضيهمء ثم نسبوا تلك المنافع الجليلة إلى الأصنام وإلى الأنواء” "© وكل 
ذلك لمقابلة النعمة بالكفران. 


)١(‏ ذكر هذا القيد لأن الشعور بالنعمة بعد زوال البؤس والشدة أكمل وأتم وأفرح. 

(5) النوء: سقوط نجهم من المنازل في المغرب مع الفجرء وطلوع رقيبه من المشرق يقابله من ساعته 
في كل ثلاثة عشر يوماًء ما خلا الجبّهة فإن لما أربعة عشر يوماً. وكانت العرب تُضيف 
الأمطار والرياح والحر والبرد إلى الساقط منهاء وقيل: إلى الطالع منها؛ لأنه في سلطانه» 
والجمع أنواء. 


لم )1١(‏ - بوصنم : ١٠71م"‏ ذل 





والقصة.هي كما روىق البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله 


عنه : 


. «أن قريشاً لما استعصًوًا على رسول الله يك دعا عليهم بسنين كيني شيدنا 
يوسفء فأصابهم قحط وجَهْدء حت أكلوا العظام والميتة من الجهدء وحق 
جعل أحدهم يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع, فأنزل الله 
تعالى : « دريب يوم كأق الكناك يذقاو بين 59 تعقن التاس بها عدا 
2 29 [الدخان: ]١1-٠١/45‏ فجاء أبو سفيان إلى رسول الله كله فقال: 
يا محمدء إنك جئت تأمرنا بصلة الرحمء وإن قوماً ربما هلكواء فادع الله 
لهمء فدعا لهمء فكشف الله عنهم العذابء ومُطرواء فعادوا إلى حالهم 
ومكرهم الأول يطعنون في آيات الله» ويعادون رسوله كَل ويكذبونه». 


فرد الله عليهم بقوله: 9ثْلٍ أَمَهُ أسرَعٌ مَكرَ4 أي قل لهم يا محمد: إن الله 
أسرع جزاءً لكم على أفعالكم قبل أن تدبروا مكائدكم لإطفاء نور الإسلام» 
أو أشد استدراجاً وإمهالاً حتى يظن الظان من امجرمين أنه ليس بمعذب» 
وإنما هو في مهلة. ثم يؤخذ على غرة منه. 

«إنَّ رسلا يَكُْبُونَ مَا تَمَكْرُوتَ4 أي إن الحفظة أو الكتبة من الملائكة الكرام 
يكتبون جميع ما تفعلونه وتدبرونه أو خططلزة 40 وخصونه عليكم» ثم 
يعرضونه على الله عالم الغيب والشهادة» فيجازي كلاً منكم على الجليل 
والحقير. وفي هذا دلالة على تمام الحفظ والعناية وعدم خفاء تدبيرهم على الله 
تعالى» وعلى أن عقابه واقع بهم لا محالة. 

ثم ضرب الله مثلاً للمشركين المعاندين على مقابلتهم النعمة بالجحودء 
فقال: «إهْرٌ الى ميك أي إن الله تعالى هو الذي يمكنكم من السير 
والانتقال بالنفس أو بالوسائط المعروفة في البر بالدواب والسيارات 
والقطارات وفي البحر بالسفن والمراكب» وفي الجو فوق البر والبحر 
بالطائرات فوق اطواء. ظ 


””-751١/١ : لوو‎ - )1١( ليه‎ 16 


حتى إذا كنتم راكبين في الفلك (السفينة أو السفن) وجرت بكم في البحر 
بسبب ريح طيبة مواتية للاتجاه في جهة السير» وفرحتم بما تحقق لكم من راحة 
وقطع مسافة» ثم جاءت تلك السفن ريح عاصفة شديدة قوية» فاضطرب 
البحرء وتلاطمت بالأمواج العالية من مختلف الجهات» وظننتم أي اعتقدتم 
أنكم هالكون لا محالة بسبب إحاطة الموج» فلم تجدوا ملجأ إلا الله» فدعوتموه 
مخلصين له الدعاء والعبادة والتضرعء, ولم تتجهوا إلى لمتكم من الأوئان» 
وقلتم: لئن أنجانا الله من هذه المخاطر الجسيمة» لنكونن من جماعة الشاكرين 
النعمة. الموحدين ٍ الله» ثم بعد النجاة عدتم إلى الكفرء كما قال تعالى في الاية 
السابقة: 9وَإِدَا صن الْإنسن الصِّيٌّ دعانَا لِجَلَيوٍء أو قَاعِدَا أ كَيِمَا كنا كُمْفْنَا 
عم كان 1 إَِ صْرٍِ 1 قة 6 اولي اا 

وقال هنا: «مَلَمَآ أيحَدهُمْ 4 أي فلما نجاهم من تلك الورطة» عادوا فجأة 
إلى سيرتهم الأولى من البغي وإلحاق الطلم بالنفس وبال خرين» اوكأن شيئا م 
يكن كقوله تعاق: «إوإدًا: منك الع فى الت صل من ادغون إلذ رياد كنا 
يدك إل لبر عض كان لاسن كَفْورَا 469 [الإسراء: 10/307ح] . 


ثم خاطب الله الناس البغاة الذين لم يعتبروا وتكثوا العهد مع الله: « ياي 
الاش ما كك 16 6 أي إنما وبال هذا البغي وجزاؤه وإثّه على 
33 في الدنيا والآخرة ولا تضرون به أحداً غيركم» أما في الدنيا فأنتم 
تتمتعون به متاعاً زاتلآً لا قرار لهء وأقله توبيخ الضمير والوجدان». أو 
المعاملة بالمثل» كما جاء في الحديث الذي رواه أحمد والبخاري: «ما من ذنب 
أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنياء مع ما يُذّخر له في الآخرة» من 
البغي وقطيعة الرحم» وفي حديث آخر رواه الترمذي عن عائشة: «أسرع الخير 
. ثواباً البر وصلة الرحم» وأسرع الشر عقابا البغي وقطيعة الرحم» «ثنتان 
يعجلهما الله في الدنيا: البغي وعقوق الوالدين». 


لله )1١(‏ - بوهم : 7-11٠١‏ ش ه6١‏ 


وأما في الآخرة فالجزاء المحقق على البغي في النارء وهذا ما أفاده قوله 
تعالى: «ثُمَّ إَِّنَنَا مرَحِفكْ 4 أي إن مصيركم ومآلكم إلينا يوم القيامة» يوم 
الفصل والجزاء. فنخبركم بجميع أعمالكم» ونوفيكم إياهاء ونجازيكم عليها 
الجزاء الأوفى المناسب» بسبب ما كنتم تعملون» فمن وجد خيراً فليحمد الله 
ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه. وفي هذا تبديد كاف ووعيد شافي. 
فقه الحياة أو الأحكام: 

أرشدت الآيات إلى ما يلى: 

- إن مقابلة النعمة الإلحية بالجحود والإنكار» والتكذيب بآيات الله 
فرضؤة هيدا تاماً عند الله والملائكة الحفظة تدون كل شيء» 0 
تعالى كل إنسان على ما قدم وأخر. 

- إن الفضل في إنقاذ الإنسان ونجاته من ألوان المخاطر والشدائد 
والأهوال هو لله تعالى وحله. 

م - دلت هذه الآية على ركوب البحر مطلقاً؛ وأكدت السنة ذلك» مثل 
حديث أنس في قصة أم جرامء الذي يدل على جواز ركوبه في الجهاد. ودلت 
هذه الآية أيضاً على أن سير العباد في البحر من الله تعالى وتوفيقه. 

ة - الكفار شأنهم نكث العهد وعدم الوفاء بالوعد» فبالرغم مما قد 
يتعرضون له من مخاطر الغرق» تراهم ينسون ذلك» ويعودون إلى الفساد في 
الأرض بالمعاصي» والبغي: الفساد والشركء وهو أشنع أنواع الظلم. 

هَ - البغي من منكرات المعاصي» قال ابن عباس : لو بغى جبل على جبل » 
لاندك الباغي. والبغي يغلب استعماله في غير الحق» ولأبكون مق غالباء 
ولكن قد يكون بحق كحال تنفيذ القصاصء» وحالة الضرورات الخربية وما 
يتطلبه الجهاد لتحقيق الغلبة والنصر. 


اليل لله )1١(‏ - رضن : ١4/13؟‏ 


5 - عاقبة البغي يتحمل وزرها الباغى نفسه» سواء في الدنيا بالعقاب 
العاجل أو الآجلء أو في الآخرة. 


مثل الحياة الدنيا في سرعة زوالها وفنائها 


5 


لها 


© إِنّمَا مَكَر كل ايوق لديا كل أنرلئة مِنّ السَّملِ ملختلط بو بات لاض ما 
رعرقى مي 2 ل ا م لم روم 
يأكل الناس وَالْأَعَرٌ حَيَد إِدآ عدف القيل بُزنيها رَايَيَنتْ وكرى أذذه اعم 
ووه 


د ذاا060ا0 0 امات 
الإعراب: 


رينت فعل ماض» أصله : تزينت» فأدغمت التاء في الزاي بعد قلبها 
ذاياء وقليت التاء 8 ولم تقلب الزاي تاء ؟ لأن فيها زيادة صوت وهي من 
حزوف الصفير ٠‏ فَجَعَلْنهَا حَصِيدًَا 4 مفعول به أول وتان. 


ك4 مخففة من الثقيلة» أي كأنها. 
الجلاغة: 
«أعدذي: الأ يرك 4" اشعارة» هيه الآزضن هما رين الماك 
والأعشاب والأزهار, بالعروس المزينة بالحجل والثياب» ثم حذف المشيه به 
وأشير إلى شيء من لوازمه وهو الزخرف على سبيل الاستعارة المكنية. 
(أتنها أَمرْنا4 كناية عن العذاب والدمار. 
المفردات اللغوية: 
«( مَل صفة عجيبة تشبه المثل في الغرابة» ورم مكل الحزة لديا ) : أي 


لد )1١(‏ - نوضن : ٠١‏ /4” ش : /اه ١‏ 


حالها العجيبة في سرعة انقضائها وذهاب نعيمهاء بعد إقبالحا واغترار الناس ٠‏ 
بها « كلو مطر «تأختلط يد أي فاشتبك بسببه حق خالط بعضه بعضاً 


رين 0 لاس )4 من الزروع والبقول وغيرها (والتسر)» من الحشيش 
« يُعرَقَهَا4 ببجتها من النبات» والزخرف: : كمال حسن الثيء (وَارَيَتْ 4 
بالزهر وغيره من النباتات» أي صارت ذات زينة مم مروت علب1 4 
متمكنون من حصدها وتحصيل ثمارها وجني غلتها 9 أَتَْهَآ أَمْ قضاؤنا أو 
عذابناء فاجتاح زرعها ( مَجَعَلْتَهَا4 جعلنا زرعها «حَصِيدًا4 كا مخصود أو 
المقطوع بالمناجل لاشيء فيها ( كن ل هر 6 أي كأن لم يغن زرعهاء أي م : 
يلبث فلم تكن عامرة» يقال: غي بالمكان: أقام به وعَمّره «٠‏ الاتين» 58 
قبله» وهو مثل في الوقت القريب» والمراد هنا زوال خضرة النبات' فجأة 


وذهابه حطاماً بعدما كان غضاً «لِمَوْوٍ يفَكَروتَ)» فا: نم المنتفعون با 7 


المناسبة : 


ذكر الله تعالمى في الآية السابقة: (إِنَمَا كنا ينيك عل فيكم 4 ولا كان سبب 
بغي الناس هو حرصهم على الدنيا 97 في التمتع بنعيمهاء أتبعه بهذا 
المثل العجيب لمن يبغي في الأرض ويغتر بالدنياء ويعرض عن الآخرة» فكأن 


الدنيا أرض سقيت ماء» فأنبتت ت وأزهرت وأثمُرت» وحان وقت الحصادء ثم 
لم تلبث أن أصابتها فجأة جائحة» فاستأصلتها. 


ات 


وقد تكرر هذا التشبيه واككل في القرآن ا كقوله تعالى : (انكثرا ا أنما 

لير الذنا يت لكر وريكة و72 يسك وكا وَتَكَامْ” فى الول وَالودر صَثَلٍ 

دار صء سلس عار 208 0# مس و وم دك تور م لصم م 

عن أَعَبَ كار د حظلما وف الألخرة 

100 5 00 ه ورضوان وما لَلْبَزة لديا إلا مت مع لشرور 2 
[الحديد: /اه/ .]٠١‏ 


التفسير والبيان: 
هذا مثل ضربه الله تعالى للحياة الدنيا في سرعة انقضائها وزوال مبجتها 


"4/1٠١ : لض‎ - 0١ ليه‎ 16 


رفوا توس انا سيق نك لذن المكعية كالفاف الذي" اريف اناهن 
الأرض بماء المطر المنزل من السماءء فإذا هطل على الأرض أنبت نباتات 
شق تشابكت واختلط بعضها ببعض»ء منها ما يأكله الناس من زروع وحبوب 
وثمارء على اختلاف أنواعها وأصنافهاء ومنها ما تأكله الأنعام من أقوات 
ومراع وغير ذلك. وقوله: «(تأختاط بو بات لْدْيْضٍِ 4 أي اختلط بالماء نيات 
2 الأرض. 


عع 20 


حق إذا اكتمل عو النيات اوالادهر» وطأَحَدتِ الْأيْضُ يُحرفَهَاة أي حسنها 
وزينتها الفانية» «وَأَرَيِّنَتْ)4 يأ يأمبى أنواع الزينة» أي تزينت وحسنت بما خرج' 
في رباها ووهادها من زهور نضرة مختلفة الأشكال والألوان وحبوب وثمارء 
«( وظرك4 أي أيقن أهلها الذين زرعوها وغرسوهاء أنهم متمكنون قادرون 
من جذاذها وحصادها والانتفاع بهاء فبينما هم كذلك إذ جاءتها صاعقة أو 
ريح شديدة باردة» فأييست أوراقها وأتلفت ثكمارها. ويلاحظ. أنه أخير عن 
الأرض وأراد النبات إذ كان مفهوماء وهو منها. 


سم 5 كَ 


وهو معنى قوله: (أتنها أ نلا أو ارا أي نزل مها قضافنا المقدر 
لحلاكها ليلاً أو نماراًء فجعلناها ا لطيو 4و باو وين الاعترة 
والنضارة» كأن لم تنبت» وكأنما ما كانت حيئاً قبل ذلك» وهكذا الأمور بعد 
زوالها كأنها لم تكن. ٠»‏ كما قال تعالي: : «أفأينَ ه أل الشركة أن َم 3 
وَهُمّ يمون (69 © أو أَمنَ أهْلْ الي ان كم ا َف كرد 
© [الأعراف: 14-4790 وقال تعالى إخباراً عن المهلكين: 9 فَأصبَحوا في 
ديرهِم جَلِِيتَ » كن دو 72 [هود: ]58-77/1١١‏ وجاء في الحديث 
الذى اكريت عبد رفس والشان بواين ن ماجه عن أنس : "يؤق بأنّْمَم أهل 
الدنياء فَيُعْمِسٌ في النار عَمْسةء فيقال له: هل رأيت خيراً قط؟ هل مرّ بك 
نعيم قط؟ فيقول: لاء.ويؤق بأشذا الاين عذاباً في الدنياء طن 
عْمْسة؛ ثم يقال له: هل رأيت بؤساً قط؟ فيقول: لا». 


ليع ١١‏ - يقن 1/٠١ ١‏ 02 ْ ليل 


ثم قال تعالى: ( كَدَلِكَ نَفَصِلُ الْآيَتِ) أي كهذا المثل المبين الذي يوضح' 
حال الدنيا وسرعة زوالحاء نبين الحجج والأدلة الدالة على إثبات التوحيد 
والجزاء وكل مافيه صلاح الناس في معاشهم ومعادهمء لقوم يتفكرون في 
آيات الله أي يستعملون تفكيرهم وعقولهم في الاتعاظ والاعتبار بهذا المثل في 
زوال الدنيا عن أهلها زوالاً سريعاًء مع اغترارهم بهاء وتمكنهم من خيراتهاء 

فإن من طبعها ال هرب ممن طلبهاء والطلب لمن هرب منها 


الحديدء ومثل آية الكهف: «إوَآضْرِبَ هم مُثَلَ 
العم لكلل بوو وادتك لض 000 ا كان أنه عا ا 
مكنا 29 [45] وآية الزمر: م نَ أله أَنرْلَ من ١‏ : 

ميم في الأ شد يم بد 5ن + َيِه لونم م يع كَرَيَة فصر ثم 


َعَم خططا د ى كلك رمي لأزلى آلأبتب 9 .]١1١1‏ 
فقه الحياة أو الأحكام: 


أفادت الآية أن الحياة الدنيا سريعة الزوال والانقضاءء وأن معيشة الناس 
والأنعام تعتمد على خيرات الأرضء» وأن الإنسان عاجز ضعيف أمام قدرة 
الله وسلطانهء وأن مراد الله وأمره بشىء كالعذاب والحلاك هو النافذء وأنه 
تعالى يبين الآيات والأمثال لمن 5-8 تفكيره وعقله فيهاء فإن عاقبة هذه 
الحياة الدنيا كعاقبة هذا النبات الذي تعلقت الآمال 0 به» فحين عظم 
الجا بالمتفعة وقع اليأس منها. 


والمقصود من الآية ألا يعتمد المرء ء على نعيم الدنيا بنحو داتئم» وأا يغتر 
بإخارهها "ريق ماعب عليه عو الأعره فيكون عن الخامر حسارة كرئ 
لا تعوض» إذ إنه يكون من الذين خسوا الدنيا والآخرة» وو ميق قوله 
تعالى : ادا هم مُبَلسُونَ4 [الأنعام: 45/5] . 


جل للد )1١(‏ - نو : ٠١‏ /ه-/” 


الترغيب في الجنة 
ووصف حال المحسنين والمسيئين في الآخرة 


رمه عزنو اي جم م سه 5 0 04 م 2 0 2 
ونه يَدْعْوَا إِلَ دار أَلسَلَوِ وَيَبْدى من يَمَآهُ إل مراط مسقم (2© © لََنينَ 


- 


2 74 ينعيو .+ .من صر لر خا مركي "عي بكار . د مي ك8 ا 02 ع ع 
أَحْسَنْوا لْلْسَى وَزِيَادَه ولا برهن وجوههم فَكَرُ وَلَا ذِلهَ وليك أححلب لَه هم 


سس 0 0 عر رسي 2 حاسا عم مظوم 2 40 
فا حَنِدُونَ © وَلدِِنَ كبوأ الات جَرَكُ سَيكَمَ يلها وَتَرهَمَهُمْ ذلة مَا لهم 
2 00 يبرسم مرا ا 2 0-0 52 بع اه 020 
بم أله مِنَ عَاصِمٍ كنمآ أَعْشِيَتٌ وحُوههُم قَِطعًا من لْيَلِ مظلما أُوْليكَ أصعنب 
ا و2 
ألتارٍ هم فيا حَيدُونَ 4209 
القراءات: 

سن إ3ّ4: 

بتسهيل الهمزة الثانية» وبإبدالها واواً خالصة وصلاً قرأ: نافع» وابن 
كثير » وابو عمرو. 

وقرأ الباقون بإثباتها. 

(منل) : 

وقرأ قنبل: (سراط). 


وقرأ ابن كثيرء والكساي (قِظعاً).. 
الإعراب: - 


101 


«وَألْدِينَ كَسبوأ4 (الذين) مبتدأء وخبره: «جِرَاهُ سَنَتَةِ4»: على تقدير: 


للد )1١(‏ - بزروص : ١‏ /ه؟-م 5 


سه عر رو 


« وَترَهقهم 4 معطوف على ( عسوأ 4 وجاز الفصل بين .المعطوف 
والمعطوف عليه ؛ لأنها حملة مبينة للأول» ولسيت أجنبية عنه.: 


«رمثلها» الباء زائدة» وتقديره : وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلهاء كما دآ 
أخرى: «[وعوؤا مكو ميكة متها 4 [الشورى: ٠/7‏ :1]. ش 0 

(قِطْعًا يَنَ ييل مُظلِمًآ4 جمع قطعة» ومظلماً حال من الليل» وليس وصفاً 
لقطع لآنه كان يقال: مظلمة. ومن قرأ بإسكان الطاء» ار أن يكون 
اميم » وصفاً لقولة: قظعاء وجاز أن يكون خالا مق (اتيِ». 
البلاغة: 

(أحْسَنْوا س4 بينهما جناس اشتقاق. 

( كنآ نيبت مُمُوهْهُمْ قِطَهًا ين الي تشبيه مرسل مجحمل. 
المفردات اللغوية: 

«وَنَهُ يَدْعْوَأ4 إلى الإبمان الموصّل إلى الجنة (دارٍ أَلسَكَِ4 أي السلامة 
وهي الجنة» وتخصيص الجنة بهذا الاسم للتنبيه على ذلك 9 وَبَبُدِى من يِسَلهُ4 
هدايته بالتوفيق ([ إِلّ صر مُسْتَقِم» دين الإسلام. وفي تعميم الدعوة بقوله: 
«يدْعْوًا4 وتخصيص اطداية بالمشيئة دليل على أن الأمر غير الإرادة» وأن 
المصر على الضلالة لم يرد الله رشده. . 

«لَبنَ لَمْسنوأ4 بالإمان (لْلسق» المثوبة الحسنى وهي الجحنة (وَزِسَادة 4 
مايزيد على المثوبة تفضلاً.» وهى النظر إلى الله تعالى» كما في حديث مسلم 
وقيل: الزيادة: الفضل ام إلى عشر أمثالها. ودليل التفضل 
قوله تعالى : ( وَيَزِيدُهُم مّن فَضلِوِء © [النساء: 4/ 7] » وغيرها .«إولا ررَهَنَ 6 


ف 


يغثى (إزفكر 6 غرة فيه نتواة 1 4 كآبة وهوان» والمعى لا يرهقهم ما 


دل لله )1١(‏ - لوو : ٠١‏ /هك-لم 


يرهق أهل النار؛ أو لا يرهقهم ما يوجب ذلك من حزن وسوء حال 
«حَِدُونَ» داتئمون .لا زوال فيها ولا انقراض لنعيمهاء بمخلاف الدنيا 
وزخارفها. 


«وَلَيِينَ ك4 عطف على الذين أحسنواء أي وللذين كسبوا السيئات 
أي عملوا الشرك ( بِثْلِهَا4 أي أن يجازى سيئة بسيئة مثلها لا يزاد عليها من 
عاضر 4 وين » زائدة» و«إعاصِرٍ 6 : مانع يعصمهم من سخط الله ومن جهة 
الله ومن عنده. بخلاف المؤمنين الذين لهم مانع يعصمهم (أَفيِيت)» أ الست 
«قِطعًا4 جزءاً «مُظلِمَا» لفرط سوادها وظلمتها .«أَوْليِكَ أَححَبْ ألَرِ» أي 
أولئك الكفار. فالآية في الكفارء لاشتمال السيئات على الكفر أو الشرك» 
ولأن الذين أحسنوا يتناول أصحاب الكبيرة من أهل القبلة» فلا يتناوهم 


فيسمة. 


المفاسية : 


بعد أن نقّر الله تعالى الغافلين عن الميل إلى الدنيا بالمثل السابق» رغبهم في 
الآخرة» ووصف حال المحسنين والمسيئين فيها. ووجه الترغيب في الآخرة: 
ماروي عن النبي كك أنه قال: «مثلي ومثلكم شه “سيك بن داراء ووضع 
مائدة» وأرسل داعياً. فمن أجاب الداعي؛ دخل الدار» وأكل من المائدة» 
ورضي عنه السيد. ومن لم يجب لم يدخل ولم يأكل ولم يرض عنه السيدء فالله 
السيد» والدار: دار الإسلام» والمائدة: الجنة» والداعي محمد كلِ)!''. وعن 
النبي كَلٍ أنه قال: «مامن يوم تطلع فيه الشمس إلا وبجنبيها مُلكان يناديان 
بحيث يسمع كل الخلائق» إلا الثقلين» أيها الناس» هلموا إلى ربكم» والله 
يدعو إلى دار د 


00( حديث مرسل عن أبي قلابة عن البي ول وجاء متصلاً رواه ابن جرير عن جابر بن عبد الله. 
00 رواه ابن أبي حاتم راب" جرير. 


ليه )1١(‏ - زورون : ٠١‏ /ه-/م ش يلد 
التفسير والبيان: 


بعد أن ذكر الله تعالى الدنيا وسرعة زواحاء رغب في الجنة ودعا إليهاء 
فقال: «وَلنَهُ يَدْعْوَا إِكَ دار أَلسَلّمِ6 أي والله يدعو إلى الإيمان والعمل الصالح 
المؤديين إلى الجنة» وسماها دار السلام لسلامتها عن الآفات والشوائب 
والنقائتص والأكدار. 


ودعاؤه إلى دار السلام وأمره بالإجمان عام لكل النان: ويبدي من يشاء أي 
يوفقهم إلى الطريق المستقيم الموصل إلى الجنة» وهو دين الإسلام: عقائده 
وأخلاقه وأحكامه؛ لأنه الطريق الذي لا عوج فيه ولا التواء. والهداية خاصة 
بالمشيئة» على عكس الأمر بالإيمان. 


ومن المعلوم أن الحداية نوعان: هداية دلالة وإرشادء وهي عامة لجميع 
الناس» وهي الدعوة إلى الإبمان والإسلام» وهداية توفيق وهي خاصة بمن 
يشاء الله من عباده إلى طريق الاستقامة» ومعناها التوفيق والعون. 

والسبب في تلك الدعوة إلى الإسلام مصلحة المدعوين؛ لأن للذين أحسنوا 
ا بالريمان العمل الصاح المثوبة الحسنى في الدار الآخرة» كقوله 
تعالى : «[هَلْ جَرَُ الْاحْسّن إِلَا الاحسدن 402 [الرحن: 0/00] وهم أيضاً 
زيادة : وه اانه وال لمان الحسئة عشر أمثاهها إلى سبع مئة ضعف 
وزيادة على ذلك أيضاًء والزيادة التي هي أعظم من جميع ما أعطوه هي هى النظر 
إلى وجه الله الكريم. بدليل ماروى أحمد ومسلم وجماعة من الأئمة عن صهيب 
رضي الله عنه أن رسول الله يكل تلا هذه الآية: «لَِدِنَ لَحْسَنْا الس 
وَزِِيَادَةٌ 6 وقال: «إذا دخل أهل الجنة الجنة» وأهل النار النارء نادى منادء 
اعاجم زاح ين لوافوعدا وريد أ عكر توف قراو وما هو؟ 
ألم يُنقْل موازيننا؟ ألم يبيْض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار؟ قال: 
فيكشف لهم الحجاب» فينظرون إليه» فوالله ما أعطاهم انها حي إليهم 

من النظر إليهء ولا أقرّ لأعينهم». 


لجل لله )1١(‏ - الو : ٠١‏ /ها-ل" 





وروى ابن جرير وابن ن أي بخاتم عن أي:مونى الأشعري يحدث عن رسول 
الله عَكَِهِ : «إن الله يبعث يوم القيامة منادياً ينادي , ياأهل الحنة - بصوت يسمع 
أولهم وآخرهم - إن الله وعدكم الحسنى وزيادة» فالحسنى: الجنة» والزيادة: 
النظر إلى وجه ال رحمن عز وجل". : 

ونظير الآية قوله تعالى: «([لِسجْرِىَ الِب أستنوأ يما علو ويرَىَ الْدِينَ َحَسَعوأ 
بلسي » [النجم: 851/87 . ا 


ول س لبر زور سروح 2غ 3 


ولا برّهق وجوههم قار وا ا حدق سركي الوورنا يق 
وجوه الكفرة من الغبرة التي فيها سواد» والحوان والصغارء أي لا يحصل لهم 

٠‏ تلان لاسن نوللاه بل هم كما قال تعالى في حقهم: (دَوقَلهُمْ أل 
شَرِّ ذَلِكَ لوو لهم كْرَهٌ وَسْرُوًا 42 [الإنسان: ]1١//6‏ أي نضرة في 
وجوههم وسروراً في قلوبهم. 0 الأول للق هي المذكورة في قوله 
تعالى : لهج يبيد عا عَرَةُ 9 يَعَنْهًا كه 609 [عس: ]41-4١ ١‏ 
لور ص لعا 


والصفة الثانية (الذلة) هي قوله 90 وه وم حَشِمَهُ () ايه ناصبة 
2 [الغاشية: 84/ 9-”] . 

أولئك المتصفون ببذه الصفات هم أهل الجنة لا غيرهم» وهم المقيمون 
.الماكثون فيها أبداًء لا زوال فيهاء ولا انقراض لنعيمها. 

ويلا تجنر تعالى عن حال السعداء» عطف بذكر حال الاشقياء» كما هو 
الشأن الغالب في الموازنة والمقارنة في الأسلوب القرآنٍ» وشأنه تعالى. مع 
الفريق الأول الفضل والإحسانء» ومع الفريق الثاني المعاملة بالعدل. 

فللذين اقترفوا السيئات والمعاصي في الدنيا ومنها الكفر والشرك والظلم 
الجزاء العادل وهو المجازاة على السيئة يمثلهاء لا زيادة عليها كر تعالى : 
لمن اسه ا 22 ال ومن جا بأَلسَيَحَةٍ دلا ىه إل ممْلها4 


[الأنعام: ]١1١/5‏ » وتغشاهم أي تعتريهم وتعلوهم ذل من فضيحة معاصيهم 


للد )1١(‏ - وض : ٠١‏ /ه-/؟ ل 





لذ . 2 ل ل ل 11 
وخوفهم منهاء كما قال تعالى: « وترم يعَرَضُونَ عَليّهَا حَشِْعِينَ مِنَ الذلي4 
[الشورى: 45/47] وقال: «إوَلا تَحْسَيَرب أللَّهَ عَدفِلا عَمَا يَحَمَلّ ألظدلمُونَ إِنَمَا 
عل سروه وله تدعو 0 )الول عم اعء و2 وو ًِ 
ِوَخْرهُمٌ لوم تشخص فيد الأبصر مَهْطِعِيتَ ممَنعى رءوسيمٌ 4 [إبراهيم: 
-15]. 


ثم قال: «إمًا لم يَنَّ أله مِنَ عَاصرٍ» أي ليس لحم مانع ولا واقٍ يقيهم . 
العذاب» أي لا يعصمهم أحد من سخط الله وعذابه» كما قال تعالى: ريم 
لا صَيِْكُ نَفْسُ لَِقْين طعا وَالْأَمْرٌ ووذ يِلَهَ 49 [الانفطار: 14/87] وقال 

0 : 


5 سيرع موس رول | 22 ملسي عر لسن ان سسد حيس ع ا 1 يا 2 
تعالى: 9« يعُولُ لاضن بَوميذٍ أبن الْمَرُ رو 00 
20 [القيامة: هلا/ ]١8-1١‏ . 


001 د 
ا سس ابرير 3 ّ 3 3 00-5 © اكمى انم 
كنا أغْسِيتٌ وجوههم 4 أي ألبست وجوههم أجزاء أو أغشية من سواد 


٠. 5‏ 5 3 5 ”0 د وى ير غير سخ 

الليل المظلم؛ لفرط سوادها وظلمتهاء كقوله تعالى : ور يوم بليض وجوه ولسود 

5 2م دم م مرو م2 م عير لول ل سير عير ىه مودي سم 0 عر 

وجوة فأما الْذِبنَ سودت وَحَوههُم أ كر بعد إِيميِكم فذوقوا العذاب لما كم 
عد 

سح فهو 2 حجم هه 27 د مده + زر رورم 74 محنمني 7س عء اس لخ 7 جم 

ون 9 وأما الْذِينَ أَبِيِضَتَ وجوههم َنى رَحَمَةَ لَه هُمْ يبا حَنِدُودَ ©©4 

ورعر ا يه 


95 5 ع سخا 
[آل عمران: ]1١7-1١5/#‏ وقوله سبحانه: (إ وجوه يَوْميِذٍ مسفرة (38) صاحكة 


يت 9 
1 مه رعو ال عم 


مُستَبشرة (9) ونج بوذ علا عر ()) يَعَمهَا كه () أذليك م الكرة القع 
© [عبس: ]47-"2/8٠‏ . 

«أوْكَيِكَ أَحَحَبُ ألا رٍ4 أي أولئك المتصفون بتلك الصفات هم لا غيرهم 
أصحاب النار» هم فيها خالدونء دائمُون فيهاء لا يزحزحون عنها. 
فقه الحياة أو الأحكام : 

هذه الآيات صريحة في الدعوة إلى السعادة الأبدية» والخلود في الجنان» من 
طريق الإيمان والعمل الصالح. 


وهي موضحة معالم الطريق» معلنة أن الله لا يدعوكم إلى جمع الدنياء بل 


لجل لله )1١(‏ - لوو : ٠١‏ /ه كلم 





يد إلى الطاعة : طاعة أحكامه. لتصيروا إلى دار السلامء أي إلى الجحنة. 

عو يروا إلى مم إلى 
قال قتادة والحسن: السلام: هو الله» وداره الجنة. وتيك الجكوان السلوم ؛ 
لأن من دخلها سلم من الآفات. 


وقد عم بقوله ( يَدَْعْوَأ4 4 جميع الناس بالدعوة إلى دائرة الإبمان» إظهاراً 
لحجتهء وخص بالهداية من شاء من عباده استغناء عن خلقه» وتّييزاً , بين الأمر 
والإرادةء فهناك دعوة عامة دعا فيها جميع الخلق إلى دار السلامء وهداية 
خاصة مغايرة لتلك الدعوة العامة» مشتملة على التوفيق الإلمى. 


والصراط المستقيم واحد سواء قلنا: إنه كتاب اللهء أو الإسلام. 


وللذين أحسنوا العمل في الدنيا المثوبة الحسنى وهى الجنة» والزيادة فضلاً 
من الله وهي تضعيف الحسنات» والنظر إلى وجه الله الكريم» والشعور 
بالسعادة الظاهرية والباطنية» فلا غشاوة لغبار مع سواد في محشرهم إلى الله 
ولا مذلة ولا إهانة. 


وللمسيئين الذين أشركوا بالله شريكاً آخرء وكفروا بنعمته» فلم يقابلوها 
بالإمان والإحسان عقاب ممائل لسيئاهم دون زيادة» أخذاً بالعدلء 
ويغشاهم الموان والخزي:والدل والعار» ا واقماج سيم بن 
عذاب الله وجوههم مسودة «( َنَمآ 0 قِطه من أيَلِ4 في حال 


جعلنا الله من أهل جنته بفضله و رحمتهء وحمانا من عذاب أهل النار» 
تكرماً وإحساناً وإنعاماًء وهدانا إلى سواء السبيل. 


وقد أثبت أهل السنة ببهذه الآية وما وضحها من السنة جواز رؤية الله لله تعالى 
في الآخرةء وأكد ذلك قوله تعالى: «إثُمءٌ بَومَذٍ و 5 إن ينا تاطرة 


59 4 [القابةة وو وتن] عقاقت الأه. الله امو أعسز هناد نفد ة 
الوجوه. والثاني - النظر إلى اللّه تعالى. 


لله )1١(‏ - وو ٠١ ١‏ /مهم يلجل 


حشر الخلائق وتبرؤ الشركاء 

من المشركين ومن عبادتهم 
سم 0 جِيعًا ثم تقول لِلَدنَ مركا مَكَانَكم 0 شا 
نب وال شركوُهُم ما كم رِيَكا مذو © مَكَيَ لم سيا ين | 


وال شر إن 
دم سم 2 34 سس 2 0 دم هط رواءسم 00 
نا عَنّ عِبَادَدَ ل اه ل 
2 


يه 50 


م 


35 26 


مَوُلَلهُمٌ لع سل عل ةا كوا يروت 40 
القراءات 

(تَلوا4: قرئ 

-١‏ (تتلو) وهي قراءة حمزة» والكسائي.ء وخلف. أي تتبع وتُطلبت بما 
أسلفت من أعماهها. 


؟- (تبلو) وهي قراءة الباقين. 
الإعراب: 

(جِيءَ/4 نصب على الحال» أي نحشر الكل حال اجتماعهم. 

«مكاككم لَثْر وشركازة » «إمَكائكم): اسم فعل لالزمواء كما أن «مَه) 
اسم لاكفف. و «صه» اسم لاسكت. وفتحة النون فتحة بناء لقيامه مقام فعل 


الأمر. وقال الرازي والسيوطي: منصوب بإضمار: الزموا. 

و «أَشْرٌ) : توكيد لضمير (مَكاككم لبقو ور 6 : 520 
عليه لوجود التوكيد» كقوله تعالى : «[ أَمَكُنْ أت وَرَوْجْكَ أنه [البقرة: ؟/ 0م] 
[والأعراف: /ا/ ١9‏ ]. 


5 ليع )1١(‏ - الوقن : ”.-18/١‏ 
(فَرَيّلَا4 من زيّلت الشيء من الشيء: إذا نحيته. ولا يجوز أن يكون من زال 
يزول؟؛ أنه يلزم فيه الواوء فيقال: زوّلنا. 


نا كم إِيَانْ4 «[تا4 : نافية» و( إِيَانا4 مفعول به مقدم لتعبدون» وقدم 


مراعاة لفواصل الآيات. 

«(إن4 مخففة من الثقيلة» أي إنا كناء واللام في « لَعَنْفِاَت» هي الفارقة 
بينها وبين النافية. 
المفردات اللغوية: 


«خَشُرَهُمَ)» أي الخلق وهم فريقا المحسنين والمسيئين المذكورين في الآية 
السابقة» والحشر: الجمع من كل جانب إلى موقف واحد (مكئك6 4 أ 
الرمرا مكانكي حل انار اما بلعل كم وقد سد مسد قوله 2227 
بذلك التهديد والوعيد .«255 4 أي الأصنام «ََيلنَا4 فرقنا وميزنا 
وقطعنا ما بينهم من صلات 9إوَقَالٌ شرك شر زُهُم ما كم إيَا نا مَبْدُونَ4 مجاز عن 
براءة ما عبدوه من عبادتهم» فإنهم إنما عبدوا في الحقيقة أهواءهم الآمرة ' 
بالإشراك إن 45 أي : تقول الملائكة والمسيح ومن عبدوه من دونه من أولي 
العقل» وقيل: الأصنام ينطقها الله عز وجلء» فتشافههم بذلك. مكان 


الشفاعة التي زعموها لحمء وعلقوا بها أطماعهم بقولهم: 8م 0 إَ 
ِمَرِيوَآ إِلَ لَه رُلو)4 [الزمر: 5" ا وَيَفُولُونَ مول 80 عِندَ الله4 


.]١8/٠١ [يونس:‎ 


لم كا 


(مَْالِكَ4 في ذلك اليوم أو في ذلك المقام «بَنا كل تثين 1 أَسَلقت»4 
تختبر ما قدمت من عمل» فتعاين نفعه وضررهء ول أَسَلَمَتَ4: قدمت « وردُواً 
ِلَ آم إلى جزائه إياهم بما أسلفوا «مَوَْدِهُمُ لْحَنَّ ربهم ومتولي أمرهم 
على الحقيقة» لا ما اتخذوه مولى» والحق: الثابت الداتم «إوَصَنَّ4 غاب أو 
ذهب وضاع عنهم «إنَا كانوا يموت 4 عليه من الشركاء. 


5 .م‎ ٠١ ١ نوو‎ - )01١( لو‎ 





المئاسية: 

بعد أن أبان الله تعالى مصير المحسنين والمسيئين يوم القيامة» أعقبه بذكر يوم 
الجزاء الذي يتم فيه حشرهم. فيحشر العابد والمعبود» ثم يتبرأ المعبود من 
العابد» ويتبين له أنه ما فُعِل ذلك بعلمه وإرادته. والمقصود نفي الشفاعة» فإن 


ووم سم 0 5 


القوم كانوا يقولون: «مَتوّلك سُفَمو 
أنهم لا يشفعون لؤلاء الكفار» بل يتبرؤون منهم» وهو يدل على بهاية الخزي 


عِندَ أله 4 [يونس: ]١18/٠١‏ فبين الله تعالى 


التفسير والبيان: 


هذا مشهد فاصل من مشاهد يوم القيامة» تصقَّى فيه علاقة الشرك بين 
المشركين وآلهتهم المزعومة» فيقول الله لنبيه: واذكر أبها الرسول يوم نحشرهم 
أي نجمع أهل الأرض كلهم من جن وإنس وير وفاجرء وفيهم الفريقان 
المذكوران سابقاً وهم المحسنون والمسيئون كما قال تعالى: (وَعَتَرْكَهُمْ هل نايز 
م كع / [الكهف: 147/18 . 
ل 1 


( نم تَْولُ لِيِنَ أَتَرَواْ أي الذين اتخذوا مع الله شريكاً : الزموا مكانكم 


9 
010 


أنتم وشركاؤكمء لا تبرحوا حت تنظروا ما يفعل بكم» كقوله تعاى: (إ وَقَفُوهرٌ 
نّم مولت (2)» [الصافات: //14] . وفي هذا وعيد وتوبيخ أمام الخلائق. 


سوم موموكي 5أر واد ١‏ 0 5 : 
ورفزيلنا بهم اي فرقنا بين الشركاء والمشركين». وقطعنا ما كان بينهم في 
الدنيا من صلاات وروابط. 


وتبرأ الشركاء من عابديهم: «وَكَالَ شُكوُهُم ما كه إَِنا مََبْدُوَ6 أي 2 
وقال الشركاء لعابديهم : ما كنتم تخصوننا بالعبادة» إنما كنتم تعبدون الشياطين 
حيث أمروكم أن تتخذوا لله أنداداء فأطعتموهم. وفي هذا أيضا دين 
ووعيد» وأنه تتبدد حينئذ آمال المشركين في شفاعة الشركاء. 


12 لدو 1١‏ - ليون : ٠١‏ .م 





والشركاء: إما الملائكة وعيسى المسيح ونحوهم ممن عبدوا من دون الله 
أو الأصنام التي ينطقها الله عز وجل» فتكلمهم بذلك» والأولى أن المراد 
بالشركاء: كل من عُبِدَ من دون الله تعالى» من صنم ومس وقمر وملّك وإنسي 
0 ش 

ل مَكَقَ بِللَّهِ سيدا ينا ويََكم4 أي كفى بالله شاهداً وحَكماً بيننا وبينكم 
أنا ما دعوناكم إلى عبادتناء ولا أمرناكم بهاء ولا رضينا منكم بذلك. وني هذا 
تبكيت عظيم للمشركين» وتهديد في حق العابدين.. 


(إن كا عَنْ عِبَادَيح »4 أي إننا كنا في غفلة تامة عن عبادتكم» 
لا نعلم بهاء ولا ننظر إليهاء ولا نرضى عنهاء وقال القرطبي. ما كنا عن 
عبادتكم إلا غافلين لا نسمع ولا نبصر ولا نعقل؛ لأنا كنا جماداً لا رُوح 
فينا؛ أي أنه جعل « إن 4 هنا نافية» والحق أنها مخففة من الثقيلة بدليل دخول 
اللام على : غافلين. 

(هَْلِكَ بَلوؤْ كلّ مقن 1 أَسَلَسَنْ) أي هنالك في موقف الحساب يوم 
القيامة تختبر كل نفس وتذوق وتعلم ما قدمت من العمل من خير وشرء 
فتعرف كيف هوء أقبيح أم حسن؟ كما يختبر الرجل الشيء ويتعرفه» ليتبين 


رصم 


حاله؟ كما في قوله تعالى: «إيَوْمَ يل الَرآيرٌ 4020© [الطارق: 4/85] . 


: موسشسدم ,> «*ي مهل وء رر يط ع ع 5 ع 

(ورذفا إل أَشَد مَولهمَ الحن» أىئ وأرجعوا إق اله ورجعت الأمور 
كلها إلى الله الحكم العدل. الحق الثابت الدائم» ففصلهاء وأدخل أهل الجنة 
الجنة» وأهل النار النارء دون تلك الشركاء والأنداد. 


يك مجر ب س عم سجير 1 : 000 
روصل عنم مأ 34 يفتروت »© أي وذهب عن المشركين افتراؤهم وما 
كانوا يعبدون من دون الله افتراء عليه» ويتخذون تلك الأنداد آلطة مزعومة» 


ولم يبق لهم نصير ولا شفيع» والأمر كله يومئذ لله تعالى. فهذا تنبيه على زوال 
ما يدعون أن أولئك الشركاء شفعاءء وأن عبادتمم تقب إلى الله تعالى. 
عو عاد هم عرب | 


ليه )١١(‏ - نوه ٠١ ١‏ /دكمم ١‏ و١‏ 
فقه الحياة أو الاحكام: 

دلت الآيات على ما يأتي : 

أ - الحشر (أي جمع الخلائق من كل جانب في موقف واحد) أمر ثابت يوم 
القيامة. | 

؟ - انقطاع الصلة تماماً بين الشركاء والمشركين يوم القيامة. 

2 : ْ ا رعش شه 2 ره 

"ا - وعيد الكفار المشركين المتكرر في قوله تعالى: #مكائكم نتم 
4 0 و 5 يي 1 رس 595 ص ص أ 5 سك ع 3 هه 
س6 وقوله: «وَدَالَ سُرَكاوْهُم ما 3 ِيَانَا تْبَدُوَ4 وقوله: ( مَك يله 
2 564 رح له سيره سم سل 


- إظهار الخيبة والخزي والإفلاس من عبادة الشرك والمشركين؟ للآية 

ورا اسم سورء رلك سم 

هَ - وصف الله تعالى نفسه بالحق؛ لأن الحق منهء» كما وصف نفسه 
بالعدل؛ لأن العدل منه؛ أي كل عدل وحق ثمن قبّله. 

5 - خيبة الآمال التي تعلق بها المشركون في شفاعة الشركاء وتقريبهم إياهم 
إل الله تغال: 

والسبب في قوله تعالى : (وردُوأ إِلَّ أَسَّهِ مَوْلَنِهُم الْحَقّ) مع أنه تعالى أخير 
بأن الكافرين لا مولى لحم: هو أن المولى هنا يراد به أنه مولاهم في الرزق 
وإدرار النعم» وليس بمولاهم في النصرة والمعونة. 


بف ليه )0١(‏ - لون : ٠١‏ امم 


إثبات التوحيد بثبوت الربوبية لدى المشركين 


2 2 اس فى ل ل لسع رج بير 001010 و 022 رر طحو 
«(قل من يرزقكم مُنَ السَّمَاءِ اس 5 يملك الب بص ومن خرح 
7 2 رول عن خخير مه رع سه له ع عو مزه همه 

لح من ألمت وخر الْمِيتَ عرب الح ومن يدير الاسم َسَيفوُونَ أله د مَثُلَ نك 
2 


كتقو () ملي أله لل قا د ال ل ألصَّكلٌ َآنَّ فوت 
© كديك حَقَتَ كِمَتْ رَيْكَ عَلَ الذي صَفْوًا يم لا لا مْمِوْنَ 4 


القراءات: 
(ألْييتٍ) : 
وقرأ ابن كثير» 320 وابن عامر (الميّت). 
( كلمت رَيك4 : قرئ: 
-١‏ (كلمات ربك)» وهي قراءة نافع» وابن عامر. 
-١‏ (كلمة ربك) وهي قراءة الباقين. 
( كلمت رَيْك) : 
رسمت بالتاء فمن قرأ بالجمع» وقف بالتاء. 


وأما من قرأ بالإفراد. فمنهم من يقف بالحاء» وهم: ابن كثير»ء وأبو 
عمرو» والكساي. 


والباقون وقفوا بالتاء. 
الإعراب: 


(أَنَهمَ لا يَؤْمِيْوْنَ4 أن وصلتها: يجوز كونها في موضع نصب وجر ورفع» 


١/١ امم‎ ٠١ ١ لو‎ - )1١( لل‎ 





فالنصب بتقدير حدذف حرف الجر» وتقديره : بأنهم أو لأنهم. فلما حذف 
حرف الجر اتصل الفعل به فنصبهء والجر: بأن يجعل حرف الجر في نية 
الإثبات» وإنما حذف للتخفيف. والرفع على أن يكون بدلاً من « كمَتْ6. 
البلاغة: 


04 ئ 


((هَمَادًا بَعَدَ لحن إِ!َّ ألصَّللٌ 4 استفهام إنكاري» أي ليس بعد الحق إلا 
الضلال» فمن تخطى الحق الذي هو عبادة. الله تعالى» وقع ف الضلال. 
المفردات اللغوية: 


(فَدَل4 الفعال لهذه الأشياء ليه الثابت ربوبيته؛ لأنه الذي 
أنشأكم وأحياكم ورزقكم ودبر أموركم (هَمَادًا بَعَدَ الْحَقٌّ إلا الصّكلٌ » أي 
ليس بعد عبادة الله التي هي الحق إلا الضلال والانحراف 59 ضرفورت 6 
كيف تصرفون عن الحق أي الإيمان إلى غيره مع قيام البرهان؟ 


( كك حََّتَ أي كما صرف هؤلاء عن الإعان ثبنت كلمة ربك أ 


أي 
حكمه لعَلَ الت شَقوَأ4 كفرواء وهي «لأتلاذ جَهَم) أو هي «أَبُمٌ لا 
يوون 4. 
المنئاسية: 


عن آم أنان الله كفا سناع" ادركن عل اسيم بأغائمه : الأنداة 
والشركاءء ذكر أدلة فساد مذهبهم وهو عبادة الأوثان» وإذا فسد مذهبهم 
ثبت التوحيد» بدليل إقرارهم بأن الرازق ومالك الحواس, وانحبي والمميت 
هو الله تعالىى» نهو سياعانة. جع بعل المشركن باغرانهم بوعدادة اله وريووية» 
على وحدانية الآلوهية. 


04 | لل 0 - وش : ٠١‏ /لعدسم 
. التفسير والبيان: 


قل أيها النبي لمشركي مكة وأمثاهم : من ذا الذي ينزل من السماء المطرء 
فيكون سبباً في إنبات الأرض بالزرع والزهر والشجرء فيخرج منها حباً وعنباً 
وقضباً (البرسيم) وزيتوناً ونخلاً وحدائق عُلْباً متشابكة وفاكهة كثيرة ونحو 
ذلك؟ كقوله تعالى: «أَمَنَ هَذَا ألَذِى بَررُفك إن أَمَسَكَ ردقم [الملك: جما 
فهي مصدر رزقكم» بسبب بركات السماء والأرض» فيرزقكم منهما جميعاً» 
دون اقتصار على جهة واجدة ليفيض عليكم نعمته ويوسع رحمته. 


ومن الذي أوجد لكم السمع والأبصارء وغيرهما من الحواس» فيملك 
خلقها وتسويتها على نحو بديع وتحصينها من الآفات» ومن الذي وهبكم هذه 
القوة السامعة والقوة الباصرة» ولو شاء لذهب بها وسلبكم إياها؟ كقوله 

تعالى: (إقَلٌ هو لرِى شاك مَجَعَلَ ل ألسّمَعَ ار وَالْأَكيْدَة 6 [الملك: / 
*] فهي وسائل العلم والمعرقة وإدراك ماني هذا العالم. 


وخص السمع والبصر؛ لأنهما أهم الحواس» وأداة تحصيل العلوم. 


ومن الذي بقدرته العظيمة أمر الحياة والموت؟ فيحيي ويميت» ويخرج الحي 
من الميت ويخرج الميت من الحي» مثل إخراج النخلة من النواة والطائر أو 
الحيوان من البيضة أو النطفة» وعكس ذلك كإخراج الحب والنوى وبيض 
الحيوان ومنيّه من الشجر والحيوان» وفي هذا دلالة عامة على إيجاد أمارات 
الحياة والموت» وعلامة الحياة في النبات: النمو» وفي الحيوان: النمو والحركة 
الإرادية. وفسر بعضهم الحياة والموت بالشيء المعنوي وهو إخراج المؤمن من 
ش الكافرء والكافر من المؤمن» والأكثرون من المفسرين يفسرون الآية بالمعى 
الأول وهو إلى الحقيقة أقربء. كما قال الرازي. 





وإذا كان المفسرون قد مثلوا للحي بالنطفة وللميت : بالبيضةء فهم 
يلاحظون الوضع الظاهر المشاهد للناس عادة وهي حياة الحركة والنمو 


0 | مسم١/٠١‎ ١ وض‎ - )1١( ليه‎ 





وهذا لا ينفي ما يقوله الآن علماء الأحياء بأن في البذور والبيض والمني 
والنطفة حياةأي حياة الخلية» لكن هذه حياة خاصة لا حركة فيها ولا نمو. 


ومكن التمثيل في العلم الحديث لإخراج الميت من الحي بما يطرحه البدن 
الحي من ليت الغذاء الذي يحرق بالنار» ثم يتناوله الإنسان فيتولد منه الدم. 


أن الحياة الأولى هي من خلق الله بدون أي شك. 

وعلى أي حال فإن المقصود من الآية إثبات القدرة الكاملة لله تعالى وأنه 
خالق الموت والخياة» أيا كان المثال؛ لأن إطلاق العم القرآني وعمومه يمكن. 
تطبيقه على ما يقره العلم. 

ومن الذي يدبر أمور العالم وبيذه ملكوت كل شيء» وهو المتصرف الحاكم 
الذي لا معقب 2 معقب لحكمهة.» ولا يسأل عما يفعل وهم يسالون؟: 

ل إن الفاعل هو الله». 
وأن يجيبوا بأن الموجد والمعدم هو الله تعالى» بلا تردد ولا شك» ومن غير 
مكابرة وعناد في ذلك» لفرط وضوح الأمرء ولأنه لا جواب في الواقع غيره. 


وإذا اعترفوا بالحقيقة» فقل لهم يا سول عندئظٍ: أفلا تقونَ أنفسكم 
عقاب الله بإشراككم إياه وعبادتكم غيره» مما لا يشاركه في شىء من ذلك» 
ولا يملك ضراً ولا نفعاً. 


فذلكم الذي يتصف بما ذكر من القدرة الخلاقة والإرادة المبدعة هو الله 
خالقكم ومربئيكم على فضله ومدير أموركم» وهو المستحق للعبادة» وهو 
ربكم الثايبت ربوبيته بذاته» لأنه الذي أنشأكم وأحياكم د ودبر 
أموركم. ٠‏ فلا إله غير ولا معبودة سواه. ١‏ 


5 لوو 0١‏ - زرو : ٠١‏ نمسم 


وإذا كان الله هو ربكم الحق الثابت بذاته» فليس بعد القول الحق والفعل 
الحق إلا الضلال والباطل» ولا واسطة بين الحق والباطل» فمن تخطى الحق 
الذي هو عبادة الله تعالى وقع في الضلال. 


فأ تصرفون عن الحق إلى الضلال» وكيف تتحولون عن الحق إلى الباطل» 
وعن الهدى إلى الضلال؟ ذلك مالا يقبله عقل ولا منطق. 


0# 


( كَدلِكَ حَفَّتْ كِلَتْ رَيْكَ عل الست صَنوَا بم لا يمون 462 أي 
كنا عقنت الزيونية 21و الألرومة لله شق أ فد ثبتت كلمة الله وحكمه أو 
وعيده على الذين فسقوا أ ركنا :ل تقر هعرز ا عزر را ان شتا لتو ونون 
عن دائرة الحق والصلاح وتوحيد الربوبية والألوهية» أنهم لا يؤمنون» أي 
حق عليهم انتفاء الإبمان وعلم الله منهم ذلك» ادك يلجت ال أنهم 
من أهل الخذلان وأن إعانهم غير كائن. ويجوز أن يراد بالكلمة الوعيد 
بالعذاب» ويكون قوله ل لا يَؤْمِيُوْنَ4 تعليلاً للحقية» بمعنى: لأنهم لا 
يؤمنون"'". ويلاحظ أن الآية صرحت باليأس من إيمان الذين فسقوا وأصروا 
على كفرهم. ولم تذكر غيرهم؛ لأن من لم يصرٌ يرجى إعانه وتخلصه من 
العذاب إذا آمن وأطاعء فلا مانع أمامه» كما أنه ليس هناك أي مانع قهري 
بمنع من إيمان أي كافرء وإعا هوالدى عم اعجار كن لان ويصرٌ عل 
الكفرء كما قال تعالى: ( إِنَّ ليت حَنّتْ عَم كلت رَيِكَ لا يومد 
8 3 قن حكن يوهي رز الدكات لايم 46 ابوس: 0 


/اة] . 


وجعل ابن كثير الآية الأخيرة «[ كَديِكَ حَفَّتْ) في المشركين. أنفسهمء 
فقال: أي كما كفر هؤلاء المشركون واستمروا على شركهم وعبادتهم مع الله 
غيره» مع أنهم يعترفون بأنه الخالق الرزاق المتصرف في الملك وحدهء الذي 


95/7” الكشاف:‎ )١( 


لدع )1١(‏ - نزوو ٠١ ١‏ /امدسمم يفن 


بعث رسله بتوحيدمء فلهذا حقت عليهم أ: نهم أشقياء من ساكني النار» 


كقوله: «كَاوُأ بخ وَلكنْ حَنَّتَ كِِمَةُ امب" عَلَ الككفِريتَ) [الزمر: 4./ 


١ 
: 207 


فقه الحياة أو الأحكام: 

هذا نقاش منطقي هادئ مع المشركين» فإنهم إن سئلوا عن الرازق والخالق 
وا محبي والمميت والمدبر» فلا يسعهم إلا الاعتراف بأنه هو الله رب الخلائق 
قاطبة» وهذا اعتراف صريح منهم بوحدة الربوبية» فلم لا يعترفون بوحدة 
الألوهية» وإنما يشركون مع الله إلا آخر؟!. 


والمنطق يقضي بالتسوية بين نينا لا مريرة والإقرار بوحدة الربوبية والألوهية. 
فتكون الآية دالة على إثبات التوحيد. 


ودلت الآية على ما يأتي: 


أ - الله تعالى هو الرزاق» المتصرف في الملك والخلّق والإيجاد وحدهء 
ا نحيى » المميت» المدبر أمر الكون. والعالم. 


5 - من كانت هذه قدرته ورحمته ويفعل هذه الأشياء هو ربكم الحق 
الثايت ربوبيته ثباتاً لا ريب فيه لا ما أشركتم معه: طامَدَلِك أنه وي 
لك 6 ويج أن الك قال هو اطق اين توت آن كن ماستواة فللا 
لأن النقيضين لا يجتمعان» _ فإذا كان أسره اميه : وسحب :ان تكن نا شتراء 
باطلاً : (كَمَادًا بَمَدَ أَلْحَنْ ِل لصّكلٌ) أي ما بعد عبادة الإه الحق إذا تركت 
عبادته إلا الضلال؟ 


وبناء عليه» قال العلماء: حكمت هذه الآية بأنه ليس بين الحق والباطل 


4١77/7 تفسير ابن كثير:‎ )١( 


”7 للد )1١(‏ - وو : ٠١‏ /1ممم 


منزلة ثالثة في هذه المسألة الى هى توحيد الله تعالى. ويقاس عليها مسائل 
الأصولء على نيا وكين لذ سسا بخلاف مسائل الفروع التي قال الله تعالى 
فيها : لكل جَعَلنَا علدا ف م 2 وَمِنْهَاجا )4 [المائدة: 48/0] وقوله عليه الصلاة 
والسلام في الحديث الصحيح: «الحلال بِيّنْء والحرام بِيّنْء وبينهما أمور 
مشتبهات). 


وثبت عن عائشة رضي الله عنها أن النبي يَكْةِ كان إذا قام إلى صلاة التهجد 
قال: «اللهم لك الحمد» وني الحديث: «أنت الحق ووعدّك الحق..» قر 
«أنت الحق» أي الواجب الوجودء وهذا وصف لله تعالى بالذات والحقيقة؛ 
وجري م ا دك عدر بلضعه عدم بخلاف غيره» كقوله تعالى: (( 1 
5 مَالِكُ إل وهم 4 [القصص: 8؟١/88]‏ . 


00 


ومقابلة الحق بالضلال عرف لغة وشرعاً» كان عدا وكلاك أبضا 
ل ويه ار 5 كلك يأرك الله 
ف هر الحو وأ وأنكي ما و من رك هو الَْطِلٌ) 6 [الحج: 17/77] . وحقيقة 
الضلال: الذهاب عن الحق. 

00 0 0 اللعب بالشُظرنج والتَرد بقوله تعلق 


سس ب سرح مر 


000 
القمارء فقال جمهور الفقهاء: إن من لم يقامر بها ولعب مع أهله في بيته مستتراً 
0 ل ل ل يي ا ا 
محرم علو كرو لب وأنه إن اشتهر به سقطت مروءته وعدالته» وَرُوتَ 
. شهادته. 
وذهب الشافعي إلى أنه لا تسقط شهادة اللاعب بالنرد والشطرنج إذا كان 
عدلاً في غير ذلك» را لير اانه معي ار و كير ة إلا أن يلعب به 
قماراً فإن لعب بها ثماراً. سقطت عدالته» وسمّه نفسه لأكله المال بالباطل. 


١/١ /:م-صم‎ ٠١ : لون‎ - )1١( لله‎ 


وقال أبو حنيفة: يكره اللعب بالشطرنج والنرد وكل اللهوء فإن لم تظهر 
من اللاعب بها كبيرة» وكانت محاسنه أكثر من مساويهء قبلت شهادته. 

ة - العاقل يلتزم المعقول؛ لذا استنكرالله تعالى على المشركين الخروج عن 
دائرة المعقول بقوله : 9 فأ شرَفؤْرت »6 أي كيف تستجيزون العدول عن هذا 
الحق الظاهر. وكيف تصرفون عقولكم إلى عبادة ما لا يرزق ولا يي ولا 


ع 


تميت؟ ! 


هَ - علم الله قديم واسع الإحاطة» والعذاب حق وعدل ومعلوم سابقاً في 
علم الله تعالى على الذين أصروا على الكفر وماتوا وح عاو وله سا 
« دك حَقَّ كيه رَيْكَ عل ليت َيه 4 حَوّمِنونَ ©26 64 أي ثبت 
حكمه وقضاؤه وعلمه السابق على الذين خرجوا عن الطاعة وكفروا وكذبوا 
نهم لا يصدّقونء أو ثبت عليهم استحقاق العذاب والوعيد به؛ لأنهم لا 


يؤمنون. 
إثبات البعث 

4< سج - ور ل ار ء اكه و «لد م انر 

لل مَل ين كيك من يدوا للق ثم ذال الاابتبدزا دن يد 
0-1 ع 2 20 5 ع 2 ل مح رارع فى مي 5 جم سيو آذه 
َف تَفَكون () قل هل من شُركيكرٌ من يَبْيكا | ا ا 
>< رن د مدلاس هدق مه سل وس له 5 5-620 ع 2-2 
يك إن الح أحق أ انيم أن لا ذف إلا أن تيدف ا 2 
© را يْدُ أَكْتْهَ إلا طنا إذَّ لطن لا منَى من كلَىّ هيما إِنَّ أله علا يما 
40-4 جه 
غَننَ ©) 
القراءات 


يل لْليْءَ )1١(‏ - لوه : 04/٠١‏ 


؟- (لا يهذي) وهى.قزاءة ورقن» وابن كير .وابن غامر. 
'- (لا يهدّي) وهي قراءة حفص. 
:- (لا عَيْدِي) وهي قراءة الباقين. 


الإعراب: 


اه 


«(أفن بدك ظمَن4: مبتدأ مرفوعء ول أحق) : خبره» وني الكلام 
محذوف تقديره: أحق ممن لا يبدي. وت ع4 : : إما موضعه النصب على 
تقدير حذف حرف الجرء وإما الرفم على البدل من م بدل اشتمال. 
و« أحقٌ) : الخير. ويحتمل أن يجعل «أت» مبتدأً انا و« أَحَنّ) خبره مقدم 
عليه والجملة منهما خبر اللمبتدأ الأول وهو 9إرمن». 


و «يِدّى4 أصله يبتدي» فأبدل من التاء دالاً» وأدغم الدال في الدال» 
وكسرت الحاء لاتباع ما بعدها ولالتقاء الساكنين؛ لأنه الأصل في التقاء 
الساكنين. وقرئ بفتح الحاء (يَهدّي)؛ لأنه نقلت فتحة التاء إلى الهاء. 

59 5 5-53 َو 4 ما: مبتدأ مرفوع » ول ): خيره» 

«سَبِن) منصوب ؛ لأنه في موضع المصدرءٍ أي عَنَاءء مثل : : (ولا رمأ 

يد سيك 4 أي إشراكاً ويجوز أن ون محرلا به وَؤإرسِنَ ألَقّ)» : حالاً منه. 


البلاغة: 


ره © عير 2 2 7 


(يَد لعن 2 ش» بينهما طباق .9أَقِس يبرق إِلَ الْحَقّ4 استفهام 


«(ننّ و4كن) و«قا ل كف تَكُنوت) الاستفهام للتوبيخ. 


للدّءَ )1١(‏ - ونم : ٠١‏ /4"-5م 1641 





المفردات اللغوية: 


- 1 الم يْ» جعل الإعادة كالابتداء في الإلزام بهاء لظهور 


(مَن عَيكا إِلّ لحن بإقامة الحجج؛ وإرسال الرسل» وخلق الاهتداء أو 
التوفيق للنظر والتدبر .نس يق إِلَ الح وهو الله (أمَن لا 4 أم 
الذي لا يبتدي » والاستفهام للتقرير والتوبيخ» أي الأول أحق مت 
كوت » هذا الحكم الفاسد من اتباع ما لا يحق اتباعه» وما يقتضي صريح 
العقل بطلانه. ش 

وما سم أَكْره 6 في عبادة الأصنام» والمراد بالأكثر الجميع » أو الذي 
عنده تميز ونظر ولا يرضى بالتقليد .«إل طَّ4 وهو تقليد الآباء بالاعتماد 
على خيالاات ا 0 فاسدة» 0 5 0 الجاعد جار 
أله 0 م بن يت نحاني دنه 


انتقل الله تعالى فوراً في بيانه من إثبات التوحيد إلى إثبات البعث» من طريق 
معرفة القادر ابتداء على خلق الإنسان وخلق السماوات والأرضء» وأن 
الإعادة كالابتداء» ثم عرض الأمر على العقلاء في بيان الأحق بالاتباع أهو 
الله الذي يخلق الاهتداء والتوفيق إليه» أم امحتاج إلى هداية غيره؟ 

وصيغ البيان أو الحجة بطريق السؤال والاستفهام؛ لأنه أوقع في النفس» 
وأبلغ تأثيراً على القلب. 
التفسير والبيان: 

قل للمشركين أيها الرسول: من الذي بدأ خلق السماوات والأرض» ثم 


10 ش لل )1١(‏ - يهن : /1٠١‏ سم 





أنشأ ما فيهما من الخلائق؟ هل يستطيع أحد غير الله ذلك؟ سواء كان صنماً 
أو وثناً أو كوكباً أو ملكا أو جنا أو رسولاً أو غيرهم؟ ومن يقدر أن يعيد 
الكلى. خلا جديدا؟ 

وبما أنبم بسبب اللجاج والمكابرة لا يؤمنون بالبعث والمعاد» فلم يجيبوا 
كما أجابوا عن الأسئلة الخمسة المتقدمة» فأجابهم الله تعالى بقوله: طثْلٍ الله 
أي قل أيها الرسول: الله هو القادر على بدء الخلق وإعادته؛ لأن القادر على 
البدء قادر على الإعادة» فهو سبحانه وتعالى الذي يفعل هذا ويستقل به وحده 
لا شريك له. علماً بأخهم يعترفون بأن المبدئ والمعيد في النباتات هو الله» ل 
يشاهدونه من تكرار بدء ظهور النبات بالمطر في فصل الشتاء» ثم موته في 
الصيف. ثم عودته إلى الظهور في الشتاء القادم مرة أخرى. ولكنهم يتكرون 
إعادة الحياة في الأحياء الحيوانية من إنسان وغيره. 


أن تَوَفَكرنَ4 أي فكيف تصرفون عن طريق الرشد إلى الباطل وعن الحق 
وهو التوحيد إلى الضلال وهو الإشراك وعبادة الأصنام؟ 


أي إذا كانت فطرتكم وعقولكم أو أنظاركم وملا حظاتكم تؤدي إلى أن الله 
تعالى هو الذي يعيد الحياة إلى النبات» فَلِمَ لا تعترفون بقدرته على إعادة الحياة 


ثم سأهم الله تعالى عن شأن من شؤون الربوبية» بقوله: «قلّ هَل من 
شَكيمُ) أي قل لهم أيها الرسول: هل يستطيع أحد من شركائكم هداية 
الضال والحيران: إما بالفطرة والغريزة» وإما بالحواس من مع وبصر 
ونحوهماء وإما بالعقل والتفكير» وإما بهداية الكتب السماوية والرسل» أو 
هم عاجزون عن ذلك كله؟! 

وهذه الحداية هي تماماً كالقدرة على الخلق والتكوين» كقوله تعالى: 2 ريا 


م ما - 


َلِىَ عط كل شَنْءِ حَلْقَمْ ثم هَدَئ) لطه: 50/٠١‏ . 


للدْه )1١(‏ - نوض ١‏ ١4/31م-لم‏ يدل 


وبما أ: نهم يدركون تماماً أن شركاءهم لا يستطيعون شيئا من الخلق والهداية 
التشريعية» فلم يجدوا جواياء فأجابهم الله تعالى : 9 أله رق لْحقّ 4 أي 
قل أننا الرسول: هو الله الذي 08 الحق بما أوجد من الأدلة والحجج. 
وأرسل من الرسل» وأنزل من الكتب» ومنح الإنسان مفاتيح العلم والمعرفة 
والإبمان بالعقل والحواس 


ومن هو أحق باتباع قوله وطاعة أمره؟ أهو الذي يقدر على الحداية إلى الحق 
والرشد والإيعان» أم الذي لا يهتدي بنفسه إلا أن يبديه غيره» وهو الله تعالى؟ 


وهذا يشمل " جميع الشركاء من ملائكة وغيرهم كالمسيح وعزير (قا لي 
كت 2 4 أي فما بالكم وأي شيء دهاكم» كيف سؤيتم بين الله وبين 
خلقه.ء وحكمتم بجواز عبادة غير الله وشفاعتهم؟ وهذا تعجب شديد من 
حكمهم الجائر بالمساواة بين عبادة الله تعالى وعبادة شركائهم العاجزة عن كل 


ةُ 


مون ؟. 


مين اال :١‏ جرال يودي اععادعم هذا وثر كهم وغاكوم غيزاله 
دليلاً ولا برهاناً وإنما يتبع جميعهم نوعاً من الظن الضعيف وهو التوهم 
والتخيل» وذلك لا يغني عنهم شيئاً. لأن الظن الخائب لا يغني شيئاً من 
الإغناء فيما يطلب فيه الحق الثابت» أي العلم والاعتقاد الصواب. 


يك مع قيام الأدلة القطعية على صدقهء وتقليد الآباء والأجداد بدون حجة 
أو دليل. وهذا تهديد لهم ووعيد شديد؛ لأنه تعالى أخير أنه سيجازيهم على 
ذلك أتم الجزاء. ْ 

والخلاصة: أن مجموعات الآيات السابقة اشتملت على حجج ثلاث 


للاستدلال على وجود الله تعالى: الأولى - أنه الرازق الموجد السمع والبصر 
خالق الموت والحياة» والثانية - أنه خالق الإنسان والسماوات والأرض وما 


يل للد )١١(‏ - رون : /٠١‏ :لدم 


بينهماء والثالثة - أنه القادر على الحداية. والاستدلال على وجود الصانع 


بالخلق أولاً ثم بالحداية ثانياً: عادة مطردة في القرآن. 
فقه الحياة أو الأحكام: 


اشتملت هذه الآيات من أجل إثبات البعث على توبيخين للمشركين 
وتهديد. 


أما التوبيخ الأول: فهو على عبادتهم شركاء عاجزين عن الخلق بدءاً 
وإعادة» فكيف تصح تلك العبادة؟ وكيف تنقلبون أيها المشركون وتنصرفون 
عن الحق إلى الباطل؟ 


وبما أن الحق تعالى هو القادر على الخلق» فخلّق السماوات والأرض وما 
بينهماء وخلق الإنسان من تراب ثم من نطفة ثم من علقة دم» وهو قدير على 
إعادته» فيجب الإبمان بالبعث إعاناً لا يخالجه أي شك أو ريبة. 


وأما التوبيخ الثاني: فهو أيضاً على اتخاذ الشركاء الة معبودة مع أنهم لا 
يستطيعون هداية أنفسهم ولا غيرهم. فيكون الأحق بالعبادة والتوحيد هو الله 
تعالى القادر على الإرشاد إلى الطريق المستقيم الذي هو القرآن ودين الإسلام.. 


فما لكم كيف تحكمون» أي فأي شىء لكم ف عبادة الأوثان» وكيف 
ترضون لأنفسكم وعقولكم وتقضون بهذا الباطل الصراح» تعبدون الحة لا 
تغنى عن أنفسها شيئاً إلا أن يُفعل بهاء والله يفعل ما يشاء فتتركون عبادته؟ 


ل سر كر مره 


وأما التهديد: فهو على الكفر والتكذيب: «إِنَّ أله عَلم يما يفْعَلُونَ» 
وسيجازيكم عليه. 

ودلت آية «إنَّ ألطَّنَّ لا يعني مِنَ لَلَيَ سَبنَا4 على أنه لا يكتفى بالظن في 

العقائد» وعلى أن تحصيل العلم واليقين في الأصول واجب. وأما الاكتفاء 


لوه )1١(«‏ - بوضون ٠١ ١‏ الوم ل 





بالتقليد والظن فيها فهو غير جائز؛ لأن أصول الإبمان أساسية» فتبنى على 
اليقين» ولا يجدي فيها الظن» وإنما يكفي هذا في فروع الأعمال. 


القرآن كلام اللّه وتحدي العرب به 


: 5 3 عوخوافر مدي لد 386 2 7 روم مراج 
«إوْمَا كنَ هذا الْفَرءَانُ أن يفَرَئ مِن دوبٍ أله ولكن تصديقَ الى بين يديه 


صذ 


ِ 
5 
8 5 
ب 


م وء سام 2 0 معر د ل ع2 م مع م عولد و رد يوه 
وَتَفْصِيلَ الكت لا ريْبَ فيه من رَبَ الْعلِبِين (9) أم بقولونَ أفترينه قل فأترا 

2 رمم يرو م ل 2ج مور 5 1 مر ع اس اجحتعم د« تر 
يسورق مله وادعوأ من استطعتم من دون الل إن اك صَلدِقِينٌ (4ا بل كدو 


4 
ءًَ ًّ ىئّ 1 ا 00 عي جه مار مه 
21 3 0 عي 42 3 40 7 0 2 .نام 9 
ياتهم 8 دلم ذذالْك ب اذ عر قِلهم فأنظرٌ كت 


القراءات: 
([ الْفرءان 4 : 
وقرأ ابن كثير» وحمزة وقفاً: (القران). 
«صَيِيقَ) : 
بإشهام الصاد صوت الزاي قرأ حمزة» والكساي» وخلف. 
وقرأ الباقون بالصاد الخالصة. 
الإعراب: 


(ولكن صسَدِيقَ 4 «(صَدِيقَ 6 : خبر كان مقدرة» تقديره : ولكن كان هو 
تصديق» أي القرآن. وأجاز الكسائي الرفع على أنه خير مبتداً محذوف تقديره: 


ولكن هو. 
وَتَفْصِيلَ الْكنْبٍ »4 خبر ثان. 


15 ش لي )1١(‏ - رون : ٠١‏ /لاسوم 


«(لا رَيْبَ فيو» خبر ثالث داخل في حكم الاستدراك. 


ين رب »4 خير آخر تقديره: كائناً. من رب العالمين» أو متعلق 
بتصديق أو بتفصيل» وؤلا رب ب فيه ) #اعراضن» ووز أن رن حال من 
الكتاب أو الضمير في [فيه6. 


البلاغة: 


7 ا 0 


(ربين يِدَيْهِ استعارة لما سبقه من التوراة والإنجيل اللذين بشرا به. 

ف[ هرون الممرة فيه للانكان).والمقق :بل أيقولون اقتراه عمد؟ 
المفردات اللغوية: 

(أن بِفْرَى ين ذوْثِ اللو أي أن يفترى افتراء من غير الله تعالى .و 
صَدِبِقَ الى بِبْنَ يديو أي كان أو أنزل مطابقاً لما تقدمه من الكتب الإلهية 
المشهود على صدقها وليس كذباً .9 وَتَفْصِيلَ الْكتبٍ» تبيين ما كتبه الله من 
الأحكام وغيره» وتوضيح ما حفق وأثبت من العقائد والشرائع ل رب 
فيهو6 لا شك. 


1 مول روم 


لم دقولون 4 أي بل أيقولون: اختلقه محمد. والهمزة للإنكار. 
(مأوأ نِسَورَوَ مَنِِْ4 في الفصاحة والبلاغة وحسن النظم وقوة المعنى. على 
وجه الافتراء؛ فإنكم عرب فصحاءء مثل في العربية والفصاحة» وأشدّ تهرناً 
في النظم والعبارة ل وأدعوا الت 4 ومع ذلك فاستعينوا بمن أمكنكم 
أن تستعينوا به .(إمّن دون 4 سوى الله أو غيره» فإنه وحده قادر على ذلك. 
(إن 2 مدن في أنه افتراء وأنه اختلقه. فلم يقدروا على ذلك. 


وبل كَدَبوأ4 بل سارعوا إلى التكذيب .يما لَرْ تحبطوأ لوأ يولي ) أي القرآن 
أول ما سمعوه قبل أن يتدبروا آياته ويحيطوا بالعلم بشأنه .لم يأتوم كأوِيام 4 


لله )1١(‏ - نوضن : ٠١‏ /لسدوم | حل 


لم يطلعوا على تأويله» ولم تبلغ أذهانهم معانيه» ولم تتحقق عاقبة ما فيه من 
الوعيد» أو تقع أخباره عن المغييات» حىّ يتبين هم أنه صدق أم كذب. 
والمعئى: أن القرآن معجز من جهة اللفظ والمعنى» ثم نهم فاجؤوا بتكذيبه قبل 
أن يتدبروا نظمهء ويتفحصوا معناه. 


كت ء ع عَِبَةٌ الطيت» بتكذيب الس أي آخر 0 من اخلاك 
فكذلك نهلك هؤلاء. ش 


المنئاسية: 


«* 


ذكر الله تعالى مطلب المشركين من النبى كك بإنزال آية من ربه (الآية 6٠١‏ 
لاعتقادهم أن'القران الس ابمعجرء وأن مدا إغا يأ ىه :من عند الفسية 
اختلاقاً وأجابهم بأن يجمداً عاجز كغيره عن إنزال آبة والإتيان بمثله» ثم 
أبطل شركهم بأدلة كثيرة» ثم عاد هنا إلى ترسيخ حقيقة أصيلة وهي أن القرآن 
وحي من عند الله تعالى» وليس إتيان محمد عليه الصلاة والسلام به على سبيل 
الافتراء على الله تعالى» مما يدل على أنه معجز نازل من عند الله وأنه ميرأ 
من الافتراء. 
التفسير والبيان: 

هذه الآيات في بيان إعجاز القرآن» وكونه كلام الله» وهذا من أصول 
الدين» وقد تكرر هذا المعنى في القرآن لإثبات أنه من عند الله تعالى» وليس 
من عند البي كَل وإنما هو معجزة خالدة تشهد بصدق البي َك وهو معى 
قول الله في الحديث القدسبى: «صدق عبدي في كل ما يبلغه عنى». 


ومعنى الآية: ما شأن القرآن وما ينبغى أن مختلق من غير الله؛ لأنه 
بفصاحته وبلاغته» ووجازته وحلاوته» وإخباره عن المغييات» وأصالة 


ويل للوْءِ )1١(‏ - زرضن : ٠١‏ /لام-وم 





تشريعهء واشتماله على المعاني الغزيرة النافعة في الدنيا والآخرة, لا يكون إلا 
من عند الله تعالى» فهو كلامه الذي لا يشبه كلام ا لمخلوقين» ولا يقدر أحد إلا 


الله ؟ 


وإنه مطابق ومصدّق لا تقدمه من الكتب الإلحية المنزلة على الرسل» 
كإبراهيم وموسى وعيسى» وموافق ا في الدعوة إلى أصول الدين من التوحيد 
والإيمان بالله واليوم الآخرء وصالح الأعمال» وفضائل الأخلاق» وهو أيضاً 
مهيمن عليهاء ومبيّن كاشف لا وقع فيها من تحريف وتبديل» كما قال تعالى : 

9 كه مومه ىج 


وارلا إِلْكَ الكتب بالحَق مَصّدّفًا لِمَا بيت يَدَيْهِ مِنَ الحكتب ومهَيِيِنًا 


ا 
9 


َيه 6 [المائدة: 58/0] . 

«وَتَفْصِيلَ الْكتَبِ4 أي وبيان الأحكام والشرائعء والحلال والحرام» 
والغن:واللواعكدة: والآدات: والأخلاى الشخصية والالجتباعة انا شافنا 
كافياً. 

«لا ريب فيه4 أي لا شك فيه أبداًء ولا ينبغي لعاقل أن يرتاب فيه 
لوضوحه» وبيانه الحق والهدى والصواب. 

(إين رب الْحَلِينَ4 أي منزل وموحى به من الله لا من غيره» بدليل سلامته 
عن الاضطراب والاختلاف» كما قال تعالى: 9وَلَو كن مِنّ عِندِ عَيْرٍ الله 
وَجَدُوأْ فيه أَخْئِلفًا كيرا [الساء: 12١/4‏ . 

وبه يتبين أن الله سبحانه وصف القرآن بصفات حمس هي: 

أ - لا يصح أن يفترى من دون الله؛ لأن القرآن معجز لا يقدر عليه 


البشر. 


للد )1١(‏ - ووم : ٠١‏ /للسوم يل 





؟ - وهو مصدّق مؤيد لما قبله في أصول الدين والفضائل» ومهيمن عليه» 
فهو معجز لاشتماله على الإخبار عن المغيبات الماضية والمستقبلة» وهو المراد 
بقوله: «تَصْدِيقَ الى بن يدَبّه». 

ومن إخباره عن مغيبات المستقبل التي وقعت مطابقة للخير: 00 عاق : 
ل لوم © وقوله تعالى في فتح مكة: ولَعَدَ صَدَقَ أنه 

لك أليُءَيَا الى نَتَعيَ المتعيد لحرا م 4 وقوله في ظهور 
37 الإسلامية :22/323 ان تيذا مك ويلا القت نهدن 
الْدرْضٍ 4 [النور: 56/75] مما يدل على أن الإخبار 7 حصل بالوحي من الله 
تعالى. 


0-8 


م - وهو مفصّل ما يحتاج إليه الإنسان من الأحكام الشرعية والعلوم 
الكثيرة الدينية والدنيوية» ففيه علم العقائد والأديان: وهو معرفة الله تعالى 
(ذاتاً وصفاتٍ) وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخرء رمعل الأعبال وهر 
علم الفقه» وعلم الأخلاق مثل قوله: «إخْلٍ ا ِألْعرّفٍ وَأَعْرضُ عَنِ 
قبت 9©» [الأعراف: 144/7] وقوله: 9 إِنَّ أ الْعدل الاين 


وَإِيتَآي ذى الْفْرَق وَسَنْقى عن لْفَحَمَاءِ والبكر لبتي » [النحل: 40/15] 
وهو المراد بقوله: « وَتَفْصِيلَ كل ا ا" 


- لا ريب ولا شك فيه» لبيانه العلوم الكثيرة» وعدم وجود التناقض 


هَ - كونه من عند الله تعالى» نزل به الروح الأمين على قلب محمد يل 
ليكون من المنذرين 

ثم أنكر الله تعالى على المشركين الجاهلين القائلين بأن محمداً يك قد افتراهء 
وتحداهم أن يأتوا بمثله» فقال: ٠:‏ 9م يَمولُونَ فده 4 أي بل القولون: اختلقه 
محمد؟! محمد بشر مثلكم» وقد زعمتم أنه جاء ببذا القرآن» فأتوا بسورة 


٠ 0‏ لدو 01١‏ - رضن ٠١ ١‏ مدوم 





مثلهء أي من جنس هذا القرآن» ولو بما يشابه أقصر سورة فيه في النظم 
والأسلوب» والقوة والإحكامء والبلاغة والدقة» واستعينوا على ذلك بمن 
قدرتم عليه من إنس وجان. ولن ا ور 0 2 فإن جيم تفلن 
عاجزون عن معارضته أو الإتيان بمثله : قل لَينِ حتمعت الانى والحن عل أن 

وأ بمِئْلٍ هَدَا لين 3 أ يذه بق 2# ننم بتي هل 62 


. ]88/١0/ [الإسراء:‎ 


فإن كنتم صادقين في ادعائكم أن القرآن من عند محمدء فلتأتوا بنظير ما 
حاء به وحذده» ولتستعينوا بمن شكتم. 


ولقد كان التحدي للإتيان بمثل القرآن على مراحل : أولها - ما ذكر في هذه 
الآية: «(ثل لَنِ أحَسَمَعتِ )4 وهي أعلى المراتب. وثانيها ارسي إن 
عاو سردت تقال في أول سوه بخوة: ,3 0 ريد كل أو يسَمْرِ 
سور مُشْلِوء مفتَريات نت وأدعواأ مرٍ من استطعير من دون أله ! إن مشر صندوت © 
»0 وثالثها تر فقال هنا في هذه السورة المكية : « مَأَنوا 


سوق مَل 4 وكذا في سورة البقرة المدنية: (تإجعكم وصوي 5 
و فَأَْوا سُورَوَ من مَُنْبِوء 4 [81]. 


ثم أثبت القرآن موقف هؤلاء المشركين منه فقال: «بَل كَدَبوأ4 أي بل 
سارع هؤلاء إلى تكذيب القرآن من قبل أن يتديروا ما فيه» أو يفهموه. وهذا 
شأن المعاند الجاهل. 

لما يعم و4 أي وكما أنهم كذبوا به بداهة قبل التدبر والمعرفة 
تقتدا للكباء» كذلك كتيوه يحل التدير ومعرفة على كانه وإععان«وشعت 
قواهم في المعارضة» تمرداً وعناداً» ا وعدا : ويجوز أن يكون معنى [ وَلَمَا 


أي أربأم» :لل يأتهم لساري ص امعد العياك بس جيم 


14١ /لموم‎ ٠١ ١ زوون‎ - )1١( لله‎ 


( كَلِكَ كَدَبَ الْنَ من مَبْلِهرَ 4 أي مثل ذلك التكذيب كذبت الأمم 
السابقة بمعجزات الأنبياء قبل النظر فيها وقبل تدبرها من غير إنصاف من 
أنفسهم. ولكن تقليداً للآباء وعناداً. 


(تأنظز كيْقَ كرح عَقِبَةٌ »4 أي فانظر أيها الرسول كيف كانت 
عاقبة أولئك الظالمين لأنفسهم بتكذيبهم رسلهم وطلبهم الدنيا وترك الآخرة» 
وهي أننا أهلكناهم بسبب تكذيبهم رسلناء ظلماً وعلواء وكفراً وعناداً 
وجهلاًء فاحذروا أيها المكذبون أن يصيبكم ما أصابيم: «فَكُلا أَحدَنا دِيم 
حَسَقَنَا به الأرصت ومنهُر نَنْ أَعْرفنَاً وما حكات أنَّهُ ليظلمهر و51 


اسه 2 لس عم 02 


خاووا أنفسهم يظلموت 29 [العكبوت: 10/99] . 
فقه الحياة أو الأحكام: 


الآيات إثبات قاطع لكون القرآن كلام الله تعالى ووحية إلى عمد كلك 
وليس-افتراء من محمد كلد وذلك بدليل وصفه بالأوصاف الخمس التي 
ذكرت في الآية» وأوضحتها في التفسير السابق. 


وبدليل التحدي للعرب بأن يأتوا بمثل سورة من هذا القرآن» إذا كان في 

فالآية الأولى دلت على كون القرآن من عند الله تعالى؛ لأنه مصدّق الذي 
بين يديه من الكتب». وموافق طاء من غير أن يتعلم محمد عليه الصلاة 
والسلام عن أحد. ش 

والآية الثانية إلزام بسورة مثله إن كان مفترى. وهذا مناسب لا اشتهر به 
العرب من فصاحة وبلاغة وبيان» فالقرآن معجزة الرسول ككَدِ الخالدة في بيانه . 
ونظمه وتشريعه وعلومه. كما أن كل معجزة لنبى تناسب العصر الذي عاش 


سه 


ل لله )١1١(‏ - لضن : ::-:0/1٠١‏ 


فيه» مثل معجزة العصا واليد لموبى عليه السلام في زمن برع فيه السحرة 
بفنون السحر» ومعجزة عيسى عليه السلام الذي بعث في زمان اشتهار علم 
الطب. فكان يبرئ الأكمه والأبرص ويحبي الموق بإذن الله» وهذا من غير 
علاج ولا دواء. لهذا جاء في الحديث الصحيح المتقدم عن رسول الله كَلهِ أنه 
قال: «ما من نبي من الأنبياء» إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله 
البشرء وإنما الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلي» فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً». 


4 


ودلت الآية الثالثة : فيل عدوا يما اه ل عمف عل اعبيان موقف 
العرب من القرآن» فهم قبل أن يتأملوا بما فيه كذبوا به تقليداً للآباء وإبقاء 
عل غنادة الأوثان» وبعد أن تأملوا وتديزوا فيه كذيوا به أيقيا عرد وعتاداء 
وبغياً وحسداًء وعجزاً وضعفاً من معارضته والإتيان بمثل أقصر سورة فيه في 
سلامة النظم والأسلوب والمعنى والحكم. لذا أنذرهم القرآن بالدمار والحلاك 
على ظلمهم كما أهلك الأمم الخالية بسبب تكذيب الرسل. 


انقسام المشركين إلى فريقين 
حول الإيمان بالقرآن والنبي 


(ومنهم من مِؤْمِنُ يله ومن من لَا يويك د يريك املق 0 
و 204 عط بز م :عه 2000 2 
رد 15 عش حمل م عَمَلكمْ أنثر ريون هنآ أعَمَلُ وأنا بر 
0 ع هسار عو دس عبرل 
تل 40 مت يد ليك أفانت نتَ شيم ) 1 ولو نوأ / ات 
مهم نَن يَظرُ الك أََنتَ ينيف الثني وَل نوا لا يردت 9© إن 


9 لا يَظلِم الخاس شيعا ولدكن الثاس نعي ظلمون و2 
الفراءات: 
(تتكة أقاس): 


لْلدّءَ )1١(‏ - برض : ١ ؛:-:١/ 3٠١‏ 
وقرأ حمزة والكسائي وخلف (ولكنٍ الناسن): 
الإعراب: 
تن يَسْسُِنَ إِلَكَ) حلاً على معنى «مّنَ) لأن معناها الجمع. 
إن ينظرٌ إِللكَْ» ينظر حملاً على لفظ «ئّن» لأن لفظها مفرد. 
«وَلكنَّ ألنّاسَ4 ذهب جماعة من النحويين إلى أن الاختيار في (لكن) إذا 
جاءت معها الواو أن تكون مشدّدة» وإذا جاءت بغير واو أن تكون مخففة» 
قال الفراء: لأنها إذا كانت بغير واو أشبهت «بل» فخففت لتكون مثلها في 
الاستدراك» وإذا جاءت بالواو خالفت فشُدّدتء» فمن شددهاء كان ما بعدها 
منصوباً لأنه اسمهاء ومن خففها رفع ما بعدها على الابتداء» وما بعده الخبر 
«أَنفْمَجَ4 مفعول به مقدم. 


البلاغة: 


عع مام يي ان عه 3 8 
إن يَوْمِنُ بد وهم من لا يَؤْمِنٌ يه.» بينهما طباق السلب. 


ار ماه 


«إألضم» «الْعْتَىَ6 مجحاز عن الكافرين»ء شبههم بالصم والعمي 
لإعراضهم عن الحق والهدى. 


المفردات اللغوية: 


(وَمنئهم4 ومن المكذبين أهل مكة «إمّن يَوّمْنَ به.6 يصدق به في نفسه 
ويعلم أنه حق ولكن يعاندء أو من سيؤمن به ويتوب عن كفره. وضمير 
بي يعود إلى القرآن «ّن لا يوت يد في نفسه لفرط غباوته وقلة 
تدبره» أو فيما يستقبل بل يموت على الكفر « بِلْمَنِْدِتَ4 بالمعاندين أو 
المصرين على الكفرء وهو تهديد لهم. 


::-40/٠١ : لوضضم‎ - )١١( للد‎ 15 


7 ال-8 2 ل لمن هس ذه م 00 عِ 
ون كَذَبوْكَ» أصروا على تكذيبك (لي عَمَلٍِ وَلَكمْ عَمَلَكْمَ 4 أي لكل 
خراءعيات وأنا اك ده وبما أن ثيرات متهافقة أغذرت «أثر 


ممع 2 8 سر كين نه قت ا 


برعود ف نل وَأ بر مما تعملون 6 لا تؤاخذوني بعمل ولا أوَاخذ 
جِ 


(إمَن يسْتَمْعُونَ إِلِبَكَ) إذا قرأت القرآن وعلّمت الخراق» ولكن لا يقبلون 
كالأصم الذي لا يسمع أصلاً أت شيع ألسُمَ شبههم بهم في عدم 
الانتفاع بالقرآن (وَلَوَ كنا / لا يعقوت 4 ولو انضم إلى صممهم عدم تعقلهم 
وتدبرهم. وهذا يدل على أن حقيقة استماع الكلام فهم المعنى المقصود منه. 


إن ير إِلَلكَ)» يعاينون دلائل نبوتك ولكن لا يصدقونك (أقأتَ 
تهرى ‏ العمىَ »4 شبههم مهم ف عدم الاهتداء ولو انوأ لا بقِروت 4 ولو 
انضم إل عدم البصر عدم البصيرة» فإن المقصود من الإبصار: هو الاعتبار 
والاستبصار. والآية كالتعليل للأمر بالتبري والإعراض عنهم. 


ها 


ولا يِظيِمُ الئاس شَتِتَ/4 بسلب حواسهم وعقولهم (وَلتكنَّ ألنّاسَ أَنفْسَهُمٌ 
يَظْيِمُونَ4 بإفسادها وتفويت منافعها عليها. وفيه دليل على أن للعبد كسباً وأنه 


المناسية: 


بعد أن أبان الله تعالى طعن الكافرين في النبوة والوحيء وبعد أن أنذرهم 
بالدمار والعذاب في الدنيا بقوله:. «تنظرٌ كيك كرت عَهِبَةٌ الطييت»4 
ذكر أتهم في الواقع فريقان: فريق يصدق بأن القرآن كلام الله» ولكنه يكابر 
ويعاند» وفريق لا يصدق به أصلاً لفرط غباوته وجهلهء فيصر على تكذيب 
النبي؛ لفقده الاستعداد للإيمان به. فلا أمل في إصلاحه وهدايته» فتكون 
المصلحة في إعطاء الفرصة للفريق الأول للإيمان دون الاستئصال. 


لْليْءَ )1١(‏ - برضن : ::-:١0/ ٠١‏ حل 


التفسير والبيان: 

المشركون في الحال والاستقبال فريقان: فريق يصدق بالقرآن في نفسه 
ويعلم أنه حق. ولكنه يعاند بالتكذيب» وفريق يشك فيه لا يصدق به. هذا في 
الحال. ويجوز أن يراد بفعل 9[ يِؤْمنٌ4 الاستقبال» أي ومن هؤلاء الذين بعثت 
إليهم يا محمد من سيؤمن بهذا القرآن» ويتبعك» وينتفع بما أرسلت به؛ ومنهم 
من سيصرٌ على كفره» ويموت على ذلك ويبعث عليه. 

(دَرَبْكَ أََلَمُ بِالْمنْيِدنَ4 أي وهو أعلم بمن يستحق المداية فيهديه» ومن 
يستحق الضلالة فيضلهء وهؤلاء هم المعاندون أو المصرّونء والله العادل 
الذي لا يجورء بل يعطي كلاً ما يستحقه؛ فمعتى الآية: وربك أعلم بمن 
يفسد في الأرض بالشرك والظلم والطغيان» فلا أمل في صلاحهم» لفقدهم 
الاستعداد للإيمان» وسيعذبهم في الدنيا والآخرة. 


وإن كذبك هؤلاء المشركون وأصروا على ذلك» فتبرأ منهم ومن عملهم» 
وقل لهم: «إلي عَمٍَِ4: وهو 1 الرسالة والإنذار والتبشير والطاعة 
والإمانء وسيجازيني الله عليه عمَدك ) : وهو الظلم والشرك 
والفسادء وسيجازيكم الله عليه كما قال تعالى: «إهِلْ خََرَوْنَ إل يما كم 


تبون 4 [يونس: .]8075/١٠١‏ 


«أَشْد رْونَ مِمَآ أَعَمَلُ ونأ بَرِى* ما تَكَمنِْْ4 يراد بذلك الزجر 
والردع» وإعلان مبدأ المسؤولية الفردية: وهي النحصار مسؤولية كل إنسان 
بنفسه؛ وعدم سؤاله عن ذنب غيره. والمعنى: فلا تؤاخذوني بعملي» ولا 
أؤاخذ بعملكم فقد أعذرت وأنا بريء من عملكمء كقوله تعالى: «إفل إن 
أفتريتة 0 0 ونأ برىء هما جحَرِمُون 4 [هود: ]"0/١١‏ وقوله: قل لا 
علوت نكا ولا ْمَل عَنَا تملك 9 49 [سبا: 0/84؟] وقوله: 


آل 7 ا 


0 نر وَازِرَةٌ وِثْدَ 0 [الأنعام : 5 وقوله: «إوَإِنَ عَصَوَكَ قل لق 
ا ساو 2 [الشعراء: 7/955 515] . 


كول 3 لْلوْهِ )1١(‏ - نوسن : /1٠١‏ 44-50 


وأما موقف المشركين المكذبين منك يا محمد» فلا تعجب منه» فمنهم من 
يستمعون إليك إذا قرأت القرآن وعلمت الشرائع» ولكنهم لا يعون ولا 
يقبلون» وإنما يسمعون دون تدبر ولا فهم» ويهتمودٍ بسماع نظم القرآن 
لا ل لاعبون غير جادّين: (إما أيهم ين وَِكرٍ من 
د إل ايم 1 يُلَعبونَ 229 هي 6 [الأنبياء: /9١‏ ؟-م] 
2 تَ شَمَيِمٌ لصم ولو كنأ لا يَحْقِلُوتَ» أي لا تستطيع الإسماع النافع لقوم 
صموا آذائهم عن سماعك» وضموا إلى ذلك أنهم لا يعقلون ما يسمعون ولا 
يفهمون معناه» فينتفعوا به» فإن السماع النافع للمستمع: هو ما عقل به ما 
يسمعه» وعمل بمقتضاه وإلا كان في الواقع كالأصم حقيقة. وهذا حال بعض 
المسلمين مع الأسف اليوم. وفيه دلالة على أنه لا يقدر على إسماعهم وهدايتهم 
بالقسر والإلجاء إلا الله عز وجل. 


ومنهم من ينظر إليك عند قراءتك القرآن نظرة إعجاب» ولكنه لا يبصر 
نور الإمان والقرآن وهداية الدين والخلق القويم .«أَنَآَتَ ييه الْعىَ وَلَوَ 
نوأ لا يْصِروت» أي لا تقدر على هداية هؤلاء» لأنهم وإن كانوا مبصرين 
اين ان لقا نك افد مسري لارري ل لتقي فلا تستطيع 
00 لفقدهم نعمة البصيرة المدركة والعقل المدرك: «مَإِنَا ل 

م الا ليق في الصّدُور 6 [الحج: ؟1/1:] . 


والخلاصة: إنك يا محمد لا تستطيع هداية هؤلاءء لفقدهم الاستعداد 
للفهم والحداية» وكأنهم مثل من فقد حاسة السمع في الحقيقة» وفقد حاسة 
البصر أيضاً؛ لأن فائدة السمع والبصر هي الانتفاع» فإذا ل ينتفعوا فكأنهم 
عطلوا وام « إن فى ذَّلِكَ ل و 16 ا اال لق لقنم وك 
سَهِيدٌ © »4 4 [ق: 177/5٠‏ والمراد بذلك تسلية الني وَلِلِ. 


«إِنَّ أَنَهَ لا يْظِيِمُ لتَاسٌ سَنِتَا أي إن الله تعالى لا يجور أبداًء بسلب 


١ 1/ 4:4-40/3٠١ : وض‎ - )1١( للد‎ 





حواسهم وعقوطم التي بها يدركون الأشياء ويهتدون إلى الحق والصواب» 
ولكن الناس هم الظالمون أنفسهم وحدها دون غيرها؛ لأنهم يعرّضونها 
لعقاب الكفر والتكذيب والمعاصي» بتعطيلهم نعمة العقل» وتنكرهم لداية 
الدين. وهذا وعيد للمكذبين» فإن عذابهم يوم القيامة عدل وحق لا ظلم فيه. 


فقه الحياة أو الأحكام : 
دلت الآيات على ما يأتي : 


أ - جميع الكفار ومنهم أهل مكة في الماضي: منهم من يؤمن بالقرآنا 
باطناً» لكنه يتعمد إظهار التكذيب» ومنهم من لا يؤمن به أصلاً. ومنهم من 
يؤمن به في المستقبل بأن يتوب عن الكفر ويؤمن» ومنهم من يصر على الجحود 
ويستمر على الكفرء والله تعالى عليم بالجميع. 


؟ - كل إنسان مسؤول عن نفسه وسيلقى جزاءه إن خيراً فخير وإن شراً 
فشرء فلا يؤاخذ أحد بذنب الآخر. 

َ - إن الحواس من سمع وبصر لما هدفان: هدف ظاهري وهو سماع 
المسموعات ورؤية المبصرات» لتكون الحياة بوجه سليم وهدف حمقيقي : وهو 
استخدامها في تدبر المسموع وفهمه وتعقله» وإنعام النظر وإدراك البصيرة في 
أمور الدين والأخلاق» للتوصل إلى نعمة الإبمان والهداية والحق» والتخلص 
من ظلمة الكفر والضلال والباطل. 

- الرسول يله بحرد مبلغ ومنذر ومبشرء فلا يقدر على غرس الإيمان في 
القلوب» وزرع المداية ف النفوس » وما على العقلاء إلا الاستجابة لبلاغاته» 
والاستماع لمواعظه؛ ولأنه كما لا يقدر على إسماع من سّلبٍ السمع» وإبصار 
من حرم البصرء فلا يقدر أن يوفق هؤلاء للإيمان إذا أصروا على الكفر. 

هَ - إن السمع أفضل من البصرء بدليل أنه كلما ذكر الله السمع والبصرء 
فإنه في الأغلب وكما في هذه الآية يقدم السمع على البصر. 


لل ش لْلْهُ )١١(‏ - رضم : ٠١‏ /ه؛ 





5 - احتج أهل السنة بهذه الآية على أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى؛ لأن 
قلوب أولئتك الكفار بالنسبة إلى الإيمان كالأصم بالنسبة إلى استماع الكلام» 
وكالأعمى بالنسبة إلى إبصار الأشياء» والله هو الذي يخلق القدرة على الحداية 
فيها. 

- إن الله لم يظلم أهل الشقاء» فهو في جميع أفعاله عادل» ولكن الناس 

زوال الدنيا سريع 


اس 00 نر ا إلا سمه بن اريت يت د حير ا 
كوا يلد أو وا كوا مص 
القراءات: 
«(ويوم يحشرهع » : 
قرأ حفص (ويوم يحشرهم). 
وقرأ الباقون (ويوم نحشرهم). 
الإعراب: 
لويرم 4 منصوب بتقدير: اذكرء أو على الظرف» وعامله: ( بََعَارفونَ4. 


كن » 4 الكاف في موضع نصب على الحال من الضمير 2 سرهم 4 أي 
بحشرهم متشامهين أو صفة مصدر محذوف» تقديره : يحشرهم عكر ماما 
لحشر يوم لم يلبثوا قبله» أو صفة (ليوم) على تقدير محذوف أيضأء أي كأن م 
يلبثوا قبله» فحذف المضاف فاتصلت الماء بيلبثواء فحذفت للطول. 


لله )1١(‏ - وض : ٠١‏ /ه؛ حل 


و« كأن»: مخففة من الثقيلة» تقديره: او قرا وواو ©« مم4 عائدة 
إلى ضمير (حشرهة ». 


( بِنَعَارووْنَ 4 جملة فعلية حال من ضمير «الَّ يَلبَيُوَا4. ويجوز جعلها خبر 
مبتدأ محذوف» تفديره : هم يتعارفون. 


مد حَيْرَ الَدنَّ4 إما استئناف فيه معنى التعجب أي ما أخسرهمء وإما 
حال من ضمير يتعارفون. 


المفردات اللغوية: 


(يْرْهْ4 الحشر: الجمع من كل جانب إلى موقف واحد .([ كأن» أ 
كأنهمء فخففت . (لَرْ يَبيْا ِل سَامَهُ ين اا يستقصرون مدة لبثهم في 
الدنياء أو في القبورء ول ما يرون (٠‏ يعارت بم 4 يعرف بعضهم بعضاً 
إذا بعثواء ثم ينقطع التعارف لشدة الأهوال .لمَدَ حَيِرَ الذِنَ كوا لَه الله 
بالبعث .وبا 96] مهم طريق الرشادء وقوله: 9د حير هو 
استئناف» فيه معنى التعجبء كأنه قيل: ما أخسرهمء وهي شهادة من الله 
تعالى على خسراءهم» أو حال من ضمير: « يَتَعَارَهْنَ4» على إرادة القول» أي 
يتعارفون بينهم قائلين ذلك. 


عات . 


1 


هر 
1١‏ 


المناسية : 


لما وصف الله تعالى هؤلاء الكفار بقلة الإصغاء وترك التدير» وتكذيبهم 


القرآن الكريم والنى يله أتبعه بالوعيد بالجزاء في الآخرة على ما كان منهم في 
الذنناء 


التفسير والبيان: 


يذكّر الله تعالى الناس بقيام الساعة والحشر من قبورهم إلى أرض المحشر يوم 


كن ش لله )1١(‏ - رضن : ٠١‏ /ه؛ 


القيامة» فيقول: 9وَيَوْمَ يحَشْرَهُمْ أي اذكر لهم أها الرسول وأنذرهم يوم 
يجمعهم الله بالبعث بعد الموت في موقف الحساب والجزاء» فيلاحظون كأنهم لم 
بمكثوا في الدنيا إلا مدة يسيرة» والساعة مَل في القلة» ثم انقضت» حالة 
كونهم يتعارفون أي يعرف بعضهم بعضاً إذا بعثواء ثم ينقطع التعارف؛ لشدة 
الأهوال» أو فهم يتعارفون. 


5-5 


وتقديرهم قصر الدنيا في ذلك الموقف الرهيب معنى متكرر في القران 
الكريم» مثل قوله تعالى : « كتَبُمَ بوم يَرَوَنَ ما مَا يوَعَدُوت ل بتو 
ار 4 [الأحقاف: 0/45] وقوله: وك ٍّ مومه رَ ثرا إل 
© [النازعات : 1/74:] وقوله: «رويوم فوم م الساعة بت لْمْجْرِمُونَ 1 
4 [الروم: /١‏ 50] وقوله : كل كم اربق لْدرْضِ عَدَدَ سِزِياً 


ا أو بعْصَ يَوٍْ فَسْكَلٍ المَلَدنَ ©© هَنلَ إن ِمْشْمَ إلا قليلا لو 
كر ار 0 2 [المؤمنون: 98/ 8115-11 . 


03 
0 
عسي 


ثم أعلن الله تعالى خسارتهم فقال: لمَدْ حَيِرَ النَ كَدَوَأ4 أي إن هؤلاء 
الكفار المكذّبين بالبعث قد خسروا ثواب الجحنة خسارة كبرى» إذ بدلوا الإيمان 
بالكفرء وما كانوا مهتدين لأوجه الربح والنفع بعمل الصالحات» شما 
أخسرهم! وهذا تعجب شديد من الله تعالى. 


فقه الحياة أو الأحكام: 


دلت الآية على أن عمر الدنيا قصيرء إذا قوبل بحياة الآخرة الطويلة الأمد 
بل الخالدة» وعلى أن الكافرين المكذبين بالبعث خسروا ثواب الحنة خسارة 
كبرى لا تعوض؛ لأن الخسران إنما هو في يوم لا يرجى فيه القيام بالبديل» 
ولا تنفع فيه التوبة» وذلك بعد قيام الأدلة الكثيرة في القرآن امجيد على البعث 
والنشور. ويفهم من الآية أيضاً أن لذات الدنيا بالنسبة إلى جميع العالم لا تعادل 
شيئاً أمام العذاب الشديد والآفات الحاصلة للكافر يوم القيامة» فمن باع 


ليه )1١(‏ - برضن : ١٠5/1ك-ده‏ 6 





آخرته بالدنيا فقد خسر؛ لأنه أعطى الكثير وأخذ القليل» وأن الكافر اهتدى 
إلى رعاية مصالح تجارته هذه. 
ا ل ل م ولكن 


بالبعث شور 


ومع أننى اتجهت في تفسير الآية إلى مقابلة الدنيا بالآخرة فإن ما ذكر في 


الآية من لبث قدر ساعة من النهار يحتمل أن يكون ذلك هو عمرهم في الدنياء 
أو مدة بقائهم في قبورهم» لمول مايرون من البعث. 


تعذيب المشركين في الدنيا والآخرة 


ل م سي م سم 07 موزعم > 066 ا 0 2 قم و 
«إوَإمًا نيك بعص الى نيدم أؤ ينك كَلَنَا ترجعهر ثم أللّهُ سَبِيدٌ عل مَا 
لسع ل ليره تر يعو م يئء سي وى # ار لءسرو 50ح 0 سل 
يفعلوس. 9 و مم رَسُولَ فَإِذا 00 رسولهم فى بيتهم بالقسط وس 


:1 
5 
1 


عَدّ إن ٠‏ يم طفق © قل لآ أَمَلِكُ 
0 


مش وو ملاع 
عذابة ينا أو 


3 6 
5 
١‏ 
5 
لع مد 
:2 
4 5 
37 : 
ان 
ِ لح 
3 
د المة ١‏ 


8 
3 
2 
ملعا 


١ 
1 ١ 
1١ 
م‎ 
(9 
9 
1١ 
ءا‎ 
5 0 
0 
ا‎ 
5 
5 
1 8 
0 2 
2 قي‎ ١ 
الى‎ 256 
5 ١ 
0 بلع‎ 
بامارب‎ 5 
3 ا‎ 
١ 
عا‎ 
2 
الل‎ 
2 
١ 


سَتَمَيمُونَ () فل أرءء 
ندُ المجرئوت (© أَْدَ إِدَا ما وم امام يو اتن ود 2 ف 0 © 
ثم يبل لِلدنَ طَلموأ دوفو عَدَابَ كلذأر هل مرَونَ إلا يمَا كُمٌ عيبو 9© 
# وَتْتبْبكَ أحَنّ هو هل إى ور إِتَمُ لحن ونآ شر يمُعجربد © وَل أن 

3 7 صذ 
لكل شن اطلدت عاق الارين لالد ررد وأسوا "التدامة المادراوا: العداي 
وَضقِح _يَيْتَهُم بِلْقِسَطٍ وَهُمْ لا يِظلَمُونَ (© آلآ إِنَّ ينه ما فى السَمْوتٍ 
لاض ألا إِنّ وَعْدَ أله حَنّ ولك فته لا يحلمون (©) هو يق وَييث وَإِليْه 
ورر 


6 لْليْءِ )١١(‏ - نوو : ١٠5/1ك-ده‏ 
القراءات: 

(+1 لملهر): 

بإسقاط الحمزة الأولى مع المد والقصرء قرأ قالون» والبزي» وأبو عمرو. 
وبتسهيل الهمزة الثانية قرأ ورش» وقنبل. 

وقرأ الباقون بتحقيقها. 

((ورق إِنَّمْ4: 


وقرأ نافع» وأبو عمرو (وربيّ إنه). 


أو 


ويه 


وبين منصوب على الظرف بمعنى وقت بيات. 


«مَادَا سَسْتَحَجِلُ4 يجوز جعله جواباً للشرطء كقولك: إن أتيتك ماذا 
تطعمني؟ ويجوز جعل جواب الشرط محذوفاً وهو: تندموا على الاستعجال أو 
تعرفوا الخطأ فيه. 

(وسْتَيْمْيَكَ 4 إما بمعنى: يستخيرونك» فيتعدى إلى مفعولين» الأول هو 
الكاف والثاني جملة «أَحَنّ مم جملة اسمية في موضع المفعول الثاني. وإما 
بمعنى يستعملونك فيتعدى إلى ثلاثة مفاعيل» فتكون الجملة الاسممية قد سدت 

و رتت إن حرقه: كون مع ال 1 انث افيه 

(إك وَرَيه) إي حرف يكون مع القسم بمعنى نعم» وجواب القسم 

« اميش 4 تستعمل «أرأيت» بمعنى أخبرني» والرؤية إما بصرية أو علمية» 
ولا" نستعمل ف غير الأمر العجيب مثل : «أرَءَيَتَ ألَِى 0 ريت 


2-8 و 


2 


©) تت ايّه ها © عدا ب مَل ©). 


لل )١١(‏ - يروي : ١٠5/1غ-ده‏ وي 
البلاغة: 


(إصَّرًا ولا نَقَمَا بينهما طباق. ومثله بين «بَِمًا أو عارك وبين «يي. 


٠. 2*6 000‏ © دح شح إر ام حر 1 
وبيت 4 وبين «ز سَتحرونَ 4 و «ر سَتويمون 4. 


اه ِنْهُ الْمْجْرِمُونَ4 فيه وضع الظاهر موضع المضمر للتهويل 
والتشنيع على الجرّمء كما أن هذا الاستفهام للتهويل والتعظيم. 


«أكْمَ 6 دخول حرف الاستفهام على ثم لإنكار التأخير لإبماههم» فلا يقبل 
المفردات اللغوية: 


و41 أدغيف: نهد نونز الخرطة يبنا اللزيية جل كك )تفبرثلن: 
إبْعْصٌ الى نم4 به من العذاب في حياتك» كما أراه يوم بدر» وجواب 
الشرط حذوف أي فذاك .«أّ تَوَيّئّك4 قبل تعذيبهم .يما تجفهز » 
فنريكه في الآخرة» وهو جواب: « تَوَمَنَكَ4 .<ثم أللّهُ سَرِيدٌُ4 مطلع أو مجاز 
عليه فإنه ذكر الشهادة وأراد نتيجتها .لعل ما بَفَعلُوتَ) من تكذيبهم 
وكفرهم» فيعذبهم أشد العذاب. 


«(وَلِكُلٍ أةِ» من الأمم الماضية .«يَّدَا بجحة رَسُوْهرْ) إليهم بالبينات 
فكذبوه .(تْيِىَ بَيَتَهُم يِلقِسَِ بالعدل» أي بين الرسول ومكذبيه» 
فيعذبون وينبَّى الرسول ومن آمن به .«وَم لا يِظَلَمَونَ» بتعذيبهم بغير جرم. 
فكذلك نفعل بهؤلاء. 


« وَبفُولُونَ مَىٍّ مد لْوَعَدٌ )4 بالعذاب» يراد استبعاد له واستهزاء به وقوهم 
ع و 8 سه ا 

خطاب للنبي كَكةِ والمؤمنين (١‏ إِلَا مَا شَآءَ أله أن أملكه أو يقدرني عليه؛ 

فكيف أملك لكم حلول العذاب .8 لِك أمَةِ لجل مدة معلومة لهلاكهم .كَل 


سرع ماج لير 
ا 


ْستَدوْنَ 4 يتأخرون عنه .« ولا سْتَفِمونَ يتقدمون عليه. 


3 له )1١(‏ - لوو : 5/1٠١‏ دده 


(ثُل يمر أخبروي .(إِنَ أَتَدَكُمْ عَدَابْمُ4 عذاب الله الذي تستعجلون به. 
(بَبِْنًا4 ليلا .(إمَّادَا يمَمْتَْجِلٌ مِنَهُ4: أي شىء من العذاب يستعجلونه» وكله 
شديد مؤلم لا يلاتم الاستعجال («٠‏ الْمُجْرمُونَ» المشركون. وجواب الشرط: 
هي جملة الاستفهام. كقولك: إذا أتيتك ماذا تعطيني؟ والمراد به التهويل» أي 
ما أعظم ما استعجلوه .(َالكَنَ4 تؤمنون؟ على إرادة القول. أي يقال لهم إن 
آمنوا بعد وقوع العذاب: آلآن آمنتم به؟ 9وََدَ كم يو مَنْتَْجُِوتَ4 استهزاء 
وتكذياً. 


(ثُمَّ مبِلَ لِلَدنَ طَلَمأ4 عطف على (قيل أو: يقال) المقدر قبل: (آلكنَ». 

(عَدَابَ للكار4 أي الذي تخلدون فيه أي المؤم على الدوام .هل ع 
ِلَّا يما كم مَكِْبْونَ4 أي ما تجزون إلا جزاء على ما كسبتموه من الكفر 
والمعاصى. 


(يتتلة » يستحبروتك ولخ 2 ) آي الحن ما تقول من الزعد الذي 
وعدتنا به من العذاب والبعث .لإقَلٌ إِى» نعم .« بِمُعْجِرِنَ4 بفائتين العذاب. 

«ظَلمَتَ)» بالشرك أو الكفر أو التعدي على الغير .(مَا في الْأَرضِ» ما فيها 
جميعاً من خزائن وأموال «١‏ لَأفَْدَتُ يه.4 لجعلته فذية ها :من العذاب يوم 
القيامة .([التَّدَامَة4 على ترك الإبمان .لما َأ اَلْعَدَابَ» لأنهم بهتوا بما 
عاينوا من الحول فلم يقدروا على النطق .( وَقْضِصَ بَدْنهُم 4 بين الخلائق. 
« بِالْقِسَطِْ) بالعدل .«وَهُمٌ لا يظلَمُونَ4 شيئاً. وليس هذا تكراراً مع ما سبق 
من القضاء بالقسط؛ لأن الله يقضي بين الأنبياء ومكذبيهم» والثاني فيه مجازاة 
لفكي هلال كاي الحكم بين الظالمين والمظلومين. 

آل يذ لقا بق التموك: والكض »ا قفري لقارتة «تغاك عن «الاثاية 
والعقاب. «ألآ إِنَّ وَعَدَ أله حَّ6 أي إن وعده بالبعث والجزاء من ثواب 
وعقاب كائن ثابت لا خلف فيه .«وَلكنَّ أَكْرَهُمَْ لا يتَلَمُونَ4 أكثر الناس لا 
يعلمون ذلك. لقصور عقوطم إلا ظاهراً من الحياة الدنيا. 


للد )1١(‏ - يوون : ١5/1ك-ده‏ " 





المناسيدة: 


بعد أن أبان الله تعالى خسارة المشركين المكذبين بالبعث الذين لم يبتدوا إلى 
وجوه الخير والصلاح» وأنهم سيعذبون» أوضح أن بعض هذا العذاب 
سيكون في الدنياء وبعضه في الآخرة» وهو تنبيه على أن عاقبة المأنبين مذمومة 


قيس هد 


وليس هذا حال محمد يك مع قومه. بل هو حال كل الأنبياء مع أقوامهم. 
ثم بيّن الله تعالى الشبهة الخامسة''2 من شبهات منكري النبوة. فإنه كلِةِ كلما 
هددهم بنزول العذاب» ومَرٌ زمان ولم يظهر ذلك العذاب» قالوا: متى هذا 
الوعد إن كنتم صادقين؟ واحتجوا بعدم وجوده على القدح في نبوته ككل نم 
أجابهم تعالى بأنه لو نزل هذا العذاب» ما الفائدة لكم فيه؟ فإن قلتم: نؤمن 
عنده» فالإيمان وقت الإلجاء والعسر باطل» فيكون هذا العذاب في الدنياء ثم 
يعقبه عذاب آخر أشد منه يوم القيامة؟ ش 


عاب #ترصو 


وبالرغم من سؤالهم: مق هذا الْوَعَدُ4 وإجابتهم» عادوا مرة أخرى إلى 
الرسول يك يسألونه : «أَحَقٌّ هو أي المعاد والقيامة من القبور ثم العذاب؟ 
هو حق وأنه ليس للظالم شيء يفتدي بهء فإن كل الأشياء ملك الله تعالى» وأن 
ثبوت النبوة وصحة المعاد متفرعان على إثبات الإله القادر الحكيم» وكل ما 
سواه ملكة: 


التفسير والبيان: 


كان المشركون يكذبون الني كَل في توعده لهم بالعذاب» وكانوا يستعجلون 
نزوله تكذيباً له واستهزاء به» ويتمنون موته لتموت دعوتهء فرد الله تعالى 
عليهم مخاطباً رسوله كَلِِ: إن ننتقم منهم في حياتك لتقرّ عينك كما حدث يوم 


)١(‏ قد مضى بيان الشبهات الأربعة في هذه السورة. 


ال لل )١١(‏ - نوي : ١٠45/1غ-ده‏ 





بدر وحنين وغيرهماء فذاك؛ وإن توفيناك قبل ذلك فمصيرهم ومنقلبهم إلينا 
بكل حال. فنريك عذابهم في الآخرة» والله مطلع على افعامو بعدك ‏ 
: ل ا وذلك كقوله تعالى: فون ما فيك بض 
َزِى تَعِدَهمٌ سك َإِنَمَا عَليَكَ البللع و1 وَعلْيمَا لْلْسَابُ 62 4 [الرعد: /1١‏ 


.]4٠ 


ا 


وهذا يدل على أنه تعالى يُري رسوله أنواعاً من ذل الكافرين وخزيهم في 
: الدنياء وسيزيد عليه بعد وفاته. 


وهذا ليس حال الني كك مع قومه. بل هو حال الأنبياء كلهم مع 
أقوامهم» فإنه تعالى أرسل لكل أمة من الأمم الخالية رسولاً» يدعوهم إلى 
الإيمان بالله واليوم الآخرء وإلى العمل الصالح مناط النجاة في الآخرة,ٍ وهذا 
يدل على أن كل جماعة ممن تقدم قد بعث الله إليهم رسولاً : «وإن بَنْ أَمَةِ ِل 
خلا فا نير 6 [فاطر: 0م/4]] . 


فإذا جاء رسوطم إليهم بالبينات فكذبوه» قضى الله بينه وبينهم بالعدل» 
فيعذبون. وينجي الله رسوله ومن صدقه. وهم لا يظلمون في قضائه شيئا» 
مما ينزل بهم من عذاب» فلن يكون عذاب بغير ذنب ارتكبوه. 

ويقول كفار قريش للرسول يَكِِ وللمؤمنين تكذيباً واستهزاءء كلما هددهم 
بنزول العذاب على شركهم وم ينزل: متى يقع هذا الوعيد» إن كنتم صادقين 
في #بديدكم وقولكم؟ 

فأجاء بهم الله تعالى بجواب يحسم هذه الشبهة: قل أيها الرسول لمن يستعجل 
العذاب: إني بشر لا أملك لتفسى ضرا أمنعهء ولا نفعاً أجلبه إلا .ما شاء الله 
أن يقدرني. والمراد أن إنزال العذاب على الأعداء وإظهار نصر المؤمنين لا يقدر 
علية أحد [لآ الله يانه :ونه تعالى ما:عيق لذلك الوعيد وفنا شعيئاً » فهذا 
من شآن الإله» وأما الزرسول فنهمتة مقضورة عل البلية: اجا من ند الله. 


لله )١١(‏ - نونتيم : 5/٠‏ 6ه ا" 


والاستثناء هنا فى رأى أها, السئة منقطع» أى ولك ما شاء الله من ذلك 
ي راي . من 
كائن. ْ 


ولكل أمة من الأمم مدة من الزمن أو العمر مقدرة» فإذا جاء أجلهم» لا 
يملك رسولهم ولا غيره أن يقدمه ولا أن يؤخره ساعة من الزمان المقدر له. 


وهذا يدل على أن الجزاء يحصل مع حصول الشرطء لا متأخراً عنه» وأن 
حرف الفاء لا يدل على التراخي» وإِغما يدل على كونه جزاء.. 


ثم أجابهم الله تعالى بجواب آخر: طقل أَََبثْرَ إِنَ أَتَدكُم4 أي قل لهم أيها 
الرسول: أخبروني عن حالكم وما يبمكنكم أن تفعلوه إن أتاكم عذابه ليلاً 
وقت مبيتكم» أو نهاراً وقت شغلكم.. 

وأي نوع من العذاب تستعجلون, أعذاب الدنيا أم عذاب الآخرة؟ وكل 
من العذابين واقع شديد» وأي عذاب تطلبون تعجيله فهو جهل وحماقة؟ فأي 
فائدة لكم فيه؟ إن قلتم: نؤمن عنده» فالإيمان وقت الشدة واليأس باطل» 
فالعذاب القريب هو عذاب الدنياء ويعقبه يوم القيامة عذاب آخر أشد منه. 


أ 7 


وهذا معنى قوله: (أَثْدٌ إِذَا ما وَثَمَ َمَنثُم يوء» أي أتنتظرون بجيء هذا 
العذاب للإبمان؟ فإذا وقع بالفعل آمنتم به» في وقت لا ينفع الإعان»ء ويقال 
لكم توبيخاً: آلآن آمنتم بالله والرسول اضطراراً وقسراًء مع أنكم كنتم قبل 
ذلك تستعجلون العذاب على سبيل السخرية والاستهزاء والتكذيب 
والاستكبار؟! ودخلت ألف الاستفهام على (ثم) للتقرير والتوبيخ» وليدل 
على أن معن الجملة الثانية نعد الأولى. 


ثم يقال للذين ظلموا أنفسهم بالكفر والعصيانء وتكذيب الرسول 
ووعيده: تجرعوا عذاب الله الداتم لكم أبداً. هل تجزون أي لا تجزون إلا بما 
كنتم 3 تكسبون وتعملون باختياركم من الكفر والمعاصي. 


24 لله )1١(‏ - برضن : ٠١‏ /5ك-ده 


وذكر هذه العلة: «يمَا كم تَكْيِبونَ) كلما ذكر العقاب والعذاب دليل 
على أن جانب الرحمة راجح غالباً» وجانب العذاب مرجوح مغلوب. 


وظاهر الآية يدل على أن الجزاء من جنس العمل» ويوجب العمل؛ لأن 
ذلك الجزاء عند أهل السنة واجب بحكم الوعد المحضء وعند المعتزلة فلأن 
العمل الصالح يوجب استحقاق الثواب على الله تعالى. 


والآية قل أيضاءقل كون اسن نكسي لضن والع تلزنا للجيية. 


وبالرغم من جواب الله تعالى بما ذكر عن سؤال الكفار: 9«مَىَ هذا 
الْوعَدُ )6 فإنه أخر سبحانه أنهم رجعوا إلى الرسول مرة أخرى » وسالوة مرة 
أخرى». عن ذلك السؤال» فقال: ([ وسسَنِسويكَ )6. 

أي ويستخيرونك أيها الرسول أن تخبرهم عن عذاب الدنيا والآخرة أحق 


أنه سيقع على ما نكسبه من المعاصي في الدنياء أم هو مجرد إرهاب وتخويف؟. 


وتكرار السؤال دليل على أن القوم تملّكهم إحساس شديد بالقلق والخوف 


0 ل 0 ا ا وما 
نكم كم ما بدأكم من 0 ةنمآ ع 1 3 م ا 0 م ف 
رس د رساو اه 0 
50006 َزكْمْ) زسبا: 4+ + . وفي التخاين : «يَممَ رن كرا 
ل ل قن نل وين لقنل 2 نا ينا ع كك عل 7 


[التغابن: 5م . 


0 


لم لصم 


ليه )1١(‏ - برضي : ١٠/50ئ-ده‏ حك 


ثم أخبر الله تعالى عن بعض مضايقات وأهوال القيامة فقال: ‏ 44 
فين 4 أي أنه إذا قامت القيامة يود الكافر لو افتدى من عذاب الله بمل 
الأرض ذهباً. 


وأسروا الندم: وهو ما يجد الإنسان في نفسه من الألم والحسرة عقب كل 
فعل ضارّء لما رأوا العذاب الشديد» فصاروا مبهوتين متحيرين. وقد يجهرون 
بالندم كما قال : «يَحَُرَقٌ عل ما َكَْتٌ فى جنب أللو4 [الزمر: 155/88 ثم بين 
تعالى أنه لا ظلم حيتئذ فقال: «[ وَحْض ينهم بل َس أي وحكم الله بين 
الظالمين والمظلومين بالعدل: لأن الكفار وإن اشتركوا في العذاب» فإنه لا بد 
. وأن يقضي الله تعالى بينهم بالحق» رفعاً لا ظلم به بعضهم بعضاً في الدنياء 
فيكون في القضاء تخفيف عذاب بعضهمء وتثقيل عذاب الباقين. 

ثم أتبع ذلك الإعلام وأنه ليس للظالم شيء يفتدي بهء بأن الملك كله لله وأنه 
المعاقب فإن الله مالك السماوات والأرض» وكل الأشياء ملكه وفي سلطانه» 
وأن وعده حق كائن لا محالة» ولكن أكثر الكفار منكري البعث والجزاء لا 
يعلمون أمر الآخرة والمعادء لغفلتهم عنهاء وعدم إعاهم بالإله القادر 
الحكيم» فأبان تعالى لحم الحقيقة» 00 


والدليل على قدرته تعالى على البعث والجزاء والثواب والعقاب أنه تعالى 
هو امحيي والمميت» وإليه مرجع الخلائق حين يحييهم بعد موتهم. فيحشرهم 
للحساب والجزاء على أعماطهم. 


فقه الحياة أو الأحكام: 
دلت الآيات على ما يلى: 


ات غناك الققارا ديد فاق ف الننا والأعرك دق الدنيا يتيرق 
بال هزيمة والذل والخزي ونحوها من القلق والخوف., وفي الآخرة بعذاب النار. 


لف للد )1١(‏ - لضي : 1٠١‏ /5ع-ده 


أشد وأكثرء مما يدل على أن عاقبة المؤمنين محمودة» وعاقبة المذنبين مذمومة. 


١‏ - لكل أمة رسول شاهد عليهم» فإذا جاء رسولهم يوم القيامة قضي 
بينهم» وكذلك لا يعذب الناس في الدنيا حتى يرسل الله إليهم رسولاًء» فمن 
5 8 0 و رض حمطت ولاس ل ماه 
آمن فاز ونجاء ومن ل يؤمن هلك وعُذَّب ؛ لقوله تعالى: «إومَا كا مُعَدَّبِينَ حَقَّ 
ل رَسُولً 6 [الإسراء: 1197/ 16] . 

“ا - القضاء بين العباد حق قائم على العدل المطلق» وهم لا يعذبون بغير 

- النقاش حول نزول العقاب الإلمي ونجيء القيامة قديم بين الأمم مع 
الرسل عليهم السلام» وبين الأمة العربية مع الني ككل وهو مستمر داتم بين 
الكفار ودعاة الإسلام المصلحين. 

هَ - إنزال العذاب مقدر بأجل معين في علم الله تعالى» ولا يملك إنزاله إلا 
الله تعالى» ومتى حان وقت هلاك أمة من الأمم» فلا يتأخر ولا يتقدم لحظة. 
وليس لرسول أو نبي أو غيرهما الحيلولة دون وقوع العذاب المقرر. 

5 - استعجال العذاب لا نفع فيه» وإنما النافع هو الإيمان قبل نزول 
العذاب» فإذا نزل فلا فائدة ولا نفع فيه؛ لأن إيمان اليأس غير مفيد ولا 

والقائل في قوله: «َآكَنَ وََدَ كت بد مَنْتََمِلْوْتَ4 إما الملائكة استهزاء 
بهم وإما من قول الله تعالى. 

- تبكيت الظالمين بما يقال لهم: «دُوقُوا عَدَابَ لُلْدْاّرِ» أي الذي لا 
ينقطع ‏ والحزاء لد يكون إلا جزاء الكفر والعصيان. 


ليد )1١(‏ - وض : ١٠5/1كدده‏ لق 


م - قيام الساعة والبعث والمعاد حق ثابت أقسم الله ورسوله على أنه حق 


- لا يقبل من أحد الفداء عن ذنبه؛ لأن الله هو مالك السماوات 


والأرض وكل شيء في ملكه وسلطانه» كما قال تعالى: (إِنَّ أَلَدنَ كقروأ وَمَانوأ 
وَهُمَ كدر فلن يِفَل ين لَحَدِهِم يَلْ الْأَرْضٍ ذَهْبًا وَل مد يذه ذال 
عمران: 7/79 91] . 

م - يندم الكفار والظلمة والعصاة على أعمالهم في الدنياء وهم إما أن 
فو الندامة أخياناء وإفا أن يظهزوها أحيانا أخرئ. ورؤساء الفلالة فوخ 
ندامتهم عن أتباعهم قبل الإحراق بالنار» فإذا وقعوا في النار ألهتهم النار عن 
التصنعء بدليل قوطم: «إربًا عَلَتْ عَلَِْنَا سْقَوبًا وحكُدًا هرما صَاإت »4 
[المؤمنون: ]٠١7/77‏ فبيّن أنهم لا يكتمون ما بهم. 

١‏ - القضاء بالعدل بين الكفار أنفسهم لدفع الظلم الذي كان بينهم واقع 
أيضاً في الآخرة» فيخفف العذاب حيئئذ عن المظلوم» ويزاد على الظالم. 

5 - تنبيه الناس قاطبة على أمور هى: أن الله مالك السماوات 
والأرضء وأن وعد الله حق كائن لا محالة فلا مانع بمنعه من إنفاذ ما وعده 
وأنه يحبي وعيت. وإليه مرجعهم. وأنه القادر على ما يريدء العليم بأماكن 
وجودهم قبل البعث والحشر في البر والبحرء وأن أكثر الكفار منكري البعث 
غافلون عن أمر الآخرة» مقصّرون في الاستعداد لما. 

والله تعالى في الآخرة كما في الدنيا قادر لذاته على الإحياء والإماتة» لا 
تزول قدرتهء: والمادة القابلة بالذات للحياة والموت قابلة مما أبداً. 


بح لله )1١(‏ - نوضيض : ٠١‏ /لاه-مه 


مقاصد القرآن الكريم 


ا كسم اكع م سر ل ا كس معو كا أ ا كل م 
ؤٍْ 1 صا ألنّاسن قل نكم مَوَعِظلْة من َب وشفاء لما ف ألصَدَور وهدى 


0 الح ا 8 2 


ا م 56 و2 لس سروس ا ا لور 5-704 
وحمة ِلَمُؤْمِنِينَ 69 ل بَِصْلٍ الله وميد مَدَيِكَ فبِفَرَحواً هو حَيرٌ هما 
2 تائيه بتر جد 
جَمَعوَكَ 4©9 
القراءات: 

لخ ا اي لسعم 


وقرأ ابن عامر (فلتفرحوا.. تجمعون). 


مَوْعِظَةٌ 4 «إوَسَْاة4 (وَهْدَى وَينمَة4 التدكير للتعظيم. 

«يِتضْلٍ آل الباء متعلقة بفعل يفسره قوله: «هَِدَلِكَ طَبَمْرَحُوا. أي 
فليعتنوا أو فليفرحوا ثم قال: «إهِّدَيِكَ فليَفَرَحُوأ4 وفائدة هذا التكرار: التأكيد 
والبيان بعد الإجمال. والفاء بمعنى الشرطء» كأنه قيل: إن فرحوا بشيء» فبهما 
فليفرحوا. وإعادة الباء ( يِعَصْلٍ)» « وَبَتمَهِ4 دليل على أن كلاً منهما سبب في 
الفرح. وقوله (بذلك) للواحد والاثنين والجمع. 


البلاغة: 
«(وشقاء لْمَا فى الصَّدُورٍ4 مجاز مرسل من قبيل إطلاق امحل وإرادة الحال» 
أي شفاء للقلوب الى في الصدور. 
المفردات اللغوية: 
يبا ناس أي أهل مكة وغيرهم .«( مَوْعِظَّة 4 أو عظة: هي الوصية 
بالحق والخير واجتناب الشر والباطل» بأسلوب جمع بين الترغيب والترهيب. 


لوه )1١(‏ - لواصم : ٠‏ /لاه-مه اينف 





(وشفاة لما 2 أَلصُدُورِ 4 ودواء من العقائد الفاسدة والشكوك .(وَهدَى »6 
بيان الحق من الضلال» والبيان ف العقيدة بالمرهان» وق التشريع العمل ببيان 
وري زع 3 ١‏ 1 0 

المصالح «رومة »© رقة تقتضى الإحسان والعطف. 

بِعَضَلٍ أله التوفيق لتزكية النفوسء» أو هو الإسلام .2 وَبَمَيِكِ 4 أي 
ثرة الفضل أو هي إنزال القرآن . «يَّدَلِكَ4 الفضل والرحمة .« لَسْرَحوأ4 
الفرح والسرور: انفعال في النفس بنعمة حسية أو معنوية ترتاح له وتستمتع 
به. 


3 


بعد أن أقام الله تعالى الأدلة على أسس الدين الثلاثة: وهى التوحيد» 
والنبوة» والبعث» ذكر التشريع العملي وهو القرآن» وأبان صفاته ومقاصده 
الأربعة. 
التفسير والبيان: 

يا أيها الناس» قد جاءكم كتاب جامع لكل. المواعظ أو الوصايا الحسنة 
التي تصلح الأخلاق والأعمال وتزجر عن الفواحش» وتشفي الصدور من 
الشكوك وسوء الاعتقاد» وتبدي إلى الحق واليقين والصراط المستقيم الموصل 
إلى سعادة الدنيا والآخرة» وترحم المؤمنين رحمة خاصة. 


وهذه هى صفات القرآن المجيد أو خصائصه. 


- كونه موعظة حسنة من عند الله يجمع بين الترغيب والترهيب» 
فيبعث على فعل الحسن وترك القبيح» مثل قوله تعالى: (هدَا باد لاي 


لعو ص رماس سا خا 


وهدى وَموْعِظة ِلْمْتَقِيََ 269 [آل عمران: 17*48/9] . 


5 - شفاء لما في القلوب من الشبهات والشكوك والتفاق والكفر وسوء 


11 لله )1١(‏ - لوض : ٠١‏ /لاه-مه 





الاعتقاد والخلق كقوله تعالى: «وِبْيَرْلٌ مِنَ الْفُرَان ما هو شْفَله وَيَحَةُ 


س2 3 رس دس 


وُمِنينَ ولا ميد لظدبيِينَ 31 عر 5 49 7الإمراء: 107 كم . 


سَّ معاواق حل والدن والضر اناا لمتقيم خاو اسعاد ل البدنيا والآخرة 
كقوله تعالى: لاقل هُرٌّ لِلَدِيت عَامَنُواْ هف وَشك4 [فصلت: ]44/4١‏ . 


3 


- رحمة للمؤمنين خاصة. ينجيهم من ظلمات الضلال إلى نور الإعان» 
ويحجبهم من النيران» ويرفعهم إلى درجات الحنان. وخص المؤمنين ؛ لأنهم 
المنتفعون بالإعان. 


قل أبها الرسول للمؤمنين: ليفرحوا بفضل الله وبرحمته ببذا الذي جاءهم 
من الله من الحدى ودين الحق» فإنه أولى ما يفرحون به. وقوله: 9إهِدَلِكَ 
ففَرَحوأ4 يفيك الحصر. ٠‏ يعني يجب ألا يفرح الإنسان إلا بذلك. روى ابن 
مردويه وأبو | لشيخ ابن حيان الأنصاري عن أتسئ طرفو «فضل الله : 
القرآن. ورحمته: أن جعلكم من أهله» وقال الحسن البصري والضحاك وقتادة 


ومجاهد: «فضل الله: الإمان. ورحمته: القرآن». 


إن الفرح بما تفضل به الله وبما رحم به المؤمنين هو أجدى وأنفع من كل 
ما يجمعونه من الأموال وسائر خيرات الدنياء لا محالة ؟ لأنه يودي إلى سعادة 
الدارين» وتلك الأموال سبب السعادة في الدنيا فقط. 


فقه الحياة أو الأحكام: 


هذه الصفات الأربع هي صفات القرآن» ففي القرآن المواعظ والحكمء 
وهو الشفاء النافع من الشك والنفاق والخلاف والشقاق» وهو الحدى أي 
الرشد لمن اتبعه» عصمة لمن تبعه. ونجاة لمن تمسك به. ورحمة أي نعمة كبرى 
خاصة بالمؤمنين. 


وإن فضل الله ورحمته من أعظم دواعي الفرح والسرور» بل لا فرح ولا 


لله )1١(‏ - بوضن : ٠١‏ /روه-.5] 16" 


سرور بغير فضل الله ورحمته» وفضل الله: الإبمان»ء ورحمته : القرآن. وهذا قول 
|الحسن والضحاك ومجاهد وقتادة. وعن أبي سعيد الخدري وابن عياس رضي 
الله عنهما العكس تماماً. فقالوا: فضل الله القرآن» ورحمته الإسلام. 

وعلى كل فإن مصدر الفرح الصحيح للمسلين فتان” الإعان اق 
الإسلام» والقرآن. وإن فضل الله و رحمته خير للمؤمنين مما يجمعون من حطام 
الدنيا؛ لأن الآخرة خير وأبقى» وما كان كذلك فهو أولى بالطلب 
والتحصيل. روى أبان عن أنس أن النبي كَل قال: «من هداه الله للإسلام» 
وعلمه القرآن» ثم شكا الفاقة» كتب الله الفقر بين عينيه إلى يوم يلقاه» ثم تلا : 


دي سم رود بزح راعيو 0 وس سه عو لس ساح سهر 


(ثْلْ بِمَصّلٍ أله ورمتف مَذَلِكَ مَيْفْرَحوا هو حَيْرٌ يما يحَمَعُوَ 69 4. 


الإندكار على المشركين بالتحليل والتحريم للأنعام 


جل« ورجير يه ع مه ميو بيسلا اس 2 دمدجيي رعو ساي مرادداى ره 

بعد -- ص 
29 ٍ. ره ِ رم ري دمر 2 7" مدوعو ل سد مس 
الله أذرت ف الله تفرودت 22 و ظنّ الذرت يفترون عَلّ ألله 
م 2 سر مم مع اسه م سر لسر ع 22م م جو 7 
الكذب بوم لفِيلمَةٍ إرتَ ١‏ و فَضِلٍ عل النَاسٍ وَلكنَ أكيرد لا ون 


(16 أنَرَل4 «416: منصوب ب «أنَرَلَ) أو ب « ريسم فإنه بمعنى 
أخبروني. 


يوم الْقيَمَةِ4: منصوب بالظن» وهو ظن واقع فيه؛ أو منصوب على 
الرف 


صم ب أ ل ره 


«حَرَمًا وَسَلََا4 بينهما طباق. 


حلش للد 01 - اليو ٠١ ١‏ لوده 
«إقَلٌ آله 4 كرر الفعل للتأكيد. 
(َأللَهُ أؤمت لَكُمْ4 الاستفهام للإنكار. 


و «[أمَ 4 منقطعة بمعنى بل» ومعن الحمزة فيها تقرير لافترائهم على الله» 
بمعنى: بل أتفترون على الله تقريراً للافتراء. ويجوز أن تكون متصلة ب 


المفردات اللغوية, . 


(ارءيثر 4 أخبروني .لز كَآ أَنيّلٌ أنه 4 ما خلق «لكم» أي ما حل لكمء 
ولذلك وبخ على م فقال: «( فَجَعَاسم يْنْهُ حَرَامًا وَعَلَلَا4 كالبحيرة 
والسائبة والوصيلة .9 كَل عَألَهُ أذمت لَكُم 4 في ذلك بالتحليل والتحري؟ لا. 
«(أم4 بمعى بل .2 تَفترورت» تكذبون بنسبة ذلك إليه. 


3 


وما كن اليرت أيء أي شيء ظنهم به .ريز الْقيَمَةٍ4 أيحسبون أنه لا 
يعاقبهم عليه؟ وفي إمبا بهام الوعيد تبديد عظيم .9 إدتِ أله ذو صسَلٍ عل 
ا ل وهداهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب» 
وأنعم عليهم بنعم كثيرة» وأمهلهم في العقاب ولكن ممم ا 00 
هذه النعمة. 


المفاسية 3 


بعد أن أثبت الله تعالى في أوائل السورة الوحي والنبوة» ذكر طريقاً آخر في 
إثبات النبوة: وهو أن التشريع بالتحليل والتحريم هو حت الله تعالى» وأن 
الأصل في الأرزاق والأشياء الإباحة» فتحريم بعض الأشياء وتحليل بعض» 
مع تساويها في الصفات والمنافع» دليل على اعترافكم بصحة النبوة والرسالة؛ 
لأنه لم يقم لكم دليل عقلي ولا نقلي على هذا التمييزء فهو منهج فاسد باطل» 
وأن ما عليه الأنبياء هو الحق. والصواب. 


للد )1١١‏ - نوضصن ٠١ ١‏ /روه-.5 نف 





التفسير والبيان: 


ينكر الله تعالى على المشركين فيما كانوا يحلون ويحرمون من البحائر 
والسوائب والوصايل» كقوله تمان : (وَجَمَأوا 0 7 برجب الحعرق 
لأسن كيبا تقالو هنذا بل مهم م ومندًا 20 [الأنعام : / 
ا اقلق لقالا كدوك أ 0 للختت 
1 0 8/5] وقوله: دالوا مآ :فن» طون زو المشكر 
حال لع لِصَه إرحكورا ل 6 79 زجنا [الأنعام: 5 *] وقوله: ( تَمَلبيّة 


أزوج م الككان: الي زمري الم كان 1 َل انكر حَرَّمَ أو انين 
َم أ 


أَشْتَمَرَتَ عه رام الْدنييَينِ 6 [الأنعام: 157/5] . 


ورد الله تعالى عليهم كل ماشرعوه من تحليل وتحريم بقوله: (إمَا جَعَلَ الله 
ا عر سي سر سي ليس سلا 
سن حبر ولا سايبخ ولا وصيلةٌ ولا حار 4 [المائدة: ه/ 1٠١7‏ . 


ومعنى الآية: قل أيها الرسول لمؤلاء المشركين كفار مكة : أخبروني عما 
أنزل الله من رزق حلال لكم للانتفاع به فجزأتوه أو بَعَضْتْمُوه وقلتم : هذا 
حلال وهذا حرام بزعمكم» أخيروني : أللّه أذن لكم ف التحليل والتحريمء 
فأنتم تفعلون ذلك بإذنهء أم تكذيون على الله» في نسبة ذلك إليه. 


والآية توبيخ على التبعيض» وزجر بليغ على التهاون في الفتوى» وباعثة 
على وجوب الاحتياط فيما يسأل عنه العالم من الأحكام» وألا يقول أحد في 
شيء : جائز أو غير جائز» إلا بعد إيقان وإتقان» ومن لم يوقن فليتق الله 
واتضييك” وإلا فهو مفتر على الله''»» كما قال تعالى : (ولا تَفوَُوا لِمَا صف 
لحم لكب هذا حَلَلُ وَمَدًا حَرَامٌ تدروأ عَكَ لَه الْكَدبَ) [النحل: 


.]١ ١5/15 


7/8/7 الكشاف:‎ )١( 


11 لل )1١(‏ - الوضنم ٠١ ١‏ لوملى5" 





(وَمَا طن لبرت4 المعنى: أي شيء ظن المفترين في ذلك اليوم ما يصنع بهم 
فيه؟ وهو يوم الجزاءء والإحسان والإساءة» أيظنون أنهم يتركون بغير عقاب 
على جريمة افتراء الكذب على الله أو أيحسبون أن الله لا يؤاخذهم به؟ وهو 
وعيد عظيم حيث أبهم أمره. اي شتام كرد إلى ١‏ كنا كال لجار 
(أه نهر نكا ا لم ين يب نا كأ يف 101 4 [الشورى: 
5 . 


له 


(إت لله لو ضْلٍ عَلَ ألنّايي4 حيث أنعم عليهمٍ بالعقل» ورحمهم 
بالوحي. وتعليم الحلال والحرام» وتشريع الدين» وفضّل عليهم بالرزق 
وجعل الأصل فيما رزقهم من المنافع الإباحة» ولكنه جعل حق التحليل 
والتحريم إليه وحده. كيلا يُعبَّثْ به» كما عَبِّث به الأحبار والرهبان» ولم يحرّم 
عليهم إلا ما فيه ضرر بهم في دنياهم أو دينهم. 

(يَلكنَّ أَكْرْهُمُْ لا يَشْكْرُونَ4 هذه النعمة وذلك الفضل كما قال تعالى: 

58 رح ا سا سم صمايأاسلا 
«وقَللٌ من عبادى الشّكور 4 [سبأ: 1/85] ولا يتبعون ما هدوا إليهء» بل 
يحرمون ما أنعم الله به عليهم. ويضيقون على أنفسهم. فَيَجِعلونَ بعضاً حلدلة 
ويفا جراماء وقد وقع في هذا المشركون فيما شرعوه لأنفسهم. وأهل 
الكتاب فيما ابتدعوه في دينهم. وربما وقع فيه بعض المسلمين» فتغالوا في 
نبج الإسلام في التوسط والاعتدال في الإنفاق» كما قال تعالى: «إوَلا يَحَعَلُ 


بذك معلواة درك حقلت ولح ده بتنطهتا كن اتن مَنمعْدَ مما شور ©» 
(الْبَرَاء: 4:/14؟] وقالسببحاتة > +[ لسفق. دو -سعة ين سمية- ومن ين عد 


< و سج 


ذْقُمُ فق يمآ انه أَنَدُ لا يُكِلِتُ أَمَّهُ كسا إِلَّا مآ َامَنْهَا)4 [الطلاق: 8/10 . 


إلا 


عَلُقمة مرفوعاً : «إذا آتاك الله مالاً فليْرَ عليك. فإن الله يحب أن يُرى أثرٌه على 
عبذده عونا ولا يحب البؤوس ولا التباؤس». 


لله )1١(‏ - برهن : ٠١‏ /لوه-.. 11 


وأخرج أحمد عن أبي الأحوص عن أبيه قال: «أتيت رسول الله كَل وأنا 
رَث الهيئة فقال: هل لك مال؟ قلت: نعم» قال: من أي المال؟ قلت: من 
كل المال» من الإبل والرقيق والخيل والغنم. فقال: إذا آتاك الله مالا فلير أثر 
نعمته عليك وكرامته». 


فقه الحياة أو الأحكام: 


أ - الشيء الذي جعله أهل الجاهلية المشركون حراماً: هو ما حكموا به 
من تحريم البحيرة والسائبة والوصيلة والحام» كما ذكر في سورة المائدة» وهو 
أيضاً المذكور في سورة الأنعام من جعل نصيب من الزروع والثمار والمواشي 
لله تعالى يصرفونه إلى الضيفان والمساكين: 0 نصيبا يصرفونه إلى 
شنكي ماقا غال: ركعلا د يما دزا مرت الككرية رالا كي 


5-4 


تصِيبًا) [الأنعام: 115/5 . 


5 - مصدر التشريع هو الله عز وجل» وحق التحليل والتحريم لله لا 
لاحن سواه من الخلق ولو كان ا رسولاً. فإن كانت الأحكام من الله 
تغال فيو المزاد يقولة + «زعالله ادر ل وإن كانت ليست من الله فهي 
افتراء» وهو المراد بقوله تعالى: (أرّ عل طٍِ عل أله شروت 4. 

ما - توبيخ من تجرأ على تبعيض الأحكام الشرعية» فجعل بعضها حلالاً» 
وبعضها حراماً. وهذا أيضاً تنديد بمن يتهاون في الفتوى» ولا يحتاط في 
وصف الأحكام. فيحلل أو يحرم برأيه دون تثبت ولا تيقن. 


ة - وعيد من يفتري على الله الكذب» فينسب الحكم إليهء وهو منه براء. 


هَ - معاقبة المفترين يوم القيامة على جرعة افتراء الكذب على الله. 


فق ليه )1١(‏ - لوض : "0١/1١‏ 


ناث قبا صاحب الفضل العظيم على الناس بإعطاء العقل» وإرسال 
الرسل» وإنزال الكتبء وجعل التحليل والتحريم إليه دون سواهء» وجعل 
الأصل في المنافع والأرزاق والأشياء والأعيان الإباحة. 


- أكثر الكفار لا يشكرون الله على نعمهء ولا على تأخير العذاب عنهم. 
إحاطة علم اللّه تعالى بجميع شؤون العباد 
وأعمالهم وبكل الكائنات 


خم حت هك رما سوكرهم 8 عبج علطو يس اتيز 
دوا تَكوْنُ في َأ وما توأ من مِنَهُ مِن رَِانِ ولا تسمَلونَ ين عَمَلٍ إلا حكاً 
21 2 شُهودًا إِذ يصون فِيه وَمَا يَحَرْبٌ عن ريك من قال درو ف رض وَل 


ف التي :5 أصَمَرَ ين َلِكَ ل أَكرَ آ ف كنب تن 9©» 


وقرأ السوبىء و حمزة وقفاً (شان). 

«رفرءاني4: 

وقرأ ابن كثيرء وحمزة وقفاً (قران). 
يَحَرْبُ): 


ساسم 60 


كلك شك نين كلك 1 451+ 


جم 


وقرأ حهزة وخلف رولا أصغرٌ من ذلك ولا أكير). 


للد )1١«‏ - برضن : 1٠١‏ / ١ه‏ قف 





إن 

الإعراب: 

(وََا نَنْوَأْ مِنْهْ الماء تعود على (الشأن) على تقدير حذف المضافء. 
وتقديره: وما تتلو من أجل الشأن :من قرآن»: أى: يحدث لك شان فحلر 
القرآن من أجله. ومن: تبعيضية» أو مزيدة لتأكيد النفي. وإضمار القرآن قبل 
التصريح به تفخيم له أو لله عز وجل. 

(ولة أسَمَرَ4 (ول أكر4 النصب فيهما على أن (لا) نافية» و« أْصَعَرٌ 4 
اسمهاء و«إفى كِنّبٍ »4 : خبرها وهذا كلام مستقل بنفسهء مقرر لما قبله. ويجوز 
الرفع على الابتداء ليكون كلاماً برأسه؛ أو على العطف على محل : (إين يُثْقَالٍ 
درو وتقديره: وما يعزب عن ربك مثقالُ ذرة ولا أصغرٌ ولا أكبر. ويجوز 
الجرء مراعاة للفظ 9 يَتَْالِ4 لأن 2ٍيَنْعَالٍ درو في اللفظ مجرور. و« فى كِنْبٍ 
ين موضع الرفع لأنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو في كتاب مبين. 
المفردات اللغوية: 

(وَمَا تَكوْنُ4 يامحمدء و(ما): نافية» أي لست في شأن من عبادة أو غيرها 
إلا والربّ مطلع عليك .«مَأَنِ4 أمر مهم عظيم (وَمَا تلوأ َه من الشأن؛ 
لأن تلاوة القرآن شأن من شأن رسول الله كله بل هو معظم شأنه» أو ما 

تتلو من التنزيل من قرآن؟؛ لأن كل جزء منه قرآن» والإضمار قبل الذكر 
تفخيم له. أو من الله عز وجل «إوَلا تَمْمَلْوْتَ4 أنتم جميعاً أيها المؤمنون (الأمة 
والنبي) وهو تعميم للخطاب بعد تخصيصه بمن هو رأسهم لشْبُودًا4 شاهدين 
رقباء نحصي عليكم 9 إِذْ تُفِيصُونَ نيه أي تندفعون فيه وتخوضون أو تأخذون 
في العمل «إوَمَا يَكَرُبُ) وما يبعد عنه وما يغيب عن علمه «إيُنْقَالِ4 وزن 
رز أصغر غملة أو هباء إفي الْأَيْضِ وَلَا في أسَّمَآهِ أي في الوجود 
والإمكان (إِلَا فى كِنَبٍ مُبِينِ4 بيّن وهو اللوح المحفوظ. 


المناسية : 


بعد أن أبان الله تعالى أن القليل من الناس شاكرون نعم الله بدوام طاعته 


فف لله )١1١(‏ - وض : 01١/٠١‏ 





وكبيرها. وبكل الموجودات والكائنات كلها في السماوات والأرض» حق 
يحمنهم ذلك على الطاعة والشكر والعبادة وتجنب المعصية؛ لأنه إذا كان الحق 
تعالى غالاً بكل شيىءء مد الطاتعوت + وهدّد المذنبوة: 


التفسير والبيان: 


يخبر الله تعالى نبيه كلِ أنه يعلم جميع أحواله وأحوال أمته وجميع الخلائق في 
كل لحظة 


وما تكون أيها الرسول في أي أمر من أمورك الخاصة أو العامة» وما تتلو 
من أجل ذلك الشآن من قرآن يتزّل:عليك»: لتشر الذعوة بين الثامن إلا ونحن 


شهود عليكم. 


وفي التعبير بالشأن دليل على أن جميع أموره يَللِةٍ كانت عظيمة» حق 
العادات؛ لأنه قدوة حسنة للمؤمنين. وبعد أن خصه الله بأمرين وهما ووم 
كوْنُ في سَأَن 4 و روما تلوأ مِنَهُ ين هران 4 خاطب جميع الأمة التي هو رأسها. 

وضمير (إمِنَّهُ4 إما عائد إلى الشأن» وإما إلى القرآن أي وما تتلو من القرآن 
من قرآن؛ لأن القرآن اسم للمجموع واسم لكل جزء من أجزاء القرآن» 
والإضمار قبل الذكر يدل على التعظيم» وإما إلى الله أي وما تتلو من قرآن 
نازل من عند الله. 


ثلا تْمَْونَ4 أي ولا تعملون أيتها الأمة أي عمل صغير أو كبير» خير 
أو شرء وأي عمل كان» إلا كنا عليكم شاهدين رقباء مطلعين» نحصى 


«(إِذْ تُفِيصُونَ فِيهو4 أي تندفعون وتأخذون فيه. أي في ذلك الشيء. 


لله )1١(‏ - وض : "01١/1١‏ يفف 





وما يبعد عن الله ولا يغيب عن علمه أي شىء» ولو كان مثقال ذرة أي 
وزن أصغر نملة أو هباء. وبه يضرب المثل في الصغر والخفة» ولا أصغر من 
الذرة أي أجزاء الذرة» وهذا يشير إلى نظرية أو مبدأ تحطيم الذرة واكتشاف 
جزيئاتهاء ولا شىء أكبر من ذلك؛ كالعرش الذي هو أعظم اللخلوقات» إلا 
الذي كتب فيه مقادير الموجودات كلها. 


وفي هذا دلالة إلى سبق القرآن إلى الإشارة إلى أصغر الموجودات ني الكون 
مما لا يدرك بالعين المجردة» وإنما بالمكّرات» كأجزاء الذرة والجراثيم» 
ويحتاج تكبيره إلى مئات أو آلاف المرات. كما أن هناك أشياء كبيرة جداً»ء أكبر 
من السماوات والأرض» وما فيهماء فإن بعض النجوم أكبر من الشمس 
والأرض والقمر بملايين المرات» والعرش أعظم المخلوقات. 


00 5م .م 5 - 2 00 ورد سا« يس سء شوو رمم اله حَّ 

ونظير الآية قوله تعالى: (# وَعِنِدَمٌ مَنَاتِعٌ أَلْميْبِ لا يَعَلَمهآ إلا هو 
مر ١‏ مر .0 مومس سروس اج سال ضح تررم مر سح« ١‏ © ل . ست سواط جات ا 
وَيَعَلَمَ ما فى لبر وَالسبَحرٍ وَمَا شسَمَط من وَرَقَةوَ إِلَا يَعُلَمُهَا ولا حَبَّةَ في 
له م+ هم لس مر 0 00 3 7 ع 
ظَلْمتٍ الْأْرْضٍ ولا رطب ولا ياس إلا في كتب مُبِينٍ [الأنعام: 09/5] أي 


أنه تعالى يعلم حركة الأشجار وغيرها من الجمادات» وكذلك الدواب 
السارحة. وكل ماهو موجود ف طبقات الأرض» وأجواء السماء. 
فقه الحياة أو الأحكام: 

إن كل من يتأمل في مدلول هذه الآية - ولا يتأمل فيها بحق إلا عالم مؤمن» 
واسع العلم والأفق والنظر - فيجد سعة علم الله الشامل» ورصده لكل شيء 
في الوجودء وأعمال جميع الكاتنات الحية» والناس قاطبة في البر والبحر 
والجوء يسيطر عليه الخوف والرهبة» وكتلئ قلبه اليقين بعظمة .الله تعالى» 
ويدرك أن جميع أعماله خصية عليه سواء أكانت صغيرة حقيرة أم كبيرة 


3 : 9 


ولو قيل: إن شاشة كبيرة من التلفاز (الرائي) تصوّر جميع حركات الإنسان 


"04-577١ ١ لوو‎ - )01١( نيفق ليه‎ 


على أشرطة مسجلة في منزله وغيره» وفي تنقلاته كلهاء وإن ما يرتسم على هذه 
الشاشة وما يسجل فيها من أصوات» سيعرض على حاكم الدولة» وسيحاسبه 
على أموره كلهاء هل أدى واجبه أو قصرء وهل أدى الأمانة والمسؤولية الملقاة 
على عاتقه أو خانهاء وهل أحسن أو أساء إلى نفسه أو غيرها من الأهل 
والجيران وامجتمع» لو قيل ذلك» وقدّر كل إنسان ما يرصد عليه في هذه 
الشاشة في يوم أو شهر أو سنة أو في العمر كلهء لفكر تفكيراً دقيقأ جدأء 
والتزم درب الاستقامة.» حى لا يعرّض نفسه إلى الإهانة. 

وهكذا - ولله المثل الأعلى - رَصْد الله لحركاتناء وعلمه بجميع أعمالناء 
بل اطلاعه على ما تكنه نفوسناء بملاً النفس رهبة وخوفاء فسبحانك يارب لا 
يسعنا إلا سترك وعفوك ورحمتك. وكفى ببذه الآية باعثأ على الطاعة 
والإمان» ورادعاً عن المعصية والكفرء وكفى بالله حسيباًء وهو أسرع 
الحاسبين. 


أولياء اللّه: أوصافهم وجزاؤهم 


00 2 بح خآ وء لء دسل ححص 


«ألآ اث أييك الله لا حَوَفْ طبهم ولا هم خرؤت © الت 


اموا وه ت © لوح الى ىن الحيزق الدنا وفل» اللقر يا 
يدل لكلت اله دالت هو الْموَدُ لْعَظِيم 4»©9 
الإعراب: 
(اذّرت َامَنْوا 4 فيه ثلا ئة أوجه: النصب على أنه صفة للآولياء أو بدل 
ددا أو النصب على المدح أي أخص أو أعني » أو الرفع على الابتداء» 
حره: ليد الكا» . 
0 أن 00 «الْسَرق 4 مبتدأ لود 4 خيرهء والحملة في موضع 


للد )1١(‏ - بوي : ١‏ 57/1-:> للق 


المفردات اللغوية: 

« ييه آنَّ4 أي أحبابه وأصفياؤه واللمقرّبون إليه» الذين يتولونه بالطاعة 
ويتولاهم بالكرامة» هم المؤمنون المتقون كما فسرتهم الآية» فكل من كان تقياً 
كان لله ولي .«(ولا هم يحروْت» بفوات مأمول. ' 

( وكاو يَتَقُوت» الله بامتثال أمره وخبيه « لسرن الخبر السارّء وهي ما 
بشّر الله به المتقين في كتابه وعلى لسان نبيه كَل وما يرهم في الرؤيا الصالحة» 
كما في حديث صححه الحاكم: يراها الرجل أو ثُرى لهء وما يسنح لهم من 
المكاشفات» وبشرى الملائكة عند النزع «وَفضٍ ألْآجِرَةَ) الجنة والثواب 
وتلقي الملائكة إياهم مُسَلّمين مبشرين بالفوز والكرامة .«إلا يََدِيلَ لِكَلِمَتِ 
أله لا خلف لمواعيده إدَلِلَت» المذكور. 
المناسبة: 
' بعد أن أبان الله تعالى إحاطة علمه بأعمال العباد وبجميع الكائنات ليكون 
ذلك باعثاً لهم على الشكر والعبادة» ذكر حال الشاكرين المتقين الذين حسن 
جزاؤهم في الآخرة. 
التفسير والبيان: 

إن أولياء الله الذين يتولونه بالطاعة والسادةةه ويتولاهم بالكرامة هم الذين 
آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخرء وكانوا يتقون الله بامتثال 
أوامره واجتناب نواهيه» فكل من كان تقياً كان لله ولياً. وأولياء الله هم الذين 
جمعوا بين الإيمان الصحيح والتقوى. فلا خوف عليهم في الدنيا من مكروه 
يتوقع» كما قال تعالى : 0 دوه وُحَاهُوق إن َم ومين 4 [آل عمران: / 
أي لا تخافوا أولياء الشيطان وأنصاره. 

ولا خوف عليهم في الآخرة مما يخاف منه الكفار والعصاة من أهوال 
الموقف وعذاب القيامة» كما قال تعالى: «لا كَرُنْهُمْ الْمَيَعٌ الت)» 
[الأنبياء: .]٠١*/5١‏ 


شف لوه )1١(‏ - نوون : ”5-7/٠١‏ 





ولاهم يحزنون في الدنيا من فوات مأمول» ولحوق مكروهء وذهاب 
محبوب؛ لأنهم يؤمنون بالقضاء والقدرء ويبتغون رضوان الله» كما لا يحزنون 
ف الآخرة من محاوف القيامة. 


روى البزار عن ابن عباس قال: قال رجل: يارسول الله » من أولياء الله ؟ 
قال: «الذين إذا رُؤوا ذُكر الله». 


وهم البشرى في الحياة الدنيا بالنصر والاستخلاف في الأرض ما داموا على 
شرع الله ودينه» يقيمون الصلاة» ويؤتون الزكاة 000 000 وينهون 
0 : (وَكَنصر الله من ينصرةة ارك لَه لَقَووكٌ عَرِيرٌ 
وى أ أ 0 
٠‏ ألِنَ إن مَكْتلَهُْ في الْأَرضٍ أقامو ألصَلوة واوا الكرة وأمروأ 
موقي ونهواً عَنِ لكر وَيِنَه 0 ة الود 2 [الحج : ]:١---‏ 
وقال سبحانه: #إوَعَدَ أله 7 0 كد وعقرا الستلكلت لمشني بق 
الْأْرض »4 [النور: 5؟08/1] . 


عن النبى كل في قوله: «لَهُمٌ اي الذيا وفن» ا 
«هي الرؤيا الصالحة» يراها المسلم أو ترق لدة: 


دمن اكات بشرى الملادكة كبا مين الحال وبالدرجة الرفيعة عند النزع : 
م د 


« اَن ' لوقلهم اميك ست يقولوت سلالم جك [التحل : 0 . 


وهم البشرى في الحياة الع صواتراي والنعيمٍ اه كما 


قال تعالى: «[بُبشْرَهُمٌْ رَبُهُم بَِحْمَةٍ هِنْهُ وَرِضُونِ وَجَنتٍ كم فيا 
0 عم 
مقيم 2 [التوبة: 9/١5؟]‏ . 


وتلقي ارم بالجنة» كما قال تعالى: إن ألَيبست كَالوأ 
ئ 20 رس لد عوك عه 


با أنَهُ كم أسَعَصمُوا ؟ تَتَّلْ عَلَيهِمٌ الْمَليِكَهُ ألا تخافوا ولا محروأ 
خا الجن لََى كش معدو () نحن أو أز4 م فى الْحَبَرة ألد: 


_ 


7” ٍ 0:-57/1٠١ : نوصي‎ - )1١( لله‎ 





وحمي | رعذ سس سم سر مجه ري ممم 2 م م ري 6 ا ورج 
الااخرو وا فِهَامًا مَقَتَقى أنفْسكم وأ فيهاما مَرَعونَ (9) زلا 


ذه 


سن عَفُوْرٍ نحم ©2 [فصلت: 85-٠ /5١‏ . 
«لا يدِيلَ لِكَمَتٍ لَه أي لا تغيير لأقواله» ولا إخلاف لمواعيدف 
كقوله تعالى: «إمَا يِبَدَلُ الْقوَلُ لَدَك4 [ق: ]14/0٠‏ ومنها تبشير المؤمنين بالجنة. 
« َلك هو اَمَو ألْمَِيمُ 4 أي ذلك المذكور وهو البشارة لهم في الدارين 
بالسعادة هو الفوز العظيم الساحق الذي لا فوز غيره؛ لأنه ثمرة الإبمان 
والعمل الصالح. 


فقه الحياة أو الأحكام: 


وضعت هذه الآية الحد الفاصل أمام الأدعياءء فأبانت أن أولياء الله هم 
المؤمنون الأتقياءء روى سعيد بن جبير أن رسول الله كك سئل: من أولياء 
الله؟ فقال: «الذين يُذكر الله برؤيتهم». وقال عمر بن الخطاب - فيما رواه أبو 
داود - معت رسول الله يل يقول: (إن من عباد الله عباداً ماهم بأنبياء ولا 
شهداءء تغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة» لمكانهم من الله تعالى. قيل: 
يارسول الله» خترنا من هم وما أعمالهم.ء فلعلنا نحبّهم؟ قال: هم قوم تَحابّوا 
في الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطون بهاء فوالله» إن وجوههم 
لنورء وإنهم على منابر من نورء لا يخافون إذا خاف الناس. ولا يحزنون إذا 
حزن الناسء ثم قرأ: «ألآ إنك أَرَلَكَ أله كا حَوَفٌ عَيْهِمَ ولا هُمَ 
ات ©2202 


وما أعظم وأجدى هذه الحوافز للعمل الصالح واللاتصاف بصفة أولياء 
الله الت ذكرتها هذه الآية» وهى المجموعة في قوله تعالى: «الَهِم السك في 
)١(‏ قال ابن كثير: وهذا إسناد جيد إلا أنه منقطع بين أبي زرعة وعمر بن الخطاب» لكن رواه 


أحمد عن أبي مالك الأشعري» ورواه ابن جرير عن أبي هريرة. 


ييف لْلدءَ )١١(‏ - الو ٠١ ١‏ هلاج 





لْحَيةَ اليا وف الآَخِْرَة4 وني تلك البشرى إعاء إلى الوعد بنصرهم على 
الأعداء. 

اشر ع الخبر السارٌ أو البشارة السارّة بالخير والفضل والمكافأة» 
وقد جمعت هذه البشرى بين سعادتي الدنيا والآخرة» ففي الدنيا: النصر والعز 
والثناء الحسن» وفي الآخرة: الفوز والنجاة والظفر بالجنة ونعيمها الأبدي 
الخالد. ولا خلف لوعد الله» ولا تبديل لأخباره» فلا ينسخها شىء» ولا 
تكون إلا كما قال» فما أجل ذلك» وما أكرم الله المبشّر وأحبّه إلى اق وما 
أسعد المبشّرين! جعلنا الله منهم. 


العزة والملك للّه تعالى 
وفائدة جعله الليل والنهار 


0 عورم م م 0 قمر 6 

ؤٍِ لا رلك وولْهِمٌ ِنَ لع 0 يع لعَليم 9 أ 

7 0 2 سال 7 0 
0 ف لشتهق م ونا كي ليت بدعودة ين 
و من 7 رسع جح الرج و1 جمس ورد 
دوت أ و شرَكاء إن 2 بسعو و إل 0 وَإِنْ 0 3 يخرصوت ل 


7 707 ال 
لرِى جَعَلَ لك َكَل حك ود يد إِنَّ ف ذَلِكَ لَآينتٍ 
2 له يعم 1 

لفوور سمعوت- ©2 


9 نلك » : 
وقرأ نافع ( ولا يُحَزِنك). 
(ذكك إن : 


قرأ بتسهيل الهمزة الثانية وصلاً : نافع ' وابن كثير» وأبو. عمرو. 


لوه )1١(‏ - نووض : ٠١‏ / هم 14 





وبتحقيقها قرأ الباقون. 
الإعراب: 


(وَمَا بتع أبس (ما): إما بمعنى الذي» وإما بمعى النفي» وإما 
أي ألا إن للّه تعالى الأصنام الذين تدعونهم من دوك الله شركاء» فحذف 
العائد من الصلة. و« شْرَكاءَ 4: حال من ذلك المحذوف. 


وإن كانت نفياً وهو الظاهر كانت حرفا والتقدير: وما ع النين يداغون 
من دون الله شركاء إلا الظن. وانتصب شركاء ب « يَدْغوت». والعائد إلى 
(الّست) الواو في 9يَدعُورت») ومفعول (يِتَيِمُ6 قام مقامه: «(إن 
يت إلا اّنم ولا ينتصب الشركاء ب (يََيعُ)؛ لأنك تنفي عنهم 
ذلك» والله تعالى قد أخبر به عنهم. 


وإن كانت (ما) بمعنى الاستفهام» والمراد به الإنكار والتوبيخ» كانت اسماً 


5-5 


ف موضع نصب ب ([ يتَيعٌ)» وتقديره : وأي شيء يتبع الذين يدعونك. 


البلاغة: 


5 


تهات تسيا » امتعارة:: نه النهاز بالإساة؟ لأن الناسن يبصرؤن 
فيه» فكأن ذلك صفة الشىء بما هو سبب له أي للإبصار على طريق المبالغة» 
كما قالوا: ليل أعمى وليلة عمياء» إذا لم يبصر الناس فيها شيئاً لشدة 
إظلامها. 


المفردات اللغوية : 


إلا يزنك وَوَلْهُرَ 6 إشراكهم وتبديدهم وتكذيبهم وقولهم لك: لست 
مرسلاً «إِنَّ الْهِرَّة نهو استئناف بمعنى التعليل» و2 الْهِرَّة4: الغلبة والقوة 


من لله )١١(‏ - بوي ٠١ ١‏ / هلما" 


والمنعة لهو ليع لأقوالهم 3 الْمَلِيمُ) بعزماتهم وأفعالهمء فيجازيهم 
عليها وينصرك عليهم. 


0 
2 5-00 


«آلآ إت لَه من في سمت وَمَنْ ف الْاَرْضِ 4 من الملائكة 
والنقلين: الإنين .واشوه ملكا وخلنا وعدا قال البيضاوق* وإذا كان 
هؤلاء الذين هم أشرف الممكنات عبيداً : لا يصلح أحد منهم للربوبية» فما لا 
يعقل منها - وهي الأصنام - أحق ألا يكون له ندا وشريكاً» فهو كالدليل 
على قوله -«زوَمَا ينيع أل يَدْعْوت4 يعبدون ين دوي 0 أي غيره 
أصاماً رسكا ل عل الحقيقة. تعالى الله عن ذلك (ز إن يعو 0 
2 أي ما يتبعون في ذلك يقيناً» وإنما يتبعون ظنهم أنبها 00 أو أنها 
تشفع لهم ون هُمْ) ماهم إلا برُسُوت)» أي يكذبون فيما ينسبون إلى 
الله» فيستعمل الخرص بمعنى الكذب؛ لأنه يغلب فيه الحزر والتخمين» 
والأصل في الخرص: الحزر والتقديرء ويجوز أن يراد: يحزرون ويقدرون أنها 
شركاء فليا باطلا. 


(وَالنَارَ مُبَصِرا) أي ذا إيصارء وإسناد الإبصار إلى النهار مجاز؛ لأنه 
يبصر الناس فيه» وإئما قال مبصراً» ولم يقل: لتبصروا فيه» تفرقة بين الظرف 
المجرد والظرف الذي هو سبب 8« لَدََتِ4 دلالات على وحدانيته تعالى ([ لْمَووِ 
يَسْمَعُوت» سماع تدبر واعتبار أو اتعاظ. 


لقنس 

بعد أن أورد الله تعالى أنواع شبهات المشركين في هذه السورة» وأجاب 
عنهاء ذكر أنهم عدلوا إلى طريق آخرء وهو التهديد والتخويف بأنهم أصحاب 
السلطة والمال» فأجابهم الله عن ذلك بقوله: «إوَلا شولك 213 6 تبشيرا 
. له بالنصر عليهمء كما أنه تعالى مهد لذلك في بيان صفة الأولياء وبشارتهم في 
الآيات المتقدمة» إماء إلى الوعد بالنصر على الأعداء في مكة المغترين بقوتهم» 
المكذبين بوعد الله. 


لله )1١(‏ - بون : ٠١‏ / 0م" قف 
التفسير والبيان: 


وَل زنك أيها الرسؤل قؤل هؤلاء المشركين : لست فرسلاء .وغيره هن 
إشراك وتكذيب وتهديد بأنهم أصحاب القوة والمال» واستعن بالله عليهم» 
وتوكل عليه» فإن العزة أي الغلبة والقوة والقهر لله تعالى جميعاً» أي جميعها 
لهء وأما إثبات العزة لرسوله وللمؤمنين ففي آية أخرى: (وَلِلّه اَلْمِرَّهُ 
ولو وَللَموْمِنينَ) [النافقون: 6+/4] فالعزة كلها بالله» وإلى الله. 


هو السميع لأقوال عباده» ومنها أقوالهم المتضمنة تكذيب الحق وادعاء 
الشرك» العليم بأحوالهم وبما يفعلون من إيذاء وكيد» وسيجازيهم عليه فلا 
تأبه لقوهم ومكيدتهم. وفي هذا تسلية للنبي يَكِةِ على ما يلقاه من أذى قومهء 
وتبشير له بالنصر عليهم. 


ثم أقام الدليل على انفراده بالعزة كلها بقوله: «لآ إِرت بِنَّهِ4 أي انتبهوا 
أيها الناس» إن لله ملك السماوات والأرض وما بينهماء لا ملك لأحد فيهما. 
سواه» فكيف تصلح الأصنام آلة؟ وهي مملوكة» والعبادة لا تكون إلا 
للمالك» بل إنها لا تعقل ولا تملك شيئاً» لا ضراً ولا نفعاً» ولا دليل لهم على 
عبادتهاء بل إِنما يتبعون في ذلك ظنونهم وأوهامهم. 

(وَمَا ينع أل يذغت ين دوب أله شريكا) أي لا يتبع هؤلاء 
المشركون شركاء لله في الحقيقة» فليس لله شريك أبداًء وليس للشركاء 
المزعومين قدرة على شيء من تدبير أمور العباد ودفع الضر عنهم» بل إنهم لا 
يعلكون دفع الضر عن أنفسهم» ولا يملكون جلب أي نفع لهم. 


(إن يَتََعْوْسَ إلا ألطنَّ4 أي ما يتبع المشركون في الحقيقة فيما يزعمون 
إلا الظن الفاسد والخطأ الفادح» وما هم في هذا الظن إلا متخرصون كاذبون 
ها يتسوة إل اله أو حازوون مقدوون أن تكو قر كاء تقدديرا باطاد: 


بضيف لله )1١(‏ - نوو : ٠١‏ هحدلا" 


فهذه الجمل الثلاث بعد بيان استقلال الله بملكية مافي السماوات ومافي 
الأرض مؤكدات متوالية» تؤكد سلب صلاحية الملائكة والأصنام والمسيح 
وغيرهم عن اتخاذها آلحة. ولا اتخاذها وسطاء أو شفعاء أو وسائل لله» كما 
هو شأن حكام الدنيا والملوك الظالمين الذين لا يصل إليهم إلا الضكاء” 
ع من في 0 والأرض مملوك لله تعالى: « إن حكن من فى 
المتوت: الاش ل ف اسمن عبْدا )4 [مريم: 4/19] والمملوك لا شأن 
له أمام المالك. 


نم استدل تعالى على كون العزة لله جميعاً وانعدام أي دور للشركاء مع الله في 
الخلق والتقدير والتصرف والتدبير بقوله: «هْوٌ الى جَعلَ لكي الَدلَ) أي إنه 
تعالى قسم الزمان قسمين وهما الليل والنهارء وجعل الليل للاستراحة 
والسكن والاطمئنان فيه بعد عناء النهار والاشتغال فيه» 0 التهار مضنينا 
0 والسعي والأسفار وقضاء المصالح. كقوله تعالى: «وَجَعَلمَ 4 
سَبذا 63 وكنن أكل ناما 03 جنا اهار مَعَامَا 02 40 1د 74 1-5 1] 
وقول جا ود َكَل ٠‏ لتر ل ا و و 
الال وي قد فنك تخ 2 كوا 12د الي اننا 4 


[الإسراء: 0 5 


ففي هذا تنبيه على كمال قدرته تعالى. وعظيم نعمته المتوحد هو بهماء 
ليدههم على تفرده باستحقاق العبادة» وأن يوحدوه بهاء بأنه أظلم الليل للسكن 
فيه من متاعب المعاش في النهارء وأضاء النهار لإبصار مطالب الأرزاق 
والمكاسب .2 إن في ذَلِكَ لب" نت أي إن في تخليق الليل والنهار وتعاقبهما 
واختلافهما لدلائل واضحة دالة على أن الإله المعبود بحق هو خالق الليل 
والنهارء» لقوم يسمعون هذه الحجج والأدلة» فيعتبرون بها ويتدبرون ما 
يسمعون» ويستدلون على عظمة خالقها ومقدّرها ومسيّرها. 


للد )1١(‏ - بوه ٠١ ١‏ / هلا" ش رفيف 





فقه الحياة أو الأحكام: 
دلت الآيات على ما يأتي: 


١‏ - إن العزة لله جميعاً» أي القوة الكاملة والغلبة الشاملة والقدرة التامة لله 
وحدهء فهو ناصر رسوله ومعينه ومانعه من أذى الأعداء. 


ص ص 


5 57 4 < جم رابو‎ 2 18 1 5 ٠. 1: ١ 

ولا يعارض هذا قوله: («إوَلِلَهِ الْمرّة وَلرسوله وَلِلْمَوْمِدِينَ» فإن كل عزة 

بالله فهي كلها للهء قال تعالى: «سْبْحَنَ رَيْكَ رت الْهِرَّه عَنا يضفت ©4)0 
[الصافات: لا/ ]١8١‏ . 


؟ - إن الله هو السميع لأقوال العباد وأصواتهم » العليم بأعمالهم وأفعالهم 
وجميع حركاتهم. ش 

م - إن الله مالك من في السماوات ومن في الأرض» أي يحكم فيهم بما 
يريد ويفعل فيهم ما يشاء» فليس للمحكوم والمملوك نفاذ أو تدخل في أي 
حكم) أو قدرة على التصرف في الأملاك» وهذا دليل سلب الألوهية عما 

- إن المشركين لا يتبعون في عبادتهم شركاء على الحقيقة» بل يظنون ظناً 
باطلاً أنها تشفع أو تنفع» وما هم في ظنهم إلا يدون يخمنون ويكذبون فيما 
ينسبونه إلى الله. 

هَ - إن الواجب عبادة من يقدر على خلق الليل والنهازء وإحكام تعاقبهما 
بنظام دقيق » لا عبادة من له يقدر على شىء. 

5 - إن لله الحكمة البالغة في إيجاد الليل والنهار» فالله جعل الليل لمنافع 
عديدة منها السكون (أي المهدوء عن الاضطراب) مع الأزواج والأولاد. 
وزوال التعب والكلال الناجم عن الانهماك في الأعمال. وجعل النهار لفوائد 
جليلة منها إبصار موارد العيش» والاهتداء به إلى الحوائج» والأنس مع 
الناس. ش 

سس 


كيف لي )١١(‏ - لوضن : 7”-8/1٠١‏ 


* - إن في خلق السماوات والأرض وفي خلق الليل والنهار لعلامات 
ودلالات قاطعات واضحات على استحقاق الخالق للعبادة والتفرد مها وحده» 
ولكن لا يتعظ بهذا إلا القوم الذين يسمعون سماع تدبر واعتبار واتعاظء 
وذلك هو جوهر فائدة خَلّقَ السمع والبصر. 


الإشراك بنسبة الولد للّه تعالى 


(يدا) متعلق ب «سُلْطّنٍ» أو نعت له أو ب (عنْدَكْم ) ٠‏ كأنه قيل: 
إن عندكم في هذا سلطان. 

«مَمُ في لديا خبر مبتدأ محذوف. أي افتراؤهم أو تقلبهم متاع في 
الدنيا» أو مبتدأ خيره محذوف أي هم متاع أو تمتع ف الدنيا. 
البلاغة: 


رصم م 


(أنَقووت عَلَ أله مَا لا تَمَلَمنَ استفهام يراد به التوبيخ والتقريع على 
اختلافهم وجهلهم. 
المفردات اللغوية: 


لله )01١(‏ - لون ٠١ ١‏ /مك-م؟ ايف 


رم مره 


الله « تكد ألَّهُ وكَدَا4 أي تبناه» والولد يستعمل مفرداً وجمعاً (سبحدة)» 
رد الله عليهم بقوله: « سْبَحَدتَةٌ» أي تتزيياً وتقديساً له عن التبني» فإنه لا 
يصح إلا ممن يتصور له الولد» والمراد التعجب من كلمتهم الحمقاء هو 
ألْمَنْ)4 عن كل أحدء وإنما يطلب الولد من يحتاج إليه» وهو علة لتنزيههء فإن 
اتخاذ الولد سك عع "الحاجة: 

له موب السمنوت وماق الْدرْضَ» ملكاً وخلقاً وعبيداً» وهو تقرير لغناه 
9 إِنْ عِنْدَحكُم ين سُلَطْْنٍ يندا أي ما عندكم من حجة وبرهان على هذا 
الذي تقولونه (أَنَقُووت عل أن ما لا تَمَلَمُوت توبيخ وتقريع على قوطهم. 

َفْرَوت عَلَ الله الَْدِبَ» بنسبة الولد وإضافة الشريك إليه «لا 

َفْلِحُْت» لا يسعدون, فلا ينجون من النار» ولا يفوزون بالجنة «مَتَعٌ» 
أي لهم متاع قليل في الدُّيِا» يتمتعون به طوال حياتهم «إثمَّ إِلَْنَا 
َرحِعْهُمْ 6 بالموت فيلقون الشقاء المؤبد «إثُمّ تِيقُهُمْ بعد الموت يما 
حكاوا يَكُفْرونَ بسبب كفرهم. 
المناسية: | 

بعد أن حكى الله تعالى أفعال المشركين باتخاذ الأوثان والأصنام شفعاءء 
ورد عليهم رداً مقنعاً» ذكر هنا نوعاً آخر من أباطيلهم وهو نسبة الولد إلى الله 
تعالى» وهذا يشمل المشركين القائلين بأن الملائكة بنات الله» واليهؤد القائلين 
بأن عزيراً ابن الله» والنصارى القائلين بأن المسيح عيسى ابن الله. 
التفسير والبيان: 

موضوع الآيات: الإنكار :على المشركين واليهود والنصارى الذي ادعوا أن 
لله تحال 'ولدا: 


والمعئى: وقال المشركون: الملائكة بنات الله» وقالت اليهود: عزير ابن 
الله» وقالت النصارى: المسيح ابن الله. 


ضرف للد )1١(‏ - وض : ٠١‏ لححدم7 


عد 
001 


9سْبَحَدنَةُ4 تنزه وتقدس الله عن التبني» والمراد التعجب من كلامهم 
الباطل» فإن التبني لا يصح إلا ممن يتصور له الولد. والله لا والد له ولا 
ولد. : 


07 1 وار سويت اق ااانه هوا الوم ناسو كلها سوام بوك 
شيء فقير إليهء ولا حاجة له للولدء وإن اتخاذ الولد ناشئ عن الحاجة. 

«لَهُّمًا ف ألسَمَوَتِ4 فكيف يكون له ولد مما خلق؟ وكل شيء مملوك 
له وعبد له» وهو خالق السماوات والأرضين وكل ما فيهماء لا يشبهه أحد 
من خلقه. ولا يحتاج إلى أحد من خلقهء بل الكل محتاج إليه؛ وكل مافي 
السماوات وما في الأرض له ملكاً وخلقاً وعبيداً» وتصريفاء لا يشاركه في 
ذلك أحدء فكيف بالموجد الخالق واهب الحياة وحوائجها يتخذ ولداً موجوداً 
مخلوقاً موهوباً له. محتاجاً إليه في كل شيء مادي كالرزق ومعنوي كالإعانة 
والنصرة والإعزاز؟!. ْ 

(إِنْ عِندَحكُم يْن سَلْطَنٍ يندا6 أي ليس عندكم دليل على ادعاتكم وما 
تقولونه من الكذب والبهتان. 

« أنَقولوت عَلَ أنه مَا لا تلم أي أتقولون على الله قولاً لا حقيقة له» 
وتنسبون إليه تعالى مالا يصح عقلاً وواقعاً نسبته إليه. وهذا استفهام يراد به 
التوبيخ والتقريع» أو الإنكار والوعيد الأكيد. والتهديد الشديد. قال 
البيضاوي: وفي هذا دليل على أن كل قول لا دليل عليه فهو جهالة» وأن 
العقائد لابد لحا من دليل قاطع. وأن التقليد فيها غير سائغ. 

ونظير الآية قوله تعالى : «وَقَانُوا أحَحَدَ لمن وَلَدَا © لَقَدْ حم سَيْمًا اذا 
"تحكاة التكوت طون ينه نكن الحض ور كنال هذه 0 أن 
َعَوَأ ليم وَدَا © وما يَنتى لمن أن يَتَحِدَ ولا © إن كل من في 
قوت وَالايّضٍ لَه اق الَِملٍ عَبدَا (© لَقَدَ صم وَعَدَهُمْ عدا (© وَكْهُ 


ند ين الكمة كيدا 409 امرعة واخفدقه. 


للع )1١(‏ - نوضن : 3٠١‏ /8-م٠7‏ خرف 





ثم توعد الله تعالى الكاذبين عليه المفترين» ممن زعم أن له ولداً بأنهم لا 
يفلحونء. مما يدل على أن هذا المذهب افتراء على الله ونسبة لا لا يليق به 
إليه: «قُل إت أَلَدنَ يَفترُوت» أي قل هم أيها الرسول: إن الذين يختلقون 
على الله الكذب بنسبة الشريك إليه» أو باتخاذ الولدء لا يفلحون ولا يفوزون 
أبداًء في الدنيا ولا في الآخرة. أما في الدنيا فيستدرجهم وعتعهم قليلاً» وأما 
في الآخرة فيضطرهم إلى عذاب غليظ شديد, كما قال تعالى: «متَمٌ في : 
لديا 4 أي لحم تمتع في الدنيا قليل لمدة قصيرة طم دما محم 6 ثم بعد 
الموت يرجعون إلى رمهم العف يوم القيامة» وما فيه من أهوال الحشر 
والحساب واثُمَّ نُذِيِكُهُمُ اِلْعَدَابَ أَلتَّدِيدَ يمَا كَانوا يَكَفْرُونَ4 أي ثم يلقون 
الشقاء المؤيد يدرف ل نان تحت العلاات الموجع المؤم الغليظ أي الشديدء 
بسبب كفرهم وافترائهم وكذبهم على الله» فيما ادعوه من الإفك والزور. 

وفي هذا دلالة واضحة على الخسارة المحققة للكافرين» فإن ما يتوهمون أنه 
نجاح في الدنيا بالحصول على المنافع المادية والمعنوية» لا قيمة له أصلاً في.مقابلة 
باخام في الأخجرة فين تراب صظليع تضم لمجم 00101 فإن الدنيا لا 
تساوي عند الله جناح بعوضة. 


فقه الحداة أو الأحكام : 


تضمنت الآيات أمرين : الأول - بطلان القول بنسبة الولد لله تعالى بالأدلة 
القاهرة» وبانعدام الدليل على صحة هذا القول. والثاني - ظهور أن هذا 


أما أدلة بطلان القول بنسبة الولد لله لله تعالى فهي كما ذكرت الآية الأولى ' 


حمسة : 


أ - سبحانه: وهو تنزيه وتقديس الله تعالى عن الصاحبة والأولاد وعن 


وليف لله )١١(‏ - وض : ٠١‏ /حددم7 





الشركاء والأنداد وتعجب شديد من هذه الكلمة الحمقاء ؛ لأنه تعالى ليس 
محتاجاً إلى غيره وإغا هو مصدر قضاء الحوائج 


؟ - هو الغتي: ل 
إليه. 


وكل من كان غنيا امتنع أن يكون له أب وأم» ومن تقدس عن الوالدين 
تقدس عن الأولاد. وامتنع أن ينفصل عنه جزء من أجزائه» والولد عبارة عن 
انفصال جزء هن لجرا الإنسان. وامتنع أن كرون موصونا بالشهوة واللذة» 
فلا صاحبة له ولا ولد. وامتنع من اتخاذ الولد لعدم احتياجه إلى إعانته على 
المصالح الحاصلة والمتوقعة. 

وكل من كان غنياً كان قليكاً أزلياً باقياً سرمدياً. فلا يطرأ عليه الانقراض 

وكل من كان غثياً مطلقاً كان واجب الوجود لذاته» فلو كان له ولدء لكان 
ولده مساوياً له؛ أي يصبح واجب الوجود أيضاً» وإذا اتصف ببذه الصفة 
امتنع تولده من غيره» وإذا لم يكن متولداً من غيره لم يكن ولداً. 

فثبت أن كونه.تعالى غنياً من أقوى الدلائل على أنه تعالى لا ولد له(©. 

الهماء فى السماوات والآرفن ملكا وغلنا وعيدا “كنت يكرة اله 
ولد مما خلق. وكل شىء مملوك له عبد له؟!. 

- إن عندكم من سلطان بهذاء أي ليس عندكم من حجة ولا دليل على 
صحة قولكم. والدعوى الغارية من الدليل باطلة بطلاناً مطلقاً. 


)١(‏ تفسير الرازي: ١7/117‏ وما بعدها. 


ليو 01١‏ - بزن : "4/٠١‏ انا 





م - أتقولون على الله مالا تعلمون؟ من إثبات الولد له» والولد يقتضي 
امجانسة والمشالبة» والله تعالى لا يجانس شيئاًء ولا يشابه شيئاً. وهذا بالإضافة 
إلى كونه تأكيداً لما سبق إنكار شديد ووعيد أكيد وتقريع وتوبيخ على من تجرأ 
بنسبة الولد إلى الله تعالى. 


وأما ظهور كون هذا المذهب افتراء وكذباً على الله» فواضح مترتب على 
بطلان الادعاء بثبوت الولد لله تعالى. 


مج بو سا 


وقد دل قوله تعالى: «أَنَقُوبُوت عَلَ أله ما لا اناك 
العقيدة لا سيما فيما يتعلق بإثبات الله الصانع يتطلب دليلاً قطعياً يقينا ولا 
ا وغاكاة عقائك المشلمين المؤمتيق يحق. ودل قوله 9لا 
بنيحوت4 على إفلاس الكافر وخسارته امحققة يوم القيامة وعدم نجاته من 
العذاب. 


م ووم 


كذلك دل قوله تعالى: لمَمَْمُ في ألدَ لديا شم إِلِنَنَا مَجِعْهُمَ © الآية على أن 
التمتع في الدنيا قليل وحقير كذ بالنهة 5 وأن مرجع جميع 
الخلائق إلى الله تعالى» وأن الكفار ولق معذبون. غذاباً شديدا نت 


ْ 


3 ش لله )1١(‏ - نوضن : ٠١‏ /الادس؟7 





قصة نوح عليه السلام مع قومه 
(© وال عَبهم بأ فج إذ ال ل الى 


00 كت أيه ص لَه وَحَكَلْتْ دَأجِعوَا أترخ وشا مر ل عن 
تكد خْمّهُ د أقسُوأ إل ولا رن © فَإن وخر هَمَا مَألدك مَنْ 


0" ان وهأ ألَصمْنِمِينَ () مكدو يك 


ومن مَعٌَ فى الفاك وَجَعَلتهءَ خَكَيف وأغرقنا لذن كَذَّوا ليرا فر كب 
كن عَبَةُ َلنْديَ 407 


القراءات: 
«ِن لَمَرِىَ إِلّا4 : قرئ 
-١‏ (إن أجريّ إلا) وهي قراءة نافع» وأبي عمروء وابن عامرء وحفص. 
-١‏ (إن أجري إلا) وهي قراءة الباقين. 

الإعراب: 


(إِذْ قال بدل مما قبله. 


و 1 


« وشا 6 4 منصوب لوجهين: أحدهها - لأنه مفعول معه» أي فأجمعوا 
أمركم مع شركائكم. والثاني - بتقدير فعل؛ أي فأجمعوا أمركم واجمعوا 
شركاءكم. وقيل: التقدير: وادعوا شركاءكم. والنصب على تقدير الفعل مثل 
قول الشاعر: 

إذا'هنا"التمانيات حورن يوما- ‏ وتكككن المواحبي والعيونا 


وتقديره: وكحلن العيون؛ لأن العيون لا تزجج. 


14١ الام‎ / ٠١ : نوصي‎ - )1١( لَلدّةَ‎ 


وقرئ: (وشركاؤكم) بالرفع عطفاً على ضمير نَأ ع4 المرفوع» لوجود 
الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه» وهو (أَنركُ) لأن الفصل يتنزل متزلة 
التوكيد» كقوله تعالى: « مادم أَسْرٌ وَسُرَكاو 4 [يرنس: 08/٠١‏ . 


5م 0 2 2 1 2 0 2 وه 
«ثُرَّ لا يكن أمرح عَلَيَكْْ مه 2 ا ادها 
الملاغة: 


حمس مير وه 7 


وَفْمَل الله وَحَكَلتٌ 4 تقديم متعلّق « دكت 4 لإفادة الحصرء 
توكلت عل الله لا على غيره. 


(لأ يك انر ميك عَنه 4 استعارة: عفن الالناضس: والس بالعمة» 
أي لا يكن أمركم مبهماًء فيكون كالغمة. 
المفردات اللغوية: 

(رَائلُ4 ياعمد (9عَلِمَ4 أي على كفار مكة بآ و4 خبره مع قومه 
« كر ع4 عظم وشق عليكم ١‏ تَقَابى4 قيامي أو إقامتي ومكثي فيكم. 
وَتَدْكيرِك» وعظي إياكم بآيات الله «ررَحَكَلتُ 4 وثقت به (تَأَجِعوا أترك » 
فاعزموا عليه عزماً لا تردد فيه أي اعزموا على أمر تفعلونه بي «وَسرَكاءكم4 أي 
مع شركائكم «ثْرّ لا يكن أتركُْ4 في قصدي لاعَلِكرٌ عْنَّةُ4 مستوراً خفياًء 
بل أظهروه وجاهروني بهء والغمة: الستر واللبس (ٍشُمَّ أَقَضُوأ 43 أدوا إلي 
ذلك الأمر الذي تريدون بي» ونفذوه بي ولا تُظِرُونِ4 قهلوني ولا 
تؤخروني» فإني لست مبالياً بكم. 

إن 4 أعرضتم عن تذكيري لمَنَا سَأَلْشكٌ يِّنْ أجْرِ4 أي فما طلبت 
منكم توابا قلنة رسن توليكم لثقله عليكم واتهامكم إياي لأجله (إِنَ 
أجْرِىَ 4 أي ما ثوابي على الدعوة والتذكير ( إل عَلَ أله 4 أي فهو يثيبني به 
سواء آمنتم 3 توليتم يرت الْسَيْليِينَ 4 الغاوين لحكمهء لا أخالف أمرهء 
ولا أرجو غيره. 


14 ليه )١١(‏ - نووم : ٠١‏ /الال7 


( ك4 فأصروا 0 تكذيبه بعدما ألزمهم الحجة. وبين أن توليهم ليس 
50 عليهم كلمة العذاب « ميته من الغرق 


3 رج ره 


(ومن مَعَمَ فى الْفَلْكِ 6 السفينة» وكانوا تهانين. 


(وَجَعَلْتهُمْ حَلَتيِكَ 4 أي وجعلنا وز منت فود عبرهم ل عمارة 
الأرض 0 وهي جمع خليفة «وَأَْمَقَنا لق كدقا يي » بالطوفان 


«تأنظز كبِكَ كن عَهِبَهُ الْْدَرِنَ4 من إهلاكهم» فكذلك نفعل بمن كذب. 
رهد ل تمظع يلا كر كليم وفطي أن اكات الررنتوك كل قلي له 
المناسبية: 


بعد أن ذكر الله تعالى الأدلة الدالة على الوحدانية والرسالة والبعث والجزاء 
يوم القيامة وفند شبهات المشركين وكشف عنادهم لرسوله جَلِلْةِ وتكذيبهم له 
دعا ال ا م 0 
2 وكيف كانت عاقبة المكذبين للرمل قلتهع الجاكم: 

وذكر تعالى هنا ثللاث قصص : قصة نوح مع قومه» وقصة موسى وهارون 
مع فرعوك» وقصة يونس مع قومه». وفي كل قصة عبرة وعظة. ولقد ذكرت 
أضواء من التاريخ على القصتين الأوليين» وسأذكر مايناسب قصة يونس عليه 
السلام. 
التفسير والبيان: 

وأخبر أيها الرسول واقصص على كفار مكة الذين يخالفونك ويكذبونك 
خبر نوح مع قومه الذين كذبوه» كيف أهلكهم الله ودمرهم بالغرق أجمعين 
عن آخرهم» ليحذر هؤلاء أن يصيبهم من الحلاك والدمار ما أصاب أولئك. 


اذكر لهم حين قال نوح لقومه: ياقوم إن كان قد شق عليكم وعظم قيامي 


للد )1١(‏ - برض : ٠١‏ / لم7 يدق 


معكم للدعوة إلى عبادة ربكمء وتذكيري ووعظي إياكم بآيات الله أ ي حججه 


وبراهينه الدالة على وحدانيته وعبادته» فإني وكش قل النا وعد ور 1 
فلا أبالي ولا اكقيه عن دغرق ورسالتي» سواء عظم عليكم أو لد 


فأجمعوا أمركم » أ اعزموا على ما تريدود من أمر تفعلونه 2 أنتم 
وشركاؤكم الذين تعبدونهم من دون الله من صنم ووثن. 


ولا تجعلوا أمركم الذي تعتزمونه خفياً ملتبساً عليكم. بل أظهروه لي» 
وتبصروا فيه» وافصلوا حالكم معي 


فإن كنتم تزعمون أنكم محقون فاقضوا إلي ذلك الأمر ونقّذوه بالفعل» ولا 
تؤخرونيٍ ساعة واحدة عن تنفيذ هذا القضاءء مهما قدرتم فافعلواء فإني لا 
أبالي بكم ولا أخاف منكم؛ لأنكم لستم على شيء. وهذا الموقف الواثق با 
والعايره لنوح أبي البشر الثاني مشابه لموقف هود عليه السلام إذ قال لقومه: 
29 أتيد ا لَه وَأَْهَدوَا أن برف مِنَا مركن » من دونه ككذون جَِيعًا كر 
تُطِرود 9© إفْ وَكْتْ عَلَ لَه رق وَرَيَخٌ 6 [هود: 1١‏ ؤهسده] . 


وهكذا يتبين الفرق الجلي بين موقف المؤمن الراسخ الإيمان الذي لا يعرف 
التردد» المعتصم بالله وبوعده وثقته به» وبين موقف الكافر الضعيف المتردد 
الذي لا ملاذ لهء إلا بالقوة الوعمية الخائرة بل المنعدمة للشركاء والآهة 
المزعومة. ظ 


فإن توليتم أي أعرضتم عن تذكيري وكذبتم ول تؤمنوا برسالتي ولم تطيعوني 
فيما أدعوكم إليه من الدين الحق» د ا د 
أجراً أو جزاءً» إن ثواب عملي وجزائي على الله ربي الذي أرسلني إل 


ع 


وأمرني أن أكون من المسلمين» أي العادين الممتثلين لا أمرثُ به من 


قف ْله )1١(‏ - لوم : ٠١‏ / الام" 





الاستسلام لكل ما يصل إلي من أجل هذه الدعوةء والإسلام والخضوع لله عز 
وجل» والإسلام هو دين الأنبياء جميعاً من أوهم إلى آخرهم'''» وإن تنوعت 
شرائعهم التفصيلية كما قال تعالى: «لِكُلٍ جَمَلنَا كم يْرَعَة وناج 
[المائدة: /48] فأصولهم واحدة» ومصدرهم واحدء قال النبي يَكةِ فيما رواه 
البخاري ومسلم وأبو داود وأحمد: «الأنبياء أولاد عَلات» أئ أننا أولاد من 
أمهات شتى والأب واحدء وديننا وإعماننا واحد: وهو عبادة الله وحده لا 
شريك لهء وإن تنوعت شرائعنا. 


فكذيوء أي فأصروا على تكذيبه» فتشيناء هو :ومن آمو مغه فى الفلك أي 
السفينة التى صنعها بأمرنا. 


وجعلناهم خلائف. أي وجعلنا الناجين مع نوح في السفينة خلائف 

أولئك المالكين» في عمارة الأرض وسكناها من بعدهم» وأغرقنا بالطوفان 

الذين كذبوا نوحاء فانظر أيها الرسول كيف أنجينا المؤمنين» وأهلكنا المكذيين 

(1) فهذا نوح يقول: لوَأْمِرْتُ أنَ أكون يت الْمْلِيينَ4. وقال تعالى عن إبراهيم الخليل : 9د تَالَ لم 

به ألم آل أتنكنث رت التلييت © وَوَص ,بآ إزاهسط ينه وَيَعقُوبُ ببق إن لَه انلق لَك 

لين مَل مَمُوُنَّ إل وَآسْر مُسْنِسُونَ )4 [البقرة: ]15-١71/7‏ . وقال يوسف: © رت 

قد حي ين الف وَعَلنكن تن تأزين الأعويث ليك لقعو والري أت وى الذيا واللضر 

وى مُسَلِمًا وَأَلحِننى بِأصَلِحِنَ )4 [يوسف: ]٠١1١/17‏ . وقال موسى: (يِمَوم إن كم 

امم بأل مَْيِهِ يكوأ إن كم مُنْبِينَ4 [يونس: /٠١‏ 84] وقال السحرة: (رَبنآ أْع علنَا صَيرا 

َك مُسْلِِنَ4 [الأعراف: 177/7] وقالت بلقيس : 9رّبّ إِقْ عَلَنْتُ عَنْيى وَأَسْلَنتُ مَعْ 

مُلبِمَنَ لَه و الْمَِِينَ4 [النمل: 717/ 44] . وقال تعالى واصفاً رسالة الأنبياء: «إِنَآ أَنرَلنا 

ليرد ينا هُتَى وو ب يبا البببرت الذِنَ آَمَلَمُوا4 [المائدة: 5/ 44] وقال تعالى عن 

الحواريين: 9مَإِدْ أَيَحَيْتُ إِلَ العََابَنَ أله َامِنُوأ لج وَيرَسُول كوا امنا وَأَْسَدَ يا مُسَيمُونَ 

©0)» [المائدة: ]1١١/‏ وقال الرسول وسيد البشر يكل امتثالاً لقول الله: «إِنَّ صَكَاِ مَمشَي 

وََياقَ مساق يلد رب الَِْينَ » ل سَرِيكَ لم وَِدلِكَ َرَت عأنا أيَلُ ألتلين ©0) [الأنعام: */ 
17-5] أي من هذه الأمة. 


لدع )1١(‏ - نوسن : ٠١‏ / ادك : ش 3 





المنذرين» الذين أنذرهم رسوم بالعذاب قبل وقوعه» فلم يرتدعواء وأصروا 
على تكذيبه» وهذه عاقبة كل المصرّين على تكذيب الأنبياء» وعاقبة المؤمنين. 


فقه الحياة أو الأحكام: 


أ - العبرة من قصة نوح: ذكر الله تعالى في هذه السورة قصة نوح عليه 
السلام لفائدتين: الأولى - أن تصير تلك القصة عبرة لؤلاء الكفار»ء وهجر 
الجحود بالتوحيد والإيمان بالنبوة؛ لأن الله عجل هلاك قوم نوح بالغرق للا 
أصروا على الكفر والجحود. 


والثانية - أن الإنذار بالعذاب لابد أن يتحقق» فقد كان كفار مكة 
يستعجلون العذاب الذي يذكره الرسول وَكْةِ لهم» ويقولون له: كذبت» فإنه 
ما جاءنا هذا العذاب» فذكر الله تعالى قصة نوح ليبين لهم أن ما أنذر به نوح 
قومه وقع في نهاية الأمرء كما أخبرء فكذلك يقع كل عذاب أنذركم به. 


؟ - النظر في المواقف والمقارنة بينها : موقف نوح وموقف قومهء ضوقف 
نوح عليه السلام كان موقف المؤمن الجريء الجسور الذي لا يخشى الصعاب» 
ولا يعرف الترددء ولا يهاب الموت في سبيل دعوته» ويتحدى الجمع الغفير 
فيما يريدون أن يعملوه معه. وموقف قومه كان موقف اليّاب الضعيف 
المتخاذل المتردد الذي لم يستطع اتخاذ قرار حاسم في شأن نوح» الذي كانت 
هيبة الإيمان نحميه وتعصمه من مكائدهم وشرورهم. 

م - كلمات نوح مع أولئك الكفار: كانت كلمات نوح مكونة من جملة 
شرط وجزاء. أما الشرط ففيه أمران: الأول - إإن كن كر عَليَكرْ مَقَاى 6 
أي ثقل وشق بسبب مكثه فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماًء وبسبب ما ألفه 
الكفار من مذاهب فاسدة وعقائد ومناهج باطلة» والغالب أن من ألف طريقة 
في الدين يثقل عليه تغييرها. 


حكن لله )1١(‏ - رون : ٠١‏ /الاسر 


والأمر الثاني - « وَتَدْكِيرِى َِاِيَتٍ الله 4 لأن من شغف بلذات الدنيا كان 
شديد النفرة من الأمر بالطاعات والنهى عن المعاصى والمنكرات. 


وأما الجزاء على الشرط ففيه أمور خمسة 


الأول - تمك الله َكلت أي إن شدة بغضكم لي التي تحملكم على 
إيذائي تجعلى لا أقابل ذلك الشر إلا بالتوكل على الله» وهذا منه توكل على الله 
007 الساعة» إن كان متوكلاً أبداً على الله تعالى. 


1 3 


- « جوأ سكم أي اعزموا على الأمر الذي تريدون 
ل بي 2 وابذلوا 0 يي 2 مع شركائكم الأوثان التي 


0 


مر د رصم برسعر ورج عِِ ع و2 م 

الثالث - «ثُرَّ لا يكن مركم عليكْرٌ عْمَّةْ4 أي ليكن أمركم ظاهراً منكشفاً 

تتمكنون فيه مما شئتم» وفي هذا استعداد لمواجهة قراراتهم بصراحة وجرأة, 
وصرامة وصبر 


الرابع - «إثمَّ أَقَضُوأ 43 أي امضوا إلي بمكروهكم وما توعدونني به 
وهذا دليل الإباء وعدم المبالاة بما ينفذون من قرار. 


الخامس - «إوَلَا نُظِرُونِ) أي لا تمهلون بعد إعلامكم إياي ما اتفقتم 
عليه؛ وهذا غاية الشجاعة والبأس» فإنه لا يحتاج إلى إنذار وإمهال. وهو 
أيضاً من دلائل النبوات» فإنه أعلمهم أنهم لا يصلون إليه بسوء؛ لأن الله 
عاصم أنبياءه. 


50 ف 


- النبي في دعوته لا يطلب أجراً من أحد على نصحه: إفإن كر هَمَا 
لَك يِنْ أَجْر4 قال المفسرون: هذا إشارة إلى أنه ما أخذ منهم مالاً على 
دعوتهم إلى دين الله تعالى. وم كان الإنسان خالا من الطمع كان قوله أقوى 
تأثيراً في القلب. وهكذا كانت سيرة جميع الأنبياء. 


لِلدّءَ )1١(‏ - برضي : 7/٠١‏ ذف 


ِ ع أ مس 3 به 0 ع م 2 شر 

هَ - الثبات على المبدأ: «إِنْ أَجْرَىَ إلا عَلَ الله وَأْمِرَتُ أن أكون ورت 

َلْسَْلِيِينَ 4 فيه قولان: 

الأول - أنكم سواء قبلتم دين الإسلام أو لم تقبلواء فأنا مأمور بأن أكون 
على دين الإسلام. 


والثاني - أني مأمور بالاستسلام لكل ما يصل إلي لأجل هذه الدعوة. قال 
الرازي: وهذا الوجه أليق بهذا الموضعء لانسجامه مع قوله السابق: (إثمَّ 
أقَسَوأ إ1). 


5 - عاقبة القصة بين نوح وقومه: ترتب على هذا النقاش الحاد بين نوح 
وقومه الكفار نتائج حاسمة ومهمة جداً. 

أما بالنسبة لنوح وأصحابه فأمران: أنه تعالى نجاهم من الكفارء وأنه 
جعلهم خلائف بمعنى أنهم يخلفون من هلك بالغرق. 

وأما بالنسبة للكفار: فهو أنه تعالى أغرقهم بالطوفان وأهلكهم. وهذه 
القصة زجر للمخالفين من حيث يخافون أن ينزل بهم مثل ما نزل بقوم نوح» 
ودعوة المؤمنين .للشات على الوعان. 

وهذه الطريقة في الترغيب والتحذير إذا عرضت على سبيل الحكاية عمن 
تقدم كانت أبلغ من الوعيد البتداً. وتفاصيل هذه القصة ذكرت في سور 
أخرى. 


عادة الأمم في تكذيب الأنبياء 


ل سح سل 1 


(ثُمَ بعننَا من بَعَدِدء رُسْلَا إآ وَمهِم جوم ايت 5 فنا كوا لمؤمنا يما 
كوا وين كل كُذلك تلبذ َك ُْبٍ الْسنتيى (©» 


11 للد )1١(‏ - برضي : ٠١‏ /كلا 


كَدَبوَاْ يو الضمير يعود على قوم نوح» أي فما كان قوم الأنبياء الذين 
أرسلوا بعد نوح ليؤمنوا بما كذب به قوم نوح» بل كذبوا كتكذيب قوم نوح. 
المفردات اللغوية: 

ومن بَعْدِي 4 أي بعد نوح رسلا ِل مه 6 كإيراهيم وهود وصالح 

مسبو عع ملس 8 5 علي ع د د 
«اجاءوهم يالبيََْتِ» المعجزات الثبتة لدعواهم «إيمن قبل أي قبل بعث 
الرسل إليهم» أي بسبب تعودهم تكذيب الحق وهرنهم عليه قبل بعثة الرسل. 

ويجوز أن يكون ذلك حكاية لما حدث في عهد نوح عليه السلام .9 كَدَِكَ 
طبع نختم والمراد أن القلوب تصبح غير قابلة لغير ما رسخ فيها عل قوب 
لْمْمَئَنَ4 أي كما طبعنا على قلوب أولئك نطبع على قلوب المعتدين» أي 
الضلال واتباع المألوف. قال البيضاوي: وهذا دليل على أن الأفعال واقعة 
بقدرة الله تعالى وكسب العبد. 
المناسية: 

بعد أن أبان الله تعالى قصة نوح مع قومه والعبرة منهاء ذكر عبرة أخرى من 
تاريخ الأقوام مع أنبيائهم» فإنهم لما كذبوا عوقبواء وكما طبع الله على قلوب 
فما على أهل مكة وغيرهم إلا الاتعاظ بذلك» وتجنب أسباب تلك العاقبة» 
من الكفر والتكذيبء وإلا أدى بهم الكفر إلى الحيلولة عن الإبمان وما يتبعه 
من السعادة. 
التفسير والبيان: 


ثم بعثنا من بعد نوح رسلاً إلى قومهم؛ مثل هودء وصالحء وإبراهيم» 


ليه )1١(‏ - برضن : ٠١‏ /ك7 1 





ولوطء وشعيب عليهم السلام» بالبينات» أي بالمعجزات القاهرة والأدلة 
والبراهين العقلية والحسية على صدق ما جاؤوهم به. 


قا كوأ لُؤْيئا4 أي فما كانت تلك الأقوام لتؤمن بما جاءتهم به 
رسلهم» بسبب تكذيبهم إياهم أول ما أرسلوا إليهم. وكما كذب به المتقدمون 

والمراد بقوله «إين مَبَلّ6 ما كان إمانهم إلا ممتنعاً كا محال لتصميمهم على 
الكفر قبل بعثة الرسل» وتكذيبهم كتكذيب قوم نوح». وكأنه لم يبعث إليهم 
أحد. وعبارة المفسرين في تفسير القبلية متقاربة» فقال بعضهم: قبل بعثة 
الرسل» وقال آخرون: بما كذب به قوم نوح من قبل. 
( كَدَلِكَ مطْبَعُ عَلَ قلوبٍ الْمُمْئَينَ4 أي كما نختم على قلوب هؤلاء فلا 
يؤمنوا بسبب تكذيبهم المتقدم ‏ هكذا نختم على قلوب من أشبههم في العناد 
ممن بعدهم من المعتدين كقومكء» فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم. 

قال الزغشري: والطبع جار مجرى الكناية عن عنادهم ولجاجهم؛ لأن 
الخذلان يتبعه. ألا ترى كيف أسند إليهم الاعتداء ووصفهم به. 

وبعبارة أخرى: المراد بالطبع عدم قبول القلوب شيئاً من نور الحداية 
والمعرفة؛ لأنهم تجاوزوا كل حد في الكفر والتكذيب» فلا يؤمنوا. 

وهذا إنذار شديد لمشركى العرب الذين كذبوا سيد الرسل وخاتم الأنبياء» 
فإنه إذا كان قد أصاب المكذبين السابقين العذاب والنكال» فما ظن هؤلاء 
وقد فعلوا مثلهم وأكبر مما فعله من تقدمهم؟!. 
فقه الحياة أو الأحكام: 


أرشدت الآية إلى ما يأي: 


الي للد )1١(‏ - نوسن : ٠١‏ مادم 


أ - تكذيب الأنبياء عادة شائعة بين الناس» لتأثرهم بما كانوا عليه قبل 
بعثة الرسل من تصميم على الكفر ورسوخ فيه. 

- الطبع أو الختم على القلوب معناه التعبير عن العناد واللجاج 
والخذلان. 

ل - لقد أهلك الله الأمم المكذبة للرسل وأنجى من آمن منهم. 

و - احتج أهل السنة بالآية على أن الله تعالى قد يمنع المكلف عن الإبمان» 
بسبب عناده وتصميمه على الكفر وتكذيبه الرسل. 


تصق الآ يداولل هلع أن الأ فنا لوقع بقدد لااتما ل كيو الت 
أي أن الله يخلق للإنسان القدرة» والعبد يستخدمها فيما يختاره من خير أو 


قصة موسى عليه الشلام مع فرعون 
000 
الحوار بين موسى وفرعون 


م بعثْنَا مِنْ بَعَدهِم مُومَئ ومترورت إل وَرَعَوْتَ وَمَلِيْ كايا فَأسَمَكروأ 
كا ما يحمت 62 لما جَآدَهُم ألْسَنُ من عنيك تلوأ إن هَدَا ليحر يد © 
آل موق أَنَوُونَ حي لما جَةَحكْمٌ أرِخْرٌ هَنَا ولا بِنِْمُ السَجِرُوة © كلا 
أيِمْتًا _بَلْفئنَا ما وَجَدْنَا عليه +ابآءنا وَبَكوْنَ لكا الكيرياة في الْارْضٍ وما كن لكا 


القراءات: 


عم ع مسا 


«رأجئتنا» : 


ْله )1١(‏ - لواصم : ٠‏ /هما-م7 5١‏ 
وقرأ السوسي» وحمزة وقفاً (أجيتنا). 


000 


(ثمٌ بعتا مِنْ بَحَدِهِ م من بعد هؤلاء الرّسل . «وَمَلإِيْهء 4 قومه أو أشراف 
القوم .(إ ياي الآيات النسع . فآ سيق عن الإعان بها . (إلَيحرُ م4 
ِيّن ظاهر .7 أْنَولُونَ للحي لما جَآجَكْمْ 4 إنه لسّحرء فحذف امحكي بالقول 
لدلالة ما قبله عليه. 


(أَيِحْرٌ هنا هو استثناف بإنكار ما قالوه . «كلَا يلم السَّحِرُوِتَ6 من تما 
كلام موسىء للدّلالة على أنه ليس بسحرهء فإنه لو كان سحراً لاضمحل» وم 
٠‏ يبطل سحر السّحرة» فهذا دليل من مومى عليه السّلام على أنه ليس بسحرء 
وإنما السّحر تخييل وتمويه. 


ظٍْ بَلْفئنا) لتردنا وتصرفنا عله 2 واللفت والفتل مترادفان كن 5 


لْكيرِيكه في الْأَرْضٍ 4 الملك فيها » سمي بها لانّصاف الملوك بالكبر والتكبر على 


ع 


الناس باستتباعهم .«(دنا كن لكا بِمَؤْمِنِينَ 4 بمصدقين فيما جئتنا به. 


هذه هي القصّة الثانية المذكورة في سورة يونس» وهي قصة موسى وهارون . 
مع فرعون وملئه» وقد تكرر ذكرها في القرآن للدّلالة على أنْ قوة الحقّ 
وصوت التبوة يعلوان الملك والحكم والسّلطان» ويقوضان العروشء» ويزيلان 
دعاتم الباطل. وهذا هو الفصل الأول من القصة وهو الحوار بين موسى 
وفرعون. 
التفسير والبيان: 


هذا هو الفصل الأول من قصة موسى عليه السّلام. 


دن لْليْءَ )1١(‏ - لون : ٠١‏ دادما 


والمعنى: ثم بعثنا من بعد تلك الرّسل موسى وأخاه هارون إلى فرعون ملك 
مصر وأشراف قومهء أما بقية الناس فهم تبع لهم في الكفر والإبمان» ولذا لم 
يذكروا. 


بعثناهما بآياتنا المذكورة في سورة الأعراف”١'‏ وغيرهاء فاستكيروا عن اتُباع 
الحقّ والانقياد له» وعن الإيمان بموسى وهارون» وكانوا قوماً مجرمين أي 
معتادي الإجرام كفاراً ذوي آثام عظام؛ راسخين في الجريمة والظلم والإفساد 
في الأرض. وأعظم الكبر: أن يتهاون الناس برسالة رهم بعد قيام الأدلة على 


لما جَدَهُمْ أَلْحَنَّ4 أي فلما جاءهم مومى بالأدلّة الدّالة على الربوبية 
والألوفية: الحثّة» قالوا عناداً وعنواً وحباً للشهوات: إن هذا لسحر واضمء 
قالوا مقسمين على قوم مؤكدين له بِإِنْء واسم الإشارة» واللام في الخبرء 
والحملة الامعية. وهم يعلمون أن ماقالوه كذب ومتان» كما قال تعالى: 
«وَحَحَدُوأ بها واستيقدتها شه ظُلْما و4 [النمل: 114/737 . 

ؤدَالَ مُومئ أَنَنونُونَ إِلْحَقّْ4 قال لهم مومبى منكراً عليهم وموجّاً لهم: 
أتقولون للحقّ الواضح البعيد كل البعد عن السّحر الباطل : إنه سحر» عدا 
لكم أسحر هذا؟! والحال أنكم تعرفون أن السحر تخييل وتمويه» ولو كان هذا 
سحراً لاضمحل» ولم يبطل سحر السّحرة» ولا يفوز السّاحرون في ساحات 
الحقائق. وقضايا الدّينَ» وأصول الحياة» وإقامة الممالك؛ لأن السّحر شعوذة 
وخفّة يد لا تغير من الحقيقة شيئاً. وقوهم: هذا سحر محذوف,» والاستفهام 
بقوله: أتقولون؟ إنكار» ثم استأنف إنكاراً آخر من وِبّلهء فقال: 9 أَسِحْرٌ 


000( وهي السنون (أعوام الجدب والقحط) ونقص الأموال» ونقص الأنفس» ونقص التثُمرات» 
والطوفان» والجراد» والقمّل» والضفادع. والدّم قال تعالى : «مََيسَلنَا عم الطودَانَ وَأَطْرَاد 


داعي .كيان لوخي 


وَالْفُمَلَ وَالصَّفَايمَ وَألدَم “لت مُقَصَلَتِ)4 [الأعراف: 1177/7 . 


لدع )1١(‏ - برضن : ٠١‏ /دلاددن يدف 





هَا؟! وحذف قولهم الأول اكتفاء بالثاني من قولهم» منكراً على فرعون 
وملثه. 

فأجابوه إجابة الضعيف المفلس الحجة الذي لا يجد متمسكاً له إلا التقليد 
للآباء والأجداد وورائة العادات والطقوس الدّينية» فقالوا: <َلواً أَجِنْتنا 
ِتَلََِنَ4 أي أجتتنا يا موسى لتصرفنا عن دين آبائنا وأجدادناء ولتكون لكما. 
أي لك ولمهارون أخيك الكبرياء في الأرض» أي الرّياسة الدّينية والدّنيوية 4 
العظمة والملك والسّلطان» وما نحن لكما بمصدقين لكما فيما تدعيانه من دين 
عدن غان عم الكسلقت والآبات عدا سيت كناب الزسل حاقاء 

وقد خاطبوا مومبى أولاً؛ لأنه كان هو الدّاعي لمم للإمان بما جاء به 
والإقرار بتوحيد الإله» ونبذ عبادة الأصنام والأوثان. ثم أشركوا معه أخاه في 
الإفادة من ثمرات الدّعوة وهى التفوذ والسّلطة والعظمة. 
فقه الحياة أو الأحكام: 
وعناد الدّعاة إلى الإيمان بالله. والتخلص من عبادة الأصنام. 

وتمثل هذه القصة شدّة العناد بسبب عظمة السلطان والملك والجاهء أمام 
شخصين ضعيفين موسى وهارون» وكان موسى قد تربى في بيت فرعون. 

ولكن الضعف الشّخصي يزول أمام قوة الاعتزاز بالتبوة والإيمان» فبالرغم 
من هذا الضعف بادر موسى وهارون إلى دعوة فرعون وقومه إلى الإبمان بالله 
تعالى» والتّرفع عن التّأله وتعظيم ما دون الله. 

وأيد الله موسى بآيات تسع سلّطها على أهل مصرء كالقحط المتوالي» 
ونقص الأنفس والأموال والثّمرات بسبب الأمراض والجوع» والظوفان 
والجراد والقمّل والضفادع والدّم» ا و0 ووصفوا 
الآيات والمعجزات بالسّحر. 


”> ليه )1١(‏ - و : ٠١‏ /ملادمن 





فعجب موسى منهم وويّخهم منكراً عليهم وصف المعجزة بالسّحرء 
وناقشهم ببيان الفرق الواضح بين المعجزة والسّحرء فلم يجدوا جواباً مقنعا 
إلا الارتماء في أحضان التّقليد واتباع دين الآباء والأجداد. والتّرفم عن 
الإمان» واتّهموا موسى وأخاه بأ:نهما يستهدفان من وراء دعوتهما الوصول إلى 
السلطة والملك في أرض مصرء ولم يدروا بأن الإيمان بالله وبالأنبياء أسمى 
وأجل وأقدس.هن التوعات الششخضية الشهوائية»: .وبحت الشلطة والتسلطع 
فهذه مظاهر فانية» وأثر الإيمان خالد باقي. 


والخلاصة: 


إن قوم فرعون عللوا عدم قبول دعوة موسى بأمرين : 

الأول - التّمسك بالتٌقليد: وهو معنى قوله تعالى : «دَلوَا يتما بِمَلْفِئنَا عا 
وَجَدنا عليه ابآ2ن41 فإنهم تمسكوا بالتقليد» ودفعوا الحجة الظاهرة بمجرد 
الإصرار. 


والثاني - الاتّهام بالحرص على طلب الدّنيا والوصول إلى الرّياسة: وهو 
معنى قوله تعالى: «وَبَكوْنَ لكا الكزري في الْأَرْضٍ4 أي يكون لكما الملك 
والعرٌ في أرض مصرء والخطاب هنا لموبى وهارونء ولما ذكروا هذين السَببين 
صرحوا بالحكم وقالوا: «مَمَا كن لكا بِمْؤْمِنِينَ 4. 


لي )١١(‏ - نوي ٠١ ١‏ /ولادكم : هه" 





3 5 
إحضار فرعون الشحرة لقاومة دعوة موسى 


ل و ا ل ا 2 ا 1 1 شيم 

«(وَثَالَ فِيَعَوَنُ آثثوني يكل سجر عَلِيمٍ 9 كلما ج21 السّحرهُ قال لهم موس 

ألفوأ م1 أنثر ملقورت 02 فلا اهنا تال نسدد الفحن إن أله 
سد 3 7 35 


ءالجو 0ن دص كي عم دك كوج 0 0 1 
سنبطله: إِنّ لَه لا يضح عَمَلَ الْمَفْسِدِينَ 9 وحن الله الحنّ بحلميد- ولو 
سل رم ال0 
حر الننيفة 09> 


الفراءات :1 


.اج سوير ضير 
لا 


فرعون أتثتونى » : 
قرأ ورش» والسوسي بإبدال الهمزة الساكنة واواً مدية حالة الوصل. . 
وقرأ الباقون بالتحقيق. 
(يكُلٍ سَحرِ) : 
وقرأ حمزة» والكسائي» وخلف (بكل سحّار). 
«(جمثر) : 
وقرأ السوسي» وحمزة وقفاً (جيتم). 
(بد اليدُ) : ظ 
وقرأ أبو عمرو بزيادة همزة استفهام قبل همزة الوصل. 
الإعراب: ظ 


ما جِثم به أليَحَرُ» «ما4: إما اسم موصول بمعنى الذيء وإما 


5" لوه )١١(‏ - لوضضن : ٠١‏ ودام 


استفهامية» فإذا كانت اسم 00 كانت ع الصّلة 5 موضع رفع 
بالابتداع» و« الي 4: ا وإذا كانت اسفهاما كانت ها مبتدأ» 
وحمت يو الخبرء و« التّة) خبر مبتدأ مقدرء تقديره: هو السحر. 


ويجوز أن تكون لماك في موضع نصب على تقدير فعل بعد «مّا» 
وتقديره : أي شيء أتيتم أو جئتم به و« أليَحَرٌ 4 خير مبتدأ مقدر أي هو 
ال 


ولا يجوز أن تكون «إما4 في موضع نصب إذا كانت بمعنى الذي؛ لأن ,ما 
بعدها صلتهاء والصّلة لا تعمل في الاسم الموصولء ولا تكون تفسيراً للعامل 
الذي تعمل فيه. 
البلاغة : 

«وَضِنٌ أَلَدُ الْحَنّ4 بينهما جناس اشتفاق. 
المفردات اللغوية: 


(منير عَيير) حاذق في السحرء فائق فيه .مكنا الت حباهم 
وعصيهم .(إما 0-6 بد أَلتَْرُ)4 أي الذي جنتم به هو السحرء لا ما سمماه 
فرعون وقومه سحراً وهو المعجزات .إن لله سَيْبْله4 سيمحقه أو سيظهر 
بطلانه إن أنه لا لا ييخ َمل المدسرِيَ) لا يثبته ولا يقوبه. وفيه دليل على 


أن السَّحر إفساد وتمويه لا حقيقة له وق لل 2 ابره وعطري 
« بِكَلِمَيِهِ 4 بأوامره وقضاياه 1 حكره لْمُجْرِمُو 4 ذلك 


المناسية : 


هذا هو الفصل الثانٍ من قصة موسى مع فرعونء فإن فرعون أراد 
الاستعانة بالسحرة لمعارضة معجرزة موسى ومقاومة دعوته. فأمر بإحضار 


للد )1١(‏ - لون : ٠١‏ /وا-ام /ه 7 





حذاق السّحرة ليظهر للناس أن ما أتى به موسى نوع من السّحرء فيصدٌ الناس 
عن اتّباعه» باعتبار أنه ساحر. 


التفسير والبيان: 


هذا هو الفصل الثاني من قصة موسى عليه السّلام حيث استعان فرعون 
عليه بالسحرة. 


ويلاحظ أنه ذكرت قصة السّحرة مع مومى في سورة الأعراف» كما تقدّم» 
وفي هذه السّورة» وفي سورة طه وفي الشّعراء؛ لأن فرعون أراد التمويه على 
الناس وصدّهم عن انبا موسى ومعارضة ما جاء به عليه السّلام من الحقٌ ‏ 
المبين» من طريق زخارف السّحرة والمشعوذين» فانعكس عليه الأمر» وصدم 
مرامفة: وظهرت البراهين الإلحية في ذا ذلك اعكل العام اق الع 
سَحجِرِسنَ 7 الوا ءَامَتَا رب الْعليِينَ 79 رب موسئ 27 2 [الأعراف: 


.]١75-١7١ /ا/‎ 


ومع الآيات: هنا قال قرعون لخاشيتة أو .ملئة لما رآىالعضًا واليْد 
البيضاء وأفطق أرما بكر فاق حادق هك النيدو لل 1لا فرق بين 
المعجزة الإلحية والسّحر. فأتوا بهم» فلما جاء السّحرة وتجمّعواء قال لهم 
موسى بعد أن خيّروه بين أن يلقي ما عنده أولاً» أو يلقوا هم ما عندهم» كما 
ذكر في سورة الأعراف: بل ألقوا ما أنتم ملقون من فنون السّحرء ليظهر الحقٌ 
ويبطل الباطل. فأراد موسى أن تكون البداءة منهم ليرى الناس ما صنعواء 
ويستنفدوا ما لدهم من طاقات وخبرات» ثم يأتي بالحق بعدهء فيدمغ 
باطلهم» ولهذا لا ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهوء وجاؤوا بسحر 
عظيم : تاوس في نفو يمه وى 0 قلا لا تف إِنت أت َمل © 


وَألِق انق يسيك الوق مقر ام 15 طقلم موتك أذ 


2 لطه: ١5/لا59-5]‏ . 


4 ليه )1١(‏ - رضن : ٠١‏ /ولا-قم 


0010 


(مَلَمَا أَلمََاعَ أي فلما ألقوا ما عندهم من الحبال والعصي قال موسى 
واثقاً غير مبالٍ بهم: ما أتيتم به هو السّحر بعينه» لا ما ماه فرعون سحراً 
مما جئت به من الآيات والمعجزات من عند الله. وهذا السّحر الذي أظهرتوه 
إن الله سيمحقه وسيظهر بطلانه قطعاً أمام الناس» بما يفوقه من المعجزة التي 
هي آية خارقة للعادة تفوق السّحر وأشكاله المختلفة. 

ثم علل ذلك بقوله: «(إنَّ أنه لا يْضْيِمٌ عَمَلَ الْمُنْسِدنَ) أي لا يثبته ولا 
يقويه» ولا يجعله صاحاً للبقاء» «وَيِن ألّهُ الْحيَّ ِكلِمَيِه 6 أي ويريد الله أن 
يؤيّد الحقّ ويظهرهء ويثبته ويقويه؛ .وينصره على الباطل بأوامره ووعده 
موسى» وقيل: بما سبق من قضائه وقدره .(و]1ْ عكر الْمُجَرُِوَ4 أي ولو 
كره ا ججرمون الظالمون كفرعون وملئه ذلك» أي نصر الحقٌ على الباطل. وني آية 
أخرى : (فوقم 3 ول ها 906 سملو 9 ) [الأعراف: 7/]ء وقوله 
تعالى : هن صَعواً 4 سجر 5 يلم الماك حم 4 [طه: 1359/9١‏ . 


فقه الحياة أو الأحكام: 

هذه مبارزة بين الحقّ والباطل» بين المعجزة والسّحرء فالمعجزة آية إطية 
خارقة للعادة يؤيّد الله مها صدق الأنبياء لإقناع الناس وتصديق دعوتهم. وأما 
السّحر فهو إفساد وتمويه وتزييف لا حقيقة لهء فلم يستطع الصمود أمام 
الثىء الحقيقى الثابت الذي لا تمويه فيه. 

وهذا المعنى هو ما تضمته آبة: (إنَ أله لا يم عمَلَ المنيِيينَ) أي لا 
افع ا 
وكان في خطة موسى عليه السّلام بأن يبدأ السّحرة أولاً بالإلقاء براعة وثقة 
بما لديه من المعجزة وعدم اكتراث بالسّحرة» فإِنْ كل ما فعلوه من لفت أنظار ' 
الناس وإخافتهم حينما ألقوا حبالهم وعصيهمء مُق وأبطل بإلقاء العصا التي . 


لو )1١(‏ - لضن : ٠١‏ /م-لم 1 


انقليت عانا عظيماً الهم جميع كان والعوي؛ وصدق فيمأ أعلنه قبل 
ماروا ونا يتقرير الك أنه املا ) 

وحينئل أدرك السحرة خسارتهم » وعرفوا أن فعل موسى, لنبئق من قبيل 
السحر» فهم أعرف الناس يفنونه ) فلم يعاندواء وشرح الله صدورهم 
فأعلنوا إعانهم بربٌ موسى وهارون» فأسقط في أيدي فرعون وملئهء وخابوا. 
وخسرواء واستوجبوا نار جهنم بإصرارهم على الكفر. 

والخلاصة المستنبطة من هذه الآية: أن السّحر تمويه وزيف باطلء» والله 
تعالى يحقّ الحقّ ويبطل. الباطل» ولو كره المجرمون» أي الفجرة الكافرون. 


“ل 


إيمان طائفة من بني إسرائيل بدعوة مو 


00 ب اك لفق بو أ 1 2 بحموب دم 2 د 
هرقما ءَامنَ لمومى إلا درَيّةَ ين فَوَمِوِء عل حَوْفٍ بن وَعَوْنَ وَمَلَايْهِمٌ أن 
2 سرس يوسم 0 ص م 1 م صترم جه عدد ار 2 
يهدنهم وَإنْ فَرَعوَتَ لعال ف الارض وَإِنَّمٌ لمن | م ين فين قال موسي يفوع إن 
ل لاس ع 7 ري رت سمه م 4 ل جحمي ا مره عر مه 02 يرس مه 
: َامَنام بألل معليِّ نوكلو إن نكم مُسْلِيِينَ 9 فَمَالواْ عَلَ أَلَّهِ مَوَكلنا رَبَنَا للا 
يس ءوس ل الى 0 تن 000 صس سم 02 
ِتَنَهٌ لِلَمَومِ الطَبلِيِينَ 9 وَيَنَا تمتك هن الْقَوْرِ الكفيت 9©) 


سين ِل مودئ وَأَحِهِ أن يونا لتريكا .» ِِصَرٌَ يونا وأَجْمَلوا يونَحكُمْ يناه 
3 م ام _- 
وَأَققِمُوأ أَلصَلُوه وَسَثْر الْمزيينَ )»4 


69 6 ورم 


وي وَلْجِعَلُوأ يُوتَحكع 4 قرئ: 


-١‏ (بيُوتا.. بيُوتكم) وهي قراءة: ورش» وأبي عمروء) وحفص. 


3 لله )1١(‏ - لضن : ٠١‏ /*م-لام 





؟- (بيوتاً.. يبُوتكم) وهي قراءة الباقين. 


الإعراب: 


سح به 


الأول صم العبعار عو وال لادب در البو فيقول الواحد 
منهم : : نحن فعلناء ومنه قوله: قال رتًِ أرُجعون 4 وكان فرعون ارا 
فأخبر عنه بفعل الجميع. 

الثاني - جمع الضمير على أن المراد بفرعون آله. كما يقال: ربيعة ومضرء 
ويكون في الكلام حذف مضافء تقديره: على خوف من آل فرعون. 

الثالث - جمع لأنه ذو أصحاب يأتمرون به. 

الرابع - أن جمع الضمير يعود على الذّرية. التي تقدم ذكرها. 


(أن » يَفِدْدهم متهم 4 بدل محرور من فرعت » بدل اشتمال. 


2200 


«أَ بوَا لمكا بِِصْرَ يبون اللام مقحمة» وجعل ( تَدَهَا4 متعدياً مثل | 
بوَأ يقال : بوّأته وتبوّأته كقوطم : علقته وتعلقته. 


المفردات اللغوية: 

«(دْرِية 4 4 طائفة من شبّانهم» لد ف أصل اللغة: صغار الأولادء 
وتستعمل عرفاً في الصّغار والكبار . (عكل 0 من فرعون وَمَلَاْهِرَ )ا أي مع 
خوف منهمء والضّمير لفرعون (أن يَفْسَهِرَ 0 الفتنة في اللغة: الاختبار 
والابتلاء بالشدائد. والمراد هنا التََعذِيب» أي أن 57 فرعون ويصرفهم 
بالتعذيب عن دينهم. وإفراده بالضّمير للدّلالة على أن الخوف من الملأ كان 


لد )1١(‏ - وض : ٠١‏ / دام لف 





بسببه .«إوَإِنّ وْرْعَوْتَ لهال متكبّر قوي فتّاك .ني الْأَرض) أرض مصر. 
لين لْمْتَرِفِنَ» المتجاوزين الحلٌ بادّعاء الرّبوبية واسترقاق أسباط 
الأنبياء. 


تيه و4 فثقوا به واعتمدوا عليه إن كم تُمَلِمنَ) 

لقضاء الله مخلصير" له مذعنين لأمره (٠٠‏ قفالا عل لله 052 لأنهم كانوا 
مؤمنين خلصين .يي ا ا وشكة) موضع قت 9ل ايي) أي 
لا تظهرهم عليناء ا عه 
فيفتنونا .(وَيحَنَا يتملك يِنَ لمرو الكفرئ (©)) أي من كيدهم وشؤم 
مشاهلتهم. وفي تقديم التوكل على الدّعاء تنبيه على أن الدّاعي ينبغي أن يتوكل 
أولاً لتجاب دعوته. 


أن 4252 اتخذا مباءة ومسكا يسكنون فيها أو يرجعون إليها للعبادة. 
(واجعلو 4 أنتما وقومكما «٠‏ حك قنَلة 4 مصلّىّ أو مساجد تصلون 
فيها لتأمنوا من الخنوف» وكان فرعون منعهم من الصّلاة («٠‏ وَأَقِ ققِجْوأ الصَلَره 4 
أتموها فيها حق لا يؤذيهم الكفرة ويفتنوهم عن دينهم «٠‏ وَسَْرٍ الْمُؤْمِنَ4 
بالتّصر في الدّنِيا والجنّة في الآخرة. 

وإنها ثقى ضمير «تِيوَّءَا) أولاً ؛ لآن التبوء لوم رالا لحار عداو ا. 
رؤوس القوم بتشاور» ثم جمع في قوله: « وَلَجْعَلْواً4 لأن جعل البيوت مساجد 
والضّلاة فيها مما ينبغي أن يفعله كل أحدء ثم أفرد بقوله : ورََئْر) لأن 
البشارة في الأصل وظيفة صاحب الشّريعة. 


المناسية : 


أبان الله تعالى أنه بالرّغم من مشاهدة المعجزات الباهرة على يد موسى عليه 
السّلام» فإنه لم يؤمن به من بني إسرائيل إلا طائفة من شبّان قومهء توطئة 
لإخراجهم من أرض مصر. وفي ذلك تسلية للنِّي محمد كه لأنه كان يغتم 
بسبب إعراض القوم عنه واستمرارهم على الكفر» فله بسائر الأنبياء أسوة. 


11 لي )1١(‏ - اليضي ٠١ ١‏ على 





التفسير والبيان: 
هذا هو الفصل الثالث من قصة موسى عليه السلام. 


يخبر الله تعالى أنه لم يؤمن بموسى عليه السّلام في أول أمره؛ مع ما جاء به ش 
من الآيات البيّنات والحجج القاطعات» إلا قليل من قومه ب بني إسرائيل» وهم 
طائفة من الشباب» على وجل وخوف من فرعون وملئه أن يردوهم إلى ما 
كانوا عليه من الكفر؛ لأن فرعون كان جباراً عنيداً» مسرفاً في التمرد والعتو 
متجاوة] الحذ ف الظلم والفساد» شديد البطش والفتك» حقى إنه اذّعى 
الربوبية واسترق أسباط الأنبياء» وكانت له سطوة ومهاية تخاف رعيته منه 
خوفاً شديداً. فالضمير في إقَوْمِهِ م4 عائد إلى بني إسرائيل قوم موسى» لأن 
الضمير يعود إلى أقرب المذكورين. وهذا قول مجاهد. 


وقيل: الضمير في (إفَومِهِء 4 لفرعون. والذرّية: مؤمن آل فرعونء وآسية 
امرأته» وخازنهء وامرأة خازنه» وماشطته. وهذا قول ابن عباس. 


وضمير لوَمَلَاْهِمٌ4 يعود إلى فرعون بمعتى آل فرعون» أو على ما هو 
المعتاد في ضمير العظماء. 


والذرّية: أولاد الذين أرسل إليهم موسى. 


24 5 0 
ا 


ل وبآياته 
حقٌّ الإمان» فعليه توكّلوا واعتمدواء وبه ثقواء واطمئنوا لوعده» إن كنتم 
مسلمين أي إن كنتم مستسلمين لقضاء الله ماعن علضين 0 إذ لا يكون 
الإيمان كاملا إلا إذا صدّقه العمل وهو الإسلام» فالمعلق بالافان وجوت 
التوكل» فإنه المقتضي لهء ثم شرط في التّوكل الإسلام: وهو أن يسلموا 
نفوسهم لله بأن يجعلوها له سالمة خالصةء لا حظّ للشيطان فيهاء وذلك بأن 
يعملوا بالأحكام؛ لأن التوكل الصحيح لا يكون مع خلطه بغيره. 


للدم )1١(‏ - وض : ٠١‏ دام ينف 





والخلاضة: أن الإبمان: عبارة عن صيرورة القلب عارفاً بأن واجب 
الوجود لذاته واحدء وأن ما سواه محدث مخلوق تحت تدبيره وقهره وتصرفه. 
والإسلام: : هو الانقياد للتكاليف الصادرة عن الله 0 وإظهار الخضوع 
وترك التُمرد. 


فقالوا على الفور ممتثلين أمره لأنهم كانوا مؤمنين مخلصين : وعد أله 
توَكلنَ4 وبه وحده استعنا على أعدائناء ثم دعوا رهم قائلين: «إرَيَا كا يحعلنا 
ِنََهٌ بِلَقَروِ الطَدلِينَ» ا سي عا ا 1 
ويقولون: لو كان هؤلاء على حقّ لا هزموا أمام فرعون وظلمه» أو موضع 
فتنة لهم أي عذاب بأن يفتنونا عن ديننا وكا يَعَتِلك من الفوي لْكفْرِنَ 
403 آى خلصها برضالة وإسائلق بوعفرلة فى قيلط الكانزيق ببلقاء 


الظاكق العلغاة: الذين كفروا الحقّ وستروه. ونحن قد آمنا بك وتوكلنا عليك. 


وقد دعوا مبذا الدّعاء؛ لأن التوكل على الله هو أعظم علامات اومان لا 
يكمل إلا بالصّير على السّدائدء والدعاء لا يستجاب إلا مع الطاعة وَاخاذ 


سس وي جارس سسا بيرت 


الأسيات» قال تعالى : «ومن 0 أله فهو -حسبة4 [الطلاق: 0 5 
وكثيراً ما يقرن الله بين العبادة والتوكل كقوله : (إفَاعبده كَل عَلْهِ 06 
[هود: ]17/1١‏ » وقوله تعالى: قل هو ألبَحمَنُ َآمنَا بو وَعَلَيهِ 056 [الملك : 
»ء وقوله تعالى: «إرّبٌ اَلْثْرِقٍ وَالْكْرِبٍ لآ إل 7 ا وكيك 
©ظ2 [زمل: 4/7 . وأمر الله تعالى المؤمنين أن يكرروا في صلواتهم 
ناك تعد َإِيّاكَ سم ©> االفاقة: 1/ه] . 


بو 
لآ إله 


ثم ذكرالله تعاللى سبب إنجائه بني إسرائيلٍ من فرعون وقومه» وكيفية 
د منهم ‏ فال : «[ وأو ع إل موسو وَأّضد)) أي أمرنا موسى وأخاه 
هارون عليهما السّلام أت شواًا أى يتخذا لقومهما لمم جيرا تكون مساكن 
للاعتصام فيهاء والأصح أن تكون مساجد وليست منازل شكرة ياراي 
أكثرالمفشرين. 


سر 


ل للد )1١(‏ - نوضن : ٠١‏ /*م-لام 


وأمرهما مع قومهما أن يجعلوا البيوت مساجد متّجهة نحو القبلة» بأن 
يصلّوا في بيوتهم؛ لأنهم كانوا خائفين. وقال قتادة والضّحََاك وسعيد بن 
جبير : : 9 ولجعليأ يوقَصكا قِنَ]هَ 4 4 أي فال عدي عم قال القرطبي: 
والقول الأول أصح ؛ أي اجعلوا مساجدكم إلى القبلة باتجاهم بيت المقدس» 
وهو قبلة اليهود إلى اليوم. 
1 وأن يقيموا الصّلاة ف تلك البيوت أَئئ يتموها.. وقد مرا بذلك أول 
أمرهم لثلا يظهر عليهم الكفرة» فيؤذوهم ويفتنوهم عن دينهم. 

وبشّر يا موسى المؤمنين بالحفظ والتّصر على عدوّهم في الذنياء والجنة في 
العقبى. 
فقه الحياة أو الأحكام: 

دلت الآيات على ما يأتي: 

- بالرّغم من المعجزات العظيمة لموبى عليه السّلام وانتصاره على 
السّحرة بتلقف العصا لكل ما أحضروه من آلات السّحرء فإنه لم يؤمن به من 
قومه إلا طائفة قليلة من أولاد بني إسرائيل » فإنه لطول الرّمان هلك الآباء 
وبقي الأبناء» فآمنوا. وقيل : كانت الطائفة من قوم فرعون. منهم مؤمن آل 
فرعون». وخازن فرعون» وامرأته. وماشطة ابنته » وامرأة خازنه. 

وكان إيمانهم على خوف من فرعون؛ لأنه كان مسلَّطاً عليهم» عاتياً 
0 مجاوزاً الحدّ في الكفر؛ لأنه كان عبداً فادَّعى الرّبوبية. 

- أراد موسى عليه السّلام الاستيئاق من إمان تلك الطائفة» فقال لهم: 

5 د ا مث # أي صدّقتم بالله وبرسالتي» ٠‏ فتوكّلوا على الله وحدهء أي 
اعتمدوا عليه 0 كرر الشَّرط تأكيداً أو أن الإسلام هو 
العمل وبيّن موسبى أن كمال الإمان بتفويض الأمر إلى الله. 


لوه )1١(‏ - لون : ٠١‏ /8م-لام يلف 





فأجابوا بأنّا توكّلنا على الله» أي أسلمنا أمورنا إليه» ورضينا بقضائه 
. وقدرهء وانتهينا إلى أمره. 


ودعوا لله بألا ينصر الظالمين عليهم» ٠‏ فيكون ذلك فتنة لهم في الذّينء أو لا 


متحنهم بآن يعذبوا على أيديم ٠‏ وأن ينجيهم ويخلّصهم من الكافرين ؛ أي من 


الام ار ل د لأن 

بنى إسرائيل كاتوا لا-تصلون إلا في مساجدهم وكنائسهم» ‏ » فخْرّها فرعون 
رشبي من الصّلاة» فأوحى الله إلى موسبى وهارون: أن اتهذا وتخترا لبني 
إسرائيل بيوتاً بمصرء أي نيائهد يتحهة نحو القبلة» ولم يرد في رأي أكثر: 
المفسشرين المنازل المسكونة» وإنما أراد الاتجاه إلى بيت المقدس. 

وهذا يدلّ على أن القبلة في الصّلاة كانت شرعاً لمومسى عليه السّلام. 

واستنبط العلماء من جواز أداء الصّلاة في البيوت: أن المعذور بالخوف 
وغيره يجوز له ترك الجماعة والجمعة» والعذر الذي يبيح له ذلك كالمرض 
المانع من التّنقل» أو خوف زيادته» أو خوف جور السّلطان في مال أو بدن 
دون القضاء عليه بحقّ» والمطر الوابل مع الوحل عذر إن لم ينقطع» ومن له ولي 
حميم قد حضرته الوفاة ولم يكن عنده من يمرّضه عذر أيضاء وقد فعل ذلك ابن 
عمر. 

وأثير بهذه المناسبة خلاف في أداء صلاة التراويح (قيام رمضان) هل إيقاعه 
في البيت أفضل أو في المسجد؟ فذهب مالك وأبو يوسف وبعض الشافعية إلى 
أنه في البيت أفضل لمن قوي عليه» لما أخرجه البخاري: «فعليكم بالصّلاة في 
بيوتكم» فإن خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة». 


وقال أكثر الأئمة: إن حضورها في الجماعة أفضل؛ لأن النَّي كلل قد 


5" ش لوه )01١‏ - الوص : ٠١‏ /لحححدد 





صلاها في الجماعة في المسجد. ثم أخبر بالمانع الذي منع منه على الدّوام على 
ذلك وهو خشية أن تفرض عليهم؛ فلذلك قال: العم بالصّلاة في 
بيوتكم). ‏ ثم إن الصحابة كانوا يصلّونها في المسجد فرادى سنن إلى أن 
مو واحد. فاستقرٌ الأمر على ذلك» ولاسسة 

ةَ - إن أداء الصّلاة في البيوت الى أمر الله بنى إسرائيل فيها خوفاً من أذى 
الأعداء أمر مشروع لا شكٌ فيه. وكذلك تكتل الفئات القليلة في مواجهة 
طغيان الظالمين كفرعون أمر مطلوب سياسة؛ إذا جرينا على القول بأن البيوت 
هي مساكن للاعتضام فيهاء لأن: ذلك أدى إلى نجاة بني إسرائيل من ظلم 
فرعون. | ا 

- دل إيمان الطائفة القليلة برسالة موسى عليه السّلام وتقليمهم في 
دعائهم عدم الفتنة على النّجاة على أن اهتمامهم بأمر دينهمٍ كان فوق اهتمامهم 
ار فإنهم قالوا أولاً: «ربّنا لا يجعلا هِنَنَهٌ لِلمَورِ الظَدلِيِيقَ4 . ثم 

:١‏ ديجا يتك ين الْقَوَوِ الْكفرت (©)4. فهذا الترتيب يدلّ على 

00 الدف عل امن الدضناء ْ 


| ع - 
دعاء موسى 0 فرعون وملئه 


«إوقال مو م رينأ لك َايينَتَ فرعوت 1 زِسَة وأموالا ف لجسو 
لذ 
2< 2 0# 


لديا رَبَنا لات سيك نا لين نع الهم افلا رهز م 


ه 


ظََ سي صصوة مر سس سر 2 4 مء .م اير ا 
موأ حول رو الْعَذاب لالم 9 قال قد لأست ل فَاسَتقيما ولا مان 


القراءات: 
و مه 
« إيِضلوا» : قرئ: 


للد )1١(‏ - برضن : ٠١‏ /لحح-همى ا" 


-١‏ (ليُضِلُوا) وهي قراءة عاصمء وحمزة. والكساي» وخلف. 


-١‏ (ليَضِلُوا) وهي قراءة الباقين. 


. (لِِضِلُواأ4 اللام للعاقبة وهي متعلّقة ب إدَاتيتَ24 ويحتمل أن تكون 
للعلة؛ لأن إيتاء النّعم على الكفر استدراج وتثبيت على الضّلال. 


(ظ 3د وماك إما عضوت أ 0 0 7 أنه دعاء عليهم. 
الدّعاء أو 6 الأمر بالفاء ا 


كان في موضع نصب على الحال» أي استقيما غير متبعين» فتكون لا نافية» للا 


ناهية. 


البلاغة: 


زربا اطتن 4 أمن رأريننيه الدضاء بما علم من ممارسة 00 ل 
يكون غيره» كقولك : لعن اللّه إبليس ١‏ وتكرار ريا لِضِئا4 لنت 
والتّنبيه على أن المقصود عرض ضلالاتهم وكفرانهم» 0 
طوس . ظ 


2 يء 


([ وأسدد 015 مويه 6 استعارة لتغليظ العقاب ومضاعفته. 


تلا 15 منوأ جواب الدعاءة أو دعاء بلفظ التهي» أو عطف عل : 
«لضلا» وما بيلهما دعاء معثر ض . 
المفردات اللغوية: 


(زِيسَة4 ما يتزيّن به من الملابس والمراكب ونحوهماء وأصل الزينة في 


يله ليه )1١(‏ -. رضن : ٠١‏ /لحدحدمى 


اللغة: ما يتزين به من الحلي واللباس والأثاث والأموال والصحة ونحوها. 
( لضِيا)4 في عاقبته» واللام لام العاقبة أي الصيرورة .عن سَِيِلْكَ4 
دينك («١‏ أطِيسٌ »© أي أهلكها وأزلحاء والعّلمس: امحق وإزالة الآثر («٠‏ وَأسّدُدٌ 
صَّ ملويهر 4 أي وأقسها واطيع عليها واستوثق حتى لا يدخلها الإيمان. 
ققوله تعالى: وإرَيَا لضِضْ)4. وقوله تعالى: «زرَيَنَا أطيسش 48 الي 
وَسَّدُدٌ 6 دعاء بلفظ الأمر. وقوله تال إقلا يوميوا4 عجوت للدذعاء أودعاء 
بلفظ التهي» أو عطف على « إِِبيام وما بينهما دعاء معترض «١‏ لآم 4 
المؤم. 


9ك 3 205 دعوتحكما 4 4 أي موسبى وهارون» روي أن موسى كان يدعوء 
وهارون يؤمن (٠١‏ هَاسْتَقِيمَا م4 فاثيتا على ما أنتما عليه من الدّعوة وإلزام 
الحجة» ولا تستعجلا »2 فإن ما طلبتما كائن » ولكن في وقته» روي أنه مكث 
فيهم بعد الدعاء أربعين سنة .«(سبِيلَ الت لا يَمْلَمُوْنَ طريق الجهلة في 
الاستعجال. أو عدم الوثوق والاطمئنان بوعد الله تعالى. 


3-5 


لما بالغ موسى في إظهار المعجزات القاهرة الدّالة على نبوّته» ورأى القوم: 
فرعون وملأه مصرّين على الجحود والعناد والإتكار» دعا عليهم بعد أن ذكر 
حب افير عل نلك ارام ور ا اد وسطة التعيم التي أبظرتمم 
فتركوا الدّينء هذا قال موسى: ريا إِنَلَفَ ءَاتنتَ (يعورت وَمَلَاَوُ زِيمَةُ 
وَأتَولا). 

قال ابن كثير : هذه الدَّعوة كانت من موسى عليه السّلام غضباً لله ولدينه 
على فرعون وملئه الذين تبيّن له أ: نهم لا خير فيهمء ولا يجبيء منهم ثبيء؛ كما 
دعا نوح عليه السّلام فقال: يِب لا در عل رن م الْكفرنَ دَيّارَا » إِنَكَ 
إن رهم ا عَِادَكَ ولا يدوأ إل اجر 0 © [نوح : ]717-75/8١‏ 


لدو )1١(‏ - نوين : ٠١‏ /حدح-هم للف 





وهذة اتات الله تعالى لموسى عليه السّلام فيهم هذه الدّعوة التي أمَّن عليها 


أخوه هارون» فقال تعالى : 50 أت نكما 4. 
قال أبو العالية: دعا موسبى وأمّن ع هاروث؛ فسمّي هارون وقد أمّن على 
الدعاة داعياً. 


التفسير والبيان: 


هذا هو الفصل الرابع من قصة موسى مع فرعون» بعد وجود فاصل 
استطرادي للإخبار بإيمان طائفة بموسى غليه السّلام» فبعد أن أبى فرعون 
وملؤه قبول دعوة الحقّ من موسى عليه السّلام» واستمروا على ضلاهم 
وكفرهم معاندين عتاة متكبّرين» وبعد أن أعدّ موسى قومه بني إسرائيل 
ش الخروج نمضن ب وغرسن في قلوبهم الإيمان وإيثار العزّة والكرامة» بعد ذلك 
دعا ركه نا سيت الذعاء شفالية «رونا تلك اقت ‏ وغوت وَمَامٌ زِسَهُ6 ١‏ 
أي أعطيتهم من الدّنيا والنعمة ما أبطرهم » وهر الزّينة الشَّاملة 3 حلي 
ولباس وأثاث ورياش وأموال كثيرة ومتاع الدّنا ونحوها من الرّروع 
بالا وأدّى النعيم بهم أن تكون عاقبة أمرهم إضلال عبادك عن الدذين» 
والشّغيان في الأرضء كما قال تعالى:. (إنَّ لانن لطي » ك 30 انتفق 
2 [العلق: 7/97-/7] » ويشهد لما ذكر ما يوجد في قبور الفراعنة والآثار 
. المصرية من الذهب والفضة والحل والتّحف»ء وما بنوه من القصور والقبور 
والتّماثيل الدّالّة على شط المانية والحضارة. 

فقوله تعالى: ( لع يضشِأ) اللام لام العاقبة أو الصّيرورة» كقوله تعالى: 
1 « مالقَطهه َال 5-5-8 حون له عَدُوَا وَحَرَنا4 [القتصص: :]8/1١8‏ » 
فكانت عاقبة قوم فرعون هو الضلال. ويحتمل أن تكون اللام لام التعليل» 
لكن بحسب ظاهر الأمر لا في الحقيقة نفسهاء بمعنى أنه تعالى لما.أعطاهم هذه ٠‏ 
الأموال» وصارت تلك الأموال سبباً لمزيد البغي والكفرء أشبهت هذه الحالة 


3 ' لْليْهُ )1١(‏ - نوس : ٠١‏ /لحدح-دم 





حالة من أعطي المال لأجل الإضلال» فورد هذا الكلام بلفظ التعليل لأجل 
هذا المعنى. 1 

با أطِيس عل أُمَولِهِمَ 6 أي ربّنا احق وأزل آثارها وأهلكهاء واختم 
على قلوبهم وأقسها حت لا تنشرح للإهان» فيستحقوا شديد العقاب» ولا 
يؤمنوا حقى يشاهدوا العذاب المؤلم الموجع. 

ولما دعا موسى مبذا العا وكان هارون أخوه يؤمُن عل دعائه » قال 
تعال: وعد لوبت ترسكنا » أي امسجينا :دعاءكما وقلناء كما شالتما من 
تدمير آل فرعون, فاستقيماء أي فائبتا على ما أنتما عليه من الدّعوة إلى الحقٌ 
وإلزام الحجة. ولا تستعمجلا الأمر قبل ميقاته» فإن ما طلبتما كائن ولكن في 
وقته» ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون» أي طريق الجهلة في الاستعجال أو 
عدم الوثوق والاطمئنان بوعد الله تعالى. ولا يعنى هذا النّهى أن مقتضاه صدر 
من موسى وهارون عليهما السّلام» كما أن قوله تعالى: «ِنَ كَدْرَكْتَ لطَاءَ 
عمَكَ 6 [الزمر: 50/89] لا يدل على صدور الشّرك منه. 

قال ابن جريج: يقولون: إن فرعون مكث بعد هذه الدّعوة أربعين سنة. 
فقه الحياة أو الأحكام: 

دلّت الآيات على ما يأتي: 

0 - إن دعاء موسى وهارون كدعاء نو عليهم السلام : يكن إلا بعل 


اليأس من إمان القومء بعد طول العهد من التي مومى بالدّعوة إلى الدّين 
الحقٌّ. وملازمة قومه حال الكفر وإصرارهم عليه» وبعد نفاد الصّبر منه. 


وكل ذلك لم يتم إلا بعد إذن من الله؛ لأن مهمة الرّسل استدعاء إيمان 
قومهم. ولا يجوز أن يدعو نبي على قومه إلا بإذن من الله» وإعلام أنه ليس 


للد )1١(‏ - وض : ٠١‏ /دد-هم ا" 





فيهم من يؤمن» ولا يخرج من أصلاهم من يؤمن؛ بدليل قوله تعالى لتوح عليه 
السلام: (رأيىئم ِل فج أَتمُ آن يؤر من هَوْمِكَ ل مَن قَدَ ءامن [هود: 
01 »؛ وعند ذلك قال: «إيّبَ لا دُدَرْ عَلَ الْأَرَضٍ من الْكفْرنَ ديار [نوح: 


1"//1؟]. 


0 - احتج مهذه الآية من يقول: إن تأمين المأموم على: قراءة الفاتحة ينزل 
منزلة قراءتها ؛ لأن موسى دعاء وهارون أمّن. 


والتأمين عل الدّعاء: أن يقول: آمينء فقولك: آمين دعاءء» أي.يا رت 


استجب لي. 


م - إن إجابة الدّعوات لها أوقات مخصوصة في علم الله وتقديره» وليس 
ذلك بحسب مراد العبد الدذاعى؛ وإنما. جنب مراد الله تعالى» وإن تعجل 
الإجابة جهل لا يليق مع الأدب مع الله تعالىء وهو أيضاً شكٌ في الثّقة بوعد ' 
الله تعالى بإجابة دعاء الداعي إذا دعاه» لهذا قال تعالى لموسى وهارون عليهما 


السَلامْ: «مَدْ أبِيبت: 0-0 افا ما ولا نان مكيل الك لا كلررن 4 


يفف للد )0١(‏ - لوو : ٠١‏ دمو 


8 - 
إغراق فرعون وجنوده وإنجاء بني إسرائيل 


د من مرخ م .جح مام فى سا وررو 24 ع ص ع 7 
زرف وجلوزنا بس إِسَررِ يل بل لحر 5 0 ارود وجنلودم 0 وعدوا خَئَّ 


و مهو سماد 000 


دآ درك الغرق قَالَ عَامَنتٌ 6 6 إِلَّهَ لا لدَىَ عَامَيَتَ به نوا 0 وأنا 
ين لمشي © آلكنَ وقد عَصَِيْتَ قل و حت من الْمَفْيِدِينَ © دلوم 
نيك ل سه ل 1 اد 
5 82 9 (0) وَلْقَدَ طُ ب إِسَرةِيلّ ف صِدْقٍ وَرَرشتهُم شن ألطيَبتِ قَمَا 


ا 20 


عا ل 5-3 ليلد إِنَّ رَبك يَقَيِى بهم نوم لقم فيه ارو 
©2 
القراءات: 
(إءَامَنت أَنم6: 
1 00 والكسائي» وخلف (آمنت إنه). 
يران : 
وقرأ السوسى» وحمزة وقفاً (بوّانا). 
الإعراب: 


جد ور سرع رك 


(ربعيًا وعدٌوًا »6 تبره الأجله. 


«بَدَنِكَ »4 4 ف موضع الخال أي ببدنك ايا عن الروح. 
البلاغة: 1 


اَن وقد عَصَِنتَ تَ هَل 4 4 استفهام توبيح وإنكار.. 


لدو )1١(‏ - نوضون ٠١ ١‏ /مو-مو يفف 


«إبوَأنا 6 9مُبَوَا 4 بينهما جناس اشتقاق. 
المفردات اللغوية: 


( وجِورنًا 4 أي جوزناهم في البحر حقى بلغوا الشط حافظين لهم. يقال: 
جاز المكان وجاوزه وتجاوزه: إذا قطعه حتّى تركه وراءه «(اتعمز» لحقهم. 
من الْمَيلِمِينَ 4 5 المنقادين لأمره» كرر ذلك ليقبل منه فلم يقبل» وقال 
جبريل له: ءَآلتَنَ4 تؤمنء أي أتؤمن الآن» وقد أيست من نفسك ولم يبق 
لك اختيار .«إوَقَدٌ عَصَنْتَ هَنَلُ4 قبل ذلك مدة عمرك .([ وشئت هن 


مجوء 


لْمْفْسِدِينَ4 الضالين المضلين عن الإبمان. 

لم شيكَ)» نلقيك على تجوة (مكان مرتفع) من الأرض ليراك بنو 
إسرائيل» أو لا نغرقك في قعر البحر ونجعلك طافياً دَيِك» جسدك الذي 
لا روح فيه .(لِمَنَ حَلْفَكَ4 بعدك وهم بنو إسرائيل .ءايه 4 عبرة وعظةء 
فيعرفوا عبوديتك ولا يقدموا على مثل فعلك. روي عن ابن عباس : أن بعض 
بني إسرائيل شكوا في موتهء فأخرج لهم ليروه (وَإِنَّ كيرا يَنَ ألئّاس» أي 
أهل مكة وغيرهم .لاعَنَّ يثنا لَمَِلُوتَ) لا يتفكرون فيها ولا يعتيرون بها. 

(إوَلقَدَ بَوَأن4 أنزلنا .«إمبَوَاً صِدْقٍ 4 منزل كرامة أو منزلاً صالحاً مرضياً 
وهو الشام ومصر .9 وَرَدَفكَهُم ين ألطيبّتِ4 من اللذائذ .لمَمَا أحْتَلُوأ4 في أمر 
دينهم» بأن آمن بعض وكفر بعضء إلا من بعد ما قرؤوا التوراة وعلموا 
أحكامهاء أو اختلفوا في أمر محمد يكِيِهِ إلا من بعد ما علموا صدقه بنعوته 


وتظاهر معجزاته .إِنَّ رَيّكَ يَقَضى ينيم يوم الْقِيمَةَ فِيمَا كوأ فيه ِتتلِمُوت4 من 
أمر الدين» بإنجاء المؤمنين وتعذيب الكافرين» فيميز الحق من المبطل بالإنجاء 
والإهلاك. 000 


المفاسية : 


هذا هو الفصل الخامس من قصة موسى مع فرعون التي ابتدأها الله تعالى 


/ى” ليه )١١(‏ - رون : 0/٠١‏ و-مو 


بالحوار بينهماء ثم أتبعها بقصة السحرة» ثم استطرد في أثنائها لبيان إيمان 
طائفة من بن إسرائيل بدعوة مومبى» استعداداً للخروج من مصرء ثم ذكر 
دعاء موسى على فرعون وملئه. 

وا أجاب الله تعالى دعاء موسى وهارونء أمر بني إسرائيل بالخروج من 
مصر في الوقت المعلوم وير لهم أسبابهء وفرعون كان غافلاً عن ذلك» فذكر 
هنا خاتمة القصة الدالة على تأييد الله لموسبى وأخيه على ضعفهماء وقوة فرعون 


وقومه. 
التفسير والبيان: 


هذا هو الفصل الخامس من قصة موسى عليه السلام. 


وموضوع الآيات كيفية إغراق فرعون وجنوده» فإن بي إسرائيل لما خرجوا 
من مصر مع موسى عليه السلام» وهم فيما قيل: ست مئة ألف مقاتل سوى 
الذرية» وقد كانوا استعاروا من القبط حلياً كثيراً» فخرجوا به معهم» فاشتد ' 
حنق فرعون عليهم؛ فركب وراءهم مع جنوده وجيوشه المائلة» فلحقوهم 
وقت شروق الشمس عند ساحل البحر (البحر الأحمر - بحر السويس) فخاف 
أصحاب موسى عليه السلام» وإذا ضاق الأمر اتسع» فأمره الله تعالى أن 
يضرب البحر بعصاهء فضربه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيمء أي 
كالجبل العظيم» وصار اثني عشر طريقاً لكل سبط واحدء وأمر الله الريح 
فنشفت أرضهء وجاوزت بنو إسرائيل البحرء فلما خرج آخرهم منه» انتهى 
فرعون وجنوده إلى حافته من الناحية اللأخرى» فلما رأى ذلك هاله وأحجم 
وهاب وهم بالرجوع؛ ثم صمم على المتابعة وقال لأمرائه: ليس بنو إسرائيل 
بأحق بالبحر مناء فاقتحموا كلهم عن آخرهمء ولما أصبحوا في وسط البحرء 
أمر الله القدير البحر أن يرتطم عليهم فارتطم عليهم» فلم ينج منهم أحدء 


وجعلت الأمواج ترفعهم وتخفضهمء. وتراكمت الأمواج فوق فرعونء 


ليه )1١(‏ - بون ١‏ ١٠0/1و-مو‏ ش ا" 


وغشيته سكرات الموت ا وهو كذلك: «إ[ءَامَنتٌ 8 51 إِلَهَ إِّا الى امت 
بد بِنوَأ إِسَريهِيلٌ وأنا مِنَ الْمْسلِمِينَ 6 فآمن حيث لا ينفعه الإبمان» كقوله تعالى: 
(ككمًا با يننا كَالا امنا يه ودر وكَدنا يها بِعَا كنا يه مُتْرِكِنَ © 
َل يك يَنْمَعْهُمْ إيكشه 1 ماياو أن منت لد الى عد سات ١‏ 2 
هُمَالِكَ الْكفْرونَ © [غائر: ]80-84/5٠‏ . ش 


ولهذا قال الله تعالى في جواب فرعون حين قال ما قال: 9إءَالَْنَ وَقَدَ 
عَصَيَِتَ قِنْلُ4 أي أهذا الوقت تؤمن» وقد عصيت الله قبل هذا؟ « ست 
لي لمتيزية 4 أي ق الأرض الذي أضلوا :النامن. 
معنى الآيات: 

وتجاوزنا ب ببنى إسرائيل البحر بقدرتنا وحفظناء ٠‏ فلحقهم فرعون وجنوده 
ظلهاً وعذواء أي باغين وعادين عليهم » أو للبغي والعدوان» والفتك بهم 
أو إعادء بم إلى مصر ليعذبوهم سوء العذاب ويستعبدوهم كما كانوا يفعلون. 

فلما اشر عل الغرق» قال أبنت يانه له إله ممق إل الله الذي آمنت به 
بنو إسرائيل» وأنا من المسلمين أي المنقادين المذعنين لأمره. 

وكرر فرعون بهذه العبارة المعنى الواحد ثلاث مرات» في ثلاث عبارات» 
خرصا منه عل القيول» ومع ذلك لم يقبل منه إيمانه حيث أخطأ وقتهء وقاله 
عند الإكراه والاضطرارء وحين لم يبق له اختيار قط. ويلاحظ أن المرة 
الواحدة كانت كافية في حال الاختيار. 

ل الور أو بإلهام من الله تعالى نفسه بقوله: 
(آلكَنَ وَقَدَ عَصَنَتَ مَل وتنك ين الْمَنِْدِينَ 4269 أي أتؤمن الساعة في 
وقت الاضطرار حين أدركك الغرق» وأيست من نفسك» وقد عصيت الله 


هف لل )1١(‏ - نون : ٠١‏ /0و-مو 


قبل هذاء وكنت من الضالين المضلين عن الإعان» كقوله تعالى: ([ اليت 
عر ماس 8 ام ل عر د ا مو ع مروى سدع 4 2 وعاسام أ ره يبه 
كفروأ وصدُوأ عَن سَبِِلٍ الله رَدَسَهُمْ عَذَابًا قوق الْحَدَابٍ يما كانوا يفيِدُوت 


. ]48/1١ [النحل:‎ © 


لوم بيك أي فاليوم نرفعك على مكان مرتفع من الأرضء» وننقذك 
بجسدك الذي لا روح فيه أو ببدنك كاملاً سوياً لم ينقص منه شيء ولم يتغير 
من الارتماء في قعر البحر؛ لتكون لبني إسرائيل دليلاً أو علامة على موتك 
وهلاكك وكان في أنفسهم أن فرعون أعظم شأناً من أن يغرق» ولتكون عبرة 
لمن بعدك من الناس يعتبرون بك» فينزجرون عن الكفر والفساد في الأرض 
وادغاء الرفوسة: ٠‏ ْ 

وفي هذا دليل على كمال قدرة الله تعالى وعلمه وإرادته. 


وان كَيَا ين ألدّاس4 أي وإن أكثر الناس لغافلون عن حججنا وأدلتنا 
على أن العبادة لله وحده. فلا يتعظون بها ولا يعتبرون بهاء لعدم تفكرهم في 
أسبابها ونتائجها. وني الآية دلالة على ذم الغفلة وعدم التفكر في أسباب 
الحوادث وعواقبها. 


وقد كان هلاكهم يوم عاشوراء من شهر امحرم» كما أخرجه البخاري عن 
فقال الني ككِخِ لأصحابه: «أنتم أحق بموسى منهم» فصوموه'. 


ثم أحين الله تال بالمناسبة عما أنعم به على بني إسرائيل من النعم الدينية 
والدنيوية فقال: 9 وَلْقَدَ يوَآنا بَىَ إِسْرِّيلَ4 أي ولقد أنزلنا بني إسرائيل منزلا 
صالحاً مرضياً» وهو منزهم سابقاً في مصرء ولاحقاً في فلسطين» ورزقناهم 
من الطيبات أي اللذائذ المستطابة المباحة فيهاء وأنعمنا عليهم فيها بكثير من 
الخيرات من الثمار والغلال والأنعام وصيود الير والبحر. ش 


للد --)1١(‏ بون ١‏ ١٠0/1و-مو‏ 00000 لاا 





لقد وعدهم الله على لسان إبراهيم وإسحاق ويعقوب أرض فلسطين في 
الماضي» ولكن لما كفروا بالأنبياء» وعلى التخصيص عيسى ومحمد عليهما 
السلام: نزعها الله منهم. فليس هم أي حق دين بعدئذ في الاستيطان بأرض 
فلسطين بعد بغيهم وعدوانهم وكفرهم برسالات الله تعالى. 


وللعلماء في تحديد المراد ببني إسرائيل قولان: الأول - أنهم اليهود الذين 
كانوا في زمن مومبى عليه السلام» وعلى هذا يكون مبوأ الصدق مصر 
والشام» والطيبات منافع تلك البلاد 0 
قوم فرعون» وأن التوراة هي العلم الذي أدى إلى الاختلاف بينهم. والقول 
الثاني - هم اليهود المعاصرون للنبي عليه الصلاة والسلام» وبه قال جمع عظيم 
من المفسرين وهم قبائل اليهود في المدينة (قريظة والنضير وبنو قينقاع) ومنزل 
الصدق: ما بين المدينة والشام» والطيبات: ما في تلك البلاد من التمورء 
والمراد بالعلم: القرآن» وسماه علماً لأنه سبب للعلم على سبيل المجاز» وكونه 
سبب الاختلاف: أن اليهود اختلفوا فآمن قوم وبقي آخرون على كفرهم » 
فصار نزول القرآن سبباً لحدوث انقسام بينهم. 


(نَا أحتَلنا حقَّ ج1هُمْ للد أي فما اختلف بنو إسرائيل في أمر دينهم إلا 
من بعد ما علموا وقرؤوا التوراة وعلموا أحكامهاء أو ما اختلفوا في أمر 
محمد يل إلا من بعد ما علموا صدقه بنعوته وتظاهر معجزاته» وذلك أنهم 
كانوا قبل بعثئة محمد يَلَِةٍ مقرين بنبوته» مجمعين على صحة رسالته» وكانوا 
يستفتحون به على الذين كفرواء ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم بالنعت الذي 
كانوا يجدونه مكتوبا عندهم» فلما بعث وجاءهم ما عرفواء كفروا به» فكفر 
به بعضهم حسدا وحبا للرياسة ولجمع المال» وامن اخرون. 


والخلاصة: إنهم ما اختلفوا في شبيء من المسائل جهلاً» وَإِعما من بعد ما 
جاءهم العلم» ولم يكن لهم أن يختلفوا. 


7 لله )1١(‏ - رون : ١٠/١و-مو‏ 


(إِنَّ رَبك يَقَيَى4 أي إن ربك يفصل ويحكم بينهم يوم القيامة في شأن ما 
اختلفوا فيه» فيميز امحق من المبطل بالإنجاء للمحقين من النار وإدخاهم الجنة» 
والإهلاك للمبطلين في عذاب جهنم. 


فقه الحياة أو الأحكام: 
اشتملت الآيات على الأحكام التالية: 


؟ - قد يتصر الله تعالى الضعفاء أو المستضعفين على الأشذاء الأقوياء» 
كما نصر الله موسبى وأخاه هارون على ضعفهماء على فرعون الجبار وجنوده 
الأشداء. إذ كانت دولتهم أقوى دول العالم القديم. 


؟ - إعان اليأس لا ينفع ؛ لأنه في وقت الإلحاء والاضطرار والإكراه وفقد 
عنصر الاختيار وزوال وقت التكليف» فلم يقبل الله إعلان فرعون الإبمان 
خينا سرجه عل العرق وان تاذل يكن بعضيها نعف . 


قال الرازي: آمن فرعون ثلاث مراتء. أوطا قوله: «اَامَنتٌ» وثانيها 
قوله: «لا إِلَهَ إِلَا الى عَمَنَتَ بي يوا إِتَيويل4 وثالثها قوله: «إوآنا من 
لْمْمَلِمِينَ4 فما السبب في عدم القبول» والله تعالى متعال عن أن يلحقه غيظ 
وحقد. حت يقال: إنه لأجل ذلك الحقد لم يقبل منه هذا الإقرار؟ والجواب 
أنه إما آمن عند نزول العذاب. والإيمان في هذا الوقت غير مقبول؟ لأنه عند 
نزول العذاب يصير الحال وقت الإلجحاء» وفي هذه الحال لا تكون التوبة 
مقبولة» وهذا السبب قال تعالى: «قَلَرَ يك 9 ا عو 3 


- كان فرعون عاصياً كافراً عاتياً متكراً مفسداً فى الأرض بالضلال 
فرعو ضِ 2 . 2 كد 
والإضلال» فاستحق التوبيخ والإنكار والتهكم عليه. 


١54/10 تفسير الرازي:‎ )١( 


لله )1١(‏ - برضن ٠١ ١‏ /١4و-مو‏ | خف 


ةَ - تم إنقاذ جثة فرعون من الغرق» واسمه منبتاح بن رمسيس ١١70‏ ق. 
م» وهي التي ما تزال موجودة في متحف الآثار المصرية بالقاهرة وشاهدتها 
بنفسى» وشاهدت فيها آثار ملوحة ماء البحر البيضاء على عظم الجبهة. ويعدّ 
هذا الإنقاذ عبرة وعظة لكل من يدعي الربوبية ويكفر بالله: فهو أحقر من أن 
بكرة ريا 4" لأن الرت لا جوات: قال التدروةة إقاضن الله بدث فرعون بعد 
الغرق؛ لأن قوماً اعتقدوا فيه الألوهية» وزعموا أن مثله لا بموتء فأراد الله 
أن يشاهده الناس على ذلك الذل والمهانة» ليتحققوا موته» ويعرفوا أن الذي 
كان بالأمس في نباية الجلالة والعظمة قد آل أمره إلى الذل والحوان» فيكون 
عبرة للخلق» وزجراً لأهل الطغيان. 


هَ - ذم الغفلة وعدم التفكر في أسباب الحوادث الجسام وعواقبها المؤثرة في 


5 - إن في قصة إغراق فرعون الطاغية عبرة لمكذبي النبي محمد يَِ الذين 
يغترون بقوتهم وكثرتهم وثروتهم» فقد كان فرعون وقومه أكثر منهم عدداًء 
وأشد قوة. وأوفر ثروة» وقد جعل الله تعالى سنته في المكذبين واحدة وهي 
التدمير والإهلاكء, إما في الدنيا وإما في الآخرة» فالعاقل من المكذبين من 
يتدبر في الأمرء ويبادر إلى ساحة الرضا والإيمان» ليكون من أهل النجاة في 
٠‏ الآخرة: «لْقَدَ كح فى صصح ع ولي لب 4 [يوسف: 111/17] . 


" - لقد أنعم الله على بن إسرائيل بالنعم الكثيرة الدينية والدنيوية» ومن 
أهمها إنقاذهم من طغيان فرعون» وأماهم واستقرارهم في فلسطين في الماضي» . 
ولكنهم لم يتعظوا ولم يعتبروا بها. . 

بل إغهم كفروا مبذه النعم» وكفروا برسالة عيسى ومحمد عليهما السلام» 


فأصبحوا مثل غيرهم ممن يستحق العذاب والطرد والإجلاء من ديار 
الإسلام. والمقصود بذلك أحوال بن إسرائيل القدامى والمعاصرين للني كَكلةِ؛ 


37 ليه )1١(‏ - وى : ٠١‏ /4ؤو-لاو 


لأن المتأخرين راضون بفعل المتقدمين» وسائرون على :مبجهمء وهذا جمع بين 
القولين السابقين. 


ولم يختلفوا في شأن رسالة محمد كَلْهِ وصدقه قبل بعثته» بل كانوا مجمعين 
على نبوته والإبمان به على وفق الأوصاف المذكورة في كتبهم» وإنما اختلفوا بعد 
بعثته حسداً وبغياً وحباً في بقاء المراكز الدينية» والزعامة السياسية» فكان 
اختلافهم بإعان بعضهم وكفر الآخرين لا عن جهل بحقيقة ووصف محمد 
كل وإنما عن علم ومعرفة حقيقية به» فإنهم يعرفونه بأوصافه المذكورة لد 
كما يعرفون أبناءهم. ٠‏ 

هَ - كان فلق البحر بعصا موسى عليه السلام اثني عشر فرقاً» كل فرق 
منها كالجبل الأشم معجزة عظمى لسيدنا موسى عليه السلام» تم على أثرها 
لحدث شكرا لله على ما أنعم. 

ة - القضاء المبرم والحكم القاطع يتبين يوم القيامة في شأن امختلفين من بني 
إسرائيل وغيرهم في أمر قبول دعوة محمد َكل حيث ينجي الله ا حقين» ويدمر 


المبطلين. 
تأكيد صدق القرآن فيما قال ووعد وأوعد 


من لل عرسم شت سرع سم نر أ اي 10-8 عر 0 


زر تت يمرءونت اد ب د 


0 
2 
مع 

32 
3 
ع 
ع 
ع 
5 3 
: 
١‏ 
3 
تك 


َعَدَ 2127 الْحقّ من رَيْلَكَ قلا 5 5 َممَوَ ©) رلا مون سه 
كدوا كانت اث شكرة من الخيرية إن ثرت َحَدت عَلِم 
0000 2 وام 6 عر 


كلمت ريك لا بَؤْمِنُونَ © ولو امهم مكل ايو بحن روا العذات الأير 


لله )1١(‏ - برض : ٠١‏ /4و-لماو 41 





القراءات : 


يو مل 


- 


وقرأ ابن كثير» والكسايء وخلف (قَسّل). 
(كلت) : 
وقرأ نافع» وابن عامر (كلمات). 

البلاغة: 


(حَنَتَ لم كلمت رَيْك4 كناية عن القضاء الأزلي بأنهم بموتون على 
الكفر ويخلدون في العذاب. 
المفردات اللغوية: 

(يّن كُتَ» أيها السامع في شك مما أنزلنا على لسان نبيك إليك أ أو أن 
الخطاب. للرسول كلِلْةِ والمراد به قومهء علي نحو قول العرب: إِياكِ أعني 
واسجمعي يا جارة» وهو مثل قوله تغالى : لين مركت لحَطْنّ َلك [الزمر: 
وقوله: يام لني أ قٍِ َه ملا ع الْكفْرتَ والمتفقين مَكفِقِين 6 [الأحزاب: 


ل ا] . 


فى سَّكٍِ يِمَّآ أَرَلَآ ِلك يا محمد من القصص على سبيل الافتراض. 
الحتبٌّ) هنا التوراة .«(ين يَِلْكَ4 فإنه ثابت عندهم يخبروك بصدقه» قال 
النبي كلل : «لا أشك ولا أسأل» .«لْقَدَ جةك الْحَقّ من رَيْلَكَ) واضحاً لا 
مرية فيهء بالآيات القاطعة .لملا مَكوْتَنَ مِنَّ الْمُمَمرنَ) الشاكين فيه .ولا 


ين ليت كَدَوأ يات أو أيضاً من باب التهييج والتثبيت وقطع 
الأطماع عنهء كقوله: «إقلا حَكْوْيْنَ ظَهيرا لِلْكفْرنَ4 [القصص: 181/18 . 


(إِذّ ارت حَدَتَ عَم وجبت وثبتت .( كلمت رَيْكَ) باستحقاق 


و 


٠ 4‏ لله 0 - نوسن ٠١ ١‏ /4كوسلاو. 


العذاب .للا يَؤْمِبْوْتَ وهذا واقع؛ لأن الله لا يكذب كلامه ولا ينتقض 
قضاؤه .ولو جََتَبْمَ كل ايه لأنهم أصروا على الكفر .(إحَقٌ يَرَوَأ 


ا ع 


الفقاكة الادر 4 وبحدة لوقه كك لا ونم ترجون. 
المناسية: 


ان اعد اه تعالى عن قصص الأنبياء السابقين كنوح وموسى وهارون 
عليهم السلام بإنجاز النصر لهم على أقوامهم» وحكى اختلاف بني إسرائيل 
عندما جاءهم العلم حسداً وبغياً وإيثاراً لبقاء الرياسة» أورد ما يقوي صدق 
القرآن فيما قال ووعد وأوعد. وخاطب به الني ككل وأراد قومه. 


التفسير والبيان: 

أراد الله تعالى أن يؤكد صحة القرآن وصدق النبوة على سبيل الافتراض 
والمبالغة» فقال: فإن وقع منك شك على سبيل الافتراض والتقدير في صحة ما 
أنزلنا إليك من القرآن المتضمن قصص الأنبياء المتقدمين مثل هود ونوح 
وموسبى وغيرهم» فاسأل علماء أهل الكتاب الذين يقرؤون الكتاب أي 
التوراة من قبلك». فهم على علم تام بصحة ما أنزل إليك. 


والمراد الإحالة على علماء أهل الكتاب الصادقين ووصفهم بالعلمء لا: 
وصف النى كك بالشك. قال ابن عباس: لا والله ما شك طرفة عين» ولا 
ماعنا مني برقال الا [قلقدوله نان بن اتتهل أنه اعدو كما بدك 
قتادة وسعيد بن جبير والحسن البصري. ٠‏ 


والرأي الأولى كما ذكرتٌ في بيان المفردات: أن الخطاب للسامع أو للنبي 
كل والمراد به أمتهء وهذا تعبير مألوف بين العرب. كما أن افتراض الشك في 
الشيء لنفي احتمال وقوعه مألوف أيضاً لدى العرب». فيقول أحدهم: إن 
كنت ابني حقاً فكن شجاعاً. وذلك مثل قول عيسى عليه السلام: إن كُتُ 


انك 


ليه )1١(‏ - برضن ٠١ ١‏ / 4و-ماو 
قُلدُمٌ قعَدَ عَلِمتم 6 [المائدة: 70 فهو يعلم أنه لم يقله» ولكنه يفرضه ليستدل 
على أنه لو قاله لعلمه الله منه. 
قال البيضاوي: وفي الآية تنبيه على أن كل من خالجته شبهة في الدين ينبغي 
أن يسارع إلى حلها بالرجوع إلى أهل العلم 
«لقَدَ 51 الح ين رلك اعغاله لفل قائة ادق ورمدا لمر 
فيه ولا ريب » بما أخيرناك ف القرآن» وبأنك رسول الله وأن اليهود 
والنصارى يعلمون صحة ذلكء لما يجدون في كتبهم من نعتك وأوصافكء فلا 
تكونن من الشاكين في صدق ما نقول 
وفي هذا ت* تثبيت للأمة وإعلام لهم أن صفة نببهم يي موجودة في الكتب 
المتقدمة التي 0 أهل الكتابء. كما قال تعالى: 2 الْذِنَ يُتَيِعُوتَ 1 
أليّنّ الأبّت الى يَدُومَمُ مَكَنوًا عِندَهُمْ فى التَوسةِ . وَالإنِل» 
وهذا النهي: «إفلا تَكْوْئنَ مِنَ الْمْمَكرنَ4 تعريض بالشاكين والمكذبين للنني 


[الأعراف: /ا/ر لاه ١‏ ] 
ديد من قومه. 

نَ الت كََوأ] أي ولا تكونن أيها النبي ممن كذب 

بآيات الله الدالة على وحدانيته وقدرته على إرسال الرسل لهداية البشرء فتكون 


لا مككرتن من أله 
ممن خسروا الدنيا والآخرة 
5 ظهيرا لَلْكفْرنَ6 [القصص: 87/18] وفيه 


0 كقول تال. زلا 
(إدَّ اليرت حَدَّتَ4 أي إن الذين ثبتت ل كلمة الله أي قضاؤه 
3 ااه لفقدهم الاستعداد للإعان» وتصميمهم 


وحكمه بالعذات لا يؤمنو 


2 للد )1١(‏ - وض : ٠١‏ /4و-لاو 


على الكفر» وليس المعنى أن الله يمنعهم الإبمان» وإنما هم الذين اختاروا الكفر 
وكسبوه. والمراد من الآية: أن من علم الله منهم الإيمان أو الكفرء لا بد من 
حصوله؛ لأن علم الله واسع شامل» لا يتخلف. 


برسم 


ٍوَل1َ جَدَبَبمِ حكن 4 أي إن هؤلاء الذين علم الله تعالى أنهم لا 
يؤمنون» سيبقون على كفرهم وجحودهم. ولو جاءتهم كل آية كونية حسية» 
أو علمية» أو قرآنية» مثل آيات موسى الى اقترحوا مثلها على النى كَل 
ومثل تفجير الأمار والصعود في النسمات وانتلذله الجنات أي السائين: 
ومثل آيات القرآن الدالة بإعجازها على أنها من عند الله تعالى» وربما لا 
يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم الموجع الذي يحدق بهم ويطبق عليهم. 
وحنه طني إبانم كا )حم زكرن عجر ا لتاقل لتر 
وكما قال 0 00 َل 5 كنآ لس لْمَكبِكةَ 8 َلْوْنّ وحكرنا 
طم 50000 وأ لِيَوْمِيوا إِلّ أن عَمَل أسَّهُ ولك أحكارهم يجَهَلُونَ 
2 ع 00 فالأدلة لا تنفعهم مهما كثرت؛ الأن الدليل لا يدي 
إلا بإعانة الله وتوفيقه» وتوافر الاستعداد لقبوله. 
فقه الحياة أو الأحكام: 

يفهم من الآيات ما يأتي : 

أ - القرآن حق. ونبوة محمد يكَلِِ حق. وأدلة إثبات أحقيتهما: صدقهما 
فيما أخبرا به من قصص الأنبياء» ومغيبات المستقبل» وما أشار إليه من 
الآيات الدالة على الصدق في كل ما اشتمل عليه القرآن والسنة. 


*ّ - افتراض الشك أحياناً يفيد في إثبات عكسه وهو اليقين» وهذه نظرية 
أخذ بها الفلاسفة مثل (ديكارت). 


م - على كل من شك في شىء أن يبادر إلى سؤال العلماء لإزالته وتثبيت 


يقينه» وترسيخ عقيدته. 


>” ٠٠ه-و1/‎ ٠١ ١ ووون‎ - )1١( لدع‎ 





ءَ - الخطاب في الآيتين الأوليين: ين كُتَ في سك وإقلا تَكوْينَ مِنَ 
لْممَعَنَ4 للبي يفده والمراد غيره. قال الحسين بن الفضل: الفاء مع حروف 
الشرط لا توجب الفعل ولا تثبته» والدليل عليه ما روي عن النبي كَل أنه قال 
لما نزلت هذه الآية: «والله لا أشك). 


' 6 - الإحالة في تبين صدق القرآن وصحة النبوة كانت على من أسلم من 
اليهودء كعبد الله بن سّلام وأمثاله. 

اتن الح مت علي قطي نر كلصوي 1 ار 
ولو جاءتهم الآيات تترى بما يطلبون. فإن آمنوا حين نزول العذاب بهم لا 
0 لأنه إيمان يأس وإلجاء وقسرء وتوبة يائس. 

يا - احتج أهل السنة هذه الآية: إن لين حَفَّتَ عَلَيِمِ كلمت 
رَيْكَ 4 ف إثبات القضاء اللازم والقدر الواجب. وقال 5 الكشاف في هذه 
الآية: ثبت عليهم قول الله تعالى الذي كتبه في اللوح» وأخبر به الملائكة أنهم 
يموتون كفاراًء فلا يكون غيره» وتلك كتابة معلوم» لا كتابة مقدّر. 


00 
5 


قصة يونس عليه السلام مع قومه 


فلولا كنت قَرَيْدٌ منت َتَقَمهآ. إيطنبة ِلَّا قم 0 َمَآ مثا 2031 


سمعوءح ده 0 0 5-240 02 آل 411 0 7 
عنم عذابٌ الخزي فى الحيوة. ألذيًا ومسَعكض إِك حين 19 1 رك اس من 

1ك و الا ملع ل - وا ص يس 0 لريوره 5 2 
في الأ»ضٍ كلهم جَِيعًا أفأت 0 0 حي يَكونوا مؤمنيت 7 
2 لع م عم 20 م 


نت قيس أ فص إلا يإذن الله وَججَمَلْ تقس عل الذي لا يَعقِلُونَ 


د إل َم يُوضّىَ منصوب إما لأنه استثناء منقطع ليس من جنس الأول 


١ءيوجل/‎ ٠١ ١ لوو‎ - 01١ له‎ 2 


وإما على الاستثناء المتصل غير المنقطع. بأن يقدر ني الكلام حذف مضاف»ء 
تقديره: فلولا كان أهل قرية آمنوا إلا قوم يونس. ويونس: ممنوع من الصرف 
للعلمية (التعريف) والعجمة. وقرئ برفع يونس على البدل» كقول الشاعر: 
وبلدةليس هاأنيس إلا اليعافير وإلا العيسٌ 


والبدل من غير الجنس لغة بي تميم. 


(ِكُلْهُمَ) تأكيد لقوله (من». ولجَيما4 عند سيبويه: نصب على 
الحال. وقال الأخفش: جاء بقوله: «إجَِيعًا 4 بعد (كل) تأكيداً ؛ كقوله: (لا 


ووه سمه 


تَجِذَوَا إِلَهَيْنِ 


رح ره عط 


اثنينٍ 6 . 
البلاغة: 


(أفأنت كر آلنَّاسَ)4 الاستفهام للإنكارء وتقديم الضمير على الفعل 
للدلالة على أن خلاف المشيئة مستحيل» فلا يمكنه تحصيله بالإكراه عليه. 
المفردات اللغوية: 

1 : و متف قار اا م 

فرفلولا». فهلا وكل منهما للتحضيض والتوبيخ .«إقريّة» أهل قرية أي 
فهلا كانت قرية من القرى التي أهلكناها آمنت قبل معاينة العذاب» ولم تؤخر 
إليهاء كما أخر فرعون .إَامََت4 قبل نزول العذاب بها .«مََمَعَهآ إيمنها» 
بأن يقبله الله منها ويكشف العذاب عنها .9 إلا قرم يوش لكن قوم يونس 
لما ءَامَنْوَا 4 عند رؤية أمارة العذاب» وم يؤخروه إلى حلوله .«الحزْي 4 
الذل والمهوان .ل« وَمتَعَكَمْ إِلَ حِيِنِ4 إلى انقضاء آجالهمء الحين: مدة من 
الزمن» والمراد مها هنا العمر الطبيعى الذي يعيسه الإنسان. 

(وَلرّ سَهَ رَيّكَ لَآمَنَ من في الْأَرْضِ كُلَهُمَ جيعًا4 قال المعتزلة: المراد 
مشيئة القسر والإلجاء» أي لو شاء الله تعالى أن يلجئهم إلى الإيمان لقدر عليه» 
ولصح ذلك منهء ولكنه ما فعل ذلك؛ لأن الإيمان الصادر من العبد على سبيل 


لوه )1١(‏ - وض 1٠١ ١‏ /4ه-١٠٠‏ ا 


الإلحاء لا ينفعه ولا يفيده فائدة» فالمشيئة المرادة في الآية لم تقع في رأيهم. وقال 
أهل السنة: المراد تخليق الإيمان أو خلق الإمان» أي لو شاء ربك لخلق الإيمان 
فيهم» ولكنه لم يفعل» فدلّ على أنه ما أراد حصول الإيمان لهم؛ لأن الإيمان 
لا يحصل إلا بخلق الله تعالمى ومشيئته وإرشاده وهدايته» فإذا لم يحصل ذلك 

المعنى لم يحصل الإبمان. والتقييد بمشيئة الإلجاء جلاف الظاهر» فكل إمان لا 
يحصل إلا بمشيئة الله تعالى : (إوَمَا 0 ِلَّد أن يضَه أسَذ4ُ [الإنسان: +// 
.]٠‏ وهذا المذهب موافق للمعتزلة في أن الله تعالى ما قسر الخلق» ولكنه أيضاً 
ما سلب اختيارهم» بل أمرهم بالإيمان وخلق لهم اختياراً وقصداًء .فإبقاء 
الآية على إطلاقها أولى» وربط كل شيء من إمان وغيره بمشيئة الله تعالى هو 
الراجت: 7 ْ 


سه اوس 


(أفات 0 ه أَلنَّاسَ 4 بما ب يشأه الله ' منهم » والاستفهام للإتكار» وتقديم 
الضما و عل اقل للذلالة عل أن لحف المشنة متهي ؛ قلا عمكئه تحصيله 
بالركرا عليه 


0 9 


وما 4 لتقيس أن مر 31 بإِدْنِ هو 4 أي بإرادته وتوفيقه» فلا 
تجهد. نفسك فى هذاهاء فإنه إلى الله تعالى. والإذن بالثيء لغة: الإعلام 


“7 


هر 


بإجازته والرخصة فيه ورفع ا حجر عنه وتجعل اسح » هنا العذاب أو 
الخذلان. وأصله في اللغة: الشيء القبيح المستقذر .9لا يعُِوتَ) لا يتدبرون 
آيات الله ولا يستعملون عقولهم بالنظ في الحجج والآيات. 


المئاسية : 


هذه هي القصة الثالثة من القصص المذكورة في هذه السورةء» وهي قصة 
يونس عليه السلام. فبعد أن بين الله تعالى أن ( أت حَقّتْ عَليمَ كلم 
رَيْكَ لا َؤْمِبوْنَ » ولو جَاءَنم ككل لبف را أ العذّاب الايد 9)) أتبعه 
هذه الآية للدلالة على أن قوم يونس آمنوا بعد كفرهم» وانتفعوا بذلك 


٠٠0-و1/‎ ٠١ : رضن‎ - )١١( للد‎ 54 


الإيمان. وهذا يدل على أن الكفار فريقان: منهم من حكم عليه بخاتمة الكفر» 

وذكر في هذه الآيات ما يكمل قبلها في أن الله تعالى خلق البشر مستعدين 
للإبمان والكفر والخير والشرء وأن مشيئة الله وحكمته متعلقتان بأفعال عباده. 
ووقوعها على وفقهما. 


وكانت العيرة من إيراد هذه القصص الثلاث (قصة نوح» وقصة موسى» 
وقصة يونس) الردٌ على شبهات الكفار التي منها أن النبي كَلِ كان يبددهم 
بنزول العذاب عليهم» ولم ينزل» فأبان الله تعالى أن تأخير الموعود به لا يقدح 
في صحة الوعدء بدليل أن الله أخَر العذاب عن قوم نوح» وفرعون» وقوم 
يونسء» ثم أوقعه في الأولين ولم يوقعه في قوم يونس 'بسبب إعانهم. 


أضواء من التاريخ : 


ذكر يونس عليه السلام في القرآن الكريم بامه أربع مرات: في سورة النساء 
]١7[‏ والأنعام [87] ويونس [48] والصافات ]١79[‏ وذكر بوصفه في 
سورتين : : فى :سورة الأنبياء : ووذ انون إذ ده مغلضبً 4 [/41] وفي سورة 


القلم: (نصرٌ ل كلا اك كلك لوت ِدّ تاد وَهْرٌ مكطوم () 4 


ل4غا. 


وهو يونس بن متقى» ويقول أهل الكتاب: يونس بن أمتاي. وقد أرسله الله 
تعالى إلى نينوى من أرض الموصل» فكذبوه» الودكم بالعذاب بعد مدة» 
قيل: إلى أربعين يوماًء وذهب عنهم مغاضباًء فلما فقدوه خافوا نزول 
العقابء ولا دنا الموعد غات السماء غيماً أسود ذا دخان شديدء فهبط حق 
غشي مدينتهم» فهابوا فطلبوا يونس فلم يجدوهء فأيقنوا صدقهء فلبسوا 
المسوحء وبرزوا إلى الصعيد بأنفسهم ونسائهم وصبيانهم ودوابهم» وفرّقوا بين 
كل والدة وولدهاء فحن بعضها إلى بعضء. وعلّت الأصوات والعجيج» 


21 ٠٠١-هد/1‎ ٠١ ١ نوو‎ - )1١( لدع‎ 


وأخلصوا التوبة» وأظهروا الإبمانء وتضرعوا إلى الله تعالى فرحمهم وكشف 
عنهم» وكان ذلك اليوم يوم عاشوراء يوم الجمعة"'". قال الطبري: خص قوم 
يونس من بين سائر الأمم بأن تيب عليهم بعد معاينة العذاب» وذكر ذلك عن 
ماعة من المفسرين. وقال الزجاج : إنهم "0 يقع بهم العذاب. وإنما راوا 
العلامة التى تدل على العذاب» ولو رأوا عين العذاب لما نفعهم الإيمان. 


أما يونس فقد ذهب مغاضباً لقومه الذين أرسل إليهم؛ لإبطائهم عن تلبية 
دعوته» والدخول فيما دعاهم إليه من الإعان. فهرب إلى الفلك المشحون» 


من غير إذن الله تعالى. 


عرسم هن ع 

ثم امتحنه الله تعالى بالإلقاء في اليم والتقام الحوت» قال تعالى : «زوذا الثون 
ِذ ذَهَبَ مُعَنِضبًا مَطنَّ أن ا ظلْمَتٍ أن لآ إلَهَ إلا 
أت 5100 7 لان ع ا دافن لمر 


كك شُجى لْمُؤْمِيينَ © 007 ١‏ المحم ] . 


فنبذه الله بالعراء وهو سقيم بعد أن مكث في بطنه ثلاثاً أو سبعاً أو أكثر أو 
أقل» وحماه من هضم الحوت لهء وأنبت عليه شجرة من يقطين. ثم أرسله الله 
تعاللى إلى مئة ألف أو يزيدونء فآمنواء وقبل الله منهم إعانهم 


وما قوت عا لبعز ل أ ل تقر 6 كه ابدام الكاتمه لافنا 
المعصومين عن الخطأ : فظن أن لن نضيق عليه» أي ظن أننا لن نلزمه بالذهاب 
إلى القوم الذين أرسل إليهمء ولا نلجئه إلى تبليغ رسالة الله تعالى إليهم» 
والمراد أنه تأول الأمر وهو أمر الذهاب إلى قومه على أنه أمر إرشاد لا أمر 
وجوب. ولا إثم في مخالفته» كما تأول الفقهاء كتابة الدين المأمور به في قوله 


3854/4 تفسير الرازي: 2150/17 تفسير القرطبي:‎ )١( 


٠٠ه-وم/‎ ٠١ : لض‎ - 0١ ليه‎ 1 3” 


سه مير 


تعالى: «إِدًا تَدَاِيَدمٌ يدبن إل أجل ناحطلا #داعل انه اقل لين 
وإرشادء ففهم الأمر على هذا الوجه”""© 


التفسير والبيان: 


فهلا كان أهل قرية من قرى الرسل الذين أرسلوا إليهم» آمنوا بعد دعوتهم 
وإقامة الحجة عليهم» وجل نزول العدات واستوعاكة ام عان» فتفعهم إعانهم. 


ولكن قوم يونس عليه السلام الذي بُعث في أهل نيتوى بأرض الموصل 
شمال العراق» كانوا قد كفرواء ثم لما رأوا أمارات العذاب» تضرعوا إلى الله 
تحال وآ خسوا العونة دوا ظهروا الا مان فرحمهم الله» وكشف عنهم العذاب 
- أئّ العذاب الذي وعدهم يونس بنزوله -. وقبل إعا نهم » ومتّعهم إلى 
أجلهم. 

أن تود ريه امندا ماقا جرهم ان القرق العايره إلا قوم يونس» 
وهم أهل نينوى» وما كان إمأ: نهم إلا تخوفاً من وصول العذاب الذي أنذرهم 
به رسولهمء بعدما عاينوا أسبابه. وكان قبول إمانهم مغايراً لقبول إيمان 
فرعون» فإنه آمنخ عند الإشراف غلى الغرق واقتزات 52 أما قوم يونس 
فآمنوا قبل وقوع العذاب بهم بالفعل» وإن كان إيمانهم عند ظهور أماراته. 


وفي القصة تعريض بأهل مكة» وحض م على أن يكونوا كقوم يونس» 
قبل أن يصلوا إلى درجة اليأس» فإن العذاب قابل للتحقق كما حدث في قوم 
توح وفرعون وجلوده. وعلى هذا التأويل لا تعارض ولا إشكال ولا 
الدعاء ليردٌ القدر. ٠‏ 


)١(‏ قصص القرآن للأستاذ عبد الوهاب النجار: ص لاه وهلا 


لِلدرةَ )1١(‏ - وض : ٠١‏ /ىهة-.٠٠‏ ش ش 191 


(232 ري لأس من الا كاي عا 4 أن ولو شاف ريك :نا 
لي وأن يخلق فيهم 
الإمان لفعل ولآمنوا كلهم وح الك نينا لطاء ٠‏ كقوله تعالى: 
ْم سآ َيّْكَ جَعَلَ لاس د 0 وََِ يل ميت 9© © إِلَا من بحم 


تك رافك عقو تق كه زيف كلذ خوك ون الجة والناين اعت 
© [هود: .]119-1148/١١‏ 


وقال تعالى: لأقلَمَ بين الذي ام ان ممه أنَّدُ لهَتى ألئَّاسَ 
جِيعاً 4 [الرعد: 1/1 . و( حُلُ) ني في الآية أي على وجه الإحاطة 


«أَآتَ مَكْرِهُ ألنّاسَ4 أي أفأنت يا محمد 7 الناس وتلجئهم إلى الإيمان» 
ليس ذلك عليك ولا إليك» 50000 فاليعان لا يتم بالزكراه يوالم جاء 
والقسرء وإنما يتم بالطواعية والاختيار» كما قال تعالى ل ماه "فى اينع / 


ساس 
2 4 آل و 


يض : 503/7] وقال تعالى: (إوَمَآ أَنتَ لهم يحبَارٍ دم بِالْقَيَءَانِ من يخَافْ 

عيد» [ق: 5/50:] وإنما مهمتك فقط التبليغ بالإنذار والتبشير» كما قال 
0 فإإِنْ عَكَكَ إلا لا الكغ» [الشورى: 58/547] وقال سبحانه: : «قَذَكر إِنَمآ ل 
نت مرك 6 أَسبَتٌ “عأتهز مْصَيْطرٍ ©2 [الغاشية: 11-71/84] .«ل إِتََ 


7 


له عرف عن م ولكنَّ أسَّهَ يَبَدِى مَن 06 [القصص: 05/58] . 


وكا كانتت فين أن لزررت إل باذ لمآ تنس لنفض أن ثؤمه إلا 
بإرادة الله ومشيئته وتوفيقه أو ما ينبغي لنفس أن تؤمن إلا بقضائه وقدره 
ومشيئته وإرادتهغ والنفس مختارة في الإبمان اختياراً غير مطلق» وليست 
مستقلة في اختيارها استقلالاً تاماًء بل مقيدة بسنة الله في الخلق» بدي الله من 
يشاء يحكمته وعلمه وعدله. 


/ 


٠٠ه-و4‎ ٠١ ١: ووه‎ - )1١( ليه‎ 141 


ست سه لور له بام 


(وَجْمَلُ الى عَلَ ال لا يمنت أي ويجعل الله العذاب على 
الذين لا يتدبرون حجج الله وأدلته» ولا يستعملون عقوم في النظر بما 
يرشدهم إلى الحق من آيات الله وحججه الكونية والعقلية والقرانية» فهم 
لتعطيلهم منافذ المعرفة وحواسهم المحادية إلى الصوابء ولاتباع الهوىء 
يؤثرون الكفر على الإيمان. 


فقه الحياة أو الأحكام: 
استنبط العلماء من الآيات ما أن 


5 - الحض على الإبمان وقت الرخاء والسعة قبل الإحاطة بالعذاب» فهو 
الوقت الذي يقبل فيه الإبمان. 


؟ - خص الله قوم يونس من بين سائر الأمم بقبول توبتهم بعد معاينة 
العذاب» كما ذكر الطبري عن جماعة من المفسرين. وقال الزجاج: إنهم لم يقع 
بهم العذاب» وإنما رأوا العلامة التى تدل على العذاب» ولو رأوا عين العذاب ' 
لما نفعهم الإبمان. 

قال القرطبي معلقاً: قول الزجاج حسن؛ فإن المعاينة التي لا تنفع التوبة 
معها هي التلبس بالعذاب كقصة فرعونء ولهذا جاء بقصة قوم يونس على أثر 
قصة فرعون؛ لأنه آمن حين رأى العذاب فلم ينفعه ذلك» وقوم يونس تابوا 
قبل ذلك. ويعضد هذا قوله كك فيما رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وغيرهم 
عن ابن عمر: (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر» والغرغرة: الحشرجة» 
وذلك هو حال التلبس بالموت» وأما قبل ذلك فلا”". 


فعلى قول الزجاج والقرطبي: لا تخصيص لقوم يونس. 


"54/4 تفسير القزطبي:‎ )١( 


لله )1١(‏ - لون : ٠١‏ /ىو-ء٠٠‏ ا يلض 





م - احتج أهل السنة بآية: (وَلَوْ سه ريك على قولهم بأن جميع الكائنات 
بمشيثة الله تعالى ؛ لأن كلمة (لو) تفيد انتفاء الشيء لانتفاء غيره» فقوله: 
ولو سَ 6 لَآَمَنَ من في لاض كُلُهُمَ) يقتضي أنه ما حصلت تلك 
المشيئة» وما حصل إان أهل الأرض بالكلية» فدل هذا على أنه تعالى ما أراد 


لمان الكل”"". 


ولقد أوردت في بيان المفردات مذهبىي أهل السئة والمعتزلة في تفسير «إوَلوٌ 
سَآه هل المشيئة مشيئة القسر والإلجاءء أم مشيئة الخلّق والإرشاد والداية؟ 
وفسر القرطبى الآية بقوله: «إوَلَوٌ سَهَ رَيّكَ4 لاضطرهم إليهء أي إلى الإيمان. 


- الإكراه في الدين ممنوع» لقوله تعالى: (أْفَاتَ مُكْره آلنّاسَ حَقٌَّ 
يكوا مُؤوِنِيَت4 قال ابن عباس : كان النبي ككلْهِ حريصاً على إمان جميع 
الناس؛ فأخيره الله تعالى أنه لا يؤمن إلا من سبقت له السعادة في الذكر 
الأول ولا يضلّ إلا من سبقت له الشقاوة في الذكر الأول : 


هَ-ا د ا جك لاقيام قال وروه ا لخر 
بقولة: (زوما كانت لنقين أن تُؤمرج إل إبإِذْنِ 10 وجه الاستدلال به: أن 
الإذن عبارة عن الإطلاق في الفعل ورفع الحرج» وصريح هذه الآية يدل على 
أنه قبل حصول هذا المعنى ليس له أن يقدم على هذا الإيمان. 


5 - احتج أهل السنة أيضاً على قوهم : بأن خالق الكفر والإعان هو الله 

آذ ل 
تعالى بقوله تعالى: «وَيَجْمَلُ القى عَلَ لد لا يعَقِلُونَ4 وتقريره أن 
الرجس هو العمل القبيح» سواء كان كفراً أو معصية» فلما ذكر الله تعالى فيما 
قبل هذه الآية أن الإبمان لا يحصل إلا بمشيئة الله تعالى وتخليقه» ذكر بعده أن 


)١(‏ انظر تفسير الرازي: »177/1١1‏ وكذا ص 177 للحكم رقم (05)» وص ١18‏ للحكم رقم 
(0), 


214 للد )0١(‏ - لوه ٠١ ١‏ ددم 
الرجس لا يحصل إلا بتخليقه وتكوينه. والرجس الذي يقابل الإبمان ليس إلا 
الكفر. هذا ما ذكره الرازي. 


ويلاحظ أننا فسرنا الرجس بالعذاب» كما ذهب إليه كثير من المفسرين» 
وهو ما قرره أبو علي الفارسي الجر دلجي جل كور للدت 
العذاب. 


فرضية النظر والتفكير وإنذار المهملين 


0 7 1 «ةعر جح ساس < مه رم بمو م 90 

«قلٍ أنظروأ مَادَا في السَّموتٍ وَالانضٍ وما نكت الأبت وَالنُدْرٌ عن َو لا 

7 0 2 20 52 204 1 ا وس لص سا عق 

َوْمِيُونَ (7) فَهَلْ يننظِرونَ إلا مِثْلَ آنا لذت حَلَوَاْ من قَبْلِهم فل فانظرواً 
ع سا وه 


ف تعكمْ قرت الشتيايت © ثدّ ثبيق وسكا وات مَأ كديكَ حب 
كك شح التزيية 85» 
القراءات: 

(فل أنظروأ: قرئ: 

-١‏ دقل انظروا) وهي قراءة عاصم» وحمزة. 

؟- (قلّ انظروا) وهي قراءة الباقين. 

(ز50»: 

وقرأ أبو عمرو (رُسْلنا). 

نج الْمُؤْميِينَ4: قرئ: 

-١‏ (نُنْج المؤمنين) وهي قراءة حفصء والكساي. 


"- (نْنَجٌّ المؤمنين) وهي قراءة الباقين. 


ليع )1١(‏ - زو : دما ش 6" 
الإعراب: 

مادا إما استفهام مبتدأء وخبره: ذف أَلسَّمَوَتِ)ء أو أن الخبر: ذا 

شر نبققَ4 معطوف على كلام محذوف يدل عليه قوله: ( إلا مِثْلَ أينامِ 
لذت حَلَوَاْ من فَبْلِهِمَ 4 كأنه قيل: نملك الأمم ثم ننجي رسلنا. 

« كَديِكَ) الكاف: صفة مصدر محذوف» تقديره : ننجي رسلناء والذين 
آمنوا ننجيهم مثل ذلك» وتصير الجملة: كذلك ننج المؤمنين» أي مثل ذلك 
الإنجاء ننجي المؤمنين منكم ونبلك المشركين. 

(حَنًا ع4 اعتراض» وهو منصوب بفعله المقدرء أي حق ذلك علينا 
خناء :ويجوز أن يكون. «حَذا»ه بدلاً من «كدلك»: ولا موز أن ينصب 
( كَدَِكَ) وؤحَمًا) ب (نسيّى)؛ لأن الفعل الواحد لا يعمل في مصدرين» 
ولا ف حالين» ولا ف استثناءين» ولا في مفعولين معهما. 
البلاغة: 


اه 


لإثرّ نب رسلا عبر بصيغة المضارع عن الماضيء لتهويل الأمرء 
باستحضار صورة ذلك الماضي. 
المفردات اللغوية: 

«قلِ4 يا محمد لكفار مكة وغيرهم . « أنظرُواً» تفكروا .«مد أي الذي. 
إفي السَّمْوّتِ وَالْأَرْضْ من عجائب صنعه ليدلكم على وحدته وكمال قدرته. 
وإن جعلتٌ لمَادَا4 استفهامية علقت ( أنظروأ4 عن العمل . وما تعن ليت 
َالنْدْرُ عن هَرْوِ لّا يُوْمِيْوْنَ) في علم الله وحكمته. وما: نافية أو استفهامية في 
موضع النصب . (إيِثْلَ أَاِ الت حَلََا من فلم من الأمم أي مثل 
وقائعهم من نزول العذاب بهم؛ إذ لا يستحقون غيرها. مأخوذ من قولهم: 
أيام العرب أي وقائعها .( فَانتَظِرواً 4 ذلك. 


١٠مل‎ ٠١ ١ لضن‎ - )1١( لف للد‎ 


وم اوسا 520 16 


ورثمٌ ننجى # المضارع الحكاية الحال الماضي «٠‏ رسلنا والذيرت اموأ من 
العذاب .( كَذَلِكَ4 الإنجاء .«حَقًَا عَلِكِنَا4 اعتراض ده ومني 4 أي 
كذلك الاغجاء نئح الد كيد وأصحابه حين تعذيب الم* كين 
ونجاء ننج البي 25 : ٍ 


المناسية : 


بعد أن بيّن الله تعالى في الآيات السالفة أن الإبمان لا يحصل إلا بتخليق الله 
تعالى ومشيئته» أمر بالنظر والاستدلال في الأدلة» حقى لا يتوهم أن الحق هو 
الجبر المحضء فقال: (أَنظروأ مادَا في السَّمَوَتِ وَالْأرْضٍ فعلى كل عاقل 
التمييز بين الخير والشرء وما على الرسول إلا التبشير والإنذار» وما الدين إلا 
مساعد للعقل على حسن الاختيار. 


التفسير والبيان: 


يأمر الله تعالى عباده بالتفكر في خلق السماوات والأرض وما فيهما من 
الآيات الباهرة ذات النظام البديع» كالكواكب النيرة من ثوابت وسيارات» 
والشمس والقمرء والليل والنهار واختلافهماء وتعاقبهما طولاً وقصراً. 
وارتفاع السماء واتساعها وحسنها وزينتهاء وما أنزل الله منها من مطرء 
فأخرج به أنواع الثمار والزروع والأزاهير وصنوف النبات» وما ذرأ في 
الأرض من دواب برية وبحرية مختلفة الأشكال والألوان وال منافع» وما فيها من 
جبال وسهول وثروات معدنية» وما في البحر من العجائب» وهو مع ذلك 
مذلل للسالكين. يحمل سفنهم». ويجري بها برفق بتسخير المي القدير العليع 
الذي لاإله غيره» ولا رب سواه: «إوَفٍ. لْدَرْضٍ لنت لموقييتَ 2 وف أشي 
أفلا بْصِرُونَ 49 [الذاريات: 1ه 01-5١‏ . 


والإبمان بالقرآن والوحي الخبر عن هذه الآيات العظام. 


ليع 0١‏ - نوو ١‏ للا 3 141 





ولكن ما تغني وما تفيد وما تنفع أي لن تغني هذه الآيات أي الدلالات 
الكونية والقرآنية والرسل المنذرون أو الإنذارات قوما لا يتوقع إعانهم كما 
ذكر في (الكشاف) وهم الذين لا يعقلون. أي لا ينظرون في تلك الآيات. 
وقال القرطبي: عمن سبق له في علم الله أنه لا يؤمن. وقيل: ما استفهامية 
والتقدير: أي شيء تغني. 


والمعنى على الاستفهام: أي شيء تغني الآيات السماوية والأرضية والرسل 
بآياتها وحججها وبراهينها الدالة على صدقها لقوم لا يؤمنون بالله ورسله؛ وم 
يستخدموا عقوطم فيما خلقت من أجله؟ وقوله: «إوما ص ليت در 
عن َو و4 أي لا تفيدهم شيئاً » أو أي شيء تغني الآيات وهي الدلائل» 
والظاهر أن (ما) للنفي» ويجوز أن تكون استفهاما"'". 


«فَهَلُ يَنَظِيُونَ) يحذّر الله المشركين قائلاً: فهل ينتظر هؤلاء المكذبون لك 
يا محمد من النقمة والعذاب إلا مثل وقائع الأمم الماضية المكذبة لرسلهم» من 
نزول العذاب بهم؟ وهي وقائع الله في قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم. والأيام 
هنا بمعى الوقائع» يقال: فلان عالم بأيام العرب أي بوقائعهم» والعرب 
تسمي العذاب أياماً والنعم أياماً؛ كقوله تعالى: «وَدَكَنَهُم بأَيّدم أله 6 
[إبراهيم: 5/14] وكل ما مضى لك من خير أو شر فهو أيام. 


لح سهد سوسم 


(كُلُ كَاننَظِرْواً4 قل أيها الرسول لهم منذراً مهدداً موعداً: انتظروا عذاب 
الله وعقابه» إن من المنتظرين هلاككمء أو فانتظروا هلاكي» إني معكم من 
ا لمنتظرين هلاككم» أو من | لمنتظرين موعد ربي»٠‏ 

«ثّ نبج رَسْلنَا4 أي إن حكمنا المتبَع وسنتنا السائدة أنه إذا وقع العذاب 
إنجاء رسلنا والمؤمنين معهم » وإهلاك المكذبين. 


195/6 البحر المحيط:‎ )١( 


٠مل‎ ١1/1١ ١ إن‎ - 01١ لك‎ 0 





( كَدَِكَ عَمًا عََمَا أي مثل هذا الإنجاء للرسل السابقين ومن آمن 

معهم» ننجي المؤمنين معك أيها الرسول» ونهلك المكذبين بالرسل. وهذا حق 

أوجبه الله تعالى على نفسه الكرعة. كقوله: ( كنب رَبك عل تَفَيِهِ 
عد 


أليَحَمَةَ4 [الأنعام: /04] وكما جاء في الصحيحين عن رسول الله كَل أنه 
قال: «إن الله كتب كتاباً» فهو عنده فوق العرش» إن رحمتي سبقت غضبي». - 
فقه الحياة أو الأحكام: 
ش دلت الآيات على ما يأ : 

١‏ - وجوب النظر في الدلائل السماوية والأرضية للاهتداء مها إلى معرفة 
الخالق» فلا سبيل إلى معرفة الله تعالى إلا بالتدبر في الدلائل» كما قال عليه 
الصلاة والسلام: ١تَفَكّروا‏ في الخلق. ولا تَفكّروا في الخالق» فإنكم لا 


تقوووة فقنو : 


فعلى الناس الاعتبار والنظر في المصنوعات الدالة على الصانع والقادر على 
الكمال. 
0 - وقائع الله ف قوم نو وعاد وتمود وغيرهم عيرة وعظة للمكذبين 
الرسل. ١‏ 

“ا - سنة الله تعالى عند إيقاع العذاب الشامل إنجاء الرسل والمؤمنين معهمء 


ور حمه. 





)١(‏ رواه أبو الشيخ ابن حيان الأنصاري عن ابن عباس» وهو حديث صحيح. 


54 لاما‎ ٠١4/٠١ ١ لوو‎ - )1١( لل‎ 


إخلاص العبادة للَّه تعالى ونبذ الشرك 


70 مو | مم إن رس م موورو لس 
لئاس إن كم في سك من دين فلا أَعَيْدُ اذى تَعبدُونَ من دون 
2 


مين سم وزو مم وم ا وا م 2 َّ سم ممكوء 
الله وَلكنْ عبد لله الزى سوق وأمرت أن أ من المؤّمنين © وَأنْ أَقِمَ عم 


03 


هه اه 8 ررس سس يه 11 جم دب سء 0 

مَجَهَكَ للدّين حَن ليك الشكية © ناث بات ارم 1 
7 مد أ 

6 ا 2 رس له 7 3 3 ود 

م بن الظَيلمِينَ 0 4 أله يضر 

7 2ت تر 2 ع ام ص 1008 مه 8 مر 7 11 


(أوتُ أن أكون حذف حرف الجر من «أَنْ) أمر مطرد» مثل «أنّ وقد 
يكون الحذف غير مطردء فيقال: أمرتك الخيرء «نصَدَمٌ يما تَوْمَرٌ 4 [البجر: 
16/غ؟]. 


(وَأَنَ أَقَزْ4 عطف على «أَنْ أكرْنَ لكن المعطوف محكي بصيغة الأمر» 
ولا ضير في ذلك لأن المقصود هو الوصل بما يتضمن معنى المصدرء ولا فرق 
في الأفعال كلهاء سواء الخبر منها والطلب» والمعئى: وأمرت بالاستقامة في 
الدين بأداء الفرائض» والانتهاء عن القبائح» وقد سوغ سيبويه أن توصل 
«أن» بالأمر والنهي» لأن الغرض وصلها بما تكون معه في معنى المصدر. 

«حَتِيفًا4 حال من (الدّين) أو من الوجة ولا تكن برت المتركن » 
معطوف على قوله: ورت أن أكرْنَ من الْمؤْينَ) .<ونَكَ ذا ين الطيِنَ» 
جزاء للشرط وجواب لسؤال مقدر عن تبعة الدعاء. 
البلاغة: 


ما لا 


3 يفك زه ره آآ ره وا 


ينفعك ولا يضرك » بينهما طباق. 


اءالد٠‎ ١4/٠١ ١ لوو‎ - )1١( ش للد‎ 0. 


مر 


ا ام بِضُرّ قلا يِف لَه الم وإ راك حير 4 بين 


9لا رآدَ لِمَضِهِ4 إظهار الفضل في موضع الضمير للدلالة على أنه متفضل 
بما يريد لهم من الخيرء لا استحقاق لهم عليه. 


الفردات اللغوية: 
( كيبا ألنَسُْ4 خطاب لأهل مكة وغيرهم .في سَّكِ من دبني» أي في 
صاحته وأنه حق .من دون سه )4 أي غيره وهو الأصنام لشككم فيه. 

زونك يقبض أرواحكم» والمعنى كما ذكر البيضاوي: هذا خلاصة ديني 

اعتقاداً وعملاً» فاعرضوها 0 العقل الصرف» وانظروا إليها بعين 
الإنصاف. لتعلموا صحتها: وهوأ ني لا أعبد ما تختلقونه وتعبدونه» ولكن 

أعبد خالفكم الذي هو بوجدم سرك . وإغا خص التوفي بالذكر للتهديد. 

ورت 93 5 من _الْمْؤّمِنِينَ )4 أي وأمرت بأن أكون من المصدقين بما دل 

عليه العقل ونطق به الوحي.. 
(رَأَنَ أَقَرْ مَجَهَكَ للييدِ4 أي وبأن أستقيم في الدين بأداء الفرائض 

والانتهاء عن القبائح رحد حَتِيفًا4 مائلاً عن الشرك وتوابعه إلى الدين الحق. 

«إما لا يفَعكَ ولا 1 بنفسه إن دعوته أو خذلته» فلا ينفعك إن دعوته. 

ولا ا عله .هن فَعَلْتَ 4 فإن دعوته وفعلت ذلك افتراضاً. 


( يوق 


(إوَإن يَنْسَسْكَ4ُ يصبك .إ بِصُرِ4 أي سوء من مرض أو ألم أو فقر .#قلآ 
كاشْفٌ » رافع .إلا راد فلا دافع لفضله الذي أرادك به. قال البيضاوي: 
ولعله ذكر الإرادة مع الخير» والمس مع الضرء مع تلازم الأمرين» للتنبيه على 
أن الخير مراد بالذات» وأن الضر إنما مسهم لابالقصد الأول .«[ يِضِيبٌ به 6 
ش أئ بالخير .وهو الععور اللحيدة 8 اف فتعرضوا ل رحمته بالطاعة» ولا تيأسوا 
من غفرانه بالمعصية. 


لدع )1١(‏ - لون : ١٠4/1١٠-لاء١‏ مم 





المناسية : 


بعد أن ذكر الله تعالى الأدلة على صحة الدين ووحدانية الخالق وصدق 
النبوة» أمر رسوله بإظهار دينه» وبإظهار المفارقة بينه وبين الشرك وما عليه 
المشركون من عبادة الأوثان والأصنام التي لا تضر ولا تنفع» وأن النافع 
الضار هو الله الذي خلقهم» فتخرج عبادة الله من حالة السر إلى الإعلان. 


التفسير والبيان: 


يأمر الله تعالى رسوله يَكلٍ بأن يقول لأهل مكة بوغيرهم من الناس إلى يوم 
القيامة: إن كنتم لا تعرفون ديني» فأنا أبينه لكم على سبيل التفصيل» وإن 
كنتم في شك من صحة ما جئتكم به من الدين الحنيف الذي أوحاه الله إلي» 
فاعلموا وصفه وأنه لا مجال للشك فيه» وهو أني لا أعبد الذين تعبدون من 
دون الله من حجارة وغيرها؛ لأنها لا تضر ولا تنفع» بل أعبد الله وحده 
لاشريك لهء الذي يتوفاكم كما أحياكمء ثم إليه مرجعكمء وأن أكون من 
المؤمنين إكاناً حقاً بالله» العارفين به تمام المعرفة. 


وفي هذا تعريض بأن الدين الحق لا يُشك فيهء ويستحسنه ذوو العقول 
الصحيحة والفطر السليمة» وأما عبادة الأصنام فمقطوع ببطلانها ؛ لأنها. لا 
تعقل ولا تضر ولا تنفع» ويستنكرها كل عاقل» فإنها أحجار!!. 

ويلاحظ أنه تدرج من نفي عبادة غير الله؛ لأن الإزالة في كل شيء بقصد 
إصلاحه مقدمة على الإثبات» والتخلي مقدم على التحلي» ثم انتقل إلى إثبات 
عبادة الله» ليبين أنه يجب ترك عبادة غير الله أولاء ثم يجب الاشتغال بعبادة 
اللهء ثم انتقل إلى ذكر الإبمان والمعرفة بعد العبادة التي هي عمل جسدي» ليدل 
على وجوب تطابق العمل مع الاعتقاد فإنه لا جدوى لعمل ما لم ينبع من 
اعتقاد صحيح يتجلى فيه نور الإعان والمعرفة. وني هذا التدرج من نفي عبادة 


حكن لله 00 - ترون ١4/1٠١ ١‏ دبالل 


الأصنام إلى إثبات من يعبده وهو الذي يتوفاكم» وفي ذكر هذا الوصف الدال 
على التوفي دلالة على البدء وهو الخلق وعلى الإعادة". 


رن أَقَرْ وَجْهَكَك أي وأمرت أن أكون من المؤمنين وأن أقيم وجهي 
للدين القيم» أي بالاستقامة في أمر الدين بالتزام الأوامر واجتناب النواهي. 
وبأن أخلص العبادة لله وحده. حنيفاً أي مائلاً عن الشرك والباطل إلى الدين 
الحق. وطذا قال: «إولا مَكوين م يك الْفنْركن» أي ممن يشرك في عبادة الله 
إها آخرء وهو معطوف عل قوله: (وَأِْرَكُ أن أكرْنَ من الْمؤمنينَ أي قبل لي : 
كن من المؤمنين وأقم وجهك ولا تشرك 


فقوله (أْقَرَ َجمك6 واد ام افوا ال و0 ونظير 


الاية قوله تعالى فاق وجي وَجَهىَ لَِرِى فط الكاتت والايضت يا 
وما أن عر لْمْْرِكِينَ 209 [الأنعام: كرولا] . 


وهذا يدل على وجوب التوجه في العبادة والدعاء إلى الله وحده.» دون 
التفات إلى شىء سواه. فمن توجه بقلبه إلى غير الله في عبادة أو دعاء فهو عابد 
غير الله. ش 


د دعر 0000 


لذا قال تعالى: «إوَلَا تَذْعَ من ا 41 أي لا تدع 
ولك تون اننا الرسول متجاوزاً الله تعالى ما لا ينفعك في الدنيا ولا في الآخرة 
إن دعوته, ولا يضرك أصلاً إن تركت دعاءه. 


فإن فعلت هذا وعبدت ودعوت غير الله» كنت حينئذ من الظالمين نفسك؟ ' 
لأنه لا ظلم أكبر من الشرك بالله تعالى» ومن الظلم وضع العبادة في غير 


١40/0 البحر المحيط:‎ )١( 


لو 1١‏ - رو ١1/1٠١ ١‏ لاما ش بذكن 


ثم أكد الله تعالى سلب صلاحية النفع والضر عن غير الله فقال: «وَإن 
يَنْسَسَكَ أله بِضْرٍ» أي وإن تتعرض لضرر يمسٌ جسمك أو مالك من مرض 
أو فقر أو ألم» فلا كاشف أو لا رافع له إلا الله» وإن يردك أو يخصك الله بخير 
: منه في دينك أو دنياك من نصر ورخاء ونعمة وعافية» فلا دافع لفضله إلا الله ؛ 
إذ لا راد لقضائه» ولا معقب لحكمه ولا مانع لفضله أحدء وهو القادر على 
كل شيء؛ يمنح وعنع» ويعطي ويحرم» يفغل كلءذلك بحكمة وعلم. . 

والفضل الإللحي يكون عادة عاماً بعموم الرحمة» أما الضرر فإنه لا يقع إلا 
بسبب» فإن البلاء لا يقع إلا بذنب» ولا يرتفع إلا بتوبة : وما أَصَبَكُم ين 
مُصِبِةَ هِِمَا كَبْتْ يريك وَيَعْفُوا عن كنر 7)) [الشورى: :10/4 . 

وهو سبحانه الغفور الرحيم لمن تاب إليه» ولو من أي ذنب كان» حتى من 


الشرك بهء فإنه يتوب عليه» فتعرضوا ل رحمته بالطاعة» ولا تيأسوا من غفرانه 


فقه الحياة أو الأحكام: 
دلت الآيات على أمرين: تخصيص العبادة بالله تعالى ونبذ الشرك» وبيان 
أن الضار والنافع هو الله تعالى» مما يوجب استحقاقه العبادة. ش 
أما تخصيص العبادة وإخلاصها بنحو كامل نقي لله عز وجل فيتطلب 
ضوابط أو قيوداً ستة مفهومة من الآيات الثلاث الأولى وهي ما يأتي: 
- الامتناع النهائي البات المطلق عن عبادة غير الله بمختلف الأشكال. 
آّ - عبادة الله تعالى وحده دون سواه؛ لأنه ا محيي المميت وإليه المرجع 


5-5 


- التصديق أو الإبمان الكامل الذي لا يخالجه أي شك بآيات الله. 


م ليه )١١(‏ - لرسن : ٠١‏ /4١٠-لا١٠‏ 


ةَ - الاستقامة على أمر الدين بأداء الفرائض واجتناب القبائح» والميل 
التام عما سوى الدين والشرع القويم» فقوله: «وَأَنَ أَقَرَ وَحجْهَكَ لين 
حَتِيفًا4 كما قال الرازي: إشارة للاستغراق في نور الإبمان والإعراض 
بالكلية عما سواه. 

هَ - تجنب كل مظاهر الشرك الحقيقى الظاهر من عبادة الأوثان ونحوهاء 
وهذا صار مفهوماً من آية لا أَعَبْدُ ألَذِنَ تعَبدُونَ من دون ألو وتنب ما 
يسمى بالشرك الخفي وهو الرياء» وهو المراد بقوله تعالى: «(لا مَكْوقنَ يت 
الشركية» . 


5 - الامتناع من عبادة أي شيء سوى الله مما لا يضر ولا ينفع» ولا 
يغنى من الحق شيئأء ولا يفيد شيئاً عند الله ولا ينفع عابده أو داعيه. فمثل 
تلك العبادة والتعظيم لغير صاحب العظمة والجلال ظلم بحت بوضع العبادة 
في غير مؤضعهاء وضياع وإهدار للجهود. وعدم إتمارها شيئا ما. 

وأما النفع والإضرار وجلب الخير ودفع الشر: فلا يؤمل الخير من غير الله 
تعالى» ولا يدفع الشر بغير الله تعالى» ولا يمنح الفضل سوى الله. ولا يكشف 
السوء غير الله عز وجل» وهو سبحانه في كل الأحوال غفور لمن استغفره» 
رحيم بمن تاب إليه وأناب» ولو من أعظم المعاصي والجراتم وهو الشرك. 

ففي قوله تعالى: «إوَإِن يَْسَسْكَ أَنَهُ يضر الآية بيان أن الخير والشر 
والنفع والضر إنما هو راجع إلى الله تعالى وحدهء لا يشاركه في ذلك أحدء فهو 
الذي يستحق العبادة وحده لاشريك له. وتكون هذه الآية مؤكدة لللآيات 
السابقة» ومكملة لحاء .ومبرهنة لكل ذي عقل أن المعبود بحق هو الله الذي 
يكشف الضر والسوء» ومنح الفضل والخير. روى الحافظ ابن عساكر عن 
أنس بن مالك أن رسول الله كلِخٍ قال: «اطلبوا الخير دهرّكم كله وتعرضوا 
لتّحات ربكمء فإن لله نفحات من رحمته» يصيب بها من يشاء من عباده» 
واسألوا أن يستر عوراتكم. ويؤمن روعاتكم). 


ليع )0١١(‏ - رضن : ١4/3٠١‏ ٠ل-وء٠‏ كن 





7 - المغفرة والرحمة تشملان كل من تاب وأناب» ولو من أي ذنب كان» 
حتى من الشرك بهء فإن الله يتوب عليه. 


الإسلام دين الحق ووجوب اتباعه 
_ِ الك ف و كل لفالف هنما يجُتَرِى 
ا سيد ما وح 


6 


الإعراب: 
«وَهوٌ حَيْرُ لْفكيينَ4 مبتدأ وخير. 
البلاغة: 
(مَمَنِ أمْتدئ4 ومن صَلَّ) بينهما طباق. 
(يتَم هذ و (لفكيت) ببنهما جناس اشتقاق. 
المفردات اللغوية: 
«كُلْ يَنأيَا ألنَّاسُْ) أي أهل مكة وغيرهم .اقَدَ حم لْحَقّ4 أي 


0-21 


رسوله والقرآن» وم يبق لكم عذر .© َِنَمَا ببَتدى لنفْسه. 4 لأن نفعه وثواب 
اهتدائه له .«إوَمن صل بالكفر بالقرآن والرسول كَل ءا ل 4 
لأن وبال الضلال عليها .وم أنأ عَليَكمْ يوحكيل4 محفيظ موكول إلي 


أمركم » وإغا أنا بشير ونذير. 


ويم م ما لوخ ]1 يك من ربك بالامتثال والتبليغ (٠‏ وَأصيرٌَ 4 على دعوتهم 
وأذاهم اع 0 أَسَّدْ4 فيهم بأمره بالنصرة أو بالأمر بالقتال .وهو خَيْرٌ 


حكن لي )1١(‏ - ترضن : ٠١‏ /ل١ل-وء١‏ 


ل ل و لاطلاعه على السرائر اطلاعه 
. على الظواهر. 


المئاسية :1 


هذه خاتمة عظيمة موجزة أجملت ما في السورة من مبدأ اتباع شريعة الله 
ووحيه إلى نبيه» فبعد أن قرر سبحانه وتعالى دلائل التوحيد والنبوة والمعاد» 
وزيّن آخر هذه السورة بالبيان الدال على استقلاله تعالى بالخلق والابداع» 
ختمها ببذه الخاتمة الشريفة العالية»؛ وهي إكمال الشريعة أو دين الحق» وأزال 
'علة التنكر لماء وأوجب اتباعهاء وأوضح للناس كافة. طريق الرؤية 


الصحيحة : لركمن اهتدق :كانم ترف شه ا ل ا 
أن عَلِيَكُ بوكيل»4. 


التفسير والبيان: 

قل أيها الرسول للناس قاطبة» من حضر ومن ستبلغه هذه الدعوة: قد جاء 
الحق المبين من ربكم» يبين حقيقة هذا الدين» وكمال هذه الشريعة» على 
لسان رجل منكم. 

الطوراس عرد كز اافواداى متهي سان 
تعالى هو الحق الذي لا شك فيه. 


فمن اهتدى به» وصدق القرآن ورسول الله» واتبعه» فإنما ييتدي لنفسهء 
أي يعود نفعه وثواب اهتدائه واتباعه على نفسه» ومن ضل عنه وحاد عن 
منهجه» فإِعما يضل على نفسه. أي يرجع وبال ذلك عليه.' 


ل سم 9 سرس سير 
وما أن عَليم بتكيل » أي وما أنا بموكّل بكم من عند الله بأموركم 
حق أجعلكم م ليخ وأَكْرمَكمْ على الإبمان» وإنما أنا نذير منذر لكم عذاب 
الله لمن أعرض وكذب»ء وبشير مبشر من اهتدى» والداية على الله تعالى. 


للد )1١(‏ - نوو : ٠١‏ /م١-وء٠١‏ ا 


وبع مَا يوخ ليك أي اتبع يا محمد ما أنزل الله عليك وأوحاه إليك» 
وتمسك به أشد التمسك». واصير على دعوتك وأذى قومك ومخالفة من خالفك 
من الناس » حقى يحكم الله» أ يقضي بالفصل بينك وبينهم ١‏ أ المكذبين 
فينصرك عليهم ويحقق لك الغلبة» وهو ير الحاكمين أي أعدل الحكام 
وأحكمهم. يقضي بالعدل التام والحكمة الصحيحة والواقع الحقيقي. وقد أنجز 
الله وعده لنبيه كَِْةِ فنصره مع الجحند المؤمنين» على فئات المشركين» واستخلفهم ْ 
في الآرض» وجعلهم الأتمة الوارثين. 

وفي هذا تسلية للنى يَكِةِ عما لقيه من أذى قومه. ووعد للمؤمنين أنصاره. 
وعد للكافرين أعدائه. 
فقه الحياة أو الأحكام: 

أرشدت الآيتان إلى ما يأتي من الأحكام: 


أ - الإسلام دين الحق وشريعة الله الكاملة» والقرآن مصدر هذا الحق 
والشرعء والرسول وله هو المعبّر عن الدين الحق المبلغ له. 

؟ - الإسلام منهج الحداية الربانية ومعقد الأمل والنجاة والسعادة في الدنيا 
والآخرة» فمن أبصر الحق واتبع سبيل الحداية الإلية بما فيها من اعتقاد حق 
صحيح » وتشريع عادل» ونظام سديد» فاز ونها وأسعد نفسه » ومن تنكب 
طريق الحق» وترك الرسول يل والقرآن. واتّبع الأصنام والأوثان» وسار مع 
الأهواء وتقليد الآباء والأجداد. هلك ووبال ذلك على نفسه. 

" - ما الرسول إلا مبلغ وحي الله مبشر من أطاعه بالجنة» منذر من 
عصاه بالنارء لا يملك إكراه أحد على الإبمان بدعوته» واتباع رسالته. 

- الرسول كغيره من الرسل والمؤمنين يجب عليه اتباع ما أوحى الله لهء 
والصبر على الطاعة وعن. المعصية» فإن أصابه مكروه يسيب سر دعوته,» 


كن للد )0١(‏ - ووو ١/٠١ ١‏ -وء١‏ 
لمعو ل رار يي مان راكد صر كبري 


قال ابن عباس : لا اللححي وااري مح لمم لمق 
فقال: ا(إنكم ستجدون بعدي أ '"» فاصبروا حت تلقوني على الحوض». 


هه - لا يحكم الله عز وجل إلا بالحق والعدل» وحكمه مطابق يقينا 
للواقع؛ لأنه يعلم السرائر والبواطن كما يعلم الظواهر. 


تم الجزء الحادي عشر وللّه الحمد 


دلق أي حب الذات والمؤائرة عليكم» فيفضل غيركم مثلاٌ في نصيبه من الفيء» وتكون الأولوية 
للأتباع والأشياع» لا للذين سبقوا إلى الإبمان ونصرة الإسلام. 








لِدْةٌ )1١7(‏ السورة )١١(‏ شوق ١‏ للم 





مكية وهي مئة وثلاث وعشرون آية 


تسميتها: 

ميت سورة هود لاشتماها على قصة هود عليه السلام مع قومه: «عاد) في 
الآيات [50 - ]1١0‏ وهي كغيرها من قصص القرآن تمثل. صراعاً حاداً عنيفاً 
بين هود عليه السلام وبين قومه الذين دعاهم إلى عبادة الله تعالى» وهجر 
عبادة الأصنام والأوثان» فلما أصروا على كفرهم وتكذيبهء عذبهم الله 
ات 0 ل 
ع . من عَذَانٍِ عَليظٍ © [هود: ]58/١١‏ ا عاق يك ؛ بريج 
صَيْصَرٍ عَإِيَةٍ 6 © ئها عي سب َيَالٍ 0 اله عله ا مرف الْقَوم 
فا صر عون ع كم كا حل حَاوِيَةَ 0 فَهل 27 رى لهم من . باقيسة 22 


[الحاقة: 8-5/59]. 


3 


نزولها وشأنها ومناسبتها لما قبلها: 
هذه السوة ٠‏ مكية أي نزلت في مكة إلا الآيات الثلاث التالية وهي: 


2001 


( تملك تارك بِعَضَ ما يُومى إِلتَكَ) [؟1١]‏ كما قال ابن عباس ومقاتل» 


+ ْلّءٌ (؟١1)‏ السورة )١١(‏ هوي 


سرح ار د 


وقوله: «أَقَمَن 23 عا َه من ريه وبتلوه شاهد كنهة وفن 0 
موموخ إِمَامًا وَنَحَمَةٌ أوْليِكَ يُؤْمِيوْنَ به.» ]١7[‏ فإنها نزلت في ابن سّلام 
وأصحايهم وقول ل 000 00 رق انار ون م أكل إن فسنت 


دج ز” 
0ك 


سيم 


وقد نزلت بعد سورة يونس» وهي متفقة معها في معناها وموضوعها 
وافتتاحها ب إادر» واختتامها بوصف الإسلام والقرآن والنبي الذي جاء 
بالحق من الله والدعوة إلى الإبمان بما جاء به الرسول كَكِيْةّْه وتفصيلها ما 
أجمل في سورة يونس من أمور الاعتقاد من إثبات الوحي والتوحيد والبعث 
والمعاد والثواب والعقاب والحساب. وإعجاز القرآن وإحكام آياته» ومحاجة 
المشركين في ذلك وتحديهم بالقرآن» وذكر قصص بعض الأنبياء كنوح وإبراهيم 
وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام. 


وتمتاز هذه السورة بما فيها من القوارع والزواجر التي اشتملت عليها 
قصص هؤلاء الأنبياء» والدعوة الشديدة إلى الاستقامة» مبتدأة بالني كَل 
روى أبو عيسى الترمذي عن ابن عباسن قال: قال أبو بكر: يارسول الله» قد 
شِبْتَء قال: «شيبتني هودء والواقعة» والمرسلات» وعم يتساءلون» وإذا 
الشمس كورت». ظ 

وسئل الي َك عما شيبه من سورة هودء فقال: قوله تعالى: ( مسقم 
كمَآ مرت 4. 


ومن فضائلها : ما أسئده أبو محمد الدارمى في مسنده عن كعب قال: قال 
رسول الله عله : «اقرؤوا سورة هود يوم الجمعة». وعن رسول الله وَل : )0 
قرأ سورة هود أعطى من الجر عقر يننا ث1 


ْلدْةَ (؟١1١)‏ السورة )١١(‏ هوج ْ يلض 





ما اشتملت عليه السورة: 


تضمنت هذه السورة كسورة يونس أصول الدين العامة وهي التوحيد» 
والرسالة» والبعث والجزاء» وتوضيح هذه العناصر إجمالاً فيما يأتي: 


١‏ - إثبات كون القرآن من عند الله» من طريق إحكام آياته وإتقانها بنظمها 
نظماً رصيئاً حكماً لا نقص فيه ولا خلل» كالبناء المحكم. ثم تفصيلها في 
الحال دون تراخ» ببيان دلائل التوحيد والنبوة والأحكام والمواعظ والقصص 
والتفرقة بين الحق والباطل» ومن طريق إعجاز القرآن وتحديه العرب بأن يأتوا 


27 


بعشر سور مثله: آم يفوت أقترنه قل هَأْنوأ بِعَشّرٍ سور هَنَلِو- مَفْرَيتٍ 
عا مي أشتطتثر من مون أله إن كف سيقي 9 اعود: ]1+/٠١‏ وبعد 
أن عجزوا عن محاكاته والإتيان بمثله أو بمثل أقصر سورة منه» أعلن الله تعالى 
إفلاسهم وعجزهم فقال: «وَلَمَ يَنَتَِبوا لك َعَلَموَا أت أل بعلم مه 
تهود: .]١5/١١‏ 

*” - توحيد الله: وهو نوعان: 

أ - توحيد الألوهية: وهو عبادة الله وحده وعدم عبادة أحد سواهء كما 
قال تعالى في مطلع هذه السورة: «آلَا يبدأ إلا أنه فعبادة كل من سواه 
كن وفرلذك: ١‏ 

ب - توحيد الربوبية: أي الاعتقاد بأن الله وحده هو الخالق المدبر لهذا 
الكون» والمتصرف فيه على مقتضى حكمته ونظام سنته. وكان عرب الجاهلية 
يؤمنون بأن الله هو الرب الخالق: «وَلِين سَألتَهُمِ مَنْ حَلَقَ السَّموتِ وَالْأَرضَ 
وَسَكّرَ القّمْس وَالْفَمرَ لفون أذ [العنكبوت: 51/14] ولكنهم كانوا يقولون 
بتعدد الآلهة. وورد في القرآن الكريم آيات كثيرة تثبت توحيد الربوبية» مثل 
المذكور في هذه السورة: «وَهوٌ لَدَ حَلَقَ اَلسّمَوْتِ وَالأَرَصَ فى سِنَّدَ لْتَا و4 
[] والخلق: التقدير ا محكم الذي تكون فيه الأشياء على مقادير متناسبة» ثم 
أريد به الإيجاد التقديري. 


و 


لقن ش ْليْةَ (؟7١)‏ السورة )١١(‏ شوج 


كانت بعس و المزاء :وان عنما وللترغيب وا هيت كما و توه 
تعالى: «إِلَ الله مجعم ا تَىْ كير 462 [4] وقوله: (وَلَيِت 


قلت لك مولت ف بعد 5 لِتونَ أن كَدَروا إن هنذا إِلَّا حر 
ث4 [7]. 
4 انباقر قر الحاو لخدا ا : # لباو حل ]4 لتسة عئلا) 


[/ا]. 


ه - الموازنة بين طبع المؤمن والكافر في أحوال الشدة والرخاءء فالمؤمن 
: صابر وقت الشدق» شاكر وقت الرخاء» والكافر فرح فخور حال النعمة» 
يؤؤس كفور حال المصيبة [الآيات 9 - .]١١‏ 


ع امتسال لحر اط واي والعذاب الذي يد به الرسل : «وَلَِينَ 
حرا عَْهُمُ الْعَدَابَ ب كه أَمو مَعَدُودق قور ما س4 [4] وقال تعالى ني 
سورة يونس المتقدمة : مَلَوَ يُعََلُ أنه لئاس الشَّرَّ سْيعْجَالهُم بالْخَرٍ لقضى 


ل له ) [يونس: ]١1١/٠١‏ 


| شام لخر عبلفة حو في قرل النين الاسم ريسم ريك : ولا 
تلن مق لا من بحم ريك وَلِدَلِكَ قمر [114 -9١١]أي‏ أن 
لهذا الاختلاف فوائد علمية وعملية» كما أن فيه مضارٌ إذا أدى إلى التفرق في 
الدين والاختلاف في أصول الحياة والمصالح العامة. 

4 الماكيه لاسو ا د ووه 1 ا 
أذى قريش وصدودهم عن دعوته : (ولا نَنْسٌ عََكَ مِنْ أل الخلة 
بد 411 [ ٠‏ وفي كل قصة عبرة وعظة أيضاً للمؤمنين. وقد ذكر الله 
قصة نوح أبي البشر الثاني وأمره له بصناعة الفلك». لنجاته ومن معه من 
المؤمنين» وإغراق قومه بالطوفان الذي عم الأرضء» ونوح أطول الأنبياء 
عمراء وأكثرهم بلاءً وصبراً [الآيات: 7١‏ - 54] وتبين من قصته أن أتباع 


للد )١١(‏ السورة )١١(‏ موي | هام 


ارضل عادة هم الفقراء؛ ا + «[وم كلك 3 عله 
1 ليرت هم أراذ لكا باد َي 4 [هود: ١١/لا؟].‏ 


ثم ذكر الله تعالى قصة هود الذي ميت السورة باهجمهء ودعوته قومه (عاد» 
الأشداء العتاة المتجرين إلى عبادة الله تعالى » فاغتروا بقوتهم وقالوا : «إمن 


دي وي ذأهلكهم اله بريح صرصر عاتية في بجر أسبوع : «سَحَرَهَا علي 
سبع ع رةه 2 4 [الحاقة: 7/594!] وعير عن ذلك بأنّه عذاب 


غليظ. بسبب الكفر والجحود بالآيات الإلهية: «وَيَلكَ 1 حَحَدُوا تابنت رَيَهِمْ 
وَحَصُوَأ عَميوا رشله وا 31 0 جَبآارٍ عليك 2 [الآيات: .]56٠ - 6٠‏ 


ثم ذكر سبحانه قصة صالح مع قومه ثمود [الآيات: 5١‏ - 58] وأشار إلى 
قصة ضيوف إبراهيم من الملائكة [الآيتان: 54 - ]7١‏ ثم قصة لوط [الآيات: 
-485] ثم قصة شعيب [الآيات: 85 - 15] ثم قصة موسى مع فرعون 
[الآيات: 5و -44]. ْ 


ا و د لك ع د م 
الظالمين» كما قال تعالى: و من بل ار مَقْصُّمُ عَليلك هنبا قاب 
2 © 5 لشي و كن طلا ١‏ ل ع و اوت ع 1 


0 15 مِن دون أله مِن 0 يه ٠٠ل‏ -١١[ل].‏ 


٠‏ -الأمر بالاستقامة في الدين [الآية: ؟7١١]‏ وهو أمر ثقيل شديد على 
النفس» يتطلب جهاد النفسء. والصبر على أداء الواجبات» وحمايتها من 
الموبقات المهلكات. 


-5١١‏ الطغيان سبيل اماه والركون إلى الظلم موجب عذاب النار: 


(وك علدا إِنَدُ يما مَمَلورت يبظ ١‏ ول دا إل الداعلتوا كد 
لان [الآية: .]١١‏ 


علض لله -)1١١(‏ هوج : /1١١‏ ١-ة‏ 





١‏ - الأمر بإقامة الصلاة في أوقاتها ليلاً ونهاراً؛ لأن الحسنات يذهبن 
السيئات [الآية: ]١١١‏ والصبر على الطاعة, فإن الله لا يضيع أجر امحسنين 
[الآية: .]١١6‏ 


: الفساد في الأرض جراخل حظ الام والأفراد من الحلاك‎ 000 ١ 


«مَوْلا كان مِن الْفرُوْنِ ين من قبَلِكم ولوأ بَقِيةٍ يتبوت عَنِ الْسَسَادِ فى الْأرْضٍِ4 
[الأية: .]١١5‏ 


4 - لا إهلاك ولا عذاب للأمم في حال الإصلاح [الآية: .]١١7‏ 


٠‏ - تهديد المعرضين عن دعوة الحق بالعذاب» وجعل العاقبة للمتقين. 
ويلاحظ أن التهديد والترغيب أمران متلازمان مفيدان في إصلاح الأفراد 
واكتاهاك 6 ونا الآمة وققق فنا عل عصونيا» لذ اقترنا غالبا 
القرآن. 


15 - ختمت السورة بما بدئثت به من الأمر بعبادة الله وحده والاتكال 
هي لت عكر سس 


عليه. والتحذير من عقابه : روما ريك يِعلِفْلٍ عَمَا تعملون 24 ليتناسق البدء مع 
الختام. 


إحكام القرآن ودعوته إلى عبادة الله 
والتوبة إليه والإيمان بالبعث 
(اتر كنك أنكت انث 2 شيك من أذ عكر جر (© آلا عيذ 


أ إل 
رم 2 0 و 0-6" 5 عه 2 ع 
َه إِتَى لكر ينه شير )) وأنٍ استعفرواً 0 ثم ونأ لَه ملعأ 


ا فشك تيت كل وهر قذل فش ود وا وك ع 
ل لا ل تَْء كير 42 


ْ 


د 


3 


للد )١1١(‏ - هوج : /١١‏ ١-؛‏ نض 





الإعراب: 

( ككبٌ أَيِكتْ) كتاب: خبر مبتدأ حذوف, ول أَُكتَ) صفة له. وقال 
الرازي: (إالّر» اسم للسورة وهو مبتدأء و( كِنْبٌ خبره» وذكر البيضاوي 
الوجهين. 

ين لَدَنْ كر حي رٍ4 صفة ثانية» ويجوز أن يكون خبراً بعد خبر» وأن 
يكون صلة لأحكمت وفصلتء أي من عنده إحكامها وتفصيلها. 

(أَلا َمَبْدوَاأ4 إما أن تكون (أن) مفسرة بمعنى أي؛ لأنّ في تفصيل الآيات 
معنى القول؛ كأنه قيل: قال: ألا تعبدوا إلا اللهء أو آمركم ألا تعبدوا إلا 
الله» مثل قوله تعالى: «أنِ أمَشُوأ4 [ص: 1/88] أي امشوا. وإما أن تكون 
مفعولاً لأجله» على معى: لثلا تعبدوا إلا الله. 


وَل اسْتَعْفِرُأ4 معطوف على أل نَعَبْدُوأ4 على الوجهين السابقين. 
(إِنَّى لكدّ يِنْهُ ني وَمَشرُ4 اعتراض وقع بين المعطوف والمعطوف عليه. 
592 3 ءِِ 5 مر مء ده وه رسك 

بنْمَمم» مجزوم؛ لأنه جواب الآمرء» وهو قوله: وزوآن ا مَعْفْروا 4 

0 مس مر ع 0 0 

«إوإن تولوا »4 أصله  :‏ تتولواء» فحذفت إحدى التاءين» لاجتماع حرفين 
متحركين من جنس واحدء فاستثقلوا اجتماعهماء فحذفوا إحداهما تخفيفاً. 
البلاغة: 


(أُعكَت» وهضّلت 4 بينهما طباق حسن؛ لأن المعنى: أحكمها حكيم». 
وتضيليا أي بينها وشرحها خبير عالم بكيفيات الأمور. وكذلك بين « ندر 
كير 6 طباق أيضاً. ظ 


عَدَابَ بر كير إضافة العذاب إلى اليوم الكبير وهو يوم القيامة للتهويل. 


2 


لض | لل (10)- هو : /1١‏ ١-؛‏ 
المفردات اللغوية: 


دتؤات ار انها نعط كنا دري ارلا مور بوسر رفاك انث 
لام رَاء وهي للتحدي والإلزام للعرب الفصحاءء لإثبات إعجاز القرآن 
وكونه من عند الله أو هي حروف تنبيه مثل : ألاء لما سيلقى بعدها. والسور 
المفتتحة بمثل تلك الحروف مكية إلا سورتي البقرة وآل عمران. والسور المكية 
تعنى بإثبات التوحيد والبعث والوحى وإعجاز القرآن» وفيها غالبا قصص 
(١:‏ عوك تاكلم #انطيك :نما عكما لذ ان قي مرك حر الفط رامت 
(م ضتْ) بينت الأحكام والقصص ولمواعظء وبالإحكام والتفصيل 
يصبح القرآن كامل الصورة والمعنى. وقال الزمخشري: 3 فلتْ)4 كما 
تفصل القلائد (أي عقود النساء) بالفرائد من دلائل التوحيد والأحكام 
والمواعظ والقصصء أو جعلت فصولاً سورة سورة» وآية آية» أو فرقت في 
التنزيل ولم تنزل جملة واحدة» أو فصل بها ما يحتاج إليه العباد» أي بين 
ااي 1 


وم حلي 


0 رمم م ليس معناها التراخي في الوقت» ولكن في الحال» 
تقول : هي محكمة أحسن الإحكامء #ضياة اح العمون وفللان 
ا الفعل'". 
لمن لَدَنَ حَكيِرٍ حَبِيرِ4 أي من عند الله الحكيم الصنع في أقواله وأفعاله 
وأحكامه. العليم بأحوال الناس والكونء في الظاهر والباطن» الخبير 


بعواقب الأمور. 


89/5 الكشاف:‎ )١( 
40/7” (؟) الكشاف:‎ 


لله (؟0١)‏ - هوج : /١١‏ ١1-ه‏ 2 عقن 


«نَنِيمٌ6 بالعذاب إن كفرتم أو أشركتم (وَيشرٌ4 بالثواب إن آمنتم أو ' 

دم مه ع وده 

الترمتم عقيدة التوحيد ون استغفرواً أ )» من الكبرك والمعاصي ثم و 
6 ارجعوا بالطاعة (يْمَيِمَمْ) في الدنيا متا حَسَنَ4 بطيب عيش وسعة 


رزق. والمتاع: كل ما ينتفع به في المعيشة. 


سه 7 2 3925 0 

«إِك أجل مُسَىّ 4 هو الموت أو العمر المقدّر وَيْوْتِ كل ذى فَضصْلٍ فَصَلم6 

0 . محسن ذي فضل في العمل جزاءه «زوإن َولوَا) أصله: تتولواء 

فحذفت إحدى التاءين» أي تعرضوا «اعَدَابَ يَوْرِ كير هو يوم القيامة أو 
يوم الشدائد» وقد ابتلٍ مشركو مكة بالقحط حت أكلوا الجيف. 


مي سدم ُ 2 لع على شيك ا 8 
«إِلَ الله محِمَكْْ رجوعكم في ذلك اليوم «وَهوٌ عل كل شىْء وُبد» 
القادر على كل شىء »2 ومنه الثواب والعذاب» وكأنه تقرير لكبر ذلك اليوم. 

التفسير والبيان: 
موضوع هذه الآيات تقرير أصول الدين وهي إحكام القرآن وتفصيله. 
والدعوة إلى عبادة الله وتوحيده والإنابة إليه» والإمان بالبعث واكم 


الأخترة: 


والمعجى: هذا كتاب عظيم الشأن جليل القدرء محكم النظم.والمعنى» لا 
خلل فيه ولا نقصء. فهو كامل الصورة والمعى؟؛ لأنه صادر من عند الله 
الحكيم في أقواله وأحكامه. الخبير بجوائج عباده ويعواقب الأمور. 


ففي هذه السورة كغيرها من السور تبيان حقائق الاعتقاد وتفنيد أباطيل 
الكافرين» وتوضيح أسلم الأحكام التشريعية للحياةء وأقوم المناهج 
والفضائل والمواعظ من خلال القصص القرآن :والتفية إلى :غرو الشمائل 
والأخلاق. ش 


وم 


3 تعبدوا 4 أي أن هذا الكتاب لحك نزل بألا تعبدوا غير الله ولا 


ف لْليْءُ (؟١١)-‏ شو : /1١١‏ ١-ع‏ 


تشركوا به شيئاًء أو إنه نزل هذا القرآن المحكم المفصل لعبادة الله وحده لا 
شريك لهء أو لثلا تعبدوا إلا الله وهذا كقوله تعال > روما أرسلتا” من 
ِلك من يَسُول إِلَّا فى إِلْهِ أو لآ إِلَهَ إلا آنأ مأعجدون © ©2 [الأنبياء : 


١؟/ة؟]‏ وقوله: : (وَلَعَدَ بعثنا فى َكل أ مه 00 أ أَعَمْدُوأ 2 ولحتينيوا 


لطدعُوتَ 4 [النحل: 5/15م] . 


د 


(إِنَّى لكدْ مِنْهُ َِرُ وبَثرٌ4 أي» وقل للناس: إنني كائن لكم من جهة 
الله» نذير من العذاب» إن خالفتموهء وبشير بالثواب إن أطعتموه» كما جاء 
في الحديث الصحيح أن رسول الله يكلهِ صعد الصفاء فدعا بطون قريش 
الأقرب ثم الأقرب» فاجتمعواء فقال: «يا معشر قريش» أرأيتم لو أخبرتكم 
أن خيلاً تصبحكمء ألستم مصدّقَ؟» فقالوا: ما جربنا عليك كذباء قال: 
«فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد». 


وهذا بيان مهمة الرسول كَل ووظيفته وهي الإنذار لمن عصاه بالنارء 
والتبشير لمن أطاعه بالجنة. ١‏ 
«إوَِ أسْسَعْفروأ 059 أي : وآمركم بالاستغفار من الذنوب السالفة» أي 
أن تطلبوا المغفرة من الشرك والكفر والمعاصي» وأن تتوبوا منها إلى الله عز 
وجل بالندم على ما مضى» والعزم على عدم العودة إلى الذنوب في المستقبل» 
والاستمرار على ذلك» فإن استغفرتم وتبتم من الذنوب» يمتعكم متاعاً حسنا 
د مه من عيشة طيبة 
ورزق واسع ونعمة متتابعةٍ «إك أجل جل مُسَىَ» أي إلى أن يتوفاكم» كقوله 
تعال + “قز فلحييتة حيزة م د »ة 57 5 . والجمع بين الاستغفار 
والتوبة للدلالة 58 أنه لا سبيل إلى طلب المغفرة من عند الله إلا بإظهار 
التوبة»ء والاستغفار مطلوب بالذاتء» والتوبة مطلوبة لكونها من متممات 
الاستغفارء هذا على أساس أنهما معنيان متباينان؛ لأن الاستغفار طلب 


للدم 0١‏ - ميج : (١‏ اسه اا نض 


المغفرة وهي السترء والتوبة: الانسلاخ من المعاصي» والندم على ما سلف 
منهاء والعزم على عدم العود إليهاء والمعنى: استغفروا من الشرك» ثم ارجعوا 
إليه بالطاعة. ومن قال: الاستغفار توبة» جعل قوله: 9نم نويوَأ6 بمعنى 
أخلصوا التوبة واستقيموا عليها بالطاعة والعبادة. 


100 


(ديوتِ كن نك مَضْلٍ مسَامٌ4 أي ويعط في الآخرة كل من كان له فضل في 
العمل جزاء فضله لا يبخس منه. 


والتمتيع في الدنيا والثواب في الآخرة جمع بين الجزاءين» إلا أن جزاء 
الدنيا موقوت محدود.ء وجزاء الآخرة دائم مطلق غير مقيد بشيء. وني هذا 
دلالة على أن جميع خيرات الدنيا والآخرة ليس إلا منه تعالى» وليس إلا 
بإيجاده وتكوينه وإعطائه» كما أن فيه إشارة إلى أن ثواب الدنيا مجموع الناس» 
لا لكل فرد فردء وأما جزاء الآخرة فمخصوص بكل فرد على حدة. 


ومن عادة القرآن أن يذكر الشيء وفائدته للترغيب فيه» ثم يذكر مقابله 
للترهيب والتهديد, والتنفير» فقال تعالى: إوَإن تلوأ أي وإن أعرضتم عما 
دعوتكم إليه من عبادة الله وحده لا شريك له» فإني أخثى عليكم عذاب يوم 
كبير هو يوم القيامة» وصف بالكبر لما فيه من الأهوال» كما وصف بالعظم 
والثقل والشدة والألم» لما فيه من العظاتم والشدائد والأثقال والآلام. 


ثم بيّن عذاب اليوم الكبير بأن مرجعهم إلى من هو قادر على كل شيء» ومنه 
العذاب والثواب» أي أن معادهم يوم القيامة» إلى الله القادر على ما يشاء من 
إحسانه إلى أوليائه» وانتقامه من أعدائهء وإعادة الخلائق يوم القيامة. ولفظ 
(إِلَ لله مَرَجِمَكْر )4 يفيد الحصرء يعني أن مرجعنا إلى الله لا إلى غيره. 

هذا ديد قدية 1ن كول عن أزامر اشاعماله بوكدي وفئلة فإنةالغدات 
يناله يوم القيامة» لا محالة. وهو ترهيب يقابل الترغيب السابق. 


فض لليْءِ -)1١0‏ هوي : 4-١ /1١١‏ 
فقه الحياة أو الأحكام: 
أرشدت الآيات إلى ما يأتي: 


أ - آي القرآن الكريم محكمة كلها لا خلل فيها ولا باطل» منظمة بنظم 
محكم اللفظ والمعئى. لا تناقض فيها ولا اضطرابء. مفصلة تفصيلاً تامأ 
شاملاً جميع الدلائل الدالة على التوحيد والنبوة والبعث وغيرهاء فهي كاملة 
الصورة والمعنى» محققة للمصالح البشرية في الدنيا والآخرة. وقوله: (أليِى 
خَلَفَ وَالَدِنَ من مَنْدِكُمْ4 دليل على وجود الصانع الخالق. 


؟ - دعوة القرآن صريحة تتجه نحو تحقيق العبودية للخالق المنعم المتفضل» 
وتخصيصه وإفراده بالعبادة» دون أي أحد سواهء فالآية مشتملة على الأمر 
بعبادة الله » ومنع عبادة غير الله. 


* - وظيفة الرسول يل هى الإنذار والتخويف لمن عصاه بالعذاب» 
والتبشير بالرضوان والجنة لمن أطاعه. 


- واجب الإنسان الاستغفارء أي طلب المغفرة من الشرك والذنوب» 
والتوبة والإنابة إلى الله بالطاعة والعبادة» فمعنى قوله #نوبرًا4 ارجعوا إليه 
بالطاعة والعبادة. قال بعض الصلحاء: الاستغفار بلا إقلاع عن الذنب توبة 
اي 


هَ - إن ثمرة الاستغفار والتوبة وهى الفضل الإلهي على الإنسان المؤمن 
الطائع أمر عظيم واسع شامل الدنيا والآخرةة ففي الدنيا تمتيع إلى نباية العمر 
المقدر بالمنافع من سعة الرزق ورغد العيش» وعدم الاستئصال بالعذاب كما 
فعل بمن أهلك من الأمم السابقة» فالمتاع الحسن: وقاية من كل مكروه وأمر 
تحخوف» واستمتاع بطيبات الحياة. وفي الآخرة إيتاء كل ذي عمل من الأعمال 
الصالحة جزاء عمله. ودلت الآية على أن لكل إنسان أجلاً واحداً فقط. 


ليه )١١(‏ - مرج : اكاه : يفف 





5 - مرجع أو معاد الخلائق جميعاً بعد الموت إلى الله تعالى القادر على كل 
شىء من ثواب وعقاب. وهذا ترهيب بعد الترغيب السابق. 


إعراض الكفار عن الحق 


5 : 

كي اعم 77خ الا سيج اممشحج )ع + كي ب سيج م بماسرء دمو سم 

«إألا ِنَم يذنون صَدُورَهِرٌ لِسْتَحَهُوا مه ألا حِيِنَ سَنَعْسُونَ رِيَابَهُمْ يَعَلمْ ما 
0 


2004 5 ع 07 4 4 7 
2101 وما يَعْلِنونَ إِنَمُ علي بِدَاتِ الصُدُور 42 
البلاغة: 
نل يرويير آ#آ# را 024 000 

وما سروت وما يِعْلنونَ 6 بينهما طباق. 
المفردات اللغوية: 

00 ا 3 5 76 5 
#ر ينون صِدورَهرٌ 6 يعرضون عن الحق» ويطوون صدورهم على مافيها من 
حقد وحسد وعداوة الني كَلةِ « لِيَسْتَخَفُواْ منْه)4 أي يحاولوا الخفاء من الله أو 

ل ل 00 محككو سا عدا 8 

ليتواروا عن محمد يسَتَعْسُونَ بهم 4 يتغطون بها ( يلم ما بشِرّوت4 في 
5 آم عد 2 ف 6 53 ٠.‏ 
قلوبهم (إوما يعْلِنون 4 في أفواههم. فالله تعالى يستوي في علمه سرهم وعلنهم. 
فكيف يخفى عليه ما عسى يظهرونه 9 ِنَم عَلِيم بِدَاتِ الصُدُورٍ» أي بالأسرار 
ذات الصدورء أو بالقلوب وأحواطا. 
سبب النزول: 

روى البخاري عن ابن عباس في قوله: «ألآ ريم ينون صدُورَهرٌ4 قال : 
كان أناس يستحيون أن يتخلواء فيفضوا بفروجهم إلى السماء» وأن يجامعوا 
نساءهم» فيفضوا إلى السماء» فنزل ذلك فيهم. أي كانوا يكرهون أن يستقبلوا 
السماء بفروجهم وحال وقاعهمء. فأنزل الله هذه الآية» أي في المسلمين. 

وأخرج ابن جرير وغيره عن عبد الله بن شداد قال: كان أحدهم إذا مرّ 
بالنى وليه ثنى صدره لكيلا يراهء» فنزلت. 


نض لوه -)١١‏ هوج : ١1/ه‏ 





وقيل: إنها نزلت في طائفة من المشركين قالوا: إذا أرخينا ستورناء 
واستغشينا ثيابنا» وطوينا صدورنا على عداوة عمد كيف يعلم؟ 


وذكر الواحدي والقرطبي: أنها نزلت في الأخنس بن شريق» وكان رجلاً 
خلو المنطق» يلقى رسول الله كَلةِ بما يحب» وينطوي له بقلبه على ما يسوء. 


والظاهر لي أن الآية في إعراض الكفار عن الحق» بدليل ما قبلها وما 
بعدها. 


المناسية : 


ع 
٠.‏ 


بعد وصف حالة الكفار وبيان أنهم إن أعرضوا عن عبادة الله وطاعته» 
تعرضوا لعذاب يوم كبيرء بيّن الله تعالى أن التولي عن ذلك باطناً أو سراً 
كالتولي عنه ظاهراًء وأن إعراضهم متصف بالحيرة والجهل. 
التفسير والبيان: 

ألا إن الكفار أو المشركين حين يسمعون الدعوة إلى الله» يعرضون عن 
النبي يَلِِ بصدورهم. كيلا يراهم النبي يِه ولا يراهم أحدء إمعاناً في العناد 

ألا حين يستغشون ثيابهم ويغطون بها رؤوسهمء ليستخفوا أو يتواروا من 
محمد أو من الله يظنون أن الله لا يراهم» مع أن الله يعلم ما يسرون في 
قلوءهم» وما يعلنون بأفواههم. ويعلم ما يسرون ليلاء وما يظهرون غبارا. 

وكرر «ألا 4 للتنبيه على وقت استخفائهم. وعود الضمير إلى الله أولى» 
لقوله تعالى: (إيَعَلَمّ ما مروت وما يلون ». 

إن الله عليم بالأسرار التي هي ذات الصدورء وبخواطر القلوب» فليحذر 
من يظن أن أسراره خفية على الله» وليعلم أن الله مطلع على كل شيء في 


لدع )١١(‏ - شوج : /(١‏ كلا للف 





الوجودء وما تنطوي عليه النفوس من شكوك وأوهامء ويجازي كل إنسان بما 
أسر وأعلن. 
فقه الحياة أو الأحكام: 

دلت الآية على تصميم الكفار في إعراضهم عن سماع القرآن» ودعوة النبي 
عد إلى الوعان برسالته» وأغهم بهذا الإعراض أغبياء جاهلون. ودلت 2 
على أنه لا فائدة في استخفائهم وتواريهم عن الله أو عن محمد ككلِ؛ لأن الله 


مطلع على كل شيء في الوجود من النيات والضمائر والسرائر» ومن الأقوال 
والأفعال العلنية» يستوي علمه بالسر مع علمه بالجهرء ولا تفاوت في علمه 


بين إسرارهم وإعلانهم. 
فضل الله وعلمه وقدرته 
(# وما من مَآبَمَ في الأرضٍ إلا عل على أنه رقها رق تلزنا يوقا كل 
ْ 6 يم الي حَقَ 


1 عق ستوب الي فى يكة كار 
وكات عَرَشُمٌ عَلَ الْمَِ لوت لم لعن عتلا وى فنك إن 


مر ارت 


مغ م 3 2 0 
مروت هن بعد الْمَوْتٍ لول لين كدرو إن هذا إِلَا سِحَرٌ جد 409 


قرئ: 
-١‏ (ساحر) وهى قراءة حمرة والكساي» وخلف. 


؟- (سحر) وهي قراءة الباقين. 


شف لله (19)- هوج : /1١‏ 5“ 





المفردات اللغوية: 


فروَمَا من دَآبَةِ» : «إمن» : زاتدة» والدّابة في اللغة: كل ما يدبّ على 
الأرض» زحفاً على بطنه أو مشياً على قوائمه. وإطلاق الدّابة على الخيل 
والبغال والحمير إطلاق عرفي «٠‏ رِرْفْهَا4ِ غذاؤها ومعاشهاء لتكفله إياها 
تفضّلاً ورحمة: وإنما أى بلفظ الوجوب ببذا التعبير تحقيقاً لوصوله وضمانه 
وحملاً علي التوكل فيه «١‏ مُمَْقيََا مكانها من الأرض ومسكنها. 
(يسْتَرْدعي» ما كانت مودعة فيه قبل الاستقرار من صلب أو رحم أو 
بيضةء والمراد بالمستقر والمستودع: أماكن الحياة والممات. أو الأصلاب 
والأرحام كل في حكتب مُبنٍِ 4 كل مما ذكر» أي كل واحد من الدّواب 
وأحواها ورزقها ومستقرها ومستودعها مذكور في اللوج امحفوظ. مكتوب فيه 
مبيّنء والمراد بالآية كونه عالماً بالمعلومات كلهاء وكونه قادراً على الممكنات 
بأسرهاء لتقرير التوحيد ولما سبق من الوعد والوعيد. 


«إتكات عَرَْشُمٌ عَلَ آله4 أي وكان عرشه قبل خلق السماوات 
والأرض على الماء» وفيه دليل على أن العرش والاء كانا مخلوقين قبل 
السماوات والأرض- وليسن المع على سبيل كون أحدههما ملتضقاً بالآخرء 
وإنما كقوله: السماء على الأرض. والماء 0 حادث بعد العرش من أجرام 
هذا العالم. والعرش: مركز التنظيم للملك ومصدر التدبير» وهو أعظم من 
السماوات والاأرض 


« لَبْوْحْْ) متعلّق بخلق. أي خلق ذلك لحكمة بالغة هي أن يعاملكم 
معاملة المبتلٍ لاخوالكم اختر لأوضاعكم كيف تعملون. والابتلاء: الاختبار 
والامتحان .2 ايم ] نك » أي أطوع لله. وأعمال المؤمنين هي التي 
تتفاوت إلى حسن وأحسن» وأما أعمال الكافرين فتتفاوت إلى حسن وقبيح. 
( إن هذا إِلَّا بِحَ” حُْ مين 4 أي ما هذا القرآن الناطق بالبعث» والذي تقوله يا 
محمد إلا سحرء أي تخيبل وقويهء ‏ مُبِبنُ4 أي بِيّن ظاهر البطلان. ويجوز 


لله (؟١1)‏ - م : /1١‏ كن ينض 


تضمين «قُلتَ »6 معنى ذكرت. ومعنى قوطهم : ؤإِنْ هد لا حو ةع أن 
السحر أمر باطل» وأن بطلانه كبطلان السحر» تشبيهاً له به. 


المفاسية 3 


سسا رع 


لا بيّن الله تعالى في الآية السابقة أنه (يَعلَمُ ما شرو وما ون 4 أردفه 
بما يدل على كونه تعالى عالما بجميع المعلومات» قادراً على كل شيء؛ 
فهواخالق والرّازق والعالم بأحوال البشرء والباعث لهم بعد الموت» فالبعث 
واقع لا محالة. 


التفسير والبيان: 


ما من نوع من أنواع دواب الأرض أو البحر أو الجوّ إلا على الله رزقها 
وتديدنيا وعذالها الحاسيه ا امن 'لطكاعها عن الخدع: واد كه والهدا: 
ويعلم مستقرّها ومستودعهاء أي يعلم منتهى سيرها في الأرض حيث تأوي 
إليه وهو مستقرّهاء والموضع الذي تأوي إليه من وكرهاء ومكان موتمها 
ودفنهاء وهو مستودعهاء وهذا يشمل بداية تكوينها ووجودها ني الأصلاب 
والأرحام وأيام الحياة والممات. 


وهذا دليل على أن الله تعالى متكفل بأرزاق المخلوقات كلهاء وقد أوجب 
ذلك على نفسه بكلمة (عَكَ» المفيدة للوجوب تفضّلاً منه ورحمة, إلا أن الرّزق 
بمقتضى سنّته تعالى في الكون خاضع لدأ ازتباط الأسيابببالمسبات» أن أن 
الحصول على الرّزْق مرتبط بالسّعي والعمل» بعد توافر الإخام المودع ف 
الخلائق» وهدايتهم إلى الطّلب والتّحصيل» كما قال تعالى 1 ليف عط 


يز 


كُلَّ غَنْءِ حَلَقَمُ ثم هدئ» اله: ]ا . 


٠ 0‏ ليم 00 - م : /1١‏ 5م" 


8 


ونظير الآية قوله تعالى: «إومَا من دَأبَّةَ في ' امرض في ولا طير يَطير َتَاحيهِ إل 
ف أمتَالُحم مَا اق 3 2 4 ِل ميم يتوت 4067 
[الأنعام: 88/1] » وقوله تعالى: «( © وَعِندَهِ مَمَاتِحَ الْعَيِبٍ ل 
َي ا فى آل ْو مد من نكو إلا يتك وَل حََّةِ في 


رم ٠‏ مرخ 


ظَلمْتِ رض ولا رطب 3 أي ل ف 0 مين 269 [الأنعام : 5. 


وبعد أن أثبت تعالى بالدليل المتقدم كونه عالاً بالمعلومات» أثبت بكونه 
خالقاً السماوات والأرض كونه تعالى قادراً على كل المقدورات» وفي الحقيقة 
كل وإحدد م هلين الدليلين يدل عل كمال علم اله وعل كمال قدرية. فقال 
تعالى :زه آأذق حَق, التموت: والارض #. 


أي إنه تعالى يخبر عن قدرته على كل شيء» وأنه خلق أو أبدع وكوّن 
السماوات والأرض في ستة أيام من أيام الله في الخلق والمكوين ار لا كأيامنا 
الحالية» وهو الظاهر بدليل قوله تعالى : 0 يوم عِندَ رَيِْكَ كلح ع 
مدا تعدورت »6 [الحج : 5 4] وقوله: ترح الْمَلِيِكَهُ والرُ إِلّهِ ف يرم 
كن مِقَدَارمٌ حمَيِينَ أَلفَ سََةٍ م : ]4/٠١‏ . ويقدر علماء الفلك اليوم 


من أيام التكوين بألوف الألوف من سنوات الدنيا. 


«تقكات عَرَشُْمْ عَلَ المآ العرش : أعظم اللخلوقات» ولا نعلم حقيقته 
وإنما نؤمن به كما أخبر عنه تعالى» وأما استواؤه عليهء فالاستواء معلوم 
والكيف مجهول؛ كما روي عن أم سلمة رضي الله عنها ومالك وربيعة. وهذه 
الآية تدل على كيفية بدء الخلق قبل أن يخلق الله السماوات والأرض» وعلى 
أن العرش والماء كانا قبل السماوات واللأرض» وأن العرش كان قبل أن يخلق 
شيئاً. وأن ماتحت العرش هو الماء أصل المادة الحية» كما قال تعالى: (أوَلَرَ 

اين كوا أل الموي. والأرط كان رتنا مدتسايها بوكملنا ين للد 
ع ألا ينون 073 (02) © [الأنبياء : ]"١ ١‏ وهذا ما يسميه علماء الفلك 


ع 


ليده 0١‏ - مرج : /1١‏ كل" خا 





ثم ذكر تعالى علة الخلق العجيب بقوله: ( لِبََرَكْمْ نَم 1 
علق التماواحةوالارض لقع غياده الذين خلقهم اعدو ولا يدر درا + 
شيئاً وم يخلق ذلك عبئًء كما قال تعالى : رما حَلَنتَ لفن والانن إلا 
يبدو 2 [الذاريات: 101/0١‏ وقال: فصي سم حَلْقَنَكُمَ عَبَمًا 0 


01 ل وه 


وأتّحمّ إِليّنا لا ترحعون 2 6 [المؤمنون: 1116/57 . 


والتكليف بالعبادة والطاعة واجتناب المعاصى للاختبار والامتحان» 
ومعرفة الأحسن عملا : وهو السك القالفن 4 ا القائم على أساس 
شريعة اللهء فإذا فقد العمل أحد هذين الشرطين حبط وبطل» فمن شكر 
وأطاع أثابه الله» ومن كفر وعصى عاقبه. ولما أشبه ذلك اختبار المختبر قال: 
« لَِنوْحْمْ4 أي ليفعل بكم ما يفعل المبتلي لأحوالكم» كيف تعملون. 


وبما أن للابتلاء والاختبار ثُرة» فلا بُدَّ من حصول الحشر والنشرء 
المقتضي تخصيص امسن بال رحمة والثواب» وتخصيص المسيء ء بالعقاب» ولا بد 
للعاقل من الاعتراف بالمعاد والقيامة» لذا قال تعالى: «إوَلَّين قُلَتَ إِنَكم 


ل سر 


مبُعوثوت 

والمعنى ولئن أقمت يامحمد الأدلة على البعث بعد الموت» وذكرت ذلك 
للمشركين» لقال الكافرون: هذا سحرء أي غرور باطل؛ لأن السحر في 
مفهومهم باطل. ومعنى الجملة: ما البعث أو القول به أو القرآن المتضمن 
لذكره إلا كالسحر في الخديعة أو البطلان. 
فقه الحياة أو الأحكام: 

أرشدت الآيات إلى ما يأتي: 

أ - تكفل الله بأرزاق المخلوقات» وضمنها لهم تفضلاً من الله تعالى لهم 
و رحمة بهم. وهذا دليل على اتصافه تعالى بالعدل والرحمة. ولكن الرزق مرتبط 


حرننا ْ لله -)1١(‏ هوج : "5/1١١‏ 


سجر ري لصم 


آ 0 أ 4 ب 7 01 
وأ شرا في مناكيها ووأ من ردقه وَإله التسُورُ ©) [الملك: 5/507 . 


- علم الله عز وجل محيط شامل بكل مخلوقات الأرض ودوابها البرية 
والبجرية والحوية يدا من وجود مادتها في الأصلاب والأرحام» إلى 
ظهورها في ساحة الحياة الحركية» إلى تنقلاتها وتحركاتها ومسيرها حيث تأوي 
إليه» وإلى الموضع الذي تموت فيه فتدفن. 

7ك زوه خالق السماوات والأرض ومابينهما من كائنات حية» وهاتان 
الآيتان: «وَمَا من دَآثَ4 وَؤوَهْرَ الَدى حَلقَ السَمَوتِ وَالْأَيْضٌَ) تدلان على 
كمال علم الله تعاللى وكمال قدرته. 


- العرش مع كونه أعظم من السماوات والأرض كان على الماء. والله 
تعالى أمسك الماء لا على قرارء والعرش الذي هو أعظم المخلوقات قد أمسكه 
الله تعاللى فوق سبع سماوات» من غير دعامة تحتهء» ولا غلاقة فوقه. 

هَ - الله خلق السماوات لابتلاء واختبار المكلف. وهذا يقتضى أن الله 
تعالى خلق هذا العالم الكبير لمصلحة المكلفين. ‏ - 

5 - الواجب قطعاً وعقلاً حصول الحشر والنشرء والاعتراف بالمعاد 
والمسيئين» فيجارّى امحسن بالثواب وال رحمة» والمسبىء بالعقاب والعذاب. 


ليه )١١‏ - موي : /١١‏ م-ذا 1م 


موقف الإنسان المؤمن والكافر عند النعمة والنقمة 
(ولين كا عَم تدان 4 أو كنةوة: تلك نا فرق أل 2 
أَِهِمْ لت مصَروهًا عَنْهُم و بهم نا كانوأ يف مروت 4 وَلينْ 32 
الْاسَنّ هنا 2 محمد م تتا ينه نه لوي عَعُوْرُ () وَلَينَ أذشنة 2 
7 عو مرق 


َمَةَ بَسَدَ صَرَه مَسَنَهُ لِيَعولَنَ حَحَبَ ميات عن إِنَمٌ لَمَرِعٌ هحور (© إلا 
الى مرا كيلا أَلصَّبِلِحَتِ لبد اثر تندر و كذ ©) 


0 


القراءات: 

(يأتيهز» : 

وقرأ ورش» والسوميء» وحمزة وقفأ (ياتيهم). 

(ع4 إِنه) : 

وقرأ نافع وأبو عمرو (عتيّ). 

' ورور ع 

(وَلَينَ 1 0 اللام للقسمء والجواب: «لقولركَ»6. 

(وَلَينَ أذها» اللام في «وَلَِينْ4 موطئة لقسم مقدّرء وليست جواباً 
للقسم» وإنما جوابه قوله: إنه ليؤوس كفور. وأغنى جواب القسم عن جواب 
الشرطء كما في قوله تعالى: فل ين أجْسَمَحَتِ الانى وَالْحِن عل أن ينوا بمثْلٍ 
هنذا الْفْيَانِ لا يَأَنونَ بِمِثَلِهء 6 [الإسراء: 88/17] فرقع إلا يأَْوْنَ4 على أنه جواب 
الفضي لد هيأته اللام» وتقديره : والله لا يأتون. وكة جواب الشرط» 
لكان مجزوماً . ٠‏ فلما رفع دل على أنه جواب القسمء واسدٌ ستغنى به عن جواب 
الشرط 


نض ش ليه )1١(‏ - شوق : ١١-6 /1١‏ 


(آلا يوم4 منصوب جخبر 19 ِب مقدم عليه» وهو دليل على جواز تقديم 
عوياهيا. 


(إِلَّا ألدنَ صَبَروأ4 في موضع نصب على الاستثناء من: « الْانسنَ) ؛ لأن 
المراد به الجنس المفيد للاستغراق» كقوله تعالى: «إِنَّ اَلْإِضَنَ لتي خْسَرٍ 
لا الَذِنَ َامَنوا4 [العصر: ]"-7/٠١‏ . وقوله: 9 إِنَّ سان ره ل 
© [العاديات: ]1/٠٠١‏ . وز إن الْإننَ لَطْيَحَ 4 [العلق: 1/41] . وقيل: هو 
اسخناء منقطع. 

م سا مل 2 

«أوْلَيِكَ لهم مَعْفْرَة 4 مبتدأ وخبر 
البلاغة : 

«لَمْوْيُ حكَفورٌ 4 من صيغ البالغة» أي شديد اليأس» كثير الكفران. 

«حَمَةَ بَحَدَ صَرَآم6 بينهما طباق. 
المفردات اللغوية: 

لاك إِكَ أَمَّةِ) المراد: إلى أجل معلوم . أ ى إل بجيء أوقات أمة. والأمة في 
الأصل : الجماعة من جنس واحدء مثل: ارلا وك 4 ملو و26 
2 م ألكساس سْفُو 4 [القتصص: 77/78] » وقد تطلق على الدين والملة. 
كما في قوله تعالى : 4 6 02 ات ل قر [الزعرف م 
4 1 [النحل: ]١17١/1١5‏ وقد تطلق عا السمة كما في 4 50 
«وَأدَكرَ يَعَدَ أُمَّةِ4 [يرسف: ؟5/1غ] ا هنا. وأما أمة الأتباع فهم المصدقون 
للرسلء كما قال تعالى: ( كَكُمْ َي مر أو أُحْْجَتَ لِلنَّاس) [آل عمران: / .]1٠١‏ 
وفي الصحيح: «فأقول: أمتي أمني). 


ليه )1١‏ - موي : ١١-8 /١١‏ اناق 





(يتُولْت) استهزاء لإا يِسْهُئ4 ما جنعه من النزول «مَصَرُو)4 
مدفوعاً وات نزل بهم العذاب («وَلِينَ أَدََا الْإنسنَ» المراد بالإذاقة 
هنا: الإعطاء القليل. والمراد بالإنسان هنا: الكافر أو مطلق الإنسان 
«رَحْمَة4 غنى وصحة (تَرَعَنَهَا4 سلبناها إياه «ليمُوسُ» شديد اليأس من 
عود تلك النعمة» قنوط من رحمة الله (( كَفورٌ4 شديد الكفر به. 


(تعماة4 هي النعمة والنُعمى: وهي الخير والمتفعة من صحة وغنى» 
ويقابلها: الضراء والضّر: وهو الألم من فقر وشدة 2 أَلسَّيَمَاتُ) المصائب 
«لَمّحُ4 بطر مغتر بالنعمة «إهَحُورٌ متعاظم على الناس بسبب النعم 
«صَيَرُواً4 على الضراء إعاناً بالله تعالى. واستسلاماً لقضائه ظوَعَملُوا 
لصحت 4 في النعماء «وَأجْرٌ كير هو الجنة. 


المنئاسية : 


بعد أن حكى الله تعالى عن الكفار أنهم يكذبون الرسول يك بقولهم : 9 إِنَ 
هدَآ إلا حر مين حكى عنهم في الآية الأولى: «وَلَينَ أَخ4 نوعاً آخر 
من أباطيلهم» وهو أنه متى تأخر عنهم العذاب الذي توعدهم به الرسول 
يكل أخذوا في الاستهزاءء وقالوا: ما سبب حبسه عنا؟ ش 

وبعد أن ذكر أن عذاب الكفارء وإن تأخرء فلابد من مجيئهء ذكر بعده ما 
يدل على كفرهم واستحقاقهم لذلك العذاب» وهو سوء طبع الإنسان» ففي 
حال النعمة يبطر ويتفاخر» وفي حال الضر يجحد وييأس من رحمة الله إلا من 
ضير وشكن وعمل :مانا ش 


التفسير والبيان: 


والله لئن أخرنا العذاب عن الكفار أو المشركين» بعد أن اوعد 


الرسول يلء إلى حين من الزمانء على وَفْقَ سنتنا وحكمتنا: « لكل أجلٍ 


نارفا ش لوه 1١‏ - هوج : ١-6 /1١‏ 





كِنَاءبٌ) [الرعد: 158/17 لقالوا استهزاء وتكذيباً واستعجالاً: ما يحبسه؟ أي 
2 1 

ما الذي يؤخر هذا العذاب عنا؟ ومعنى ( إِلَ أمّةِ إلى أجل معلوم وحين 
معلوم. 

فأجابهم الله تعالى بأنه إذا جاء الوقت الذي عينه الله لتزول ذلك العذاب 
الذي كانوا يستهزئون به» لم يصرفه عنهم صارف» وسيحيط بهم حينئذ من كل 
جانب». جزاء بما كانوا يستهزئون به من العذاب قبل وقوعه», كما قال تعالى: 
(إِنَّ عَدَابَ رَيْكَ نِم ا من دافج 49 [الطور: 8-7/51] والمضاف 

نم أخبر الله تعالى عن صفات الإنسان الذميمة إلا من رحم الله من عباده 
المؤمنين: أنه إذا أعطاه الله نعمة من صحة ورزق وأمن وولد بارٌء رحمة منه 
كارثة. 0 شديد اليأس من رحمة ربهء 0 و 
1 بر خيراً: ولما عليه الآن من 06 وذلك" 0 التزامه 0 الصير 
والشكر. 

وإن أعطاه الله نعمة من بعد ضراءء كشفاء من مرض» وقفوة من بعد 
ضعفف» ويسر من بعد عسره لقال: ذهب ماكان يسوئنيٍ من المصائب» ولن 
كالق يعد اليوم غنيم ولااسوءة وأصبح شديد الفرح والبطر بتلك النعمة أو 
بما في يده متفاخراً متعاظماً على غيره» محتقراً من دونه. 

فهو في موقفه هذا لا يقابل النعمة بالشكر عليهاء بل يبطر ويفخر على 
الناس» ولا يواسي البائ ئس الفقير. 

ويل ححظ افير يخال النغمة بقوله: أَدْقنَا4 والذوق: إدراك الطعمء 
ليدل على التمتيع بالنعمة بأقل أوصافهاء وفي حال الضراء بقوله: «[مَسَّنَةُ4 
والمس: مبدأ الوصول؛ ليشعر بأن الضر في أقل مرتبة من الإصابة. 


لوه (؟١١)-‏ صخ : ١1-8 /١١‏ ارين 





وهناك مقابلة بين التعبير ب 8أَدَمَمَا الذي يفيد اللذة والاغتباط» وقوله: 
«تَرَعَمنْهَا4 الذي يفيد شدة تعلقه بالنعمة والحرص عليها. 


وكل هذا يدل على أن في الإنسان طبائع سيئة وأمراضاً فتاكة وهي اليأس 
من رحمة الله والكفر بنعمته» والبطر والفخر والتكبر» ولا علاج لا إلا بالصبر 
والإيعان والرضا بالقضاء والقدر. 


والمراد بالإنسان مطلق الإنسان بدليل استثناء الصابرين الذين يعملون 
الصالحات منه بقوله: «إِلَا ادن صَبَروأ وَعَمِلُوا لصَّلِحَتٍِ 4 والاستثناء يخرج 
من الكلام ما لولاه لدخل» فثبت أن المقصود بالإنسان المؤمن والكافر. 
وحينئذ يكون الإنسان شاملاً المؤمن والكافرء والاستثناء متصل» قال 
القرطبي: وهو حسن. ش 

وفي قول آخر: إن المراد منه الكافرء حملاً على المعهود السابق في الآية 
المتقدمة وهو الكافرء ولأن الصفات المذكورة للإنسان في هذه الآية لا تليق 
إلا بالكافرء وهي صفات: اليؤوس. والكفورء وقوله: ذهب السيئات عني» 
والفرح» والفخورء وتلك هي صفات الكافرين» وليست من صفات أهل 
الدين» وحينئذ يجب حمل الاستثناء على الاستثناء المنقطع» حتى لا تلزم هذه 
المحذورات. 


ثم استثتى الله تعالى من جنس الإنسان الصابرين العاملين الصالحات 
بقوله: إلا ألَدنَ صَبَرُوأ وَعَمِلُا ألصّلِحَتِ). ظ 

أي إلا الذين صبروا على الشدائد والمكاره كالجهاد والفقر والمصيبة» 
وعملوا الصالحات أي الأعمال الطيبة المفيدة في حال الرخاء أو النعمة 
والعافية» كأداء الفرائض وشكر النعمة وأعمال البر والخير والإحسان 
للناس» والتقرب إلى الله بصالح الأعمال» أولئك لحم مغفرة لذنوبهم بعملهم 
الصالح أو بما يصيبهم من الضراءء وأجر كبير في الآخرة على ما عملوا من بر 
وخير وما أسلفوا في زمن الرخاءء أقله الجنة. 


١١-8 /1١١ : هيج‎ -)١١( ضفن للد‎ 


وفي معنى الآية قوله تعالى: «وَالْمَصْرٍ 9 إن الْإضَنَ لبي خُنَرٍ 9© إلا 
لَذينَ َامَنُوأْ ولوأ الصَدِحَت وَتَوَاصَوَا ِلْحَنّ وَتَوَاصَوَأْ يألضصَيرٍ (2© 4 [العصر: 
+١٠/١-م]‏ والحديث النبوي الثابت: «والذي نفسي بيده لا يصيب المؤمنَ هم 
ولاغم ولا نصَّبء ولا وصب""., ولا حرّنء حت الشوكة يشاكها إلا كمّر 
الله مها من خطاياه» وفي الصحيحين : «والذي نفسي بيده لا يقضي الله للمؤمن 
قضاءً إلا كان خيراً له: إن أصابته سراءٌ فشكرء كان خيراً له» وإن أصابته 
ضْرَاءٌ فصيرء كان خيراً له» وليس ذلك لأحد غير المؤمن». 


فقه الحياة أو الأحكام: 


عم 


تضمنت الآيات ما يأتي: 

أ - أقسم الله تعالى على أن كل عذاب أوعد الله أو الرسول به الكفار آتِ 
لا ريب فيه» ولا يصرفه عنهم صارف» وهو نازل محيط بهم» جزاء ما كانوا 
به يستهزئون. والمراد من العذاب إما عذاب الدنيا وهو عذاب الاستئصال أو 
المهزيمة الساخقة في معركة فاصلة كمعركة بدر» وإما عذاب الآخرة. وأخبر 
تعالى عن أحوال القيامة بلفظ الماضى : «ودَاقَ» مبالغة في التأكيد والتقرير. 


؟ - وأقسم عز وجل أيضاً على أن الإنسان (وهو اسم شائع للجنس في 
جميع الناس» أو الكمار) إن وجد أقل القليل من الخيرات العاجلة وهو الإذاقة 
والذوق (وهو أقل ما يوجد به الطعم) يقع في التمرد والطغيان» وإن أدرك 
أقل القليل من المحنة والبلية» يقع في اليأس والقنوط والكفر. واليؤوس: من 
الرحمة.» والكفور للنعم: الجحاحد لهاء وكلاهما من صيغ البالغة» يراد به 
التكثيرء كفخور للمبالغة. 


)00( النَصَب: التعب» والوصب: ال مرض. 


لَليْءَ )1١(‏ - شوج : ١1-8 /1١‏ يفف 


وتفسير هذه الظاهرة: هوأن الكافر يعتقد أن سبب حصول تلك النعمة 
مصادفة ومجرد اتفاق. وأما المسلم فيعتقد أن تلك النعمة من الله تعالى وفضله 
وإحسانه» فلا يحصل له اليأس., ويأمل خيراً منهاء ويصبر على فقدها كما قال 
تعالى: «عَ ريا ل يبوك َي ينآ ا إِلّ ربا دبك 3 4 [القلم: 14( ؟م] 


1 - و كاه 0 م ل م مس عه 
وقال تعالى: ‏ إِنَمَ لا ياكس مِن روح الله إلا القوم لْكَفْرونَ 6 [يوسف: ]41/1١١‏ 


“ - وأقسم تعالى ثالثاً على أن الإنسان إن أمدَّه الله بنعمة كالصحة والرخاء 
والسعة في الرزق» بعد ضر مسّه كالفقر والشدة» قال: .ذهب السيئات عبي 
أي المصائب التي تسوء صاحبها من الضر والفقرء وهو فرح (بطر) فخور 
(مشال عل النامن )جما الهامن السعة» :وى شك التدعليه. 

وفي لفظ الإذاقة والمس تنبيه على أن ما يجده الإنسان في الدنيا من النعم 
وا لمحن كالأموذج لما يجده في الآخرة» كما قال البيضاوي. 

ءةَ - استثنى الله تعالى من أوصاف الإنسان الذميمة وأحواله حالة المؤمنين 
الذين يصبرون على الشدائد والمكاره» ويكونون عند الرخاء والسعة من 
الشاكرين» ويعملون الأعمال الطيبة الخيّرة في الدنياء فهؤلاء لهم من الله 
مغفرة على ما صبروا على عمل الخير وحال المصاب» ولهم ثواب كبير أقله 
الجنة. وهذا جمع بين المطلوبين: زوال العقاب والخلاص منهء وهو المراد من 
قوله (لَهُم مَعْفَِةُ» والفوز بالثواب» وهو المراد من قوله: «وَأجرٌ حكيررٌ 4 
وهذا دليل على إعجاز القرآن لا بألفاظه فحسب,. بل بمعانيه أيضا. 


أما الكافر عند البلاء فلا يكون عادة من الصابرين» وعند الفوز بالنعمة لا 
يكون من الشاكرين؛ لأن الشكر الحقيقي لا يكون إلا بالإبمان بالمنعم» 
والصبر لا ثواب له عليه مالم ينبعث من الإيبمان» وكثيراً ما يجزع وينفد صبره 
وربما ينتحر؛ لأنه لا يجد سلوى أو عزاء له بمصابه يعوضه عنه في الآخرة؛ 
لعدم إمانه بالبعث والحساب والجزاء الحق من الله تعالى وحله. 


برضن ليه (؟١)-‏ هوج : ١-١9١ /1١١‏ 

والخلاصة: أن الآيات موازنة دقيقة بين أوصاف الإنسان المؤمن وأوصاف 
الإنسان الكافرء ومنشأ الفرق هو الإبمان والكفر. 

مَ - أحوال الدنيا غير باقية» بل هى متغيرة متحولة من النعمة إلى ا محنة» 
ومن اللذات إلى الآفات» وبالعكس وهو الانتقال من المكروه إلى المحبوب» 
ومن المحرمات إلى الطيبات. 

مطالبة مشركى مكة بإنزال كنز 
أو مسجيء ملك مع الذّبي َك وتحذيهم بالقراد 
أو مجيء مع النبي 295 وتحديهم بالقرآن 


201010 ت اعم سه 7 زر م سم قر وي” 2م ستروه عل املو اال ا غير 
( ملك تارك بعص ما يوجمت إِلَيَكَ وَصَلِِقَ بو صَدرَكَ أن يقولوأ لولَا أنزِلَ 
ع 1 سر ممع رام ع 0 > >. عق سهد يو رم ملت 5-7 75 2" جع 
عَلْنوِ كنز أو جة مَعَمٌ ملك إِنَمَآ أنت يدير وَآلَهُ عق كل سَىْءِ مكيل 69 
ان سو ٠‏ 26 ا شرم حر ا اماع ١‏ ود د عه م جوع 2 ب ٠١‏ فرقم و ام ١‏ لا لض م تي 
9 0 و 00 2 ام حم عبر و بس رصاح سا لوسرء 0 00 7# اديه 
دون الله إن كر صَدِوِينَ 0 فلم يَسْتجِبوا لَك تأعلموأ أثما نَل يعم أله 
ل 000 د براح © فى 


َأ لآ إِلَهَ إلا هو مهل أتثر منت 9©» 


وقرأ ورش » والسومي». وحمزة وقفاً (فاتوا). 
الإعراب: 


(وَصَلِق بو صَدْرَةٌ 4 : «وَصَلِنْ)4 : عطف عل «ثرِك 4 » و«صَدرَةٌ 4 
مرفوع به» وهاء (إيهِ.4 تعود على م4 أو على بض 4 . أو على التّبليغ أو 
على التكذيب .أن يَفُوُأ4 في موضع نصبء» أي كراهية أن يقولوا.. 
المفردات اللغوية: 


(كَمَلَّكَ » هنا للاستفهام الإنكاري» الذي يراد به النفى أو النهى» أي لا 


ليه )1١(‏ - هرج : ١4-١١ /١١‏ ضيان 


تترك. والأصل أن «لعل» للترجي وتوقع احبوب» وقد تكون للإعداد 
والتّهيئة» كما في قوله تعالى : « لم تََقُونّ)4 [البقرة : : ]1١5‏ [وغيرها]» وقد 
تكون للتّعليل كما في قوله تعال: «لمَلَوُ يَتَدكٌْ أَرَ يخْسَى) الطه: ]:4/٠١‏ . 


تارك بعَضَ ما يوت إِلْتَكَ) فلا تبلغهم إياه» وهو ما يخالف رأ 
المشركين» مخافة ردّهم واستهزائهم. ولا يلزم من توقع الشيء وجوده 
ووقوعهء لجحواز أن يكون ما يصرف عنه وهو عصمة الرّسل من الخيانة في 
الوحي مانعاً. 1 


(وَصَإَِقَْ به صَدْرْةٌ4 عارض لك أحياناً ضيق الصّدرء بتلاوته عليهم» 
لأجل أن يقولواء أي غخافة أن يقولوا «َّلا أنزْلَ عَلكْوِ ك6 أي هلا صحبه 
كنز ينفقه لكسب الأتباع كالملوك» والكنز: المال الحاصل بغير كسب .«أو 
2 م2 تلك 4د رساد تدكا قايشا ذا إلا أن 4 ال شرحت إلا 
الإنذار بما أوحي إليك: لا الإتيان بما اقترحوه .«وَأَلّهُ عَل1َ كل شَْءٍ 
وَحكِيلٌ 4 رقيب حفيظ للأمور» فتوكل عليه» فإنه عالم مجالهم» ومجازيهم على 
أقوالهم وأفعالهم. 

َم يَقُولت» : «آَمْ4 بمعنى بل .9أَفرهُ4 الضمير لما يوحى وهو 
القرآن .( بِعَشْرٍ سور مُثَلِهِ4 في الفصاحة والبلاغة والبيان وحسن النّظمء 
تحدّاهم أولاً بالإتيان بمثل القرآن» عرس ثم نا عجزوا عنها تحدّاهم 
بسورة. وتوحيد المثل باعتبار كل واحد .9 مفتريت» مختلقات من عند 
أنفسكم» إن صمح أني اختلقته من عند نفسي» لك قرت سياد ملل 
عورد عل مال ها اقدر عل 0 بأساليب الباق خطاية 
وشعراً ونثراً «(وَأدْعْوأ من أسَْطعَتُم مّن ذون أللّو4 أي غيره إلى المعاونة على 
المعارضة .إن 61 صَيوة» أنه مفترى. . 


«َإلَمَ يَسْتِبُوأ لَكمْ4 أي بالإتيان بما دعوتم إليه للمعاونة. والاستجابة: 


١1-١١ /1١١ : هوض‎ -)١١( ليه‎ 86 


الإجابة. وجمع ضمير « لك » إما لتعظيم الرسول 295. أو لأن المؤمنين 
كانوا يتحدّونهم أنه «[فاعلمواً 6 أنلٌ بعلم أيه 4 خطاب 0 
فاعلموا أغا ين ألله» ولا يقدر عليه سواه» 


وليس افتراء عليه 
«إوان» غففة أي أنه. «مَهَلْ أنثر مُنْلِدُوت4 ثابتون على الإسلام 


راسخون فيه مخلصون إن كان 0 للمؤمنين؟ وهل ليذ بعل هذه 
الحجة القاطعة إن كان الخطاب مع الكفار؟ 


المناسية : 


بعد أن ذكر الله تعالى افتراء المشركين على القرآن بأنه سحر مبين» 
وإعراضهم عنه كيلا يسمعوه. ذكر تكذيبهم للرّسول ككِةِ وللقرآن» وظنهم أنه 
مثل الملوك مدعوم بالمال للإغراء وكسب الأتباع» ومطالبتهم دعمه بالكنز أو 
بالملك» وتحذيهم بالإتيان افتراء بعشر سور مثل القرآن الكريم. 


سبب التزول: 


روي عن ابن عباس رضى الله عنهما: أن رؤساء مكة قالوا: يا محمدء 
اجعل لنا جبال مكة ذهباً إن كنت رسولاً. وقال آخرون: اثتنا بالملائكة 
يشهدون بنبوّتك» فقال: لا أقدر على ذلك» فنزلت هذه الآية. 


التفسير والبيان: 


لغلك: أما: الرَسُول: تارك بعضن ها يوعن: إليك اليبانا أن تلقية إلء 
00 إياهم محافة رذهم له وتهاونهم به» مثل تسفيه أحلامهم والتنديد 
الأوثان» وضائق به صدرك بأن تتلوه عليهم . أو لأجل أن يقولوا: 


0 أَنزِلَ عَليَهِ4. 


اللي 00 - مج : ١م ١-١١‏ 4 





والمراد بهذا الاستفهام الإنكاري التّفي أو النّهي» أي لأ تنك شيا هما 
أوحينا إليك من تبليغه المشركين وغيرهم» ولا تتضايق من تلاوته عليهم. 
ويقصد من ذلك البالغة في التّحذير» والإغراء بأداء الرّسالة» وعدم البالاة 
بكلماتهم الفاسدة» تأكيداً على تبليغ كامل الوحي» سواء رضي الناس أو 
غضبواء لأن مجاملتهم غير مفيدة. ولا يعني هذا وقوع المنهي عنه» لعصمة 
الرّسول من التّقصير أو الخيانة في الوحي» فقد أجمع المسلمون على أنه لا يجوز 
على الرّسول عليه الصّلاة والسَّلام أن يخون في الوحي والتّنزيل» وأن يترك 
بعض ما يوحى إليه؟ لأن تجويزه يؤدي إلى الشّك في كل الشرائع والتكاليف, 
وذلك يقدح في النبوة. 


(أك يَقُوُا لزلا أَنْرِلَ عَلَهِ كَنزٌ4 أي لا تتضايق لأجل أن يقولواء أو 
كراهة أن يقولوا”'؟: لولا أي هلا أنزل عليه كنز من عند ريّه يغنيه عن التّجارة 
والكسبء. ويدلٌّ على صدقهء والقائل عبد الله بن أبي أمية 3 المغيرة 
ا مخزومي » أو ينزل معه ملك من السماء يؤيد دعوته» كقوله تعالى: «( وا مال 


وى مسمس 0 عي 


عدا مق" الضكن الما تتفي فيه الخرن ال رك 0 عل 
يكز َه كزدا (© أذ يق ايه كاد أذ تكزة أ كه يأسكل 
ينهسا وَقََا ارس ٠‏ إن عوك إل 7 مَسحورًا 029 29 6 [الفرقان: 5؟/ 
-م] . وإِما قال: «ز وصَايق 4 وم يقل «ضيق» ليشاكل تارك 4 الذي قبله 


ولأن الضائق عارض طارئ غير لازم» والضيق ألزم منه. 

فهذا إرشاد من الله تعالى لنبيّه ألا يضيق صدره بتبليغ الوحي والرّسالة» 
وألا يثنيه شيء عن دعوتهم الله لا لاوا رات التهارية كوااالء تان 
« وَلْقَدَ 1 نك يق 0 ا 2 [الحجر: وك/لاة] . 


4 


ثم أكد الله تعالى مهمّة نبيّه فقال: 9 إِنَمَآ أت كدر أي ليس.غعليك إلا 


)١(‏ وذلك مثل: «بْيَينُ أنه كم أن َضِلوا 4 [النساء: 1757/5] أي لثلا تضلوا. 


حكن لله -)١١(‏ شرج : /1١١‏ ١؟١-؛١‏ 





ارم يها أرحي زلبك عرس ارا يدا بكرلرة و اكريما برجرد» ولك 
سوة بإخوانك من الرّسل قبلك» فإ: نهم كُذّبوا وأوذواء فصبروا حتى أتاهم 
نصر الله عزّ وجل» والله هو الرّقيب على عباده» الحفيظ للأمور. فتوكّل عليه 
ولا تبالٍ بهم» فإنه عالم مجاهم ومجازههم على أعمالهم. وهذا كقوله تعالى: 
لس عَكَكَ هُدَهْرَ وَلَكنّ اللَّهَ يَهُدى من يكذ 6 [البقرة: ذللفنة 7" 
وقوله تعالى: «مَدَكْرْ إِنَمَآ أت مَدَكر 06 34 نيبيل بلا ©2 


م 


نت لتم يحبار 


إٍ 
ٍ 
0 
ا 


- 
2 
و و ل مسبم مآ أت 


[الغاشية: 8+4/١57-1؟]‏ » وقوله تعالى : لخ أعلمر يما بم ل 
قر يِالْقرََانِ من يَحَافُ وعيد 2409 [ق: 0١٠/ه:]‏ . 


ثم أبان الله تعالى إعجاز القرآن الكريم بدليل تحدَّي العرب بهء فقال: «آمْ 
يَفوُوسَ أنْرَه4 أي بل يقول مشركو مكة: افترى محمد القرآن أي اختلقه 
من عند نفسهء فإن كان ما يزعمون صحيحاء فليأتوا بعشر سور مثله 
مفتريات» تضارعه في الفصاحة والبلاغة» وإتقان الأحكام والتّشريعات في 
شؤون الحياة المختلفة من سياسة واجتماع واقتصاد ونظام تعامل» والإخبار 
بقصص الأنبياء والغيبيات» وهم أهل السَّبق في البيان والتفوق في ملكة 
اللسان. واغختار عند أكثر المفشرين أن القرآن معجز بسبب الفصاحة» وقيل: 
بسبب الأسلوب» وقيل: بسبب عدم التناقض» وقيل: بسبب اشتماله على 
العلوم الكثيرة» وقيل: بسبب إخباره عن المغيبات. 


ولكنهم عجزوا؛ لأنه لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله» ولا بعشر سور مثله» 
بل ولا بأقصر سورة من مثله ؛ لأن كلام الب تعالى لا يشبه كلام المخلوقين» 
كه 3 صفاته لا تشبه صفات امحدثات» وذاته لا يشبهها شيء. 

ةله اشتملت على خطابين: خطاب الرّسول عَللِةِ بقوله تعالى : قل 


رعره 


فَأتو/4» وخطاب الكفار بقوله: ([وَدَعوأ مَنِ استطعثر64. 


ثم قال الله تعالى بعد هذا التتحدي: 9وَإلَمَ يَسْتَجِِبُوا لكم4 أي فإن لم يأتوا 


لدع )1١(‏ - مرج : ١4-1١١ /(١‏ يدان 


بمعارضة ما دعوتموهم إليه» فاعلموا أنهم عاجزون عن ذلك». وأن القرآن 
نزل من عند الله» وبما لا يعلمه إلا الله من نظم معجز للخلق» وإخبار بغيوب 
7 5 سر 
لا سبيل لهم إليه» وتشريع بأمره ونبيه لا يبلغون مستواه. وجاء ضمير (لكم © 
بصيغة الجمع ؛ لأنه خطاب للرّسول كلل وللمؤمنين» والمراد أن الكفار إن لم 
يستجيبوا لكم في الإتيان بالمعارضة» فاعلموا أنما أنزل بعلم الله تعالى. 
فهل أنتم بعد قيام الحجة القاطعة على أنهء أي القرآن. من عند الله 
مسلمونء مؤمنون بالله وببذا القران» وبما تضمنه من عقائد ووعد ووعيد 
وأخلاق وآداب ونظام شامل للحياة؟ وهذا يدل على أن الخطاب للكفارء فإن 
كان الخطاب للمسلمين فمعناه: فهل أنتم مخلصون؟ 
ومعنى هذا أنه بعد ظهور الدَّليل القاطع على صدق الئَّي كله وصدق 
القرآن» يكون كفرهم مجرد عناد وإعراض واستكبار. 
فقه الحياة أو الأحكام: 


أرشدت الآيات إلى ما يأتي: 


أ - وجوب تبليغ الوحي بكامله دون إنقاص أو إرجاء شيء منهء ولا 
يتنافى هذا الحكم مع مبدأ عصمة الرّسول ككِةِ من الخيانة في الوحي والتنزيل» 
وترك بعض ما يوحى إليهء وهذا كقوله تعالى في تأكيد الأمر بإبلاغ الوحي : 
هيما سول يلم مآ نل الل هن 59 [المائدة: 517//6] . 


00 


وهذا الحكم لا يختلف سواء قلنا: إن معنى الكلام في آية «ظلَمَلْكَ تارك » 
الاستفهام الإنكاري؛ أي هل أنت تارك ما فيه سبّ التهم كما سألوك؟ أو 
معنى الكلام التّفي مع استبعادء أي لا يكون منك ذلك» بل تبلغهم كل ما 
أنزل إليك؛ لأن مشركي مكة قالوا للب ل: لوأتيتنا بكتاب ليس فيه سبّ 
متنا لاتّبعناكء فهمَ النّي يله أن يدع سب آلمتهم؛ فترلت. 


قا للدم -)١١(‏ هرج : /1١‏ ١6١-ذدا‏ 


3 


؟ - لا مجاملة ولا مهادنة ولا إرجاء في تبليغ الوحي. فسواء كره الناس 
تبليغهم ما أنزل الله أم قالوا: لولا أنزل عليه كنز أو ملك» فلا تراجع عن 
تبليغ الوحي. 

- تحدّى الله العرب في هذه السّورة بأن يأتوا بعشر سور مثل سور 
القرآنء بعد أن كان تحدّاهم بالإتيان بمثل القرآنء فعجزوا في الحالين» كما 
عجزوا عن الإتيان بمثل سورة منه» في بوره شري والتحدي ليثبت أن 
القرآن كلام الله المعجز. 

- ثبت بقوله: كلم يَسْتَحِبُواْ لَكُمْ4 عجزهم عن المعارضة» فقامت 
عليهم الحجة بأن القرآن ليس من عند محمد أو غيره»ء وإنما هو كلام الله 
وليعلم الجميع «أشَآ أل يلم أو4. 

هَ - إن وجوه إعجاز القرآن كثيرة منها البلاغة والفصاحةء ومنها 
الاشتمال على الغيبيات» ومنها الأحكام التّشريعية» ومنها مواكبة 
الاكتشافات العلمية الحديثة. ْ 


من أراد الدنيا وحدها حرم نعيم الآخرة 


«وَبَطِلٌ ما كانوأ يَتْمَلُونَ4 ابتداء وخبرء أي وباطل عمله. 
المفردات اللغوية: 


يمن كان يُرِيدُ الْحَيّوةَ اَلذَييَا وَزِيتَتبَا4 أي من قصد بعمله الّليب وإحسانه 


لله )1١‏ - شي : /(١‏ ملددا دان 


وبرّه الذنيا .«نوَقٍ إِلَبهِمْ أُعَمْلَهُمَ4 نؤتهم مار أعمالهم وافية تامة» جزاء ما 
1 55 7 2 1 50 12004 

عملوه من خير كصدقة وصلة رحم .فا بأن نوسع عليهم رزقهم ل وهم 
فيا» أي الذنيا .زلا سَحسون 4 ينقصون شيئاً من أجورهم .«(وحبط )» فسد 
وبطل ول ينتفعوا به. 
سبب النزول: 

قيل: إن الآية مختصّة بالكفارء أو بالمنافقين» وقيل: إنا عامّة مطلقة في 
أهل الرّيا والظاهر أن المراد بهذا 0 هو الكافر؛ لأن قوله تعالى: 

« وليك لِنَ كبس لع في الْآرَدَ إِلّا آلنَارٌ)4 لا يليق إلا بالكفار. 
المفاسبية: 

بعد أن أثبت الله تعالى أن القرآن من عند الله تعالى» وليس بالمفترى من 
محمد كَكِةِ كما يزعم المشركون» ذكر أن سبب المعارضة والتكذيب هو الهوى 
والشهوة وكين للد وحطوظ الذنا: 
التفسير والبيان: 

من كانت إرادته مقصورة على حبٌ الدّنيا وزينتهاء من متاع ولباس» وزينة 
وأثاث؛» ولم يكن طالباً السعادة الأخروية» يوصل الله إليه جزاء عمله في الذّنيا 
من الصّحة والرّياسة وسعة الرّزق وكثرة الأولاد. ويوقية غرة جهدة اما دون 
أن ينقصه شيئاً من مردود العمل ونتيجة الكسب؛ لأن الأرزاق منوطة 

وذلك يدل على أن ثمرة العمل في الدّنيا مرتبطة بالكسب وتقدير الله وأما 
جزاء الآخرة فهو محصور بإرادة الله وفضله وإحسانه. 


وأولئك الذين لا هم لحم إلا الدّنياء لا حظّ لحم في الآخرة إلا الثار في 


رمم 
0 


لان (10)- هوج : /1١١‏ هكدذا 


9 


مقابلة ما عملوا؛ لأنهم استوفوا في الدّنيا ثُرة العمل الحسن» وبقي لهم في 
الآخرة وزر العمل التيء وتبدد أثر عملهم في الدّنياء وبطل ثواب عملهم في 
الآخرة؛ لأنهم لم يريدوا وجه الله تعالى» والعمدة في الثواب الأخروي هو 
الإخلاص لله عرّ وجل. 

2 000 


ورا رك ال من كان ريد المَاعلة عَجلنا 4 شيا عا ننه لمن 


وروي لمم سس ار سس هه واو 00 أ نيحد عت عر جل 
ريد ثم يكلا 2 تيا مسوم عل مَدَحُورًا 09 وَمَنْ أراد الت ويك 


ا سسحت سه ا سس رس ارك و إن أن عر 7 م 
لها سعيها وهو 7 َأوْلتِكَ حكان 0 كرا 29 [الإسراء: /18/11- 


لحل 3 وقوله سبحانه : ول محرت حرق ب 0 ومن 
له سا م ددس 3 004 ف ا 0 
كارب 3 ُرِيدٌ حرث 1 108 ما م أ 056 من نصِيب 29 


[الشورى: ؟:/ ٠١‏ ]. 

ويؤيّده الحديث المشهور ف الضَحيحين عن عمر رضى الله عنه: «إغا 
الأعمال بالئّيات. وإنما لكل امرئ ما نوى». فمن كانت هجرته إلى الله 
ورسوله» فهجرته إلى الله ورسوله؛ ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة 
يتكحهاء فهجرته إلى ما هاجر إليه» وقال قتادة: من كانت الذئيا همه ونيّته 
وطلبته» جازاه الله بحسناته في الدّنياء ثم يفضي إلى الآخرة» وليس له حسنة 
يعطى بها جزاء. وأما المؤمن فيجازى محسناته في الدّنياء ويئاب عليها في 
الأصرفه أى إن اللتومن_ عل يله ابسن تابي واف الذنيا وتوا 
الآخرة» وللكافر ثوابٌ واحدٌّ وهو في الذّنيا فقط. 
فقه الحياة أو الأحكام: 

دلت الآيتان على ما يأتي: 

- اقتضى عدل الله وحكمته أن من قصد الدنيا وحدها وأ بعمل البر 
والخير كصدقة وصلة رحم وكلمة طيّبة ونحو ذلك» يكافأ مها فقط بصحة 
الجسمء وكثرة الرّزق» لكن لا حسنة له في الآخرة» ويحرم من ثمرة عمله فيها. 


لمي )1١(‏ - شي : ١/1١‏ يف 


؟ - إن أهل الرّياء والسّمعة يعطون بحسناتهم في الدّنياء حتى لا يظلموا 
شيئاً منها مهما قلَّ» ويحرمون من الثواب الأخروي؛ لأن ثواب الجنة يكون 
بتزكية النفس بالإيمان والعمل الصالح. واجتناب المعاصي» وأما عمل أهل 
الدّنيا فمقصور عليها وعلى مظاهرها وشهواتها. 
- ذهب أكثر العلماء إلى أن هذه الآية وأمثالها المذكورة مطلقة» تشمل 
المؤمن والكافر. 
5 ح إن العبد يتؤي يريد والله سبحائة يحكم ما يريد. 


هَ - الكافر يخلد في التارء والمؤمن والاأعاد كراهن إن أنه لا 


يعفر أن 0 بهل وَيَعْفْرَ خا دون نَ دَلِكَ لمن م2 [النساء: :/8ة]. 


5 - الإسلام يدعو إلى إيثار العمل للآخرة على عمل الدّنياء في الي 
والققضدهفإن قمنة الدّيا والآعرة عا كان ذلك مقيولا شرعا. 


من كان يريد الآخرة 


010 


أفمَن كن عا ِيَنَةٍ من ريد ويسَلُوه شَاهد هِنَهُ ومن ميلو 0 موس 
بهو من 


سرس سساح 2 س0 مء 4 سس 201 110 ع 
ماما وربحمة وْلَيِكَ مون بف 1 00 نّ الأحزاب فَالثَاكٌ موعدم 


اا 


يووا لذبن رك ري لكل اتن لا دزي 
م2 
2 


«أَقَمَنْ 5ن4: (من): مبتداء والهمزة للإنكارء والخبر محذوف تقديره: 
أفمن كان على سس من ره كمن كان يريد الحياة الما والماء فق «[وِسَلُوه 4 
للقرآن» والشاهد: الإنجيل. والماء في «مَنْهُ4 عائد لله تعالى» والاء في 
( م4 للإنجيل. 


دان ليه -)١١(‏ شو : ١//1١‏ 


و«( كِنَبُ مُوج4 معطوف مرفوع على قوله: «[سَاهِدُ4 ففصل بين حرف 
العطف والمعطوف بالظرف» وهو قوله تعالى: «إوَمِن ِو 6 وتقديره: ويتلوه 
كتاب مومى من قبله. 

ونان ع لابو عل لقال عو كت فر 4 

9تَلتَادُ مَوْعِدُُ) مبتدأ وخبر» والجملة خبر لوص يَكْثْرٌ بو 4. 
المفردات اللغوية: 

(يِدَمَةٍ4 حجة وبيان وبرهان من الله يدله على الحقّ والصّواب فيما يأتيه 
ويذرهء والبينة: هي القرآن. وهو حكم يعم كل مؤمن مخلصء وقيل: المراد 
به النِّي ككل أو المؤمنون» وقيل: مؤمنو أهل الكتاب «٠‏ وَبنَلُوه4 يتبعه. 
(كامة)» له بصدقه ينه أي من الله و(ؤسَايِةٌ)»: الإنجيل» وقبل : 
جبريل» وقيل: القرآن» وقيل قيل : التي كل طون َه )4 أي الإنجيل» وقيل : 
القرآن .« كنب مُوموج» التوراة شاهد له أيضاً .© إِمَامَا4 كتاباً مؤمّاً به في 
الدّين .9 أَوَلَتيِكَ) أي من كان على بِيّنةء ويراد بكلمة (مَنْ) المعنى الجماعي. 
«يُوْمِيْنَ بِدّ» أي بالقرآن» فلهم الجنة. 


(وَمَن يَكْفْرٌ بوء مِنَ لحرا بِ)» أهل مكة وجميع الكفار الذين تحرَّبوا معهم 
على رسول الله عَكِنةٍ تاد موده 4 يردها لا محالة» أي مكان ل 
اثّار يدها مل تك ى يذ هن ) ف اشلقا من الموعد المذكورء أو القرآن. 
(وَلكن كر ألئّاين» أهل مكة وأمثالهم .«لا يَؤْميُْرت» لقلّة نظرهم 
واختلال فكرهم. 


المفاسية : 


تعلّق الآية بما قبلها واضح» فبعد أن ذكر الله تعالى من كان يريد الذّنيا 
وزينتها ولا م ميتم بالآخرة وأعمااء أعقبه بذكر من كان يريد الآخرة ويعمل 
لما ومعه شاهد يدل على صدقه وهو القرآن. 


"4 ١7/1١ : شوج‎ - ١١ للدّءَ‎ 





التفسير والبيان: 


أفمن كان على نور وبصيرة من الله تدلّه على الحقّ والصَّوابء ويؤيّده شاهد 
له على صدقهء وهو كتاب الله من إنجيل أو قرآن» وهم المؤمنون بالفطرة بأنه 
لا إله إلا اللهء كمن كان يريد الحياة الدَّنِا وزينتها؟ كما قال تعالى: (أَفمَن 
شَرَحَ أله صَدْرُمُ لإسْلم فَهَوَ عل ور من ري © [الزمر: 84/؟1] » وقال 


هر ره م هوه ل سر ريا 


تعالى: كََقِرْ وَجْهَكَ لِليّنِ حَنِيئًاً وِطْرَتَ أله لت مَطْرَ لاس علا 
[الروم: 17١/7١‏ . 

وكذلك يؤيّده كتاب مومى عليه السّلام وهو التّوراة» الذي أنزله الله تعالى 
إلى تلك الأمّة إماماً لحم. أي كتاباً مؤتماً به في الدّين وقدوة يقتدون به» ورحمة 
من الله بهم ؛ لأنه همزة وصل مخير الدّارين» فمن آمن به حقٌّ الإبمان» قاده 
ذلك إلى الإبمان بالقران» ويكون ذلك الكتاب رحمة لمن امن به وعمل به. 
وكون الإنجيل والتّوراة تابعين للقرآن ليس في الوجود» بل في دلالتهما عل 
هذا المطلوب» وتبشيرهما بالبَّ يل وكونه موصوفاً فيهما: (يحَدُونَمٌ مَكلويا 
عِنَدَهُمٌ في التَوْرة وَالْانجيِل) [الأعراف: ///15] . 


020000 


(أوْكَيِكَ يْمِبوْنَ بهِ4 أي أولئك الذين يؤمنون بما في التّوراة من البشارة 
بمحمد النَّى تله يؤمنون بهذا القرآن إعاناً حمّاً عن يقين وإذعان. 


وفي الجملة: من كان مؤمناً بالفطرة وبالعقل» وبنور القرآن» وبالوحي 
الثابت الذي نزل على موسى وعيسبى وغيرهما من الرّسل» فهو على منهج الحقٌ 
والصّواب. 


ومن يكفر بالقرآن من أهل مكة ومن تحرّبوا على النبي كَل وغيرهم من 
اليهود والتصارى والوثنيين» فالثار موعده لا ريب في وروده إياهاء أي أن 
مآله حتماً إلى جهنم اهز الثاي ذاه كاية. كنا فال تعالى: 
0 له إل ته 0 رط 0 عا ع ادع و انر 556 عد رو 
«رأؤتيك الْذبنَ ليس لم في الاحرَوَ إلا الثَار وحبط ما صَنَعُوا رفبًا وبنطل ما 


2 
ارم 


كخاووا رن 2 [هود: .]١5/١١‏ 


+4 


١/ /1١١ : هرج‎ -)1١( ليان ليه‎ 


م< ع وه 


و( الاحزابي» هم كما قال مقاتل: بنو أميّة» وبنو المغيرة بن عبد الله 
المخزومي. وآل طلحة بن عبيد الله. وقال سعيد بن جبير: الأحزاب: أهل 
الأديان كلهاء وروي عن مقاتل: «من الملل كلها» لأنهم يتحازبون. 
قال: «والذي نفسى بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة بودي أو نصراني» 
ثم لا يؤمن بي إلا دخل الثار). 

فلا تك فى ييه منْه4 أي فلا تكن أيها المكلف السّامع في شك من أمر هذا 
القرآن. فإنه حقٌ من الله لد ريب ولا شك فيه » كما قال تعالى : «الر 
ثيل الكتب ل رسب هه من رتٍِ العتلمين 29 [السجدة: 8-19 , 
والخطاب بقوله: «قلا تَك4 للتبي ييه والمراد جميع. المكلفين. 

509 أطمر لتيب أي ولكن أكثر الناس لا يؤمنون بهذا القرآن» 
كما قال تعالى : (وَمآ ا لئاس و حَرَضَتٌ د بِعْؤّمِنِينَ »4 [يوسف: .| 
]2 والسبب أن المشركين مستكبرون مَفلّدُون زعماءهم. وأن أهل 
الكتاب حرفوا دين أنبيائهم. 
فقه الحياة أو الأحكام: 

أرشدت الآية إلى ما يأتي: 

- إن من ت دن الرضد والصوات بالنطرة والعكل» واهتدى بنور الوحي 
الافي فهو الذي يؤثر الآخخرة عل الدنياء ولا يستوي إطلاقاً مع لدم 
الفانية وزينتها الموقوتة على الآخرة الباقية الخالدة. 

5- اليهود والنصارى المؤمنون بحقّ يؤمنون بما في التوراة والإنجيل من 
البشارة بالنبي كَكِِه وأما غير المؤمنين محقٌء المتأخرون منهم أو من غيرهمء 
فهم الذين موعدهم الثارء فمن يكفر بالقرآن أو بالتبي عليه الصّلاة والسّلام» 
من أهل الملل كلها أو أهل الأديان كلهاء فهو من أهل الثّار. 


ْلدْءَ )١١(‏ - م : /١١‏ 14-18 لمكن 





ا ال 0 فلا للك وليبادر 


الكافرون والمؤمنون وجزاء أعمال كل منهم 


2 م عم 00 


وذ انمد كز ليمت كتها ع رتل ال فنا ثرح اف 


بس سر 


© الدنَ يصِدُونَ عن سبل ري ما كذ ال كي 4 


0 7 ا عن تن لس ل جه 
لِك م يكوا جيه فى الأيٍ و كن دشر ين دون اللدا» اد كنك 


َم الْعَدَابٌ ما كوأ يطعن ألسّمُمَ مَمَا كاذ يبْصِرْونَ 09 © أوْليك الَدِنَ 
وده 4 لوص ارات ميو ني شاه موسو سا يم في ال د رو 


ل 5 
00 © د أن لذِينَ 0 ١‏ صلا أ ألصَّلِحَتٍ َأمبَا لَك : 0 


هر 70 


فر بتتان 15 أ متكي ©2 
القراءات: 


5 


قرئ: 
-١‏ (يُضّعف) وهي قراءة ابن كثيرء وابن عامر. 


-١‏ (يضاعفٌ) وهي قراءة الباقين. 


4و١‎ 


قرئ : 


ان للد -)1١‏ هوج : /1١‏ 18-:؟ 


-١‏ (تذَكّرون) وهي قراءة حفص » وحمزة. والكساي. 

؟- (تذكّرون) وهى قراءة الباقين. 

«الدنَ يَصدُونَ4 إما نعت للظالمين» وإما خبر لبتدأ أي هم الذين. 

ما كوا ينْتطِِموْنَ السَمْمَ وَمَا كانوا يبْصِرُونَ4 ما: فيها ثلاثة أوجه: 

أ - أن تكون ظرفية زمانية في موضع نصب بيُضاعفء» وتقديره: يضاعف 
لهم العذاب مدة استطاعتهم السمع والإبصارء أي أبداًء كقوله تعالى: 


«حَدييت فيا ما دَامَتِ اموت وَالْأَرَض 4 [هود: ]٠١7/1١‏ أي مدة دوام 
السماوات والأرض» أي: أبداً. 


- أن تكون في موضع نصبء. على تقدير حذف حرف الجرء وتقديره: 


بما كانوا» فخذف حرف الجرء فاتصل الفعل به. 


- أن تكون «إمَا4 نافية» ومعناه لا يستطيعون السمع ولا الإبصارء لا 
قد سبق لهم في علم الله تعالى. 


2 
أ 


ظٍِ وُلتيِكَ لدِنَ حَيرِوَأ أْصَْهُمْ 6 مبتدأ وخبر. 


10 


إلا جَرَمْ4 رد لكلامهم» وهو نفي لما ظنوا أنه ينفعهم. و«جَرَمْ4 فعل 
ماض بمعى كُسَب. 
د م اله ان مواقيم لفتين رن و1 أحدهها - 
كت“ ذلك الفعل لهم أخهم في الآخرة هم الأخسرون» أ كسب 
ال ل ار ا 0 لا صد 
ولا منع عن أنهم في الآخرة» وحذف حرف الجرء فانتصب بتقدير حذف 
حرف الجرء وهذا قول الكساي. 


لل )١١(‏ - مج : /١١‏ 8١4-1”؟‏ نذانا 


8 
لسر سه 


مثلا4 تيز منصوب. 
البلاغة: 


لاعكالاقي: والنتن» تيه مرشل عمل ؟ الرجره أذاة التشنية:وحدف 
وجه الشبهء أي مثل الفريق الكافر كالأعمى والأصم في عدم البصر 
والسمع» ومثل الفريق المؤمن كالسميع والبصير. 
المفردات اللغوية: 

1 انق له انود لل انيه عل أل نكر #انينة الشريك الود 
إليه .( يُعْرَضُوت عَلْ رَيهِمْ4 في الموقف يوم القيامة مع جملة الخلق» بأن 
يحبسوا وتعرض أعمالهم. والمراد: يحاسبهم ربهم .« الْأَُشْهَدَدُ) جمع شاهد 
وهم الملائكة يشهدون للرسل بالبلاغ» وعلى الكفار بالتكذيب .!الْعَنَة ألو 
اللعنة واللعن: الطرد من رحمة الله تعالى .([ يَصدُونَ عن صَيِلٍ اللّو4 يصرفون 
عن دين الله: دين الإسلام .« ويِبَُونَا عِوَمّا4 يطلبون السبيل معوجةء 
والعوج: الالتواء .9(هم» تأكيد للأولى .( مُعَجِرِنَ فى الأرْضٍ» أي ما كانوا 
معجزين لله في الدنيا أن يعاقبهم» ولا يمكنهم أن ببربوا من عذاب الله تعالى. 
ين دون أله أي غيره. 


«أنية) أنصار يعنعونهم من عذابه أو عقابه» ولكنه أخر عقابهم إلى هذا 
اليوم ليكون أشد وأدوم .« يصَتْعَتُ طَتمْ) بإضلالهم غيرهم .«إما كوأ يسَتَطِعُونَ 
لسَّمْمَ4 للحق .«وَمَا كانواً ْصِرُوتَ4 أي يبصرونه» لفرط كراهتهم له 
كأنهم لم يستطيعوا ذلك .2 حيرأ أَنفْسَهُمْ4 لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم. 
(وَصَلَّ4 غاب .ل يِثْترُوتَ4 على الله من ادعاء الشريك. 


إلا جَرَمْ4 حقاً. قال الفراء: إنها بمنزلة قولنا: لا بد ولا محالة» ثم كثر 


14-18 /1١١ : هرج‎ -)١١( للدْءَ‎ >” 


و( ولمعا »#حنندوا وشكتوا وأخلصوا لل تتال» واضل الإخباك» قضد 
الخبت وهو المكان المطمئن المستوي .(إ مَل صفة .( الْمَرِبِمَيْنِ4 الكفار 
والمؤمنين .«(حالْأْفَى وَالْأصَرّ 6 هذا مثل الكافر» وتشبيهه بالأعمى لتعاميه 
عن آيات الله وبالأصم لعدم استماعه كلام الله تعالى وتدبر معانيه . ( وَألبَصِيرٍ 
وَألسمِيع 6 هذا مثل المؤمن لتبصره بالقرآن وسماعه له ماع تدبر وإمعان» 
فيكون كل واحد منهما مشبهاً باثنين .«إأفلا لذ 06 تتعظون. أصله: 
تتذكرون» فأدغم التاء في الذال. 


المناسية: 


بعد أن تحدث القرآن عن فريقي الناس: وهما الذي يريد الدنيا وزينتهاء 
والذي يريد الآخرة» أبان حال كل من الفريقين في الدنيا والآخرة. 


ل ص تدس سه سسسس 


وكان القصد نآ من 5 نَ يريد الْحَيْوة الدذنيا وزينها ذم الحريصين 
على الدنيا ونسيان الآخرة» والقصد من آية «إأَقَمَن كأنَ عَلَّ بيَنَوِ من رَّيْهِء4 
الردّ على منكري نبو |الرسول كَل والطعنٍ ف فى معجزاته» وأما المراد من آية 
وَمَنَ أَظْلَرٌ مين قر عَلَ الله 4 فهو الردّ غلى المشركين الذين 
يزعمون أن الأصنام شفعاؤهم عند الله وهذا محض الافتراء على الله تعالىى» 
وهو داخل تحت عموم وعيد المفترين على الله تعالى. 
التفسير والبيان: 


يبين الله تعالى حال المفترين عليه ووصفهم بأنهم أظلم الناس» وفضيحتهم 
في الآخرة أمام الخلائق كلهم» فيذكر أنه لا أحد أظلم لنفسه ولغيره ممن 
اختلق الكذب على الله تعالى» في صفته أو حكمه أو وحيهء أو زعم وجود 
شفعاء له بدون إذنه» أو اتخاذه ولداً من الملائكة كالعرب القائلين بأن الملائكة 
بنات الله واليهود القائلين بأن عزيراً ابن الله» والنصارى القائلين بأن المسيح 
ابن الله. 


ليه )١١(‏ - مرج : /1١١‏ 8١4-1؟‏ ْ ووم 





00 
«أَوْليِك يَعْرَسُوت» أي أولئك المغرقون في الكفر والشرك والافتراء على 
الله» يعرضون على ربهم أي يحاسبهم ربهم حساباً شديداً ويقول الأشهاد من 
الملائكة الأبرار: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم وافتروا عليه» فلعنة الله على 
الظالمين» أي إنهم مطرودون من رحمة الله تعالى. 


وبما أن العرض عام في كل العباد» فإن المراد به هنا عرض خاص وهو 
العرض بقصد افتضاحهم». فيحصل لم الخزي والنكال في أسوأ حالء» 
والعرض يكون على الأماكن المعدة للحساب والسؤالء» أو على من شاء الله 
من الخلق بأمر الله تعالى» من الملائكة والأنبياء والمؤمنين. 

والآية مكل قوله تعالى: اونا قنمة زقنا والدرة امو و ٍ في كل 
لديا مب ينم انمد (© يم ل 1 اللي 3 كود ألقَهُ 


و 1 06 ألدّارٍ ©2 [غافر: ٠8/١ه095-8]‏ . 


لع 


وروى الإمام أحمد والشيخان عن ابن عمر قال: ممعت رسول الله َكل 
يقول في النجوى يوم القيامة: «إن الله عز وجل يدني المؤمن» فيضع عليه 
كنفه» ويستره من الناس» ويقرره بذنوبه» ويقول له: أتعرف ذنب كذا؟ 
أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ حت إذا قرره بذنوبه» ورأى في نفسه أنه 
قد هلك. قال: فإنٍ قد سترتها عليك في الدنياء وإني أغفرها لك اليوم» ثم 
يعطى كتاب حسناته. وأما الكفار واألمنافقون فيقول الأشهاد: هؤلاء 0 
كذبوا عل ربهم» ألا لعنة الله على الظالمين». 


ادن يَصذَُونَ 4 إن هؤلاء الظالمين يردون الناس عن اتباع الحق والإيمان 
والطاعة» وسلوك طريق الغهدى الموصلة إلى الله عز وجل» ويحولون بينهم وبين 
الجنةء «إوسَعُويَا عِوَجا4 أي ويعدلون بالناس عن سبيل الله إلى المعاصي 
والشرك. فهم يريدون أن يكون طريقهم عوجاً غير معتدلة» والحال أنهم 
كافرون بالآخرة أي جاحدون بها مكذبون. وأعاد لفظ (هم) تأكيداً. 


اط 


كن ا ليه (؟١1)‏ - هرج : 14-1١8 /1١١‏ 





5 و 


«أوْلَيِكَ ل ب نوأ معجربن »> إن أولئك الظالمين الصادين عن سبيل الله لا 
يعجزون ربهم أن يعاقبهم بالدمار والخسف كما فعل بغيرهم» بل هم تحت 
قهره وسلطانه» وهو قادر على الانتقام منهم في الدنيا قبل الآخرة» وليس لهم 
أنصار ينصرونهم من دون الله تعالى» ويحجبون عنهم العذاب» ويضاعف لحم 
الثقات شعت املا فو رهم كا مباوا بأنفسهم, وكانوا صما عن سماع 
الحق» عميا عن اتباعه. 


ونظير الآية قوله تعلل: .كنا بيقع ليزم تكش هيد الاتمار» 
: لارام 1 5] وقوله سبحانه : «الدرت رو كو عَن سيل لله 


رع ب مدوم 


زْدْتَهُمْ م عَذَابا وف العدان يما ككار ديدرةه 29 [النحل: ]88/1١7‏ وقوله 
كل في الصحيحين: «إن الله ليملي للظالم» حتى إذا أخذه لم يفلته». 

وعلة مضاعفة العذاب هي: «ما كوا يَنَتِيمْْنَ أَلسَمْمَ وَمَا كوأ 
بْصِرٌوتَ4 أي لم يستمعوا إلى القرآن سماع تدبر واتعاظ» ولم يبصروا طريق الحق 
والخير وينظروا إلى آيات 0 الدالة عق صلق الوحي.. كما 
قال تعالى : (وَكالَ اين كَكَرُوأ ل سَمَمُوا لا لقان وَالْمَوَا فيه للك من 


ساسح سا سح ير س سحو رء سر 


[فصلت: ١1/5؟]‏ وقال: 0 تهون عنه ونوت عع [الأنعام: 17/57] 


فليس المراد نفي السمع والبصرء بل المقصود أنهم وإن كانوا يسمعون 
ويبصرون في الظاهرء إلا أنهم ما استخدموا هاتين الحاستين استخداما 
صحيحاً في تلقى المعارف والمعلومات وتكوين العقيدة السليمة» ونظرا 
لعنادهم تعرس ركرافية الحق والهدى. ما كانوا يطيقون سمع آيات القرآن 
والتبصر بآيات الكون. 

«أنليك اين حيروا» أ أولنك الوصوقون بالأوضاف السابقة دروا 
أنفسهم ؛ لأنهم أدخلوا ناراً حامية يتزايد سعيرهاء كما قال تعالى: لمهم 


للد )1١(‏ - هرج : 54-1١8 /١١‏ كان 








عد 
سس سس له ره له 2084 


جهام ححلما شت زَدَتْهُمٌ سَعِيرا )4 [الإسراء: 1 / ا ] ولا موت ولا حياة 


فيها. 


وضل عنهم أي ذهب عنهم الذي كانوا يفترونه من دون الله من الأنداد 
والأصنامء فلم تج عنهم شيئاً» ٠‏ بل ضرتهم كل الضررء كما قال تعالى: (وَإدَا 
ا نا كم روا ياد كَمرنَ 7 [الأحقاف: 1/43] 0 
سبحانه : «[وَأَدُوأْ من دوت أله َالِهَةٌ يكوا لم عا © كلا م 
ادع وَيكوْوْنَ عَكِيمْ ضِدًا )© [مرم: 1-41/16م] . 


لا جَرَم) حقاً إنهم في الآخرة أخسر الناس صفقة؛ لأهم استبدلوا بنعيم 
الحنان ودرجاتمها عذاب جهنم ودركاتباء واعتاضوا عن نعيم الحنان 0 
آن» وعن شرب الرحيق يق الختوم بسموم وحميم » وعن اعقو العين بطعام من 
غسلين» وعن القصور العالية بالهاوية» وعن قرب الرحمن بغضب الديان 
وعقابه. 


ل ال 


إن لَسَ امنوأ ولوأ لصحت بعد أن ذكر تعالى حال الأشقياء أعقبه 
بذكر السعداءء وهم الذين آمنوا بالله ورسولهء وعملوا في الدنيا الأعمال 
الصالحةء فآمنت قلوبهم» وثابروا على الطاعات وترك المتكرات» وخشعوا لله 
وأنابوا إليه» فلهم جنات الغلا ذات النعم التي لا تعد ولا تحصى» من كل ما 
لا عين رأت» ولا أذن “جمعت» ولا خطر على قلب بشرء وهم مخلدون فيهاء 
ماكثون فيها على الدوام» لا يموتون ولا يهرمون» ولا يمرضونء ولا يخرج 
منهم مستقذرء وإنما هو رشح مسك يعرقون به. 


7 


كر الله شبه الكافرين والمؤمنين وضرب مثلاً لكليهما فقال: «إمَثَلَ 
لْمرِيِعَيّنِ 4 أي مثل الفريقين المذكورين اللذين وصما سابقاً وهم الكفار 
بالشقاء» والمؤمنون بالسعادة» كمثل الأعمى والأصمء والسميع والبصير؛ 
الكافر مثل الأعمى؛ لتعاميه عن وجه الحق في الدنيا والآخرة» وعدم اهتدائه 


نان لله -)١١(‏ هرج : /1١‏ 18-؛؟ 





إلى الخير وعدم معرفته إياه» ومثل الأصم؛ لعدم سماعه الحجج» فلا يسمع ما 
ينتفع به؛ والمؤمن مثل متفتح السمع والبصرء لاستفادته بما يسمع من 
القرآن» ويرى في الأكوان. والسمع والبصر وسيلتا العلم والحدى» وطريقا 
تكوين العقل. 

لا يستوي هذا وذاك صفة وحالاً ومآلآء أفلا تذكرون أي تعتبرون» 
فتفرقون بين هؤلاء وهؤلاء. وكيف لا تميزون بين هذه الصفات المتباينة؟! 
كما قال تعالى: «إلا مَْتَوََ أَحَحْبُ ألكَّارِ وَأَحََنْ ل أَصَحَب الْجَنَّةَ هم 
لابرد 2 [الحشر: ]٠١/04‏ وقال سبحانه ونا سَتوى ا واصِير 
0 ول لطامت ولا ألتورٌ © ولا الل ولا لَفَرُو (© وما يسْبوى الْضَياه 
الث ِنَأ إن لله ينيم من كوا أت ينيع تن في الور 60 لناطد: 
]1١ ١ 6‏ واستعمال: (أنلا 4 تفيه عل أنه يمكن علاج هذا العمى 
وهذا الصمم.. 


فقه الحياة أو الاحكام: 
تضمنت الآيات ما بأق: 
١‏ - لا أحد أظلم لأنفسهم من الذين افتروا على الله كذباًء جيرا كلاد 


إلى غيره» وَرَعَهُوا اوه شريكا وولداة وقالوا لللأصنام : هؤلاء م شفعاؤنا غند 


الله. 

؟ - ينادى بالكفار والمنافقين على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذين كذّبوا على 
الله ألا لعنة الله على الظالمين» أي بعده وسخطه وإبعاده من رحمته على الذين 
وضعوا العبادة في غير موضعها. 

والأشهاد المنادون بذلك: هم الملائكة. أو الأنبياء والمرسلون؛ والغلماء 
الذين بِلّغوا الرسالات. 


لدع )١١١(‏ - م : 7/1١‏ 4-18؟ لمان 





م - إن سبب اللعنة على الظالمين وطردهم من رحمة الله إنما هو صدّ أنفسهم 
وغيرهم عن الإيمان والطاعة لله تعالى» وعدولهم بالناس عن سبيل الله إلى 
المعاصي والشرك» وكفرهم وجحودهم بالآخرة. 

- الظالمون وغيرهم لا يعجزون الله بعقابهم في الدنياء ولا يقدرون على 
الإفللات من سلطان الله وقدرته وخسف الأرض - مهم 2 وليس لمم أنصار 
ينصرونهم من دود الله تعالى » وعقابهيم ال ومعاصيهم 
بسبب إضلالهم غيرهم » وبسبب تعطيلهم قدرات السمع والبصر في استماع 
الحق وإيصاره. ٠‏ | 

هَ - هؤلاء الظالمون خسروا أنفسهم وضاع عنهم افتراؤهم» وتبدد كل ما 
تعلقوا به من آمال خاسرةء وهم حقا في الآخرة أخسر الناس صفقة؛ 
لاستبداهم بنعيم الجنة عذاب جهنم. 

1 ح المؤمنون المصدقون بالله ورسوله» العاملون الصالحات» الخاشعون 
الخاضعون المنيبون لربهم» هم أصحاب الجنة الماكثون فيها أبداً. 

لا - لا تساوي إطلاقاً بين المؤمنين والكافرين» كما لا تساوي بين . 
الأعمى والبصيرء ولا بين الأصم والببميع» أفلا تنظرون في الوصفين 
وتتعظون وتعتبرون؟؟! 

والخلاصة: إن الله تعالى وصف السعداء أهل الجنة بصفات ثلاث هي: 
الإيمان» والعمل الصالح؛ والخشوع إلى الله تعالى؛ ووصف الأشقياء المنكرين 
الجحاحدين أهل النار بأربع عشرة صفة هي : 

١‏ - كوم مفترين على الله: «ومَنَ َظْلَدُ ممّن أمْرَئ عل ألّو)6. 


١‏ - إنهم يعر ضون على الله ف موقف الذل والهوان والخزي والتكال: 
2د يِل عْرضُوت عل رَيهِم6. 


اكد ”7 للدم 07 - هوي : /1١‏ 4-18" 


04 1 ل 


إن ا سي ا ((ويقول ألا 
هلول اذ 1< ندا 1 3 0 

؛ - كونهم ملعونين من عند الله: «آلا لَعَمَة أل عل الظدلييت) 

ه - كونهم صادّين عن سبيل الله مانعين عن متابعة الحق: «أَلدِنَ يَصدُوه 
عن مَسبِل لَه 6. 


2 


ذآ ع و هه 


5 - سعيهم ف إلقاء الشبهات» وتعويجح الدلائل المستقيمة : «(وسعونها 
عوج 4. 


4 8 ل 0 عو مم 100 
/' - كوهم كافرين: «روهم بالاخرةٍ م كفرون 4. 


عد يرن سيره وم 7 
- كونهم عاجزين عن الفرار من عذاب الله: «أُوْلَيِكَ لم يووا معجرينَ 


دج يه 


2 الارض »#. 


4 - إنهم ليس لهم أولياء يدفعون عنهم عذاب الله» فليست أصنامهم 
شفعاء عند الله : وما شه دون لَه لك 3 


0 لسعيهم فق الإضيلال ومنع الناس عن الدين» 
مع ضلالهم الشديد: «يصََعَتُ لت الْعَدَابُ 4. 


١‏ - تعطيلهم وسائل الإمان والمعرفة والاعتقاد الصحيح: «إمَا كوأ 
طون يَسََظِيعُونَ آلسَّمَمَ وما كاووا ررد 4. 


؟١‏ - كونيم خاسرين أنفسهم لاشترائهم عبادة الآلحة بعبادة الله تعالى : 
د أوْليِكَ لذن كم أنفْسَهم 6. 
١‏ لدعي لاتيم وذهابه عنهم بحيث لم يعودوا يتنبهولن لضلاهم : 


00 سر ىه مومعو سم 


روصل عنهم ئً خكاوا يفترون 4. 


ب 
- 


/ 
ف 

9 

كر 


_ 
__ٍ 


رد 
وقرا 


ع 


الفراءات: 
قرئ : 
-١‏ (أو 


1 


ذين 
علي 
؟١-‏ أن 


و 


هه 0 
| 


وي 
لكم) وهي قراءة نافع » وابن عامرء وعاصم»ء و حمر 


منوا 


[ 


ف 
وم 


2 


لآ 
8 
) وهي قراءة البا 


نافع وابن كثير 


- 
0 


رو 
أء 
» وا 


9 


بو عمرو ([ 


ف 


0 


مط بذ 


إل 


خاف). 


3556 05 


1 


5 


اهسسا 


وَل 
لَحَافُ 
0 


0-9 


5 


2201 
أَرْسَلَمًا 
20 0 أ هه 
د عط عذاب 
عد مر 
ا 
0 1 20 
كك . 
جف ل 
يدنه 


2 


- 


. سر سعم 
عي جو تر ٠‏ حبني خبيو 
مثلنا و 
ا 
5-9 

من إلى وء 


2 5 
ومو 3 
0 
َ م 0 
م 
000 5 لس يد بن 2 
اللبىي 


١ لجس‎ 


3 39 
© 058 


ا ست 8 3م 
الاك 


6 0 © 3 


رحمة من 


دمر 


عندفى 
زه 


2 00 


م ص 
وى << ا 5 0 ( وت 
وهم " هه ذلا وى 

1 ل 0 
قد د م لخد 
خا 0 
3 20 35 0 3 د 

6 
1 1-7 ف ابعال 53 
3 كا اللا 


/ 


راع 
جه 
سيت 


( 


2 


5 - كونهم خاسرين في الآخرة: 


ع )١7(‏ - هوج : 


قفصكه 


/1١‏ هلام 


5-5 


لاجم 


3 


و 


ا 


وم 


نوح عليه السلام 


- 


ل 


وح 3 


0 
0-1 


هم 


وو كي 2 


١ 


ينض لله -)1١١(‏ شرج : /1١١‏ هام 


2 


وقرأ السوسي: (بادئ الرأي). 
(تَيت) : 
قرئ: 
-١‏ (فَعْمَيَت) وهي قراءة حفصء. وحمزة» والكساي» وخلف. ‏ 
؟- (فَعَوِيت) وهي قراءة الباقين. 
(أَجْركَ إلا : 
قرئ: 
-١‏ (أجري !لا وهي قراءة نافع » وأبي عمروء واين عامرء» وحفص. 
؟- (أجري إلا) وهي قراءة الباقين. 
ت أرك) : 
وقرأ نافع» والبزي» وأبو عمرو (ولكيّ أراكم). 
( درون ) : 
قرئ: 
1- (تذكرون) وهي قراءة حفصء وحمزة» والكسائي» وخلف. 
0 وهي قراءة الباقين. 
«3 45 : 


وقرأ نافع » وأبو عمرو ل إذاً). 


0_١ مكدلم‎ /(١١ : مرج‎ - )1١( للد‎ 


الإعراب: 


«أن لا َبْدُوَا4 بدل من « إن 2 أو مفعول «إمُّينٌ 4 ويجوز أن تكون 
(أن) مفسرة متعلقة بأرسلنا أو نتذين. 

إمَا رتلكت» الكاف: مفعول أول .لدت هُمْ أَرَاذِنَا4 فاعل 
«أبَّعلكتَ)4. وطأبِّعكَ)4 وفاعله: مفعول ثان لنراك إذا كان من رؤية 
القلب» وني موضع الحال إذا كان من رؤية العين. 

(بادى ألرَأي4 منصوب على الظرفء أو في بادي الرأي» والعامل فيه: 

0 0 ١ 5 هل‎ 

زئكت» أي ما قبل إلا؛ لأنه يتوسع في الظروف ما لا يتوسع في غيرها. 
وهإبادت» بغير همز: اسم فاعل من بدا يبدو: إذا ظهرء أي: ظاهر الرأي. 
وقرئ بالهمز: من بدأ يبدأ أئ ول الرأي. 

( أَنلِتَكْمُوهَا4 أنلزم: يتعدى إلى مفعولين» الأول: الكاف والميم» والثاني: 
الحاء والألف. وأثبت الواو في: 8 أَنرِسَكْيُوهَا4» رداً إلى الأصل؛ لأن 
الضمائر ترد الأشياء إلى أصوطاء كقولك: .المال لك وله. وحيث اجتمع 
ضميران وليس أحدهما مرفوعاًء وقدم الأعرف منهماء جاز في الثاني الفصل 
والوصل. | 

(وَأَسْرٌ ا كَرِهْتَ4 جملة اسمية في موضع الحالء و«إّا4: في موضع 
نصب لأنه يتعلق ب (كارهون). 1 

«حَرْديق 4 تقديره : تزدريهم » فحذف المفعول من الصلة وهو العائد» مثل : 
«أَهدًا لَزِى بعك ألَهُ رَسْولًّا4 [الفرقان: ]4١/60‏ أي بعثه الله. وأصله: 
َزتري على وزن تفتعل» ثم أبدل من التاء دالاً لقرب مخرجهما. 
البلاغة: 


ميت عَلكْ4 شبّه من لا يبتدي بالحجة لخفائها عليه بمن سلك 


لز 


الصحراء له يعرف طرقها على سبيل الاستعارة التمثيلية. 


لضن للد -)١١(‏ هوج : /1١‏ هام 


0 


«أقلا نَرَكرونَ» استفهام للإنكار والتقريع. 
المفردات اللغوية: 

(إِنٍ كم أي بأني لكم ير ميا مُسيِتٌ 4 بين الإنذار بين لكم موجبات 
العذاب ووجه الخلاص .أن 7 كيدو 6 أي بألا تعبدوا .8( إد أَحَافُ 
عي إن عبدتم غيره «عَذَابَ يَوْمِ وأبي)» مؤّم في الدنيا 0 وهو 
في الحقيقة صفة المعذب» لكن يوصف به العذاب وزمانه على طريقة: 
جدهء ونباره صائم للمبالغة. 

لم4 الأشراف والزعماء .« إِلَّا بَمَرًا مَتْلَنَا4 لا فضل لك عليناء ولا 
مزية لك علينا تخصك بالنبوة ووجوب الطاعة .« أَرَاذِأَنَ]» أسافلنا وأخسافنا 
وأصحاب الحرف الخسيسة والفقراء» جمع أرذّل الذي هو جمع رذل» مثل 
كلب وأكلب وأكالب . ( بَادِىَ ألرَآَي4 ظاهر الرأي من غير تعمق» من البدوء 
أو أول الرأي أو ابتداء الرأي من غير تفكر فيك» من البدء» أي في بدء 
الحكم عليك من أول وهلة ووقت حدوث أول رأيهم. وهو منصوب على 
الظرف» أي وقت حدوث أول رأيهم وما رك لك علا كم ين فَضْلٍ4 أي 


زيادة تؤهلكم للنبوة واستحقاق المتابعة 557 5 كت في ادعاء 
الرسالة والنبوة» وهذا الخطاب أدرجوا قومه معه فيه » وغلب الخاطب على 


و 


الغائبين. 
( ميم أخبروي .«إن كُتْ عل يَتَق ين رق أي على حجة شاهدة 
بصحة دعواي الرسالة أو معجزة .وال بَحْمَهَ مّنْ عِندوء» أي النبوة. 
ميت عي خفيت عليكم فلم تبدكم وحقه أن يقال: فَعْمّيّتاء ولكن 
الاقتصار على ذكره مرة» أو لأنه لكل واحدة من البينة والرحمة (٠‏ أَرْمَكْمُوهَا 4 
يعني أنجبركم أو أنكرهكم على قبوها والاهتداء بها .لوَأَسْرٌ للا كَرِهُونَ) لا 
تختارونها ولا تتأملون فيهاء أي لا نقدر على ذلك. 


لدع 0١‏ - موي : /(١‏ معدلم لفن 





إلا أنتْسم علي أي عل اللي . وعوواد يكن اتعلرة هما دجرة 
(مَالا» جُغْلا تعظونيه ل إن أخرى » أ شانوا المأمول .2وَم] أنَأ يطارد 
أن َآمَيْرَ4 جواب لهم حين سألوا طردهم . (إِنَّهُم هوأ ريَِمْ) بالبعث» 
فيجازيهم ويأخذ لهم ممن ظلمهم وطردهم .( تَحْهَلُوت» عاقبة أمركم .رمن 
يَنْصَرّفٍ من د 4 أي بمنعني من عذابه» أي لا ناصر لي إن طردنيم »6 


ون 4 


فهلا .( َدَكَرُوَ4 تتعظون» فإن طردهم ليس بصواب. 


رحَرَإِينٌ أللَّه4 4 أي خزائن رزقه أو أمواله حتى جحدتم فضلي 000 عَلْم 
لْمَيَبَّ4 عطف, أي ولا أقول لكم: أنا أعلم الغيب حت تكذبوني» أو حق 
أعلم أن هؤلاء اتبعوني بادي الرأي من غير بصيرة ولا تصميم قلبي .«وَلآ 
فول نََ مك4 بل أنا بشر مثلكم . «(تَرْدرف 6 . تحتقر شأنهم لفقرهم .أن 
وتسم 31 0 أي فإن ما ا 0 
(أنّد أعكمُ يما ى أنمِْهمَ4 قلوبهم .2 إِّة إدَا لَّمنَ لم4 أي إن قلت 
7 شيئاً من ذلك. : 


المفاسبية: 

بعد أن أثبت الله تعالى بعثة النبي كلد وأن القرآن وحي من الله تعالى؛ 
وبعد أن ذكر حال فريقى المؤمنين والكافرين المكذبين» وحض على الاعتبار 
والاتعاظ بالحالين عَوَله : مد كرون 4 ذكر مجموعة من قصص الأنبياء 
للعظة والتذكر» وبيان اشتراك النبي كَِيهْ مع من قبله من الأنبياء في الدعوة إلى 
أصول واحدة مخشاكة بين الأنبياءء وهى عبادة اللّه وحده والإعمان بالبعث 
والجزاء» وتنبيهاً له على ملازمة الصبر على أذى الكفار إلى أن يكفيه الله 
التفسير والبيان: 


أول هذه القصص المذكورة هنا هي قصة نوح عليه السلام» وكان قد ذكر 


لض للد )1١(‏ - هوج : /1١١‏ هدرم 





تعالى هذه القصة في. سورة يونسء وأعاد ذكرها هنا لما فيها من عظات 
وفوائدء أهمها إعلام الكفار أن محمداً يك كغيره من الرسل» جاء للدعوة إلى 


وتم تضمنت قصة نوح هنا عدة عناصر هي : 


وصف دعوته إجمالاً» ومناقشة قومه والردّ عليهم» واستعجالهم العذاب» 
وكيفية صنع نوح السفينة» وإغراقهم بالطوفان» ونجاة نوح ومن آمن معه 
والتماس نوح إنجاء ابنه معه. وكان نوح عليه السلام أول رسول بعثه الله إلى 
أهل الأرض من المشركين عبدة الأصنام. 

والمعنى: تالله لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه المشركين» فقال لهم: إني لكم نذير 
من الله ظاهر الإنذار» أنذركم عذابه وبأسه إن حم عبدتم غير الله» فآمنوا به 


وأطيعوا أمره. ولا تعبدوا غيره» ولا تشركوا بشع ؛ لأني أخاف عذاب يوم 
القيامة» الذي هو عذاب شديد الألم. 

ثم ذكر الله تعالى أجوبة قومه له وهي أربع شبهات: 

الأمل الو 0 ألَدبنَ تأ أي قال لعا ااكرر كاين كالرين 

الثانية - «ومَا ينك أتبَعَلكتَ)» أي ولم يتبعك إلا أراذل القوم الأخساء 
أصحاب الحرف الخسيسة كالزرّاع والصنّاع. وهم الفقراء والضعفاء» في 
بادئ الأمر وظاهره دون تأمل ولا تفكر ولا تدبر في عواقب الأمور. لوكت 
صادقاً لاتبعك الأشراف والأكياس من الناسء كقوله تعالى: «أَدْينُ لَك 
وَأَتَبَعكَ لْأَرَدلوْنَ 4 [الشعراء: ]1١١/955‏ . 


الثالثة لضام لَكُمْ عََيِمَا ين مضل أي ما رأينا كم علينا امتيازً 


لوه 1١‏ - مو : /1١‏ ملدلم ش نهد 





ظاهراً في فضيلة أو قوة أو ثروة أو علم أو عقل أو جاه أو رأيء يحملنا عل ا 
اتباعكم : لو كن حَيرا مَا سَبَفُوتا إِلَيْهِ6 [الأحقاف: ]1١/41‏ . 


ل كذبكم في ادعائكم 
الصلاح والسعادة في الدار الآخرة. ويلاحظ أنهم أشركوا معه أتباعه في هذه 
الإجابة» وكان الخطاب لنوح ومن آمن معه. 


ثم أخبر الله تعالى عن ردود نوح عليه السلام على قومه الذين أثاروا تلك 
الشبهات» وغيرها مما لم يحكها القرآن وطواهاء أو لم يقولوها ولكن كلامهم 
يستلزمها. 0 ٠‏ 


(ثَالَ يمو أَرَءَيمُ إن كت عَلَ يَيْنَقِ4 قال نوح: يا قومي» أخبروني ماذا 
أفعل وما ترون؟ إن كنت على يقين وحجة ظاهرة فيما جتتكم به من ربي» 
يتبين لي بها أني على حق من عنده» وآتاني رحمة من عنده وهي النبوة والوحي» 
فعمّيت عليكم أي خفيت عليكم» فلم تهتدوا إليها. ولا عرفتم قدرهاء بل 
بادرتم إلى تكذيبها وردهاء أنكرهكم على قبوها ونغصبكم عليهاء وأنتم 
كارهون. معرضون عنهاء. فلا يعقل الإكراه في الدين. 


وهذا دليل النبوة والترفع عن آراء الجهال والنيجه 

(رَيَمَرْرِ لآ أَتَنْكُمَ) أي لا أطلب منكم على نصحي لكم مالاً أي 
أجراً آخذه منكم» وإنما أجري على الله عز وجل. وهذا قول تكرر صدوره من 
جميع الأنبياء بعد نوح» مثل هود وصالح وشعيب ومحمد عليهم السلام. 


«روما آ نأ بطارد أدبن مثو أي ليس من شأني طرد المؤمنين وتنحيتهم 
ويظهر من هذا أن أكابر الكفار كانوا يبغون تخصيصهم ببعض المزايا , 
والامتيازات» كتخصيص مجلس خاص بهم » لا يلتقون فيه مع الضعمفاء 


لشن ش لله -)١١(‏ هرج : /1١١‏ هلم 


والفقراء» أنفة منهم وكبراً وكوففا كما حدث تماماً بين النبى محمد كَل وبين 

قومه قريش» فقال تعالى : «إ ولا تطرد الْدِبنَ يدون ريهم بِالْعَدَووَ وَالْمَتيَ برِيدُونَ 
9 1 5 

وَجَهَمَ 6 [الأنعام: 55/5] . 


وه بره 


(إِنَهُم مُلَهْواْ رتم4 إن هؤلاء الأتباع سيلقون ربيم وسيحاسبهم على 
أعماهم» كما يحاسبكم. ويعاقب من طردهم» ولكبي أراكم قوما تجهلون 
الحقائق وتترددون في ظلمات الجهل في استرذالكم لهم وسؤالكم طردهم» 
فإن تفضيل الناس بعضهم على بعض إنما هو بالعمل الطيب والخلق الفاضل» 
لا بالثروة والمال والجاه كما تزعمون. 


ووم من يضرف أي يا قوم من ينصرني من عذاب الله إن طردتهم» 
فذلك ظلم عظيمء كما قال تعالى: «سَطرُدَهُمَ كَكْرْنَ من الطدليت» 
[الأنعام: 55/7] أفلا تذكرون» أي أفلا تتعظون وتتفكرون فيما تقولون؟! 

(ثلآ أَهْوْلُ لم4 أي لا تعني النبوة والرسالة أني أملك خزائن رزق الله 
تعالى» وأقدر على التصرف فيهاء وإنما أنا بشر كغيري من الناس مؤيد 
بالمعجزات» أدعو إلى عبادة الله بإذنه» ولا أعلم من الغيب إلا ما أطلعي الله 
عليه ولست ملكاً من الملائكة» ولا أستطيع القول لؤلاء الذين تحتقروهم - 
وتزدرونهم : لن ينالهم خيرء وليس لهم ثواب على أعمالهمء: وهو ما وعدهم 
الله به على الإعان من سعادة الدنيا والآخرة» الله أعلم بما في صدورهم» فإن 
كان باطنهم كظاهرهم في الإجمانء فلهم الحسنى. وإن حكم إنسان على 
سرائرهمء كان ظالما قائلا ما لا علم له به. 

والمقصود بالآية أن نوحاً عليه السلام أخبرهم بتذلله وتواضعه لله عز 
وجل. وفي هذا دلالة على الخط الفاصل بين الأنبياء وبين الزعماء» الأولون 
بهتمون بإرشاد الناس إلى ما فيه سعادتهم الدنيوية والأخروية دون إغراء بمال 
أو عطاء.نفعي. والآخرون يعتمدون في كسب الأتباع على الوعود بالمنافع 
المادية وبذل الأموال رخيصة من أجل كسب تأييدهم. 


لي )0١١(‏ - مرج : /1١١‏ ملدلم الم 


وفيه دلالة على أن النبي بشر لا مَلَّكء وأنه لا يعلم الغيب وإنما علمه عند 
اللهء كقوله تعالى: تل 7 املك .لتقي عاو صر إلا مَا شه 00 


0 مجم مارة عع 4 اس ص عاص سمس 


كنت أعلم العيب لاستّكارت من ألْحَرٍ وما ع لم4 6 [الأعراف: 188/9] . 
فقه الحياة أو الأحكام : 


دلت الآيات على ما يأتي : 


م 


أ - دعوة نوح قومه كدعوة سائر الأنبياء إلى عبادة الله وإطاعته وخدة ل 
شريك لهء وترك عبادة الأصنام. ١‏ 


0 -5 الاستمرار على الكفر أو عبادة الأصنام يوجب العذأت الألبه الموجع 
الشاق في الدار الآخرة. 


" - إن الغالب في إعراض قوم نوح من الأشراف والسادة والكبراء 
كإعراض كل المكذبين الجاحدين مبني على أعذار واهية» رأسها الاستكبار 
والاستعلاء عليع الناض من النقراء والضعفاء الذين يتبعون الحق غالبا 
كبا غال قال (يكَدَكَ م مَآ أَرْسَلنَا يمن قَْكَ فى كرت من تدر | ِل قَالَ مترفوهآ إِنَ 


0-1011 


وعدا اننا 1ه كد وَِنَّا عَلنَ َاترهم مُفْتَدُوتَ 20 [الزخرف: 17/477] . 


وركذا يكوف: العالن: عل مسفاء “الاين اتباع للق + والغالب: عل 
الأشراف والكبراء مخالفته» كما ذكرت الآية: «إِلا مَالَ مترفوهاً 4 ولما سأل 
هرقل ملك الروم أبا سفياة صخر بن حرب عن صفات النبي يك قال له فيما.. 
قال: أشراف الناس اتبعوه أو ضعفاؤهم؟ قال: بل ضغفاؤهم. درل 

واي الرسل. 

55 (دق أل ليس بمئحة ولا عيب في الواقع؛ لأن الحق إذا 
' وضح.ء لا يبقى للرأي ولا للفكر مجال» بل لا بد من اتباع الحق حينئذ لكل 
ذي عقل وذكاءء ولا يفكر عندئذ بالبعد عنه إلا غبي أو عبي» والرسل عليهم ٠.‏ 


اس لدم 07 - مو : /1١‏ ملدام 


السلام إنما جاؤوا بأمر جلي واضح. جاء في الحديث أن رسول الله كَكهِ قال: 
«ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له كبوة غير أبي بكرء فإنه لم يتلعثم» 
أي .ما تردد ولا تروى ؟ لرؤيته أمراً عظيماً واكيهاء فيادر إليه وسارع. 


ه - الأنبياء يتمسكون عادة بما ثبت لديهم يقيناً من وحي الله تعالى» 
والنبوة والرسالة» ولو عارضهم أكثر الناس. 


5 - لا يلجأ الأنبياء عادة إلى إكراه أحد من الناس على قبول دعوتهم: 
« أَلْرِمَكُومَا وَأَشْرٌ لا كَرِهُنَ4 وهو استفهام بمعنى الإنكارء أي لا يمكنني 
أن أضطركم إلى الإمان والمعرفة بهباء وهي شهادة أن لا إله إلا الله» أو النبوة 
والرحمة الإلهية أو البيئة.. وهذا أول نعي عع الإكراه عل الدين. ش 


7 - لا يصح عقلاً وذوقاً وأدباً طَرُْ الأنبياء من يؤمنون . بهم» لا لشيء إلا 
لأخهم فقراء ضعفاءء فلو فعل ذلك أحدهم قَرَضاً لخاصموه عند الله 
وجازاهم على إكانهم» وجازى من طردهم» ولا يجد من ينصره ويمنعه من 
عذاب الله إن طردهم لأجل إكانهم» ويكون طرد المؤمنين بصفة دائمة لطلب 
مرضاة الكفار من أصول المعاصي» ولا قلع إعلبةالي. والمقصود هو الطرد 
المطلق على سبيل التأبيد. 


- خزائن الرزق في تصرف الله تعالى» والغيب لا يعلمه إلا الله عز 
وجل » ولا يقول ني : : إن منزلته عند الناس منزلة الملائكة. 


ع 


| 4 -احتج بعض العلماء بآبة: لآ أَقْوْلُ إن مَلَلكّ) على أن الملائكة: 
أفضل من الأنبياء؟ لدوامهم على الطاعة» واتصال عباداتهم مذ خلقوا إلى يوم 
القيامة. 

٠‏ - الفضائل الحقيقية الروحانية ليست إلا ثلاثة أشياء: الاستغناء 
المطلق فلا أدعيه : «إوَلَا أَهْولُ لكُمْ عندى حَرنُ أله والعلم التام: «وَلَآ أعلَم 


م 19) - موحي : ١١م‏ ادوم الام 


> كور 


لْعَيَبَ4 والقدرة التامة الكاملة: «ولآ أَقْوْلُ إن مَلَككٌّ) والملائكة 
المخلوقات في القدزة والقوة. 


والمقصود من ذكر هذه الأمور الثلاثة أنه ما حصل لنوح عليه السلام إلا ما 
يليق بالقوة البشرية والطاقة الإنسانية» وأما الكمال المطلق فلا يَذَّعيه. 


ا 


535 


كل 


قن عسوي يه لا عنعه اعتراض أخد: #إأن 
من ثو ض 
وتم 2 70 أي ليس لاحتقاركم لهم تبطل أجورهم. أو ينقص ثوابهم» 
الله أعلم بما في أنفسهم فيجازيهم عليه ويؤاخذهم به. 


خم .ىل ه د مز ىو 
سم 0-0 1ه 2 2 و 2 0 ومح رد ججتعم - 1 
لصَدِِتَ © َل إِنَنا يكم يد لَه إن سك وَمَآ آَم بتري © لا يده 
2 2 .2 2 سس 07 ع ين وير َ< 0000 2 ور اوسئر ا ا 
دصحى إِنْ ردت 9 نصح 4 إن كات الله بريد أن سوبكم رجهم إِلَيَهُ 


وقرأ نافع» وأبو عمرو (نصحيّ إن). 
الإعراب: 00000 
إن أَدث4 شرطء وجواب. الشرط دل عليه: ل يندع ضَى» ‏ 
وتقدير الكلام: إن كان الله يريد أن يغويكم» فإن أردت أن أنصح 0 لا 


ينفعكم نصحي. 


بف َه (19)- هري : /1١١‏ ممم 
البلاغة: 


«فَعنَ إجرايى4 مجاز بالحذف» أي عقوبة إجرامي؛ على سبيل الفرض» 
بدليل استعمال كلمة إن 4 الدالة على الشك. وأما إجرامهم فهو محقق: 


(وأنا برق م 00 


2000 4 4 خاصمتنا 0 مانا 4 فأطلته 3 أتيت 00 اعه. 
النبوة» 00 فإن مناظرتك 7 تؤثر فنا 5 غ6 6 تعجيله 5 أو 
تأجيله» فإن أمره إليه لا إلي . وآ نتم ع4 بدفع العذاب أو الهرب منه 


فلستم بفائتين الله تعالى. 


0 النصح: قصد الخير للمنصوح وإخلاص القول والعمل له. 
توي 6 4 أي إغواءكم أي الإيقاع في الغيّ والفسادء وقيل: المراد أن 
00 .(هْوَ رَيُكُم4 خالقكم والمتصرف فيكم على وفق إرادته . لوَإَيه 


يمو 


جعت 4 فيجازيكم على أعمالكم. 
(أدّ يَفُوأت» بل أيقرل كفار مكة .لر فونه 4 اختلق محمد القرآن. 


9 م 


1١‏ ِجَرَاك4 أي عقوبة ذنبي ووباله . 9وَأَنَأ بَرِعَءٌ مما حرمُوت4 أي من 
إجرامكم في إسناد أو نسبة الافتراء إلي. 
المنفاسية: ‏ 

:1د اذا عن نوسة لود سل التي ليه 173111 انه مدن : الأول - أغهم 
وصفوه بكثرة المجادلة» والثاني - أنهم استعجلوا العذاب الذي كان يتوعدهم 
به. ثم ذكر تعالى يأسه منهم» واعتراضاً في القصة وهو براءة محمد من نسبة 
افترائهم إليه. 


للد 1١‏ - مج : /١١‏ ممم وف 





التفسير والبيان: 

قال قوم نوح له: قد حاججتنا فأكثرت من ذلك» ونحن لا نتبعك» فأتنا 
بما تعدنا به من العذاب المعجل في الدنياء إن كنت صادقاً في دعواك أن الله 
يعذبنا على عصيانه في الدنيا قبل الآخرةء وهذا كقوله تعالى: «إَلَ رَبّ إِفِ 


دعوت وض َ 0 6 لم وَدَهرٌ 2 إَِ قَرَارا 5 29 [نوح: //ه -5]. 


قال هم توح : إغغا الذي يعاقبكم ويعجل تعذيبكم الله الذي له يعجرزه 
شيء. إن شاء عقابكم عاجلاً أو آجلاًٌ» فما أنتم بمعجرين أي بفائتي الله ولا 
بمستطيعى الحرب من عذابه؛ لأنكم في قبضته وملكه وسلطانه. 


ولا يفيدكم نصحي واجتهادي في إيمانكمء إن أراد الله إغواءكم أي 
إيقاعكم في الغي والضلال والفسادء ودماركم وهلاككمء هو ربكم أي 
خالقكم والمتصرف في أموركم» والحاكم العاذل الذي لآ يجورء لع سيت 
في الآخرة» فيجازيكم بما كنتم تعملون من خير أو شر. 
ومعنى إرادة الله إغواءهم وإضلاهم : ربط الأسباب بالمسببات» لا حَلقه 
للغواية والشقاوة فيهم» فإن ذلك منوط بالعمل والكسب» والنتائج متوقفة 
على المقدمات. 


4 عع سر مس ا 
«(أمٌ يقولوت افكرننه # 


هذا كلام معترض في وسط قصة نوح» مؤكد لماء مقرر لحاء ومن كاه 
لقوله مشركي مكة في تكذيب هذه القصص: «أرَ تروك ننه 4 بل 
يقول هؤلاء الكافرون الجاحدون في مكة: إن محمداً افترى القرآن» أي اختلقه 
من قبل نفسهء ومنه ما أخبر به عن نوح وقومهء فرد الله معلماً نبيه أن يقول. 
لهم: إن افتريته فعلي عقوبة إِيميء وعذاب ذنبي» والإجرام: اقتراف 
المحظورات واكتسابهاء وأنا بريء من آثامكم وذنوبكمء وسيجزيكم الله على 


نف للد -)١١‏ هرج : /1١١‏ امعدمم 





العقوية من كذب عليه: فكل إنساث مسؤول عن ذبه؛ كما قال تعال: الرضاه 
ص يما فى صحْقٍ موس © نرم أَلََى وف 6 26 فر د وار وِزْرَ حر 
9 ون > كن لشن لد ماقي 1150 نيط نزت إن © 2 2ه 
لحر الْدَوقٌ 9© »> [النجم: 0/0 1ع] . 

5 200 سي د سيوك 0 

ونظير الآية: «وَإن كدوك قل لي عَمَقِ وَلكمْ 4 ري 
0 ا 47 مَئَ 0 29 [يونس: .154١/١٠١‏ 

والأظهر أن قوله : 80 و ينه 4 هو من محاورة توح لقومه. 
كما قال ابن عباس ؛ لأنه ليس قبله ولا بعده إلا ذكر نوح وقومه» والمخطاب 
منهم ولهم. وأنهم يقولون: افترى ما أخبركم به من دين الله وعقاب من 
فقه الحياة أو الأحكام: 

أرشدت الآيات إلى الآي: 

]إن عاد الكفان وغباءهم وحماقتهم استوجب كل ذلك التنكر لدعوة 
النبي نوح عليه السلام» مهما أتى به من الأدلة المثبتة لتوحيد الله ووجوب 
طاعته وعبادته» وورّطهم في طلب تعجيل نقمة الله وعذابه وسخطهء واليلاء 
موكل بالمنطق. 

؟ - الجدال في الدين لتقرير الأدلة وإزالة الشيهات أمر محمودء وهو حرفة 
ومن رده خاب وخسر. 

© - التقليد والجهل والإصرار على الباطل حرفة الكفار. والجدال لغير 

الكن تح يظهر الباطل :ف ميورة اق أدرمذموم» وصاحبه في الدارين ملوم. 


لوه )1١(‏ - هوج /١١ ١‏ امم وم 


- قوله تعالى: ((إن كان ألّهُ يُرِيدُ أن يُغْوِيَحُ 4 رد على المعتزلة والقدرية 
وقد واققيها الذين زعمو] أن اله سال لا :يريك أن تعصى العاضى + :ولا تكمر 
الكافر» ولا يغوي الغاوي2 وأنه يفعل ذلك» والله لا يريد ذلك. 





والواقع أن الله هو الحادي والمضل» وإرادة الله يصح تعلقها بالإغواء. 
والمعنى أن الله يبين للناس طريق الهداية وطريق الضلال» ويختار الإنسان ما 
يشاء مع إرادة الله. 


وكلام نوح عليه السلام دليل على أنه تعالى ما أغواهم» بل فوض الاختيار 
إليهم من وجهين: 

الأول - لو أراد الله تعالى إغواءهم» لما بقي في النصح فائدة» ولما أمر الله 
نوحاً بأن ينصح الكفارء وأجمع المسلمون على أن نبينا كغيره من الأنبياء مأمور 
بدعوة الكفار ونصيحتهم. 

الثاني - لو ثبت الحكم عليهم بأن الله تعالى أغواهم أو خلقهم غاوين 
موضوع ولا هدف. ولا داعي له. ولا فائدة منه؛ لأنه يسهل عليهم الاعتذار 
بذلك» والرد عليه بعدم جدوى دعواه. 

والخلاصة: إن مبدأ أهل السنة أن الله تعالى قد يريد الكفر من الإنسان». 
ولكن لا يأمره بذلك» وإنما يأمره بالإيمان» وإذا أراد الكفر من العبد فإنه يعتنع 
صدور الإبمان منة. 

هَ - كل إنسان مسؤول عن نفسهء فإن افترى أو اختلق نبي الوحيّ 
والرسالة كما يزعم قومه المعادون لهء فعليه عقاب إجرامه» وإن كان محقاً 
فيما يقول. وهو الحق الأكيدء فعليهم عقاب تكذيبهم وسيئاتهم. 


03 


هف لوه -)١١(‏ هو : /1١‏ هماع 





نهي نوح عن الاغتمام 
بهلاك قومه وأمره بصنع السفينة 


م آذه 0-4 عي 1 4 76 أو 0 1 
(رأيى إِلَ مع أت نم لن ؤس من هَوْمِكَ ل ال لجو 
ل 8 رع م قن ع2 رمدو ر ‏ مج رودل ع« 006 0 1 > سه 
نوا يفعلوت الها وأصنع صيم الفلك ِأَعيِِنًا ووحينا ا ولا عبني قْ لزن و 
7 ج 

2 لء لا جا لس 0 رد ساك ليد عسل 8 وى م دي 
إِنم مغرفرن ري وصنع لفل وحكلما من عَيهِ مَك ل 0 سخروا منه 


ل إد نحا مهن نا متك كا كنخزية 0 صتزق تنلثرت عد 0 
عرد لد 0 2 1 أن ود كلد قد 
ل يها من حكُلٍ دَتَبَنِ أن وأْلك إلا م سبي عه التولُ وَمَنَ > 
5210 ليل © © يكل أمكرا بي .* شما 
إذَّ وق لَتَفودٌ صم 49 

القراءات: 


وس - 
حأ أنتا» : 
ويد 


وح را 3 


يحرنهًا 0 


: 


5 
0 


بإسقاط الحمزة الأولى مع المد والقصرء قرأ: قالون والبزي» وأبو عمرو. 
وبتسهيل الهمزة الثانية قرأ ورش» وقنبل. 

وبتحقيقهما قرأ الباقون. 

من كل رَرَجَنِ 4 

قرئ: 

-١‏ (من كل زوجين) وهي قراءة حفص. 


-١‏ (من كل زوجين) وهي قراءة الباقين. 


للد ١١‏ - شي : /(١‏ مداع فض 


-١‏ (تجراها) مع الإمالة» هي قراءة حفصء. وحمزة» والكساي» وخلف. 
-١‏ (جراها) وهي قراءة الباقين. 
الإعراب: 
«وْج4 منصرف؛ لأنه خفيف» وإن كان فيه العجمة والتعريف. 
«أن يوست ين فَرِْكَ إِلَّا مَن مد ءامنَ» «ين» فاعل « بُؤمرت». 
«من يأو «مَن4 موصولة؛ مفعول العلم. 


فرح سرع روز 


وراشين» 5 موضع نصب لأنه مفعول (أحمل». و«( وا : هلك »6 معطوف 
عليه. 


إمَن سَبَقَّ4 منصوب على الاستثناء من «وأهلك». 

"ومن ءَامَنَ4 في موضع نصب؛ لأنه معطوف على اثنين» أو على أهلك. 

«يَحْرِهَا» فيه ثلاثة أوجه: الأول - أن يكون منصوباً على تقدير حذف 
ظرف مضاف إلى ذلك (ررمهاً» عطف عليه وتقديره: باسم الله وقت 
إجرائها 00 أي اركبوا فيها متبركين باسم الله تعالى في هذين الوقتين. 
« الكبوا»4. 2 20 ملفل ن ١‏ 442 

الثاني - أن يكون «يحْرِنهًا4 مبتدأء و( بشم 4 خبرهء وتقديره : 
يسم الله إجراؤها وإرساؤهاء والجملة حال من ضمير «(إفبها». 


كفن ليه -)1١١‏ هوض : /1١١‏ 5ماع 


والثالث - أن يكون ( يَحْرِنْهَا4 في موضع رفع بالظرف» والظرف حال 
من هاء: «فبا». 


بتع الس خا نك نانس داع وى تراه التي در 
وأرساها فهو مُرْسٍ ) وهو خبر مبتدأ محذوف» تقديره: هو مجريها ومرسيها. 


(إِلَا ييِلُ4 مرفوع بفعل: «ءَاسَ. ولا يجوز نصبه على الاستثناء؛ لأن 
البلاغة: 


مجردم اعية دم 


«وَاصتع الْمَُكَ ع4 كناية عن الرعاية والحفظ. 
المفردات اللغوية: 

(قلا يتس تحزنء أي لا تغتم ببلاكهمء وهذا يعني أن الله أيأسه أو 
أقنطه من إمانهم» ونهاه أن يغتم بما فعلوه من التكذيب والإيذاء .يما كانوا 
يَنْمَت)» من الشركء فدعا عليهم بقوله: «إرَّنَ لا نَدَرَ عَقَ ) 
الْكفْرِينَ ديار [نوح: 617/2١‏ فأجاب الله دعاءه .([ الْمُرَْ)4 السفينة» ويطلق 
على الواحد والجمع ١٠١‏ بِأَعَينَا4 بحفظنا وعنايتنا ورعايتناء على طريق التمثيل. 
(وَيَشِنَا إليك كيف تصنعها .«ألَدِنَ ظَلَمواً4 كفروا بترك إهلاكهم 
والمقصود: لا تَذْعْني برفع العذاب عنهم .9 ِنَم مُعْرَفُونَ محكوم عليهم 
بالإغراق» فلا سبيل إلى كفه. 

ويسم الشلك) حكاية حال ماضية .(إملأ6 جاعة .«سَحِروأ ينُ» 
استهزؤوا به لعمله السفينة» فإنه كان يعملها في برية بعيدة عن الماء» فكانوا 
يضحكون منه ويقولون له: صرت نجاراً بعدما كنت نبياً (كَالَ إن تَسْحَرُوا من 
نَ َنْحَرُ ك4 أي سنهزأ بكم إذا أخذكم الغرق في الدنيا والحرق في 
الآخرة, ويجونا وتركناكم. وقيل: المراد بالسخرية: الاستجهال .(عَذَابُ 
حي و4 يذله ويفضحه .«وَكنٌ4 ينزل .اعَدَابٌ مُقِيمٌ دائم وهو عذاب النار. 


للع 09 - مو : ١1م‏ دسا ٠‏ م 


(حَبََّ ذا «حَيَّ4 هي التي يبتدأ بعدها الكلام» دخلت على الجملة من 
الشرط والجزاء. فإن كانت غاية فهي غاية للصنع» أي لقوله: «وَيصَنَمْ 
التاع 6 ا .وكات يمتعها يبل أن معام وقنت: الموعد تويكو ها يعد 
«إوَيصََم 4 من الكلام حالاً من 9إوضَنَمْ 6 كأنه قال: يصنعهاء والحال أنه 
كلما مر عليه ملأ من قومه» سخروا منه. وجواب «إوَكُلَّمَا) إما «سَخِرُوا4 
وإما ((5ال4 و« سَجِروا4 بدل من «مرّ6 أو صفة للا. 


وا أن ممع 


جا أمرنا4 بإهلاكهم .«وَدَارَ النَتوْرَ أي نبع الماء فيه وارتفع كالقدر 
تفور» و2« النَُور 6 تنور الخبز» ابتدأ منه النبع ) على خرق العادة» وكان ذلك 
علامة لنوح. وكان في الكوفة في موضع مسجدهاء» أو في الهندء أو بعين وردة 
بأرض الجزيرة. وقيل : ([ الدَّوْرْ 4 وجه الأرض.. 


حل فيَا4 في السفينة. «إمن ككُلٍ رَوَجَبْنِ4 أي ذكر وأنق» أي من 
كل أنواعهما .( أنَْيّنِ» ذكراً وأنثى. جاء في القصة: إن الله حشر لنوح السباع 
والطير وغيرهماء فجعل يضرب بيديه في كل نوع» فتقع يده اليمئى على الذكر» . 
واليسرى على الأنثى» فيحملها في السفينة. 


(وأهلكت» أي زوجته وأولاده .إلا من سَبَقَ عَيْوِ الْمولْ4 أي منهم 
بالإهلاك والإغراق» وهو ولده كنعان وزوجته» وأخذ معه سام وحام ويافث 
وزوجاتهم الثلاث. 


«إلا قَلُ4 قيل: كانوا تمانين» نصفهم رجال ونصفهم نساءء وقيل: 
كانوا تسعة وسبعين: زوجته المسلمة. وبنوه الثلاثة (سام وحام ويافث) 
ونساؤهم» واثنان وسبعون رجلاً وامرأة من غيرهم. 


ع 
«( ريه وَمَرْسَهآ4 أي جريها ومنتهى سيرها .2 إِنَّ رق لَعفور حم 4 أي 
لولا مغفرته للسيئات ورحمته بالعباد» لما أنجاكمء فهو رحيم حيث لم يبلكنا. 


ع 


ان لد 0)- هخ : /1١١‏ ”اه 


الآيات تتمة لما ذكر قبلهاء تتضمن الإعداد لإغراق قوم نوح وإهلاكهم» 
ومقابلة السخرية والتهكم بالتخطيط للنجاة وغرق القوم. 
التفسير والبيان: 

يخبر الله تعالى أنه أوحى إلى نوح أنه لن يؤمن أحد من قومك بدعوتك إلا 
من قد آمن سابقاً» فلا تحزن عليهم ولا همنك أمرهم» فدعا عليهم نوح عليه 
السلام بقوله: «ِإرَّنَ لَا يدر عَلَ الْأَرَضٍ من الْكَفرِىَ مياه [نوح: ]51/7١‏ . 

واصنع الفلك أي السفينة أداة النجاة بأعيننا أي بمرأى منا وبرعايتنا 
وحفظنا وحراستناء وبتعليمك بوحينا كيفية الصنع.» حتى لا تخطئ» فقوله 
لوَيَضِنَا يعني تعليمنا لك ما تصنعهء ويكون جمع الأعين للعظمة لا 

واستعمل القرآن تعبير الأعين لكمال العناية وتمام الرعاية في قوله تعالى 


35 عر ع لج ما عر ص ص 0-0 أت 7 .- 8 5 و مرك م عه 
2 ريرم واس 0م عذ 
لحك ريك فَإنّكَ بِْعَبِنَا 4 [الطور: 2/07:] . 


«(ول طبن 6 أي ولا تراجعبي يا نوح ولا تَدْعْن في شأن قومك ودفع 


العذاب عنهم بشفاعتك» فقد وجب عليهم العذاب» وتم الحكم عليهم 
بالإغراق. والمقصود ألا تأخذك بهم رأفة ولا شفقة. 


وبدأ يصنع السفينة» وكلما مر عليه جماعة من أشراف قومه» استهزؤوا منه 
ومن عمله السفينة» وكذبوا بما توعدهم به من الغرق. قال نوح متوعدا بوعيد 
شديد وتهديد أكيد: إن تسخروا منا لصنع ما نصنع مما لا يفيد شيئا في 
ظنكم» فإنا نسخر منكم في المستقبل حين الغرق» كما تسخرون منا الآن» أي 
نسخر منكم سخرية مثل سخريتكم إذا وقع عليكم الغرق في الدنياء والحرق 


لدو 2١‏ - م ١‏ ١1م‏ ومداء م 





في الآخرة. فسوف تعلمون قريباً بعد تمام عملنا من يأتيه عذاب يبينه في الدنياء 
وهو عذاب الغرق» ويحل عليه عذاب مقيم» أي داتم مستمر أبداً في الآخرة. 

لحي إِدَا جَآء أَمرنا4 أي حت إذا حان وقت أمرنا بالحلاك من الأمطار 
المتتابعة» وفار التنور أي نبع الماء من التنورء موقد الخبزء وارتفع كما تفور 
القدر بغلياتها» والفوران: الغليان» وكان . ذلك علامة لنوح عليه السلام» 
وعن ابن عباس : التنور وجه اللأرض» أي صارت الأرض عيوناً تفور» حق 
فار الماء من التنانير التي هي مكان النار» صارت تهور ماء. وهذا هو المعنى 
الأول؛ لأن العرت ل 0 الأرض ا قال عا ( فدح ا 
لمم نا مر © ينا لَص بوم لق الم ع4 أرِ مَد ميد 9© 


ا سس سرح سر كر ل 


وحملتنه عا ل ذاتِ لوح ودس 209 [القمر: ]1"-1١١/84‏ . 


وقلنا لنوح حينئذ: احمل في السفينة من كل نوع من أنواع الحيوان زوجين 
اثنين: ذكراً وأنثى» للحفاظ على أصل النوع الحيواني. واحمل فيها أهلك أي 
أهل بيتك من الذكور والإناث إلا امرأتك وابنك: يام أو كنعان» وهما مِمَنْ 
يماك اقول إنباضن أكرن الناوة لعل يبان كار الكثيرة لا لتقديره عليه» 
تعالى الله عن ذلك. 


وخذ معك من آمن من قومكء. وإن لم يؤمن إلا عدد قليل» أو نزر يسيرء 


مع طول المدة ودعوتهم إلى الإيمان ألف سنة إلا خمسين عاماً. قيل : كانوا ستة 
أو عانية رجال» ونساءهم : وخا عليه الادم وأهله وأبناءة الثلاثة 


وأزواجهمء وقال ابن عباس : كانوا ثمانين نفساًء منهم نساؤهم. 

الذكر» ل م ل 
(وَيَالَ كبوأ فبا4 أخبر تعالى عن نوح عليه السلام أنه قال لمن حملهم 

معه في السفينة: ‏ باسم الله يكون جريها على سطح الماءء» وباسم الله يكون 


امم للد )1١(‏ - شوج : /1١‏ ”داع 





منتهى سيرها وهو رسوهاء أي بتسخيره تعالى وقدرته يكون مجراها ومرساهاء 
ون 

إن ري غفور لذنوب عباده رحيم بهم» فلولا مغفرته لذنوبكم ورحمته بكم 
لا نجاكم فقوله: ١‏ إن رق لَعْفُورٌ نم4 أي لأهل السفينة. أخرج الطبراني عن 
الحسين بن علي رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله يك : «أمان لأمى من 
الغرق إذا ركبوا الفلك أن يقولوا: باسم الله الملك الرحمن الرحيم: (إ يسم 
لَه يحْرنهَا وَمرسهاً إن رق لعَفُورُ يَح16. 
«أمان أمى من الغرق إذا ركبوا في السفن أن يقولوا: باسم الله الملك الرحمن : 
(وَمَا مَدَروا أََّهَ حَقَّ مَدَرك» الآية .( بسي أله يحْرنهَا4 الآية». 

وذكر المغفرة والرحمة بعد ذكر الانتقام من الكافرين بإغراقهم أجمعين هو في 
الجملة شأن القرآن ف بيان الأضداد والمتقابلات: كما في قوله تعالى: «إِنَّ 
ريلك لسَرِيِعٌ عاب وَإِنَمُ لعَعُورُ ريحم 6 [الأعراف: 1307/87] وقوله : «وَإنَ 
وم 000 ءام ره رس عر يد اس سه 2004 مد سر 
يك اذو مَعْفِروَ للناس عل ظلامهمٌ وَإِنَّ رَيْلِكَ لَشَدِيدٌ الْعِقَابٍ» [الرعد: ؟١/1]‏ 
ونحو ذلك من الآيات التي تقرن بين الرحمة والانتقام. 

وذكر آية المغفرة والرحمة هنا في وقت الإهلاك وإظهار القهر لبيان فضل الله 
على عباده الذين نجاهم. فهم في جميع الأحوال يحاجة إلى إعانة الله وفضله 
وإحسانه. والإنسان لا ينفك عادة عن أنواع الزلات والخطاياء فإن نجاتهم لا 
فقه الحياة أو الأحكام: 

يستفاد من الآيات ما يأتي: 


أ - الإياس من إمان قوم نوح واستدامة كفرهم» تحقيقاً لنزول الوعيد 
بهم. وهذا يدل على صحة قول أهل السنة في القضاء والقدرء فإنه تعالى أخبر 


للدم )1١‏ - شوج /1١‏ مدا | م 





عن قوم نوح أخهم لا يؤمنون» ولا بد أن يقع ما يتفق مع هذا الخبر» وإلا 
انقلب علم الله جهلاً وكذباً» وذلك محال. 

؟ - لطف الله بنبيه نوح» إذ أخبره قبل الحلاك بألا يغتم ببلاك قومه؛ء حق 
لا يصبح بائساً حزيناً. 

م - أول سفيئة عبرت البحر هي سفينة نوح» وكان صنعها برعاية الله 


عع م 


وتعليمه نوحاً كيفية الصنع. والمقصود من ( بِاعَنْنَا4 معنى الإدراك والإحاطة؛ 


لا التجسيم؛ لأنه سبحانه منزه عن الحواسنّ والتشبيه والتكييف» لا ربٌ غيره. 
واتخذ نوح عليه السلام السفينة في سنتين» كما قال ابن عباس» وقيل: في 
ثلاثين سنة» كما قال كعب» وقيل في مئة سنة كما ذكر زيد بن أسلم. ؤجاء في 
الخبر أن الملائكة كانت تعلّمه كيف يصنعها. أما طولحا وعرضها فعن ابن 
عباس : كان طوها ثلااث مئة ذراع»ء وعرضها حمسون» ومعكها ثلاثون 
- من الغباوة سخرية الناس من نبي يوحى إليه فيما يفعل» وسخريتهم 
إما بقولهم: يا نوح صرت بعد النبوة نجاراًء وإما لأنهم لم يشاهدوا سفينة تبنى 
وتجري على الماء. وسخرية نو كانت عند الغرق» والمراد بالسخرية 
الاستجهال؛ أي إن تستجهلونا فإنا نستجهلكم كما تستجهلوننا. 

ما الطوفان جاء عن السناء:. «[كنتحنا ناب التماء» وفوران 'العتون ‏ 
على وجه الأرض كان علامة. ا ش 

5 حنم رحمة الله مخلقه غجاة ‏ نوح ومن آمن معه من قومه» وهم انون 
إنساناً» منهم ثلاثة من بنيه: سام وحام ويافث وزوجاتهم. ومن فضله تعالى 
الحفاظ على أصل الثروة الحيوانية» إذ أمر الله نوحاً عليه السلام باصطخاب 
الحيوانات من كل شيء زوجين ذكراً وأنى. 


--الآية دليل على ذكر البسملة.عند ا كل فعل. 


ين للد -)١١‏ هرج : /1١١‏ 45-لاك 





انتهاء الطوفان ونجاة السفينة 
وهلاك ابن نوح مع استشفاع أبيه 


2-0 كك 2 5 0209 صر عرص م 1 وه 0 2ه و 
وهى رى بهم موج كَالْجِبَالٍ نادئ ف أشنم وحكار+ فى معرٍأٍ 
ا 0 0 9201000 1ك امم 
ارحب الكلفرد ل قال سكاو إِك جبلٍ يعصمى 


00 


: أأموم 4 2 ل 1 . وال تم سح بوم | 221 
ضم الوم من أمر الله 1 من رجحم بدنهما الموج 
5 0 - 014 2 
د ل 124 ع عه سي ١‏ 1 2 
المعرفين 2 وقيل يتارض ابلعى ماءك وسسَمَاء أقلجى وَغِيصٌ الماءً 


6 

6 

0 

3 
1 ( : 
5 5 9 


ُْ 
ا 
طاو 


# 210 ب وا ل عط رء ع 2 96 

فضى الأمر وَاسَيوَتٌ عل الحودِي وَقِيل بعدا للْمور اشبيو © 06 207 ره 

008 برل عو سح سه ملي 00 
لَ رَتِ إِنَّ أت مِنْ أهل وَإنَّ وَعَدَكَ الْحَق وَلَتَ أ2ك: لكين (© كال 

ل كر عي 8 2 0 2 تع مز ا بو را مه دش مره سّ 5 5-2 

يَلنُوحٌ إِنَمِ / أَهْلِلك إِنَّمْ عمل عير مديج قلا سَكَلْنِ مَا لَنَى لَكَ به عِلْمٌّ إن 


اع 
ا 


0 

9 
ا 

5 قر 
لط وي (2) 

١ 3 

5 3 

0 
+5 سا 

> 

عام 0( 

0 

ا 0 

5 0 

1 

1 عم 
١ 5‏ ا 

انع 5 
حي 

04 
جع 

2-7 

باك 


كن 
ل 
يٍِِ 


نهم 
ل 


-١‏ (يا بِقّ) وهي قراءة عاصم. 

ار را را الباقين. 

ووَقبِلٌ» ... «[ وَغِيصٌ )4 

بإشمام الكسرة الضم فيهما قرأ: الكساي» وقرأ الباقون بالكسرة. 


.-_- 


وَسَمَاءُ أقلى »4 


للد )١١‏ - موي : /8١‏ 47-لاء يلل 





بإبدال الهمزة الثانية واواً خالصة و قرأ: نافع» وابن ع وأ 
عمرو. 


وقرأ الباقون بتحقيقها. 

«عمَلّ 2ز6: 

وقرأ الكسائي 1 غيرَ). 

إلا مَحَلْنِ) : 

قرئ: 

-١‏ (فلا تسألَنّ) وهي قراءة قالون» وابن عامر وصلاً ووقفاً. 

-١‏ (فلا تسألي) بإثبات الياء وصلاً.» وحذفها وقفاً قرأ ورش. 

“- (فلا تسألنّ) وهي قراءة ابن كثير وصلاً ووقفاً. 

5- (فلا تسألني) وهي قراءة أبي عمرو بإثبات الياء وصلاً» وحذفها وقفاً. 

4- (فلاتسألن) وهي قراءة الباقين وصلاً ووقفاً. ظ 

إن أعِظكَ) .. ( إن أغودٌ) : 

وقرأ نافع» وابن كثيرء وأبوعمرو: (إيّ أعظك.. إيّ أعوذ). 
الإعراب. . ظ 


«لا عَاصمَ4 اسم (لا4. وخبرها: لامِنَ أُمْرٍ أللَّ24 وهو متعلق 
بمحذوف» تقديره: لا ذا عصمة كائن من أمر الله . 7 ألْيَوْ4 معمول الظرف» 


> للد -)1١‏ هو : /1١‏ 457لا 





من > بحم 4 منصوب على أنه استثتاء منقطع ؛ أن وعَاصِمْ 6 فاعل» 
وطرمن يحم مفعول. وقيل: «إلا عَاومْ» بمعنى معصوم» فلا يكون «إمَن 
0 استثناء منقطعاً وإغا هو بدل مرفوع من عاو 4. والتقدير: لا 
عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم أي الراخم» وهو الله تعالى. 

نت 6 مك4 مبتدأ وخبر. 


91 سق 0 


ف إِنْم عمل غير صل ميلج يعود الضمير إلى السؤال» أي إن سؤالك أن أغي 
كافراً عمل غير 00 أو يعود إلى الابن» والمراد: إنه ذو عمل غير صالحء 
فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه. ومن قرأه (عَمِل غيرَ) جعله فعلا 
ماضياًء ونصب (غَبرَ) على أنه مفعول بهء وهذه القراءة تدل على أن الضمير 
في نم4 يعود على الابن. 

إثْلا سَعَلْنْ4 الأصل فيه أن تأتي بثلاث نونات: نوني التوكيد ونون 
الوقاية» فاجتمعت ثلاث نونات فاستثقلوا اجتماعهاء فحذفوا الوسطى؛ 
لأن نون الوقاية لا تحذف. وكسرت الشديدة للياء» ثم حذفت اكتفاء 
بالكسرة. 


البلاغة: 

«(كارْض الى مَهَك وَننِسَمٌَ أقلي4 بين الأرض والسماء طباق» وبين 
ابلعي وأقلعي جناس ناقص. 

قال أبو حيان: في هذه الآية واحد وعشرون نوعاً من البديع بالرغم من أن 
ألفاظها تسع عشرة لفظة: المناسبة في قوله: «أقَلعِي» ول أبْلَِى4. والمطابقة 
بذكر الأرض والسماءء وامجاز في قوله «[ وَسْسَمَ 4 اباد تاج لكام 


والاستعارة في قوله: «أَلِي» والإشارة في قوله إ وَغِيصَ لم4 فإنها 
إشارة إلى معان كثيرة» والتمثيل في قوله: «وَفْيَ الْأَمرٌ4 عبر بالأمر عن 


للد )1١(‏ - شوج : /١١‏ 475لا يسن 





إهلاك الحالكين ونجاة الناجين» والإرداف في قوله: وَأْسْمَوتٌ عل لُلْوِيٌ » 
فلفظ لوَاسْئَوتَ) كلام تام أردفه بقوله (عَلَ هوي قصداً للمبالغة في 
التمكن بهذا المكان» والتعليل في قوله: «وَغِيصَ الْمَآهُ4 فإنه علة للاستواءء 
والاحتراس في قوله: «إوَقِيلَ بِعَدَا لََصَيْرِ اَلطَدلِمِينَ4 وهو أيضاً ذم لهم ودعاء 
عليهم» والإيضاح بقوله ( اَلطَلِِينَ4 أي القوم الذين سبق ذكرهم في قوله: 
(رَكُلََا مَرّ عَيهِ ملأ فالألف واللام في القوم للعهدء والمساواة 
«وَأسَيَتَ4 فلفظها مساو لمعناهاء وحسن النَّسَّقَء لعطف قضايا بعضها على 
بعض» والإيجاز لذكر القصة باللفظ القصير مستوعباً للمعاني الجمةء 
والتسهيم؛ لأن أول الآية «يَتأَرَصُ الى فاقتضى آخرها ظوَبسَمَة أقَلى» 
والتهذيب؛ لأن مفردات الألفاظ موصوفة بكمال الحسنء والتمكين؛ لأن 
الفاصلة مستقرة في قرارهاء والتجنيس في قوله «أََلِي4 وطابْلَعى 4 والمقابلة 
في قوله: «يَتارضٌ أبلَيى 'مآءك وَسَمَة آَل 6 والذم في قوله: «بِعَدًا لِلْمَومِ 
أَلطُِليِينَ 4" والوصلف : قض القضة ووضفيها: بأخمين :وضت (النير الماذامن 
. البحر لأبي حيان: 777/5) بهامش البحر المحيط. 


المفردات اللغوية: 


وروي جر بهم 4 متصل بمحذوف ذل عليه: 9 أره و4 أي فركبوا 
مسمين» وهي تجري وهم فيها ([موج 4 جمع موجة: وهي ما يرتفع من الماء 
الكثير عند اضطرابه « كالججال» في الارتفاع والعظم (وتادى فح مم6 
كنعان إ وكات في مَعَزْلٍِ عن السفينة عزل فيه نفسه عن أبيه أو عن دينه 
وإستَاوف) سأكأ (يَحَصمُن» عنعن ويحفظني «مِنْ أَمْرِ ألو عذاب «إِلَّا4 
لكن «َإمَن 4 الله» فهو المعصوم ([ابلى م62 اشربي الماء الذي نبع 
منك » فشربته دون ما نزل من السماءء فصار أنهاراً ويحاراً «أقِلي4 أمسكي 
عن المطرء فأمسكت. 


وين ليه -)1١١(‏ هوج : /1١١‏ 5ك-لاء 


لإوَغْيضٌ) نقص «وَفْيىَ الْأمَرُ4 4 تم أمر هلاك قوم نوج الكافرين وإغجاء 
المؤمنين لوَأَسْيَوتٌ4 وقفت واستقرت السفيئة «عَلَ لَلْوْدِيٌ 6 جبل بالجزيرة 
بقرب الموصل في ديار بكر. وهذا النداء والخطاب بالأمر استعارة مجازية 

بعْدَا4 هلاكاً «لِنَعَرْرِ الطَلِمِينَ4 الكافرين. والآية في غاية الفصاحة لفخامة 
لفظها وحسن نظمهاء والدلالة على كنه الحال» مع الإيجاز الخالي عن 
الإخلال. وإيراد الأخبار للمجهول للدلالة على تعظيم الفاعل» وأنه متعين في 
نفسه. 


- برب م 


ِنَّ أبن مِنّ أهلي» إن كنعان من أهلي وقد وعدتني بنجاتهم 9وَإنَّ وَعَدَكَ 


0_6 


- 


و 


لْحَقّ4 الذي لا خلف فيه 9وَأَنتَ َك 4 4 أعلمهم وأعدهم. 

ون أن انك »ا الناقيق ان لس من ناعل دقف فال أنن كناد : 
كان ابنه من صلبهء ولكنه لم يكن مؤمناًء وما بغت امرأة ني قط. ومعنى 
الآية: إنه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم معك .9 إدَّ نه أي سؤالك 
إياي بنجاته أو إن ابنك ذو عمل غير صالحء فإنه كافرء ولا نجاة للكافرين. 
وف قراءة بكسر ميم (عَمِلَ) ونصب غيرء فالضمير لابنه «إمَا لت لَك بهء 
لم4 من إنجاء ابنك 9 مِنَّ الْجهِِينَ4 بسؤالك مالم تعلم؛ لأن استثناء من 
سبق عليه القول من أهله قد دله على الحال» وأغناه عن السؤال» لكن أشغله 
حب الولد عنهء حىّ اشتبه عليه الأمر. 

أن أنكللك» في المستفبل (مَا ل ل يوء لم6 مالا علم لي بصحته 
«رَإلَا تَغْفْرَ 4 ما فرط مني من السؤال « وَتَرْحَمََ4 بالتوبة والتفضل علي 
(أحكن ين الْكَيِرِنَ4 أعمالاً. ش 
المناسبة: 

سداد ابرارع قل لويرم 1 هله والمؤمنين بركوب السفينة قائلين: باسم 
اللهء أعقبه بتصوير إِلهي رائع لسير السفينة وسط المياه ذات الأمواج العظيمة» 
بسبب الرياح الشديدة العاصفة» وبقصد بيان شدة الحول والفزع. 


لدع 1١‏ - شو : /١١‏ ؟4-لاء ون 
التفسير والبيان: 


السفينة تجري بسرعةء سائرة بهم على وجه الماء الذي قد طبق جميع 
الأرض» حتى طفت على رؤوس الجحبال» وارتفع عليها بخمسة عشر ذراعاًء 
وقيل: بثمانين ميلاً. 

إنها تجري بهم وسط أمواج كالجبال الشاهقة قة في ارتفاعها وعظم حجمهاء 
وهذا يدل على حصول رياح عاصفة شديدة حينذاك» والمقصود: بيان شدة 
ال مول والفزع. 


كنا 


ل لا ا كما قال تعالى وإنا لما 
ار 70 رجا عل حي ...انعبر رسيتي لتر ا 
طعًا ألْمَاه نكي في للارية © تسلا كك انك ويم أن يه 9©) 
[الحاقة: ]١1-1١١/59‏ وقال ا ديعن عل ات وج وَدَسرٍ 09 2 


َِعبِيَا جره يْمَن كن كبر 02 ١‏ نايد مهل من مُدكرٍ ©) 1١‏ 
:ه/ 6-7 .]١‏ 


واستولت الشفقة وعاطفة الأبوة على نوح» فنادى ابنه وهو الابن الرابع» 
واحعه يام أو كنعان» وكان في مكان منعزل عنه» وكان كافراً دعاه أبوه عند 
ركوب السفينة أن يؤمن ويركب معهمء ولا يغرق مثل ما يغرق الكافرون» 
ناداه بقوله: يا بيني اركب معنا الفلك. ولا تكن مع الكافرين اطالكين. 

فرد الابن العاصي عليه قائلاً: سآوي وأصير إلى جبل يحفظني من الغرق في 
الماء» ظناً منه أنه ماء سيل عادي يمكن النجاة منه بالتحصن في مكانٍ عالٍ أو 
جبل شامخ. 


فأجابه نوح عليه السلام: ليس شيء يعصم اليوم من أمر الله وعذابه الذي 
يعاقب به الكافرين» لكن يحفظ من رحم الله ومن رحمه الله فهو المعصوم. 
أء إلا مكان من رحم الله من المؤمنين» وكان لحم غفورا رحيماء غفورا 


5 


لذن ليه -)١9(‏ هوج : /1١١‏ 47-لاء 


لذنوبهم رحيماً بهم إذا تابوا وأنابوا. أو إلا الراحم وهو الله وقيل: إن 
وحال الماء الذي بدأ يرتفع بين الوالد والولد أثناء النقاش فكان من 
المغرقين الحالكين. 


وما أدهش. هذا المنظر الرهيب» ماء ينهمر من السماءء وأرضن تتفجر 
بالمياه» فيرتفع حتى يغطي أعالي الجبال» ويغمر الأرض. 

ولما أغرق أهل الأرض كلهم إلا أصحاب السفينة» أمر الله الأرض أن 
تبلع ماءها الذي نبع منها واجتمع عليهاء وأمر السماء أن تقلع عن المطرء وتم 
النداء العلوي: يا أرض ابلعى ماءك الذي تفجر منك» ويا سماء كفي عن 
لطر فنا من آلا اع تقض مها رآ للختو رقف ا الأمزه أي واعردها 
وعد الله نوحاً من هلاك قومه الظالمين» 00 
الجودي بالجزيرة همال العراق» في الموصل» وقيل: هلاكاً وخساراً للقوم 
الظالمين» وبعداً من رحمة الله» فإنهم قد هلكوا عن آخرهمء فلم يبق لهم بقية» 
بسبب ظلمهم وكفرهم. 

واستبدت العاطفة مرة أخرى بنوح على ابنه» فسأل ربه سؤال تسليم 
وكشف عن حال ولدهء فقال منادياً ربه: رب إن اببى من أهلى» وقد وعدتنى 
بتجاقي: ووغنك الحو الذي الا لف هما مصيزهء “انث حك الحاكمين 
وأعددهم بالحق» فحكمك يصدر عن كمال العلم والحكمةء وتمام العدل 
والصواب. حكمت على قوم بالنجاة» وعلى قوم بالغرق. 

فأجابه ربه: يا نوح إن ابنك ليس من أهلك الذين وعدت بإنجائهم؛ لأني 
إنما وعدتك بنجاة من آمن من أهلكء, وابنك ذو عمل غير صالح» أي تنكر 
لدعوة المهدى والصلاح» وانضم مع الكافرين ؤهذا تعليل لانتفاء كونه من 
أهله؛ قال الجمهور: ليس من أهل دينك ولا ولايتك» فهو على حذف 
مضاف.2 ٠:‏ 


لد (16) - شرج : /١١‏ 07-47 اوم 





ا ب اين الو في التماساً لا 
تعلم أصواب هو أم غير صواب» حتى تقف على كنهه 


إني أنباك أن تكون من فئة الجاهلين الذين يطلبون إبط! حكمته وحكمه 
وتقديره في خلقهء رعاية لأهوائهم» ومجمل المعنى: أنماك ن هذا السؤال 
ركان كوت عن الاعين: 


وقد تضمن دعاؤه معنى السؤال أو سمي نداؤه سؤالاً» ولاءؤال فيه أي 
وإن لم يصرح به؛ لأن ذكر الوعد بنجاة أهله من الغرق استناز له.» فرتب 
عليه طلب غهاة ابنه. وجعل سؤال مالا يعرف كنهه جهلاً وغباو ووعظه ألا 


يعود إليه وإلى أمثاله من أفعال الجاهلين. 


وفي الآية دلالة على أن العبرة بقرابة الدين» لا بقرابة النسبوأن حكم 
الله في خلقه قائم على العدل المطلق دون محاباة نبي أو ولي» وأدلأنبياء قد 
يخطئون في اجتهادهم» ويعد ذلك ذنباً بالنظر إلى مقامهم الرفيع و؟ معرفتهم 
بربهم» وأنه لا يجوز الدعاء بطلب ما يغاير سان الله في خلقه» وأنه الجهالة 
أن يذعو ولي بما نبي عنه الأنبياء: 

وهذا يدل على غاية التقريع ومماية الزجرء وعللى جعل الجهلاية عن 
الذنب» وهو أمر مشهور في القرآن» كما قال تعالى : ([أعو د بأل أَوُنَ منّ 
هيت » [البقرة: 57/7] وقال: يَعْمَلُونَ ل عهةَ 6 [النساء: ]0١‏ , 


ويحمل كل ما صدر من نوح وغيره من خطأ الاجتهاد على ترك نضل 
والأكمل؛ء وحسنات الأبرار سيئات المقربين» وبناء عليه حصل “اب 
والأمر بالاستغفارء ولا يدل هذا الأمر على سابقة ذنب» مثل : «إِذَا ما 
ا َالمَمَع 9 © وَاَيِت آلثّاس يَدْمْلُونَ فى. بن لله أفواما | 
فيح يحَمْدٍ ريك س4 [النصر: ]-١/1٠١‏ ومعلوم أن مجيء نصرا 


والفتح ودخول الناس في دين الله أفواجاً» ليست بذنب يوجب الاستغف 


ا للد ١١١‏ - ضُو : /1١‏ 7ك-لاء 





وقال تعالى : (واستفر لِذَيْكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمَوّمِستْ 4 (محمد: 19/47] وليس 
جميعهم مذنبين» فدا ذلك على أن الاستغفار قد يكون بسبب ترك الأفضل. 


. لذا 90 0 انرا فقال: قال ب رت إن 7 يلف »4 7 قال 
صحيح ؛ وإت, ل ذل 00 هذاء ار د أكن 
فن الخامرية غهالا. 


فقه الحياة: الأحكام: 
تضمنت لآيات العبر والعظات التالية: 
1 - إاء السفن في البحار بقدرة الله تعالى وإرادته» وحفظه ورعايته. 


-, يحقق العناد والاستكبار فائدة أو مصلحة لمن يتصف ببماء فقد 
أغرق الأبن نوح واسمه كنعان. وقيل: يام؛ لأنه كان كافرأً» ول يستفد شيعاً 

من الاسام بأعالي الجبال» فإذا وقع العذاب العام على الكفار فلا مانع 
منه ؛ لايوم حقٌّ فيه ذلك العذاب» إلا من رحمه الل فهو يعصمه. 


#أية «إوَقِيِلَ يترص ابْلَيَى م42 في أعلى مستوى البلاغة والفصاحة 
والإ» لما فيها من التعبير عن قضايا كثيرة تحتاج إلى بيان ضاف» بعبارة 
محكمموجزة» محققة لأغراض عديدة» وذات ألوان بيانية بلاغية وآفاق 
- إغا بالاترع غل الجادم ري ويا لإنجاء أبنه. لوعده تعالى له بانجاء : 
أ في قوله: «وَأمكت» وترك قوله: «إِلَا مَن سَبَىَ عله الْمَولُ4 بدليل قوله 
١‏ إلا تكن مَمَ أ َلْكفْرِيَ4 أي لا تكن منهم ؛ لأنه كان عنده مؤمناً في ظنه؛ 
ذ مال أن يسأل هلاك الكفار» ثم يسأل في إنجاء بعضهم؛ وكان ابنه يُسَرُ 


كر ويظهر الإبمان» فأخبر الله تعالى نوحاً بما تفرد به من علم الغيوب» أي 


لِلئعَ )١1١(‏ - مرج : /١١‏ اع-لاء وم 





علمتٌ من حال ابنك مالم تعلمه أنت. وقال الحسن: كان منافقاً؛) ولذلك 
استحل نوح أن يناديه. وعنه أيضاً : كان ابن امرأته. بدليل قراءة علي : 
«ونادى نوحٌ ابنّها» لكنها قراءة شاذة» فلا نترك المتفق عليهاء والصحيح أنه 
كان ابنه» لكن ليس على منهج أبيه في الدين والإبمان والاستقامة. 

ه -لم يعص نوح الله تعالى فيما سأل من إنجاء ابنه» وإنما كان خطأ في 
الاجتهادء بنية حسنةء وعد هذا ذنباً؛ لأنه ما كان ينبغي لأمثاله من أهل 
العلم الصخيح الوقوع في هذا الخطأ غير المقصودء وترك الأفضل والأكمل» 
وحسنات الأبرار سيئات المقربين» لذا عاتبه الله تعالى وأمره بالاستغفار. 

5 - إن رابطة الدين أقوى من رابطة النسب» ولا علاقة للصلاح والتقوى 
بالوزانةوالأتنا ةلذ 2 انه المؤمنين من قوم نوح» وأهلك ابنه وزوجته 
مع الكافرين. والصحيح أنه كان ابنهء ولكن كان تخالفاً في النية والعمل 
والدّينء لذا قال تعالى: «إِنَمٌ 00 ملك 6. 

/ - هذه الآية تسلية للخلق في فساد أبنائهم» وإن كانوا صالحين. وفيها ' 
أيقا دبز قل الاين من الأعل لعة وعرعا رومن اهل الع تمق أ وه 
لأهله دخل في ذلك ابنهء وام تست مر له وهو في عياله. الع 


ار 


أخرى : : علد ندا فح عَم الئيجئوة © وَيَتهُ وَآمْلهُ رت )أ ب 


العم © [الصافات: /ا"/ 6/ا075-1] . 


م - العدل الإلهي مطلق» لا محاباة فيه لنبي أو ولي» وإنه تعالى يجزي الناس 


في الدنيا والآخرة بإيمانهم واعماهم: ٠»‏ لا بأنساءهم: 9فَإدًا شح في الصُور كلك 
26 ا 0 © [المؤمنون: 11١1/77‏ . 


فمن يغتر بنسبه ولا يعمل بما يرضي ربه» فهو جاهل بشرع الله ودينه» قال 


كن لو 17 - هر : /1١‏ 45لا 





يل فيما رواه الترمذي: «يا معشر قريش لا يأتيني الناس بالأعمال» وتأتوني 
بالأنساب». 


ة - إن غيرة الله على حرماته اقتضت تحذير الأنبياء من الأخطاء ولو كانت 
غير مقصودة. قال ابن العربي عن آية: (إِيَّ أَعِظِكَ أن تَكْوْنَ من الْجَهِاِنَ) : 
و لي د ويعليه با إلى 
ع فقال نوح: ورب ا أعوذ كك ل أنكلت ا سن 


به 08 وهذه ذنوب الأنبياء 6 السلام» فشكر الله تذلله وتواضعه. 


لي 


٠‏ - كان اعطار نوح بمثابة توبة كاملة تنه تتضمن عنصري حقيقة التوبة 
وهما ل وهو العزم على الترك» وإليه الإشارة بقوله: 
«إنن غود يلت أن لكك لسن أن مقا 6 والثاني - في الماعي: وهو 
الندم على ما مضى» وإليه الإشارة بقوله: وَل تَْْرَ لي وَتَرْحَمَ أَحكُن ين 
لْكسِرِينَ. 


١؟‏ - كان الطوفان عاماً شاملاً لكل الأرض»ء في رأي المفسرين وأهل 
والأسماك المتحجرة في أعالى الجبال» وهي لا تكون إلا في البحر. والذي يجب 
اعتقاده أن الطوفان كان شاملاً لقوم نوح الذين لم يكن في الأرض غيرهم» 
وذلك في منطقة الشرق الأوسطء أما أجزاء الكرة الأرضية الأخرى فلا يدل 
نص قاطع في القرآن على تغطيتها بالطوفان. 


للدم )1١(‏ - شوج : /١١‏ 44-و؛ وم 





العبرة من قصة نوح عليه السلام 


يِل يح أقيظ يسك ينا وَرَكَتٍ عيَكَ دعل أثر من تملك وأ 


مهم ثم يََسّهُم ماعنا لي 2 9 للك ين نا لْعَيبٍِ ا إِلَيَكَ ما 
كت ا أت ل فَوْمَكَ من َس 5 2 9 لْعَِقبَةَ ِلْمُنّقِيَت ©2 


القراءات: 
(قِيل) : 
بإشام كسرة القاف الضم قرأ الكساي» وبكسرة خالصة قرأ الباقون. 


الإعراب: 
.0 وأسم | صءوسا عه ع - 
(يلك بن أَبْكَ الْمَبِ وجا ِلك 4: «إتلك» مبتدأء وخيره: «امِنَ 
ععأسم صجلا 


أناءِ الْغيب». و( نوِبَا 4 خبر بعد خير» أو في موضع نصب على الحال» أي 
تلك كائنة من أنباء الغيب نوحيها إليك 


و جور أن يكون: (يلك» مبتدأ» و« وبا ) : خيره» و«زمن أنباء 
ْم : من صلته» وتقديره : تلك تلك نوحيها إليك من أنباء الغيب. 


0 اه ا وم 0 م والخبر دوف 
المفردات اللغوية: 

«أهْيِظ سل 6 انزل من السفينة بسلامة أو بتحية» أي مسلماً من المكاره 
من جهتنا أو مسلماً عليك ( وَرَكتِ عَيّكْ» خيرات عليك ومباركا عليك؛ أو 
زيادات في نسلك حتى تصير آدم ثانياً عل اك 27 4 أي وعلى 


44-48 /1١ : هوي‎ -)1١ لله‎ 8 


أمم هم الذين معك في السفينة» أي من أولادهم وذريتهم هم المؤمنون» سعوا 
أمما لتشعب الأمم منهمء فهم أصول البشرية» وقد تسللت الأعراق 
والأجناس من أولاد نوح: سام (وهم السامانيون) وحام (وهم الأفارقة) 
ويافث (وهم أهل الصين واليابان وأمثالهم). 


فإ وأمم هيم 4# أي وممن معك أمم * ستمتعهم ف الدنيا» 5 عسهم منا 
عذاب أليم في الآخرة» والمراد بهم الكفار من ذرية من معهء وقيل: قوم هود 
وصالح ولوط وشعيب » والعذاب: هو ما نزل مهم . 


(إيلك» إشارة إلى قصة نوح عليه السلام (يِنْ أَبَهَ الم من بعض 
أخبار ما غاب عنك «نْْيِيَا اليك يا محمد هين تَبْلِ هذَا4 القرآن 
(تَصْيرٌ4 على التبليغ وأذى قومك كما صبر نوح «إنَّ الْمَتبَهَ المحمودة في 
الدنيا بالظفر»ء وفي الآخرة بالفوز ( إِلْمُتَّقِت» عن الشرك والمعاصي. 
المناسبة: 


بعد أن أخبر الله تعالى عن استواء السفينة واستقرارها على الجودي» ونجاة 
المؤمنين وهلاك الكافرين» ذكر تعالى أمرين هما عبرة القصة: 
الأول - تكريم نوح عليه السلام والمؤمنين معه بوعده تعالى عند الخروج 
من السفينة بالسلامة أولاً» ثم بالبركة ثانياً» والسلامة تتضمن الدعوة لهم 
بالوقاية من المكروه؛ لأنهم كانوا كالخائفين على وضعهم: كيف يعيشون 
وكيف يحققون حاجاتهم من المأكول والمشروب» بعد أن عم الغرق جميع 
الأرضء وعلموا أنه ليس في الأرض شيء مما ينتفع به من النبات والحيوان. 

ثم إنه تعالى لما وعذ نوحاً ومن معه بالسلامة» أردفه بأن وعدهم بالبركة 
وهي عبارة عن الدوام والبقاء والثبات ونيل الأمل. 

والثاني - الإخبار عن أمور غائبة عن الخلق» تكون بمثابة الإنذار 
والإرهاب والاعتبار» وإعطاء الأمثلة للصبر الذي هو مفتاح الفرج. 


للدم (17) - موي : /١١‏ 448-و؛ 1 ام 


التفسير والبيان: . 

يخبر الله تعالى عما قيل لنوح عليه السلام» حين أرشت التفينة عن 
الجودي» من السلام عليه وعلى من معه من المؤمنين وعلى كل مؤمن من ذريته 
إلى يوم القيامة» كما قال محمد بن: كعب: دخل في هذا السلام كل مؤمن 
ومؤمنة إل يوم القيامة. وكذلك ف العذاب والمتاع كل كافر وكافرة إلى يوم 
القيامة. 1 


والمعنى: قال الله أو الملائكة لنوح بعد انتهاء الطوفان وحبس المطر وابتلاع 
الأرض ماءها: اهبط من السفينة إلى الأرضء» أو من جبل الجودي إلى 
الأرض» ققد ابتلعت الماء وحقك» بسلام مناء أي بسلامة وأمن أو بتحية» 
أي مسلماً محفوظاً من جهتناء أو مسلماً عليك مكرّماً كما قال تعالى: «إسَلمٌ 
ع شه ف لْعِيِينَ 209 [الصافات: الث /ا] » وبركات عليكء» والبزكات: 
نعم ثابتة وخيرات نامية» أي ومباركاً عليك في المعايش والأرزاق» تفيض 

عليك» وعلى أمم ممن معك نسلاً وتولداً» أي هم ومن يتناسل منهم من 
ذرية» ويصير التقدير: وعلٍ ذرية أمم ممن معك. وذرية أمم 0 
فيدخل في قوله «إمَمّن تَمَلَكَتْ) كل مؤمن إلى يوم القيامة» وفي قوله: «وَأمٌَ 
سَتْمَيَعَهُمْ 4 كل كافر إلى يوم القيامة» كما روي ذلك عن محمد بن كعب. 


والمعنى: إن السلام منا والبركات عليك وعلى أمم مؤمنين» ينشؤون ممن 

وكان نوح عليه السلام أبا الأنبياء» والخلق. بغد الطوفان منه وممن كان 
معه في السفينة. ش ش 

وهكذا عم السلام والتبريك كل المؤمنين» على اختلاف تجمعاتهم. لكن من 
أولئك المؤمنين سيكون من نسلهم أمم وجماعات آخرون من بعدهم» يمتعؤن 
في الدنيا بالارزاق والبركات» ثم يصيبهم العذاب الأليم ف الآخرة» لكفرهم 


يلخن 000 للد -)1١(‏ هوج : /1١١‏ 5-44 


وعنادهم» فانقسم الناس بعد نوح قسمين: قسم مؤمئون صا حون ممتعون في 
الدنيا والآخرة» وقسم ممتعون في الدنيا فقط معذبون في الآخرة. 


1 


ثم ذكر الله تعالى العبرة العامة من قصة نوح: : « تللكت من أباء الْمَيبِ)4 أ 
تلك الأخبار عن نوح وقومه من أخبار الغيوب السابقة» نوحيها إليك على 
وعيهاء: كانك تكناعدهاء- وتعليك ما وعيا مثا التلكء'ما كنت تعلدها أنتب 
ولا أحد من قومك. حتى يقول من يكذبك: إنك تعلمتها من إنسان» بل 
أخيرك الله مها. 


ى: 


فاصبر على تكذيب المكذبين من قومك» وأذاهم لك» وعلى تبليغ رسالتك 
كما صبر نوح على أذئ الكفارء فإن النصر والفوز والنجاة للمتقين الذين 
يطيعون الله ويتجنبون المعاصى» وإنا سننصرك ونرعاك ونجعل العاقبة لك 
واكام قديون ردت ولحي كن الاين اراد يه كع اه طلم 
أعدائهم : إن 0 0 الل اموأ 6 افن: 4٠‏ الآية. وقال 
تعالى : «إَلْمَدَ سَبَقَتْ كما باينا لزي © إنَمم عَم السَصْوزدة )»4 


[الصافات: /ا7/ ١/ا١-؟لا١]‏ . 
فقه الحياة أو الأحكام. 
أرشدت الآيتان إلى ما يأتي : 
أ - السلامة والأمن» والتحية والتسليم والتكريم» والبركات والنعم من 


الله تعالى» على كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة» وذلك بدءاً من نوح عليه 
السلام ومن آمن معه. 


- المتاع والانتفاع بنعم الدنياء والتعذيب في الآخرة» لكل كافر وكافرة 
إلى يوم القيامة» بدءاً من ذرية المؤمنين في عصر نوح عليه السلام وذرية أمم من 
بعدهم. 


للدم ١١‏ - مج : /1١‏ 44-ة؛ عض 





م - كان خبر نوح وقصته مع قومه من أنباء ما غاب عن النبي محمد وُه 
أوحى الله مب"إليه وأطلعه عليهاء دون أن يكون عالماً هو وقومه بها قبل ذلك» 
فلم يعرف أحد أمر الطوفان» وكانت القصة على النحو الصحيح الدقيق 
بجهولة عند النبي كَكةٍ وعند قومه. 


- كان الغرض من ذكر قصة نوح في سورة يونس هو معرفة وجه الشبه 
بين قوم نوح وقوم محمد عليهما السلام» وهو أن قوم نوح كذبوه؛ لأنه 
هددهم بنزول العذاب» فاستعجلوه» ثم ظهر في نباية الأمرء وكذلك قوم 
محمد يَكهِ استعجلوا نزول العذاب مثل قوم نوح. فوجه الشبه في سورة يونس 
هو استعجال العذاب. 

وفي هذه السورة (هود) أعاد الله تعالى ذكر هذه القصة لهدف آخرء وهو 
بيان أن إقدام الكفار على الإيذاء كان حاصلاً في زمن نوح» فلما ضبر عليه 
السلام» نال الفتح والظفرء فلتكن يا محمد كذلكء تتنال المقصودء فقد 
عرفت مآل الصبر عند نوح والمؤمنين» وعاقبة الكفرء فوجه الشبه هو 
الإيذاء» وأن الصير عليه مؤد إلى النصر. 

هَ - إن الصبر على مشاق تبليغ الرسالة الإلحية» وإذاية القوم» مفتاح 
الفرجء وسبيل الظفر والنصرء كما صبر نوح ومحمد وأولو العزم من الرسل 
عليهم الصلاة والسلام» فقد صبر نوح على أذى قومه» ثم نصره الله عليهم» 
وكذلك صبر الني كَل على أذى العرب الكفارء فأيده الله وأعزّهء ونصره 
عليهم نصراً مؤزراً. ء' 

5 - إن العاقبة في الدنيا بالظفرء وني الآخرة بالفوز للمتقين عن الشرك 
والمعاصي» القائمين بأوامر الله» الملتزمين حدودهء المطيعين شرعه. 

لا - يدل إيراد قصة نوح عليه السلام على نبوة محمد يِه فما كان يعلم هو 
ولا أحد من قومه ذلك القصص المحكم التام الشامل لأخبار نوح وقومه. 


00 ش للدم -)1١‏ مرج : /1١‏ .ههه 





4 3 عد 
ل 7 رس راص 2غ دهم ا ال 4 له 00« ضيرع 3 
«روَإك عاد ا دا قال يفوم عدوا الله ما لحكم هن إِلَهِ غثره, إن 
م 4 ع7 22 سر ححم2 امه ال 000 ا ل 0 أ 
نكم إلا مفاروت 9 يلفور سكل م أجدًا إن جر إلا على 

0 0 306 1 م حمر 5 7 مح ع ) رسخ م بجعم ابي اعم 
ألزى 2 | 9 © ودلفور استغفروا ره نم لوبو إِلَنَهِ برسيل 
1 ار 06 و وا و ل 2 وم م2 و 2 س2 هه وو 3 جم 
لسَمَهَ علتحكم يَدُرارا وَيَرِدَكمْ وه إل فويكم ولا نَوَلوَا نخرميت © 
ارم را بر واس 7 ص ل سمس و سل روس سس سر ا ال 
| يلهود ما جمننا سِيْسَةٌ وما نحن بِنَارِق َالهِيِنَا عن فَوَلِلَكَ وَمَا نحن أله 
وج | سا جحجتسص” 4 مدي ب محر رماس وام > اس 4ه و مير رصح مويله 
يمؤمزيت لو إن نشول إلا اعتريك بعض حَالِهَيِنا بسوو قال إِفِ أشيد الله وَأسَهدوأأ 
َك ب شع مه عه سذ را حير ا ا 00 حم ان 
مره ء مما دشردون م من دونه. فحجدوقي جميعا ثم : لنظرون م ِف 

سه 2 4 +س داس للدسظ ب وم ل ود ا كه م سك ا سس سم 7 
نوكت عل اللَّهِ رق وَرَيَكرر ما من دَآبَةٍ إلا هو ايد بِنَاصييباً إن رَقَ عل ما 
2 جع 2 8 ب أ كت 2 ع ىو 2 3 00 0 دع مسد 
مستّقيم و6 ون تلوأ هقد ابلفتك مآ أَرْسِلْتُ بوء رليك وَمسْتَخْلِكُ ري هرما عَلَهُ 
12 2 م 533 و له عله اس 2 - ىم ا 2 8 8 ل 
ولا دضرونم سينا إن رق عل كل شَىَءٍ حفيظ 9 ولْمًا جَاءَ أمرنًا نجنا هودًا 

8 جيذ 

04 سق ]مشخ اع صرب ااه سوس لا ل سم 2 ممع ل د سيغزر امير هه 
والذن عامنوأ برحمة مد وسنلهم من أن لظ 9 ويلك عاد ححدوا 
قرح اي قب خب عب 03 جح 4 7 


50 عع سح عر سي سلا م ركه وى ا. بم 
ايت بَيهُمْ وَعصوا رسلمٌ واتبعوا أ كل جبَارٍ عَنِيدٍ (©©) وَأنبْعوأ في مذو الدَد 
لغنة ونوم الْقيَمَةٍ ألا إن 0 


القراءات: 


عد 
من له عترم»: 


وقرأ الكسائي (من إِلَهِ غيره). 


ام 


جرح إل»: 


0-8 


- 


و3 أ نافع » وأبو عمرو» وابن عامرء وحفص (أجرى إلا). 


ف أشيد» : 


وه 


لين 0 - م 0 ١ه‏ 3 


وقرأ قنبل (سراط). 
(ج1 أمركا4 : 


بإسقاط الحمزة الأولى مع المد والقصرء قرأ: قالون والبزي» وأبو عمرو. 
وبتسهيل اللهمزة الثانية قرأ ورش» وقنبل. 


وبتحقيقهما قرأ الباقون. 
الإعراب: 


(وَلَ عاد أَحَاهُمَ هود (لََاهم» منصوب بفعل مقدرء أي وأرسلنا إلى 
عاد أخاهم هوداً. وظغَيْرهِ6 بالرفع صفة على محل الجار والمجرور» وقرئ 
بالجر صفة على اللفظ. 


(يَدْرَار4 حال من «اأسَمَله4. والعامل فيه 9 يُرسِلِ4. والأصل في 
مدرار أن يكون مدرارة» ولكنهم يحذفون هاء التأنيث عانم منفال كاير 
مِعْطار» ومن مِفُعيل كامرأة معطيرء ومن فاعل كامرأة طالق وحائض .«إعن 
ولك حال من الضمير في تاركي .(إمّا من دَآبَّةِ4 في موضع رفع بالابتداء. 
(إن نول إِلّا أعتريدك بعش َالِهَتِنَا4 إن: حرف نفى بمعتى ماء أي ما نقول 
إلا هذه المقالة: فالاستئثناء من المصدر الذي دل عليه الفعل» مثل لٍأكَمَا َي 
بتي © إِلَّا مَْنَا لْذُوك) [الصافات: 8/0ه-09] فموتتنا مستثنى من أنواع ١‏ 


الموت الذي دل عليها قوله : «إ بِمَيِتِينَ6. فقد ذكر الفعل ويستثنى من مدلوله» 


0 
دروم مو يروو رع 2 سجر الرة 
06 


كما يستثنى من الظرف والحال» مثال الأول: «رويوم محشرهع كن ل مثا | 


مين 


سَاعَةٌ مَنَ التَارٍ4 [يونس: ]40/٠١‏ «إسَاعَة6: مستئنى مما دل عليه «لَ 


م 


١ 


1 لدع 07 - هرج /1١‏ ٠م-.ه‏ 





ْبَعَأ 24 أ ي كأن لم يلبئوا في الأوقات إلا ساعة من النهار؛ ومثال الثاني: 
صُرِيتَ عَلِمُ ألزْلَّهُ أبّنَ مَا ثُقِمُوَا إلا ِحبَلٍ من شد [آل عمرات: /؟١1]‏ أي 
ضربت عليهم الذلة في جميع الأحوال أينما ثقفو إل سكن بل من ٠‏ الله 
عبد عر ا اام ا متشيوك قعل مقدو 


البلاغة : 


«ررْسِلٍ ألسَمَ عَكِحكْم يَدُرَارا 4 عبر بالسماء عن المطر من قبيل امجاز 
المرسل » لنزوله من السماع» ومدرار: للمبالغة. 


«(كَكِدُدفِ جِيعًا4 أمر بمعنى التعجيز. 


إنَا ين مَآبَةِ إِلَّا هْوٌ يِذ َِاصِيَياً4 استعارة تثيلية» شبه الخلق وهم في 
قبضة الله اه دابة بناصيتها » فهي مقدورة له. 


«إنَّ رَقَ ع صرَطظٍِ مُنتَقِم 6 استعارة' فإنه استعار الطريق المستقيم 
للدلالة على كمال العدل. 


وكا 2 »الام كناية عن العذاف: 


يا هُودًا وَالَدَبنَ َامَنوا مَعَمٌ بحم يِنَا حيسم مّنَ عَدَابٍِ عَظٍ 4 فيه 
إطناب» لتكرار لفظ الإنجاء بقصد بيان أن الأمر شديد عظيم الأهوال. 


«وَعَصَوَاْ رُسُلّمْ4 المراد عصوا رسولهم هوداًء من قبيل المجاز الرسل من 
باب إطلاق الكل وإرادة بعضه. 


«ألآ إن عدا كَمَرُوا رَيَبمّ ألا بْْدَا عَادٍ4 تكرار حرف التنبيه» وإعادة لفظ 
ا« لْمَاو للمبالغة في 5 الى 


ليع 07١‏ - مرج : (١‏ ٠ملمه‏ 60 
المفردات اللغوية: 


(وَإِلَ عادٍ أَحَاهُمٌ هود 4 أى وأرسلنا إلى عاد أخاهم من القبيلة وواحداً 
منهم ١‏ وهو عطف على قوله ( وَلِقَدَ أَرَسلنا ل وا إل مم4 وؤهودًا» : عطف 
بيان «١‏ أَعَبدُوأ الله وحده .ما أحكم َِنْ إِلّدو4 «مَنْ4: زائدة للتأكيد. 
( إن أَثْ »4 ما أنتم في عبادتكم الأوئان <إلا ممَكروت» كاذبون على الله 
باتخاذ الأوثان شركاء لله وجعلها شفعاء عند الله تعالى. 


إلا أسلكٌ عَكهِ عو الضمير في «عَيِّ4 عائد على .الدعاء إلى الله وتوحيده. 
(إِن أجروت» ما أجري ل مَطَرْنَ4 خلقني على الفطرة السليمة - فطرة 
التوحيد لله - والمقصود من الآية بيان إخلاصه في النصيحة» فإنها لا تفيد ما 


َسْتَعْفِرُوا سْتَمْفِرُوا و45 من الشرك .شم وبَأ ليو أخلصوا التوبة من 
0 والكفر للهء وارجعوا إليه بالطاعة» أي اطلبوا المغفرة من الله 
بالإبمان» ثم توسلوا إليها بالتوبة» ثم لا يكون التبري من الغير إلا بالإممان بالله 
والرغبة فيما عنده .(إ نِرَسِلٍ ألسََمَاء4 المطرء وكانوا قد مُنعوه واشتدت 
حاجتهم إليه؛ لأنهم كانوا أصحاب زروع .(إ مِذْرَارك كثير الدر .(إ وَيَرِدَكُمٌ 
ره إل و2 4 أي يزدكم فرة مع قوتكم بالمال والولد» أو يضاعف قوتكم 
0 والأموال .ولا تَنووَأْ رمت » مشركين. 


بيَيَسَةٍ 4 ببرهان على قولك» وبحجة تدل على صحة دعواك» وهذا لفرط 
عنادهم . وعدم اعتدادهم بما جاءهم من المعجزات «يتاريه 0 
بتاركي عبادتهم . «إعن فَوَلِلَكَ)4 صادرين عن قولك أو لقولك .«وَمَا نحن آكَ 
بِمَؤْمِديت4 إقناط له من الإجابة والتصديق 


صرح در مر 


(إإن تَنوْلُ4 ما نقول في شأنك .2 رَبك أصابك .( بحص َالْهَيِنًا سوو» 
يجنون. لسبك إياها وصدك عنهاء فأنت بهذي وتتكلم بالخرافات» والحملة 


1 ش للد 1١‏ - هرج : /1١‏ ١ه-هه‏ 





مفعول القول» وإلا لغو؛ لأن الاستثناء مفرغ. «(ككِدْوْفِ اجتمعوا على 
الكيد لي في إهلاكي من غير إنظار .لإجَمِيعَا4 أنتم وأوثانكم .«ثُرّ لا مُطِرُونِ4 
تمهلون. والمراد بيان عجزهم عن إلحاق الضرر به ليعلموا أن التهم جماد لا 
تضر ولا تنفع .(إِفْ تَوكلْتْ عَلَ أله رَقِ أي وإن بذلتم غاية وسعكم لم 
تضروني» فإنيٍ متوكل على الله» واثق برعايته. 
«إما من دَآبّةِ4 نسمة تدب على اللأرض (إِلَا هْرَ جد َاصيياً أي إلا 

وهو مالك لهاء قادر عليهاء يصرفها على ما يريد بهاء فلا نفع ولا ضرر إلا ظ 
بإذنه» والأخذ بالنواصى تمثيل لذلك. وخص الناصية بالذكر؛ لأن.من أخذ 
بناصيته يكون في غاية الذل ««إِنَّ وَقِ عل صرْطٍ مُسْتَق4 أي على الحق 
والعدل» لا يضيع عنده معتصمء ولا يفوته ظالم. 


(يّن تَوَل4 أي تعرضوا وتتولواء وقد حذفت فيه إحدى التاءين .(إفَقَدَ 
و ا يد موقم 
بالوعيد بأن اذ 5-0 00 يا أموا 
الو 00 بأن الله يهلكهم» وي 7 آخرين في دياوهم وأمواهم 


إلا ضرم منا) بتوليكم وإشراككم .([حَفِيظ 4 رقيب. 


ع : عي عر 1 18 يعر ال سر 


2 #4 تهداينا أو أعزكا العدات لين َامَنْوا معم بِرَحمَةَ 4 هداية» 
وكانوا أربعة آلااف 537 عَلِظٍ 4 شديدء وهذا تعريض بأنهم كما عذبوا في الدنيا 
بريح السموم. فهم معذبون ف الآخرة بالعذاب الشديد. 

لوَيلْكَ غ41 أنث اسم الإشارة باعتبار القبيلة» أو لأن الإشارة إلى 
57 8 01 5008 0 5 3 1 
قبورهم وآثارهمء أي فانظروا آثارهم في الأرض .ظ جحذوا4 كفروا. 
00 َسُلَمُ4 جمع الرسل؛ لأن من عصى رسولاً. عصى جميع الرسل؟ 

شتراكهم في أصل ما جاؤوا به وهو التوحيد'.9وَأَتَبَعْوأ4 أي النقلة لامر 
1 جَبَارٍ عِنيدٍ 4 أي معاند للحق» يعي كبراءهم ورؤساءهم الطاغين» 


لين 00 - مو :1ل .ههه 5 
والمعنى: عصوا من دعاهم إلى الإيمان وما ينجيهم» وأطاعوا من دعاهم إلى 
الكفر وما يردمهم. 


00000 


يما فى مذو ألديا لَعََهُ4 أي جعلت اللعنة تابعة للحم في الدارين» في 
الدنيا من الناس » ويوم القيامة لعنة على رؤوس الناس» توقعهم في العذاب. 

« كرو نط4 جتخدوه أو كتزوا تممه أ كقروا عن فخدق الحان دزالا 
بِعَدَا لْحَادٍ 4 أي من رحمة الله وهو دعاء عليهم بالهلاك. والمراد به الدلالة على 
أخهم كانوا مستوجبين لما نزل عليهم من العذاب» بسبب أفعاهم .«كَوْرٍ و6 
عطف بيان لعاد» لتمييزهم عن عاد الثانية عاد إرم. 





المناسية : 


هذه هى القصة الثانية من القصص الى ذكرها الله تعالى في هذه السورة» 
وكنذكرك هذه النسة لوسرو الأ عراف باملو ب قل ار وكاة كود ارك 
من تكلم بالعربية من ذرية نوح. 

وفي إيراد هذه القصة هنا شبه بقصة نوح مع قومهء ففيها تبليغ هود الدعوة 
والتكاليف إلى قومه. وردهم عليه» وما انتهت به القصة من إنجاء المؤمنين» 
وإهلاك الكافرين. 
التفسير والبيان: 

دعا هود قومه إلى أنواع من التكاليف: 

النوع الأول - دعوتهم إلى التوحيد» في قوله تعالى : : (يَمَرْرِ أعبدوا لله 
أي وكما أرسلنا نوحاًء أرسلنا إلى عاد أخاهم هوداًء والمراد أخاً لهم في 
النسب والقبيلة» لا في الدين؛ لأن هوداً كان رجلاً من قبيلة عادء فيقال 
للرجل: يا أخا العربء والمراد رجل منهم» وكانت هذه القبيلة قبيلة عربية 
تسكن بناحية اليمن في الأحقاف (شمال حضرموت) وكانت قبيلة ذات قوة 
وشدة» وأصحاب زرع وضرع. 


15 ليه 10 - هش : /1١‏ ١مسمه‏ ' 





إنه أمرهم بعبادة الله وحده لاشريك لهء ناهياً لحم عن الأوثان التي 
افتروهاء فقال لهم: آمركم بعبادة الله الذي لا إله غيره» ولا تعبدوا من دونه 
وثناً ولا صنماً ولا تشركوا به شيئاً؛ ما لكم من إله غيره» خلقكم ورزقكمء 
وأمدكم بالنعم الوفيرة» فما أنتم إلا مفترون الكذب على الله باتخاذكم الشركاء 
لله» ووصفكم إياهم بأنهم شفعا 


ويا قوم؛ لا أطلب على ما أدعوكم عليه من عبادة الله ونبذ عبادة الأوثان 
أجراً أو مالا ينفعني» فما أجري أو ثوابي إلا على الله الذي خلقني على الفطرة 
السليمة فطرة التوحيد» أفلا تعقلون قول من يدعوكم إلى ما يصلحكم في 
الدنيا والآخرة من غير أجرة» وتقدرون ما يقال لكم من نصح قائم على 
الإخلاص والأمانة» وتعلمون أن مصيب في المنع من عبادة الأصنام. 


والنوع الثاني - من التكاليف التي ذكرها هود لقومه: الاستغفار والتوبة. 


فقال: ويا قوم» اطلبوا المغفرة من الله على الشرك والكفر والذنوب 
السابقة» وأخلصوا التوبة له» وعما تستقبلون» فإذا استغفرتم وتبتم يرسل الله 
عليكم مطراً كثيراً متتابعاً» وقد كانوا بأشد الحاجة إلى المطر بعد أن مُنعوه؛ 
لأههم أضحاب زروع وبساتين» ويزدكم قوة إلى قوتكم بالأموال والأولاد» 
وعزاً إلى عزكم» وقد كانوا أشداء أقوياء بيمهم التفوق والغلبة على الناس» 


7 ساس سس رس سس 


والاعتزاز بالقوة» كما قال تعالى: ( وأذكرواً إِذ حلفا قن بعك قوهن 
وح وَرَادَكُمْ في الْحَلْقِ بَضْطَةً دَكُروا الك أل 5 و ين)» [الأعراك : 


تي ع ممه بطر 


9/7 وقال سبحانه : «( أتينون كل ريع 7 ون وَتَتَِّذُونَ 0 
تلخ شه © ولا ذف طفثز جره © تنا 1 َه وأَطيعون (©©) 


و مم 


ا لِىَ لي ِ بما تعلمون [501) 7©) أمَدَد كير وبين ©2 [الشعراء: 0 
]٠7*‏ وقال عز وجل: «كَأما عاد فاستكرنا فى رض عبر أي ان َس 


2 
ص 


هنا 4 [فصلت: 8٠6/54١‏ . 


ليه )١1١(‏ - هوج : /1١١‏ .ههه لا 





0 


(ولا نلا رمت » ولا تعرضوا عني وعن دعوتي وعما أرغبكم فيه 
مصرّين على إجرامكم واثامكم. . 

وفائدة الاستغفار المذكورة في الآية» لما ما يؤيدها في السنة النبوية» ففي 
الحديث الذي ارح أبو داود وابن ماجه عن ابن عياس: «من لزم 
الاستغفارء جعل الله له من كل هم فرجاًء ومن كل ضيق مخرجاً» ورزقه من 
حيث لا يحتسب). 


وبع أن حكن ماق ما دكزه هوه لقومهة كن ما ذكزء القوم 4ه #قالراً 
ينَهُودُ) أي قالوا لنبيهم: ما جئتنا بحجة وبرهان على ماتدعيه أنك رسول من 
عند اللهء ولن نترك عبادة آلمتنا بمجرد قولك: اتركوهم» وما نحن لك 
بمصدقين» وما نظن إلا أن بعض اتنا أصابك بجنون وخبل في عقلك بسبب 
شتمك لما ونبيك عن عبادتها وعيبك لها. 


فكان جوابهم متضمناً أربعة أشياء كلها عناد وحماقة واستكبارء وهي 
المطالبة بالبينة؛ والإصرار على عبادة الآلهة مع أخهم كانوا يعترفون بأن النافع 
والضار هو الله تعالى» وأن الأصنام لا تنفع ولا تضر؛ وعدم التصديق برسالة 
هود مما يدل على الإصرار والتقليد والجحود؛ وإفساد عقله وجعله مجنونا 
بواسطة الآلهة. 


فقال لحم هود: أشهد الله على نفسي واشهدوا على أن بريء من شرككم 
ومن عبادة الأصنام» ولا يعني هذا أنهم كانوا أهلاً للشهادة» ولكنه نهاية 
للتقريرء أي لتعرفواء ولم يقل: إن أشهد الله وأشهدكم, لثلا يفيد التشريك 
بين الشهادتين والتسوية بينهماء فإن إشهاد الله على البراءة من الشرك إشهاد 
صحيح ثابت في معنى تثبيت التوحيدء وأما إشهادهم ثما هو إلا تهاون 
بدينهم» ودلالة على قلة المبالاة بهم. 


وإذا كنت بريئاً من جنيع الأنداد والأصنام» أي مما تشركون من دون الله 


104 للد 2١7‏ - هرج /1١ ١‏ .ه-.ه 





00 صراحة» فاجمعوا كل ماتستطيعون من أنواع الكبدال» يما 
أي أنتم والمتكم. ولا تمهلون طرفة عين» ني فوضت أمري كله لله 
وربكم. ووكلته في حفظيء فهو على كل شيء قدير. 


فما من دابة تدب على الأرض أو السماء إلا هى تحت سلطان الله وقهره 


الكق والعدل. 


5 


وقد تضمن جوابه الدال على التحدي والمعجزة الباهرة وقلة المبالاة بهم 
عدة أمور هي: البراءة من الشركء وإشهاد الله على ذلك». وإشهادهم على 
براءته من شركهم. وطلبه المكايدة لهء وإظهار قلة المبالاة هم وعدم خوفه 
منهم ومن التهم. وهذا موقف مشابه تماماً لموقف نوح في قوله السابق: 
(أحعا أتر وشركاء5 شر لا بك بك نر علكر حْمَةُ شر فصوأ إِلَ ولا 
ُظِرُونٍ 4 [يونس: ]7١/٠١‏ وقوله : 9 ادعو سر 00 كِدُون فلا تظرون» 


[الأعراف: ا/1948] . 


إن تَرَلرأ4ِ أي فإن تتولوا وتعرضوا عما جتتكم به من عبادة الله ربكم 
وحده لا شريك له فقد بلغتكم رسالة رب التي بعثني بها إليكم» ولا عتاب 
علي على تفريط في التبليغ» وكتتم محجوجين بأن ما أرسلت به إليكم قد 
بلغكم» فأبيتم إلا تكذيب الرسالة وعداوة الرسول. ثم استأنف كلاماً جديداً 
فقال:. ويبلككم الله ويجيء بقوم آخرين» يخلفونكم في دياركم وأموالكم 
ويكونون أطوع لله منكم» ولا تضرونه شيئاً بتوليكم وكفركمء بل يعود وبال 
ذلك عليكم» وما تضرون إلا أنفسكم. إن رب على كل شيء رقيب» مهيمن 
عليه» فثما تخفى عليه أعمالكم. ولا يغفل عن مؤاخذتكم. 


ثم ذكر الله تعالى العذاب وآثاره وعاقبة أمر هود وقومهء فقال: «وَلِنَا ج21 
أَتْئ4 أي ولما حان وقت نزول أمرنا بالعذاب» ووقع عذابناء وهو الريح 


14 ممه‎ /١١ ١ شوج‎ - )١1١( للد‎ 


العقيم» نجينا هوداً والمؤمنين معه من عذاب شديد شاق ثقيل» برحمة من لدنا 
ولطف مناء وأهلكنا قومه عن آخرهم. 


وسبب ذلك العقاب أن عاداً كفروا بآيات ربهم وحججهء وعصوا رسله» 
وقد جمع الرسل والمقصود رسوطم هوداً؛ لأن من كفر بني فقد كفر بجميع 
الأنبياء» فهم كفروا ببودء فصار كفرهم كفراً بجميع الأثياةء :واتبعوا أمر 
رؤسائهم الحخبابرة الطغاة المعاندين. 


فلهذا لحقت مهم لعنة الله في الدنياء ولعنة عباده المؤمنين كلما ذكرواء 
وينادى عليهم يوم القيامة على رؤوس الخلائق: ألا إن عاداً كفروا بربهم 
وبتعمه.» وجححلدوا بآياته» وكذبوا رسله. ألا بعذاً وطرداً من رحمة الله لعاد 
قوم هودء وهذا دعاء عليهم بالحلاك والدمار والبعد من ال رحمة. 


والخلاصة: إنه تعالى جمع أوصاف عاد في ثلاثة: جحود دلائل المعجزات 
على الصدقء» ودلالة المحدثات على وجود الصانع الحكيم؛ وعصيان رسوهم»ء 
ومن عضن رستولة واحداًء فقد عصى جميع الرسل» لقوله تعالى: إل فرق 
بيت أَحَدٍ ين رسو [البقرة: 1180/1 » وتقليد القوم رؤساءهم» ثم ذكر 
تعالى عاقبة أحوالهم في الدنيا والآخرة وهي مصاحبة اللعن لحم في الدنيا 
والآخرة» ومعئ اللعنة: الإبعاد من رحمة الله تعالى ومن كل خير» ثم بين تعالى 
السبب الأصلي في استحقاق تلك الأحوال فقال: «آلآ إِنَّ عدا كَنَرُوأ رَيَُم 4 
أي جحدوهء أو كفروا برهم على حذف الباء. إرالعية رهم» على حذف 
المضاف. وفائدة قوله: آلآ بْعْدَا يِحَادٍ4 بعد قوله: أت الدلالة على غاية 
التأكيد. وفائدة قوله «لْعَادٍ 2 هوي 4 تعيين عاد القليعة. تمييزاً لمم عن عاد ' 
التي هي إرم ذات العمادء فقصد به إزالة الاشتباهء أو لمزيد التأكيد. 


فقه الحياة أو الأحكام: 


دلت قصة هود مع قومه على مايل : 


ل" للد 0١‏ - هوج : /1١‏ 0.ه-.» 


أ - حصر هود عليه السلام دعوته في نوعين من التكاليف هما: الدعوة إلى 
التوحيد وعبادة الله وحدهء. والاستغفار ثم التوبة» والفرق بينهما أن 
الاستغفار: طلب المغفرة وهو المطلوب بالذات» والتوبة: هي السبب إليهاء 
وذلك بالإعراض أو الإقلاع عما يضاد المغفرة» وقدم المغفرة؛ لأنها هي 
الغرض المطلوب» والتوبة سبب إليها. وقد تقدم في أول السورة توضيح 
الفرق. ش 

؟ - اقتصرت إجابة عاد قوم هود له على التركيز على عبادة الآهة من 
الأصنام والأوثان» وتقليد الأسلاف» وذلك يدل على تعطيل الفكر والعقل» 
وعدم النظر الحر الطليق القاتم على الاستدلال بالأدلة الكثيرة. والمعجزات 
المتضافرة التي أظهرها الله على يد هود عليه السلام» ومنها تحديهم بالمكايدة 
والمعاداة والإضرار له جميعاً هم وآلهتهم؛ وعدم الإمهال ساعة. وهو موقف 
يدل مع كثرة الأعداء على كمال الثقة بنصر الله تعالى» وهو أيضاً من أعلام 
النبوة :أن يكوت:الرسول وتحذه يقول لقومة: «إ مكدوق حَنيمًا » وكذلك قال 
النبي كل لقريش» وقال نوح عليه السلام: «َأجعوأ نك وَشُرَكاءكم6 [يونس: 
٠/الا].‏ 

- التوكل على الله الخالق القاهر المتصرف بالمخلوقات كيف يشاءء والمانع 
مما يشاء هو من أصول الإبمان التي تمنع وصول الضرر إلى النبي هود عليه 
السلام وكل مؤمن صادق مخلصء. فما من نفس تدب على الأرض أو في 
السماء إلا وهي تحت سلطان الله وقهره وتصرفه. 

ءَ - الله تعالى قادر على الحق والعدل» وهو سبحانه وإن كان قادراً على 
قوم عاد العتاة الأشداءء لكنه لا يظلمهم. ولا يفعل بهم إلا ماهو الحق 
والعدل والصواب. 


ه - مهمة الأنبياء هي تبليغ الرسالات ومحاجة الكفار» فإن أعرض الناس 


ليه 0١‏ - مرج : (١‏ ممءه ملك 


عن دعواتهم وبيانهم. فهم أي الأنبياء قد أبرؤوا الذمة» وأدوا الغرض» 
وكان الناس الكافرين المعرضين هم الذين يخسرون» ويتضررون» ويتعرضون 
للعذاب في الدنيا بالإهلاك» واستخلاف قوم آخرين هم أطوع لله منهم 
يوحدونه ويعبدونه» وفي الآخرة بدخول جهنم. والله رقيب على كل شيء من 
أقوال العباد وأفعالهمء ويحاسبهم ويجازيهم عليها. 


5 - أحوال قبيلة عاد خطيرة ذات أوصاف ثلاثة: هي الجحود بآيات 
رمهم » وعصيان رسوطهمء د أو تقليدهم أوامر رؤسائهم دون تفكير 
ولا روية. 


الناس» دهلاكهم بربح صرصر حاتي وسدهم عن الخ والطرد من رحة اله 
في يوم القيامة. وما ريك بظلام للعبيد 


3 


حك للد -)1١‏ هرج : /1١‏ ١5-مه‏ 


صد 
6 4 وه سا م كني 2 ) مسر ل مسد 001 وو 
© إل تَمُودَ أحاهم صَلِحًا ل يفوم اعبدوا ١‏ مَا لَك من إِلْهِ عيرم 
32 ا 7 > ل ل 00 2 | رت | مه > بو م بر 
مَأْكم مْنَ الأرضٍ واستعمركر فا فاستخفروه نَم نويا إِليّهِ إن رف قريب يج 
5 
“لع كاين م لي سد اسم موي 2-2 سمه م س1 4 يمك سل برع ل 
كه أ يضح قَدَ كنت فنا مرَجوًا مَبْلَ هنذا أنتْهنما أن تَِدَ مان كد يونا 
4 - 0 و كعم 2 دهده عر محلم عو و مم ف م ان 
وَإِنََا لَنى سَّكِ مما ند تدعونا ته مريب هلها بلفوو أرء سم إن كنت عل بنَةٍ 
5 هه رمث دو لومت سس مرويو. جر 28 ل و رار ف 4 رح مه 
دن رق وءاتلنى نه رحمة همن يتصرف ور الله إن عصيدتم َو يد 
-ه ع حجر اق ٠‏ هن تر 1 


غَبِيرٍ © وَينَمَوْرِ هَنذِوء امَهُ أَسَّهَ آحكُم ءَايَهَ هَدَرُومًا تأحكل ف أ 
0 م عر ةو 2 ِ- لخر هوه . 
الله ولا تمشوها يسو 2 عَدَاثٌ هَرِيبٌ 9 فعفروهًا فال 0 


دَاركم تلن يّامِ للك و 1 م 9 ا ا ا 


5 8 عا ل أي 2 5 2 و 3 سه 22 
ل ةم عار مسار 1 7ك تم حم مذ 4 56 1 


2 


لمر المَرِيد (© وعد اميه 10 ديهم حَشييت 


6 ًَ 


ا ألا نذا تضة © » 


وقرأ الكسائي (من إِلْهٍ غيره). 
إجاء 4 

تقدم في القراءات للآيات (51-15) 
ومن حري يِذ لد 


وقرأ نافع» والكسائي (من خزي يومئذ). 


الدع )1١(‏ - مون : ذم لكيه ع 
أ إِنَّ مُمودًا) : 


قرئ: 





١-(ألا‏ إن مُودٌ) وهي قراءة حفص » وحمزة. 
؟- (ألا إن ُوداً) وهي قراءة الباقين. 
(آلا بهذا يَتمود4 : 
وقرأ الكسائي (ألا بعداً لثمود). 
الإعراب: ظ 


(نمود 4 ممنوع من الصرف عند الجنهوز» على إرادة القيلة: وقرأه 
بعضهم مصروفاً على إرادة الحي (لَحكْمّ ءايَة4 إما حال من لٍاقَةٌ ألَّو6 
أ : هذه ناقة الله لكم آية بيّنةَ ظاهرة» وعامله معنى الإشارة» وإما. تمييز أي : 
هذه ناقة الله لكم من جملة الآيات .وَمِنَ خِرَي يَومِيِةِ من قرأه بالكسر أعربه 
على الأصل» ومن قرأه بالفتح بناه لإضافته إلى غير متمكن؛ لأن ظرف الزمان 
ال 
الشاعر: 

على حين عاتبت ت المشيب على الصّبا فقلت: آنا تضحء والشيب وازع 


فبني (حين) على الفتح لإضافته إلى الفعل الماضي. والتنوين في (إذِ) من 
يِذ عوض عن جملة محذوفة» ويسمى تنوين التعويض. 

(وَأَمَدٌ لت ظلَمُوأ ألصَيِحَةُ4 قال: أخذ لأنه فصل بين الفعل والفاعل 
بالمفعول وهو « لدي ظَلَمُواأ4 أو لأن تأنيث الصيحة غير حقيقي» أو محمول 
على المعنى؛ لأن الصيحة في معنى الصياح» كقوله تعالى: ٠:‏ «(هَمن َم موعِظةٌ 6 
لأن موعظة في معنى وعظ. 


َلك لله -)١١‏ هرج : /1١‏ اكدى0ه 





«ألآ إن تَمُودَأ4 من صرفه جعله اسم الحي . ومن لم يصرفه جعله اسم 
القنيلة معرفة» فلم ينصرف للتعريف والتأنيث. 


كن 4 مخففة» واسمها محذوف. أي كأنهم. 
البلاغة: 


9إفْمَن صرق مر نح أله إِنْ عَصَيدنةٌ 6 4 استفهام معناه النفي» أي لا ينصرني 
منه إن عصيته أحد. 


المفردات اللغوية: 


يلك ث6 4 أي وأرسلنا إلى تمود (أَمَامْْ 4 من القبيلة «أعَبُدُوا اله 
وحدوه (إهوٌ شام ابتدأ خلقكم وتكوينكم منهاء لا غيره» فإنه 0 
ومواد النظف التي خلق نسله منها من التراب 9وَاسْتعْمرقٌ فيا جعلكم 
تعمرونهاء وأبقاكم عمركم فيهاء تسكنون بها «دَأَستَغْفِروَة4 من الشرك «ِإشُرَّ 
ووأ تدا رجهو إلنه بالطاعة وأقلعوا عن الذنب «إنَّ رَنْ قَرِيبُ4 قريب 
الرحمة من خلقه بعلمه (ييبُ) لمن سأله أو لداعيه. 


ل هنذا مأمولاً أن تكون لنا سيداً أو مستشاراً في الأمور؛ لا 
نرى فيك من مخايل الرشد والسداد» فلما سمعنا هذا القول الذي صدر منك؛ 
انقطع رجاؤنا عنك هدم أ اك تننظ ثانا #نبيق ‏ الأوثاةه عل 
حكاية الحال الماضية (إوَإِنََا لَنى سَكِ يْمَا تَدَعْونَا إِلي 6 من التوحيد» والتبري 
من الأوثان «مُرِبٍ» موقع في الريبة أو الريب أي الظن والشك «أبشر» 
من رؤية القلب» ع أتدبرتم؟ 


عل يَنتَقَ6 بان وبصيرة» واستعمل حرف الملنة لقره ري 
حُتٌ) باعتبار الخاطبين ظحَتمَهُ4 نبوة «إسَمَن يَشُرُقِ) منعني «إوت 
7 8 000 اه ف تبليغ ل والمنع عن الإشراك به 


لد )1١(‏ - مج : /1١‏ لكحىه يل 





ونا رْوسَقِ4 أي فما تطلبون مني باتباعكم «غَيْرَ تي رٍ تضليل أو إيقاع في 
الخسران باستبدال الشرك بالتوحيدء أو بإبطال ما منحبي الله به والتعرض 
لعذابه» أو فما تزيدونني بما تقولون لي غير أن أنسبكم إلى الخسران (فدَروهًا 
تَأحكُل 4ه أَرْضٍ َه دعوها ترعى نباتها وتشرب ماءها «وَلَا تَمَسُومَا 
بسو 4 عقر (مَأْمْددُ عَدَابٌ ويب عاجل لا يتراخى عن مسكم لها بالسوء 
إلا يسيراًء وهو ثلاثة أيام» إن عقرتوها 9 فََقَرَوَهَا4 قتلوهاء عقرها قدار 
بأمرهم ١‏ فَمَالَ4 صالح ( تَمَمَّعُوأ 4 عيشوا في منازلكم ثلاثة أيام: الأربعاء 
والخميس والجمعة؛ ثم تملكون غير مَكُدُوبٍ 4 فيه. 


(قَلَنَا جك أت» بإهلاكهم (ييعنا صَلِمًا ولد ءامنا مَعَمُ4 وهم 
أربعة آلاف ير وَيِنَ خزي يويد يِذ أي ونجيناهم من هلاكهم بالصيحة أو ذلهم 
أو فضيحتهم يوم القيامة «الْقَوِيُ4 القادر على كل شيء ( أْلْعَرِيرٌ» الغالب 
على كل شيء .( آلصََيْحَة 4 المرة الواحدة من الصوت الشديد المهلك» والمراد 
بها الصاعقة التي أخدقت :رحقة فق القلوت» :رضحت نا الكافروة 
« جلثِميت» باركين على الركب ميتين» أو ساقطين على وجوههم مصعوقين» 
والجثوم للطائر كالبروك للبعير 9 يَعْنوَأ4 يقيموا (يا» في دارهم «بنْدا4 
هلاكاً وطرداً من رحمة الله» وهو اللعن. 


المناسية: 

هذه هي القصة الثالثة من القصص المذكورة في هذه السورة» وهي قصة 
الحجر: وهي بين الحجاز والشام» وآثار مدائنهم باقية إلى اليوم. 

ونظم هذه القصة مثل النظم المذكور في قصة هودء إلا أنه لما أمرهم 
بالتوحيد ههنا ذكر في تقريره دليلين: الإنشاء من الأرض» والاستعمار فيها 
أي جعلكم عمارها. وقد ذكرت قصة صالح في سورة الأعراف. 


للد لله (0) - هوج : /1١‏ ١51-م0"‏ 





وسيأتي ذكر هذه القصة أيضاً في سورة الشعراء والنمل والقمر والحجر 
وقوه 4 وتشيمون ١‏ انلقف تبليغ صالح دعوتهء ومناقشتهم» وإنذارهم 
بالحلاك» وردودهم عليهء» وتأييد صدقه بمعجزة الناقة» وقتلهم لماء 
وإهلاكهم بالصيحة أو الصاعقة. 


التفسير والبيان: 


ولقد أرسلنا إلى مود الذين كانوا يسكنوق هدائن الحثر بين شوك والمدينة 
وكانوا بعد عاد» أرسلنا لهم رجلاً منهم أي من قبيلتهم» وهو صالح عليه 
السلام» فأمرهم بعبادة الله وحده» وأقام هم دليلين على التوحيد: 


الدليل الأول - قوله: «إهوّ و أنتأم : من الْدَرَضٍِ 4 أي ابتدأ خلقكم منهاء إذ 
خلق منها أباكم آدم فهو أبو البشر» ومادة التراب هي المادة الأولى التي خلق 
منها آدم؛ ثم خلقكم أنتم من سلالة من طينء بالوسائط التالية: من نطفة» ثم 
من علقة» ثم من مضغة تكسى بعدئذ ببيكل عظمي ولحمء وأصل النطفة من 
الدم» والدم من الغذاء» والغذاء إما من نبات الأرض أو من اللحم الذي 
يرجع إلى النبات. 


17" آ هه م 


والدليل الثاني - 9 وَاسْتَعْمرٌَ فيا أي جعلكم عماراً تعمرونها وتستغلونها 
بالزراعة والصناعة والبناء والتعدين. فكون الأرض قابلة للعمارة النافعة 
للإنسان» وكون الإنسان قادراً عليهاء دليل على وجود الصانع الحكيم» الذي 
قدر فهدىء» ومنح الإنسان العقل الحادي والأداة لتسخير موجودات الدنياء 
وجعل له القدرة على التصرف. 

1 ا للعبادة وحده» 00 لسالف 1 من 


0 أمثاله.ق المستقير. 


ليه 2١‏ - مج : /1١‏ لكدىه /5 


رن ا ا وا اا يجيب دعوة الداعي ابناج 
كام 0 كقوله تعالى : ظوَإدًا سأللت عبتادى عَقْ فَإِفْ فرت 
ع دَعَوَةٌ لداع إِذا دَعَانِ 4 [البقرة : 8/١‏ ]. 


فأجابوه بكلام يدل على الجهل والعناد: 9 تَلْوَاْ تَصَلِعُ4 أي قال قوم تمود : 
اماد تدكا ره لي لات قبل أن" تقول ما قلتء» أو كنا نأمل أن تكون 
ددا أو مستشاراً ف الأمور؛ لما نرى لك من رجاحة في العقل وسداد في 
التفكيرء فالآن خيبت الآمال وقطعت الرجاء. وقال كعب: كانوا يرجونه 
للمملكة بعد ملكهم؛ لأنه كان ذا حسب وثروة. وعن ابن عباس: كان 
فاضلاً خيّراً. والظاهر الذي حكاه الجمهور أن قوله: 9 مَرَج4 مشوراً نؤمل 
فيك أن تكوق متيذا سناذا مسد الأكاض: 


ثم تعجبوا من دعوته قائلين: 


أتنهانا عن عبادة الآباء والأسلاف؟ وقد تتابعوا على تلك العبادة كابراً عن 
كاير دون إنكار من أحد. 


وإننا نشك كثيراً في صحة ما تدعونا إليه من عبادة الله وحدهء وترك 
التوسل إليه بالشفعاء المقربين عنده» وعوانك مزق ل النهمه وسوء الظن. 
والشك: هو أن يبقى الإنسان متوقفاً بد بين النفي والإثبات» والمريب : هو 
والأسلاف. وعدا تظارني حكاء اله تعال عن كنار بمكة بيت الوا : لعل 
للد إِلَهًا وَِدَا إنَّ هنا لتَوة عاب )4 آص: +2 ه] . 


فأجابهم صالح قفا ثباته على المبدأ ومنهج النبوة : (قَالَ يفَو 4 
أي كيف أعصى الله في ترك ما أنا عليه من البينة؟ أخبروني ماذا أفعل» إن 


يلك للوْءُ -)1١(‏ هرج : /1١١‏ ١ك-ى0ه‏ 


كنت على برهان وبصيرة ويقين فيما أرسلبي به إليكم» وآتاني منه رحمة» أي 
نبوة تتضمن تبليغ ما أوحى به إلي. 

وقذّروا أن نبي على الحقيقة» وكان على يقين أنه على بِيّن؛ لأن خطابه 
للجاحدين» وانظروا إن تابعتكم وعصيت رب في أوامره» فمن ينعي من 
عذاب الله؟! وإذا تابعتكم وتركت دعوتكم إلى الحق وعبادة الله وحدهء لا 
نفعتموني» ولما زدتموني حينئذ غير خسارة وضلال» باستبدال بما عند الله ما 

ولما كانت عادة الأنبياء ابتداء الدعوة إلى عبادة الله ثم اتباعها بدعوى 
النبوة» فإن صالحا عليه السلام الذي طلبوا منه المعجزة على صحة قوله» 
أتاهم بمعجزة الناقة. روي أن قومه خرجوا في عيد لهمء فسألوه أن يأتيهم 
بآية» وأن يخرج لحم من صخرة معينة أشاروا إليها ناقة» فدعا صالح ربهء 
فخرجت الناقة كما سألوا. 

وقال لهم : هذه آية على صدق : ناقة الله التي تتميز عن سائر الوبل 0 
وشربها 0 لبنهاء كما قال تعالى: أ مسرا لاق ند لَّهُمَ ماتتبي 


مير © وَيتتهم أن النه مسد يم كل يزب مسر (0)) [القمر: 0/٠:‏ 
4 . 


فاتركوها تأكل ما شاءت في أرض الله من المراعى» دون أن تتحملوا عبء 
مؤونتهاء ولا تمسوها بسوء أي كان نوعهء فيأخذكم عذاب عاجل لا يتأخر 
عن إصابتكم إلا يسيراً وذلك ثلاثة أيام» ثم يقع عليكم. 
فلم يسمعوا نصحه» وكذبوه وعقروهاء عقرها بأمرهم قدار بن سالف»ء 
كما قال تعالى: «قَنَادَواُ صَاِمْ هعاط عََقَرَ (9©) © [القمر: 14/04] فقال لهم : 
ستمتعوا بالعيش في داركمء أي بلذكم» وتسمى البلاد الديارء مدة ثلاثة 
1 ذلك وعد مؤكد غير مكذوب فيه. 


لدم 0 - موي : ١ث/‏ لكدمه .4 





ثم وقع ما أوعدهم به : (كَلَمَا ا ع4 أي فلما حان وقت أمرنا 

بالعذاب والإهلاك. وحل العقاب ووقعت الواقعة» ونزلت الصاعقة» تجينا 
ظ صالحاً والمؤمنين معهء برحمة مناء ونجيناهم من عذاب شديدء 7 ذل ومهانة 
'حدثت يومئذ أي يوم وقوع الحلاك أو يوم القيامة» والخزي: الذل العظيم 
البالغ حد الفضيحة. إن ربك هو القوي القادر الغالب عل كل ثيء. الذي 
لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء» وكلمة (إيَرْيِلِ4 إما بفتح الميم فهو 
معرب» أو بكسرها فهو مبني مضاف لغير متمكن. 00 


0 ا أنه و صيحة ة العذاب وهي الصاعقة ذات 6 
5 جميعاً ‏ ل جنا هامدة ملقاة على الأرض. 


وكأنهم لسرعة هلاكهم لم يوجدوا في الدنياء ولم يقيموا في ديارهم» بسبب 
كفرهم وجحودهم بآيات ربهمء ألا إنهم كفروا بر.همء فاستخقوا عقابه 
الشديد. ألا بعداً لهم عن رحمة الله» وسحقاً لثمودء وهلاكا لمم ولأمثالهم. 
فقه الحياة أو الأحكام: 

دلت قصة صالح مع قومه مود على العبر والعظات التالية: 

أ - إن جحود مُود وكفرهم بآيات الله وعدم إطاعتهم أوامر رسولهم كان 
هو شأن هؤلاء القوم إيثاراً لتقليد الآباء والأسلاف» بالرغم من أن صاحاً 
عليه السلام منهم نسباً وقبيلة» وأقام لهم الأدلة الكافية الشافية على وجوب 
عبادة الله وتوحيده») من الخلق. والإيجاد ف الأرض» وجعلهم ارا لما. 

؟ - إن الاستغفار من الذنوب والتوبة من المعاصي سبب سريع لإجابة 
الدعاء؛ 'لأن الله قريب من عباده.: رحيم بهم» جيب دعوة الحتاجين 
والمضطرين» قريب الإجابة لمن دعاه. 


000 لدو 07 - مون : /1١‏ كلكسمه 


م - لا تلاتي بين جحود الجاحدين من تمود وأمثالهم وبين النبي صالح 
وأمثاله من الأنبياء؛ لأن الجاحدين متمسكون بتقليد الآباء والأسلاف» 
والنبى ثابت على مبدئه ثبوت الحبال الراسيات» لأنه على يقين من صحة 
لقرمع روعي عو عدف اما" ١‏ بهي لق د لق ولانه | فيلا ناي جو مي 
عذاب الله إن عصاه وخالف أمره. 


ءةَ - كانت الناقة معجزة عجيبة مدهشة؛ لخلقها من الصخرة وخلقها في 
جوف الجبل» وخلقها حاملاً من غير ذكرء وخلقها على تلك الصورة دفعة 
واحدة من غير ولادة» ولما كان لها من شرب يوم » ولكل القوم شرب يوم 
آخرء ولإدرارها بلبن كثير يكفي الخلق العظيم» فهذه ستة وجوهء كل وجه 
منها معجزء. مما جعل تلك الناقة آية ومعجزة. 

م - اقتضى العدل الإلحي ورحمة الله إنجاء صالح عليه السلام ومن آمن معهء 
وكانوا أربعة آلاف» وإهلاك قبيلة ثمود بسبب الجحود برسالة نبيهم» وكفرهم 
برمهم ١‏ وإنكارهم وجوده. 

5 - لا شك بأن وعد الأنبياء صادق صحيح» ووعيذهم مؤكد الحصول. 
وقد أوعد صالح قومه بالعذاب بعد ثلاثة أيام» وتحقق ذلك في اليوم الرابع. 

؟ - كان عذابهم بالصيحة أو بالصاعقة أو بالرجفة» صيح بهم فماتواء 
وأصبحوا جثثاً ملقاة هنا وهناك في أنحاء ديارهم. والصيحة: إما صيحة 
جبريل؛ أو صيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة» وصوت كل شيء في 
الأرض» فتقطعت قلوبهم وماتواء لما أحدثته من رهبة وهيبة عظيمة. 

م - سحقاً وهلاكاً لشمود الذين كفروا ربهم» وبعداً وطرداً لهم عن رحمة 
الله بسبب جحودهم وكفرهم. 


3 


وقرأ بإ 
وفر 


ءءء 

ع 

أ بتسهيل الثا 
بتسهي 


نية وصلا : 


ع 


سقاطها مع القصر والمد وصلاً أ 


01 


بتسهيل الهمزة الآولى مع المد والقصر وصلا قرا: 
بو عمرو. 
ورشء» وقنبل. 


3 


م 
إِسَحَقَ ‏ : 


# 


عِ 


قالون» والبزي. 


2 


*ّ 


و 


ومن ور 


1 


27 


(نشنا) : 
03 


01 


وقرأ أبو عمرو ( 


0 
رر 


سَلنا). 


لت 2 
2 


ع 


ا 


هيم 


2 
عد 


| 


01 


كور مو بير 
ب. عار صريدود 


[حم 


رمع 


ىه (؟١)-‏ هوج : 


عو 
0 


نه 


قصه 


5 
أ 
حمد 
0 


إ 


١م‏ ودب 


وو 
يجيد 


/ 


0 
ن 


: 


1 


0 


أ آ ته 
دهب عن 
27 2 0 
واه 


و 
ص7 


براهيم عليه السلام 


عه > 


ٍ 


ا 


لل 


١ 


هم 


4 


نفد ليه 07 - موي : /1١‏ وكسك7 





وقرأ الباقون بتحقيقهما. 
5-44 رهد حت عل 


«[وَأمأنم فَِيمَةَ 1 شّرْيهَا إِسْحَقٌ ومن وراء إِسَحَقّ يعفوب ( 
قرئّ: 
-١‏ (يعقوبٌ) وهي قراءة حفص» وحمزة» وابن عامر. 
5-500 بالرفع على الابتداء» وهي قراءة الباقين. 
رَحْمَتٌ 6 : 
رسعت بالتاء» فوقف عليها بالحاء: ابن كثيرء وأبو عمروء والكساي. 
ووؤقت الباقوة بالناء: 
(ع4ان»: 
حكمها حكم: جاء أمرنا. وتقدم في القراءات للآيات (41-75). 


عن 


«(ولقذ» اللام لتأكيد الخر. ودخلت (قد) هاهنا ؛ لأن السامع لقصص 
الأنبياء يتوقع قصة بعد قصةء وقد للتوقع 

انوا سكم مَالَ سَلمْ4 الأول منصوب بقالوا أو على المصدرء والثاني 
مرفوع لأنه خبر مبتدأً محذوف أي هو سلامء أو مبتدأ محذوف الخبر» أي 
وعليكم سلام» أو مرفوع على الحكاية. 

ون 42 [ها قعل نفدت عل هدي حدق عرق الله أي عن اد 
ل ل ل اوم لظا عم 
بعجل حنيذ» أي مشوي. 


لد (17) - هوخ : /١١‏ 7-14 | | وف 





ومن وَرَآهِ إِسْحَقَ يَعْقُوبَ 4 منصوب بتقدير فعل دل عليه (بشرناها) أي 
بشرناها بإسحاق» ووهبنا له يعقوب. أو معطوف على موضع قوله: 
« بِإِسْحَقَ64. ويقرأ بالضم مبتدأء أو مرفوعاً بالجار وا مجرورء ويقرأ با لجر 
معطوفاً على « إِسْحق ». 

7 01 01 0 

(ِسَيّخَا حال من معنى اسم الإشارة أو التنبيه؛ ويقرأ بالرفع إما خيرا 
بعد خبر أو بدلاً من «إبَمَلِي4 أو يكون «بَمَبي» بدلاً من هذاء وشيخ خبر 
عن هذاء أو شيخ خير مبتدأ آخرء أي هذا شيخ .» ونظيره في هذه الأوجه 
الأربعة قوله تعالى: «إذَلِكَ جر رو هم عه يما كَفرُوأ6 [الكهف: ]٠١5/18‏ . 

(أَمْلَ الْبْنَيّْ) منصوب على المدح أو النداء بقصد التخصيص» والأصح 
أنه منصوب على الاختصاص. 

« فلم دَهَبَ 6 لما ظرف زمانء. جوابه محذوف». أي أقبل يجادلنا. وحملة 
(يجَدِلَا4 حال من ضمير (أقبل) وهو ضمير إبراهيم. 

اتيم عَدَابُ4 مرفوع باسم الفاعل الذي جرى خبرأء فجرى بجرى 
الفعل». أي. فإنه يأتيهم. 
البلاغة: 

(ألدُ4 استفهام معناه التعجب. 


«دَهْب عَنْ إِزرهِمْ الروَعْ وَسَدَنهْ بينهما طباق. 


سم 


تر ريك كناية عن العذاب الذي حكم به الله عليهم. 
المفردات اللغوية: 


00060 


« رسلا » الملائكة» قيل: كانوا تسعةء وقيل: ثلاثة: جبريل وميكائيل 


212 للدْءٌ (؟١)-‏ شو : /1١‏ ك7 


وإسرافيل ٍِيِلشَرَى» ببشارة الولد» وقيل: بهلاك قوم لوط 8ْفَالْوَا لم4 
سلمنا عليك سلاماًء أو منصوب بقالوا أي ذكروا سلاماً لِفَالَ سَلْمُ4 أمركم 
سلام أو جوابي سلام أو وعليكم سلام؛ وقد أجابهم بالرفع بأحسن من 
ينهم لما ليت أبطا لويد حَتِيِذٍ 4 مشوي بالرّضْف أي بالحجارة ا محماة ولا 
صنل يه 4 أي لا تمتد للتناول « نَحكرَهة »6 أنكر ذلك م ضد عرفه 
(تَأْجَسَ ينيم حبدَة» أحس منهم خوفاً في نفسه (إآآ 6 ل وير 
لُوطٍ )4 إنا ملائكة مرسلة إليهم بالعذاب» وإنما لم تمد إليه أيدينا؛ لأنا لا نأكل. 
ولوط: النبي الكريم ابن أخي إبراهيم وأول من آمن به. 


و رعزرو مس 


(روامأتم يمد 4 وراء السترء تسمع محاورتهم» أو تقوم بالخدمة. 
(سَسكْ) سروراً بزوال الخوف» أو بهلاك أهل الفساد «ومن وَرآءِ إِسْحَقَّ 
َعَُوْبَ 4 أي وهبناها من بعد إسحاق يعقوب «إيَوَيليجَ4 أصله يا ويل 
وماك ابيا ع وجو كله الوط لبج من بلية أو فجيعة أو 

فضيحة .لإبَمَلِي» زوجيء وأصله القائم بالأمرء ويجمع على بعولة (إسَيْحَا): 
ابن ملق أو مئة وصشرين ؤءالة وَأنَأْ عَجُورٌ 6 ابنة تسعين أو تسع وتسعين» فهي 
عقيم ([ إن هذا لَتَىء عضت » يفي الولد من عرمين» وهو جب من حت 
العادة لا القدرة الإلطية «[مِنْ 4 س4 قدرته وحكمتهء فإن خوارق العادات 
باعتبار أهل بيت النبوة ومهبط المعجزات. وتخصيصهم بمزيد النعم 
والكرامات» ليس ببدع ولا حقيق بأن يستغربه عاقل» فضلاً عمن نشات 
وشبت في ملاحظة الآيات .( إِنَمُ حِيدٌ4 تحمد أفعاله «تحيدٌ4 كثير الخير 


م رمو رمروو معؤورم 


والإحسان « الروْعَ 4 الخوف والرعب «وَجَاءتْه البشرك» بدل الروع. 


ور عر 


(يَدِنًا فى هَوْم نُوظِ» يجادل رسلنا في شأنهم قائلاً: إن فيها لوطاً. 
ٍلَعَلِم4 غير عجول على الانتقام من المسيء إليه أده 4 كثير التأوه من 
الذنوب والتأسف على الناس ( ميب راجع إلى الله لي 
الحامل له على المحادلة وهو رقة قلبه وفرط رحمته. 


لله )0١(‏ - مرج : ١ظ/‏ وكدكمر 12 





ريا الع أجل إرادة القول» .أي قالت الملائكة : يا إبراهيم «أَعَرِضَ» عن 
هذا الجدال «إِنَرُ قَدَ 2 أَممُ ريك 6 قدره بمقتضى قضائه الأزلي بعذابهم وهو 
أعلم بجالهم ع2 دود )) غير مصروف بيجدال ولا دعاء ولا غير ذلك. 


المناسية : 


هذه هي القصة الرابعة من القصص المذكورة في هذه السورة» وقد ذكرت 
قصة إبراهيم في سورة البقرة» وذكر إبراهيم في القرآن كثيراًء ذكر مع أبيه 
وقومه» وذكر هنا مع الملائكة مبشرين له بإسحاق ويعقوب» مخبرين له بهلاك 
قوم لوطء وذكر مع إسماعيل خاصة في موضع آخرء وكانت قرى لوط بنواحي 
الشامء وإبراهيم ببلاد فلسطين» فلما أنزل الله الملائكة بعذاب قوم لوطء 
مروا بإبراهيم ونزلوا عنده» وكان كل من نزل عنده يحسن ضيافته. 


التفسير والبيان: 


والله لقد جاءت رسلنا الملائكة وهم جبريل وميكائيل وإسرافيل» وقيل مع 
جبريل سبعة ملائكة آخرون» وذلك مروي عن عطاء وغيره من التابعين» 
جاءت 0 إبراهيم بالبشرى تبشره بالولد إسحاق لقوله تعالى هنا: 
«مسَّونَهَا با سْحَقَ 6 وقوله: ([ يشرو بعلي عَلِي و [الذاريات: ]18/5١‏ . 
ول ريا ببلاك قوم لوط وسلامة لوط. قالوا: سلاماً عليك» قال: 
سلام عليكم» وهذا أحسن مما حيوه لأن الرفع بقوله 9سَلْمَ4 يدل على 
الثبوت والدوام» كما ذكر علماء البيان. 


فمالبث أي فما أبطأ وذهب سريعاًء فأتاهم بالضيافة بعجل (وهو فق 
البقر) مشوي على الرّضْف (جمع رَضُفة) وهي الحجارة المحماة بالنار أو 
000 كما قال تعالى : «إذَاعٌ ِلك َمل هَسَكَ بعجل سن () فقرَيهه ليم 

لَّ أ َو © [الذاريات: 75/61-/7؟] . 


1235 لله -)1١‏ هون : /1١‏ وكددم 


فلما رأى إبراهيم أيدييم لا تمتد إلى الطعامء أنكر ذلك منهم» ووجد في 
نفسه خوفاً وفزعاً منهمء إذ أدرك أنهم ليسوا بشرأء وربما كانوا ملائكة 
عذاتب. 


قالوا له: لا تخف. فنحن لا نريد سوءاً بك. وإنما أرسلنا لإهلاك قوم 
لوطء وكانت ديارهم قريبة من دياره. 


ونحن نبشرك بغلام عليم» يحفظ نسلك. ويبقي ذكركء وهو إسحاق, ثم . 
يعقوب من بعده وهو الذي من ذريته أنبياء بني إسرائيل. 


وكانت امرأة إبراهيم قائمة وراء ستار بحيث ترى الملائكة» أو كانت واقفة 
تخدم الملائكة» فضحكت سروراً بزوال الخوف وتحقيق الأمنء أو استبشاراً 
ببلاك قوم لوط لكراهتها لأفعالهم المنكرة» وغلظ كفرهم وعنادهم» فجوزيت 
بالبشارة بالولد بعد الإياس: ( مشَرْتَهَا 25 سْحَىقَّ 4 أي فيشرناها بولد هو 
إسحاق» وسيلد لإسحاق ولد هو يعقوب كما في قوله تعالى: «وَوَهَبَنَا 7 
إِسَحَقَّ 20 [الأنعام: 854/7] . وفسر مجاهد وعكرمة: (ضحكت) أي 
حاضتء وكانت آيسةء تحقيقاً للبشارة. وهو تفسير غريب مخالف لرأي 
الجماهير. 

وذلك لأنه لما ولد لإبراهيم إسجماعيل من هاجرء تَنّت سارّة أن يكون ها 
ابن واست لكين متها فشرت: :ولد يكرة اننا ويلك تنا كان هذا 
بشارة لها بأن ترى ولد ولدها. 

قالكمازة لا قرت بالولد :ححا كفب أل وانا عجور كيرة شيخة 
عقيم» وزوجي في سن الشيخوخة لا يولد لمثله» إن هذا الخبر لشيىء عجيب 
غريب عادة. 


فأجابتها الملائكة: كيف تعجبين من قضاء الله وقدره. أي .لا عجب من أن 


للد )1١(‏ - مرج : /١١‏ و-دن | فد 





يرزقكما الله الولدء وهو إسحاق» فإن الله لا يعجيرة نتيء في الكون وغو عل 
كل شيء قدير: (إِنّمَآ أمرُ د ناد سيا أن يَقُولٌ َه كن يكو ©2 


[يس: 85/"56] . 


فإن رحمة الله الواسعة وبركاته الكثيرة عليكم يا أهل بيت النبوة» وقد 
تُوورثت النبوة في نسل إبراهيم إلى يوم القيامة» إنه تعالى ا محمود في جميع أفعاله 
وأقواله. المستحق لجميع المحامدء الممجد في صفاته وذاتهء الكثير الخير 
والإحسانء فهو محمود ماجد. ش 

ثم أخبر الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام أنه لما ذهب عنه الخوف من 
الملائكة حين لم يأكلواء وبشروه بعد ذلك بالولد. وأخيروه مبلاك قوم لوطء 
وعلم أنهم ملائكة العذاب لقوم لوطء أخذ يجادل الملائكة وهم رسل الله في 
قوم لوطء وجعلت مجادلتهم يحادلة لله ؟ لأنهم جاؤوا بأمره. 

لأن إبراهيم حليم غير متعجل بالانتقام من المسيء إليهء كثير التأوه مما 


يسوء الناس ويؤلمهم» ويرجع إلى الله في كل أموره»ء أي إن رقة قلبه وفرط 
ر حمته جلته على المحادلة. 


فأجابته الملائكة: يا إبراهيم أعرض عن الجدال في أمر قوم لوطء إنه قد 
جاء أمر ربك بتنفيذ القضاء والعذاب فيهم» وإنهم آتيهم عذاب غير مصروف 
ولا مدفوع عنهم أبداًء لا بجدال ولا بدعاء ولا بشفاعة ونحوها. 
فقه الحياة أو الأحكام 

أرشدت القصة إلى مايل : 

- تبادل السلام بين الملائكة وبين الأنبياء» فقد سل الملائكة على 
إبراهيم عليه السلام بقوهم : سلاماًء» كما 3 تقول : قالوا خيراًء فرد عليهم 
بتحية أحسن» فقال: سلام عليكم. 


1.24 ش ليه -)١١(‏ شوج : /1١١‏ 54-كل 


؟ - دلت الآية أن من أدب الضيف أن يُعجَل قِراه» فيقدم الموجود الميسر 
في الحال. ثم يتبعه بغيره إن كان لديه شىء وسعةء ولا يتكلف المفقود غير 
المستطاع الذي يتضايق به. 


والضيافة من مكارم الأخلاق» ومن آداب الإسلام» ومن خلق النبيين 
والصاحين. وهي سنة وليست بواجبة» لقوله كَكِ فيما رواه البخاري عن أبي 
شريح» وأحمد وأبي داود عن أبي هريرة: «الضيافة ثلاثة أيام» وجائزته يوم 
وليلة» فما كان وراء ذلك» فهو صدقة». وقوله يَكلةَ فيما رواه الشيخان 
والنسائي وابن ماجه عن أبي شريح وأبي هريرة: «من كان يؤمن بالله واليوم 
الآخر فليكرم جارهء ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه». 

واغخاطب بالضيافة أهل المدن أو الحضر والبادية في رأي الشافعي» وقال 
مالك: ليس على أهل الحضر ضيافة» لحديث القضاعي عن ابن عمر قال: 
قال رسول الله يَكهِ: «الضيافة على أهل الوَبّره وليست على أهل المدّر؛ لكنه 
حديث لا يصحء كما قال القرطبي. 

والسنة إذا قُدّم للضيف الطعام أن يبادر المقدّم إليه بالأكل؟ فإن تكريم 
الضيف من مضيفه تعجيل التقديم» وتكريم صاحب المنزل من ضيفه المبادرة 
بالقبول. فلما قبض الملائكة أيديهم» تخوف إبراهيم» أن يكون وراءهم مكروه 


يقصدلونه. 

ومن أدب الطعام: أن ينظر المضيف في ضيفه. هل يأكل أو لا؟ وذلك 
بلمح نظر سريع» لا بتأكيد النظر. روي أن أعرابياً أكل مع سليمان بن عبد 
الملك. فرأى سليمان في لقمة الأعرابي شعرة» فقال له: أزل الشعرة عن 
لقمتنك؛ فقال له: أتنظر إلي نظر من يرى الشعرة في لقمتى؟! والله لا أكلت 


م - مشاركة الزوجة لعواطف زوجها أمر مستحسن » فإن سارّة ضحكت 


ليه )١١(‏ - مو : /١١‏ ك7 هق 





استبشاراً بتعذيب قوم لوطء لكراهتها خبائئهم» قال الجمهور: هو الضحك 
المعروف. وأنكر بعض اللغويين أن يكون في لغة العرب: ضحكت بمعنى 
حاضت. 

- من السنة قيام المرأة بخدمة الرجال الضيوف بنفسهاء وترجم البخاري 
لحديث في ذلك: «باب قيام المرأة على الرجال في العْرّس وخدمتهم بالنفس» 
قال القرطبي: ويحتمل أن يكون هذا قبل نزول الحجاب. 

هَ - امتنع الملائكة من الطعام؛ لأنهم ملائكة» والملائكة لا يأكلون ولا 
00 - أتوا اهم في صورةالأضاف ليكوو على صفة جبها» وهر 


00000 لا نأكل 
لاما إلا بثمن ؟ فقال لهم : «عُنه أن تذكروا الله في أولهء وتحمدوه في آخره» 
فقال جبريل لأصحابه: بحق اتخذ الله هذا خليلاً.. 

ودل هذا على أن التسمية في أول الطعام» والحمد في آخره مشروع في الأمم. 

,ا - إن رحمة الله متكائثرة» وبركاته على أهل بيت النبوة متعاقبة» فكان 
التيشين بولادة ولد لزوجين عجوزين معجزة خارقة للعادة» وتخصيصا لنبة 
النبوة بكرامة عالية رفيعة» والله تعالى قادر على كل شيء» وإنه حميد مجيدء فلا 


هَ - إن جدل إبراهيم في شأن إهلاك قوم لوط ليس من الذنوبء» بدليل 
إيراد المدح العظيم عقبه بقوله تعالى: «إِنَّ بهم لَسَلِمُ أده مب 62 أي 
إن رقة قلبه وفرط رحمته وسعة حلمه حملته على المجادلة» التى كان المراد منها 
سعي إبراهيم في تأخير العذاب عن قوم لوطء رجاء إقدامهم على الإيمان 
والتوبة من المعاصي. 


فرق لوه -)١١‏ شوج : /1١‏ لالم 





ة - دلت آية «رَحَتُ الله وَرَكَكْمٌ عَلَكيْ أَهْل الْنْتنْ4 على أن زوجة 

الرجل من أهل البيت» رأف توا الأ شان من (من اليف فعائشة رضي الله 

٠‏ 5 ]ا 5 ١‏ وم م0 

عنها وغيرها من جملة أهل بيت الني كَكه؛ وممن قال الله فيهم: « وهر 
تطهيرا 6 [الأحزاب: 808/88 . 

قصة لوط عليه السلام مع قومه 

2 وراك د ا اس م ل عا لحك 2 ام سو اخ هاخا 

0 ة اه تال هداوم عضب 

9) وام مَوْمُمُ مجَرَعْونَ إِلّهِ ومن مَل كنأ يَعْمَلُوْنَ اَلسَكَاتٍِ قَالَّ يمو 


2 
1 ب دير 


قال 
رار ع د ل ود لمر ئظ م عر 
لله ترد صق اف يكل رشيد 


ور 2 ساح سر سر سس 34 5 58 2 رتم - بر م7 
09 دالوأ او َكَ من حَقٍ وَإِنَكَ لعل ما نيد (3©) قال لو أن لي 
2 َِ ص ا جس مره وير 0 0 ره ركه 
بكم قر أو ءاوى ِل رَهْنِ سَّدٍ بد 3 فَالْواْ يَلُولٌ و يِكَ أن يصِلوا ليك 
24 سر 4 5-7 0 0-7 2007 ١‏ وم خ-خز تم 2 و عو وم 
فشر بأهزاث بقطع من 1 3 يلئفِتٌ منحكم أحد إلا ام أنك إنه صد 
سم 6س سوس اي م ميرو م يروو كي م 9 0 روت عا دعر 
مآ أَصَابَهمَ إِنَّ مَوْعِدَهَمْ الصّبَحٌ ألِيْسَ ) بخ بكرب 9 فَلَمَا جا أنرنا جَمَلنَا 
ل 


35 20004 
0000000 2 


عَيلِيَهَا سافلها وَأْمَطْرْنًا عَلَتَهَا حِجَارَهٌ مَن سِجِلٍ مَنصُود (©) سَوَّمَةَ عِندَ 
1 جٍ نهر يي 5-1 #0 0 
رَيكَ وَمَا هّ مِنَّ الظبلييت بَعِيدٍ 7©)» 


وقرأ أو عمرو: (رَسُلنا). 
سى) : 


قرأ نافع» وابن عامرء والكسائي بإشمام كسرة السين الضم. وقرأ الباقون 
بالكسرة الخالصة. 


لو )١١‏ - موي : /1١‏ الام فرق 





(صَيْق). 

وقرأ نافع» وأبو عمرو (ضيفيّ). 

(تأتر» : 

قرأ نافع» وابن كثير (فاشر). 

وقرأ ابن كثير» 3 عمرو (إلا امرأئك). 

(جة أنبنا) : 

تقدم في القراءات للآيات (11-1755) 
الإعراب: 


ومرَعُنَ4 في موضع الحمال. 


(مَوُلة باق هن طهر ل 22 كولج . مبتدأ» كه عطف بيان» 
وده 4 ضمير فصل » و« ْهرُ 6 خير المبتدأ. 


| في صَيْضَ4 وحَدَ الضيف وإن كان جمعاً في المعنى؛ اا ل 
مصدر يصلح للواحد والاثنين والجماعة. 


كه 


0 َك لي 2-9 قو «4 حرف امتناع لامتناع وجوابه محذوف 
يره: َخُلْت بينكم وبين ما *ممتم به من الفسادء والحذف هاهنا أبلغ ؛ لأنه 
يوهم تعظيم الجزاء. وطءارى» منصوب بأنء .ليكون الفعل معها بتأويل 
المصدر معطوفاً على و6 وتقديره : لواادي يكم فر أو آوي. مث قول 
ميسون بنت الحارث أم يزيد بن معاوية: 


ولعبيس عياءة ل أحبٌ لي من ليس الشفوف 


فق للد 10 - شر : /1١‏ الاسم 


أي: وأن تقر عيني. 


7 2 0 


ويرفع 0 .البدل من ث4 الوا بالنهي 7 يت في 0 المبرد 
الخاطب» ولفظه لغيره» كما تقول لغلامك: لا يخرج فلان» أي لا تدعه 
البلاغة: 

( ليس َك 0 رَشِيل 4 استفهام معناه التعجب والتوبيخ. 


«أو وى إِكَ رهن سَدِيدِ4 استعارة» والمراد بها قومه وعشيرته؛ لأن 
الإنسان يلجأ إليهم ويستند كالاستناد إلى ركن. 


«عَبلِيَهَا سَافلها4 بينهما طباق. 
المفردات اللغوية: 


(ىة م4 ساءه مجيئهم وحزن بسببهم؛ لأنهم جاؤوا في صورة غلمان» 
فظن أغهم أناس» فخاف أن يقصدهم قومه» فيعجز عن مدافعتهم .9 وَضَاقَ 
بهم ذَرَعَا4 أي ضاق صدره بمجيئهم وكرههء وهو كناية عن شدة الانقباض» 
للعجز عن مدافعة المكروهء يقال: مالي به ذرع أي مالي به طاقة «إ[عصِيدبٌ 46 
شديد الأذى .2 بْرَعْونَ4 يسرعون» يقال: فرع وأهرع : إذا حمل على 
الإسراع (وَين بَِتلُ4 قبل مجيئهم « نوأ يعْمَلُونَ لكا تِ 6 الفواحش وهي 
إتيان الرجال في الأدبار .«هَولَاءَ بنَاق4 فتروجوهن «هنَّ أَظْهَرُ هذ 
أنظف فعلاً أو أقل فحشاًء وقال أبو حيان: الأحسن أن تكون الإضافة 
مجازية أي بنات قومي» أي البنات أطهر لكم؛ إذ النبي يتنزل منزلة الأب 
لقومه. وفي قراءة ابن مسعود: «النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه 
أمهاتهم ‏ وهو أب لهم» ويدل عليه: فيا قيل: لم يكن له إلا بنتانء وهذا 


لدع ١7‏ - موق : /1١‏ الاسام يايد 





بلفظ الجمع» وأيضاً فلا يمكن أن يزوج ابنتيه من جميع قومه. وقيل: أشار إلى 
بنات نفسه )» وندبهم إلى النكاح؛ إذ كان من سنتهم تزويج المؤمنة بالكافر. 
وقيل : (أحل وأطهر) ليبس أفعل التفضيل ؛ إذ لا طهارة ف إتيان الذكور. 
سك 2 8 ع - 

(ولا حْرُونٍ 4 تفضحوني. من الخزي» أو لا تخجلوني من الخزاية بمعنى ال حياء 
«إفى. صَيْفِىَ أضيافي» يطلق الضيف على الواحد والجمع لإرَشِيدٌ 4 ذو رشد 
وعقل بهتدي إلى الحق ويرعوي عن القبيح لإ مِنَ حَيٍ 4 من حاجة 9 لعا ما 
زِيدُ4 من إتيان الرجال. 


9و أَنَّ لي يك ره طاقة أي لو قويت بنفسي على دفعكم إأوٌّ او ِل 
ٍِ سَرِيدٍة قوي أمتنع به عنكم أو عشيرة تنصرني» لبطشت بكم «إأن 
يَصِدا يك 4 سوء (تآتر بأمَلِلِكَ بطي » طائفة أو بقية من الليل» 
والشرى : السير ليلاً (ولا يلدت سنك أ-ذ) ولا يتخلف أو ولا 3 
ورائه» والنهي في اللفظ لأحدء .وي المعنى للوطء وسبب النهي ألا 
عظيم ما ينزل بهم ( إِلَّا َلك © فلا تسر بها © إِنَُ ل شيا 2 سا6 تعليل 
بطريقة الاستئناف» قيل: إنه لم يخرج بباء وقيل : خرجت والتفتت فقالت: 
واقوماه» فجاءها حجر فقتلها .إن مَوْعِدَهُمَ الصّبَحْ4 كأنه علة الأمر 
بالإسراءء أو قد سألهم عن وقت هلاكهم» فأخبروه بذلك. 


71904 


كلما جآ أَنرنا4 عذابنا أو أمرنا به «جَعَلَمَا عَنلِيَهَا4 أي قراهم 
ف سَافِلّهَا4 بأن رفعها جبريل إلى السماء وأسقطها مقلوبة إلى الأرض «إمّن 
سِييِلٍ4 طين طبخ بالنارء بدليل آية أخرى «لِرْسِلَ عَلهمَ حِجَارَةٌ مّن طن 
© [الذاريات: ]"/0١‏ أي طين متحجر. 


2  آآذ‎ 


«(مَضود 6 متتابع منظم ومعد لعذابهم «[ هْسَوّمة 4 معلمة للعذاب» أي لما 
علامة خاصة عند ربك أي ف خزائنه فرِوَمَا 4 الحجارة أو بلادهم هرمن 
الظبلييرت ِسَعِي د أي أهل مكة وأمثاهم. وهذا وعيد لكل ظالمء روي عن 


يق ليه -)١7(‏ هرج : /1١١‏ الاسم 


البي يَلِ أنه سأل جبريل عليه السلام» فقال: يعني ظالمي أمتك» مامن ظالم 
منهم إلا وهو بمعرض حجر يسقط عليه من ساعة إلى ساعة. 


هذه هي القصّة الخامسة من القصص المذكورة في هذه السّورة» وهي قصة 
لوط عليه السّلام» وقوم لوط: أهل سدوم في الأردن. قال ابن عباس : 
انطلقوا من عند إبراهيم إلى لوط (ابن أخي إبراهيم) وبين القريتين أربع 
فراسخ» ودخلوا عليه على صورة شباب مُرّد من بني آدم» وكانوا في غاية 
الحسن. ولم يعرف لوط أنهم ملائكة الله. 


التفسير والبيان: 


ولما جاءت رسلنا من الملائكة لوطأ بعدما أعلموا إبراهيم ببلاكهم هذه 
الليلة. وكانوا:ي أجمن صورة بهيئة شباب حسان الوجوهء ابتلاء من الله 
فساءه شأ أخهم ومجيئهم» وضاقت نفسه بسببهم ؛ ؛ لأنه ظَنّ أنهم من الإنس» 
فخاف عليهم خبث قومه» وأن يعجزوا عن مقاومتهم. وقال: هذا يوم 
عَصَيين أي شديد البلاء. 


(223 حرم تترعون د وجاء الوط قرمة: عذدي <-سهوو ا بالشيرف 
وقدومهم» بإخبارامرأته قومهاء يسرعون ويبرولون من فرحهم بذلك» لإتيان 
الفاحشة» وليس ذلك غريباًء فإنهم كانوا قبل مجيئهم يعملون السَّيئات 
ل ؛ حتى أخذوا وهم على تلك 
الخالء كما حكى الله عنهم: (أ كال ولتطغرن اليل 
ا ف كاديكم الْشكر 64 [العتكبوت: 14/14] أي ظلوا يقترفون 
الفاحشة إلى وقت المحلاك. 


«(قَالٌ يَمَومِ مَتؤْلآةِ4 قال لوط: يا قوم» هؤلاء البنات فتزوّجوهنٌ» والمراد 


لدع )1١(‏ - موق : /١١‏ الاثم ارق 


بنات القوم ونساؤهم؛ فإن النبي لاق عوالة الوالة كما قالدايه عناس» 
فأرشدهم إلى ما هو أنفع لهم في الدّنيا والآخرة» كما قال لهم في الآية 
ءِِ ومقو م مادم ال صدا مر اسم بجمسر سساو سس سدس شل سم سك لح 
الأخرى: « لَوْنَ الذَدَانَ ين العَلِيبنَ ©) وَيَدَرنَ ما حَلَقَ لك ركم ين . 


00 و م5 هوه وج مرو 


أنواجكم بل أنتم قوم عادوقت 2 [الشعراء: 75/ ]١177-١76‏ » قال مجاهد وقتادة 
وغير واحد: لم يكنَّ بناته» ولكن كنّ من أمتهء وكل نبي أبو أمته. وقال ابن 


جبير: يعني نساءهم هنّ بناته» وهو أب لهم. 


« توا أللَه4 أي فاخشوا اللهء واقبلوا ما آمركم به من الاقتصار على 
نسائكم» ولا تفضحوني أو لا تخجلوي في ضيوني» فإن إهانتهم إهانة لي. 


أليس منكم رجل فيه رشد وحكمة وعقل وخير يقبل ما آمر به ويترك ما 
أخبى عنه» ويهديكم إلى الطريق الأقوم. 

قالوا: لقد علمت سابقاً ألا حاجة لنا في النّساء ولا نشتهيهنّ» فلا فائدة 
فيما تقول» وليس لنا غرض إلا في الدكورء وأنت تعلم ذلك مناء فأي فائدة 
في تكرار القول علينا في ذلك؟ والمراد أنهم صمموا على ما يريدون. 


قال لوط لقومه متوعّداً : لو كان لدي قوة تقاتل معي» أو عشيرة تؤازرن 
وتنصرني عليكم» وتدفع الشَّرٌ عيني» لكنت قاتلتكم وَحُلْتٌ بينكم وبين ما 
تريدون. 

وبعد هذه الخاوف من الفضيحة الى أقلقت لوطا على ضيفانه» بشرته 
الملائكة بنجاته منهم وهلاكهم بالعذاب: «قَالوا ينوط إنَا ول رَيْكَ6 أي 
قالت الملاتكة للوط: إنا رسل ربّك أرسلنا لنجاتك من شرهمء وإهلاكهم» 
لن يصلوا بسوء إليك ولا إلى ضيوفك» وحيتتذٍ طمس الله أعينهم» فلم 
يعودوا يبصرون لوطا ومن معهء كما قال تعالى: « وعد راودوة عن ضيفهء 
ميا ع هَذُوقواْ عَذَاى ودر [القمر: 9//54*] . 


فرق ليء 1١‏ - شر : /1١‏ الاثم 


(تآشر بِمَلِلكَ)4 أي فاخرج من هذه القرية في جزء من الليل يكفي 
لتجاوز حدودهاء كما قال تعالى: «كَلَْرَحَنًا من كن فبًا مِنّ الْمَؤْمننَ © ما 
وسَدَنا فا عَيْرَ بَتِ مْنَّ الْمْسَلِينَ (7) 4 [الذاريات: ١ه/‏ معدم . 

علا يَلَقِتَ4 أي ولا ينظر أحد منكم إلى ما وراءه أبداً. حتى لا يصيبه 
شىء من العذاب» أو يتعاطف معهم » وامضوا حيث تؤمرود. 


(إِلَّا نأك » أي امض بأهلك إلا امرأتك فلا تأخذها معكء إنه 
مصيبها ما أصابهم من العذاب؛ لأنها كانت كافرة خائنة. 


ثم ذكر علّة الإسراء ليلاً» فقال: 9إنَّ مَوْعِدَهُمُ أَلصّبَْح4 أي إن موعد 
عذابهم وبدأه هو الصّبح من طلوع الفجر إلى شروق الشّمسء كما قال تعالى: 
و 


هدي العريمة مقرو 07 4 وس ا 
ىم رديت 49 [الحجر 


أليس موعد الصّبح بموعد قريب» وسبب اختيار هذا الوقت كونهم 
متجمعين في مساكنهم. روي أنبهم لما قالوا للوط عليه السّلام: 9إِنَّ مَوْعِدَهُمْ 
لصّبَحْ 6 قال: أريد أعجل من ذلك» بل الساعةء فقالوا: « اليس الصبح 
قريب قال المفشرون: إن لوطأ عليه السّلام لما سمع هذا الكلام» خرج بأهله 
في الليل. 

فلما جاء أمرنا بالعذاب» وكان ذلك عند طلوع الشّمسء ونفذ قضاؤناء 
جعلنا عاليها وهي سدوم سافلهاء وخشفنا بهم الأرض» وأمطرنا عليهم 
حجارة من طين متحججرء منضد بعضها فوق بعض وتتابع في الآزول عليهم. 
مسوّمة أي معلّمة للعذاب» عليها علامة خاصة عند ربّك أي في خزائنه. 
كقوله تعالى : ( وَالْموْلفْكة هو © فَصَمَّلهًا م سٌُُ 49 [النجم: 07/ 4-57 0] 


لدع 230 - شو : ١ل‏ لالالام ' ا 





وفي التفسير: أمطرنا في العذاب» ومطرنا في الرحمة. 


ثم ذكر الله تعالى العبرة من القصة متوعّداً بها كل ظالم فقال: «إوَمَا هىَ مِنَ 
الطبليت بَعِيدٍ 4 أي وما هذه الثقمة أو تلك القرى التي وقعت فيها ممن 
تف بن ل طلمهع عامل سك بعد سه الور اندتعا رسع جاء قال 
أنس: سأل رسول الله يَكهِ جبريل عن هذاء فقال: يعني عن ظالمي أمتك» ما 
من ظالم منهم» دوعر سرض عبر يف علد ايامة ل باع وفي 
هذا عبرة للظالمين في كل زمان ومكان. وجاء «بَعِيدٍ4 مذكراً على معنى 
بمكان بعيد. 20 


1 5 ل سس و ل سي 2 ا قم سس سم 

ونظير الآية: «إ َي لنمرون لديم مصيحين © ,لل أفلا وك 
2 [الصافات: 99/ /138-179] »ع أي وإنكم لتمرّون على ديارهم ف أسفاركم 
نماراً أو ليلآء أفلا تعقلون وتتدبّرون بما نزل بهم 


فقه الحياة أو الأحكام: 


ع 


دلت قصة لوط عليه السّلام مع قومه على ما يأتي 


َه 


١‏ - إن المؤمن يغار على حرمات الله» ويستبق وقوع الحوادث استعداداً 
للبلاء قبل نزوله» لذا استاء لوط عليه السّلام من مجيء وفد الملائكة (ملائكة 
العذاب الذين بشَّروا إبراهيم يم بالولد) وضاق صدره بمجيئهم وكرهه. وقال: 
هذا يوم شديد في الح 


الما خرجت الملائكة من عند إبراهيم» وكان بين إبراهيم وقرية لوط أربعة 
فراسخ . بصرت بنتا لوط - وهما تستقيان - بالملائكة» ورأتا هيئة حسنة؛ 
ا ل ا ع ا ل 
قالتا: فإن أهلها أصحاب الفواحش؛ فقالوا : أبها من يضيفنا؟ قالتا : نعم! 
هذا الشيخء وأشارتا إلى لوط ؛. ذ فلما رأى لوط هيئتهم خاف قومه عليهم. 


ليق لله (؟1) - هوج : /1١١‏ الاسم 





؟ - كان مجيء القوم مسرعين بقصد ارتكاب الفاحشة دليلاً مادياً محسوساً 
للملائكة وغيرهم على استحقاقهم العذاب الأليم والعقاب السريع. وكان 
سبب إسراعهم ما روي أن امرأة لوط الكافرة» لما رأت الأضياف وجالهم 
وهيئتهم»؛ خرجت حت أتت مجالس قومهاء فقالت لهم: إِنّ لوطأ قد أضاف 
الليلة فِنِيةِ» ما ري مثلهم جمالاً؛ وكذا وكذاء فحيئئظٍ جاؤوا بمرعون إليه. 


ويذكر أن الرّسل لما وصلوا إلى بلد لوط» وجدوا لوطا في حرث (بستان) 
له. وقيل : وجدوا ابنته تستقي ماء من بر سَدُوم. . إلخ ما ذكر سابقاً. 

*" - كان قوم لوط يعملون السَّيئات» أي كانت عادتهم إتيان الرّجال» 
فلما جاؤوا إلى لوطء وقصدوا أضيافه قام إليهم لوط مدافعاًء وقال: هؤلاء 
بناي» أي أرشدهم إلى التّروج بالنساءء وإيثار البنات على الأضياف. 


وقيل: نديهم في هذه الحالة إلى التكاح» وكانت سنّتهم جواز نكاح الكافر 
المؤمنة؛ وقد كان هذا في أول الإسلام جائزاً ثم نسخ؛ فزوّج رسول الله يلل 
بنتأ له من عُقْبة بن أبي لهبء. والأخرى من أبي العاص بن الرَّبِيع قبل البعثة 
والوحي» وكانا كافرين. 


وقال جماعة من المفسشرين كمجاهد وسعيد بن جبير: أشار بقوله: (إ باق 
إلى النساء جملة؛ إذ نبي القوم أب لهمء ويؤيّد هذا أن في قراءة ابن مسعود: 
«النّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم» وأزواجه أمهاتهم» وهو أبٌ لمم»» والظاهر 
أن هذا هو أمثل الآراء وأقربها إلى الصحة. 

- إن الكر بم الهم الأبي هو الذي يحافظ على كرامة ضيوفه» لذا قال 
لوط: « كتقو أله ولا عَحَرُونٍ ف سيق » أي لا عبينوق ولا تذلوق. 


روك رو 


م وبخهم بقوله: « ليس من رَجَلْ رَشِيدٌ 4 أي شديد يأمر بالمعروف 
وينهى عن المنكرء أو ذو رشدء أو راشد أو مرشد أي صالح أو مصلح. 
والرشد والرّشاد: الهمدى والاستقامة. 


لله )1١(‏ - شو : /1١١‏ الاسم كرف 


مه - من ألف الفساد والفحش بَعْد عن الصّلاح والظهرء لذا قال قوم 
لوط : للْقَدَ عَِصَتَ مَا لنَا في بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍ» أي ليس لنا إلى بناتك رغبة ولا هنّ 
. نقصدء ولا لنا عادة نطلب ذلكء» فإن نكاح الإناث أمر خارج عن مذهبنا أو 
طريقنا الذي نحن عليه» ولا حاجة لنا بالبنات» أو لأنك لا ترى مناكحتناء 
وما هو إلا عرض لا جدّية فيه فقوله: «إمِنْ حَقّ» أي ما لنا في بناتك من 
حاجة ولا شهوة. 1 

ثم أعلنوا عن شهوتهم فقالوا: «وَإِنَكَ لعَلَدُ ما زدْ4 إشارة إلى الأضياف» 
والرّغبة في إتيان الذكورء وما هم فيه من الشّهوة. 

5 - لم يجد لوط عليه السّلام سبيلاً للرّدع والإرهاب إلا التهديد وإظهار 
الغضب والضَّجر من موقف قومهء واستمرارهم في غيّهمء وضعفه عنهم 
. وعجزه عن دفعهم» فتمئى لو وجد عوناً على ردّهمء وقال على جهة التفجع 
والاستكانة: (لَرٌ أَنَّ بي بكم قر أي أنصاراً وأعواناً» لرددت أهل الفسادء 
وحلت بينهم وبين ما يريدون» أو لو أجد ملجأ ألجأ وأنضوي إليه من قبيلة أو 
عشيرة تؤازرني ضدّ البغي والبغاة» والظلم والظالمين» والفسق والفاسقين. 
وهو دليل على أن لوطاً كان في غاية القلق والحزن بسبب إقدام أولئك 
الأوباش على ما يوجب الفضيحة في حقّ أضيافه. 

؟ - لما رأت الملائكة حزن لوط عليه السّلام واضطرابه ومدافعته» عرّفوه 
بأنفسهم: (فَالْوْ ينوط إِنَآ وَسُلُ ريك فلما علم أنهم رسلٌ» مكن قومه من 
الدُخول» فأمرٌ جبريل عليه السّلام يده على أعينهم فعمواء وعلى أيديهم 

وطمأنوه بقوهم: إن بَصِْوَأ ليك بمكروه» وكان كلام الملائكة متضمّناً 
أنواعاً خمسة من البشارات هي : أنهم رسل الله وأن الكفار لن يصلوا إلى ما 
مموا بهء وأنه تعالى بلكهم» وأنه تعالى ينجيه مع أهله من ذلك العذاب» وأن 
ركنه شديد» وأن ناصره هو الله تعالى. 


اك لدع )1١‏ - شر : /1١‏ الاسام 


م - اقتضت رحمة الله تعالى وعدله إنجاء المؤمنين وإهلاك الكافرين» وتلك 
معجزة لني وتكريم لمن آمن معه» وردع للظالمين وإرهاب للكافرين. فأنقذ الله 


لوطا وأهله وهم بنتاه إلا امرأته. وأهلك قومه. 

ة - كان إهلاك قوم لوط ما بين طلوع الفجر إلى شروق الشمس بقلب 
جبريل عليه السلام قرى قوم لوط وجعل عاليها سافلهاء وهي خمس: سَّدوم 
(وهي القرية العظمى) وعاموراء ودادوماء وضعوة» وقتم. 1 

أي أن العذاب له وصفان: الأول: قوله تعالى: «إجَعَلَنَا عَبلِيَهَا 
حافلّهَا4؛ ثم قلبها دفعة واحدة وضريها على الأرض» والثاني قوله تعالى: 
(وَأْمَطْرَنًا عَلَتَهَا حجَارةٌ ين سِجِلٍ). 

وكان هذا العمل معجزة قاهرة من وجهين: 

أحدهما - أن قلع الأرض وإصعادها إلى قريب من السماء فعل خارق 
للعادة. 

والثاني - أن ضربها من ذلك البعد البعيد على الأرض» بحيث لم تتحرك 
سائر القرى المحيطة بها بتاتاً أمر عجيب. 
ذلك الموضع معجزة قاهرة أيضاً. ‏ ' 

: وصف الله تعالى الحجارة التي رمي بها قوم لوط بصفات ثلاث هي‎ - ٠ 

الأول - كونها من سججيلء أي الشّديد الكثير» أو الطين المتحجر. 

الثانية - قوله تعالى: «[ مَنضُودٍ 6 أي متتابع » أو مصفوف بعضه على 
بعض» أو مرصوص. 

الثالثة - «مُسَوَّمَة4 أي معلّمة» من السّيما وهي العلامة» أي كان عليها 
أمثال الخواتيم. 


لدع 07 - شو : /(١‏ الاسم 44١‏ 





وقوله تعالى: «إعِنْدٌ رَيَلتَ قال الحسن: دليل على أنها ليست من -حجارة 
الأرض. 

وقوله تعالى: «وَمَا هىّ مِنَ الطدلويت ,ِبَعِي و يعني قوم لوط؛ أي لم تكن 
تخطئهم. وهي أيضاً عبرة لكل ظالم من أهل مكة وغيرهم. روي عن التي وَل 
أنه قال: «سيكون في آخر أمتي قوم يكتفي رجاهم بالرّجال» ونساؤهم 
بالنساءء فإذا كان ذلك» فارتقبوا عذاب قوم لوطء أن يرسل الله عليهم 
حجارة من سججيل». ثم تلا رسول الله كلهِ: (وَمَا هىَ من الظبليببت ببَعِيد4. 


عمد 


١‏ - دل قوله تعالى: «وَأْمَطَرَيًا عَلَنِهَا حِجَارَةٌ يّن سِبَبِلٍ) على أن من 
فَعَل فِعْل قوم لوط. حكمه الرجم» كما تقدم ف سورة الأعراف. 


1 


20 


تووم 
عز 
ع 


3 


2 
١ 
سار‎ 


نا شيا 
"جنا" 
اك 


0 
د 


ص 


- 


ندا 
0 


ضعيفا 


وم قوء 


م لوط 


ند 
2 
وو 
ِ 


رهم 
4 


- 


د 
ولو 
برخت 
ا 
_- 
القراءات: 


ل 


لخر ير 
ودؤود 
مه 

ا 


ورا 


24 


2 
مجر 
من 


4 ومرن 1ل هو 
و 


الو 
2 0 
كه 

الذِين ء 


عملوا 


أ 


مَنِحكم 
كو 
7 
1 
كن 
مو 


ل 


رط 
متك 


بمسعيبا) 


و 


ا 


وو 


5-14 
رو 
عر - 
ب 


لير 
0 
ذأ[ ته 
و 
> © 6 
9 2 


| 


صرح سر 


سعيدكل. 
لم يو 
2 


الك 
ري 
ا 
1 في 
رديقف 
0-0 
معة ير 
نَ 


( 


39 


جم 
2< 


وم 


خلنموه ور 


4 


و 


أ 


م 


2 
8 


م 
- 
38 


عي 


ل 
ورزقنى منه 


الحلية 
:3 رِدْقا 1 
ص م همه ع 
اسَتظعت 
سْقَاقَ 1 


به الى سسا وي 
و وات + -- 
هن 

يي 


وود لعج 9 الس 
1 و 2 
2 
جا سه ١‏ روينه 5 4 
1ه 
0 
55 : 
0 وخ 
5-5 به لما إلا 
م 57ح 
ذا حادم زود 
د ١ ١‏ يدا ا 3 
لوث 3< كد 
60 5 ان 
٠‏ 5 


الس 


1 
مو متا 


"> 
7 


0 

بحوع رم 
م 

ذخ[ 

ات 


و ١‏ 
له 2 غير 
ول 
رو 


م 


و 


لنقصوأ 


مد أخأ 


57 

أل 
: 
يط 


١ 3-2 


31 
عمال 


هم 
تت 


( 


0 


هفصه 


اه 
و 


م 
الى تي 
و 


مكايا 


.9 
٠ 


م ؟١1)-‏ 


عليه السلام 


/1١١‏ 84-ه4؟و 


للدّءَ (؟١1)‏ - هرج : /١١‏ 4م-ههو ش 5 


وقرأ الكسائي (من إله غيره). 

(إن أربكم) : 

وقرأ نافع» والبزي» وأبو عمرو (إنّ أراكم). 

(َلِقَ لَمَاك) : 

وقرأ نافع وابن كثير»ء وأبو عمرو: (وإنّ أخاف). 

رسعت بالتاء فوقف عليها بالحاء: ابن كثير» وأبو عمروء والكساي. 
ووقف الباقون بالتاء. 


0 


« أصلوئلك» : 

قرئ: 

١‏ - (أصلاتك) وهي قراءة حفص» وحمزة» والكساي». وخلف. 

؟- (أصلواتك) وهي قراءة الباقين. 

(تسراً يك ) : 

بتسهيل الهمزة الثانية» وإبداها واوا خالصة. وصلاً قرأ نافع» وابن 
كثير» وأبو عمرو. 

ما يق إلا : 

وقرأ نافع» وأبو عمروء وابن عامر (وما توفيقي). 


(مِقَاقَ أن : 


55 للد -)1١١(‏ هوج : /١١‏ 4م-مه 


وقرأ نافع وابن كثير » وأبو عمرو (شقاقي أن). 

(أرَهوى أعز» : 

وقرأ نافع» وأبو عمروء وابن كثير» وابن ذكوان (أرهطيّ أعز). 

جك أمرنا): 

تقدم ف القراءات للآيات [ك*-١5].:‏ 

9 نين حال مؤكدة لمعنى عاملها: لإتَمَئرا4. 

أن فَعَلَّ).في موضع نصبء. معطوف على لاتَثرَكَ)» أي : أن نترك عبادة 
آبائنا وفعل ما نشاء في أموالنا. 

«لا عَرِمَتَكْْ سْقَاقَه4 فاعل» والضمير مفعول أولء والثاني: أن 
ام ع 5 
بصبكم ). 

(صَعِينًا 4 حال من كاف (نراك) لأنه من رؤية العين» ولو كان من رؤية 
القلت لكان مفعولا ثانيا. 

فس بتو اسم موصول بمعنى الذي في موضع نصب بتعلمون. 

(وَأَحَدّتِ الَينَ ظلَنوأ ألصَيْسَةُ4 جاء بالتاء هنا على الأصل» ول يعتّد بالفصل 
بالمفعول به بين الفعل والفاعل» وقد جاء القرآن بالوجهين» وكأنه جيء بالتاء 
ههنا طلباً للمشاكلة؛ لأن بعدها: كما بعدت تُودء وأنث الفعل على لفظ 
البلاغة: 

عَدَابَ يَوْرٍ تُِيطِ» مجحاز عقلي» أسند الإحاطة للزمان الذي هو اليوم» 
مع أنه ليس بجسم والعذاب فيه. 


للد )١١(‏ - مرج : /١١‏ مدهو د 





الظهر. 
المفردات اللغوية: 


(وَإِلَ مين أي وأرسلنا إلى مدين. والمراد أهل مدين» :وهو بلد بناه مدين 
ابن إبراهيم, عليه السلام» فسمي باسمه ظأْعَبّدُوا اله وحدوه 0 
أربلحكم يَيْرٍ 4 بثروة» وسعة في اررق ونعمة تغنيكم عن التطفيف» 
أراكم بنعمة من الله تعالى» حقها أن تقابل بغير ما تفعلون» أو 0 
قاذ تزيارع كم بما أنه عله .«إناق حاف عَتَِحكُم» إن م تؤمنوا 9عَدَابَ 
يور تحيط) بكى لا يشذ منه أحد منكم» مبلككم» ووصف اليوم به مجازء 
لوقوعه فيه. 

(أرَنُا بال وَلْيرَات4ي أوفوهما بالعدل» أمر بالإيفاء بعد النهي عن 
ضده مبالغة وتنبيهاً على أنه لا يكفيهم الكف عن تعمد التطفيف» بل يلزمهم 
السعي في الإيفاء» ولو بزيادة لا يتأق دوتها .طلا مَبَحَسُوأ آلنَّاسَ 
أَفْيَآءَهُمْ 6 لا تنة تنقصوا من حقهم شيئاً ««إولا نَعْتََا فى لْرْضٍ ميدن 6 أي 
تفسدواء بنقص الحق أو القتل أو غيره كالسرقة والغارة» وكل من الجملتين 
الأخيرتين تعميم بعد تخصيص » فقول : وول كخشرا» عم من أدايكون في 
المقدار أو في غيره. وقوله: «إوَلَا سَعَنَوَ4 يعم العثو تنقيص الحقوق وغيره من 
أنواع الفساد. ١‏ 

«يَقيّثُ أَلَّه4 رزقه الباتي لكم بعد إيفاء الكيل والوزن» أو ما أبقاه الله لكم 

من الحلال بعد التنزه عما حرم عليكم (خَيْد َكمْ من البخس ومما تجمعون 
بالتطفيف إن حكنتم مُوؤْمِنِينَ مين 4 بشرط أن تؤمنواء فإن ثواب الفعل الصالح 
والنجاة مشروط بالإيمان «وَمآ أنأ عَلَيَكُم بحَفِيظٍ) أحفظكم عن القبائح» 
أو رقيب أحفظ عليكم أعمالكمء فأجازيكم عليهاء وإنما أنا نذير ناصح 


مُبلْْ' وقد أعذرت حين أنذرت. 


لهك لله -)1١١‏ هوج /١١:‏ 4م-مهو 


لمانو ستعنك 6" قالوا له اسحيواء ذه أن: دك 1١١‏ كيد :عازن 4 م 
الأصنامء أجابوا به بعد أن أمرهم بالتوحيد .أو أن عل ف أَمَوْلِنَا ما 
نَنْتوًا4 معطوف على «ما4. أي: وأن نترك فعلنا ما نشاء بأموالناء 
والمعئى: هذا أمر باطل لا يدعو إليه داع بخيرء وقصدوا الاستهزاء بصلاته. 
وكان شعيب كثير الصلوات» فخصوا الصلاة بالذكرء وقالوا: إن دعوتك لا 
يؤيدها داع عقلي» وإنما دعاك إليه خطرات ووساوس من جنس ما تواظب 
عليه مق الضّلاة تلت كلت العية. الكضية): قالوا" ذلك استهرات 
وتهكموا به وقصدوا وصفه بضد ذلك. والحليم : العاقل المتأني» والرشيد: 
المستقيم على الحداية الراسخ فيها. 


(دَلَ يِمَوْ أَنَمَبَثْمٌ إن كت ءآ تن من رَّقَ) إشارة إلى ما آتاه الله من 
العلم والضوة ل وناكق رينة بويع نكس »اعون كه #اعابه إل انه ولك 
إشارة إلى ما آتاه الله من الحلال» فهل أشوبه بالحرام» من البخس والتطفيف. 
وجواب الشرط محذوف تقديره: فهل يعقل لي مع هذه السعادة الروحانية 
والجسمانية أن أخون في وحيه وأخالفه في أمره ونجيه؟! وهو 0 عَمَا 
أنكروا عليه من تغيير المألوف والنهي عن دين الآباء (إِذَ ما دك عنذ) 
أذهب إلى ما نبيتكم عنه فأرتكبه .إن أَرِيِدُ إل لْمَكَمَ مَا 6 6 أي ما 
أريد إلا أن أصلحكم بالعدل. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .لوم 
فق إِلَّا بألّه)» #4 أي وما قدرتي على ذلك وغيره من الطاعات». وما توفيقي 
لإصابة الحق والصواب إلا بهدايته ومعونته .«عَلَهِ يكت فوضت أمري 
إليهء فإنه القادر المتمكن من كل شيءء وما عداه عاجز في ذاته» بل بعدوم 
ساقط عن درجة الاعتبارء وفيه إشارة إلى محض التوحيد (٠‏ وَإِليْهِ ب أنيث » 
أرجع , إشارة إلى معرفة المعاد.ء وهو أيضاً يفيد الحصرء بتقديم الصلة على 
الفعل. 


وفي هذه الكلمات طلب التوفيق لإصابة الحق من الله تعالىء والاستعانة به 


لله )١8(‏ - مرج : /١١‏ ؛مدهه /ا5 04 


في أموره كلهاء والإقبال عليه» وحسم أطماع الكفارء وعدم البالاة 
بمعاداتهم» 0-0 بالرجوع إلى الله للجزاء. 


إلا 0 م سِقَاق» كسك غلان سدسم ومعاداق 58 
أمَابٌ قَومَ ث4 من الغرق «أَوْ مم هود من الريح (أَوْ قم صَدلِجِ» من 
الرجفة «إوَمَا قوم َرْمُ لُويلٍ منحكم سَعِيدٍ4 أي منازهم أو رعق م أي 
مكاناً أو زماناًء فإن لم تعتبروا بمن قبلهم» فاعتبروا بهم. وإفراد « يبَعِيدٍ» 
إما لأن المراد: وما إهلاكهم ببعيد» أو ما هم بشيء بعيدء أو بزمان أو مكان 


تعيك. 


سا 


. «إِنَّ رَقِ بحم بالمؤمنين» عظيم الرحمة بالتائبين .« ودود محب لهم 
قاع بهم من اللطف والإحسان ما يفعل الصادق الود بمن يودّه» وهو وعد 
على التوبة بعد الوعيد على الإصرار .(كَالُوأ6 إيذاناً بقلة المبالاة .«مَا َثْمَهُ4 
ما تفهمء والفقه: الفهم الدقيق المتعمق .لإيَمَا تَمُوْلُّ4 من التوحيد. 
«صَعِيفًا 4 ذليلاً .(رقطك »4 4 عشيرتك وقومك» والرهط: من الثلاثة إلى 
العشرة «لحَنَكَ 4 4 بالحجارة (٠‏ عَرْرٍ 6 أي كريم عن الرجم. وهذا ديدن 
السفيه المحجوج يقابل الحجج والآيات بالسب والتهديد. 


« على 7 عَنَيَكُم ين أله فتتركوا قتلي لأجلهم. ولا تحفظوني لله. 
( رتم6 أي الله .« وراك طِهَرِئ 4 جعلتموه بشرككم كالشيء الملقى 
خلف الظهرء لا تراقبونه» أو كالمنسي المنبوذ وراء الظهر بإشراككم به وإهانة 
رسوله .(ميظ» علماً بما تعملون» فيجازيكم؛ لأنه لا يخفى عليه شيء 
منها. 

3900 م 4 حالتكم وتمكنكم في قوتكم .9 إن عَنِلٌّ) على حالتي. 

سَوْفَ تََلَمُوَ» الذي يعذبه الله تعالى .«( وَأَرَيَقبِوَأ4 انتظروا عاقبة أمركم.: 


سح سمه 


رق 0 منتظر. وقد سبق مثله في سورة الأنعام بالفاء : «فسوقف 


4ك ش للد -)1١١‏ هرج : /1١١‏ 4م-هو 


تَعَلَمُون 4 [الأنعام: 15/5] [ومواضع أخرى] والفاء للتصريح بأن الإصرار 
على الكفر سبب للعذاب». وحذفها هاهنا؛ لأنه جواب سائل قال: ثماذا 
يكون بعد ذلك؟ فهو أبلغ في التهويل. 

وَلَنَا بج أثْر4 بإهلاكهم .«ألصَّيَحَةُ4 صاح بهم جبريل فهلكوا. 
(جئِيت)» باركين على الرُكب ميتين .( كن غففة أي كأمم (لَرَ 4 
يقيموا .( كا بدت تَمُودْ) شبههم بهم؛ لأن عذابهم أيضاً كان بالصيحة» 
غير أن صيحتهم كانت من تحتهم. وصيحة مدين كانت من فوقهم. 


١‏ هذه هى القصة السادسة من القصص المذكورة في هذه السورة» وقد تقدم 
ذكر هذه القصة في سورة الأعراف» وجيء بها في كل موضع لعظة وعبرة 
وأحكام مختلفة » مع اختلااف ف الأسلوب والنظم. 

وتضمنت القصة هنا تبليغ شعيب عليه السلام دعوته. ومناقشة قومه له 
ورده عليهم, وإنذار شعيب هم بالعذاب» ثم وقوعه بالفعل» ونجاة المؤمنين. 

ومدين: اسم مدينة بين الحجاز والشام قرب (معان) بناها مدين بن 
التفسير والبيان: 

ولقد أرسلنا إلى مدين أخاهم في القبيلة شعيباً الذي كان من أشرفهم نسباً. 
فقال: يا قوم اعبدوا الله وحده لا شريك له. فهذا أمر بالتوحيد الذي هو 
أصل الإعان» ثم نهاهم عن التطفيف في المكيال والميزان فقال: «وَلَا لنَقْصوأ 
2 ع لام رصت عط 1 
المكيال وَالْمِِرَانَ 4 أي لا تنقصوا الناس حقوقهم في المكيال والميزان» كما 
قال تعالى: ول للَمُطَيْفِينَ © ألَدينَ إدا أكالوأ عل اناس يِسَتَوفونَ 2 وَإدَا 
لوهم أو وهم سرون 2 [المطففين: ]"-١/48«‏ والمطففون: المنقصون» 
و« سرون 4 : ينقصون. 


لد )1١(‏ - مرج : /١١‏ 4م-هو لحك 





رلك ركم بحر 4 أي إني أراكم بثروة وسعة في الرزق ورفاه في 
المعيشة» تغنيكم عن الطمع والدناءة في بخس الناس حقوقهم» وإني أخاف أن 
تسلبوا ما أنتم فيه بانتهاككم محارم الله تعالى» وإني أخشثى عليكم عذاب يوم 
يحيط بكم جميعاً» فلا يترك أحداً منكم» وهو إما عذاب الاستئصال في الدنياء 
وإما عذاب الآخرة في جهنم. 

ويا قوم وفُوا الكيل والوزن بالعدل» آخذين ومعطين» وهو أمر بالإيفاء 
بعد النهي عن البخسء للتأكيد والتنبيه على أنه لا يكفي الامتناع عن تعمد 
التطفيف». بل يلزمهم الإيفاء ولو بزيادة قليلة. 

ثم نهاهم عن النقص في كل الأشياءء فقال: «إوَلَا مَبِْحَسُوا ألنَّاسَ 
أَهْيَِهُمَ 6 والبخس : النقص في كل الأشياء» أي إياكم والظلم أو الجور في 


حقوق الناس .ولا َمَتَوَا4 العثو: الفساد التام» أي لا تفسدوا شيئاً من 
مصالح الدين والدنياء وقد كانوا يقطعون الطريق» وأنتم تتعمدون الإفساد. 


سج امع 


فقوله تعالى: «إوَلَا مَعَتَوَ4 يشمل إنقاص الحقوق وغيره من أنواع الفساد 
الدنيوية والدينية» وقوله بعدها (مفيديت 46 معناه: حالة كونكم قاصدين 
الإفسادء فلا إثم في حال الخطأ أو إرادة الإصلاح. 


(يَقيّث لَه حَيَرُ نكم أي ما يبقى لكم من الربح الحلال بعد إيفاء 
المكيال والميزان خير لكم من الحرام» وأكثر بركة وأرجى عاقبة مما تأخذونه 
بطريق الحرام» بشرط أن تكونوا مؤمنين؛ لأن جعل البقية خيراً لهم إنما هو 
متحقق في حال الإمان» وأما مع الكفر فلا خير لهم في شيء من الأعمال» ثم 
إن الإيمان حافز باعث على الطاعة» فإنهم إن كانوا مؤمنين مقرين بالثواب 
والعقاب» عملوا على تحصيل ما يؤدي إلى الثواب والنجاة من العقاب» وذلك 
خير من مسعاهم في أخذ الزائد القليل من الحرام في أثناء الكيل والوزن. 


وما أنا عليكم برقيب على أعمالكم. ولا مستطيع منعكم من القبائح» 


46 لدْءَ -)١١‏ هرج : /١١‏ 4م-ه4و 


(2 


وإنما أنا ناصح أمين» فافعلوا الحلال والواجب بدافع من أنفسكم لله عز 
وجل» ولا تفعلوه ليراكم الناس» ما علي ! إلا البلاغ» وعلى الله حساب 
الأقوال والأفعال. 

ثم ذكر الله تعالى ردّ أهل مدين على شعيب عليه السلام في الأمر بعبادة الله 
وحدهء وترك البخس أو عدم نقص الكيل والميزان. 

أقا:الرة عل الأول وهر العاف 2 الوا ستتة امرك ا 4 
أي هل صلاتك (أي الأعمال المخصوصة) - وكان شعيب كثير الصلاة - 
تأمرك بترك عبادة الآباء والأجداد وهي عبادة الأوثان والأصنام؟! قالوا ذلك 
على سبيل الاستهزاء والسخرية» وأعلنوا التمسك بطريقة التقليد في التدين 
والإمان؛ كما يقال اليوم لعالم الدين المصلح: هل علمك أو مشيختك دافع 
لك إلى ترك ما نحن عليه؟! 


وأما الردّ على الأمر الثاني وهو ترك البخس ققالوا: (أو أن تَنَعَلَ ىق 
ْنَا أي وهل صلاتك تأمرك أن نفعل في أموالنا ما نريد فعله؟ والمقصود 
بيان أخهم أحرار في أموالهم يتصرفون فيها بما هو مصلحة لحم ولا يؤدون 
الزكاة» ولا ينفقون منها شيئا في سبيل الخيرء وإنما يزيدونها بمختلف 
الوسائل» ما أمرتنا به من ترك التطفيف والبخس, والاقتناع بالحلال 
القليل» وأنه خير من الحرام الكثير» مناف لسياسة تنمية المال وتكثيره» وما 
ذلك إلا حجر على حريتنا الاقتصادية. 

والخلاصة: إن ردهم على شعيب في الأمرين تضمن إمعانهم في التمسك 
بالتقليد» وفي الطمع المادي الذي لا يبالي فيه صاحبه بالحلال والحرام. 

ثم أكدوا سخريتهم وهزأهم بقولهم: «إِنَل لت الْحَلِيم أَلرَشِيدُ4 أي 
إنك لصاحب الحلم والأناة والعقل والتروي» والرشد والاستقامة! وأرادوا 
وصفه بضد ذلك من الجهالة والطيش وسفاهة الرأي» وغواية الفعل» 
فعكسوا ليتهكموا به. 


16 4م-هه‎ /١١ ١ هرج‎ -)1١ لله‎ 





نم حسم أطماع الكفر فقال: «يَمَوْوِ أََمَيْْرَ أي أخبروني يا قوم إن 
كنت على بصيرة من رب فيما أدعو إليه» ويقين تام وحجة واضحة فيما آمركم 
به وأغباكم عنه» ورزقيي من لدنه رزقاً طيباً من النبوة والحكمة» أو رزقاً حسناً 
حلالاً طيباً من غير بخس ولا تطفيف» أخبروني إن كنت على يقين من ربي» 
وكنت نبياً على الحقيقة» أيصح لي ألا آمركم بترك عبادة الأوثان» والكف عن 
المعاصي» والأنبياء لا يبعثون إلا لذلك» فجواب الكلام محذوف. 


«ومآ أَربُ أن أُحَايِفَم إِلَ مآ أَنْبَلحكُمْ عَنَذْ4 أي لا أنباكم عن الشيى 
00 في السرء فأفعله خفية عنكمء والمراد لم أكن أنباكم عن أمر 
وأرتكبه» بل أنا متمسك به. 


ثم أكد ميكة 4 :ف إن أرية ل لْضَلَمَ4 أي ما أريد إلا أن أصلحكم 
بموعظتي ونصيحيي » وأمري بالمعروف» وخجيي عن المنكر» مدة استطاعتي 
للإصلاحء لا آلو جهداً في ذلك. وفيه إماء إلى إثبات عقله ورشدهء وإبطال 

وما توفيقي في إصابة الحق فيما أريده إلا بالله وهدايته وعونه» عليه توكلت 
في جميع أموري» ومنها تبليغ رسالتي» وإليه أنيب أي أرجع. وهذا يعني ثباته 
على المبدأ والدعوة» دون أن يخشى منهم سوءاً. 

ويا قوم» لا يحملنكم خلاني معكمء. ولا تحملنكم عداوتي وبغضي على 
الإصرار على ما أنتم عليه من الكفر والفسادء فيصيبكم ما أصاب غيركم 
وأمثالكم من العذاب والنقمة» مثل ما أصاب قوم نوح من الغرق» أو قوم 
هود من الريح .الصرصر العاتية؛ أو قوم صالح من الرجفة. 

وما حدث بقوم لوط من العذاب ليس ببعيد زماناً ولا مكاناء فإن لم 


تعتبروا بمن قبلهم» فاعتبروا بهم. 


11 للد -)1١١(‏ هوج : /1١١‏ 4م-ههو 


«(وَاسْتَغْفرِوا ربَحَكُمَْ 4 أي اطلبوا المغفرة من ربكم على سالف الذنوب من 
عبادة الأوثان وبخس المكيال والميزان» ثم توبوا إليه فيما. تستقبلونه من 
الأعمال السيئة» وارجعوا إلى طاعته» فإن ربي رحيم بمن تاب إليه وأناب» 
كثير الود وانحبة» يحب من تاب. فهو عظيم الرحمة للتائبين» كثير المودة فاعل 
بهم ما يفعل البليغ المودّة بمن يودّه من الإحسان. وهذا دليل على أن الاستغفار 
والتوبة عن الذنوب يسقطهاء ويكون سببا لخيري الدنيا والآخرة. 


وبعد أن فشلت المحاورات وامحادلات» لحأ القوم إلى الإهانة والتهديد 
وإلصاق التهم الباطلة بشعيب عليه السلام. وعدم المبالاة به. 


(تالوأ يشميب ما تَْقَهُ4 قال أهل مدين: يا شعيب ما نفهم كثيراً من 
قولك» 0006 قال الثوري: كان يقال له خطيب الأنبياء» وأنت واحد 
ضعيف. لا حول لك ولا قوة ولا قدرة على شيء من النفع والضرء ولولا 
جماعتك وعشيرتك الأقربون ومعزتهم عليناء لرجمناك بالحجارة» وليس عندنا 
لك معزة ولا تكريم» ولا حرمة ولا منزلة في الصدور. والرهط: من -الثلاثة 
إلى العشرة» ورهط الرجل : عشيرته الذين يستند إليهم ويتقوئ بهم. والمعئى 
أنك لما لم تكن علينا عزيزاً» سهل علينا الإقدام على قتلك وإيذائك. 


وكل ما ذكروه لا يبطل ما قرره شعيب عليه السلام من الدلائل» بل هو 


فوبخهم شعيب على سفاهتهم: «إقَالَ يَمَوَوِ أَرَمَطِىَ» أي يا قومي وأهلي. 
الله» والله تعالى أولى أن يتبع أمرهء وقد اتخذتم جانب الله وراءكم ظهرياً» أي 
نبذتموه خلفكم لا تطيعونه ولا تعظمونه. ولا تخافون بأسه وعقابه إن أقدمتم 
على الإساءة لنبيه ورسوله. إن ربي محيط علمه بعملكمء عالم بأحوالكم» فلا 
يخفى عليه شيء منهاء وسيجازيكم. وذلك تحذير وتهديد ووعيد. 


للع ١١‏ - موي : /١١‏ كمدمو بدك 





ولما يئس شعيب عليه السلام من استجابتهم لدعوته أعلن موقف الحسم 
والفصل فيما بينه وبينهم: «وَيَمَوْرٍ أَعْمَلْواْ عل مَكَنيحْمْ» أي يا قوم 
اعملوا على طريقتكم» واعملوا كل ما في وسعكم وطاقتكم على إلحاق الشر 
بي» فإني أيضاً عامل على طريقتي بما آتاني الله من القدرة» أي أنتم باقون على 
الكفر والضلال» وأنا ثابت على الدعوة والثقة بقدرة الله تعالى»ء وهذا تهديد 


شديد. 


سوف تعلمون من ينزل به عذاب يخزيه ويذله في الدنيا والآخرة» ومن هو 
كاذب في قوله مني ومنكمء وانتظروا ما أقول لكم من إيقاع العذاب» إِنٍ 


ده 


م ناء ما يؤيد صدقه: «زولما جة أمْربًا4 أي ولما جاء أمرنا بعذابهم» 
ونفذ قضاؤنا فيهم» نجينا رسولنا شعيباً والمؤمنين معهء برحمة خاصة بهمء 
وأخذت الظالمين بظلمهم الصيحة: وهي صوت من السماء شديد مهلك 
مُرْجفء وفي سورة الأعراف: هي الرجفة» وني الشعراء: عذاب بوم الطلة» 
وهم أمة واحدة» اجتمع عليهم يوم عذابهم هذه النقم كلهاء ؛ فأصبحوا قعوداً 
ميتين لا يتحركون» وقد اختلف التعبير في كل سورة بما يناسب الإساءة» 
ففي الأعراف هددوا بإخراج شعيب ومن معه من قريتهم» فذكر هناك 
الرجفة» وهنا أساؤوا الأدب في مقالتهم مع نبيهم فذكر الصيحة التي 
أحمدتهبم» وني الشعراء طلبوا إسقاط كسف من السماء عليهم» فأخذهم 
عذاب يوم الظلة. 


كأنهم لم يقيموا في بلادهم طويلاً في رغد عيش» ول يعيشوا فيها قبل ذلك» 
ألا بُعْداً من رحمة الله وهلاكاً لحمء كما بعدت وهلكت من قبلهم مود 
وكانوا جيرانهم قريباً منهم في الدار. وشبيهاً هم في الكفر وقطع الطريق» 
وكانوا عرباً مثلهم. 


لي لله -)١١١‏ هرج : /١١‏ 4لم-هو 


فكان عذابهم واحداً وهو الصاعقة ذات الصوت الشديد» التى زلزلت 
لاضن نا ورجفت. فخروا ميتين. قال ابن عباس رضي الله عنهما : 
لم يعذب الله تعالى أمتين بعذاب واحد إلا قوم شعيب وقوم صالح» فأما قوم 
صالح فأخذتهم الصيحة من تحتهم» وقوم شعيب أخذتهم من فوقهم. 
فقه الحياة أو الأحكام: 


دلت قصة شعيب مع قومه على ما يأتي» ومجمله: إيقاع العذاب بعد 


ا - اشتملت دعوة شعيب على جانبين: إصلاح العقيدة وإصلاح الحياة 
الاجتماعية» ففي الجانب الأول: دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك لهء 
وفي الجانب الثاني : أمرهم بإيفاء الكيل والميزان وترك البخس والنقص أو 
التطفيف» فإنهم كانوا مع كفرهم أهل بخس ونقص في حقوق الناس؛ كانوا 
إذا جاءهم البائع بالطعام» أخذوا بكيل زائد» واستوفوا بغاية ما يقدرون عليه 
وظلموا؛ وإن جاءهم مشتر للطعام باعوه بكيل ناقص. وشحوا عليه بما 
يقدرونء فأمروا بالإمان إقلاعا عن الشرك» وبالوفاء بالحق التام الكامل هيا 
عن التطفيف» علماً بأنهم كانوا بخير وني سعة من الرزق وكثرة النعم» لكن 
الطمع والشره المادي أرداهم وجعل معتهم سيئة بين الناس. 

؟ - كان عذاب أهل مدين عذاب استئصال في الدنياء ودمار عام؛ لقوله 
تعالى: 9وَإِيَ لَدَاكُ عَيِكْمْ عَدَابَ بَوْرِ نط4 وصف اليوم بالإحاطة» 
أ الإحاطة بهم؛ فإن يوم العذاب إذا أحاط بهم» فقد أحاط العذاب بهم» 
وهو كقولك: يوم شديد؛ أي شديد حره. وقيل: هو عذاب النار في الآخرة. 
جاء في الحديث الذي رواه الطبراني عن ابن عباس عن النى يل : «ما أظهر 
قوم البخس في المكيال والميزان إلا ابتلاهم الله بالقحط والغلاء». 


* - اكتفى شعيب بمرة واحدة بالدعوة إلى توحيد الإله» ولكنه كرر وأكد 


للدي )١1١(‏ - مرج : /١١‏ كمدهو هه 


النهي عن بخس الحقوق بألوان مختلفة» فأمر بالإيفاء (أي الإتمام) بعد أن نبى 
عن التطفيف تأكيداً» ووصف الإيفاء بالقسط أي بالعدل والحق» لكي يصل 
كل ذي حق إلى حقهء وأراد ألا تنقصوا حجم المكيال عن المعهودء وكذا 
الصّنجات» ثم عمم بعد التخصيص عن بخس الناس أشياءهم , أي لا 
تنقصوهم مما استحقوه شيئاً» ثم نبى عن الإفساد في مصالح الدنيا والآخرة: 
وَل موا فى الْأرْضٍ مْْسِدتَ4 أي إن الخيانة في المكيال والميزان مبالغة في 
الفساد في الأرض. 


وذكر أن البخس بطر وترف وطمعء فلم يكونوا بحاجة» وإنما كانوا بخير: 
( إن أربحكم َيْرٍ4 أي سعة في الرزق والمعيشة» وقال: «يَقِيّتُ أله حَير 
لم4 أي ما يبقيه الله لكم بعد إيفاء الحقوق بالقسط أكثر بركة» وأحمد عاقبة 
مما تبقونه أنتم لأنفسكم من فضل التطفيف بالتجبر والظلم. وشرط 
للاستقامة وجود الإبمان: «إإن حكُتشر تُرْمِين4 شرط هذا؛ لأنمم إنا 


يعرقون حنحة كوق بقنة الله فر إن كاتراموسين: 


وجعل رقابة الله في السر والعلن على كل تاجر هي الأساس والباعث على 
الخشية والطاعة وأداء الحقوق: « وما نَأ علي بحَفِيظٍ4 أي رقيب أرقبكم 
عند كيلكم ووزنكم» فلا يمكنني شهود كل معاملة تصدر منكم حق أؤاخذكم 
بإيفاء الحق. ظ 


ع 


- كانت ردود القوم المحجوجين بالأدلة والبينات في غاية الجهالة 
والسفاهة» فأعلنوا تمسكهم بالتقليد في عبادة الأوثان والأصنام» وادعاء 
حريتهم التجارية التي لا تقوم على العدل والحق» وسخروا من صلاته وعبادته 
التى كان يكثر منهاء ونالوا من صفاتهء فقالوا على سبيل الاستهزاء 
والسخرية : «أصَلَوبلك تأْممَكَ 4 ( إلى كنت الْحَلِيِمٌ ألَشِيدُ) أي أنت ذو 
سفاهة وطيش» وغواية وضلال؛ لا لشيء إلا لأن شعيباً عليه السلام أمرهم 


465 للد -)١١‏ هوج : /1١١‏ 4م-ه4و 


بترك ما كان يعبد آباؤهم!! وإنما أقروا له بذلك؛ لأنه كان مشهوراً فيما بين 
الناس بصفة الحلم والرشد. 


مه - كان من قبائحهم قرض الدراهم لتنقيص قدرهاء وكسرها لإفساد 
وصفهاء قال المفسرون: كان مما ينهاهم عنهء وعُذّبوا لأجله قطع الدنائير 
والدراهم» كانوا يقرضون من أطراف الصحاح لتفضل لم القٌُراضةء وكانوا 
يتعاملون على الصحاح عَذَاً وعلى المقروضة وزناً» وكانوا يبخسون في الوزن. 


وتلك معاص ومفاسد 3 تستحق العقاب» وتوجب رد الشهادة. 


- حسم شعيب عليه السلام أطماع الكفارء راد و" العقيدة أو في 
0 التعامل» وأعلن ثباته على مبدئه بقوله: © إِنْ أَرِيِدٌ إلا الْإمَلَمَ ما 
أسْتَطعث » أي ما أريد إلا فعل الصلاح وإزالة الفسادء وهو أن تصلحوا 
دنياكم بالعدل. 0 بالعبادة» ولم يتزحزح عن موقفه في توحيد الله 
تعالى: «أََمَيْشْمَ إن كت عَلْ يَينَوَ ين رق وثقته به وتفويض أمره إليه 
ورجوعه إليه وميم التوائب» ‏ واعتماده في الرشد والتوفيق عليه: «وما 
يَفيق إِلَّا بأد حك 589 ولد أب 4. 


وإذا كانت هذه صفاتي فاعلموا أن أمري بالتوحيد وترك إيذاء الناس هو 
دين حق» وأن مهمتي هي الإبلاغ والإنذارء» وأما الإجبار على الطاعة فلا 
أقدر عليه. 


وم يترده شعيب عليه السلام الحظة واحدة في إيفاء الحقوق وإتمام الكيل 
والميزان: « وَرَرََى مِنَهُ رِزْمًا 0 أي واسعاً حلالاً» وكان شعيب عليه 
السلام كثير المال (ومآ أَِيدُ أن أُحَالِمٌَ إِلَ مآ أنبَلكُمْ عَنَهُ4 أي ليس أنهاكم 
عن شيء وأرتكبه» كما لا أترك ما أمرتكم به. وهكذا فإن فعل النبي مطابق 
لقوله؛ لأنه الأسوة الحسنة» ولا يعقل غير ذلك. 


لوه )1١(‏ - مرج : /١١‏ 4م-هو ش /اع 





والخلاصة : إنه تعالى لما آتاني جميع السعادات الروحانية والجسمانية» وهي 
المال والرزق الحسن» فهل يسعني مع هذا الإنعام العظيم أن أخون في وحيهء 
وأن أخالفه في أمره وخهيه. 

ول تولهة ا( تق له رزهًا كاه عل أن ذلك الرزق اعصل 
من عند الله تعالى وبإعانته» وأنه لا مدخل للكسب فيه» وفيه تنبيه على أن 
الإعزاز من الله تعالى» والإذلال من الله تعالى» وإذا كان الكل من الله فإن 
شعيباً أراد القول لحم: فأنا لا أباللي بمخالفتكم» ولا أفرح بموافقتكمء وإنما 
أقرر دين الله وأوضح شرائعه. 


م - التهديد والإنذار بالعذاب قبل وقوعه رحمة بالناس ولطف بهم» لعلهم 
يرعَوُون .ويرجعون من قريب إلى الله تعالى وإلى طاعتهء» وإلى توحيده. 
والتخلص من الشرك والوثنية. وقد أنذر شعيب عليه السلام قومه أهل مدين 
بقوله: لا يكسبنكم معاداتي أن يصيبكم عذاب الاستئصال في. الدنيا» مثل ما 
حصل لقوم نوح عليه السلام من الغرق» ولقوم هود من الريح العقيم» ولقوم 
صالح من الرجفة» ولقوم لوط من الخسف,. وكانوا حديثي عهد بهلاك قوم 
لوط. 


هَ - الاستغفار والتوبة من الذنوب الماضية والتصميم على عدم العود إلى 
مثلها في المستقبل طريق النجاة والأمن من العذاب؛ لأن الله عظيم ال رحمة كثير 
الودّ وامحبة لعباده لينقذهم من العقاب. روي عن النبي كَل أنه كان إذا ذكر 
شعييا قال #ذاكا حطين الأنبياءة 

٠‏ - بعد أن يئس الكفار أهل مدين من تحقيق مآربهم عن طريق التهكم 
والاستهزاء والسخرية من شعيب عليه السلام» لجحؤوا إلى التهديد والوعيد 
مظهرين أنه ضعيف لا سند له» وأنهم أعزة أقوياء» ولولا مجاملة عشيرته 
لقتلوه رجماً بالحجارة» وما هو بعزيز عليهم ولا كريم» ولا بغالب ولا قاهر 
ولا ممتنع. ش 


٠ 4‏ لل 2١‏ - مو : /1١‏ مدهو 


وهذا شأن الكفار عادة» يعتمدون على القوة المادية» ويهملون النظر إلى 
تدون اللازوقوته قهز وقدرعء" لذا آزاد قشب أن يلفى تطرهم إل :ضرورة 
رعاية جانب الله تعالى» وليس مجرد رعاية جانب قومهء فقال: أنتم تزعمون 
أنكم تتركون قتلي إكراماً لرهطي» والله تعالى أولى أن يتبع أمره. 

١‏ - قابلهم شعيب عليه السلام بتهديد ووعيد أشد وآكد وأوقع 
وأصدقء وقال هم: «أعْمَئوا علّ مَمَائِكمْ4 سوف تعلمون الصادق من 
الكاذبء» وسوف ترون من يأتيه عذاب مخزيه ويبلكه. وانتظروا العذاب 
والسخطء فإني منتظر النصر والرحمة: 


- كان عذاب أهل مدين كثمود بالصيحة» قيل: صاح بهم جبريل 
صيحة فخرجت أرواحهم من أجسادهمء وصاروا ميتين» كأن لم يعيشوا في 
دارهم. 

١“‏ - ينضم إلى العذاب الدعاء على الكفار وإعلان الطرد من رحمة الله 
تفال م عدا لَمَِنَ كما بَعِدَتَ تَمُودُ) أي هلاكاً لهم وبعداً عن رحمة الله 
كما هلكت قبلهم ثمودء وبعدت من رحمة الله تعالى. 


2-5 من فضل الله ورخمنه أنه نجى شعيبا ومن معه من المؤمتين» وهو تنبيه 


على أن كل ما يصل إلى العبد» لا يكون إلا بفضل الله ورحمته» وأن الخلاص 
والنجاة والإبمان والطاعة والأعمال الصالحة لا تحصل إلا بتوفيق الله تعالى. 


للدّءَ )١١(‏ - هوج : /١١‏ 5و-وو 16 


لصداموس عار لسارم م كرعون رجانه 


«وَلْمَدَ أَرَسَلَا مومئ اننا وَسْلْطن 2 © إِكَ مِتعوت مَمَلإِيْه 


وه م 2 لس طٍ 00 رجزور بيرومو سود مو رس ساد 
دابعو أَم فرعون و وَمَآ آمل ورعوت سيد يقدم فَوْمم يوم الْقَبِلمَةَ 
ألو 


لسر له اس سس 


فاؤردهم النَارٌ وَيِنْس 


م 


يدن ارد أ رود ©2» 
القراءات: 
وَيِنْسَ 6 : 


وقرأ ورش» والسوسي. و حمزة وقفا (وبيس). 


لورد رد المورود © تأثيشا 2 هدزوى ع ووم المكدَد 


5 


البلاغة: 

«كََوْرَدَهُمُْ ألَارَ4 استعارة مكنية» شبه النار بماء يورد» وحذف المشبه 
به ورمز له بشىء من لوازمه. وهو الورود» وشبه فرعون في تقدمه على قومه 
بمنزلة من يتقدم على الواردين إلى الماء» للري من العطش. 

(ويتس الْورد الْمَوْرُودُ» تأكيد لما سبق؛ لأن الورد يكون عادة لتسكين 
العطش » وفي النار إلهاب للعطش. 
المفردات اللغوية: 

(بَايينَا 4 أي بالمعجزات» وهي الآيات التسع المذكورة في سورة الإسراء 
[الآية ]٠١١‏ وسورة النمل [الآية ؟١]‏ والمفضّلة في سورة الأعراف [الآية 
“17] .ل وَسْلَطَنن مُبِينِ4 السلطان: الدلائل والحجج القوية الظاهرة» 
والمبين: الظاهر الجلي. والفرق بين هذه الكلمات الثلاث: أن الآيات: اسم | 


45 للد )١١(‏ - هوج : /1١١‏ 5و-وهو 


للقدر المشترك بين العلامات الى تفيد الظن» وبين الدلائل الت تفيد اليقين. 
وأما السلطان: فهو اسم لا يفيد القطع واليقين» لكنه اسم للقدر المشترك بين 
الدلائل التي تؤكد بالحس». وبين الدلائل التي لم تتأكد بالحس. والسلطان 
المبين: هو الدليل القاطع الذي تأكد بالحس. ولما كانت معجزات موسى عليه 
السلام هكذاء وصفها الله بأا سلطان مبين. 

ملي 4 الملأ: أشراف القوم وزعماؤهم .«ومآ أم عونت رشيدٍ 4 
أي وما شأنه وتصرفه بمرشد أو سديد أو بذي رشد وهدى » وإغا هو غيّ 


(يَنَدَمُ م4 أي يتقدمهم يوم القيامة إلى النارء كما كان يتقدمهم في 


و 
لور 


الدنيا إلى الضلال ويتبعونه في الحالين» يقال: قدم بمعنى تقدم .9 فأؤردهم 
أَلثَارَ 4 أدخلهم فيهاء ذكره بلفظ الماضي مبالغة في تحقيقه» ونزل النار لهم 
1 1 ص عم 820 عرو مجو يي 03 
منزلة الماء» فسمي إتيانها موردا . ل ويِنٌس الورد المورود 6 هي ١‏ أي بس 
المورد الذي وردوهء. فإن المورد يراد عادة لتبريد الأكباد وتسكين العطش » 
والنار بالضد من ذلك. والآية كالدليل على قوله : إوَم أَمْنُ وغوت _رَشِيدٍ» 
فإن من هذه عاقبته لم يكن في أمره رشيداً. 
ء .0 ع 1 ا أ 2 ١‏ 00 
نيوا ألحقوا (إفى هذه الدنيا #لعَنْة4 طرداً من رحمة الله روتوم 
لم4 أي يلعنون في الدنيا والآخرة «إيِنْس أَلرْفدُ الْمَرْفودُ4 أي بئس العون 
المعان» أو العطاء المعطى. وا مخصوص بالذم محذوف» أي رفدهم وهو اللعنة 
ف الدارين. 


هذه هى القصة السابعة من القصص الى ذكرها الله تعالى في هذه السورة» 
وهي آخر قصة 5 هذه السورة» وقل ذكرت قصة موسى عليه السلام مع 
فرعون وملئه في مواضع كثيرة من القرآن الكريم» فذكرت في سورة الأعراف 


5.5١ كو-وو‎ /1١ : موي‎ - 0١ للدم‎ 


]50 - 518[ وفي سورة طه‎ ]18 - ١/[ وفي سورة الشعراء‎ ]٠١5١- ٠١:[ 
.] وفي سورة القصص [8"] وفي سورة غافر [بم - لا‎ 


والعيرة منها واضحة وهي نجاة موسى ومن آمن معه » وهلاك فرعون 
وأشراف قومهء واللعنة عليهم في الدنيا والآخرة» مثل كفار أولئك الأقوام ‏ 
الظالمين الذين أعرضوا عن دعوة أنبيائهم» كما تقدم» ولكن عذاب فرعون 
وملئه وهو الغرق في البحر لم يعم جميع قومه. 
التفسير والبيان: 

تالله لقد أرسلنا موسى بآياتنا التسع ودلالاتنا الباهرة الدالة على توحيد الله 
إلى فرعون ملك القبط وملثئه» وفيها السلطان الواضح الجلى أي الدلالة 
القاطعة المؤيدة بالحس المشاهد. على صدق نبوته. 


قبل : المراد من الآيات: التوراة مع ما فيها من الشرائع والأحكام. 
وقيل: المراد مها الآيات التسع البينات وهي المعجزات» وهي العصاء واليد» 
والطوفان» والجراد» والقمل» والضفادع» والدم» ونقص من الثمرات 
والأنفس. ومنهم من أبدل بنقص الثمرات والأنفس إظلال الجبل» وفلق 
البو 


وفي هذه الآيات سلطان مبين لموبى على صدق نبوته. 

(تَبَعَْا أ وَعَوْنَ أي تبع الملأ منهج فرعون ومسلكه وطريقته في الغيّ 
والضلال» من الكفر بموسى» وظلم بتي إسرائيل بتقتيل أبنائهم واستحياء 
نسائهم. وإنما خصٌ الملا بالذكر؛ لأنهم القادة والرؤساء المستشارون والمنفذون 
وغبرهم تبع لهمء 00 

ووم ا ورت رشي د 4 أي.وما كبائة وتصرفه ومنهجه بصالح معقول» 
فليس فيه رشد ولا هدى. وإنما هو جهل وضلالء وكفر وعنادء وظلم 
وفساد. ْ 


15 لليّءَ (؟١١)-‏ هوج : /1١١‏ 5و-وهو 


وخذافظ تق لامر كوينة ةوق 2 القمد امنكقة اكا رن أن 
يتقدم فرعون كبير قومه وقائدهم إلى نار جهنم يوم القيامة» فيدخلهم فيها؛ 
لأنه كما اتبعوه في الدنيا وكان مقدمهم ورئيسهمء كذلك هو يقدم يوم القيامة 
إلى النارء فأوردهم إياهاء وله فيها الحظ الأوفر من العذاب الأكبر» كما قال 
تعالى: «[فعصئ فرعورتٌ الرَسُول َلَمَدْنَهُ أَمْدَا وبلا 2 [المزمل: “/7/ 15] 
وكذلك شأن الموعيد يكونون موفرين في العذاب يوم القيامة» كما قال 
تعالى: «الِكُلِ ضِعْفُ عل ولك 3 تتمرة 4 والاعريهه رو وأعن: تعال عن 
الكفرة أنهم 000 5-0 َعم ضِعْهَيْنِ من العَدَابٍ وَالْعتهُمَ لَعَنَا 
كير 2 [الأحزاب: ”158/7 وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة قال: قال 
رسول الله كَل : «امرؤ القيس حامل لواء شعراء الجاهلية إلى النار). 


وورد في القرآن أن آل فرعون يعرضون على النار منذ ماتوا صباحاً ومساء 
كل يومء كما قال تعالى : «وحَاقفَ حال فرعون سوم لْعدَابٍ الا سرت 
5 2 يوم تقوم لّاعَهُ أَدَجِلواً َال فرعو أَسَّدّ ألْعَدَاِ © »4 
لغافر: ]45-40/5٠‏ . 


ويس الْورد الموروة4 أي وبئس المورد الذي يردونه النار وبئس المدخل 
المدخول فيه وهو النار؛ لأن وارد الماء يرده للتبريد وإطفاء حر الظمأء ووارد 
النار يزداد احتراقاً بلهبها ويتلظى بسعيرها. والورد قد يكون بمعنى الورود 
مصدراًء وقد يكون بمعنى الوارد» والمورود: الماء الذي يورد» والموضع الذي 
يورد. 


ص ل ا سمل 


وميم أفى هتزوى لعن وهوم لقمةِ4 أي ألحق الله بهم زيادة على عذاب 
النار لعنة عظيمة في الدنيا من الأمم الآتية بعدهم» وكذلك يوم القيامة يلعنهم 
أهل الموقف عيعا : وعومن الخبوحن: لو الا 0 والآخرة فوق 


0 ا ره رت 


عذابهم» كما قال تعالى : (وَتبَعتَهُمْ في هدذو لديا لمكة وَيَوم لْقِيَدَمَةِ هُم 


لدع )1١(‏ - هرج : /١١‏ 5و-وه ش 1 





مره المقتوطية ©2 [القصص: 58؟// 57] قال مجاهد: ا القيامة» ‏ 
فتلك لعنتان. 


ينس ألرْفْدُ الْمَرَهوْدُْ4 أي بئس العون المعان والعطاء المعطى هذه اللعنة 
اللاحقة بهم في الدنيا والآخرة» فقد ميت اللعنات رفداً تمكماً بهم» والرفد: 
هو العطية. قال ابن عباس عن هذه الحملة: هؤ اللعنة بعد اللعنة. 
فقه الحياة أو الأحكام: 


أرشدت الآيات المذكورة من قصة مومسى مع فرعون وقومه إلى العظات 
التالية : 


١‏ - تتابعت آيات الله من التوراة وما فيها من شرائع وأحكام. ومن 
المعجزات الدالة على وحدانية الله تعالى» إلى فرعون وقومهء فما أفادتهم 
الآيات» وعصوهاء واتبعوا منهج فرعو ومسلكه 5 الغي والضلال. 


؟ - ليس مسلك فرعون وغيره من الفراعنة المتألين بسديد يؤدي إلى 
الصواب» ولا بمرشد إلى خيرء وإنما هو غئ وضلال» وكفر وفساد. 


- كل قائد إلى الضلال في الدنيا قائد إلى النار يوم القيامة» وله. عذاب 
برقينا عفن ْ 


- لفرعون وآله فوق عذاب جهنم لعنتان: في الدنيا والآخرة» وهم 
معذبون في قبورهم عذاباً شديداً» ويعرضون فيها على النار صباحاً ومساء. 
م - بئست عاقبة الكافرين» و متعم العطاء المعطى لهم وهو نار جهنم» 
الموصوفة في قوله تعالى : « مدن ا د ثاب م 6 تن أل يصب بن 
وف تعوبيهم اليم » » يضَهَرٌ بو- ما فى بطونية د © مَك ميم 


0-4 مخ 0-00 0 201076 


حَدِيدٍ اله ا امو أن خرجوا منبا ف 2 أميدواً فا رضأ 5 


َلحَرِقٍ 2 [الحج : 11-19/57] . 


٠١١-1٠٠١ /1١ : هوج‎ -)١١( للد‎ 5540 


العبرة من قصص الأمم الظالمة في الدنيا 


16 عاسم 014 اه تمر سم حم حجحهدسي 9 
لإذلك امن أماء. القرعا: نقعية عكلك مني فايي يَحَضمِيد وما 
جك ممعم سمل سمه عسو ررم ماج سحعوم م وا سمغزوو ممه له واس 0 
, ولدكن ظلموا أَنفسَهِمٌ قَمَآ أغنت عنهم عالهتهم التى يذعون من دون 
4 2 كم سر كرو عط سس معو ارس سحم ‏ هه جل به سل هخ سلس 
ألو من شَيْءِ لما جَاءَ آم ريك وَمَا رَادوْهُمَ غير تَبْيبٍ © َكَدِلَكَ أَحْد رَيِْكَ 
ا لل 70 227 0 24و 2 0 
إذا أحَذ الفرَئ وى ظللمة إِنَّ أخذهه ألِيم سَدِيدٌ © 4 


(+1 أمر) : 

تقدم قي القراءات للآيات .)6١-*5(‏ 
وذللكة يشان انه إلى ١‏ الوتحتي وا لاكنن: والشواعة و بعالك 4 ين عن 
خير» أي ذلك النبأ بعض أنباء القرى المهلكة مقصوص عليك. 

«زمنما مَايِمرٌ وَحَو حَصِيدٌ 4 حملة مستأنفة لا محل لماء أي بعضها باق وود بعضها 
عاني الأثر كالزرع القائم على ساقه والذي حصد. 

سشيرص .»> ط 

#روهى ظلامة 4 حال من القرى. 
البلاغة: 

يبا مَايِمٌ وَحَصِيدُك استعارة مكنية» شبه الباق من آثار القرى بعد 
تدميرها بالزرع القائم على ساقهء وشبه ما دمّر مع أهله بالزرع المحصود. 

توما ا ولك ملل 4 7 1 طباق | 5 1 


ليع )١7(‏ - هرج : ١ل‏ ١٠٠ل-كء١(‏ ْ لد 
00000 1 1 . أ 
9 إذا اخد القرئ4 مجاز مرسلء أطلق امحل وأراد الحالٌ وهو أهل القرى. 


المفردات اللغوية: 

76 5 6 ب الع« اس له 2000 4 21 
«(دَلِكَ4 النبأ المذكور سابقاً .2 من أناء الْقريك» المهلكة . ل نَقَصُمْ عَلَيك» 
مقصوص عليك يا محمد .9إمنبا 4 أي من تلك القرى ّ «(فَابمة6 باق كالزرع 

ع 6 ير ع 
القائم» وهلك أهله دونه « وَحَصِيِد 4 أي ومن القرى زال أثره وهلك 
بأهله» فلا أثر له كالزرع المحصود بالمناجل. 
. كما 2 0 
«ومًا ظلمَتَهُمْ 4 بإهلاكهم 0 ذنب .ل ولكن ظادوا 0 نَفَسَهمٌ 6 بالشرك 


الذي عرضوها به للعذاب .9 فَمَ] أَعْنَتَ ن عَنْهَمَ 6 فما نفعتهم ولا قدرت أن 
تدفع عنهم» بل ضرتهم ءالهتهم لي يتخ 4 التي يعيدون .ريمن دون 20 
أي غيره . (زين شَنّو من صلة زائدة «لَّنّ + أ م ريك حين جاءهم عذابه 


مير يرم 


ونقمته .روما زادوهم »© بعبادتهم ها عير تَبْيٍِ) غير هلاك أو محنلين. 
5 أي أهلها .وه 


1 


سه 


كي 06 ذلك الأخذ 1 آ أَحْدَ 
0 كير 
وجيع غير مرجوٌ وَ الخلاص منه»ء وهو مبالغة في التهديد والتحذير. 
المناسبية: 
المناسبة ظاهرة بين هذه الآيات وما قبلها من الآيات» فبعد أن ذكر الله 
تعالى قصص الأنبياء مع الأمم السابقة (وهي سبع: قصة نوح. وهودء 
وصالحء وإبراهيم» ولوط. وشعيب » ل 1 قال منبهاً إلى م 
0 9 عَكَلكَ وس سمه 
فيها من العظة والعيرة: رذ لك عن أن عَلَيلكَ منهَا فَايمٌ 
حَصِيدٌ 26©9. 
فيتعلم منها الإنسان أسلوب الجدال ومقارعة الحجة بالحجة» وتأييد الأدلة 
العقلية بالقصص الواقعية» ويتهيأ السامع والقارئ للاستفادة من عبرها 


455 للد 17 - شر 11 ءا 


وعظاتهاء فيلين قلبه» وترق نفسه. وتخشع جوارحه لذكر الله ويرهب عذابه 
للعصاة» ويعلم أن المؤمن يخرج من الدنيا مع الثناء الجميل فيهاء والثواب 
الجزيل في الآخرة» وأن الكافر يخرج من الدنيا مع اللعن فيهاء والعقاب في 
الآخرة. 


وهي دليل على صدق نبوة محمد عَكةِ) لإخباره عن تلك القصص من غير 
مطالعة كتب» ولا مدارسة مع معلمء ولا تلمذة لأحل. وهي معجزة عظيمة 


0 


000 


تدل على النبوة» كما قال تعالى: «إمَا كان حَدِينًا يِشَرَى ولحكن تَصَدِيقَ 


مض رح مه م ١‏ 
الزِى بين يديه 4 ا ا 


التفسير والبيان: 


الكافرين» ونجى المؤمنين قال : «دَلِكَ من أنه الْمَرّى» أي ذلك التبأ المذكور 
بعض أنباء القرى المهلكة مقصوص عليك يا محمدء لتخير به الناس » ويتلوه 
المؤمنون إلى يوم القيامة تبليغاً عنك. وقوله «إدَالِكَ4 إشارة إلى الغائب» والمراد 
به هنا الإشارة إلى القصص المتقدمة» وهى حاضرة» كما في قوله: ذلك 
ا فيه [البقرة: ؟/؟] . 0 

من تلك القرى ما له أثر باق كالزرع القائم على ساقه» كقوم صالح» ومنها 
ما عفا أثره ودّرّس حت لم يعد له أثر كالزرع المخصود. مثل قرى قوم لوط. 

وما ظلمناهم بإهلاكهم من غير ذنب» ولكن ظلموا أنفسهم بتكذيبهم 
رسلنا وكفرهم م2 وشركهم وإفسادهم ف الأرض» وثقتهم أن الهتهم 
المزعومة تدفع عنهم امخاوف وامخاطر والمحاذير .«(هَمَ] أَغْمَتْ عَنْكْمَ عالهدهم 4 
فما نفعتهم شيئاً ولا دفعت عنهم بأس الله بل ضرتهم أوثاهم التي كانوا 


)١( .‏ تفسير الرازي: 8١/0ه‏ 


للد )١7(‏ - شوج : الى ونا /5 





يعبدونها ويدعونها من دون الله أو غيره» فما نفعوهم ولا أنقذوهم بإهلاكهم. 
وفي قوله تعالى: «الَى يَدُعُْنَ حذفء. أي التي كانوا يدعون أي يعبدون. 
وقوله: «إوما َادُوَهَمَ 6 فيه إضمار ومضاف محذوف أي ما زادتهم عبادة 
الأصنام. 

وما زادوهم غير تخسير وهلاك؛ لأن سبب هلاكهم ودمارهم إنما كان 
باتباعهم تلك الآلهة» فخسروا الدنيا والآخرة. 

ومثل ذلك الأخذ بالعذاب» وكما أهلكنا أولئك القرون الظالمة المكذبة 
لرسلناء كذلك نفعل بأشباههم» فنأخذ القرى ونبلكها وهي في حالة الظلم 
الشديد» إن أخذه وجيع شديد لا برجن به الخادمن. وهو إنذار وتحذير من 
سوء عاقبة الظلم. وفي قوله: وزوهى ظلة4 مضاف محذوف أي وأهلها 
ظالمون» مثل و وَسْمَلٍ لْعَرَيّهَ 4 6 [يوسف: .]487/١7‏ ومعنى: إن أخذه أليم شديد 
أي عقوبته لأهل الشرك موجعة غليظة. 
الله عَلَبِبه : "إن الله ليمي للظالمء حى إذا اذ يفلته» ثم قرأ رن ا و 
9وَكَدَلِلكَ لد ريْكَ إذ1 لد الفرين و ظمَة4 الآية». 
فقه الحياة أو الأحكام : 

يستنبط من الآيات ما يأتي : 

ا - فاتدة القصص القرآن العظة والاعتبار» فإن كل من ٠‏ يشاهد آثار تلك 
القرى المهلكة. أو يعلم بما حدث لها من غير وجود أثر ظاهرء يأخذه الخوف 
والوجل والرهبة» ويخثشى أن يتعرض لما تعرض له الأقدمون من عذاب مخيف. 

- إن الله تعالى كما أخذ الأمم المتقدمة كقوم نوح» وعاد ثمودء يأخذ 
جميع الظالمين على النحو ذاته» كما أفاده قوله: «إ وَكَدَلِلَتَ أَحَدُ ميك ثم زاده 


1458 ليه 1١‏ - شر : /1١‏ "ام كلوء١‏ 


5 ل 


تأكيداً وتقوية بقوله: إن أحْدَه اليم سَّدِيد4 فوصف العذاب بالإيلام 
والشدة» والأم وشدته سبب المنغصة في الدنيا والآخرة. والآية تفيد أن كل 
من شارك المتقدمين في فعل ما لا ينبغي» فلا بد وأن يشاركهم في الأخذ الأليم 
الشديد. 


ل - لم يكن عقاب تلك الأمم الظالمة إلا بما بدر منهم من ظلم وهو الكفر 
والمعاصيء وكان عقابهم عدلاً وحكمة. 

- كل من أقدم على ظلم» يجب عليه أن يتدارك ظلمه بالتوبة والإنابة» 
لئلا يقع في الأخذ الذي وصفه الله تعالى بأنه أليم شديد. 00 

- لم تنفع المشركين والكافرين آلتهم المزعومة بل أضرت بهم» وما 


زادتهم عبادة الأصنام إلا خسارة ثواب الآخرة. 


العبرة في قصص القرآن بجزاء الآخرة 


02 مع د كر تقاع جتا ٠.‏ تخ تر سار موي ارطع ساس سم 0 عع 210 _ 
إن 8 ذلك لذية لمن حَافَ أب الأخرو ذلك 55 حمُوعَ لَه الئاس وَذَلِك 
لدعو 2 و ور حجمسم دسا عو 0 2 سح و حمر سدم له د و جع 
بوم مَسْهُودٌُ (©) وما نَوَحْرُمُ إلا لِأَجلٍ معدو 89 يوم يأْتِ لا تكلم نفس 
0 + 2 4روى شيعو ع حر 2ه م م مير و اس م 8 سا حير 
إلا بإذنة- فمنهم سفىٌ وسعِيد فَأمَا الذين سفوا فتى الثار هم فا رفير 


00001 و 1 8 2 8 رع و معدم سوير لسن سو 7 5 
السَموات والارض إلا ما شاءَ ريك عطاء غير جذوز 8) فلا تك فى مرية ه 
و 30 اس دعوو م - 7 معيو م و 5 حي ساي هم ب سيرج 
يعيل تؤْلاء ما يَعْبَدُونَ إلا كما يعبد َابَاوْهُم من قبل إنا كود صم 
0304 4 جرم عر 

عير منعوض ذا 4 


لدع )1١(‏ - شوج : /(١‏ #ءلسوء١‏ 4سظ 





وقرأ ورش» وحمزة وقفا (وما نوّخُره) 

يم يأو): 

- قرأ ورش» والسوسي وصلا (يوم ياتي). 

- وقرأ ورش» والسوسي. وحمزة وقفا (يوم يات). 


- وقرأ قالون» والدوريء والكسائ وصلاًء وابن كثير وصلا ووقفا (يوم 


ي). 


6 


- وقرأ الباقون وصلاً ووقفاً (يوم يأت). 
(سوذوأ) : 
قرئ: 
-١‏ (سعِدُوا) وهي قراءة حفصء وحمزة» والكسائي» وخلف. 
ارسيو ) زهن فزانة الباقين؛ 
الإعراب: 


«تَحْمُعٌ لَهُ ألتّاش» « يَحْمْعٌم خبر المبتدأ أو نعت ليوم» وقوله: «إدَلِكَ 
م4 3 وخبر» و« ألئّاش » مرفوع ججموع. أي يجمع له الناس» لآن اسم 
المفعول بمنزلة اسم الفاعل في العمل لِسْبّه الفعل. 


م سغره 


كما لبن سَقوأ فقي دار 4 ابتداء وخبير. 


يوم يَأ فيه ضمير يعود إلى قوله : وى تَشْهُوة 4. د(لا مَكلَمٌ) إما 
صفة ليوم» أي يوم يأتي لا تكلم نفس فيهء كقوله تعالى : يما لا جَرِى 
َْشُ ) [البقرة: 48/7] أي فيهء وإما حال من ضمير «[يَأْتٍِ» أي يوم يأتي اليوم 


١ءو-ل#‎ /1١ : شرج‎ - 1١ للد‎ 382 


المشهود غير متكلم فيه نفس» وتكلم: حذف منه إحدى التاءين. ويوم: 
. منصوب بما دل عليه قوله تعالى : «هِنْهُمَ سف وَسَعِيدٌ6 أي شقِي حينئذ من 
شقِيى» وسعِد من سعد 

ما دَامَتِ التّمَوتُ4 «إما4 ظرفية زمانية مصدرية في موضع نصبء 
0 مدة 0 السماوات 0 

2 

00 متصون عل المضن اكد 5 أعطوا عطاء» أو منصوب عل 

مادم 


عق 0 


0 


ما أن سفوا «وَأْمَا دن سِْدوأ4 فيه لف ونشر مرتب. 


(إِنَّ في ذَلِكَ)4 المذكور من القصص أو ما نزل بالأمم الحالكة . ([ لآيَ6 

لعبرة .2 لِّمَنَ حَافَ عَذَابَ أ اعرد » اعت سات القسصن ن حاف العذات 

ا ا ل ا ل 00 
الآخرة . لذَلِكَ يِرْم4 أي يوم القيامة» دل عليه عذاب الآخرة .(يَوْم يمع لَهُ 

أَلدَّاسُ »4 أي يجمع له الناس» واستعمل صيغة (تَحْمُوعٌ4 للدلالة على ثبات 

معتى الجمع لليوم » وأنه من شأنه لا محالة» وأن الناس لا ينفكون عنهء فهو 

أبلغ من قوله: روم 1 سوم لمع 4 [التغابن: 1/3754] ومعنئى ا جمع له : 


د ور في 


ا جمع لما فيه من الحساب والحزاء .(وَدَلِكَ لوم + مَسهود4 يشهده جميع 


لو 07 - مر : ال #ملعوءل ١/اء‏ 





الخلائق» والمعنى الأدق: مشهود فيه أهل السماوات والأرضين» ولو جعل 
اليوم مشهوداً في نفسه )2 لبطل المقصود من تعظيم اليوم وتمييزه» فإن سائر 
الأيام كذلك. 


نك وير أي اليوم .«إِلّا لأَجَلٍ ٍ تَمْدُود) أي لوقت معلوم عند الله» 
فهو على حذف مضاف» أي إلا لانتهاء مدة معدودة متناهية .ل نوم يَأ )4 ذلك 
اليوم والجزاء < إل َِذْن 4 بإذن الله تعالى .9هَمِنْهُمْ 4 أي من الخلق أهل 
الموقف غ2 وجبت له النار بمقتضى الوعيد» فالشقي: من استحق النار 
لإساءته . ([ وسَعِيدٌ 4 وجبت له الجنة» بموجب الوعدء والسعيد: من استحق 
الجنة لعمله مع فضل الله ورحته .كما اليبنَ سَفُوا4 في علم الله تعالى. 
(دَقِيرٌ4 صوت شديد . «وَسَهِيقُ 4 صوت ضعيف»ء والمراد بهما الدلالة على 
شدة كربهم وغمهم. وأصل الزفير: إخراج النَّمَسء الشهيق: إدخال النفس 
مع السرعة والجهد. 


«حَدِديت فيا مَا دَامَتٍ التَموتُ وَالْأَرَشُْ)4 أي مدة دوامهما في الدنياء 
وليس المراد ارتباط دوامهم في النار بدوام السماوات والأرض» فإن 
النصوص دالة على تأبيد دوامهم» وانقطاع دوامهما. والمقصود التعبير عن 
التأبيد بما كانت العرب يعبرون به على سبيل التمثيل. والمفهوم لا يقاوم 
المنطوق (إِلَا ما م 47 شين شاء الله من الزيادة على مدتهماء مما لا 
منتهى لهء والمعى: خالدين فيها أبداً. أو أن هذا استثناء من الخلود في النار؛ 
لأن بعضهم وهم فسّاق الموحدين يخرجون منها. 


والخلاصة: إن خلود أهل الجنة في الجنة» وأهل النار في النار ثابت 
بنصوص القرآن العديدة. وأما الاستثناء بالمشيئة هناء فيراد به الدلالة على 
الثبوت والاستمرار» وعبر بذلك لبيان أن هذه القضايا بمشيئة الله تعالى 9 إن 


ا ود 


رَبّكَ همال لِمَا يريد أي من غير اعتراض أحد. 


غ3 لله 17)- هرج : /1١١‏ "١٠-وء٠١‏ 


3 





«(عَطَه غَيْرَ يجَرُوذِ 4 غير مقطوع. وهو تصريح بأن الثواب لا ينقطع. 


كلا تك »4 يا محمد فى مِرَّبّةِ 4 شك . ينا ند مؤلة 4 من الأصنام» 
إنا نعذبهم» كما عذبنا من قبلهمء ا ان “ها بيعب 
سود 1 كعبادتهم » 7 تثناء ا دالا كا 1 ادو معنأه اليل 


العذاب غير ُو |4 5 ا 


المنئاسية : 


الآيات متصلة بما قبلها من أجل بيان العبرة من قصص الأمم الظالمة» 
فبعد أن ذكر الله تعالى العبرة من إهلاك الأمم الظالمة في الدنياء ذكر هنا العبرة 
يجزاء الآخرة لكل من الأشقياء والسعداءء» وهي إقامة الدليل على صدق 
الأنبياء وصدق وعد الله في الآخرة» والترهيب من عصيان الله والكفر به 
لتلا يكون الإنسان من الأشقياء الذين يصُْلّون النارء والترغيب بالإبمان 
وطاعة الله ليصير المؤمن الطائع مع السعداء الذين يتمتعون بالجنة. 


التفسير والبيان: 


إن في ذلك القصص التقدم المتضمن إهلاك الكافرين وإنجاء المؤمنين لدليلاً 
واضحاً وحجة قوية على صدق وعد الله في الآخرة» لمن يؤمن بها ويخاف 
عذابهاء فيتقي الكفر والظلم والعصيان في الدنيا؛ لأنه يعلم أن ما أخير به 
الأنبياء من البعث والجزاء صدق لا شك فيه وأن من عذب الظالمين في الدنيا 
قادر أن يعذيهم في الآخرة» وأن ما أصاب امجرمين في الدنيا ما هو إلا أغوذج 
لعذاب الآخرة. 


قال الزمخشري : قوله : ر! 


ًّ 1 ديك إشارة إلى ما قص الله من قصص 


ىْ 
: «لآيَهَ» أي لعبرة لمن خاف عذاب الآخرة؛ 


ليدع 0١0‏ - شو : الى #ل-وء٠١‏ لذ 





لأنه ينظر إلى ما أحل الله با مجرمين في الدنياء وما هو إلا أنموذج مما أعدّ لهم 
في الآخرة» فإذا رأى عِظمه وشدته» اعتبر بعظم العذاب الموعود» فيكون له 
عبرة وعظة ولطفاً في زيادة التقوى والخشية من الله تعالى» ونحوه: «إإنَّ فى ذَلِكَ 
مره أمن ”قد © [النازعات : 9ل// +م]210 


ذلك اليوم يوم عذاب الآخرة يجمع فيه الناس جميعاً أولهم عن آخرهمء 
ليحاسبوا على أعمالهم» ثم يجازوا عليهاء كقوله تعالى : : «وَعَتَرْتَهُمْ هم لوز 
ْ مراع [الكهف: 47/18] وذلك يوم مشهودء أي عظيم تحضره الملائكة» 
ويجتمع فيه الرسل» وتحشر فيه الخلائق بأسرهم من الإنس والجن والطير 
والوحوش والدواب» ويحكم فيه العادل الذي لا يظلم مثقال ذرة» وإن تك 


والتصرف في الخلائق» سواء في الدنيا بإهلاك تلك الأمم وأمثالحاء أو في 
الآخرة» إنما هو بإرادة الله واختياره لتربية الأمم. لا بالطبيعة كما يزعم 
الماديون الذين قالوا: إن الطوفان أو الغرق» والصاعقة. وخسف الأرض أو 
الزلازل أمور طبيعية غير إلية. وأبسط رد عليهم أن تلك العقوبات حدثت 
بعد إنذار الرسل لأقوامهم. وحددوا هم وقتاً معلوماً. كما قال صالح عليه 
السلام: «تَمَنَمُواْ في ار ياو ِلك وَعَد غَيْرُْ مَكُذُوبٍ) [هود: 
١‏ وقال لوط: 29000 مَوَعِدَهُمْ م ألشْبخْ» لهود: .]41١/١١‏ 

ثم أخبر الله تعالى عن تأخير يوم القيامة وعذابه إلى أجل معين: «إوَمًا 
اك حص تَعَذور ©©))» أي ما نؤخر إقامة القيامة إلا لانتهاء مدة 
محدودة في علمناء لا يزاد عليها ولا ينقص منهاء وهي عمر الدنياء لإعطاء 
الفرصة الكافية للناس لإصلاح أعمالهم» وتصحيح عقيدتهم» كقوله تعالى: 


١١67/7 الكشاف:‎ )١( 


3 (115)- هرج :1 /1١‏ "0 -وءا 


0 


مه مرو 


ول عرو 7 
و 


ويك الْعَمُورٌ دو ْم أو 0002م 00 
لَهُم نَووِدُ أن يجدُوأ من دُوندء مويلا 462 [الكيف: ١1/مه‏ . 


ويم يَأ لا يكلم هَسُ فس أي يوم يأتي يوم القيامة» لا يتكلم أحد إلا بإذن 
الله تعالى » فهو صاحب الأمر والنهي» ولا بملك أحد فيه قولاً 0 فعلا إلا 


ياذنه» كقوله تعاى : بم َم أل والتتيكة سَذَا ا يلمت إل ان 
أن دقان عونا 29 [التبأ: 08/7 وقوله سبحانه: «[ يَوْمِيِذ يشَعونت 
لدي لا عِوَجَ م تمعن مرا تمن كلا كَتَمه إلا هنما 467 زد: 
١8/٠‏ ]. 


(صنْهُمَ سَقِمٌ4 أي فمن أهل الجمع من الناس في ذلك اليوم شقي معذَّب 
لكفره وعصيانه» ومنهمٍ سعيد منعّم في الجنان لإعانه واستقامته» كما أخبر 
تغالى: «ذيقٌ فق لبد وَهَرِيقُ في لسعب رٍ4 [الشورى: 67/45 فمن أريد له الشر 
فعمل الشر فهو من أهل الشقاوة» ومن أريد له الخير فعمل الخيرء فهو من 
أهل السعادة» وكل ميسر لما خلق له. 

روى الترمذي والحافظ أبو يعلى في مسنده عن عمر قال: لما نزلت: 
(صنْهُْمَ سف وَسهِيد4 سألت البي كل فقلت: يا رسول اللهء علامَ 
نعمل؟ على شيء قد فُرغ منهء أم على شيء لم يُفرغ منه؟ فقال: اعلى شيء قد 
ا شا ل ل ا 0 

7 أل يلق © صَدَدَ ,لفق (©© متي ينرق (© :3 ا يِل تانق 
52 لي سي لي ©2 [الليل: 81-65 0 


ثم بيّن الله تعالى حال الأشقياء وحال السعداء فقال عن الفريق الأول: 


كما لبن سَفُوأ) أي فأما الأشقياء فهم في جهنم مستقرهم ومثواهمء 55-5 
00 الفاسد وعملهم اليّىء لهم من الهم والكرب وضيق الصدر زفير 

شهيق» تنفسهم زفير» وإخراجهم النّمّس شهيق» لا هم فيه من العذاب» 
ا مع أن الزفير في العادة هو إخراج التَّمَسء والشهيق : رذه. 


للد 050 - شرج : الم "ا ل-وء١‏ ع 





(خَديريت فيًا4 أي ماكثين فيها على الدوام» مدة بقاء السماوات 
والأرضء والمراد التأبيد ونفي الانقطاع» على سبيل التمثيل وقول العرب: 
أفعل كذا أو لا أفعله ما أقام ثبير» وما لاح كوكب». وما تغنت حمامة. ويجوز 
أن يكون المراد سماء الآخرة وأرضهاء وهي دائمة محلوقة للأبد» والدليل على 
إناللاعرة ارات راقو قوق 11د 1ق وأرض (ماهم مستقرون عليه) قوله 
تعالى : فيوم ال ال لسوت 6 [إبراهيم: ]48/١4‏ وقوله: 
« ورين ل 0 ور الحدة ين طط4 [الزمر: 674/89 ولأنه لابد 
لأهل الآخرة مما يقلّهم ويظلهم» وكل ما أظلك فهو سماء. قال اين عباس : 
لكل جنة أرض وسماء. 


(إلاعا قل ريك »ا يزاد ذا الاسيساء الدلالة غل القت والاسعرار؟ 
لأنه ثبت خلود أهل الجنة والنار فيهما إلى الأبد من غير استثناء» والمقصود 
بذلك بيان أن الخلود بمشيئة الله تعالى» ولا يخرج شيء في الدنيا والآخرة عن 
المشيئة الإلمية. وهو كقوله تعالى: «ألثَارُ مََوسَكمْ حَوِنَ ذيهآ إلا ما ك1 أل 
1 يك 0 عِيةٌ) [الأنعام: ]١78/5‏ وقوله: قل 3 أَمَلِكَ لتقن شكاول 

عر ِلَامَا هآ أنه [الأعراف : /1/هذا] وقوله: «إ سَتْفْرِعكَ قلا ا هه (©6 إِلَّا ما 
12 4 [الأعلى: 407/ -72] والمراد بذلك كله تقييد الأحكام بمشيئة الله تعالى 
فقطء لا لإفادة عدم عمومها. 


وهذا هو الظاهر الراجح. قال ابن جرير: من عادة العرب إذا أرادت أن 
تصفف الشيء بالدوام أبداً قالت: هذا داتم دوام السماوات والأرض» 
وكذلك يقولون: هو باق ما اختلف الليل والنهار. 

وللعلماء المفسرين أحد عشر قولاً ذكرها القرطبي”''» قال الزمخشري: هو 
استثناء من الخلود في عذاب النارء وم اللتلوداق في الخنةة وذلك أن أهل 


09١‏ تن 1 القرطبى: 14/4 وما بعدها » تفسير الرازي: 0/4 وما بعدها. 


3 


فق للد -)1١١‏ هرج : /1١‏ "٠(-وء٠١‏ 


النار لا يخلدون في عذاب النار وحدهء بل يعذبون بالزمهرير وبأنواع من 
العذاب سوى عذاب النارء بما هو أغلظ منها كلهاء وهو سخط الله عليهم 
وإهانته إياهم. وكذلك أهل الجنة لهم سوى الجحنة ماهو أكبر منهاء وأجل 
موقعاً منهم وهو رضوان الله. ولهم ما يتفضل الله به عليهم سوى ثواب 
الجنة» مما لا يعرف كنهه إلا هوء فهو المراد بالاستثناء» والدليل عليه قوله: 
عل 0 0 


النظام المعدّء أو الإضافة أو النقص منهء ويكون المراد أن كل شيء في قبضته 
وتحت تصرفهء إن شاء أبقاه وإن شاء منعه. 


وقال أبو حيان: والظاهر أن قوله «إِلَا مَا َك مَيّكَ) استثناء من الزمان 
الدال عليه قوله: 8« حَديِريت فيا ما دَامَتِ التَمتْوَتُ وَالْأَرَشُ 4 والمعنى إلا 
الزمان الذي شاءه الله تعالى» فلا يكون في النار ولا في الجنة» وبمكن أن يكون 
هذا الزمان المستثنى هو الزمان الذي يفصل الله بين الخلق يوم القيامة» إذا 
ومن كرت و لااوار ا ا لأنه زمان يخلو فيه الشقي والسعيد 
من دخول النار أو الحنة. 


وأما إن كان الاستثناء من الخلودء فيمكن ذلك بالنسبة إلى أهل النارء 
ويكون الزمان المستثنى هو الزمان الذي فات أهل النار العصاة من المؤمنين 
الذين يخرجون من النارء ويدخلون الجنة» فليسوا خالدين في النار؛ إذ قد 
أخرجوا منهاء وصاروا في الجنة. وأما بالنسبة إلى أهل الجحنة فلا يتأى منهم ما 
تأق في أهل النار؛ إذ ليس منهم من يدخل الجنةء ثم لا يخلد فيها(". 


١١57/7” الكشاف:‎ )١( 
77 البحر المحيط :. ه/‎ )( 


لوه 1 - شرح : ١ل‏ #ءلدوء١‏ يف3 


3 





2 4 41 
«إنّ رَبْكَ فَعَالُ لِما يرِبِدُ4 أي يفعل ما يشاء» على وفق علمه ومقتضى 


حكمته» فهوريفعل بأهل النار ما يريد من العذاب» كما يعطي أهل الجنة 
عطاءه الذي لا انقطاع له. 


0 


ثم ذكر الله تعالى جزاء الفريق الثاني وهم السعداء: «إوأمًا ألَذِينَ سهدواً» 
أي وأما أهل السعادة وهم أتباع الرسل» فمأواهم الجنة» خالدين فيهاء أي 
ماكثين فيها أبداً مدة دوام السماء والأرض» بمشعيئة اللّه تعالى ؛ عطاء غير 

7 7 
منقطع ولا ممنوع» ولكنه ممتد إلى غير خباية» كقوله تعالى : ْم جر 


مون [الانشقاق: 590/485؟] . 


قال ابن كثير : معنى الاستثناء ههنا أن دوامهم فيما هم فيه من النعيم ليس 
آمراً واج يدان بل غو موكولك إلى أمفيئة الله تحالى 1 فله المة عليهنم ذائاء 
ولهذا يلهمون التسبيح والتحميد» كما يلهمون ال 


فكل من جزاءي أهل النار اهلك الجنة دائم بمشيئة الله تعالى» فعذاب أهل 
النار في النار دائاً مردود إلى مشيئته تعالى» وأنه بعدله وحكمته موافق 
لأعمالهم» وثواب أهل الجنة في الجنة بحسب مشيئته تعالى أيضاً جزاء بما كانوا 
يعملون؛ إلا أنه تعالى أورد فرقاً في ختام آية كل من الفريقين» فقال عقب بيان 
.حال الأققباء: ( إن ربك مَمَالُ | لْما يرِبدُ4 كما قال: وك شك 12 دل 
2 كانت 2 [الأنبياء: ]717/91١‏ وقال عقب بيان حال السعداء: (عطَة 
عير يحَذُو 4 لتطييب القلوب» والإشارة إلى أن جزاء المؤمنين هبة منه تعالى 
وإحسان دائم» قال رسول الله كَكٍِ فيما أخرجه البخاري ومسلم والنسائي عن 
أبي هريرة: «لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله قالوا : ولا اسيارسرب 8 
قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله ب رحمته». 


5” /7 تفسير ابن كثير:‎ )١( 


لق لله 1١‏ - هرج : /1١‏ "ا ل-وء١‏ 


وجاء في الصحيحين: «يؤق بالموت في صورة كبش أملح» فيذبح بين الجنة 
والنار» ثم يقال: ياأهل الجنة» خلود فلا موتء ويا أهل النارء خلود فلا 
مودتم» وفي الصحيح أي : «فيقال: يا أهل الحنة.» إن لكم أن تعيشوا فلا 
تموتوا أبداًء وإن لكم أن تشبوا فلا جمرموا أبداًء وإن لكم أن تصحوا فلا 
تسقموا أبداء وإن لكم أن تَنْعَمواء فلا تيأسوا أبداً». 

وبعد ذكر أحوال الأشقياء والسعداءء أنذر الله تعالى أعداء البى يِل 
بتعذيبهم كما عذب الآمم المهلكة المتقدمة. فقال: «إ قلا َكُ ف مرَيَة 6 أي إذا 
علمت يامحمد كل ما ذكرء وعرفت سنة الله في عباده» فلا تك في شك في 
عاقبة ما يعبد المشركونء وني نبهايتهم» فكل ما يعبدون باطل وجهل وضلال» 
وعذاءهم محقق لا شك فيهء وفي هذا تسلية للنبي يك ووعيد لقومه. 


إهم يعبدون الأوثان والأصنام مثلما يعبد آباؤهم» فهم مثلهم في الجهل, 
وهم مقلدون لهم» فليس لحم مستند فيما هم فيه إلا اتباع الآباء في الجهالات» 
وسيجزيهم الله على ذلك أتم الجزاء. فيعذيهم عذاباً لا يعذبه أحدأء أما ' 
حسنات أعماطم في الدنيا فقد وفاهم الله إياها في الدنيا قبل الآخرة تماماً غير 
منقوصء فإذا كانوا محسنين فيها كبر الوالدين وصلة الأرحام» والإحسان إلى 
الفقراء» وفعل الخيرء فإن الله تعالى يوفيهم جزاءهم عليها في الدنيا بسعة 
الرزق والصحة؛ والسرورء ودفع الضررء وهو جزاء عاجل زائل» وتمام غير 
نقص؛ بمقتضى العدل الإلهيء فلا يغترن أحد بما يراه في الكفار أحيانا من 
نعمة ورخاء في الدنياء فإن لهم الدنيا فقط. ويحرمون من نعيم الآخرة» وليس 
لهم فيها إلا العذاب الشديد بسبب كفرهم بالله تعالى. 


فقه الحياة أو الأحكام: 
دلت الآيات على الأحكام التالية: 


ا - الأنبياء على صدق تام فيما أخبروا به من أخبار الماضين» ومغيبات 


لدع ١7‏ - شوج : اث «1-وء٠١‏ | 3 





المتقيل: » سواء في عالم الدنياء أو ف عالم الآخرة. من وقوع العذاب 
والعقاب, والحشر والحساب: «إنَّ فى ذلِكَ ف عدن السريه 
أي لعبرة وموعظة لمن يْى عذاب القيامة. وقوله: ([ ممح َه ألكّاش» يدل 
على إثبات الحشرهء فالجمع: الحشر. أي يحشرون ليوم القيامة. وهو يوم يشهده 
البر والفاجرء ويشهده أهل السماء. 


؟ّ - البعث حق» ولكن اقتضت حكمة الله تأخير يومه لأجل معلوم معدود 


سبق به قضاؤه. 


ما - السلطان المطلق في يوم القيامة لله عز وجل» فلا يتكلم فيه أحد بحجة 
في بعضها يمنعون من الكلام» وفي بعضها يطلق لحم الكلام. وهذا يدل على أنه 
لا تتكلم نفس إلا بإذنه. 

- الناس يوم القيامة صنفان: شقي وسعيدء الأشقياء في النارء 
والسعداء في الجنة» وكلاهما خالد مخلد فيما هم فيهء من العذاب أو الثواب» 


بمشيئة الله وإرادته. 


وهذا الحكم من الله لا يتغير ولا يتبدل» فمن حكم الله عليه بحكمء وعلم 
منه عمله وأمرهء امتنع أن يصير بمخلافه» وإلا لزم أن يصير خبر الله تعالى 
كذباً: وعلمه جهلاً» وذلك محالء فثبت أن السعيد لا ينقلب شقياء وأن 
الشقي لا ينقلب سعيداً. 

هَ - اتفق الجمهور الأعظم من الأمة على أن عذاب الكافر دائم؛ لأن 
الخلود المذكور في الآية المرتبط بدوام السماوات والأرض يقصد به الدوام؛ 
على نحو تعبير العرب الذين يعبرون عن الدوام والأبد بقولحم: ما دامت 
السماوات والأرض» وقوطهم: ما اختلف الليل والنهار» وما طما البحرء 
وما أقام الجبل. أو أن المراد سمماوات الآخرة وأرضهاء وني الآخرة سماء 


0 


6 لله (01) - شر : /1١‏ "لوا 





04 مء 4 


وأرضء بدليل قوله تعالى: #9 يوم َل الس عر الْضِ ولكوة» 


3 


[إبراهيم: ]48/1١4‏ وقوله: (وَوبَا الّصَ توأ ين الْعَنَهَ 2 يك 
[الزمر: 604/8 وأيضاً لابد لأهل الآخرة مما يقلهم ويظلهمء وذلك هو 
الأرض والسماوات. 


5 + فقول تعالى: (إِلا ما هه رَيّْكَ »6 يدل على أن خلود أهل النار فيها 
وخلود أهل الجنة فيها حاصل بمشيئة الله تعالى» ولا يخرج شيء في الدنيا 
والآخرة عن المشيئة الإلحية» والمراد بالآية الدلالة على الثبوت والاستمرار.. 
واستدل الرازي بالآية على أنه تعالى يخرج الفساق المؤمنين من أهل الصلاة من 
النارء وهو المراد بهذا الاستثناء في ترجيحه المشابه له ترجيح أبي حيان» فالآية 
استثناء من الخلود. وهي في الذين زال حكم الخلود عنهم وهم عصاة 


0 


المؤمنين. 

وأما الاستثناء بالنسبة لأهل السعادة فيراد به في وجه ذكره الرازي رفع 
المنازل» كديرق الامن اخقاال اعرد و ل 
إلا الله تعالى» قال سبحانه: وعد أله الْمَؤمبِيت َالْمُؤْتَتٍ جَنتٍ جُزى من 
ها الأتهدرٌ خَللِِينَ فيا وَمَسَدكنَ ققحتت عدن ن ورضوان هَ 
أيه كن [التوبة: 1/7/9 . 


1 - نعيم أهل اللجئة دانم او » لقوله تعالى: ورعطا 
دوز 6 6 وقوله: 3_0 مَفَطْوكَةَ ا مَنوعَة 26 [الواقعة: 5ه/9”"؟] . 


" - إن عبادة المشركين أوثانهم وأصنامهم لا دليل عليها من العقل 
والمنطقء وإنا اصادرة عن محض الجهل وتقليد الآباء والأسلافء كما قال 
تعالى : (قلا تك ف مِرَيَةَ مَنَا يَمَبْدُ عتزْلة4 الآية, أي فلا تك في شك من 
حال ما يعبدون في أنها لا تضر ولا تنفعء وأن الله عز وجل ما أمرهم 
بعبادتهاء. وإنما يعبدونها كما كان آباؤهم يفعلون تقليداً لهم. 


5.41 ١ءو-1٠"‎ /(١ : هرج‎ - )1١ للد‎ 





هَ - الله تعالى عادل أيضاً في حق الكفارء فيوفيهم ثواب أعمالهم الحسنة في 
الدنياء ولا ايكون لحم ثواب غليها في الآخرة؛ لأن قبول الأعمال حينئذ منوط 
بالإمان» ولقوله تعالى: 9وَإنا لمهم تَِبهُمْ غير منص )» أي إنهم وإن 
كفروا وأعرضوا عن الحق فإنا موفوهم نصيبهم من الرزق والخيرات الدنيوية. 
ويحتمل أن يكون المراد: ما وعدوا به من خير أو شرء كما قال ابن عباس 
رضي الله عنهماء ويحتمل أيضاً إرادة أنه يوفيهم نصيبهم من العذاب» وربما 
كان الكل مراداً. 


أهداف القصة ف القرآن: 


قد يتكرر إيراد القصة الواحدة في القرآن بأساليب مختلفة» لمناسبات 
متعددة» وتأثير نفسي متفاوت» وإيحاء متنوع الحدف. ويظهر لنا من بيان 
'قصص الأمم السابقة في هذه السورة وغيرها من السور المكية غالباً أنها #بدف 
إلى تحقيق أغراض معينة أهمها ما يأتي: 


أ - الإخبار عن تواريخ بعض الأمم الماضيةء وإلقاء الأضواء على 
حوادث غيبية مهمة جداًء لم يكن يدري بها النبي يل ولا أحد من قومه لذَلِكَ 


2 6 صورم 


من أنباء أَلْمَبْبِ نجه ِلك ونا كت انيه إد لمبرا أت مهم وشم هم يكو (© »2 
[يوسف: ]٠١١/1١7‏ » فيكون ذلك دليلاً على صدق نبوته» وأن هذا القرآن من 
عند الله» وليس افتراء منه» كما زعم المشركون إذ قالوا كما حكى القرآن 
الكريم : يال لين كدر إِنْ هلدا ل إِفْكُ أفتريه عانم عَلْنّهِ وم ل 
قد لو 0 نا وفك © كلا تيل الأريت آسَتبها كى شق عله 
بحكْرهٌ وَأصِيلا 7 فل أنرلهُ أ أ ف يَحَلْم 7 ف لسَّمنواتِ وَالْأرضٍ إِنَّمُ 


ع 1204 


حان عفورا ١‏ تَحمًا © [الفرقان: 6؟/ ١7]4-4‏ 


)١(‏ أساطير الأولين: القصص والأكاذيب القديمة» وكانت العرب لجهلها تزعم ذلك. 


بذك للد 00 - شو : /1١‏ «ل-وء٠١‏ 





أ - إخبار الناس جميعاً عن جهود الأنبياء والرسل في سبيل نشر دعوت.م» 
وصراعهم مع أقوامهم. ومجادلاتهم ومناقشاتهم السديدة المتنوعة لإظهار الحق 
وإبطال الباطل» ومدى استجابة أقوامهم لهم وإعراضهم عنهم» وتسلية لنبينا 
كه عما كان يؤله من صدود الناس عن الإيمان برسالته» كما قال تعالى: 

(ولا نَنْسٌ عَلِكَ من أنه َلرسْلٍ ما كنت يوه ادك وك فى هذه لحن 
0 وو للْموَمِييتَ 67 » 8 [هود: ]12١/1١‏ وفيها بيان كونهم الأسوة 
الحسنة اللجهاد والصبر الشديد على الدعوة: «(دصَيرٌ كا صر 1 لْعَزّوٍ مِنَّ 
لرْسْلٍ ولا سَسَحَجل 4 [الأحقاف: 0/15”] . 


* - إظهار كون الأنبياء متفقين في أصول رسالتهم» وتأييد بعضهم بعضاً 
في الدعوة إلى توحيد الله» والإيمان بالبعث والجزاء واليوم الآخرء ان 
أصول الخير المشترك من الفضائل والأخلاق والقيم العليا : قد كات في 
فص ع ولي لالب ما كن ديكا فرك وَتحكن صَدقَ لرى 


ب يَدَْه وَتَنْضِيلَ حكُلٍ سَنْءِ وَهْدّى وَيَتمَةٌ لتو مون 402 ايرسف: 


.]١ ١١/7 


- القصة عنصر مشوق» جذاب محبب» مرغوب فيه في التربية والتعليم 
وإثبات البراهين العقلية بالوقائع الحسية» لا يختلف في التأثر بأسلويها وحكاية 
عناصرها الكبار والشباب» والنساء والفتيات» وذلك يؤدي إلى غرس بذور 
الإعان» والترغيب في الطاعة». والترهيب من المعصية» مما يجعل القصة 
مدرسة إلحية للمؤمنين» أساتذتها الأنبياء» وواقعها الأقوام» وتار يخها قديم 
عريق» وموضوعها إهلاك الظالمين» وغايتها التهذيب والإصلاح والتربية 
للد 


م - تهدف القصة القرآنية في المرتبة الأولى إلى إثبات توحيد الله وتقرير 
وجوده. وإثبات النبوة» والبعث» ويتخللها أحكام تشريعية هادفة مفيدة للفرد 
والجماعة. وللامة والدولة» ولكل الشعوب والحكام. 


للد )١١(‏ - مرج : ال “دوه 14 


ك - تبين القصة أن مهمة النبي محرد تبليغ الوحي. وإعلام الناس 
بالإنذارات الإلهية بوقوع العذاب قريباً أم بعيداًء دون أن يكون لديه سلطان 
ما في التأخير والتغيير» والنفع والضر. 


لا - تظهر القصة أيضاً مدى التماثل في طباع البشرء ومدى استعدادهم 
للومان والكفرء والخيز والشر. 

ادق القن رظهار تلطاة الل#وؤكذوه :وقوه القاهره ل تملعتا 
الذي هو أنغموذج عن عذاب الكعرة 

- تتضمن القصة التأيبد الإ هى للرسل» وإظهار آيات الله ومعجزاته 
وحججه على الناس» مما يحمل على الإقناع بصحة الدعوة الإلحية» والإبمان 
بأصحابيا الرسل: 

٠‏ - كان لكل قصة مواعظ وعبر خاصة» تختلف باختلاف أصحابباء 
فقصة قوم نوح مثلاً تمثل الغرور المستحكم والإصرار على الوثنية» وقصة قوم 
عاد تظهر مدى الاعتداد بالبطش والقوة والتجبر والعتو» وقصة قوم لوط تدل 
على انخطاط المستوى الإنساني» والشذوذ الجنسى» والفحش الأخلاق» وقصة 
قوم شعيب مظهر من مظاهر الانحراف الاجتماعي أو الظلم الاجتماعي 
وأخذ حقوق الناس وأكل أمواللهم بالباطل» وقصة قوم فرعون مثل بارز 
للاعتماد على السلطان والثروة والجاه» تمهز عروش وكيان المتفرعنين الجحبابرة 
في كل زمان ومكان» وجميع تلك القصص لقاومة الوثنية والفوضى في نظام 
ا مجتمع» فإن كل أولئك الأمم كانوا وثنيين عبدة أصنام» وكانت جهود 
الأنبياء المكثفة مركزة على تخليص الناس من عبادة الأوثان والأصنام. 

١‏ - القصة في الجملة عظة وعبرة» وعلاج للنفوس» واعتبار بما حل 
بالعصاة والكفار المتمردين» مما يذهل العقل» ويشيب الرأس» ويقظع نياط 
القلب. ويجعل الإنسان في دهشة وخوف ورعب. 


5م14 للد (17)- شر : /1١‏ #دلدوء٠١‏ 


١‏ - إن إخبار نبي أمي غير كاتب ولا قارئ» ولا راو ولا حافظ» وهو 
نبينا عليه الصلاة والسلام» عن تلك القصصء دليل قاطع على نبوته» وسمو 
رسالته» وحرصه على نشر العلوم والمعارف» وخفق ألوية الحدى والرشاد. 
ودليل قبل كل شيء على أن هذا القرآن كلام الله ودستوره لبني البشر إلى يوم 
القيامة. 


١*‏ - تضمنت القصص صلابة كل نبي على مبدئه ودعوته» وإن تعرض 
للإساءة وتسفيه الرأي» والتصميم أحياناً على قتله أو إبعاده» والأمثلة 00 
منها: ما حكاه القرآن عن نوح عليه السلام : (َالَ بَمَوْم أَرَمَيَهُ إن كت عل 
يَيَنَمَ من زف واللنى َه عن عندى. ميت َنلرحَكُمُوهَا وأ نشم لا 00 
20 [هود: ]58/١١‏ وتكرر مثل ذلك على لسان شعيب [هود: ]88/١١‏ وغيره 
من الأنبياء. ا 

رتنه طامطعا دبعو عرو 017 اليرة اديه 0 من ومو إِنَا 


ردك فى ا 0 َظْنّكَ مرح الكزيت © دل يمور يسن بى 
00 ود اي 5 و ابي ٠‏ حالس ٠‏ مر 
سَفَاهَة ولك رسو سن رب العللمين [الأعراف: 39-557/97] . 
ومنها ما قال قوم شعيب: <تالرا ا 1 وَإِنَا 
و عاد د ا مس سر ريط رمه 3 
رسك ضَِا صَعِيعًا وَلوّلا ر: فطك لسك وما أنت ت عَلْمَآ بِعَرْنٍ 9 6 [هود: 


.]4 ١/١ 


4 - تكرار القصة الواحدة في سور القرآن أكثر من مرة إنما هو لتحقيق 
مقاصد وأهداف ومعان كثيرة» لتكون ماثلة أمام الأعين في كل جيل. ولكن 
تكرارها لم يكن مملاً وإنما كان بأساليب متنوعة تجتذب الأنظارء وتنبه 
العقول» وتطرد السآمة والملل من نفس القارئ والسامع. 


لدع (18) - شوج : ١ظ/‏ ١٠11-كا١ا‏ 1 





التذكير بعاقبة الاختلاف في التوراة . 


انا 


7 اس سوس ” مه 0110 3 ود 5 
9وَلْقَدُ َثينَا مُوسى الحيتب كَأْخْيفَ ذه وَوْلا ظِمَة سبَقَتَ من 5 
ا 1 


1 
ا ططاع 


مو ع 7 أ 5 020 
عر مواد > مومه 3 0 نكر بير ممعم سا رس 

عض يِنَْْم وَإِنَُّمَ لنى سَكِ يَنْهُ مريب 69 وَإِنَّ كلا 
2 2 


رو لخر م همه 
َعْسَلْهِمٌ إِنَهُ يما يَعْملنَ حَببدٌ 4069 


-١‏ (وإنْ كلا لمَا) وهي قراءة نافع» وابن كثير. 
؟- (وَإنَّ كلا لمَا) وهي قراءة أبي عمروء والكساي. 
*- (وَإِنَّ كلا لمّا) وهي ا البافين 

الإعراب: 


(َإنَ ا لَيَاَ إن بالتشديد هو الأصل فيهاء و« كلام: اسمها 
المنصوب. ومن قرأ (إِنْ) بالتخفيف, أعمل (إن) امخففة» كما أعملها مشددة» 
كما يعمل الفعل تاماً وتخففاً. وأما «لَّئَا بالتشديد فهو مشكل» إذ ليست هنا 
بمعنى الزمان» ولا بمعنى إلا. ولا بمعنى لْ» وقيل فيها بأوجه منها: أن 
الأصل فيها ١لَنْ‏ ما» ثم أدغم النون في الميم» فاجتمع ثلاث ميمات» فحذفت 
المنم المكسورة» وتقديره: وإن كلاً لنْ ََلَقَ ليوفينهم. ومنها: أن تكون «ما» 
زائدة» وتحذف إحدى الميمات» وتقديره: لخلق ليوفينهم. ومن خفف الميم من 
«ا» جعل (ما» زائدة» أتى بها ليفصل بين اللام التي في خبر (إن) ولام القسم 


4271 ليه -)١١(‏ هرج ٠١ /ا١١ ١‏ الا 





التي في « يُوَيِئَهمْ 4. وقال الزغشري: «وَإنَّ كلا» التنوين عوض من 
المضاف إليهء يعني وإن كلهمء وإن جميع امختلفين فيه. د« لَوَيِبم 6 جواب 
قسم محذوف واللام في بِإلَمَّاِ موطئة للقسمء وما: مزيدة للفصلء والمعنى: 
وإن جميعهم والله ليوفينهم» ولام « لَوَوِْتَومْ 4 للتأكيد. 
البلاغة: 

(وللا كِمَد سَبَقَّتٌ من رَيْكَ) الكلمة هنا كناية عن القضاء والقدر. 


« الحتب)» التوراة «مَاخَيلِتَ فد )4 بالتصديق والتكذيب فآمن به قوم 
وكفر به قوم» كما اختلف مشركو مكة في القران واولا 5 
ريك بتأخير الحساب والجزاء للخلائق يوم القيامة «لَمُيِىَ يتب في الدنيا 
فيما اختلفوا فيه بإنزال ما يستحقه المبطل» ؛ ليتميز به من ا حق «وَإِنَنْمْ 6 وإن 
كفار مكة. أو المكذبين بالتوراة «لَى سَّكِ مِنَهُ مر ب لفي شك في القرآن أو 
. في التوراة» موقع في الريبة. 

«مَادَ كلآ»4 إن بالتشديد والتخفيف»ء ٠‏ أي وإن كل امختلفين» المؤمنين منهم 
والكافرين» والتنوين: بدل المضاف إليه «لَنا)) ما: زائدة» واللام موطئة 
لقسم محذوف مقدرء واللام الثانية التي في « لوَيِئَمْ 4 للتأكيد» أو بالعكس» 
وما: مزيدة للفصل بين اللامين ١ع‏ 77 أعْمَلَهُرَ 4 أي جزاءها « إِنَّدُ 
بع مره 2 حير عالم ببواطن العمل كظواهره. 


المناسية: 

بعد أن ذكّر الله تعالى مشركي مكة بمصير الأمم المالكة لكفرهم» ذكّرهم 
هنا أيضاً بقوم موسى الذين اختلفوا في التوراة» بين مؤمن وكافر» فعاقبهم الله 
وجازاهم بسوء أعماطم. وهو يدل على أن سيرة الكفار الفاسدة مع كل 


لدع 0١‏ - هرج :ال 1١١١-11٠١‏ 202 /ا4؟ 





الأنبياء واحدة» فكما أنكر كفار مكة التوحيد» أنكروا قا نبوة محمد َل 
وكذبوا بكتابه» شأنهم في ذلك شأن وعادة الكفار من قبلهم. 


التفسير والبيان: 

والله لقد آتينا مومى الكتاب الذي هو التوراة» فاختلف فيه بنو إسرائيل 
من بعدهء ظلماً وبغياًء وتنازعاً على الزعامة والمصالح المادية» فآمن به قوم 
وكفر به آخرونء مع أن الكتاب نزل لتوحيد الكلمة وجمع الناس على منهج 
واحدء فلا تبال يامحمد باختلاف قومك في القرآن» فلك بمن سلف من 
الأنبياء قبلك أسوة» فلا تجرع لتكذيبهم. ٠‏ 

ولولا كلمة من ربك أي لولا سبق القضاء والقدر بتأخير العذاب إلى أجل 
مسمى» لقضي بينهم في الدنياء. بإهلاك العصاة» وإنجاء المؤمنين» كما حدث 
لأمم آخرين. 

وإن المكذبين لفي شك موقع في الريبة والقلق» والظاهر عود الضمير في 
قوله: (رَإكيمْ» وقوله: «بتتب على قوم موسى عليه السلام؛ إذ هم 
ار 0 الكتاب» الشاكون في التوراة» كما قال تعالى: «إوَإنَّ َلَدِسنَ وروأ 
لْكنبَ م من بَحْدِهِمَ لتى سَّكِ مَنْهُ مُرِبِ» [الشورى: ]١5/47‏ والذين أورثوا 
الكتاب: هم وه والنصارى» والتوراة قد فقدت مع إحراق البابليين ليكل 
سليمان» وقيل: يعود الضمير على امختلفين في الرسول من معاصريه. قال ابن 
عطية: وأن يعمهم اللفظ أحسن عندي. وهذه الجملة من جملة تسليته يلنو2"1. 


وإن كلاً من المؤمنين والكافرين امختلفين في كتاب الله ليوفينهم الله جزاء 
الجاكم م وما وعلاوا يهن حي و شر؛ لأنه خبير بتلك الأعمال كلهاء ولا 
يخفى عليه شيء منها. وهذا أيضاً تسلية للبي كَل وتبديد ووعيد لقومه. 


7577/60 البحر المحيط لأبي حيان:‎ )١( 


اكا-1٠١‎ /1١ : هخ‎ -)1١ للد‎ 444 


فقه الحياة أو الأحكام: 
يفهم من الآيتين ما يأتي : 


١‏ - عادة الناس واحدة مع كل الأنبياءء فمنهم من يقبل دعوتهم» ويؤمن 
برسالتهم» ومنهم من ينكرهاء وكفار قوم موسى وغيرهم أنكروا التوحيدء 
وأصروا على إنكار النبوات» والتكذيب بالكتب السماوية» وكذلك كفار مكة 
وغيرهم من قوم محمد يله وغيرهم مثل من تقدمهم فيما ذكرء فيكون جزاؤهم 


واتحذا: 


ل الاختلاف في الكتاب الإلمي كالتوراة والقرآن» بأن يؤمن به بعضهم 
ويكفر به بعضهم الآخر» موجب للعقاب والعذاب ف الآخرة. 


- حكم الله عز وجل أن يؤخر عقاب الكافرين كبني إسرائيل لانقسامهم 
بالنسبة إلى التوراة بين مكذب بها ومصدّق بباء إلى يوم القيامة» لما علم في 
حكم التأخير من الصلاح؛ ولولا التأخير» لقضى بينهم أجلهم. يَأن يشينت 
قضاء اللّه أخر العذاب عنهم في دنياهم. 


- إن أولئك الختلفين في التوراة من اليهود لفى شك من كتاب موسى» 


هَ - إن كل الأمم والأفراد» المؤمن منهم والكافرء يرون في الآخرة جزاء 
أعمالهم. سواء من أقوام الأنبياء السابقين أو من قوم محمد عليهم السلام» 
فمن عجلت عقوبته ومن أخرت؛ ومن صدّق الرسل ومن كذب» حالم سواء 
في أنه تعالى يوفيهم جزاء أعمالحم في الآخرة» وهو مأخوذ من الآية 
(لَوْفِهم)» التي جمعت بين الوعد والوعيد» فإن إيفاء جزاء الطاعات وعد 
عظيم» وإيفاء جزاء المعاصي وعيد عظيم. 


للد )١١(‏ - مو : ١ل/‏ االدماا ١‏ ش 104 





وتأكد الوعد والوعيد بقوله تعالى: :نه ا تكن 4 لأنه تعالى لما 
كان عالاً بجميع المعلومات» كان عالاً بمقادير الطتاطانت. والمعاصي» وعاناً 
بالقدر المناسب لكل عمل من الجزاءء» فلا يضيع شيء عنده من الحقوق 
والحزاءات. 

وأكد الله تعالى توفية الجزاءات على المستحقين في الآية المذكورة: «وَإنَّ 
ل َئَ ل بسبعة أنواع من المؤكدات: وهي إِنْء» وكل» واللادم 
الداخلة على خبر إن» وحرف (ما» إذا جعلناه على قول القراء رع 
والقسم المضمرء فإن تقدير الكلام: وإن جميعهم والله ليوفينهم » واللام الثانية 
الداخلة على جواب القسمء والنون المؤكدة في قوله: « رمتسم 4 فكل هذه 
الألفاظ السبعة الدالة على التوكيد» تدل على أن أمر الربوبية والعبودية لا يتم 
إلا بالبعث والقيامة وأمر الحشر والنشر» ثم أردفه بقوله : إِنَهِ ب 0 
حَبِك) كما تقدم» وهو من أعظم العاف م 


الاستقامة على أوامر اللّهِ تعالى 


كا ب عد السام م 7 007 ا 
« فَاسْتَقِمَ كَمآ أمِرّتَ ومن 0 ل 0 ع 089 


بن يب ممق مرفوع بالعطف على ضمير (استقم) وجاز العطف على 
الضمير المرفوع ؛ لأن الفصل بالظرف» وهو قوله تعالى: كه مرت ينزل 
منزلة التأكيد» فجاز العطف. ويجوز أن يكون «إومَن َب )في موضع نصب»؛ 
لأنه مفعول معه. 


٠١/١8 تفسير الرازي:‎ )١( 


الم-١١؟‎ /1١ : هوج‎ -)١١١ للد‎ 54 





«رَمَا كم بن دون أنه الواو للحال. 
المفردات اللغوية: 

«تسْمَتِج عل العمل بأمر ربّك والدّعاء إليهء والاستقامة شاملة 
للاستقامة في العقائد والأعمال» من تبليغ الوحي وبيان الشرائع كما ار 
والقيام بوظائف العبادات من غير إفراط ولا تفريط. والاستقامة في غاية 
العسرء لذا قال عليه الصّلاة والسّلام: اأشيبتني سورة هود). 

لوك 56 3ه أي وليستقم من تاب معك» بآ قاف من القر 4 والكفر 
وآمن معك 2 35 مرا 4 لا تجاوزوا حدود اللهء والطغيان: مجاوزة الحذ 
بالإفراط أو التفريط ١ل(‏ إِنّهُ يما كَمَنْوْ بس فهو مجازيكم عليه: وهو في 
معنى التعليل للأمر والنهي. 

(ولا وَكوَأ4 نا إليهم أدنى ميل» والرّكون: الل الجمريير ل دين 
ظَلموا)» لذ يلوا إلى انظالين بمودة أو مداهنة أو رضى بأعماهم َس 
ألتَارٌ» فتصيبكم الثار بركونكم إليهم ٠«إوَمَا‏ آحكُم من ذون ألو أي غيره. 
(يِنْ أوليآة4 (يِنْ» : ذائدة» وؤ و4 مناصرون يحفظونكم منهء أو 
أنصار يمنعون العذاب عنكم ١.‏ «إثُرَّ لا تُصَرُوت» تمنعون من عذابهء ولا 
ينصركم الله إذ سبق في حكمه أن يعذبكم ولا يبقي عليكم. و«اثُرّ ) : 
لاستبعاد نصره إياهم بعد أن أوعدهم بالعذاب على فعلهم» وأوجبه. 


لما بين الله تعالى أمر المختلفين في التوحيد والثبوة» وأطنب في بيان وعدهم 
ووعيدهم؛ ‏ أمر رسوله ككِةِ بالاستقامة مثلما أعرييا غيره» وهي كلمة شاملة 
لكل ما يتعلّق بالعقيدة والعلم والعمل والأخلاق. 
التفسير والبيان: 


فالزم يا محمد ومن آمن معك طريق الاستقامة في الاعتقاد والأعمال 


لد )1١‏ - مج : ١ظ/‏ ؟الدسماذ 54١‏ 





والأخلاق» دون إفراط ولا تفريط. فالاستقامة تقتضى توحيد الله في ذاته 
وصفاته». والإيمان بالغيب من جنّة ونار وبعث وخدات وجزاءء وملائكة 
وعرش » والتزام ما أمر به القرآن في نطاق العبادات والمعامللات. وهي درجة 
عليا وعسيرة إلا على من جاهد نفسه» وترفع عن أهوائه وشهواته» وقد أمر 
بها موسى وهارون بقوله تعالى: 9َإقَدَ لمعيه كا امشتارة نل 
سكيل لت لا يحَلَمُونَ4 (يونس: ]84/٠١‏ » وكان جزاؤها تطمين الملائكة 
بعدم المخوف والحزن» والتبشير بالجنّة. فقال تعالى: « إن الح كَالْوا رين 
را تتَكَزْلُّ عَلَبَهِمْ لْمَيِكَدُ ألا افوا ولا روا وأشِروا 
لَه الى كُسْرَ وعدن 407 افصلت: 1.0/4١‏ . وأجاب الني كل سائلاً 
- هو سفيان الثقفي فيما رواه مسلم - قال: يارسول الله قل لي في الإسلام 
قولاً لاأسأل عنه أحداً بعدك؟ فقال:١‏ قل آمنت بالله ثم استقم 2.. 

ولايعني أمر الرّسول بالاستقامة أنه لم يكن مستقيماًء وإنما كان على 
العكس في غاية الاستقامة» والمقصود بهذا الأمر الدوام والاستمرار على ما 
هو عليه. فالله تعالى يأمر رسوله وعباده المؤمنين بالثبات والدّوام على 
الاستقامة.» وذلك من أكبر العون على النُصر على الأعداء. وخطاب الرّسول 
ككِْهِ ومن معه من المؤمنين بالاستقامة للتّثبيت على الاستقامة. 


1 > . 5 2 2 50- ٠. 
وني الآية دليل على وجوب اتباع النصوص الشرعية من غير تصرّف‎ 
وانحراف» ولا تقليد وعمل برأي فاسد غير صحيح» ومن حاد عن منهج‎ 
السَّلف زاغ وضل» فكانوا كقوله تعالى: «إمِنَ درك فَرَهُوأ ديسَهُمَ كارا‎ 

ار وه 5 را ممه م بد و س 
شيعا كل حزب يما لديهم َرِحُونَ (7 4 [الروم: 155/١‏ . 

وطريق رفع الخلاف الرّد إلى القرآن والسّنّة فقال تعالى 00 لَترْعمٌ في 
شَىْءِ و 5 إِلَ الله وَالرَسُول» [النساء: 09/4] . 

وبعد أن أمر الله تعالى بالاستقامة» نبى عن ضدها وهو الطغيان» أي 
البغي وتجاوز حدود اللهء فإنه مزلقة إلى الحلاك» فقال تعالى: 77 مرا . 


447 لوه -)١١(‏ هرج : /1١١‏ لما 


ثم حذّر الله تعالى من امخالفة» فقال: « إِنَّمُ يمَا تَْمَلْوَْت بِ) أي إنه 


تعالى بصير بأعمال العبادء لايغفل عن شيء» ولايخفى عليه شيء» فيجازي 
عليها. 


والدّعوة ا 
فقال تعالى: ([فَلِدَللَهََ 2 00 كرا و0 3 يع أهواً موقل 
افك بيك انول أنه من حككّب وأ ميب د ينا و و 1 
َعَمَْلْنَا وَلَكُم ملك لا حَبَّدَ يدننا وينتكة الله لله ححمَم 1 0 امير 
© [الشورى: 16/47] . 


ثم نبّهِ الله تعالى إلى خطر الميل مع الظالمين» فقال: «إولا مََكَبْوَا) أي ولا 
تميلوا إلى الظالمين بمودة أو مداهنة أو رضى بأعمالهم» أو استعانة بهم» أو 
اعتماد عليهم» فتصيبكم الثار بركونكم إليهم» فالركون إلى الظالمين ظلمء 
وليس لكم من غير الله أنصار أبداً ينفعونكم» ويمنعون العذاب عنكمى ثم لا 
ينصركم الله أي لا تجدون من ينصركم من تلك الواقعة؛ لأنه تعالى لا ينصر 
الطَالمين: « (ومَا ليت مِنْ أنصكار » [البقرة: ؟/ ]77١‏ » «إوَهًا لِلظَلِوينَ من 
ضير 4 [الحج: ؟5/١71]‏ » [فاطر 737/70]. 


لمر 


والآية تدل على عاقبة الرّكون» وعلى أن اميل إلى الظَالمين موقع عادة في 
الظلم» ومزلقة تستدعي إقرارهم على ما يفعلون, والرّضى بما هم عليه من 
الظلمء واستحسان طريقتهم» وتزيينها عندهم وعند غيرهم» ومشاركتهم في 
أعمالهم الظالمة. قال البيضاوي: ولعل الآية أبلغ ما يتصوّر في النْهي عن 
الظلم والتهديد عليه. 


وإذا كان الرّكون إلى الطَّللم مُوجِباً عذاب الثّاره فكيف يكون حال الطّالم 


فى نفسه؟! 


للد )1١‏ - هرج : ١1م‏ لم١‏ وليك 





فقه الحياة أو الأحكام : 


تدلٌ الآيتان على الأمر بالاستقامة والنَّبات والدّوام منهاة فل تحريم 
ضذها وهو الطقيان أي تجاوز حدود الله تعالى» وعدم الاعتماد على الطّلمة 


والرّضا بظلمهم. 


والاستقامة: امتثال أمر اللهء وليست تلك مهمة سهلة وإنما هي شاقة 
عسيرة تستدعي الطّاعة الدَّائُة» ومراقبة الإنسان نفسه» والحذر من اغخالفة» 
قال ابن عباس : ما نزل على رسول الله كه آية هي أشدّ ولا أشقّ من هذه 
الآية عليه» ولذلك قال لأصحابه حين قالوا له: لقد أسرع إليك الشيب! 
فقال: «شيّبتني هود وأخواتها». وروي عن أب عل التري قال: رأيت الج 
كه في المنام ‏ فقلت: يا رسول الله! روي عنك أنك قلخ اشيّبتني هود)» 
فقال: «نعماء ٠‏ فقلت: ما الذي شيّبك منها؟ قصص الأنبياء وهلاك الأمم! 
فقال: «لا» ولكن قوله تعالى : (ناستهم كنا مرت 04. 


والاستقامة تقتضي اتَباع نصوص القرآن والسّنّة والبُعد عن التأويلات 
الباطلة» والعمل بالرّأي الفاسد المخالف روح الشّريعة ومبادئها العامة. 


7 حدّرت الآية من الاعتماد على الطَّلمة» والرّضا بظلمهم» والاستعانة 
بم والتعاون معهمء وودّهم وإطاعتهم؛ لأن ودَّهم يستدعي إطراءهم 
وتملقهم. وتزييف الحقائق» وكتمان اي والشّكوت عن المنكر وعدم 
الأمر بالمعروف. 


والظلم: يشمل الشّرك وكل أنواع القبائح والمعاصي والمتكرات» والآية 
دالّة على هجران أهل الكفر والمعاصي من أهل البدع وغيرهم» فإن صحبتهم 
كفر أو معصيةء إذ الصّحبة لا تكون إلا عن مودّة. أما صحبة الظالم على 
تيه فهي مستثناة من النّهي بحال الاضطرار. 


ا١اه-١١4‎ /1١ : هوج‎ -)١١ للد‎ 1445 





0 أحمد وأصحاب السَّنن عن أبي بكر أنه قا فحمد الله وأثئى 
سر سر 
عليه» ثم قال : أئيها النّاسء إنكم تقرؤون هذه الآية: يما لذن َامنوا عَليَكم 
م بوط عو 
أَفسَكُم لا يضر 3 من صل إذا أَهمَدَيْتم 4 ألا وإن الّاس إذا رأوا الظَالم ٠‏ فلم 
يأخذوا على يديه» أوشك الله أن يعمّهم بعقابه ألا وإنُّ معت رسول أللّه 
كه يقول: «إِنَ النّاس إذا رأوا المنكر بينهم» فلم ينكروهء يوشك أن يعمّهم 
الله بعقابه». 


وقد تضمّنت الآية صراحة بيان عاقبة الرّكون إلى الظّللمة» وهى الإحراق 
بالثار» يسبب مخالطتهم ومصاحبتهم وممالأتهم على ما هم عليه» وموافقتهم 
في أمورهم. 

والظلمة: هم أعداء المؤمنين» من المشركين» أو كل ظالمء سواء أكان 

ويلاحظ من اختلاف التّعبيرين: #فاستقمم# و«علا و4 أن 0 
بأفعال الخير أفردت لبي كله وإن كانت عامة في المعنى: لتَأسْبَقِمَ كيآ 


مرت 4 # وقوله في الآية التالية : ٍدَأَقَمِ 50 4 «وآصيرٌ4. أما لمات 
فقد جمعت للأمة: ولك و4 (ولا م ل ألَنبنَ طَاموا4. 


37 5 طرق 
لِك درك الذاكيت 69 وير مَإِنَّ أنه ل 1 0 0 2 
الإعراب: 


وم 


عرق ألَا 4 منصوب على الطّلرف؛ لأنه مضاف إليه. 


لد )١١(‏ - هوج : /١١‏ 4١١1-ه١١‏ الى 





البلاغة: 


« انَّ لحنت يدهن ألتيكَاتٍ 4 بينهما طباق. 


زو 
0 لتكت » بيتهما جناس اعتقاق: 


«لا يِضِيعٌ َرَ الْمَحْينَ4 عدول عن المضمرء ليكون كالبرهان على 
الصو 8 على أن الصّير والصَّلاة إحسان» وإيماء بأنه لا يعتدٌ مهما دون 
الإخلاص. 
المفردات اللغوية: 

'(طْرَق ألنَارِ4 أي في الغداة والعشى» أي الصّبح والظهر والعصر كما 
قال امسن وقتادة والضّحاكء وطرف الشيء : العلائفة منه من التّهاية والبداية. 
«ورْلفا من ين أللِ) جمع زلفة أي طائفة وجزء من أول الليل قريب من التّهارء 
وذلله فول عثلاة القت وطيلةة العتاته كه قال انسن اللصرى: 


10 


«إِنّ الست يِذْهِنَ لكات 4 يكفرنهاء وفي الحديث الذي ي احرج ابر 
نعيم عن أنس: المتارات امسن ارك بينهن ما اجتنبت 00 
الصغائر . 9 ذلرى 6 عظة المتحظن 
ش كا 0 5 2 051 كرح ارده 
«وَأضْيرٌ 4 على الطاعات وعن اللمعاصى .لا يضِيعٌ أجر الْمَحييين6 
بالصير على الطاعة. 
سبب النزول: 


روى الشيخان» وابن جرير » عن ابن مسعود أن رجلا أصاب من امرأة 


ل .فأتي البي يكل فأخبره» فأنزل الله : :“زوفي الصَمْلره طرق تار وَرُلَْا 
1 كل 0 سكت يَذّهِينَ نَ أَلتَيْكَاتٍ 4 فقال الرجل: إلي هذه؟ قال: اع 


أمتي كلهم: . 


ا١١ه-ل١١5‎ /1١ : هوج‎ -)١١( لله‎ 5 


وأخرج الترمذي وغيره عن أبي اليّر قال: أتتني امرأة تبتاع تمراًء فقلت: 
في البيت أطيب منه» فدخلت معي البيتء فأهويتٌ إليها فقبلتهاء فأتيت 
رسو الله لل فذكرت ذلك لهء فقال: أَخْلَفْتَ غازياً 0 
7 هذا؟! وأطرق طويلاً» حى أوحى الله إليه: ليم الصكرءَ طْرَق 
ألتما 4 إلى قوله : يت 


وروي ذلك من حديث أبي أمامة ومعاذ بن جبل وابن عباس وبريدة 
وغيرهم. ومنه يفهم أن ذنب الرجل لا حدٌّ فيه وإنما هو ذنب يكفره العمل 
الصالح. من إقامة الصلاة وإحسان القول والعمل. 


ورواية الترمذي عن ابن مسعود هي : قال: جاء رجل إلى النبي يَكلِِ فقال: 
إن عالجت امرأة في أقصى المدينة» وإني أصبت منها ما دون أن أمشّهاء وأنا 
هذاء فاقض في ما شئت. فقال له عمر: لقد سترك الله! لو سترت على 
نفسك ؟؛ فلم يرد عليه رسول الله لله وَكَِدُ شيئاً» فانطلق الرجل» فأتبعه رسول الله 
اله رجلاً فدعاه» فتلا عليه: : وق لصَلوه طَرَقِ تار لكا عن الكل إن 
فسنت يذّهِينَ لسَّيعَاتٍ كلِكَ ورك اديت 2 إلى آخر الآية؛ فقال 
رجل من القوم: هذا له خاصة؟ قال: «لاء بل للناس كافة» قال الترمذي : 


المناسية: 

بعد أن أمر الله تعالى رسوله والمؤمنين بالاستقامة» وعدم تجاوز حدود 
الدين» وعدم الركون إلى ذوي الظلم» أردفه بالأمر بالصلاة والصبر» وهو 
يدل على أن أعظم العبادات بعد الإيعان بالله هو الصلاة. ويليها الصبرء فإنه 
نصف الإيبمان. فهما عدة الامتثال» والصلاة أساس العبادات» وعمود 
الدين. ش 


لله )١1١‏ - هوج : /١١‏ 4١١1-ه1١‏ /اوء 
التفسير والبيان: 

موضوع هاتين الآيتين: الاستعانة بالصلاة والصبرء كما قال تعالى في آية 
أخرى : يلها رين امَو اسَتْصِوا بالصَبْر وَالصَلررٌ إِنَّ أنه مم ديرن 
©42 [البقرة: 7/ ]1١9‏ . 


«8 


أما بالنسبة إلى الصلاة فالآية في تحديد أوقاتهاء ومعناها: أدّ الصلاة تامة 
كاملة الأركان والشروط والأوصاف. باعتبارها صلة بين العبد والرب» 
مطهرة للنفس» مرضاة للرب» مانعة عن الفحشاء والمنكرء وأداؤها في جميع 
أجزاء اليومء فقوله: «طرَّقٍ الئَبَارٍ4 يشمل ثلاث صلوات هي الصبح 
والظهر والعصرء وقوله: «وَرُلَنَا ين أيَنّلِ4 يشمل صلاتي المغرب والعشاء. 


فتكون الآية شاملة جميع أوقات الصلاة» كما جاء في آيات أخر هي: 


2 9 تعر ١‏ غتن عير “لين 2 م 02 0 لخ سس حص ح اح ا م مر 
أ - «أْقْو أصَّلَرة لِدُلُوكٍ المَّمْس إِكَ عَسَقٍ اليل وَفَرءَان الْفَجَرٍ إنَّ ران 


لْفَجْرِ كت مَبُودًا (02 6 [الإسراء: 608/107 . 

؟ - وسَْبَحَنَ لَه حِبنَ سوست وَِنَ شَبِحونَ © وله الْحَنْدُ في 
َلسَّمْوَاتِ رض وعشمًا وحن تُظهرُونَ 29 [الروم: ]18-17/٠‏ فصلاة 
الصبح عند الإصباح» وبقية الصلوات تدخل تحت تعبير المساء؛ لأنه يشمل 
ما بين الظهر والغروب ثما بعده. 

؟ - ووَسَيَحَ بِحَنَدِ رَيْكَ قل طلوع الشّمِين وبل غروها ومن انآ 
فيح وَأَطْرَافَ الثبار لَحََكَ ص4 [طه: ]1١٠١‏ والتسبيح يكون بالصلاة 
وغيرها. 


-ه 
اس 


يل 


_-_ 


ا 


ثم ذكر الله تعالى فائدة الصّلاة بقوله: © إِنَّ أَلَسَمَْتِ) أي إن فعل الخيرات 
أ الأغمال الحخشة: ومنها الكلوات الخسين»: كدر الذنوته الشالفة 
والسّيئات الصّغائرء كما جاء في الحذيث الذي رواه الإمام أحمد وأهل السّن 


١١ه-١١5‎ /1١١ : هوج‎ -)١١( للد‎ 444 


عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: كنت إذا سمحت من رسول الله كَل 
حديثاً تفعنى الله ا اد إن ينفعى منهء وإذا حدّثى عنه أحدء استحلفته» 
فإذا ل ا ام وكتقق ابويكر روفن أب كو اناسع مزل الله 
كله يقول: «ما من مسلم يذنب ذنباً» فيتوضأء ويصلٍ ركعتين» إلا غَفِر له). 

وفي الصّحيحين عن أمير المؤمنين عثمان بن عمان: أنه توضأ لهم كوضوء 
رسول الله كله ثم قال: هكذا رأيت رسول الله بكي يتوضأء وقال: «من توضاً 
وضوي هذاء ثم صل ركعتين» لا يحدّث فيهما نفسه. غفِر له ما تقدّم من 
دنيهة»). 

والحسنات: جميع الأعمال الصّالحة» حتى ترك السّيئة» والسّيئات: 
الذُنوب الصّغائر؛ لأن الكبائر لا يكمّرها إلا التّوبة؛ لقوله تعالى: «إن 
عَنيوا كبابر ها تون اعنة: لَكيْر تَكَيْرَ عَدَكُمَ سيتايكم وَدَمِلَكُم مد 5 
يما 69 ) [النساء: 191/4 ء ولا 5-5 «الصّلوات الخمس كفارة لما 
بينهن . إذا اجتتبيت الكبائر). 

وأمّا شروط التّوبة الصّادقة فهي أربعة: الإقلاع عن الذَّنب» والنّدم عليه 
والعزم على عدم العود إلى مثله في المستقبل» والعمل الصاح الذي يساعد على 
غو آثرالذنت» ومنه رد الحقوق لأصحاببهاء وطلب السّماح ممن آذاه. 


«ْلِكَ وى إلنّكيت» أي إن النّصح السّابق بفعل الحسنات والاستقامة. 
وعدم تجاوز حدود الدذين» وعدم الركون إلى الطلمةة عظة للمتّعظين الذي 
يعقلون الأحداث ويقدّرون مخاطرها ويخشون الله عرّ وجل. 

ضير 4 أي الزم الصّبر على الطّاعة ومشاقّهاء وعن المعصية ومغرياتهاء 
وابتعد عن المنكر والمحرّمات». وني حال الشدائد والمصائب» فإن الله لا يبدر 
ثواب المحسنين أعمالاًء الصّابرين على مراد الله وقدره. وهذا دليل على أن 
الصَّبِر إحسان وفضيلة. 


لدع )1١(‏ - هوج : /(١‏ 4١١(-ه١ا‏ 24 
فقه الحياة أو الأحكام: 
أرشدت الآيتان إلى ما يأتي : 


5- الآمر:نالمّلوات المفروضة وإصابيا؛ وشخصت :الذكن هنا لأا ثانية 
الإمان. وإليها يفزع في التوائب» وكان اللي بك إذا حَرّبّه''' أمرء فزع إلى 
الصّلاة. ْ 


؟ - الآية دليل على قول أبي حنيفة رحمه الله في أن التّنوير بالفجر أفضل» 
وفي أن تأخير العصر أفضل ؛ لأنْ ظاهر هذه الآية يدل على وجوب إقامة 
الصّلاة في طرفي التّهارء وطرفا التّهار: الرّمان الأوّل لطلوع الشّمس والرّمان 
الثاني لغروبهاء وبما أن ظاهر الآية غير مراد بالإجماع» فوجب حمله على 
امجازء وهو إقامة الصّلاة في الوقت الذي يقرب من طرفي التّهار؛ لأنَ ما 
يقرب من الثىء يجوز أن يطلق عليه اسمه. وإقامة صلاة الفجر عند التّنوير 
أقرب إلى وقت الشُلوع من إقامتها عند التَعليسء وكذلك إقامة صلاة العصصر 
عندما يصير ظل كل شيء مثليه أقرب إلى وقت الغروب من إقامتها عندما 
يصير ظلّ كل شيء مثله» ولمجاز كلما كان أقرب إلى الحقيقة كان حمل اللفظ 
عليه أولى. ٠ ١‏ 

7 - أوضحت الآية أوقات الصّلوات الخمس المفروضة؛ لأنّ طرفي التّهار 
يشملان صلاة الصّبح» وصلاة الظهر والعصرء والرّلف من الليل يقتضي 
الأمر بإقامة صلاتي المغرب والعشاء. والزُلف: الساعات القريبة بعضها من 
بعض» وزلف الليل تشمل المغرب والعشاء: 

- الحسنات وهي الأعمال الصّالحة ومنها الصّلوات الخمس» وقول 
الرّجل: سبحان الله والحمد لله ولاإله إلا اللهء والله أكبرء والأولى حمل 


)0( حزبه: نزل به مهم. أو أصابه غم.. 


ا١١ه-١١4‎ /1١١ : هرج‎ -)١١( للد‎ 6.6 


اللفظ على عمومه. وأما السّيئات فهى الذنوب الصّغائرء للحديث المتقدّم : 
«ما اجتنبت الكبائر». 


5 دلّت الآية على أن المعصية لا تضرّ مع الإبمان؛ لأنَّ الإيمان أشرف 
الحسنات واجليها وافضلهاء وغل أن اطبحات يتمق الشيعاتء فالاعان 
الذي هو أعل الحسنات درجة» يذهب الكفر الذي هو أعل درجة في 
العصيان» فلأن يقوى على المعصية التى هى أقل السّيئات درجة» كان أولى» 
فإن لم يفد إزالة العقاب بالكليّة فلا أقل من أن يفيد إزالة العذاب الداتم. 


5 - دلت الآية مع الأحاديث الواردة في سبب نزولا على أن القبلة 
واللحين اخراة لا يجب فيهما الحذ. واختار ابن اللار أنه ا عب يهم أدب 
أو تعزير. 


7 - القرآن الكريم موعظة وتوبة لمن انظ راداي وخصٌ الذّاكرين 
بالذكر؛ لأنهم المتتفعون بالذكرى: 


م - الصَّبر على الصّلاة كما قال تعالى: «وَأَمْرٌ أَمْلكَ بالصَّلَرةَ وَاصَطيرٌ 
106 [طه: ]10/١‏ » والصّير على الطّاعات» وعلى ما يلقاه المؤمن من 0 
الأعداء» وعلى الشّدائد والمصائبء الصّبر على كل ذلك إحسان وفضيلة» 
ثواب عظيم» وقد قال النَِّي يَكِ فيما رواه أبو نعيم في الحلية 0 
شعب الإيمان: «الصَّبر نصف الإيمانء» واليقين: الإبمان كله» إلا أنه ضعيف. 


ه١‎ ا١او-١15‎ /1١ : شوج‎ - )1١ للدْءَ‎ 





سبب إهلاك القرى والأمم السّالفة 


( إل لبلا مَكَنْ4 منصوب؛ لأنه استثناء منقطع» ويجوز فيه الرّفع على 
البدل من «وْلُوا بَقيّةِك كما جاز الرّفع في قوله تعالى: إلا قوم يوض» 
[يونس: ]48/٠١‏ وإن كان استثناءً منقطعاًء وهي لغة بي تميم. 

«وَاتّبّم4 عطف على مضمر دل عليه الكلام؛ إذ المعنى: فلم ينهوا عن 


ص 
3 
- 


القساد» واتبع الذين ظلموا. 

(06 خريت) عا عل إراتج) أو بهل اع انية. 

( يظُلْم» حال من الفاعل» أي واستحال في الحكمة أن يهلك الله القرى 
ظالاً لما. 
المفردات اللغوية: 

(نَكرْلا4 (لولا): للتتحضيض والحتّ على الفعلء أي فهلا كان .(مِنَ 
لْفروْنِ4 جمع قرن» وهو الجيل من الناس المقترنون في زمن واحدء وشاع 


00 
أب بن م 


تقديره بمئة سنة ولوأ بِقِيَةَ أولو عقل ورأي وبصر بالأمورء أو أولو 


حل للد -)١١١‏ هوج : /1١١‏ 15ل-واا 





فضل » والأصل في البقية: ما يبقى من الشيء بعد ذهاب أكثره» واستعمل 
كثيراً في الباتي الأصلح؛ لإنفاق الأردأ عادةً وإبقاء الأجودء وتلك قاعدة بقاء 
الأصلح. ومنه يقال: فلان من بقيّة القوم» أي من خيارهم. ويجوز أن يكون 
فصيدرا كالتّقية» أي ذوو إبقاء على أنفسهم وصيانة للها من العذاب. 

((ما ترفو فيو 4 أي ما أنعموا فيه من الشهوات .وهأ مُخرييت» أي 
كافرين» وهو سبب استئصال الأممء وهو فشو الظلم فيهم» واتّباعهم 
الحوىء وترك النّههي عن المنكرات مع الكفر .« بِظلّْم4 بشرك .(وَآمَلْهَا 
مُصَلِحُوتَ مت4 فيما بينهم» لا يضمون 7 شركهم فساداً وتباغياً»ء وذلك لفرط 
رحمة الله ومسامحته في حقوقه. ولذلك قدم الفقهاء عند تزاحم الحقوق حقوق 
0 الله تعالى. 
َك م5 رَبْكَ بجتَلَ أنسَ مه وَِدَة6 مسلمين كلهمء وهو دليل ظاهر 

عل أذ الأمر خم لبا وأنه تعالى لم يرد الإيمان من كل أحدء وأن ما أراده 
يجب وقوعه .#ولا يلون يلف 4 بعضهع على ا +وبعضهم عل 
الباطل» لا تكاد تجد اثنين يتفقان مطلقاً .9 إلا مَن رَحِمَ رَيْكَ 4 إلا أناساً 
0 الله سٍِ ملم فاتفقوا عل ماهو أضول كيه :انق والعمدة افنه: 
«(وينايك 4: إن كان الضمير للناس» فالإشارة إلى الاختلاف» واللام 
للعاقبة» أي ا أو إن الضَّمير يعود للنّاس وإلى الرّحمة. وإن كان 
الصّمير يعود لمن رحمء فإل الرّحمة. 


«(وَتمَّتُ كمه رَبك وعيده وقضاؤه وأمره .رمن الجنة4 الجنّ» سموا 


بهذا اسعارم: وقوله تعالى : من لْحِنَةٍ والناس 4# أي من عصاتهما. 
<لْمَعينَ» صفة للعصاة» أو منهما أجمعين لا من أحدهما. 


المناسية : 


لله (1) - هوض : /١١‏ 5١١-وا١ا‏ .6 





الاستتصال في الدُّنياء واستحقاق الثّار في الآخرة» ذكر هنا سبب العذاب 
وهو أمران: الأول - أنه ما كان فيهم قوم ينهون عن الفساد في الأرضء 
والثاني - أن الظَالمين اتّبعوا طلب الشَّهوات واللّذات» واشتغلوا بتحصيل 
الرٌّياسات. والكلا لوق هم تاركو الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر. 
التّفسير والبيان: 

فهلا وُجد من القرونء أي الأمم والأقوام الماضية الذين أهلكناهم 
بظلمهم وفسادهم جماعة أولو عقل ورأي وبصيرة وأهل خير ينهون عما كان 
يقع بينهم من الشّرور والمتكرات والفساد في الأرض. وهذا توبيخ للكفار. 

لكن قد وجد قليل من هؤلاءء وهم الذين أنجاهم الله تعالى عند حلول 
غضبه وفجأة نقمته» قد نهوا عن الفساد في الأرض. فهذا استثناء منقطع» ولا 


عن سفلة امساء متصيلة » ورلا ان القليل من التاضين عي مرعين ف النهن 
عن الفساد. ١ ٠‏ 
واتَّبع الطّالمون أنفسهمء وهم الأكثرية ما أترفوا فيه من نعيم وعرّة 
وسلطان. والمترف: الذي أبطرته التّعمة وسعة المعيشة. والمراد بالذين ظلموا: 
تاركو النّهي عن المنكر. واتّباعهم الَف : اشتغالهم بالشَّهوات والمال واللَّذات 
والرُياسات» واستمرارهم على ما هم عليه من المعاصي والمتكرات» وعدم 
التفاتهم إلى إنكار المصلحين منهم» وإيثار الترف على الآخرة. 
(وكواْ يخْربيت4 أي وال حال أنهم كانوا ظالمين. فالله تعالى لم يبلك قرية 
إلا وهي ظالمة لنفسهاء كما قال تعالى: ؤوَمَا ظَلتكهم ولدكن ظَلموا 
مسب © اعرد زقال كال مارك لو لِلَعَبِيدٍ4 [فصلت: 


.] 


وفي الآية إيعاء إلى أن التَّرف مدعاة إلى الإسراف» والإسراف يفضي إلى 


اكو-ل١١5‎ /1١ : هوخ‎ -)١١ للد‎ 6. 


الفسوق والتصيانء والظلم وا افيه ولذلنا عادة متّبعة كما قال تعالى : 


م ردنا أن حبك هيد مرا مترفبها فَمَسَفُواْ فيا فَحَقَّ عَلبَا اَلْوَل مَدَمَرَهًا ديرا 
09> [الإسراء: ارك . 


ثم بين تعالى عدله وسنّته في المصلحين» فقال تعالى: «وَمَا كان رَبك ) 
أي لين .من شأن. الله تعالى أن بلك أهل القرى» ظالاً لحاء وأهلها قوم 
مصلحونء تنزيباً لذاته تعالى عن الظّلمء وإيذاناً بأن إهلاك المصلحين من 
الظلم: :وقيل: 'الظلمة الشرك» :ومعتاء:. أنه لآ بهلك: القرق بسبي “شرك 
أهلهاء وهم مصلحون في المعاملات فيما بينهم » أو في أمورهم الاجتماعية» 
يتعاطون الحقٌّ فيما بينهم» ولا يضمون إلى شركهم فساداً آخرء أي لا ينزل 
عذاب الاستئصال لأجل كون القوم جرّد كونهم معتقدين للشّرك والكفر» بل 
نما ينزل العذاب إذا أساؤوا في المعاملات» وسعوا في الإيذاء والظلم» كما 
فعل قوم شعيب» وقوم هودء وقوم فرعونء وقوم لوط. ويؤيده أنّ الأمم 
تبقى مع الكفرء ولا تبقى مع الظلم. 


ثم أخبر الله تعالى أنه قادر على جعل الناس أمة واحدة من إيمان أو كفرء 
فقال تعالى: «إوَلْوٌ سَءَ رَيّكَ4 قال الرّغشري معبّراً عن مذهب المعتزلة : يعنى 
لاضطرهم إل أن يكونوا اعواملة واعدا »رفي هله الإعلام. د 
و لك ا 2 وبحِدَة4 [المؤمنون: 01/7] . فهم يحملون الآية على 
مشيئة الإلحاء والإجبار» والمراد نفي الاضطرار» وأنه لم يقهرهم على الاثّفاق 
على دين الحقٌء ولكنه مكنهم من الاختيار الذي هو أساس التكليف. فاختار 
بعضهم الحقٌء وبعضهم الباطل» فاختلفواء ولا يزالون مختلفين إلا من رحم 
ريلك عرلا اانا تامع ال للف بهم فاتققوا على دين الحقّ غير ختلفين 


قينه. 


4. 


ويرى أهل السّنّة : أن الآية بيان لقدرة الله تعالى على جعل الناس كلهم على 


للد )١١(‏ - مرج : الم كللدوذا ش 6.60 





منهج واحد من إعان أو كفر» بخلقهم قابلين دينا واحداًء لكنه تعالى لم يشأ 
ذلك» مثل قوله تعال : كرو بعك ريف لمن من اف ا 2 غ4 
انوس 53:/86]واقا شناء أن يكوزن هم دور اختياري قي الاتجاء إلى الحقٌ 
والإبمان ونبذ الصّلالة والشّركء وقوله تعالى: ( إل 8 حم رك( استثناء 
منقطع» أي لكن من رحم ريّك بالإمان والهدى فإنه لم يختلف. 


9 ره 


ملا راون عتِت)» أي ف الأديان والاعتقادات والمذاهب والآراء» 


الصّحيح الأول. 


زإِلَّا من بحم رَبك أي المرحومين من أتباع الرّسل الذين تسّكوا بما 
مروا به من الدّين» الذي أخير: تيم به زصل الله إليهمء وم يزل ذلك دأبهم 
حى جاء خاتم الرسانة فقا مين اتبعة بسعادة الدّنيا والآخرة» ء 008 
الناجية. 


4. 


أ 


دودو 


وَلِدَلِكَ َلَفَهُرَ 4 قال الرّشري ممثلاً رأي المعتزلة : (ذلك): إشارة إلى ما 
دل عليه الكلام الأول وتضمّنه» يعني: ولذلك المذكور من التّمكين والاختيار 
الذي كان عنه الاختلاف» خلقهم, ليثيب مختار الحقّ بحسن اختياره» ويعاقب 
مختار الباطل بسوء اختياره"©. 


ويرى أهل السَّنة كما ذكر أبو حيان: أن اللام ليست للتعليل» وإنما هي 
على التّحقيق لام الصّيرورة في ذلك المحذوف» أي ليس الاختلاف والرّحمة علة 


ام ا ل . مثل قوله تعالى: ( كَالْنَقَطَهُ 
أل ال فرعوت لَحكون لْهُمْ عَدوَا وحَرَيا 4 [القصص : :1/8 ] . ولا يتعارض هذا 


١7٠١/95 الكشّاف:‎ )١( 


الو-١1١5‎ /1١١ : هرج‎ -)١١ لله‎ 6.5 





مع قوله تعالى : (إوَمَا حَلَفَتُ ين والإدى إِلَا مدن 67 4 [الذاريات: ١ه/‏ 


لأن معنى هذا الأمر بالعبادة". 
والإشارة في قوله تعالى: (ذلك): إشارة إلى الاختلاف والرّحمة معاً في رأي 
ابن عباس » واختاره الشرى» وقال مجاهد وقتادة: (ذلك): إشارة إلى الرّحمة 
اك د و ل ل ا سه 
التي تضمّنها قوله تعالى: إإِلَا من رَحِمَ رَيْكَ 4 والصّمير في «حَلقَهُمَ4 عائد 
على المرحومين. 


رح 2 


إوَتَسّتْ كِمَهُ رَيّْكَ4 أي سبق في قضاء الله وقدره لعلمه اليّامم وحكمته 
الثافذة أن ممن خلقه من يستحق الحنّة» ومنهم من يستحق الثارء وأنه لا بد 
أن علا جهنم من هذين الثقلين: الجنّ والإنس» وهم الذين لا يهتدون بما 
أرسل الله به الرّسل من الآيات والأحكام. قال ابن عباس: خلقهم فريقين: 
فريقاً يُرحم فلا يختلف. وفريقاً لا يُرحم فيختلفء. فذلك قوله تعالى: 
«(فِنْهُمْ سَقِنٌ وسَعِيدٌ4. وقوله تعالى: «مِنَ الجِنّةِ4 «مِنَ) : لبيان الجنس» 
أي من جنس الجن وجنس النّاس.. وقوله تعالى: « أَبَمَهِنَ4 تأكيد. 


وفي الصّحيحين عن أب هريرة قال: قال رسول الله يكل : «اختصمت الحنة 
والثّارء فقالت الحنّة: مالي لا يدخلني إلا ضعفاء النّاس وسَقّطهم”"'. وقالت 
الثار: أوثرت بالمتكرين والتسرية فقال الله عرّ وجل للجنّة: أنت رحمق 
أرحم بك من أشاءء وقال للثّار: أنت عذابي أنتقم بك ممن أشاءء 1-0 
واحدة منكما ملؤهاء فأما الجنة فلا يزال فيها فضل حتى ينشئ الله لها حَلقا 
يسكن فضل الجحنّة» وأما الثار فلا تزال تقول: هل من مزيد» حتى يضع لها 
ربٌ العرّة قدمه. فتقول: قَظ قظ”"©» وعرّتك». 


)١(‏ البحر المحيط: 5/ "/ا؟ 
(5) السَّقَط: رديء المتاع. 
(9) قط بمعئى حَسُبٍء وهو الاكتفاء. والقِط : الكتاب والصَّكُ بالجائزة» ومنه قوله تعالى: لحل 


0200 


نا ين 


له 00 - مع : ١ل‏ تللدوذا ش حد 





فقه الحياة أو الأحكام: 


1 


يستنبط من الايات 


7 
6 
ب 


أ - وجوب النّْهي عن المنكر والفساد» والأمر بالمعروفء كما قال تعالى: 
2200 0 مه و 5 م صم جره عر 0 صرح ع سمه علد ته صو 
ولشكن يدي أمها و إلى الخير يمرو الْعْروفٍ وَيَنْهُوْنَ عن الْمَكرٍ 
رع و 


وليك هم الْفيخوت 479 [آل عمران: / ٠» ٠١4‏ وفي الحديث الصّحيح: 
«إن الناس إذا رأوا المنكر» فلم يغبّروه» أوشك أن يعمهم الله بعقاب». 


| ل 
ويب 


دما 


؟ - المصلحون في كل زمان» التّاهون عن الفساد في الأرض كقوم يونس» 
وأتباع الأنبياء وأهل الحقٌ ناجون من عذاب الله تعالى. 

م - التّرف يدعو عادة إلى الإسراف المؤدّي إلى الفسوق والعصيان 
والظلم» والمترف: الذي أبطرته التعمة وسعة المعيشة. 

- الظلم أو الإجرام كالشّرك والكفر وإلحاق الأذى والضّرر بالنّاس 
سبب موجب للعقاب ف الدّنيا والآخرة» لكن المعاصى أقرب إلى عذاب 
الاستئصال في الدّنيا من الشّركء وإن كان عذاب الشّرك في الآخرة أصعب. 


هَ - لم يكن الله ليهلك قوماً بالكفر وحدهء حتى ينضم إليه الفساد في 
المعاملات والعلاقات الاجتماعية» كما أهلك الله قوم شعيب ببخس المكيال 
والميزان» وقوم لوط باللواط. 

5 - الله تعالى قادر على جعل النّاس كلهم أمّة واحدة من إيمان أو كفر. قال 
الضَّحَاك في آية: «وَلْوْ سَاهَ رَبْكَ4 : أهل دين واحدء أهل ضلالة» أو أهل 
هدى. وقال سعيد بن جبير: على ملة الإسلام وحدهاء وهو رأي حسن. 


لس اخ سا رمه عٍِ 


وأما قوله تعالى: ولا يالُونَ يف6 4 فقال مجاهد وقتادة: أي على 


أديان شكئىّ. 


ااو-ل١5‎ /1١١ : هرج‎ -)1١ لله‎ 04 


و 


وقوله تعالى: «وَلِدَّلِكَ حَلَقَهُمَ 4 قال الحسن ومقاتل وعطاء: الإشارة إلى 
الاختلاف. أي وللاختلاف خلقهم. وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة 
والضَّحَاك: ولرحمته خلقهم. واختار الطّبري وتابعه القرطبي: الإشارة بذلك 
للاختلاف والرّحمة» وهو أولى في تقديري؛ لأنه يعمّء أي ولما ذكر خلقهم. 
ولام (وَيِديِكَ»4 للعاقبة والصّيرورة كما بيّنا. 


والقول بعموم إشارة (وَيِدلِكَ 4 أشار إليه مالك رحمه الله ؟ قال كفي 
سألت مالكاً عن هذه الآية قال: خلقهم ليكون فريق في الحنّة» وفريق في 
السّعيرء أي خلق أهل الاختلاف للاختلاف» وأهل الرّحمة للرّحمة. وقال ابن 
عباس أيضاً كما تقدّم: خَلَقَهِم فريقين: فريقاً يرحمه وفريقاً لا يرحمه. 

لا - استدلٌ أهل السّنّةَ بآية: إلا من يّحِمَ رَيّكَ 4 على أنّ الحداية والإيمان 
لا تحصل إلا بتخليق الله تعالى؛ لأن تلك الرّحمة ليست عبارة عن إعطاء القدرة 
والعقل» وإرسال الرّسل» وإنزال الكتب» وإزالة العذرء فإِنّ كل ذلك 
حاصل في حقٌّ الكفارء فلم يبقّ إلا أن يقال: تلك الرّحمة هى أنه سبحانه 
خلق :فيه تلك :الحداية امعو" 


م - مما ثبت في الأزل وأخبر تعالى عنه وقدر أنه يملا ناره» وعلاً جنّتهء 


001 


فقال تعالى : «وَتَمَّتَ كِلِمَهُ ريك لمأن جَهَئّمَ 4: وأخرج البخاري عن أبي 
هريرة أن الب كلِ قال عن الجنّة والتار: «ولكل واحدة مِلّؤها». 


78 - الال/١8 تفسير الرّازي:‎ )١( 


للد 10 - شي : ١ل‏ لما اليل 





الفائدة العملية من قصص الأنبياء 
والأمر بالعبادة والتوكل على الله تعالى 


يه 0 00000 . ل م عير 1 ورد و ولا ل رع مسرو ٠‏ الى اصح ساد 
«إوكلا نقص عليّك من أناء الرسلٍ ما نثبت به فوّاد[ك حاء أ فى هله الح 


لس خا عستم 


مرْعِطَةٌ وَوفين لِلْمؤْمِنينَ © مَقْل لَلَيِنَ لا بون مثا عل مَكَايِكُم إن 
عملت © تَأعيلرا إن توت ©© و عب لسوت وَلْاضٍ وَإلَه بجع 
القراءات: 

:2:( 

قرئ : 

-١‏ (يُرْجَع) وهي قراءة نافع» وحفص.' 

؟- (يَرَجع) وهي قراءة الباقين. 

(تتتلن) : 

فرئ: 

-١‏ (تعملون) وهي قراءة نافع» وابن عامرء وحفص. 

-١‏ (يعملون) وهي قراءة الباقين. 
الإعراب: ظ 


(يكلا4 منصوب عل المصدر ب «[ نّقصٌّ» وتنوينه عوض عن المضاف إليه» 
أي كل ما يحتاج إليه» وكل نوع من أنواع الاقتصاص نقص عليك. 


لين لله ١7١‏ - هش : ١م‏ للدملا 





ول اع 


(إما نتَيَتُ به هُوَادَكَ 4 بيان لقوله: و كل أو بدل منه» أو مفعول به. 
المفردات اللغوية: 


29 كل وكل نبأ 3 نسم تخبرك بهء والقص: « تتبع أثر الشيء للإحاطة 
به» كما قال تعالى: «وَهَالَتَ لِأُخْتِد قُضيه) [القصص: ٠3١ 11١/18‏ من 1 
جمع نبأ وغر اي الع ٠٠‏ نَتَيَتُ بهو » نقرّي ونطمان «١‏ وها وده 4 قلبك» أي 
نجعله واي كالجبل. وهو المقصود من الاقتصاص» وهو زيادة يقينه» 
وطمأنينة قلبه» وثبات نفسه على أداء الرسالة» واحتمال أذى ا 
«(وَبَاءَكٌ فى مَذِهِ) الأنباء أو الآيات «الَْنُّ) ما هو حق «[ ومَرْعِظَةٌ و 
ِلَمؤْمِدينَ4 إشارة إلى سائر فوائده العامة» وخصٌّ المؤمنون بالذكر؛ 7 
بالآيات والموعظة في الإبمان. بخلاف الكفار. 


عل ميج عل حالتكم أو على تمكنكم واستطاعتكم (٠‏ عييئرة» 
م 500 «[وَانتَظروأ 4 عاقبة أمركم ٠‏ إِنَا مننَظرُونَ 4 أن ينزل 


«وَبَّهَ عَبْبُ السَمْوتٍ وَلْأَرْضِ» أي علم ما غاب فيهماء لا يخفى عليه 
خافية مما فيهما . «(وَإِلَهِ بيجم أل كُلُ) أي يرجع إليه أمرك وأمرهمء لا 
حالة» فينتقم همن عصى ٠ر4‏ وحده « َكَل علي ثق به» فإنه 
كافيك. وتقديم الأمر بالعبادة على التوكل تنبيه على ما هو الأنفع للعابد .«وَما 


ع يم ندعو ب كل عت 


584 بِعَلفِلٍ عَنَا تَعْمَنُوْنَ 4 أنت وهم. فيجازي كلا ما يستحقه» وإثما يؤخرهم 


بعد أن قص الله على نبيه أخبار الأنبياء مع أقوامهم. ذكر فائدة تلك 
القتصص وحصرها في نوعين من الفائدة وهما: تشبست ديك اللرادطل ايان 


لو 17١‏ - مرج : ١1م‏ ما 50 





وعلى الصبر واحتمال الأذى» وبيان ما هو حق وعظة وعيرة وذكرى تذكر 
المؤمنين. ثم تنم السورة بما بدأها به وهو الأمر بالعبادة» والتوكل على الله» 
وعدم المبالاة بعداوة المشركين. 


التفسير والبيان: 


وكل خبر من الأخبار التي هي من أنباء الرسل المتقدمين من قبلك مع 
أممهم نقصها عليك لفائدتين: 

الأولى - «إمَا تيت بد مُوَادَكَ» أي ما به يقوى الفؤاد على أداء الرسالة 
وعلى الصير واحتمال الأذى؛ لأن الأنبياء الذين من قبلك تحملوا في محاجة 
أقوامهم الأذى الكثيرء فصبروا على ما كذبوا به. فنصرهم الله وخذل 
أعداءهم الكافرين» فلك بمن مضى من إخوانك المرسلين أسوة. 

الثانية - «وَسَةَ1َ فى هذه ألْحَنُ وَمَرْعِظَهٌ وو نمؤم أي وتبين لك 
ف هذه السورة المشتملة على قصص الأنبياء» أو في هذه الأنباء والآيات» ما 
هوالحق والصدق واليقين : وهو وحدانية الله وعبادته وحذه» وإثبات البعث» 
وفضيلة التقوى والخلق الفاضل» وفي تلك الأنباء عظة وعبرة 'يرتدع بها 
الكافرون» وذكرى يتذكر بها المؤمنون. وخصٌ هذه السورة بالذكر؛ لأن فيها 
أخبار الأنبياء والجنة والنار. ش 


والحق: البراهين الدالة على التوحيد والعدل والنبوة. 


والموعظة: التنفير من الاعتماد الكلى على الدنيا وما فيها من شقاوة» 
وإيثارها على الآخرة وما فيها من عاو - | 


والذكرى: الإرشاد إلى الأعمال الصالحة الباقية. 


وبعد هذا الإنذار والترهيب والترغيب أمر الله رسوله بقوله: «إوَقُل لَبَينَ6 


؟اه ليه -)١١(‏ هرج : /1١‏ ١1م‏ 





أي وقل للكافرين الذين لا يؤمنون بما جئت به من ربك؛ على وجه التهديد : 
اعملوا على طريقتكم ومنهجكم وحالكم. وافعلوا كل ما تقدرون عليه في 
حقي من الشرء كما قال شعيب عليه السلام لقومه؛ فنحن أيضاً عاملون على 
طريقتنا ومنهجنا وما نقدر عليه من الدعوة إلى الخير» وانتظروا بنا نهاية أمرناء 
إما بموت أو غيره مما تتأملون» إنا منتظرون عاقبة أمركم» وما ينزل بكم من 
عقاب نزل بأمثالكم» إما من عند الله أو بأيدي المؤمنين. قال ابن عباس رضي 
الله عنهما: وانتظروا الحلاك. فإنا منتظرون لكم العذاب. 
والتهديد بقوكه: و4 مثل قوله تعالى الإبليس: «إوانتف من 
طعت 5 متهم بِصَوْيَكَ 4 [الإسراء: ]54/٠7‏ وقوله سبحانه: (إ[هَمَن شَاءَ فَلمْوّن 
ومرق شاء 0 [الكهيف: 59/18] . 


وتمني انتهاء أمر النبي حكاه الله عن المشركين بقوله: «أمْ يَقُولُونَ سَاعرٌ 
0 بد رب العنون © (الطور: 6/ | . 

وانتظار بصيو الفريقين له شبيه في قوله تعالى: «[فَسَوْفٌ تَعُلَمُونَ 
0 7 ع ألدَّارٍ ِنَم ل لا يمِْمُ َلطَلِمُونَ 6 [الأنعام : ١/5‏ ] 3 

ثم ختي الله تعآلى'السورة جخاقة جامعة ساميةة جمعت كل مطالب الخيرء 
فقال: «وَيِنَهِ عيب أي أنه تعالى عالم غيب السماوات والأرض في الماضي 
والحاضر والمستقيل» وعلمه نافذ في جميع الكليات والحزئيات» والمعدومات 
والموجودات» والحاضرات والغائبات» ومرجع الكل ومضصير الخلائق 
والكائنات إليه؛ لأنه مصدر الكل ومبدأ الكل. وهو عظيم القدرة نافذ 
المشيئة» قهار للعبيد» وسيحاسب كل عامل بما عمل يوم الحساب» من صغير 
أو كبير. 

وإذا كان اناغو التطيك باذك قاعيته'وحده ومن مغك من المؤمقينة 
وتوكل عليه في كل أمورك حق التوكل» وثق به تمام الثقة فيما تستطيع وما لا 


للد 17 - مر :ا 1ل ١8-17١‏ لزه 





تستطيع» فمن توكل على الله فهو حسبه وكافيه» وما ربك بغافل عما تعملون» 
أي ليس بخفي عليه كل ما يعمل به المكذبون والمصدقون» وما عليه أحوالهم. 
وما تصدر عنه أقوالحم» وسيجزيهم على ذلك أتم الجزاء في الدنيا والآخرة» 
وسينصرك وحزبك عليهم في الدارين» فلا تبال بهم. 


روى أحمد والترمذي وابن ماجه أن البى َل قال : «الكيّس : من دان 
نفسّهء وعمل لما بعد الموت» والعاجز: من أتبع نفسه هواهاء وتمنى على الله 
الأمانى». 


فقه الحياة أو الأحكام: 
أرشدت الآيات إلى ما يأتي: 


5 -في إيراد قصص الأنبياء وما كابدوه من مشاق من أجل دعوتهم تسلية 
للنبى يه وتثبيت له على أداء الرسالة» والصبر على ما يناله فيها من الأذى. 
وفيها بما تضمنته من بيان ما هو الحق واليقين عظة وعبرة وذكرى لكل مؤمن. 
والموعظة: ما يُتَعظَ به من إهلاك الأمم الماضية. والذكرى: تذكر المؤمنين ما 
نزل بمن هلك فيتوبون. وخصٌ الله تعالى المؤمنين؛ لآنهم المتعظون إذا “جمعوا 
قصص الأنبياء. 

؟ - فيها تهديد ووعيد الكافرين على أعمالهم» وندب لهم أن يفعلوا في حق 
النى يك كل ما يقدرون عليه من الشرء فلن ينالوا منه شيئاً. وفي هذا إعلان 
الثقة التامة بعصمة الله له» وتأكيد الإعان بصحة عمله» والإنذار بسوء عاقبة 
المخالفين. 

7 - العلم بالغيب والشهادة ني جميع السماوات والأرضء في الحاضر 

- المرجع والمآب في الدار الآخرة إلى الله تعالى» وليس لمخلوق أمر إلا 


بإدنه. 


615 لل 3١‏ - هرح : الم م للدملا 





َ - إيجاب العبادة بالإخلاص لله وحدهء وإيجاب التوكل على الله في كل 
شىء »2 أي اللجوء إليه والئقة به وتفويض الأمؤر. إليه. 


5 - الله مطلع على أحوال العباد وأقوالهم وأفعاللهم. ويجازي كلا بعملف 
فلا يضيع طاعات المطيعين» ولا يهمل أحوال المتمردين الجاحدين» والجحزاء 
بإحضارهم في موقف القيامة» وحسابهم على الصغير والكبير» والعتاب عل 
كل شيء.. وتحصل عاقبة الأمر: فريق في الجنة وفريق في السعير. 
ملاحظة في الإعجاز العددي: 


اهناك ارتباط عددي بين سورت هود والنجمء على الرغم من اختلافهما في 
الموضوعء فالآيات في سورة هود )١77-7(‏ نجد فيها قانياً وعشرين آية (8؟) 
تنتهي بحرفي (ي ن) مثل (ميِبِنٍ7(6)» وثمانياً وعشرين آية تنتهي بحرني (و ن) 
مثل ( يَسْمَرِءُوكَ 8(6). ينقسم العدد (27) إلى نصفين متساويين. 

وفي سورة النجم نجد أيضاً ثمانياً وعشرين آية هي أفعال معتلة مثل 
هون 1(6)» و(18) آية هي أسماء مقصورةء مثل «إعَنٍ ه04 في الآيات 
»2085-1١(‏ ينقسم العدد (07) إلى نصفين متساويين. وذلك دليل آخر على أن 
القرآن كلام الله المعجز. 


لوه )١١(‏ السورة )١1(‏ 2ك | واه 





مكية وهي مئة وإحدى عشرة آية 


تسميتها وسبب نزولها: 


ميت سورة يوسفء لإيراد قصة النبي يوسف عليه السلام فيهاء روي أن 
البهرة سألوا'رسول اله وك عر قضةيؤس فت قترلتة السوزة.روقال سعدابن أي 
وقاص رضي اله عنه - فيما رواه عنه الحاكم وغيره -: أنزل القرآن على 
رسول الله يليه فتلاه عليهم زماناً» فقالوا: لو قصصت علينا؛ فنزل: نحن 
َقْشُ عَلَيَكَ )4 [يوسف: ؟1/] و[الكهف ]١ /١8‏ فتلاه عليهم زماناًء فقالوا : 
لو حدثتنا ؛ فنزل: «[ألنّدُ ل لَحْسَنّ لكريث 4 [الزمرة 15+85 ١‏ وقد نزلت بعد 
اشتداد الأزمة على النبي يليه في مكة مع قريش» وبعد عام الحزن الذي فقد فيه 
النبي زوجته الطاهرة خديجة. وعمه أبا طالب الذي كان نصيرا له. 


روي في سبب نزوها أن كفار مكة لقي بعضهم اليهود وتباحثوا في شأن 
محمد يك فقال لهم اليهود: سلوهء لم انتقل آل يعقوب من الشام إلى مصرء 


وعن قصة يوسفء. فنزلت. 


وبالرغم من أنها سورة مكيةء فأسلوبها هادئ ممتعء مصطبغ بالأنس 
والرحمة. واللطف والسلاسة. لا يحمل طابع الإنذار والتهديد كما هو الشأن 


15 ْلدّةَ (؟1١)‏ السورة )١7(‏ لوق 





الغالب في السور المكية. قال عطاء: لا يسمع سورة يوسف محزون إلا استراح 
إليها. وروى البيهقي في الدلائل عن ابن عباس أن طائفة من اليهود حين 
جمعوا رسول الله كك يتلو هذه السورة» أسلموا؛ لموافقتها ما عندهم. 


مناسيتها لما قبلها. 


نزلت هذه السورة بعد سورة هود»ء وهي مناسبة لهاء لما في كل من قصص 
الأنبياء وإثبات الوحي عل الي يل وقد تكررت قصة كل نبي في أكثر من 
سورة في القرآنء بأسلوب مختلفء ولمقاصد وأهداف متنوعة» بقصد العظة 
والاعتبار» إلا قصة يوسف عليه السلام» فلم تذكر في غير هذه السورة» وإنما 
ذكرت جميع فصوطا بنحو متتابع شامل» للإشارة إلى ما في القرآن من إعجازء 
سواء في القصة الكاملة أو في فصل منهاء وسواء في حالة الإجمال أو حالة 
التفصيل والبيان. قال العلماء: ذكر الله أقاصيص الأنبياء في القرآن» وكرّرها 
بمعنى واحد في وجوه مختلفة» بألفاظ متباينة على درجات البلاغة» وذكر قصة 
يوسف ول يكررهاء فلم يقدر مخالف على معارضة ما تكرّرء ولا على معارضة 
غير المتكررء والإعجاز لمن تأمل”". 
ما اشتملت عليه السورة: 

تضمنت هذه السورة قصة يوسف عليه السلامء ججميع فصوطا المثيرة. 
المفرحة حيناً والمحزنة حيناً آخرء فبدأت ببيان منزلته عند أبيه يعقوب وصلته 
به ثم علاقته بإخوته (مؤامرتهم عليهء وإلقاؤه في البئرء وبيعه لرئيس شرطة 
مصرء وشراؤهم الطعام منه في المرة الأول ومنحهم إياه دون مقابل» ومنعهم 
شراء الطعام في المرة الثانية إن لم يأتوه بأخيهم (بنيامين) وإبقاء أخيه بنيامين 
لديه في حيلة مدروسة وسرقة مزعومة» حتى يأتوه بأخيهم لأبيهم . ثم تعريفه 


١١8/9 تفسير القرطيي:‎ )١( 


للد (؟1١)‏ السورة (؟١)‏ لوسك ٠‏ /ااه 





نفسه لإخوته)» ومحنة يوسف وجماله الرائع» وقصة يوسف مع امرأة العزيزء 
وبراءته المطلقة» يوسف في غياهب السجون يدعو لدينه» بوادر الفرج وتعبير 
رؤيا الملك» توليته وزيرا للمالية والتجارة ورئاسة الحكم» إبصار يعقوب حين 
جاء البشير بقميص يوسفء لقاء يوسف في مصر مع أبويه وجميع أسرته. 

ثم إيراد العبرة من هذه القصةء وإثبات نبوة محمد وَلدْةُ» وتسليتهء وبشائر 
الفرج بعد الضيق» والأنس بعد الوحشة» فإن يوسف عليه السلام انتقل من 
السجن إلى القصرء وججعل عزيزاً في أرض مصرء وكل من صبر على البلاء فلا 
بد من أن يأتيه الفرج والنصرء وتحذير المشركين من نزول العذاب بهم كما 
حدث لمن قبلهم» والدروس والأخلاق المستفادة من قصة يوسف عليه 
السلام» وأهمها نصر الرسل بعد الاستيئاس. 
أضواء من التاريخ على قصة يوسف عليه السلاه”": 
نسب يوسف: 

هو يوسف بن يعقوب (إسرائيل الله) بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام. 
وهوأحد أولاد يعقوب الاثني عشر ذكراً الذين ولدوا في فدان آرام أثناء رعاية 
غنم خاله (لابان) مقابل تزوجه ابنتيه» إلا بنيامين فقد ولد في أرض كنعان 
بعد رحيله إليها. قال النبي كَل عن يوسف فيما أخرجه أحمد والبخاري عن 
ابن عمر: «الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم: يوسف بن يعقوب بن 
إسحاق بن إبراهيم». 

وكان يوسف رائع الجمال. محبوباً لدى أبيهء مما أثار حقد إخوته عليه 
وتآمرهم عليه. وقد رأى في منامه في صغره في سن السابعة عشرة سنة أو الثانية 
عشرة أن أحد عشر كوكباً والشمس والقمر سجدوا لهء فقصٌّ الرؤيا على 
أبيهء فبشره بالنبوة وتعبير الأحلام. 


)١(‏ انظر قصص الأنبياء للأستاذ عبد الوهاب النجار ١٠١‏ وما بعدها. 


6ه لءٍَ )١١(‏ السورة )١7(‏ لوق 


إلقاء يوسف ف البكر: 





أخذه إخوته معهم إلى البرية بقصد السياحة واللعب» ثم ألقوه في البئرء 
وأخيروا أباهم كذباً أن الذئب أكلهء فلم يقتنع الأب الصالح بكلامهمء 
واهمهم بمكيدة أوقعوها فيه ثم أنقذه الله بتعلقه بحبل دلو أدلي في البئرء ثم 
باعه اخذوه في مصر بثمن بخس» وادعوا أنهم اشتروه من سيدهء باعوه لرئيس 
الشرطة وهو العزيز في محافظة الشرقية قرب بحيرة المنزلة» واسمه (فوطيفار) أو 
(أطفير) فأحبه وقال لامرأته زليخا: ( أكَرِي مَنْوَنة4 وجعله صاحب أمره 
ونبيه؛ ورئيس خدمه والمتصرف في بيتهء وتولاه الله تعالى باللحداية والتربية 
والتوفيق. 
محنة يوسف: 

وكان جماله الرائع سبب محنته» روى مسلم في صحيحه أنه كَل قال: «فإذا 
أنا بيوسف إذا هو قد أعطي شطر الحسن» فأحبته امرأة العزيز» وراودته عن 
نفسهء فأبى إبماناً باللهء وامتثالاً لأمره» واجتنايا لنهياتة» بوتقديزا لأفضال 
زوجها عليه: 9 إِنَّمُ 4 أَحْسَنّ وى ِنَم لا لا بِفَلِحُ لطَمُون4 وامتنع همه بها 
لوجود البرهان عنده» وهو حرصه على الطاعة» والتمسك بآداب آبائه» لأن 
لل »4 الا ا اتام الوكره روطان كي لكر لال 
«وََبَعَ و 0 إن كانت افيه ب للد د تلكا ع 
ليها لتكت ون الْمْؤْمِنَ 4 [القصص: 1٠١/18‏ أي امتنع إبداؤها بما في 
نفسها على ابنهاء لوجود الربط على قلبها. 


مكيدة امرأة العزيز: 

ولما خابت في تحقيق رغبتها منه» حقدت عليه» كما هو شأن السادة عندما 
يخالفهم أحد الأتباع. ولما رأت زوجها لدى الباب يريد الدخول» لقّقت عليه 
التهمةء وأفهمته أنه يريدها بسوءء فكذبها يوسف الصدّيق» فاحتكم الزوج 


للد (؟١)‏ السورة (؟١)‏ لوست - 





العاقل إلى القرائن: إن كان تميصه مرّق من الأمام فهي الصادقة» وإن مزق 
من الخلف فهو الصادق, لأن المقدم على المرأة يظهر أثر مقاومتها ودفاعها من 
الناحية الأمامية» والحارب من المرأة يظهر أثر لحاقها به من الخلف. فظهرت 
براءته» والتصقت التهمة مهاء وأمر يوسف بكتمان الخبرء وأمرها بالاستغفار 
لذنبها. 


ومع هذاء شاع خبر امرأة العزيز وفتاها في أرجاء المدينة» ولامتها النساءء 
فأعدت لمن طعاماً يحتاج إلى القطع بالسكين» وآتت كل واحدة سكيناء 
وأمرت يوسف أن يخرج عليهن» فبهرهن جماله؛ فقطعن أيديين» وقلن: لما 
هدًا بَثَرا إن هنذا إِلَّا مَك كير 4 فعذرهماء ثم هددته بالسجن إن لم يستجب 
لماء وفشا أمره بين الناسء فرأى سيده أن يزجه في السجن» ليحمي سمعة 


امرأته. 
دخول يوسف إلى السجن ودعوته لدينه فيه: 


وأدخل يوسف السجن». ودخل معه السجن فتيان: أحدهما: رئيس 
الخبازين عند الملك» والثاني: رئيس سقاته» فرأى الثاني في منامه أنه يعصر في 
كأس املك خراء.وراغ- الأرل أنة مل :قوق زاسه خيزا وطررا تأكل. .من 
رأسهء وطلبا من يوسف تعبير الرؤيا. 


فأظهر يوسف مقدرته على تأويل الرؤياء ولكنه قدم لذلك بدعوته السجناء 
إلى توحيد اللهء قائلاً لصاحبيه: رياب ترفوت حَبْدُ أ أنه الْوَحِدُ 
لْقَهَارُك وقال للساق: إنه يسقي ربه حمراً. وقال للآخر: إنه سيصلب» 
فتأكل الطير من رأسه. وتأمل يوسف الفرج وقال لمن ظن أنه ناج منهما : 


ح سس 


6ه لدع )١1١(‏ السورة (؟١)‏ لوائ3) 





رؤيا الملك: 


ثم رأى الملك أن سبع بقرات مان يأكلهن سبع عجاف». وسبع سنابل 
خضراء حسنة في ساق واحدة يأكلهن سبع يابسات» فدعا بالسحرة لسؤالهم 
عن تأويل المنام» فقالوا: أضغاث أحلام. وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين. 


فتذكر ساتي الملك يوسف في السجن», فعرض الأمر على الملك» فوافق على 
أن يرسله إلى السجن ليأتي له بالتفسير الصحيح للمنام» فجاءه فيهء ثم عاد 
بالجواب إلى الملك. فقال الملك: اثتوني بيوسف. فأبى يوسف الخروج من 
السجن». حتى تظهر براءته وحقيقة أمره مع النساءء فأحضرهن الملك» 
وسألهن عنه؛ قلن: حاشا لله ما علمنا عليه من سوءء وأقرت امرأة العزيز 
(وليخا) وراءتهة وقالت: #( الي تحص الحن آنا وودنه عن تيفك ون لمن 
لصن » لِك َعَم أنِ لم جه لز وَأ أله لا جَيى كد فيس 9© © 
وَم ا 0 0 الس مار الس إل 0007 رق 31 ٍِ عَهُورٌ تح 
)2 وآية: «ومآ برِنْ نيىَ» من قول امرأة العزيزء لا من قول يوسف 
كما يذكر بعض المفسرين خطأ 


خروج يوسف من السجن إلى القصر: 


وخرج يوسف من السجن بريئاً من التهمة» وسأله لسعاي مول 
يرضاه لنفسه؟ فقال يوسف: «آأبَعَلَّنى عل حَرَآينٍ الْأَرَضٍ4 فجعله على كل 
أرض مصرء وصاحب الأمر والنهي» 07 للمالية والتجارة ورئاسة 
الحكم. وجعل خاتمه في يد يوسف الذي أصبح عمره ثلاثين سنة. 


طلب إخوة يوسف الطعام منه: 


ومرت السئوات ١‏ الخصة» ثم جاءت | المجدبة» فباع يوسف 
0 : 6 5 2 
المصريين من مخازن القمح التي كان قد ادخرها أثناء الخصبء. ثم جاءه أهل 


لْلدّءٌ )١١(‏ السورة (؟١)‏ لُوبنكَ) ١ه‏ 





فلسطين» وأرسل يعقوب أولاده مع الجمال والحمير لحمل الطعام من مصرء 
فلما قدموا عرفهم يوسف ولم يعرفوه» إذ أصبح في سن الأربعين» وطلب 
منهم أن يأتوه بأخ لهم من أبيهم مرة أخرى» وأعطاهم الطعام بلا عمن» ليأتوه 
بأخيهم» دون أن يعلموا أنه ردّ عليهم الثمن» ووضع نقودهم في أوعيتهم ؛ 
لأنهم سيعودون بها إليه؛ لأنهم لا يقبلون ما ليس لهم. 

ولما اشتد القحط بأهل فلسطين» سمح يعقوب بسفر ابنه (ينيامين) مع 
إخوته» فلما قدموا أحسن يوسف ضيافتهم واستقبالهم في حفل غداء ظهراء 
ولكنه لم يأكل معهم جرياً على عادة المصريين الذين يعتبرون الأكل مع 
العبرانيين نجاسة» وأخيروا خادماً ليوسف أنهم عادوا بالفضة ثمن الطعام 
سابقاً» وبفضة أخرى لشراء القمح. 


حيلة يوسف 3 إبقاء أخيه عنده: 


أمر يوسف بتجهيز إخوته من الطعام» وأمر أن توضع فضة كل واحد في 
عدله. وأن يوضع صواع الملك في رحل أخيه بنيامين» وعندما عزموا على 
المسير» نودوا بأخهم سرقوا سقاية الملك» وأن من سرقه فهو فداؤه في قانون 
الملك. ففتشت أعدالهمء ثم أخرج الصواع من عدل بنيامين» فتوسطوا لدى 
الملك واسترحموا أن يأخذ أحدهم بدلا عنه ؛ لأن'له آنا فيه كبيراء فأبى» 
فقالوا: إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل» فَأَسَرّها يوسف في نفسهء وقال 
وسرقة يوسف المزعومة: 

أن أمه ماتت وهو صغير» فكفلته عمته» ولما أراد أبوه أن يأخذه منهاء 
البسةة منطقة لإبراهيم كانت عندهاء وأخفتها تحت ثيابه» ثم أظهرت أنها 
سرقت منهاء ثم أخرجتها من تحت ثيابه» وطلبت بقاءه عندها يخدمها مدة 
جزاء له بما صنع. ش 


اه لِلدةَ )١١(‏ السورة (؟١)‏ لوس 





فلما قدم إخوة يوسف على أبيهم يعقوب ما عدا أكبرهم وأصغرهمء 
أخبروه بما حدث, فازداد حزناً حت ابيضت عيناه» وتذكر يوسف فقال: يا 
أسفا عل :وسفن 


تعارف الإخوة ولقاء الأسرة: 


ثم جاء إخوة يوسف إلى مصر في المرة الثالثة» وطلبوا إمدادهم بالطعام» م 
تعرضوا له من الضر (الجوع) قائلين: وجئنا ببضاعة مزجاة أي قليلة» كما 
طلبوا إطلاق سراح أخيهم» فذكرهم يوسف بإساءتهم القديعة قائلاً: «هَلَّ 
عِلِممْ ما َعَم بيُوسْف وَأَنِيهِ إذْ أنَثْرٌ جهوت »4 فعرفوا أنه يوسف: قَالْوَا 


1 مر وووعةه لام برسم مه لسر سم 


7 ماد ره مجه رح ار 7 
ا لأنت يوسّف قال أنأ يَوَسَفٌ وَهِددَا أخى هَدَ مرج أله عَلككآ 4. 


وأعطاهم تميصه لإلقائه على وجه أبيهم. والإتيان بأهله أجمعين إليه» فلما 
وصلوا فلسطين ألقوا القميص على وجه يعقوبء فارتد بصيراً» وبشره البشير 


بسلامة يوسف وأخيه. 


فجاء يعقوب وآله إلى مصرء فآوى يوسف إليه أبويه: يعقوب وزوجه خالة 
يوسفء لموت أمه وهو صغيرء وسجد له أبوه وأمه وإخوته الأحد عشر 
سجود تحية وتعظيم» لا سجود عبادة» وتلك هي تأويل رؤياه السابقة بسجود 
أحد عشر كوكباً له مع الشمس والقمر» وكان هذا اللقاء فرحة كبرى للأسرة 
برتاسة يعقوب» استوجبت من يوسف إعلان شكر الله تعالى على نعمه عليه 
من العلم والملك» وطلب من الله تعالى أن يتولاه في الدنيا والآخرة» وأن 
.يتوفاه مسلماً أي مطيعاً لله. غير عاصء وأن يلحقه بالصالحين من آبائه 
الأنبياء. 


العبر والعظات المستفادة من قصة يوسف: 


يمعكن اواعتك لومي عبر كثيرة وعظات عديدة» وأخلاق وفضائل سامية من 


م 


له (؟17١)‏ السورة (؟١)‏ لوللك) يفك 





أ - قد تؤدي النقمة إلى النعمة» فقد بدأت قصة يوسف بالأحزان 
والمفاجآت المدهشة» من الإلقاء به في البئر» ثم بيعه عبداً لرئيس شرطة مصرء 
ثم كانت محنته الشديدة مع النساءء فرج به في غياهب السجون., ثم آل الأمر به 
إلى أن يصبح حاكم مصر الفعلي. 

- قد توجد ضغائن وأحقاد بين الإخوة ربما تدفع إلى الموت أو الحلاك. 


- كانت نشأة يوسف في بيت: النبوة نشأة ضاحة» ترى قيها على 
الأخلاق الكريعة» والخصال الرفيعة» فشب على تلك الأوصاف الكاملة التي 
ورثها من آبائه وأجداده الأنبياء» وقد أفاده ذلك في مختلف الأحداث الكبرى 
التي مر بهاء وانتصر بها على ا نحن. وجاءه الفرج بعد الشدة» والعز والنصر 
بعد الذل والا نكسار. 


ءَ - إن العفة والأمانة والاستقامة مصدر الخير كله للرجال والنساءء على 
حدٌ سواء» وإن الاستمساك بالدين والفضيلة مصدر الاحترام وحسن 
السمعة» وإن الحق وإن استتر زمناً لا بدّ من أن يظهر ولو بعد حين. 


هم - إن مثار الفتنة هو خلوة الرجل بالمرأة» لذا حرمها الإسلام» وحرم 
سفر المرأة لمسافة قصيرة بغير تحرم» ولو بوسائط النقل السريعة الحديثة» لما 
يطرأ لها من عثرات ومضايقات ملحوظة ومشكلات تصاحب الأسفار» ثبت 
في الحديث الذي أخرجه الترمذي والنسائي: «لايخلون رجل بامرأة إلا كان 
ثالثهما الشيطان». 


5 - الإمان بالمبدأ» وصلابة الاعتقاد سبيل لتخطي الصعاب» والترفع عن 
الدناياء وذلك هو الذي جعل ليوسف نفساً كربمة» وروحاً طاهرة» وعزيمة 
صماء لا تلين أمام الشهوات والمغريات. 


- الاعتصام بالله عند الشدة» واللجوء إليه عند الضيق» فلم يأبه يوسف 


4ه ِلوّءَ (؟١١)‏ السورة (؟١)‏ لوسك 


عليه السلام بتوعد امرأة العزيز له بالسجن» وإنما لجأ إلى الله قائلاً : «رَيَ 
لِيَجْنُ كسب إِنَ هما يَدَعُوتقَة اليه 6. 

م - الحنة لا تثنى المؤمن عن واجبه في الدعوة إلى الله تعالى» فإن يوسف 
عليه السلام بالرغم من كونه في السجن, انتهز فرصة تأويل رؤيا سجينين 
معه. فبادر إلى الدعوة إلى التوحيد ودين الله» لعل الموجودين معه يؤمنون 
بدعوته» وقد أسلم فعلاً الملك. ومستعبر الرؤيا الساق» والشاهد فيما يقال. 

هَ - الفطنة لاستغلال الأحداث والاتصاف بالإباء والشمم» فلم يبادر 
يوسف عليه السلام إلى الخروج من السجن» وابحق تعلن براءنهة وتظهر 
0 وشرف نفسه »> حى لا يوصف بأنه عجرم .2 أ السجون ججرمه. 
الأذى» لاجتياز العقبات والصعاب والمصائب التي تعرّض لا وهي ما ذكرء 
امومع 00 ونصف الإعان» ل 0 كك 

8 د سكو مر 2 
العفو الي" أصبح مغرب الأنعال: 0 (ل كر 00 لوم 


0 2 د لَكُمَ 6. 


لي 10 
تضافرت شهادات عديدة على براءته» كما ذكر الرازي(1» 

أوما - شهادة رب العالمين: سد عوروس اكيس 
لجَكَدَك لغرت عند الثو والتحكاة ند عن عازن فتلي 1# شهد 
ل ( إن والام لايد 
والمبالغة» وقوله: ( وَالْمَحْمَة 4 وقوله: © إِنَمُ من باون )4 وقوله: 
ٍَالْمْمْلصِنَ 4. 


)١(‏ تفسير الرازي: ١١5/18‏ وما بعدها. 


لد )١1١(‏ السورة (؟١)‏ ول2ك) ا 





وثّانيها - شهادة الشيطان ببراءته يقوله؟ لإ مَعِرّيِكَ ره أمَعنَ » إل 
عِبَادَكَ مِنْهُمُْ الْمحَلصِنَ )4 [اص: + 00-6] فأقر بأنه لا يعكنه إغواء 


الخلصين» ويوسف ا للآية السابقة. 


وثالثها 000 يوسف عليه السلام بقوله : «زهى رزودتى عن فى 6 
وقوله: «إرَبَ أليَجْنٌ لحب إِلَّ مما يدعوتى إِليّه6. 


0 ك تهاد امرأة العزيز: فإنها اعترفت ببراءته وطهارته.ء فقالت 


للنسوة : وقد 2 لله - تتم وقالت : « لعن ححص 0 


دع قو 


راود ته عن 0 وَإِنَّمِ 01 لصّدقِنَ4. . 


ع 0 ذه عر 2 

بعامي احير من أهل العزيز: «وَسَّهِدَ شَاهد مَنْ 
2 ا اا 0 ا 02 - 0 - 
م سه د ين ل ملكت كف ين الكنية 4ك كن فيضم فد 


بن كر فكذيك يثري ضيقن 009 1 لآية. 

وخاضهها عضيادة امير الوزن فظعن أيديين بقوطن : (إما عَلِمَنَا عَلتَهِ من 
سوع 4. 

كل تلك الشهادات قاطعة ببراءة يوسف عليه السلام» فمن أراد أن يتهمه 
بالحمَ على السوء - علماً بأن الهم أمر نفسي لا عقاب عليه - فهو من دعاة 
السوء» وأهل الجهالة والغباوة» وأدن من الشيطان الذي شهد كما أوضحنا 
بطهارة يوسف. 

١‏ - أرشدت قصة يوسف إلى أنه لا دافع لقضاء الله تعالى» ولا مانع من 
قدر الله تعالى» وأنه تعالى إذا قضى للإنسان بخير ومكرمة» لم بمنعه عنه أحد ولو 
اجتمع العالم عليه. 


*5ّ - دلت القصة على أن الحسد سببٍ للخذلان والخسران. 


3ه لَه )١١(‏ - لوت : /1١‏ ١م‏ 


4 - الصبر مفتاح الفرج». فإن يعقوب عليه السلام لما صبر فاز 
بمقصوده » وكذلك يوسف عليه السلام لما صبر فاز كما تقدم بيانه. 


بية القرآن ومنزلة القصص القرآني 


رع اس 7 مر مع 
«الر َلك ينث الكتب الثيين 9 إن رلته فم عريّمًا كلك فيورك 
0 فصّ َك | عدن التمون .يا أقكنا إلتك: عننا المات إن 


القراءات: 
ه145 « الْقْرءَان»: 
وقرأ ابن كثيرء وحمزة وقفاً (قراناً» القران). 
«يَلْكَ َإِينتْ 6 مبتدأ وخبر. 


قن 4 حال من هاء أده »6 آ أنزلناه عروعا: وكذلك «إعربيًا» 


«أحْسَنَّ لْقَصَصِ » لسن »4 منصوب نصب المصدر؛ لأنه مضاف إلى 
المصدر. وأفعل : إغا يضاف إلى ما هو بعض له فينزل منزلة المصدر. فصار 
بمنزلة قوم : سرت أُشْدَّ السيوة واصمت أحسن الصيام هنذا لْفْرْءَانَ 4 
وإهْدَا4 مفعول بهء ول الْفُرَءَانَ4 بدل أو عطف بيان أو نعت. 


(وَإن حكنت 4 إن خففة من الثقيلة» واللام: هي التي تفرق بينها وبين 


النافية» 0 تيه 00 7 فو » يما نجن1) والمعنى: وإن الشأن 


ده )١١(‏ - لوزن : /1١١‏ ١-م‏ اه 


البلاغة: 


حمر 7 تزع عي .زر 


«يَلَكَ ءَايَتْ4 أشار إلى القرآن بالبعيد لبيان علو منزلته وبعد مرتبته في 
الكمال. 


المفردات اللغوية: 


(الر» البدء بال حروف المقطعة إشارة إلى إعجاز القرآن» فمن هذه الحروف 
العربية الأبجدية ونحوها الى تكونت منها لغة العرب» تألفت آيات الكتاب 
المعجزء كما بينا في أول سورة البقرة وآل عمران وغيرهما من السور المتقدمة. 


(إيَلْكَ4 إشارة إلى آيات السورة . ( الكنب ألْمِينِ6 أي السورة» أي تلك 
الآيات التى أنزلت إليك في هذه السورة آيات السورة الظاهر أمرها في إعجاز 
العرب 5 أو الواضحة معانيها لنزولما بلسان العرب» أو المبينة لمن 
تدبرها أنها من عند الله لا من عند البشر. و2 الْمبِينِ4 الموضّح المفصل ما 
يريد . 2أَنرَلَنهُ6 أي الكتاب الذي فيه قصة يوسف . لقنا عَرَيا4 مجموعاً 
بلغة العرب» وسمي بعض القرآن قرآناً؛ لأن القرآن اسم جنسء» يقع على كله 
وبعضهء وصار علماً للكل بالغلبة (لَمَلَم تَْقِلُرت» علة لإنزاله بهذه 
الصفة» أي أنزلناه مجموعاً أو مقروءاً بلغتكم كي تفهموه وتحيطوا بمعانيه. 


ره هر 


9 القصّضص» إما مصدر بمعنى الاقتصاص» وإما اسم مفعول بمعنى 
المقصوص من الخبر والأحاديث. وقص الخبر: حدثه على وجهه الصحيح. ‏ 
ول أَحْسَنَ الْقَصَصِ» لأنه اقتص على أبدع الأساليب» أو أحسن ما يقص؛ 
لاشتماله على العجائب والحكم والآيات والعتر. 


هي أ بإيحائنا إليك هذا القرآن» يعنى السورة لمن 
لعفت » عن هذه القصة, الجاهلين بهاء فلم يكن لك فيها علم قط ولا 


04 اه (010) - لون : /1١‏ ١م‏ 
سبب النزول: 


نزول الآية :)١(‏ 


07 د 


عن تن نوو ابن مويل عزن اب ن عباس قال: قالوا: يا رسول الله 
لو قضصضت غليبا؟ فتلت تن تنص عَدَك سس الفصض 4. 


التفسير والبيان: 


تشبه فاتحة هذه السورة فاتحة سورة يونس». لكن وصف القرآن هنا بالمبين 
وهناك بالحكيم»؛ والسبب أن سورة يوسف تعبر عن أحداث جسام مر بها نبي 
كريم صبور فناسبها الوصف بالبيان» وأما سورة يونس فموضوعها إثبات 
أصول الدين من توحيد الله» وإثبات الوحي والنبوة» والبعث والجزاءء وهذه 
. يناسبها الوصف بالحكمة. 


والمعنى: تلك الآيات الت أنزلت إليك في هذه السورة آيات السورة الظاهر 
أمرها في إعجاز العرب» وهذا تفسير الزمخشري. وقال أبو حيان: والظاهر أن 
المراد بالكتاب : القرآن» و2 آلْمْبِينِ4 إما البيّن في نفسهء الظاهر أمره في إعجاز 
العرب وتبكيتهم» وأما المبين الخلال والحرام» والحدود والأحكامء وما 
يحتاج إليه من أمر الدين» أو المبين المدى والرشد والبركة. 


وعلى أي حال فإن الكتاب اسم جنس يطلق على البعض وعلى الكل» 
فسواء قلنا: إن المراد به هذه السورة. أو كل القرآن» فالمقصود إثبات صفة 
القرآن. وصفاته لا تختلف بين السور جميعهاء فكلها واضحة جلية تفصح عن 
أشياء مبهمة»ء وآياتها تبين وتفسر غوامض الأمورء وتوضح أحكام الشريعة. 
وترشد إلى ما هو خير في الدنيا والاخرة. 


قال القرطبى وابن كثيْر: هذه آيات الكتاب وهو القرآن المبين» أي 
الواضح الجلي الذي يفصح عن الأشياء المبهمة ويفسرها ويبينهاء يعني 


للد (17) - لوت : /1١‏ ١م‏ 3 





بالكتات المي : القرآن المييء» أى المبي خلاله وحرامه» وحدوده وأحكامه؛ 
بالكتاب الب بين » أي الْبي وحرا 
وهداه وبركته. 


© إِنَآ أَندَْتَهُ6 أي إنا أنزلنا هذا القرآن على النبي محمد العري» بلغة العرب 
أفصح اللغات وأبينها وأوسعها وأكثرها تأدية لمعا التي تقوم بالنفوس» 
لتتعلموا ما لم تكونوا تعلمون من قصص وأخبارء وآداب وأخلاق» وأحكام 
وتشريعات» ومناهج حياة سليمة في السياسة والاجتماع والاقتصاد وشؤون 
الدولة» ولتتدبروا ما فيها من معان وأهداف.. تبني الفرد والجماعة على أقوم 
امسن 

قال ابن كثير: فلهذا أنزل أشرف الكتب» بأشرف اللغات» على أشرف 
الرسل» بسفارة أشرف الملائكة» وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض» وابتدئ 
إنزاله في أشرف شهور السنة» فكمل من كل الوجوه. 


ولهذا قال تعالى: «إخحَْنُ تَقْصُْ) أي نحن نخبرك بأحسن الأخبار» بسبب 
إيحائنا إليك هذا القرآن. الذي جاء تاماً كاملاً مفصلاً كل شيء» وجاءت 
قصة يوسف كاملة تامة مفصلة ذات أهداف سامية وعبر كثيرة. وإن كنت من 
قبل ما أوحينا أي من قبل إيحاتنا إليك من الغافلين عما عرفناك به» أي من 
الجاهلين بهء فلا علم لك به قطء شأنك شأن قومكء» لا يعلمون من قصص 
الماضين وأخبارهم كينا 
فقه الحياة أو الأحكام: 

دلت الآيات على ما يلى: 


0 - القرآن الكريم كتاب مبين » أوضح الحلال والحرام» والحدود 
والأحكام» والشرائع والأخلاق» ليكون هذى للعالمين» وبركة وخيراً للناس 
أجمعين» فهو معجزة بيّنة محمد يَكِلِ. 


505 در (10) - لونم : /1١‏ ١م‏ 





؟ - القرآن العظيم نزل بلسان عرب مبين» يقرأ بلغة العرب» فكان معشر 
العرب أولى الناس بالإيعان بهء وفهم ما فيه» وتعلم معانيه. 


* - القرآن بيان جلي متضمن أحسن القصصء وأثبت الأخبارء وأجدى 
الآثان وتواريخ الأمم الماضية. والمراد بأحسن القصص: أنه اقتص على أبدع 
طريقة وأعجب أسلوب,. أي إن المراد من الحسن حسن البيان وكون الألفاظ 
بالغة بالفصاحة حد الإعجاز. 


مي 


؛ - قصة يوسف عليه السلام أحسن القصصء والسبب في تسمية هذه 
السورة أحسن القَصّص من بين سائر الأقاصيص هو ما تضمنته هذه القصة 
من العبر والحكم. وما اشتملت عليه من التوحيد والفقه والسَيّر وتعبير 
الرؤياء والسياسة والمعاشرة وتدبير المعاش» وجميل الفوائد التي تصلح للدين 
والدنياء وذكر الأنبياء والصالحين» والملائكة والشياطين» والنّ والإنس» 
والأنعام والطيرء وأخبار الملوك والممالك» والتجار والعلماء والجيّال 
والرجال والنساء وحيلهن ومكرهن. 


فهى قصة جامعة شاملة للدين والدنيا والحياة الاجتماعية والاقتصادية 


والسياسية والأدبية الملأى بالعبر والعظات» ولعل من أهمها الصبر على اللأذى 
والعفو عند المقدرة. 


لدو )1١(‏ - لزنه : /1١‏ 5-4 د 


الفصل الأول من قصة يوسف عليه السلام 
رؤيا يوسف وتعبير يعقوب الرؤيا 


اذ َال تَوسفٌ 5 ابت ف ا عَعَرَ يا و 1 
هه 


ا لي مجدت (29) قال يبي لا تَقَصمَ 0 عله ريك هيدنا لك 
2 4 مه دس ركم مس وعد 02004 

كِدَا إِنَّ لمجا دكن عد بيت © يككلك جيك بلك متك ين 
07 ود واس ب 507 5 رع و ره ماس و - مر مر 

ِ 0 شعكة مكلت وقل ال يتقو كا أنكها عل اريك عن 


١ 
1 

1١ 
1 


اما 
5 
١ 2‏ 

ا 
٠‏ 

1 
قي 1 
9 


عق إن مَك عدم كم 9©» 


وقرأ ابن عامر (يا أبتَ). 
«يبِق) : 
وقرأ باتي السبعة (يا بْيّ). 
رَدَيَاكَ 4 : 
وقرأ السوسي (روياك). 
الإعراب: 


د َال ٠‏ 2 ست لأنّيد 6 (» في موضع نصب عل الظرف». وعامله 
(الغافلين) وهو يول اشتمال من «أحَسَن الْقَصّضنَ لآن الوقث مشتمل على 
القصص وهو المقصوص» أو بإضمار «اذكر). 


لاه ليه )١١(‏ - لون : /1١١‏ 5-4 


و( يوسفٌ 4 ممنوع من الصرف للعلمية (التعريف) والعجمة» ووزنه 
ُفعْلء وليس في كلام العرب يُمْعْل. 

كاه من تقر كين التاده حكمليا: ردلا كن نام الاضافة» وتوف 
عليها بالاء عنل سيبويه ؟ لأنه ليش م لاياء» مقدرة. وذهب الفراء إلى أن الياء 
في النيّة» والوقف عليها بالتاء» وعليه أكثر القراء اتباعاً للمصحف. 


ومن قرأ بفتح التاء ففيه وجهان: إما أصله «يا أبتي» فأبدل من الكسرة 
فتحة» ومن الياء ألفاً؛ لتحركها وانفتاح ما قبلهاء ثم حذفت الألف فصارت 
(يا أَبَتَ). وإما أنه محمول على قول من قال: يا طلحة بفتح التاءء كأنه قد 
رححمء ثم رد التاء وفتحهاء تبعاً لفتح الحاءء فقال: يا طلحة. 


«(مََبنُُمَ يي سَجِوسَ4 أجرى الكواكب والشمس والقمر مجرى العقلاء؛ 
لأن السجود من صفات من يعقل» فوصفها بصفات من يعقل. و( سر »4 
حال من الاء والميم في ريثم 4. 

(تكيدأ» منصوب بأن مضمرة» وعدي باللام مع أنه متعد بنفسهء 
لتضمينه معنى فعل يتعدى باللام» للتأكيد والمبالغة في التخويف. 
البلاغة: 


0 


(إنْ تبث عد عَثَرَ كك وَالئَّمَسَ وَلثمرَ» فيها استعارة؛ لأن 
الكواكب والمذكور معها مما لا يعقل؛ فكان الأصل أن يقال: ساجدة» فلما 
وصفها بصفات العقلاء وهو السجودء أطلق عليها فعل من يعقل على طريق 
الاستعارة. ْ ش 


مس عل 1 مر 


( كا أتمَهَا عل أَوَيِكَ4 تشبيه مرسل بجمل. 
المفردات اللغوية: 
(إذ َال 4 أي اذكر» أو بدل من أحسن القصص بدل اشتمال إن جعل 


لد )١1١(‏ - لون : /1١‏ 4حد الات 





«أَحْسَنَّ4 مفعولاً به (<١‏ لِأه 4 هو يعقوب» روى أحمد والبخاري أن النبي 
يه قال: «الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم: يوسف بن يعقوت بن 
إسحاق بن إبراهيم» .إن ََيْتْ4 في المنام من الرؤيا لا من الرؤية (٠‏ أَحَدَ 
عَشَرَ 455 هم إخوة يوسف » وكانوا أحد عشر» والشمس والقمر: أبوه 


وأمه .«رَأَبَنيُمَ لي سّجِيت» إما تأكيد» أو استئناف لبيان حالهم التي رآهم 
عليهاء فلا تكرار. 


وإنما أجريت مجرى العقلاء لوصفها بصفاتهم» وهو السجود الذي هو من 
صفات العقلاء. والسجود المراد هنا: هو الانحناء». مبالغة في الاحترام» 
وليس سجود عبادة؛ لأن سجود العبادة لا يكون إلا بنية التقرب لمن يعتقد أن 
له عليه سلطاناً غيبياً فوق السلطان المعتاد. 


إلا نَقَصْض رَجَيَاكَ4 قص الرؤيا: الإخبار بهاء والرؤيا كالرؤية؛ غير أنها 
مختصة بما يكون في النومء ففرق بينهما بتاء التأنيث المربوطة» كالقربة 
والقربى. والرؤيا: انطباع الصورة المنحدرة من الخيال إلى الحس المشترك» 
فتصير مشاهدة .«تَبَكيرُوأ لَك كذَا4 يحتالون في هلاكك حسداً .«عَدُدُ 
مُِيتُ4 ظاهر العداوة؛ لما فعل بآدم وحواء .«وَكََلِكَ4 ومثل ذلك الاجتباء. 
(يجيِيكَ)4 يختارك ويصطفيك» أي وكما اجتباك ربك لمثل هذه الرؤيا 
العظيمة الدالة على شرف وعزء كذلك يجتبيك ربك لأمور عظام .« وَيُمَلَمُكَ 6 
كلام مبتدأ غير داخل في حكم التشبيه» كأنه قيل: وهو يعلمك ويتم نعمته 
عليك .من تَأُوِبلٍ الَْحَادِيثِ4 تعبير الرؤيا: أي الإخبار بما يؤول إليه الشيء 
في الوجودء وسميت الرؤيا أحاديث باعتبار حكايتها والتحديث بها» وتعبير 
الرؤيا بميز بين أحاديث الملّك الصادقة وبين أحاديث النفس والشيطان 
الكاذبة. 


عو م امه 4غ 


وب عمسم عَلَيَلَكَ 6 بالنبوة ولح َال يَعَقَوبَ ‏ أي أهله وأولاده.. 


اه للد )١١(‏ - نون : ؟١١/‏ 5-4 





1 


والآل: خاص بمن لحم شرف وخطر .( كَمَآ أَتَمّهَا4 بالنبوة 7 لّ4 أي 
من قبلك أو من قبل هذا الوقت .(عليِءٌ 6 بخلقه وبمن ب يستحق الاجتياء. 
«حَكيرٌ4 في صنعه بهم يفعل الأشياء على ما ينبغي 


المناسية : 


هذا شروع في بيان أحسن القصصء وهذه بداية مثيرة مجملة في حلقات أو 
فصول قصة يوسفء تجتذب ذهن القارئ والسامع لتعرف ما هو المصيرء 
وكيف يتم حل اللغز المبهم المبدوء بقصّ يوسف رؤياه الغريبة على أبيه وهو 
صغير» وما أجابه به» من إخفاء الرؤيا على إخوته حتى لا يحسدوه ويكيدوا 
له. وهذا الأسلوب يحتذيه واضعو القصص. إذ يبدؤون القصة بلغز أو نبأ 
مثير» ثم يتدرجون في حل اللغز وبيان أبعاد النبأ وحقيقته. 


هل أبناء يعقوب أنبياء؟ 


7 


يفسر بعض المفسرين الأسباط في آية «قُولُواً امَك بِلَهِ وم أنزِلَ إِلَِنَا ومآ 
أل نسم وَإِنَْعِيلٌ وَإسَحَقَّ وَيَعفوْبَ وَالْأَسْبَاِ) [البقرة: /3] بأنهم 
خوة يوسف وأنهم أنبياء. والصحيح كما ذكر ابن كثير أن الأسباط ليسوا 
ولاد يعقوب. وإئما هم القبائل من ذرية يعقوب؛ لأن بطون بن إسرائيل 
يقال لحم: الأسباط. كما يقال للعرب قبائل» وللعجم 0000 


التفسير والبيان: 

اذكر يا محمد لقومك قصة يوسف حين قال لأبيه يعقوب: إن رأيت في 
منامى أن أحد عشر كوكباً والشمس والقمر تسجد لي سجود احترام وانحناء 
وخضوع وتواضع » لا سجود عبادة» وقد وصف فعل غير العاقل بوصف 





)١(‏ تفسير ابن كثير: 459/7 - 0هلاغ 


ليه )١١(‏ - لون : /١١‏ 5-4 واه 


العاقل وهو السجودء للدلالة على أنها رؤيا إلهام» لا محرد أضغاث أحلام. 
قال ابن عباس: رؤيا الأنبياء وحي. والرؤيا الصالحة جزء من النبوة» ونوع 
من الإخبار بالغيب إذا رآها صالح وتأولها عالم صالح. وتكون بارتسام الوقائع 
على الروح الصافية» وتظهر غالبا موافقة لحديث النفس. 


والأحد عشر كوكباً هم إخوته الأحد عشر نفراًء والكواكب هم الإخوة» 
والشمس والقمر أبوه وأمه. وهذا رأي جماعة من المفسرين؛ لأن الكواكب لا 
تسجد في الحقيقة» فيحمل الكلام على الرؤياء ولقول يعقوب عليه السلام: 
إلا نقَصْصٌ ردَيَاكَ عَك إِخوَيِكَ». 


وذكر ابن جرير الطبري عن جابر قال: أنى النبي كله رجل من يبودء يقال 
له: بستانة اليهودي» فقال له: يا محمدء اكوزن عن الكواكب التي رآها 
يوسف أنها ساجدة لهء ما أسماؤها؟ قال؛ فسكت النبي يك ساعة» فلم يجبه 
بشيء» ونزل عليه جبريل عليه السلام» فأخيره بأسمائهاء قال: فبعث رسول 
الله كَلِدِ إليهء فقال: «هل أنت مؤمن إذا أخبرتك بأسمائها؟» فقال: نعمء 
قال: «جريان. والطارق والذيال» وذو الكنفات» وقايس» ووثاب» 
وعمودان» والفليق» والمصبحء والضروحء ودو الفرغ ‏ والضياء والنور» 
فقال اليهردي: إي والله إنها لأسماؤها0". 


«(قَالَ يبِيَ4 قال يعقوب لابنه يوسف حين قص عليه ما رأى من هذه 
الرؤيا المتضمنة خضوع إخوته له وتعظيمهم إياه إجلالاً واحتراماً وإكراماً: لا 
تخبر إخوتك بما رأيت» حى لا يحسدوك. ويحتالوا لك حيلة توقعك في 
مكروهء فإن الشيطان عدو لآدم وبنيه» ومن دأبه إيقاع الفتنة بين الناس» كما 


)١(‏ ورواه البيهقي في الدلائل عن الحكم بن ظهيرء والحافظان أبو يعلى الموصلي وأبو بكر البزار في 
مسنديهماء وابن أبي حاتم في تفسيره (تفسير ابن كثير: 5358/7) لكن الحكم بن ظهير 


اه ٠‏ لدع )1١(‏ - لون : /1١‏ 0-4 
قال يوسف نفسه : لمن ب أن تر لشّعِطلنُ بين وبين ِحْوَقَ4 لووك 
؟1١/ .]٠6٠١‏ 

وثبت في السنة عن رسول الله كل قال: «إذا رأى أحدكم ما يحب» 
فليحدّث به وإذا رأى ما يكره» فليتحول إلى جنبه الآخرء وليتفل عن يساره 
ثلاث وليستعذ بالله من شرهاء ولا يحدث مب ابخد + فإنها لن ا 
وروى الإمام أحمد وبعض أهل السان عن معاوية بن حَيّدة القشيري أنه قال: 
قال رسول الله كلل : «الرؤيا على رِجَلٍ طائر ما لم تعترء فإذا عبرت وقعت». 

«وكَدِكَ بيك 4 4 أي كما اختارك ربك» وأراك هذه الكواكب مع الشمس 
والقمر ساجدة لك. 2 يختارك لنفسه ويصطفيك لنبوته على آلك وغيرهم» 
ويعلمك تعبير الرؤيا. 

وتعبير الرؤيا: الإخبار بما تؤول إليه في الوجود. وتعليم الله يوسف 
التأويل: إلحامه الصواب فيها. أو صدق الفراسة» كما قال يوسف لأبيه: 
هذا ريك 5 6 مِن قل جلها - 0 [يوسف: مه وقال 

7 م 1 48 0 ك0 " 
َك ا لا ا الا 


على #ر ا اء 


وك مه -_ أي بإرسالك والإيحاء إليك» وعلى آل يعقوب» 
أي أبيك وإخوتك وذريتهم. وآل الإنسان: أهله» وهو خاص بمن لهم مجد 
وشرف. كاآل البي يَلِه. 

«كّآ أَتَتّهَا/4 أي كإمام تلك النعمة من قبل هذا الوقت على جدك 
إسحاق» وجد أبيك إبراهيم» وقُدّم إبراهيم؛ لأنه الأشرفء إن ربك عليم 
بخلقه وبمن يستحق الاجتباء والاصطفاءء فهو أعلم حيث يجعل رسالته» كما 
في آية أخرى» حكيم في صنعه وتدبيره» يفعل الأشياء على ما ينبغي 


)١(‏ رواه البخاري عن أب سَلَمة 


ليه )١١(‏ - لولتت : /1١‏ 5-4 الات 





فقه الحياة أو الأحكام: 
دلت الآيات على ما يلى: 


- رؤيا الأنبياء حق» ورؤيا الصالحين جزء من النبوة» والكواكب هي 
إخوة يوسف » والشمس والقمرأبوه وأمه, وهذا هوالأصح. قال الحكماء: 
إن الرؤيا الرديئة يظهر تعبيرها عن قريب» والرؤيا الجيدة إنما يظهر تعبيرها 


والرؤيا حالة شريفة ومنزلة رفيعة» قال يكل فيما رواه البخاري عن أبي 
هريرة: «لم يبق بعدي من المبشّرات: الرؤيا الصا حة الصادقة» يراها الرجل. 
الصالحء أو ترى له» وقال في رواية لحديث عند الشيخين عن أبي هريرة : 
«أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً؛ وحكم كُليِْ فيما رواه البخاري عن أبي سعيد 
الخدري بأنها جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة» وهو أصح الروايات. 


وإِعا كانت الرؤيا جزءاً من النبوة؛ لأن فيها ما يعجز وكتنع» كالطيران» 
وقلب الأعيان» والاطلاع على شيء من علم الغيب. والرؤيا الصادقة من 
الله وهي التي خلصت من الأضغاث''' والأوهام» قال يَلِ فيما رواه 
الشيخان وأبو داود والترمذي عن أبي قتادة: «الرؤيا الصالحة من الله والحلم 
من الشيطان». والتصديق بالرؤيا الصاحة حق. 


أما رؤيا الكافر والفاجر والفاسق والكاذب» وإن صدقت رؤياهم في 
بعض الأوقات لا تكون من الوحي ولا من النبوة؛ إذ ليس كل من صدّق في 
حديث عن غيب» يكون خبره ذلك نبوة. ومن المعلوم أن الكاهن وغيره 
يخبر بكلمة الحق فيصدقء لكن ذلك نادر وقليل» فكذلك رؤيا هؤلاء. 


1-2 





)١(‏ سميت الرؤيا الكاذبة أو الخُلّم ضغثاً: لأن فيها أشياء متضادة. وهي من الشيطان. 


0-4 /1١ : تن‎ - )١١( لود‎ 01 





وحقيقة الرؤيا: هي إدراك حقيقة في أثناء النوم» وأكثر ما تكون في آخر 
الليل» لقلة غلبة النوم» وتسمى أحلام اليقظة» فيخلق الله للرائي علماً ناشتاً. 
ولا يرى الرائي في المنام إلا ما يصح إدراكه في اليقظة» فلا يرى المستحيل» 
وإنما يرى الجائزات المعتادات. وبمثل الله في الرؤيا للرائي صورة محسوسة؛, قد 
توافق الواقع. وقد تكون لمعانٍ معقولة غير عحسوسة» وفي الحالتين قد تكون 
فشر أو رو 

؟ - لا تقص و ين 
عتت ا عماجي ترا حت يا وقد لل ل ا ا ا 
تُاضيعاة, 
وتظهرء كما ورد في حديث أخرجه الطبراني والبيهقي وغيرهما عن عمر: 
«استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان» فإن كل ذي نعمة محسود). 

- يباح أن يحذّر المسلم أخاه المسلم ممن يخافه عليه ولا يكون داخلاً في 
معى الغيبة ؛ لأن يعقوب (إسرائيل) عليه السلام قد حذّر يوسف عليه السلام 
أن يقص رؤياه على إخوته» فيكيدوا له كيداً. 


م - في الآية دليل واضح على معرفة يعقوب عليه السلام بتأويل الرؤياء 
فإنه عرف أن يوسف سيظهر على إخوته»ء فسرّه ذلك ودل على أن محبته له 
كانت مبنية على مقومات فيه؛ والرجل يود أن يكون ولده خيراً منهء أما الأخ 
فلا يودٌ ذلك لأخيه. 

ودلت الآية أيضاً على أن يعقوب عليه السلام كان أحمنّ من بنيه حسد 
يوسف وبغضهء فنهاه عن قص الرؤيا عليهم خوف المكيدة والحسد. والعمل 
على هلاكه. ودل هذا وفعلهم بيوسف يدل على أنخهم كانوا غير أنبياء؛ لأن 


لدع )1١(‏ - نولتي : /1١‏ 5-4 | لاه 





الأنبياء معصومون من الحسد الدنيوي, ومن عقوق الآباء وتعريض مؤمن 
للهلاك» وتآمر على قتله. 


ايل 26 عرب ع ررمت عن عه بساني فأخيره أنه كما 
أكرمه الله بالرؤياء فإن الله يجتبيه ويحسن إليه بتحقيق الرؤياء بالسجود له. 
والاجتباء : اختيار معالي الأمور للمجتى» الي كيفية تعبير الرؤيا وتأويل 
أحاديث الأمم والكتب ودلائل التوحيدء وهي إشارة إلى النبوة» ويتم نعمته 
عليه بالنبوة» كما أتم تلك النعمة على أجداده: إسحاق وإبراهيم» فجعل الله 
إبراهيم خليلاً ونبياً ونجاه من النار» وجعل إنحاق نبياً أيضا. وفي قول غير 
راجح: إنه الذبيح والنعمة: الذبح. 


والخلاصة : إن القول الصحيح في تفسير النعمة على يوسف وغيره هي 
النبوة؛ لأن النعمة التامة في حق البشر ليست إلا النبوة» وكل ما سواها فهي 
ناقصة بالنسبة إليها. وإن يعقوب وعد يوسف بدرجات ثلاث: هي الاجتباء 
أو الاصطفاءء وتعبير الرؤيا أو تأويلهاء والنبوة. 


٠١-07 /١١؟‎ : لوست‎ - )1١١( للد‎ 056 


الفصل الثاني من قصة يوسف 
يوسف وإخوته 
1ت 
اتفاقهم على إلقائه في البئر 


«#© أتذ كن في يمك ٍَء َإينتٌ لِتَيلينت © إِذْ مَالُوأْ يوس 
َآعْوه لحت إل أبينًا نا منَاوَنُ عُصَبَةُ إن آنا لتى صَكلٍ شين 2 افثلوا وق 
أو اطرحوة :ارم ال لك منة إيك و اس سم ار 
سف وَآلْقُوهُ في عَيِبتِ الْجْتَ يِلنَقِطهُ بَمَضُ السَّيَارَةِ إن 


م 


القراءات : 
وك نكلين» : 


وقرأ ابن كثير (آية للسائلين). 

ين » قنوا) : 

بكسر التنوين وصلاً قرأ أبو عمروء وابن ذكوانء وعاصمء وحمزة. 
وبضمه قرأ الباقون. 

ا«( غَيَبتِ 6 : 

قرئ: 


-١‏ (غيابات) وهي قراءة نافع. 


6:١ ٠١7 /1١ ١ لمت‎ - )1١( ليدع‎ 





- (غيابت) وهي قراءة الباقين» ووقف بالماء: ابن كثيرء وأبو عمروء 
والكساي. ووقف الباقون بالتاء. 


5-7 سَّآِينَ4 (ءَإينتُ» جمع آية» وآية على وزن «قعِلة؛ بكسر العين» 
فتقلب العين ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلهاء فتصير آية اليوسف.. وأخوه) 
مبتدأ وخير.. 

(وَخنُ مض 0 عصَبَّة 4 مبتدأ وخير» والواو 111 

«أيْضّا منصوب على أنه ظرف مكانء وتعدّى إليه .( أطرحوة وهو 
لازم؛ لآنه ظرف مكان مهم » وليس له حدود تحصره ولا نهاية تحيط بها» لأنه 
نكرة» فنصبت كالظروف البهمة. أو انتصب على إسقاط حرف الجر. 

يل يخْلُ 4 جواب الأمر .(وَتَكُوأ4 مجزوم بالعطف على «يَخْلٌّ أو 
منصوب بإضمار (أن). 


المفردات اللغوية: 


ف يُوسْفٌ وَلِخْوَيوٍ) أي في خبرهم وقصتهم» وهم أحد عشر وإخوته 
العشرة هم: ببوذاء وروبيل» وشمعون» ولاوي» وربالون» ويشجرء ودينة» 
ودان» ونفتالى» وجادء وآشر. والسبعة الأولون كانوا من «ليا» بنت خالة 
يعقوب» والأربعة الآخرون من سُرَّيّتين (أمتّين): زلفة وبلهة» فلما توفيت 
«ليا» تزوج يعقوب أختها «راحيل» فولدت له بنيامين ويوسف"''. 

( يت عبرء أو علامات ودلائل على قدرة الله تعالى وحكمته في كل 


3157/7 الكشاف:‎ )١( 


٠ /1١ : لون‎ - )١١( كك لله‎ 





شيء لمن سأل عنهم وعرف قصتهم. والظاهر أنها الدلالات على صدق 
الرسل (١‏ لْلسَينَ4 عن خبرهم (١‏ إِدْ قَالْوْ4 اذكر حين قال بعض إخوة 
يوسف لبعضهم (٠.‏ (وَأَحُوه4 بنيامين .(عُصبَةُ4 جماعة رجال ما بين الواحد 
والعشرة .(«لَبَى صَدّلٍ مين خطأ بيّنَء بإيثارهما علينا وتفضيله المفضول» أو 
لترك العدل في امحبة. روي أن يوسف كان أحب إلى أبيه» لما يرى فيه اخايل» 
وكان إخوته يحسدونه. فلما رأى الرؤيا ضاعف له المحبة» بحيث لم يصير عنه. 
« موا يوْسْكَ) من جملة ا محكي بعد قوله : إذ قالواء كأنهم اتفقوا على ذلك 
0 ا يو ا ب ال 
(يخْلُ لم وَبَهُ م4 يضف لكمء فيقبل عليكم ولا يلتفت إلى غيركم. 
لمن اد دق بعد يرجن قوع جل سل ١‏ راتس لوا إل > ا ا 
الله تعالى عما جنيتم» بأن تتوبواء أو صالحين مع أبيكم» أو في أمر دنياكم. 


«مَالَ لل متهم مَنَيْمَ 4 هو يبوذاء وكان احم فيه رأياًء وقيل: روبيل «ل 
تَفَنلُوأ ل ا القن مس و «وَألقُوهُ في عَيَّبَتِ اَلْجْيَ) في قعره سمي به 
لغيبوبته عن أعين الناظرين. ١‏ السََيَارَةهِ4 المسافرين» الذين يسيرون في 
الأرض. «إن كُنْثُمٌ مَعِِينَ4 ما أردتم من التفريق بينه وبين أبيه» أو فاعلين 


بمشورقي» فاكتفوا بذلك. 


.المناسية: 

هذه بداية قصة يوسف مع إخوتهء بعد أن قدم الله تعالى ما بمقدمتين: 
الأول - وصف القرآن» وأنه تنزيل من عند الله بلسان عربي مبين» دال على 
رسالة النبي كل ورتب عليه: «ذَلِكَ مِن أن لْمَيْبِ4. والثانية - الكلام 
على رؤيا يوسف وتأثيرها ف نفس يعقوب » دبى. عليها العبرة منها وهي 


2 هه يي سم آل 


( يكبت هذا اويل رَءَيلىَ من 5 قبل قد جعلها رق 14 


للد )١١(‏ - لوبلن : ٠١-7 / 1١‏ موه 


التفسير والبيان: 

تالله» لقد كان في قصة يوسف مع إخوته لأبيه عبرة ومواعظ للسائلين 
الذين سألوا عنهم» دالة على قدرة الله تعالى وحكمته في كل شيء لكل سائل 
عن أحداث القصة» ودالة على صدق الرسول يوسف وغيره» وعلى ما أظهر 
الله ف قصة يوسف من عواقب البغي عليه» وصدق رؤياه» وصحة تأويله. 


0 . فذلك خبر عجيب يستحق أن 


وضبط نفسه وقهرهاء حتى قام بحق الأمانة 

إنه لعبرة حين قالوا : والله ليوسف وأخوه بنيامين شقيقه أحب إلى أبينا مناء 
فهو يفضلهما علينا في الحب» وهما صغيران» ونحن حماعة عشرة رجال. حلفوا 
فيما يظنونء و«أْحَبُ4 أفعل تفضيل أي أكثر حباً منا. والعصبة: ما بين 
الواحد إلى العشرة. 

إن أبانا لفى خطأ واضح مبجاف الصواب في ذلك» بإيثار يوسف وأخيه 
علينا با محبة» وتركه العدل والمساواة في الحبة» فكيف يفضّل صغيرين ضعيفين 
لا كفاية فيهما ولا منفعة» على رجال أشداءء نقوم بكل ما يحتاج إليه من 
منافع معاشية ودفاعية» وكيف يحب الاثنين : أكثر من الجماعة؟! 

وهذا في الحقيقة خطأ منهم لا من أبيهم؛ لأن يوسف وأخاه صغيران 
يتيمان ماتت أمهماء ولأنه كان يرى في يوسف إرهاصات النبوة والعقل 
والحكمة» وتأكد توقعه بما فهم من رؤياه. 

ومع ذلك يطلب الاحتياط في معاملة الأولاد والتسوية بينهم في امحبة 
والمعاملة ولو في القبلة» وتجنب ما يثير التحاسد والتباغض بينهم» كما أوصى 
النبي يَلةٍ فيما يرويه البخاري ومسلم وأصحاب السان إلا ابن ماجه عن 
النعمان بن بشير : «اتقوا الله واعدلوا ب بين أولادكم» وما يرويه الطبراني عن 


787/05 البحر المحيط:‎ )١( 


1 


٠0-7 /1١١ : مه (؟١)- لون‎ 65 


التعمان بر يشير أيضاً > #اغدلوا:: بين أولادكم في النُحْلء كما تحبون أن يعدلوا 
بينكم في البر واللطف». 

ثم ذكر الله تعالى مؤامرتهم بقوله: «أقَدْلُوأ4 أي ومما قالواء أي قال بعض 
إخوة يوسف لبعض : [ الوا يُوْسْكَ حسماً للمشكلة» أو انبذوه في أرض 
مجهولة عن العمران» فلا يستطيع الرجوع إلى أبيه؛ فإن فعلتم ذلك تستريحوا 
منه» ويضف لكم وجه أبيكم» وتخلوا أنتم مع أبيكم» والمراد سلامة محبته لهم 
ممن يشاركهم فيها وينازعهم إياهاء وتكونوا من بعد يوسف أو بعد قتله أو 
طرحه أرضاً قوماً تائبين إلى الله مما جنيتم عليه» أو يصلح ما بينكم وبين 
أبيكم بعذر تمهدونهء أو تصلح دنياكم وتنتظم أموركم بعدهء بخلوٌ وجه 
أبيكم» فيرضى عنكم ربكم وأبوكم 


سس سه مسح بور 


(إقال قايل نهم أي قال أكبرهم وهو مبوذاء وقيل : روبيل : لا تقدموا 
على قتله» فإن القتل جرعة عظيمة» وهو أخوكمء ولكن ألقوه في أسفل البئرء 
يلتقطه بعض المسافرين الذين يسيرون في الأرض للتجارة» فتستريحوا منه 
هذاء ويتحقق غرضكم وهو إيعاده عن أبيه» ولا حاجة إلى قتله» إن كنتم 
فاعلين» أي عازمين على ما تقولون» وفاعلين ما هو الصوابء, فهذا هو 
الرأي. وقوله: ©#أْمَدْلُا يُوْسْفَك فيه حذفء. أي قال قائل منهم: اقتلوا. 
فقه الحياة أو الأحكام: 

أرشدت الآيات إلى ما يأتي: 


أ - في قصة يوسف وإخوته دلالة على صدق الرسل» وعبرة تمخضت عنها 
الرؤيا وصحة تأويلها إن كانت من نبي أو عالم ناصح. 


أ - لقد دفع التباغض والتحاسد والغيرة إخوة يوسف على تدبير مؤامرة 


6: ١٠ء-ا/‎ /1١ ١ ون‎ - )١١( لله‎ 


لقعلة :او إلقاف وحادية رسن عن الناتن سق علقم واشت بض التجاد 
المسافرين ويتملكونه ؛ لأن خير المنام بلغهم » فتآمروا على كيده» أو جرد 
الغيرة الشديدة من عاطفة أبيهم نحو يوسف وأخيه. 


- إن تفضيل بعض الأولاد على بعض يورث الحقد والحسد» ويورث 
الآفات. لكن يعقوب عليه السلام العالم بذلك لم يفضل ولديه يوسف وأخيه 
إلا في المحبة» وامحبة ليست في وسع البشرء فكان معذوراً فيه» ولا لوم عليه. 


َ - دل قوله: و وأ سن عدف قوم سلسو" أي تائبين » يأن تحدثوا 
توبة بعد ذلك» فيقبلها الله منتكم» وهو دليل على أن توبة القاتل مقبولة؛ لأن 
الله تعالى لم ينكر هذا القول منهم». كما ذكر القرطبي”". 


هه - علق محمد بن إسحاق على مؤامرة أولاد يعقوب على أخيهم يوسف 

فقال فيما رواه ابن أبي حاتم : لقد اجتمعوا على أمر عظيم من قطيعة الرحم» 
وعقوق الوالد» وقلة الرأفة بالصغير الضرع الذي لا ذنب لهء وبالكبير الفانٍ 
ذي الحق والحرمة والفضل. وخطره عند الله مع حق الوالد على ولده. 
ليفرقوا بينه وبين أبيه وحبيبه» على كبر سنه» ورقة عَظمهء مع مكانه من الله» 
ممن أحبه طفلاً صغيراً» وبين الأب وابنه على ضعف قوته» وصغر سنهء 
وحاجته إلى لطف والدهء وسكونه إليهء يغفر الله لهم» وهو أرحم الراحمين» 
فقد احتملوا أمراً عظيماً0". . 


5 - أفعال إخوة يوسف المتقدمة تدل على أن إخوة يوسف ما كانوا أنبياء» 
5 ولا آخراً؛ لأن الانبياء لا يدبرون في قتل مسلم» بل كانوا مسلمين» 


فارتكبوا معصية ثم تابوا. ومما يرد قول من قال إنهم أنبياء: أن الأنبياء 


١1/8 تفسير القرطبي:‎ )١( 
51١/7 تفسير ابن كثير:‎ )6( 


٠١-ا/‎ /11١ : لين‎ - )1١( للد‎ 2.5 


معصومون من الكبائر. وقيل: ما كانوا في ذلك الوقت أنبياء» ثم نبأهم الله”"". 


وقد سبق بيان الرأي الأصح في هذا عن ابن كثير وغيره. 
حكم الالتقاط: 

اللالسافة تاوق الج مق الظريق توف" اللفظ بو اطق أن الليطل: 
مسلم أخذاً بالغالب أيضاً» فإن كان في قرية فيها نصارى ومسلمون. قال ابن 
القاسم» يُحكم بالأغلب؛ فإن وجد عليه زِيّ اليهود فهو ببودي» وإن وجد 
عليه زِيّ النصارى فهو نصرانيء وإلا فهو مسلمء إلا أن يكون أكثر أهل 
القرية على غير الإسلام. 

وقال غير ابن القاسم: لو لم يكن في القرية إلا مسلم واحدء قضي للقيط 
بالإسلام» تغليبا لحكم الإسلام الذي يعلوء. ولا يعلى عليه. | 

أما النفقة عليه : فقال أبو حنيفة : إذا أنفق الملتقط على اللقيط فهو متطوعء 
إلا أن يأمره الحاكم. 

وقال مالك: إذا أنفق عليه الملتقط. ثم أقام رجل البينة أنه ابنهء فإن 
الملتقط يرجع على الأب» إن كان طرحه متعمداً» وإن لم يكن طرحهء ولكنه 
ضل منه فلا شيء على الأب. والملتقط متطوع بالنفقة. 

وقال الشافعي: إن لم يكن للقيط مال وجبت نفقته في بيت المال» فإن لم 
يكن ففيه قولان: أحدهما - يستقرض له في ذمته. والثاني - يقسط على 
المسلمين من غير عوض. 

والخلاصة: اتفق العلماء على أنه إذا لم يكن للقيط مال: إن شاء تبرع 


١7/9 تفسير القرطبي:‎ )١( 


047 ٠١-7 /1١ : بون‎ - )١١١ لد‎ 


الملتقط بالإنفاق عليهء وإن شاء رفع الأمر إلى الحاكم. لينفق منه على حساب 
بيت المال المعدٌ لحوائج المسلمين. وإن كان للقيط مال» بأن وجد معه مال» 
فتكون النفقة من مال اللقيط؛ لأنه غير محتاج إليه. 


ولو أنفق عليه الملتقط من مال نفسه: فإن أنفق بإذن القاضي» فله أن يرجع 
على الملتقط بعد بلوغه» وإن أنفق بغير إذن القاضى »ء يكون متبرعاً » ولا يرجع 
على اللقيط بشيء. 


وأما اللقطة والضوالٌ - وهما بمعنى واحد على الأصح''" - فأجمع العلماء 
على أنها ما لم تكن تافهاً يسيراًء أو شيئاً لا بقاء لماء فإنها تعرّف حولاً كاملاًء 
وأجمعوا أن صاحبها إن جاء فهو أحق بها من ملتقطها إذا ثبت له أنه 
صاحبهاء وأجمعوا أن ملتقطها إن أكلها بعد الحول. وأراد صاحبها أن 
يضمّنه» فإن ذلك له» وإن تصدق بها فصاحبها مخبّر.بين التضمين وبين الرزضا 
بالثواب أو الأجر على التصدق بباء وليس للتقطها التصدق بها أو التصرف 
قبل الحول. وأجمعوا أن ضالّة الغنم المخوف عليهاء له أكلها. 0 1 

وللعلماء آراء في الأفضل من ترك اللقطة أو أخذهاء فقال المالكية: إن 
شاء أخذها وإن شاء تركهاء ونقل عن مالك وأحمد كراهة الالتقاطء ودليلهم 
حديث أصحاب الكتب الستة عن زيد بن خالد الجهّن في الشاة: «هي لك أو 
لأخيك» أو للذئب» ولا تلزم صاحبها بيّنة عندهم وعند الحنابلة» ويكفي بيان. 
علاماتهاء من وعاء ووكاء مثلاً. 


وذهب الحنفية» والشافعية في الأصح إلى أنه يجوز الالتقاط» لحفظ. اللقطة 
لصاحبهاء صيانة لأموال الناس» م من ضياعها ووقوعها ف بل عاق 
ولكن لا تدفع لصاحبها إلا إذا أقام البيّنة أنها له. 


)١(‏ وقيل: إن الضالة لا تكون إلا في الحيوان» واللقطة في غير الحيوان» وأنكر أبو عبيد القاسم 


ابن سَلام ذلك. 


٠١-7 /11١ : لولم‎ - )1١( 4ه لوه‎ 


وكذلك للعلماء آراء في النفقة على الضوالَ. فقال المالكية: للملتقط 
الرجوع بالنفقة على صاحبهاء سواء أنفق عليها بأمر السلطان أو بخ بغير أمره. 


وقال الشافعية والحنابلة: لا يرجع الملتقط بشيء من النفقة؛ لأنه متطوع. 
وكذا قال الحنفية: إن أنفق الملتقط على اللقطة بغير إذن الحاكم فهو متبرع أو 
متطوع» وإن أنفق عليها بإذن الحاكم» كان ما ينفقه ديناً على المالك» فيرجع 
عليه. 0 


وأما تملك اللقطة بعد تعريفها سنة» فقال الحنفية: إذا كان الملتقط غنياً» لم 
يجز له أن ينتفع باللقطة» وإنما يتصدق بها على الفقراء» وإذا كان فقيراً فيجوز 
له الانتفاع بها بطريق التصدقء» لقوله عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه البزار 
والدارقطنى عن أبي هريرة: «فليتصدق به)». 


وقال الجمهور: يجوز للملتقط أن يتملك اللقطة» وتكون كسائر أمواله. 
سواء أكان غنياً أم فقيراًء فإن عرف صاحبها في المستقبل ضمنها له. 


214 امحل١‎ /1١ : تن‎ - )0١( لدع‎ 





1ه 
تنفيذ إخوة يوسف مؤامرتهم 
وتدليسهم الأمر على أبيهم 





9 7 0 
سر عو 0 كربو ماسح 2 ايع 2 رم 2 سمو ماسم 
وَأهاف أن ياكله لزن وأنشمّ عَنْهُ عَليْلوب 9 قا ألينَ أحكله الذئبٌ 
رمعو وه ري يس ا بى 7ج واب ححص بدس سسرة ريه 2 لير 
نحن عصبة إِنَا إذا لحَيرُونَ 09 فلما ذهيوا بهو وأجمعوا أن جعلوه ف 
010 1 5 سحت سس عن هي مهدو 5 ع2 5 و 4ب جع تسم 
غبت للب وأوحينا إِلهِ تيتتهم مهم هَنذًا وهم لا مسعريت () وجاء 


5 5 7 70 هه 7 سي لس سو سه بي جو عبتي 
باهم عاد درك 13 ارا تايان إنا دهيكا سنن بخن 22 


ِنْب مَمَآ أت يثؤين لنا ولو حك مدقت © وكامو عل 
ت كزيا ل بل مرك لك فشك أئآ نس حل أن التدهلا 
بي 


القراءات: 
وك الل 
قرئ: 
-١‏ (يرتع ويلعبٌ) وهي قراءة نافع. 
(ترئع ونلعب) وهو قراءة ابن كثير: 
“'- (نرتع وتلعبٌ) وهي قراءة أبي عمروء وابن عامر. 


5- (يرتع ويلعبٌ) وهي قراءة الباقين. 


دوه للد )١1١(‏ - لون : /1١‏ اكحما 





وو 


( لحري أن : 

قرئ : 

-١‏ (ليُحْزِنْني) وهي قراءة نافع. 
-١‏ (ليَحَرْنْيَّ) وهي قراءة ابن كثير. 


*- لِيَحَرُنِيْ) وهي قراءة الباقين. 


وقرأ ورش» والسوسيء. والكساي» وحمزة وقفاً (الذيب). 

«( عيبت : 

تقدمت في القراءات للآيات /ا-١٠‏ 

(لا تَأَمَنَا: أصله: تأمنناء فاجتمع حرفان متحركان من جنس واحدء 
فاستثقلوا اجتماعهما فسكنوا الأول منهما وأدغموه ف الثاني وبقي الإشهام 
يدل على ضمة الأولى. والإشهام : ضم الشفتين من غير صوت» وهذا يدركه 
البصير دون الضرير. 

(بيَعْ يلمت العين في يكم ساكنة للجزم على وزن ايفعل»» ويقرأ 
بكسر العين» وأصله يَرْتَعي على وزن يفتعل» من الْرَعْى» إلا أنه خذفت الياء 

(أن هيا به ا أن حك 1 ث4 أن الأولى وصلتها : في تأويل 
مصدر فاعل (يحزنني) وأن الثانية وصلتها: فق تأويل مضدر مفعول 
«وَلَمَادُ ك). والواو ف قوله «(وَتَحَنٌ وء #42 عصبة 4 لبدلام 


للدءٌ )١١١‏ - لوزن : /1١‏ ١١1-ما‏ امه 





«[تَلَمَا دعيو بو جواب «لا) محذوف» وتقديره: فلما ذهبوا به حفظناه. 


5 
«( فصر جيل ) : إما مبتدأ وخيره محذوف» أي فصير جميل أمثل من 
غيره» أو خير مبتدأ محذوف» أي فصبري صبر. 


البلاغة: 


«يِدَرٍ كَذِبٌ» الدم لا يوصف بالكذبء والمراد: بدم مكذوب فيه» 
وجيء بالمصدر على طريق المبالغة. 


المفردات اللغوية: 


(لتَصِحْونَ) لقائمون بمصالحه. والناصح: المشفق ا محب للخير» أي ونحن 
نشفق عليه ونريد له الخير» أرادوا استنزاله عن رأيه في حفظه منهم» لما تنسم 
من حسدهم «ِأَرِّْكُ مَمَنَا دا إلى البرية أو الصحراءء والغد: اليوم التالي 
ليومك يريم وَيَلْصَتَ)» يرتع: يتسع في أكل الفواكه ونحوهاء من الرتعة: 
وهي الخصب» والرئع : التوسع في الملاذء والأكل من الفاكهة حيث شاء. 
ويلع: ينشط ويلعب بالاستياق والانتضال بالسهام ( لَحَنِفِظُونَ) أن يناله 
مكروه « لَيَحَردُو أن تَدْهَبُوأْ بو ذهابكم» لشدة مفارقته أو فراقه علي وقلة 
صيري عنه» والحزن: ألم في النفس لفقد محبوب أو وقوع مكروه. والخوف: ألم 
في نفس مما يتوقع من مكروه. 

(أن يَأْكُلَهُ الدِّمْثْ) المراد به الجنس» وكانت أرضهم مذأبة كثيرة 
الذئاب (عَنْفْأُوت 4 مشغولون عنه بالرتع واللعب» أو لقلة اهتمامكم بحفظه. 


سر حت لور 


لين أكََهُ) اللام لام قسمء وجوابه « إِنَّآ إذا لَحَليِرُونَ4 «١‏ وَبَحَنُ 
عُْصبَةٌ 4 جماعة « لَخَدِرُونَ4 عاجزون أو ضعفاء مغبونون» أو مستحقون 


امه لله )١١(‏ - نوين : ؟١1/‏ ١كدما‏ 





ور 


لأن يدعى عليهم بالخسار «وَأَجَمَعوَا4 أي وعزموا على إلقائه في البئر: بثر بيت 
المقدس أو بثر بأرض الأردن أو بين مصر ومدين» بأن نزعوا أميضه بعد 
ضربه وإهانته وإرادة قتله» وأدلوه إلى البئر» فلما وصل إلى نصف البئرء ألقوه 
ليموت» فسقط في الماء» ثم أوى إلى صخرة؛ فنادوه فأجابهم ظاناً رحمتهمء 
فأرادوا رضخه بصخرةء فمنعهم يبوذا. 

كم لَه في البئرء أي ألهمناهء وله سبع عشرة سنة أو دونها تطميئاً 
لقلبه ( ليََنتكْر4 لتخبرهم بعد اليوم 9 يِأْتَرِهِم 4 بصنيعهم «وَهُمْ لا 
شم يسْعروتَ4 بك حال الإنباء أنك يوسفء. لعلو شأنك وبعده عن أوهامهم 
(يكة)» وقت المساءء آخر النهار « يبوت »4 متباكين «شَسْيَنُ4 نتسابق في 
العَذْو أو في الرمي «مَتَسنَا4 ثيابنا «بِمُؤْين4 بمصدّق .ولو حكن 
دون أي ولو ثبت صدقنا لا تهمتناء فكيف وأنت تسيء الظن بنا؟! أو 
ولو صدقنا لسوء ظنك بنا وفرط محبتك ليوسف. . 


(وَجَلهُو عَكَ قيِصِهِء) محله نصب عل الظرفية» أي فوقه «يدَمٍ كَذِنَ» 
أي ذي كذبء» بمعنى مكذوب فيه» 0 
عن شقهء وقالوا ا يه مر اي 

زينت (لك شك 1 و ل 
مالا شكوى فيه .إلى الخلق 9إوَأنّهُ الْمسَمَعَانُ4 المطلوب منه العون «اعَلْ ما 
صِفُوْنَ 4 تذكرون من أمر يوسف أو من هذه المصيبة وهلاكه. 


المنفاسية: 
الكلام مرتبط ف قبلهى. مبين مكيدة إخوة يوسف لهء وخداعهم أباهم , 


وإظهارهم أخهم في غاية ا محبة ليوسف والشفقة عليهء» وهم يعلمون أن أباهم 
كان يحب يوسف محبة شديدة» ويحرص عليه ويحب تطييب قلبه» فأرسله 


معهم. وهو غير مقتنع. بكلامهم ويخافهم عليه. 


لله )١١(‏ - لزن : ؟١1/‏ ١١-ما‏ مه 





التفسير والبيان: 


لما تواطأ إخوة يوسف على أخذه وطرحه في البئرء كما أشار به عليهم 
أخوهم بوذا أو روبيل» جاؤوا أباهم يعقوب عليه السلام» فقالوا: ما بالك 
لا تأتمنا على يوسف. وتخافنا عليه» ونحن له ناصحونء» أي نحبه» ونشفق 
عليه» ونريد الخير له» ونخلص له النصح؟ وهم يريدون خلاف ذلك» 
لحسدهم لهء بعدما علموا من رؤيا يوسف. وأدركوا حب أبيه له» لما يتوسم 
فيه من الخير العظيم وشمائل النبوة. 


أرسله معناء أي ابعثه معنا في الغد حين نخرج كعادتنا إلى المرعى في 
الصحراءء يرتع أي يأكل ما يطيب له من الفاكهة والبقول» ويلعب أي 
ويسعى وينشط ويشاركنا في السباق بالسهامء وإنا له لحافظون من أي أذى 
ومكروه يصيبهء ونحفظه من أجلك. فأجابهم يعقوب بقوله: إني ليحزتني 
ويؤلمني ذهابكم به وفراقه لي على أي نحوء وأخثى أن تشتغلوا عنه برميكم 
ورعيكم» فيأتيه ذئب» فيأكله وأنتم غافلون عنه لا تحسون به. 


وبه يتبين أنه اعتذر إليهم بشيئين: أن فراقه إياه مما يحزنه» وخوفه عليه من 
الذئب إذا غفلوا عنه برعيهم أو لعبهم. لقلة اهتمامهم بهء وكأنه لقنهم 
الحجة. وشدة الحذر دفعته لقول ذلك. 


فأجابوه في الحال: والله لئن أكله الذئب» ونحن جماعة أشداء ندافع عن 
الحرمات» لكنا خاسرين» أي هالكين عاجزين لا خير فينا ولا نفع. 


ثم بدؤوا تنفيذ المؤامرة بالفعل» فلما ذهبوا به من عند أبيه بعد مراجعتهم له 
في ذلك» صمموا على مرادهم» وعزموا عزماً لا تردد فيه على إلقائه في قعر بثر 
وأسفله. وهو البئر المعروف لديهم» ليذهب حيث شاء» أو مبلك». فيستريحوا 


منه. 


0 لله )١١(‏ - وبين : /1١١‏ الما 


ولكنٌ الله تعالى ذو القدرة الشاملة». :والأزادة النافذة:. والرحة واللطفء 
وإنزاله اليسر بعد العسرء والفرج بعد الكرب. أوحى إليه وحي إلهام على 
الأظهرء مثل قوله: «إوأئئ رَيْكَ إِلَ الل [النحل: ]18/1١‏ وقوله: 
(وَيَحَيْنآ إِلَ أَرّ موس ) [القصص: ]//١8‏ تطميناً لقلبه وتثبيتاً له ألا تحزن مما 
أنت فيه» فإن لك فرجاً ومخرجاً» وسينصرك الله عليهم» وستخبرهم بما فعلوا 
معك من هذا الصنيع السىء وهم لا يعرفون ولا يشعرون بأنك يوسف. وهو 
وعد بالخلاص من هذه المحنة» والنصر عليهم» وصيروتهم تحت سلطانه. 


ثم جاء دور الاعتذار بالأعذار الكاذبة لأبيهم يعقوب عليه السلام» 
فحينما رجعوا إليه في آخر اليوم وقت العشاء في ظلمة الليل» أخذوا يتباكون 
ويظهرون الأسف والجزع على يوسفء وقالوا معتذرين عما زعموا : إنا ذهبنا 
نتسابق ونترامى بالنبال» وتركنا يوسف عند ثيابنا وأمتعتناء حارساً لحاء فأكله 
الذئب» وهذا الذي كان قد جزع منه وحذر عليه» ونحن نعلم أنك لا تصدقنا 
- والحالة هذه - لو كنا صادقين موثوقين عندك» فكيف وأنت تتهمنا في 
ذلك؟! وأنت معذور في هذا لغرابة ماوقع» وعجيب ما حدث. والحاصل أنا 
وإن كنا صادقين» لكنك لا تصدقنا؛ لأنك تتهمنا في يوسف» لشدة محبتك 
إياه» ولظنك أنا قد كذينا. 


وهذا إعاء بعدم قناعتهم بما يقولون» وإحساسهم بالكذب ضمناً. 


وزاد في التلبيس والتدليس أنهم جاؤوا بقميصه ملطّخاً بدم مكذوب 
مفترى» أخذوه من دم سخلة ذبحوهاء ولطخوا ثوب يوسف بدمهاء موهمين 
أن هذا قميصه الذي أكله فيه الذئب. لذا قال: «إعَلَ كَِصِهء4 ولكن إرادة 
الله أبت إلا أن يظهر آثار جرعتهم» سوا أن كرقرا التوب ويقدرة إالز 
كان من افتراس الذئب لتمزق القميص» الوخد كاعري 
وعن كلامهم إلى ما وقع في نفسه من لَبْسهم عليه» فقال: لجل سوا وت 450 


ليه )١١(‏ - ونين : /1١‏ ١١احما‏ همه 


أي بل زينت أو سهلت وهونت لكم أنفسكم السيئة أمراً منكراً غير ما تصفون 
وتذكرون» فسأصبر صربراً حميلاآً على هذا الأمر الذي اتفقتم عليه» وأستعين 
بالله حتى يفرج الكرب بعونه ولطفه» فالصبر الجميل أولى بي» يروى أن النبي 
كه سئل عن الصبر الحميل فقال: «هو الذي لا شكوى معه». والله المستعان 
على ما تذكرون من الكذب» وهو المعين على شر ما تصفون من الحدث الأليم. 

روي أن يعقوب قال استهزاء: ما أحلمك ياذئب تأكل ابني ولا تشق 
قميصه؟ ! 


فقه الحياة أو الأحكام: 

أرشدت الآيات إلى ما يأتي: 

أ - نجح إخوة يوسف في حبك المؤامرة» وخداع أبيهم» والمؤمن غِرٌ (غير 
يجرّب) كريم» وتلك حيلة يلجأ إليها الأولاد عادة؛ لأن لعب الصبيان المباح 
وتنشيطهم مرغوب فيهء ولا سيما أنهم قد أظهروا شفقتهم عليه وحبهم له 
وتعهدوا بحفظه ورعايته من المخاوف. 

- كانت إجابة يعقوب لأولاده متضمنة بحكم العاطفة الأبوية المألوفة 
تحذيراً من التقضيرء "وتنبيهاً عل شندة الضون والحفظ :. وإشعاراً بحب" اينه 


م 


- موّه إخوة يوسف على أبيهم الحقيقة» وأظهروا كاذبين أنهم حماة 
يصونون أخاهم» فهم عصبة أقوياء» وجماعة أشداءء يخشى الناس بأسهمء 
أفلا يقدرون على مطاردة ذئب يهاجم أخاً لهم. 

- كان إخوة يوسف في أشد ما يكونون قسوة وشدة على أخ لهم من 
أبيهم» فرموه في البئرء ونزعوا عنه قميصهء ووجد عند كل واحد من الغيظ 
والحسد والظلم أشد مما عند الآخر. 


665 لله )١١(‏ - لون : /1١١‏ آاكحما 


هَ - إن رحمة الله ولطفه قريب من المحسنين» فلا يدع سبحانه مظلوماً حق 
ينصره» ولا مفجوعاً حتى يسلي قلبه ويطمئنه» ويبشره بالسلامة» فألهم يوسف 
أنه سينجو مما هو فيه» وأنه سينصره عليهم » وأنه سيخيرهم بسوء ما يصنعون 
به ؤيوبخهم على ما صنعواء وسيكونون تحت قهره وسلطانه» وهم لا يدرون 
أنه يوسف. 

وهذا يدل على أن الوحي ليوسف بعد إلقائه في الجب كان تقوية 50 
الشنرا له بالسلامة. 


5 - إنما جاؤوا عشاءء أي ليلا ليكونوا أقدر على الاعتذار في الظلمة» 
ولذا قيل: لا تظلب الحاجة بالليل» فإن الحياء في العينين» ولا تعتذرٌ بالنهار 
من ذنب فتتلجلج في الاعتذار. 

؟ - ودلت آية «يَيَكوتَ» على أن بكاء المرء لا يدل على صدق مقاله؛ 
لاحتمال أن يكون تصئعاً» فمن الخلق من يقدر على ذلك» ومنهم من لا 
يقدرء وقد قيل: إن الدمع المصنوع لا يخفى. 

- الاستباق مباح في السهام أو الرمي» وعلى الفرس». وعلى الأقدام؛ 
والغرض من المسابقة على الأقدام تدريب النفس على العَذُو؛ٍ لما له من فائدة في 
قتال الأعداءء ومطاردة الذئاب. قال ابن العربي: إن المسابقة شرعة في 
الخريعة؛ وتضلة يديع وعون عل "انكرت “ؤقهفعلها" النى 26 بنفنبة 
وبخيله؛ فروي أنه سابق عائشة فسبقهاء فلما كبر رسول الله يَكيةِ سابقها 
فسبقته» فقال لما: هذه بتلك”''. وتسابق النبي أيضاً مع أبي بكر وعمر رضي 
الله عنهماء فسبقهما. ش 


وسابق سلمة بن الأكوع - 1 فيما رواه مسلم - رجلا لما رجغوا من «ذي 


)0( أحكام القرآن: ٠١77/7‏ وما بعدها. 


ده )١١(‏ - ونين : /1١‏ ١١حما‏ /اهه 





قَرّد إلى المدينة» فسبقه سَّلّمة. وروى مالك عن ابن عمر أن رسول الله وَل 
سباق يبن الخيل الى قد أضمرك!"» وشابق بين الخيل الق ل تضدنؤ :ران 


ون الاك ة بالتصال والإبل» أخرج النساي. عن أبي هريرة أن رسول 
الله عَكئِيةِ قال : «لا معو سَبّق7" إلا في نَضْل أو حُفت أو حافر». وروى البخاري عن 
م قال: كان للنبي وه ناقة تسمى العضباء» ل فجاء أعرابي على 


قعود فسبقهاء .فشقٌ ذلك على المسلمين حىّ عرفه؛ فقال: «حق على الله ألا 
يرتفع شىء من الدنيا إلا وضعه). 


وأجمع المسلمون على أن السّبّقَ على وجه الرهان المباح الآتي بيانه لا يجوز 
إلا في الخف والحافر والنصل. قال الشافعي : ما عدا هذه الثلاثة فالسّبّق فيها 
قمار. وقد زاد أبو البَخَْرِي القاضي في الحديث السابق: «أو جناح» لإرضاء 
الرشيد» فترك العلماء حديثه لذلك ولغيره من موضوعاته؛ فلا يكتب العلماء 
حديئه بحال. 


ولا يجوز السَّبّق في الخيل والإبل إلا في غاية معلومة وأمد معلوم» وكذلك 
الرمي لا يجوز السّبّق فيه إلا بغاية معلومة» ورَشْق معلوم» ونوع من الإصابة. 


والسبق الجائز اثنان: ما يخصصه الوالي أو غيره من ماله تطوعاًء وما 
يخرجه أحد المتسابقين دون صاحبهء فإن سبقه صاحبه أخذهء وإلا بقي له. 
والسبق غير الجائز أو الحرام: هو ما يكون من الطرفين المتسابقين» بأن يخرج 
كل واحد منهما شيئاً مثل ما يخرجه صاحبه» فأيهما سبق أحرز سبق وسبّق 


)١(‏ تضمير الخيل: هو علف الخيل حتى تسمنء ثم لا تعلف إلا قوتاً لتخف. 
(؟) السَبّق: ما يجعل للسابق على سبقه من المال» ل يه 
الثلاثة. والسَّيّق بالسكون: مصدر. والصحيح رواية الفتح. 


مده ليه )1١(‏ - لون : /1١‏ آاكحما 





وتاحيف ولا هون هذا الوح إلذ فيحلا “لا اسان أن قينا فإن سق 
المخلل أحرز السقون نجيفا واعدعن وحدهء» وإن سبق أحد المتسابقين» أحرز 
سيق واضد بدى صائي ةواقن للمحلل قد ولا ف عليه إن شيق 
الثاني منهما الثالث كان كمن لم يسبق واحد منهما. 


وسمي عحلّلاً لأنه يحلل السّبّق للمتسابقين أَوْ: له. 
واتفق العلماء على أنه إن لم يكن بينهما محللء واشترط كل واحد من 


المتسابقين أنه إن سبق أخذ سبّقه وسبّق صاحبه. أنه قمارء ولا يجوز. وفي سان 
أبي داؤد عن أبي هريرة عن النبي ككل قال: «من أدخل فرساً بين فرسين» وهو 
لا يأمن أن يُسبق» فليس بقمارء ومن أدخله وهو يأمن أن يَسْبقَ فهو قمار» 
وني الموطأ عن سعيد بن المسيب قال: ليس برهان الخيل بأس إذا دخل فيها 
خلل إن سيق أحد السبقج وإن سبق لم يكن عليه شىء. وهذا قول الجمهور. 

ولا يكون سباق الخيل والإبل إلا محتلمء أو لأربابهاء وهو أولى. 

ةَ - استفاد أولاد يعقوب الحجة من قول أبيهم: ره ف أن اكه 
لزْنّبُ» لأنه كان أظهر الخاوف عليه. 


4 


٠٠‏ -لم يصدقهم يعقوب» لا ظهر له منهم من قوة التهمة وكثرة الأدلة على 
خلاف ما قالوه. 
ولو كنا عندك من أهل الثقة والصدق ما صدقتناء ولا تتهمنا في هذه القضية؛ 
لشدة بعك ليوسف: ا 

١‏ - دلسوا على أبيهم بالدم المكذوب فيه» فهو دم ظبية كما قال قتادة» 
ولما أرادوا أن يجعلوا الدم علامة على صدقهمء قرن الله بهذه العلامة علامة 

عا يهان وهي سلامة القميص اير المعتاد عند اعتداء الذئب على 


للد )1١(‏ - لون : ؟1/ ١كحما‏ 22 





إنسان. قال ابن عباس : لما نظر إليهء قال: كذبتم؛ لو كان الذئب أكله لخرق 
القميص. 

حكى الماوردي أن في القميص - أي في جنسه - ثلاث آيات: حون نجاووا 
عليه بدم كذب» وحين قد قميصه من بره وحين ألقي على وجه أبيه» فارتد 


١‏ - استدل الفقهاء بقصة القميص الملوث بالدم على جواز الاعتماد على 
الأمارات» في مسائل فقهية كالقسامة وغيرهاء وأجمعوا على أن يعقوب عليه 
السلام استدل على كذبهم بصحة القميص وسلامته من التخرق. وهكذا على 
الناظر ملاحظة الأمارات والعلامات» ويقضى بالراجح منها. 

"1 - الاعتصام بالصبرء والاستعانة بالله» على التزوير والظلم والكذب 
والمصيبة وفي المحنة والشدة» فذلك مؤذن بالفرج بعد الكرب» وباليسر بعد 
العسرء وهو دليل الإبمان بأن لهذا الكون ربا يفعل فيه ما يشاء. 

4 - الصبر الجميل: هو الذي لا شكوى معهء وهو أن يعرف أن منزل 
البلاء هو الله تعالى» ثم يعلم أن الله سبحانه مالك الملك» ولا اعتراض على 
المالك في أن يتصرف في ملك نفسه. 

ولا يكون الصبر جميلاً مالم يكن فيه رضا بقضاء الله وقدره. 


والضابط في جميع الأفعال والأقوال والاعتقادات: أن كل ما كان لطلب 
عبودية الله تعالى» كان حستاًء وإلا فلا. 


والجمع ب بين الصبر والاستعانة ف كلام يعقوب دال 0 أن إقدامه على 


الصبر لا يمكن إلا بمعونة الله تعالى» الاطوماتت امسر 
الدواعي القوية إليه. 


؟٠.او‎ /1١ : لون‎ - 1١ لله‎ 5 





الفصل الثالث من قصة يوسف 
نجاة يوسف وإكرامه في بيت العزيز 
7 
تعلق يوسف بالدلو ومسيره مع السيارة 
0 وَتْ مره هيلوا أيهم 0 1 َال يبْشْرَى هذا ع سروه 
علِيم يمَا سملت 69 وَسَرَوَهُ سس كين دَرهِم مَعَدُودَةَ 


0 


. فِهِ من الرجيت 429 
القراءات: 
«( مشر 6 : 


قرئ: 


ضلعة 


-١‏ (يا بشرى) وهي قراءة عاصم» وحمرة. والكسائي» وخلف. 


-(يابشراي) وهي قراءة الباقين. 
الإعراب: 

. ( مشر 6 منادى مفرد» كأنه جَعَل (تشرى) اسم المنادى 5 هذه آونتك 
كقولك: يازيدء ومن قرأ (يابُمْرايَ) كان منادىّ مضافاً. 

و11 ولك ارد ا لوارة اللشار» رلوم قاد لوقيو الو فود 
الرفقة.» وقيل: أخفوا أمره ووجدانهم له في البئرء وقالوا لهم : دفعه إلينا أهل 
الماعة البيعه حم عضر وعن ابن عباتن« أن الضيك للعوة يوست قالرا 
للتجار: هذا غلام لنا قد أبَّقء فاشتروه مناء وسكت يوسف مخافة أن يقتلوه. 
وذلك لأن بوذا كان يأتيه بالطعام كل يوم» فأتاه يومئذء فلم يجده. فأخبر 
خرف فانرا الزفقة» :وساوموهم عل بيهن افاستروة فته : 


ه١‎ ٠١-19 /1١١١ لوزن‎ - )١١( للد‎ 


: سعد منصوب على الحال من يوسف. ومعناه : مبضوعاًء أي أخفوه 
متاعاً 0 


0 


(درْهم» بدل من «ثمن». و «إمِنَ ألرّ رهد 4 في موضع 0000 
و(إفيه4 متعلق بفعل دل عليه من اريت ولا يجوز أن يتعلق 
الاين لأن الألف واللام فيه بمعنى الذي» وصلة الاسم لوصول لا 
يعمل فيما قبله. 
المفردات اللغوية: 

(سيّارة 6 جمع مجافروة مدا + #العفافة والهان» وقادوا :قوم مسافرية 
من مدين إلى مصر [إوَارِدَهَم4 هو الرائد الذي يرد الماء:أو يبحث عنه ليستقي 
للقوم» وهو مالك بن دعر الخزاعي من العرب العاربة 00 كو #افأوسل 
37 في الجب ليملاهاء فتدلى بها يوسف. والدلو: إناء يستقي من البثئر 

مشر 4 نادى البشرى بشارة لنفسه أو لقومهء كأنه تغالى قال: فهذا 
أوائلكة كما تقول: يا هناي» ويكون هذا النداء مجازء أي احضري فهذا 

وقتك. 


س4 أخفوه وأخفوا أمره عن الرفاق 9 بسَلعَة أي أخفوه حال 
كونهم جاعليه 3 للتجارة. والبضاعة: ما بضع من المال للتجارة» أي قطع 
«وَلَنّهُ علِيممُ بِمَا يَعْمَنْورت» لم يخف عليه إسرارهم «وَسَرَوْه4 باعوه؛ لأن 
لفظ الشراء والبيع من ألفاظ الأضدادء فيقال: اشتراه أي ابتاعه وشراه: 
باعه «إ عدي 4 مبخوس أي ناقص ومعيب» ومنه قوله تعالى: (ولا سََحَسُوأ 
لئاس أَشَيَآهَهُمْ 4 [الاعراف: 5/7] وغيرهاء والمراد بالبخس هنا قول الحرام 
أو الظلم؛ لأنه بيع حرء والأصح أن المراد به الناقص عن ثمن المثل . 
(مَمَدُودَةَ4 قليلة» قيل: كان عشرين درهماً أو اثنين وعشرين «مَكافا . 
فيه4 في يوسف (ينَّ ألرّعِديت» الراغبين عنه. والضمير إن كان للإخوة 


اده ل (096) - ووم : /1١‏ ولده؟ 


فظاهرء وإن كان للرفقه التجارء فزهدهم فيه؛ لأنهم التقطوهء والملتقط 
للشىء متهاون به مستعجل ف بيعه. وباعته السيارة ف مصر للذي اشكراه 
بعشرين دينارا وزوجي نعل وثوبين. 


المفاسية : 


بعد أن بيّن الله تعالى ما فعله إخوة يوسف بإلقائه في أعماق الجب (البئر) 
ذكر هنا طزيق خلااصه م تللق انه عن طرين قاقلة ان اسه إل اضر 
فأخذوه وباعوه فيها. 
التفسير والبيان: 

ومرٌ بالبئر جماعة مسافرون مارّون من مَذْين إلى مصرء روي أنهم من 
العرب الإسماعيليين» بعد أن مكث يوسف في البئر ثلاثة أيام» كان يتردد عليه 
بالطعام أخوه يبوذاء وذكر محمد بن إسحاق أن إخوته بعد إلقائه في الجب» 
حلم قزيا ام للك لمارا ساف الله له متا رةه ع« اسلا أ وَارِدَهُم4 (وهو 
الذي يبحث عن الماء ليسقي القوم) فلما جاء إلى البئرء وأدل دلوه فيهاء 
تشبِّث يوسف عليه السلام بباء وخرج من البئر. 


فقال مبشراً جماعته السيارة: يابشرى هذا غلام»ء أي هذه أوان البشرى 
فاحضري» هذا غلام وسيم حميل صبوح ظريف» كما تقول : يا أسفاء 


وأخفوه عن الناس» ليكون بضاعة لهم يتاجرون فيه ويبيعونه لأهل مصرء 
والله عليم بما يعملون لا يخفى عليه شيء من أفعال هؤلاء وغيرهم, وعليم 
بما يفعله إخوة يوسف ومشتروهء وهو قادر على تغيير الواقع ودفعه» ولكن له: 
حكمة وقدراً شايفا فترك الأمر ليمضي ما قدره وما قضاه: (آلاة له لحان 


وال ارك ألهُ رب الْعَلِْينَ4 [الأعراف: 04/7] . 


للد 1١‏ - ون : ٠.11 /1١‏ يل 





والبائع : إما إخوة يوسف. كما روي عن ابن عباس» .والتجار هم الذين 
اشتروه والذين أسرّوه بضاعة هم إخوة يوسف. لما استخرج من الجبٌ. وإما 
أن البائع هم السيارة» والمشتري : واخد من أهل :مضرء ١‏ 

وفي هذا تسلية لرسول الله يَكلِةِ عما كان يلقاه من أذى قومه المشركين» 
وإعلام له بأن الله عالم بأذى قومك لكء فإنه قادر على تغيير الأذى» ولكن 
اصبر كما صبر يوسف على كيد إخوته وأذاهم» وسأنصرك عليهم؛ كما 
نصرت يوسف على إخوته» وجعلته سيدا عليهم. 


جع ب ماعو 


وَسَرَوَهُ4 أي باعه إخوة يوسفء قال ابن كثير: وهو الأقوى. أو باعته 
السيارة القافلة في مصر بثمن قليل ناقص عن من المثل من الدراهم المعدودة 
عداًء لا وزناً» وكانوا لا يزنون إلا ما بلغ الأوقية (أربعين درهماً) فما فوقهاء 
فباعوه بعشرين أو باثنين وعشرين درهماً» فالمراد بالبخس هنا الناقص أو 
المعيب أو كلاهماء أي باعوه بأنقص الأثمان. وقيل: المراد به الظلم أو 
الحرام؛ لكونه بيع حرء والراجح هو المعنى الأول كما ذكر ابن كثير؛ لأن 
الحرام معلوم يعرفه كل أحد؛ لأن تنه حرام على كل حال» وعلى كل أحد؛ 
لأنه نبي ابن نبيء» ابن نبيء ابن خليل الرحمن» فهو الكريم ابن الكريم ابن 
الكريم ابن الكريم. 

وكانوا في يوسف وبيعه من الزاهدين أي الراغبين عنه الذين يودون 
التخلص منه بأي حال دون أن يعلموا منزلته عند الله تعالى. وقد اشتراه عزيز 
فض ونين الشرظة”وصنان :قينا بعد سلما امق يوقت وماك ق حياثة. 

والخلاصة: أنه تعالى وصف ذلك الثمن بصفات ثلاث: كونه خسأء 
وبدراهم معدودة» وكانوا فيه من الزاهدين. 


فقه الحياة أو الأحكام: 


يفهم من الآيات ما يأتي: 


٠١-١9 /1١١ : لع (؟١) - للست‎ 64 


1+" إفعى» السيازة وإرسال الذلو في الش تديير فى مق اله" وتسين 
ولطف بعبده يوسف, لإنقاذه من الموت أو الهلاك في البئر؛ لأن الله عليم بكل 
شبىء في هذا الكون. ومدبر ما يراه خيراً على وفق حكمته وإرادته. 


؟ - كان بيع يوسف بثمن ن ناقص عن من المثل» بدراهم معدودة هي 
عشرون درهما كما قال ابن مسعود وابن عباس وغيرهماء فلم يستوف تنه 
الحقيقي بالقيمة؛ لأن إخوته إن كانوا باعوه فلم يكن قصدهم ما يستفيدون من 
عمنه» وإناركان الصف ما عدون عن خلو وج امهم عن وإن كان الذين 
باعوه هم السيارة الواردة» فإنهم التقطوهء ومن أخذ شيئاً بلا ثُن» باعه 
بأرخصن الأسعارء فما يأخذونه فيه ربح كله. 


َ - في الآية دليل واضح على جواز شراء الشيء الخطير بالثمن اليسير» 
ويكون البيع له 


- الله تعالى عليم بأفعال الخلائق وأقواطهمء لا يخفى عليه شىء منهاء 
وسيجازيهم عليها. 


وبمناسبة الكلام على الدراهم» قال العلماء: أصل النقدين الوزن» لقوله 
كد فيما رواه. مسلم عن أبي هريرة: «الذهب بالذهب الفضة بالفضة وزتاً 
بوزن مِثّْلاً بمدْله فمن زاد أو استزاد فهو رباً» ولكن جرى في النقود العدّ 
فقا عع فلن لككرة المعاملة ومشقة: الووةة 


وهل تتعين الدراهم والدنانير أو لا؟ رأيان: قال أبو حنيفة» ومالك في 
الظاهز من قوله: لا تتعين بالتعيين. وقال الشافعي: إنها تتعين. وفائدة 
الخلاف تظهر فيما إذا قال: بعتك هذه الدنانير بهذه الدراهم» فعلى الرأي 
الأول: تعلقت الدنانير بذمة صاحبهاء والدراهم بذمة صاحبهاء فلو تلفت» 
ظل البيع صحيحاً ولم يتأثر بتلف شيء من العوضين؛ لأن مال الذمة لا يتلف. 


لله (؟١١)‏ - لوي : "15-5١ /1١‏ | 5ه 





وعلى الرأي الثاني: لو تلفت الدراهم والدنانير» لم يتعلق بذمة صاحبهما 


225211 مم مح يد و 5505 2 م حم ل 13 111 
مو لمي سل اس ساس موه وود 5-5 الْكَمَا 3 
نتجدم ولدا وحنلك م سف في الارّض 0 من م الاحا دي 


رمديو ين فا 2 ر مص هه 2 اح 76 صم * و 0200 

وَأنَّهُ عَالِبٌ ع3 أُمَرِوء وَلكنّ أ لي لا ينوت ©© مَل َم أ 
173 

ل سس كر 2 سي دك 18 5 2< 7-0 9 

ءايه 3 وعلما وددالك لك نحزى المسسينى © 


المفردات اللغوية: 


5 


«وَثَالَ َلَِى اشارينة من مَصَرَ 4 وهو العزير الذي كان عل عزاتن مصرء 
واسمه قطفير أو أطفيرء وكان الملك يومئذ ريان بن الوليد العمليقي من 
العماليق» وقد آمن بيوسف ومات في حياته. روي أنه اشتراه العزيز وهو ابن 
سبع عشرة سنة» ولبث في منزله ثلاث عشرة سنة» واستوزره الريان وكان ابن 
ثلاثين» وآناه الله الحكمة والعلم» وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة» وتوفي وهو 
ابن مئة وعشرين. 

واختلف فيما اشتراه به» فقيل: عشرون ديناراً وزوجا نعل وثوبان أبيضان 
( لأترأيد 4 لي ب ا 0 
عندنا كرعاً أي حسناً » والمعنى: أحسني تعهده (( عسوت أن ينفعنا4 في ضياعنا 
وآغوالنا وسجعية يعاق مصاحنا «أرٌ تَنَّخِدّمْ وَلَدا)4 نتبناه» وكان عقيماً» ل 
تفرّس به من الرشدء ولذلك قيل: أفرس الناس ثلاثة: عزيز مصرء وابنة 
شعيب التي قالت: « يبت أستدجر 6 [القصص: 55/58] » وأبو بكر حين 
استخلف عمر رضي الله تعالى عنهما. 


5ه ليه )١١(‏ - لون : 777١/1١‏ 





| لوََدَلِكَ) كما نجيناه من القتل والبثرء وعظنا عليه فلك العوية تا 

شن في الاْضٍ» مكنا له في أرض مصر وجعلنا له مكانة رفيعة فيهاء حق 

7 رئيس حكومتها ووزير ماليتها ( «( وَلِنعلِمَمٌ عت َأوبِلٍ الْأحادِيثٍ» تعبير 

الرؤياء ا ا أي لنملكه أو ليتصرف 

فيها بالعدل ولنعلمه. أو الواو زائدة «وَلَلّهُ عَاِبٌ ع أَمْرِو 4 أي لا يعجزه 
شيء» فلا جمنع عما يشاعء ولا ينازع فيما يريد. 


([ دم 4 منتهى اشتداد جسمه وكمال قوته الحسمية والعقلية» وهو 
رشدهء وهو سن مابين الثلاثين والأربعين «َايسَهُ 4152 أي حكمةء 
العلم المؤيد بالعمل» أو حكماً بين الناس» أو حكما محا يزؤ يه الأموز 
بميزان صادق 9وعِلْمًا4 يعني علمٍ 'تأويل الأحاديث». وفقه الدين قبل أن 
يبعث نبياً (وَكدَِكَ4 كما جزيناه (بحرى الْمْحْبِِيَ6 لأنفسهم. وهو تنبيه على 
أنه تعالى إنما آناه ذلك جزاء. على إحسانه في عمله وإتقائه في عنفوان أمره. 


المناسبية : 


بعد مسيرة يوسف مع السيارة إلى مصرء أبان الله تعالى بداية قصة يوسف 
في بيت عزيز مصر الذي اشتر ترام ولج رواحت باحك وير ير الرؤيا 
وجعله من زمرة المحسنين. 


التفسير والبيان: 


بعد تلك المأساة الحزينة التي مرّ بها يوسف في البئر» ثم اعتباره كالعبيد يباع 
ويشترى» قيّض الله له الذي اشتراه من مصرء ولم يذكر هنا اسممهء وإنما وصفه 
النسوة بأنه عزيز مصر على خزائنهاء وذكر في التاريخ أنه رئيس الشرطة 
والوزير بهاء وكان امه «قطفير» أو أطفير بن روحيب وزير المالية» حتى اعتنى 
به وأكرمه وأوصى أهله به لما توسم فيه الخير والصلاح» فقال لامرأته زليخا 


لله )١١(‏ - وبين : 17-171١ /1١١‏ الااه 





قر - أكرمي مقام هذا الخدم ومنزله عندنا أي أحسنى 
تعهده؛ لما تفرس فيه من الرشد. 


روى أبو إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود أنه قال: أفرس 
الناس ثلاثة: عزيز مصرحين ‏ قال لامرأته: «أَكَرِيٍ مَنُوه4 والمرأة التي 
قالت لأبيها : «[ يبت أَسْتجرة 4 [القصص: 15/178] » وأبو بكر الصديق حين 
استخلف عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. 


وقيل: كان فرعون موسى الذي عاش أربع مئة سنة هو الذي اشترى 
يوسف » بدليل قوله تعالى : : «( وقد جَةَكمَ يُوسَْفٌ من قَبَلُ بِالبَيندْتِ )4 [غافر: 
قال البيضاوي: والمشهور أن المشتري من أولاد فرعون» والآية من 
قبيل خطاب الأولاد بأحوال الآباء. 


ل سر سسسم م 


عسو أن 0 أو 1 و0 أي لي رجاء 506 في أعمالنا الخاصة 
واستثمار أموالناء أو مصالحنا العامة أو نتبناه ولداً تقر به أعيننا ؛ لأنه كان 
عقيما له يولد له ولد. وكان خضو را 


والآية تدل على أن العزيز كان عقيماً» وأنه كان صادق الفراسة. 


ثم أبان الله تعالى أفضاله الأدبية المعنوية بعد أن قيض له من يعينه مادياً 
فقال: وكما أنعمنا عليه بالسلامة من الجبّء وأنقذناه من إخوتهء وهيأنا له 
المنزل والمثوى الطيب الكريم» عطّفنا عليه قلب العزيزء وجعلنا له مكانة عالية 
في أرض مصرء يملك الأمر والنهي وتدبير أمور المالية وشؤون الدولة 
والحكم. بسبب حدوث ما حدث له ف سخ العزيز» ثم السجن» الذي كان 
سبباً في التعرف على ساق الملك. ثم الاتصال بالملك نفسهء حتى قال له 


الملك: 9 إِنَّكَ الى 41 [يوسف: 04/15] وقال يوسف للملك : 


«دَالَ أَجْمَلّن عل حَرَآينِ الْأَرْض إِنْ حَفِيظُ عَلِيمٌ (©)4 [يوسف: 100/1١‏ . 


770١/1١ ١ لوزن‎ - )١١( 8ه للع‎ 





وتحقيق الكمال 00 بأمرين هما القدرة والعلم» أما تكميله في صفة 
العدرة فقوله تال 1 05218 لس اسه وأما تكميله في صفة العلم» 
فبقوله تعالى : « وَِنْْلمُمُ من دَلوِبِلٍ الْنْحَادِي ث4 وهو معطوف على مقدر متعلق 
باه ل لسع هلما وتأويل الأحاديث: تعبير الرؤياء ومعرفة حقائق 
الأمورء وكيفية الاستدلال بأصناف الخلوقات على قدرة الله تعالى وحكمته 
وجلاله. 


ثم قال تعالى: وَالَهُ عَالبٌ عل أمرو.4 لا يعجزه شيء» فلا يمنع عما 
يشاءء ولا ينازع فيما يريدء إذا أراد شيئأ فلا يرد ولا يمانع ولا يخالف» بل 
هو الغالب» وهو الفعال لما يشاءء كما قال سعيد بن جبير: «ولكن أكثر 
الناس لا يدرون حكمته في خلقه وتلطفه وفعله لما يريد» ويأخذون بظواهر 
الأمورء كما ظن إخوة يوسف أنه لو أبعد خلا لهم وجه أبيهم» وكانوا من 
بعده قومأ صالحين). 


وقوله: «أَََرَرٌ ألدّاين4 دليل على أن الأقل يعلمون الحقائق كيعقوب 
عليه السلام» الذي يعلم أن الله غالب على أمره. 


ثم بيّن الله تعالى ما جازى به يوسف لا صبر على إساءة إخوته إليه» وعلى 
الشدائد وانحن التى مر بباء فمكنه الله تعالى في الأرض» وهو القدرة الى 
أشرنا إليهاء ونا بلع أقده آنه الله البوة "الى عبر عنها بتكم والخكك: زهي 
أكمل درجات العلم» فقال : لما بلع أشدة» أي ولما استكمل يوسف قواه 
الجسمية والعقلية» آتيناه حكماً وعلماًء أي النبوة التي حباه مها بين أولئك 


الأقوام» كالجزاء على صبره على تلك المحن وعلى الأعمال الحسنة. 

واكتمال الرشد وبلوغ الأشد: مابين سن الثلاثين والأربغين» فقال 
جماعة : ثلاث وثلاثون سنة» أو بضع وثلاثون» وقال الحسن: أربعون سئة. 
وقال عكرمة وهو تقدير الأطباء: حمس وعشرون سنة. 


ليه )١١(‏ - وات : ؟١1/‏ ١0-؟‏ 54" 





«وَكَدَلِكَ يحرِى الْمُحَسِِيتَ4 أي ومثل ذلك الجزاءء نجزي المحسنين الذين 
يحسنون لأنفسهم أعماهم. وهذا دليل على أن يوسف عليه السلام كان محسناً 
في عملهء عاملاً بطاعة الله تعالى» وأن ما آتاه الله من سلطان ونفوذء وعلم 
وحكمة» ونبوة ورسالة كان جزاء على إحسانه في عملهء وتقواه في حال 
شبابه» إذ للإحسان تأثير في صفاء العقول» وللإساءة تأثير في تعكير النفوس 
وسوء فهم الأمور. 


فقه الحياة أو الأحكام: 


دلت الآيات على ما تفضل الله به على يوسف عليه السلام جزاء صبره من 
نعم وفضائل مادية ومعنوية وهي ما يأتي : 

١ح‏ غبيئة البيتالكرع؛ والمثوى والمقام المريح» والمطعم واللباس الحسن» 
والحفظ والرعاية المادية والأدبية في ظل بيت العزيز الذي كان وزيراً للمالية 
على خزائن مصرء وهو المنصب ذاته الذي تولاه يوسف عليه السلام بعدئذ. 

؟ - كان عزيز مصر صادق الفراسة» ثاقب الفكرة» أصاب فيما توقعه 
ليوسف من مكانة عالية في البلاد. 

مّ - التمكين المادي ليوسف في أرض مصرء بأن عطف الله عليه قلب 
الملكء حت تمكن من الأمر والنهى في بلد الملك نفسهء فصار وزيراً للمالية 
وركنسا للحكومة. 

- التمكين المعنوي ليوسف ليوحي الله إليه بكلام منهء وليعلمه تأويل 
الكلام وتفسيرهء» وتعبير الرؤياء والفطنة للأدلة الدالة على وجود الله 
ووحدانيته وقدرته. 

- إيتاؤه الحكم والعلم» أي النبوة بعد د بلوغ الرشد واكتمال البنية 
الحسدية والقوئ العقلية» فقولة: : نكا وَعِلمًا4 إشارة إلى استكمال النفس 
في قوتها العملية والنظرية. 


مم 


دناه 1 د (؟١)-‏ ولت : /1١‏ ١1-؟‏ 


5 -اجعله من المؤمتين المحستين المطيعين أوامز رةه المتتجنت تواهية» 
الصابرين على النوائب» حت قال بعضهم: إن من اجتهد وصبر على بلاء الله 
تعالى» وشكر نعماء الله تعالىم»ء وجد منصب الرسالة» بدليل أنه تعالى لما ذكر 
صير يوسف على تلك المحن» ذكر أنه أعطاه النبوة والرسالة. 


؟ - دل قوله: (رَكدَيِكَ ير ]1 سحن 4 على أن كل من أتى بالطاعات 
|الحسنة الى أن عا نوب فإن الله يعطيه تلك المناصب. 


- الله تعالى غالب على أمره» فعال لما يشاء» لا يعجزه شىء في الأرض 
ولا في السماء» نافذ أمره في الخلائق» كما قال سبحانه: © إِنَّمَ] أَمَرود إِذَآا أراد 


سيا أن يَقُولَ لم َس فيكرت [يس: 140/85 . 


5ت اكز التاين لا يعلموة حفاة الأمور الاشية و يكقون راع 
الأمورء والأقل كالأنبياء والمؤمنين الأتقياء هم الذين يدركون أن الله غالب 
على أمره. 


لوه )١1١(‏ - لوبي : ١9-8 /1١١‏ 1 الاه 





الفصل الرابع من قصة يوسف 
يوسف وامرأة العزيز 


200 0-0 


ل بهن الك © وقد عق 
قد رصح سر ع سم 


3-4 
هه 1ك أن ان 


رءا رهن و كدلك لِصَرِفٍ ع السو اوالويا 
7 6 المعلصين (0) وَأسَبَمَا ال ناب وعدت قَمِيصَة من سٍٍ كا 


00 
2 
.6 
حْ 


2 
000 004 ل وء لل ء 


7 الك كا ترا من أراذ ا ل ل لط هات 
ل ص سصماج سَع ع ماس 7 
ال ا ا 
3 عو سر سه يح اس لول ب وو م 
تَمبِضُمٌ قد من مل عَصَدَقتَ مَهْوَ ين الكنيين (©) وَإِن كان قميصة قد من 


6 
-05 وومةه 
١ت‏ 
0 
3 
ص 
ا 
يذ جسبي؟ 


سسا 


كك 
١‏ 

53 

ط 


5 
5 
( 


عاة 
اطا 

ا 
40 


سد بد سراح سجر م عر نت “رز 9 7 7 
دير ة ا كن ووه 69 قكانها قصم ف يواكثر كال إله ين 
2 4 2 1 0 
كيين إِنّ كَدَمم ييه (© يوست أعرض عَنْ عدأ وأتقفرى ديك َه 


ّ 


حكنت ين َفَايلِيينَ 4©9 


قرئ: 

-١‏ (هِيْتَ لك) وهي قراءة نافع» وابن ذكوان. 
؟- (مَيْت لك) وهي قراءة ابن كثير. 

*'- (مَيْتَ لك) وهي قراءة الباقين. 


ا 


مسن : 


١1-78 /1١١ : لوت‎ -)١١( لاه للد‎ 


وقرأ نافع» وابن كثيرء وأبو عمرو (ري). 

وقرأ ابن كثيرء وأبو عمروء وابن عامر (المخلصين). 

هيت لكت » اسم هلم ولذلك كانت مبنية » وكان الأصل أذاتن عل 
السكونء إلا أنه لم يمكن أن تبنى على السكون؛ لأنهم لا يجمعون بين ساكنين 
وهما الياء والتاء. ومنهم من بناها على الفتح لأنه أخف الحركات. ومنهم من 
بناها على الكسر؛ لأنه الأصل في التحريك لالتقاء الساكنين» ومنهم من بناها 
على الضم لحصول الغرض من زوال التقاء الساكنين. 

٠‏ ومن قرأ: (هيعت لك) بالهمز فمعناة:: بيات لك» وتكون التاء مضمومة ؛ 
لأنها تاء المتكلم. 


ك5 


9مَعَادَ أنه 4 منصوب عل المصدرء يقال: عاذ يعوذ مُعاذاً وعوذاً وعِياذاً. 
رق في موضع نصب على البدل من هاء فِإِنَّمَ وهي اسم إن. 
«أَحْسَنّ مَنْوَاىَ 4 فعل ومفعول. ومن قرأ (أحسنٌ) فهو خبر إِنَّء أي إن 

دع ى يدرو 1 1 الل حك جاع ىك اام 
«(إِنّمَ لا بِفْلِحَ4 الحاء ضمير الشأن والحديث. وجملة (إلا يِفْلِحٌ الظيلمون» 
حملة فعلية خبر إن. 


(لَوْلَا أن يا (لوْلة4 حرف متنع له الشيء لوجود غيره. و«آن ينا“ في 
موضع رفع لأنه مبتدأ. ولا يجوز إظهار خبره بعد «لوّلَآ4 لطول الكلام 
بجوابهباء وقد حذف خبر المبتدأ هنا والجواب معاًء والتقدير: لولا رؤية برهان 


لله )١١(‏ - لوتتن : ١ 11-7 / 1١‏ لاه 





ربه موجودةٌ لهم بها. ولا يجوز أن يكون لوهم 41 جواب «لَزلآ) لأن 
جواب (الَوْلَآ 6 لا يتقدم عليه 


«ححَدَلِكَ لْضَرِدَة الكاف من «ححَدَلِكَ 4 يجوز أن تكون رفعاء بأن 
تكون غير يندا عحذوقت+» التقدير: البراعين كذلك» ويجوز أن تكون نغتاً 
للصدر محذوفء أي أريناه البراهين رؤية كذلك. 
البلاغة : 

«صَدَتَ) ول فَكَدَبتَ) و« ألصَّدِوِنَ4 و2 الْكّذِبتَ) بين كل طباق. 

«ينَ خَاطِيِينَ4 من باب تغليب الذكور على الإناث. 
المفردات اللغوية: 

«وَرْوْدَتهُ4 طلبت منه زليخا مواقعتها برفق ولين ومخادعة» ومنه قوله: 
(( سغرود عَنَهُ نتاف [يوسف: ]51/1١5‏ أي نحتال عليه ونخدعه عن إرادته» 
ليرسل أخاه بنيامين معناء ومنه الرائد: الذاهب لطلب شيء. . والمراد من آية 
«وَرَوَدَنّةُ)4 تحايلت لمواقعته إياهاء ولم تجد منه قبولاً . (وَعَلَسَتِ الْأبوبَ» 
أحكنيت: إغلاق آبوات البيت»٠‏ فيل كانت سيعة»- والتشديد: اللتكثير أو 
للمبالخة في الإيثاق . (هََيْتَ للك أي هلم وأقبل وبادرء أو تبيأت؛ وهي 
لغة عرب حوران والكلمة: اسم فعل مبني على الفتح» ولام «ألكت» 
للتبيين» كالتي ف «سقيا لك). 

(مَالَ مَعَادَ أله © أعرة بالله وأتحصن من الجهل افون . 9 إِنَمُ رَقْ4 إن 
الذق انان شيدئ قطفيرء أو إن الشأن «أْحْسَنَّ 100 مقامي» أي 
أحسن تعهدي» إذ قال لكِ: «أكرى متُولة )4 فلا أخونه في أهله. وقيل: 
إن الفتمير له مالم أي إنه الذي خلقني وأحسن منزلتي بأن عطف علي قلب 
سيدي» فلا أعصيه . «إِنَمْ6 أي الشأن إلا يلم لظلمُوتَ 4 المخازون الحسن 
بالتّىء وقيل: الزناة» فإن الزنى ظلم على الزاني والمزني بأهله. 


لاه ليه )1١(‏ - لولنتن : /1١‏ *5-و؟ 





(هَمَّتٌ 4 قصدت منه الجماع ومخالطته أو أن تبطش به لعصيانه 
أمرهاء والهم بالشيء : قصده والعرم عليه ومنه الهمام : : وهو الذي إذا هم 
بشيء أمضاه َعَم يها ا 50 رَيْهِء4 أي لولا وجود النبوة» أو 
مراقبة الله تعالى وطاعته ورؤية ربه متجلياً عليه لقصد مخالطتهاء. والمفهوم من 
«لَرْلَا) أنه لم يقصد ذلك أصلاًء لوجود خشية الله في قلبه؛ لأن «5],1» 
حرف امتناع لوجود.ء فعتدما تقول: لولا إتيان ضيف إلى البارحة لجحكئت 
إليك» تعني تعذر امجيء لصاحبك بسبب مجيء ضيف يزورك» فالضيف مانع 
من حصول ابجحيء. وكذلك هنا: لولا برهان النبوة ومراقبة الله لهم بها. 


حدلك» أي مثل ذلك التثبيت ثبتناه وأريناه البرهان .2 لِنَصَرِفَ عَنْهُ 
لمر الخيانة « وَالْمَحْمَ4 الزف « إِنَّمُ مِنْ عِبَاونًا الْمُعْلَصِنَ الختارين 
الذين اجتباهم الله واختارهم لطاعته وعلى قراءة كسر اللام (المخلصينَ) 
يكون المراد: المخلصين في الطاعة. 


(وَأْسَئَبََا أَلابَ4 أي تسابقا إلى الباب.» فحذف الا أو ضمن الفعل 
معى الابتدار» أي أسرع كل منهما نحو الباب. وذلك أن يوسف فر منها 
ليخرج» وأسرعت وراءه لتمنعه الخروجء فمبادرته كانت للفرارء ومبادرتها 
كانت للتشبّث فيه» فأمسكت ثوبه وجذبته إليها . (وَمَدَنَ 4 شقت قميصه من 
دبرء أي من الخلف والقد: الشق طولاً «٠‏ وَأَلَيَا سَيَدَهَا آَدَا أَلْبَان4 0 
زوجهًا وصادفاه عند الباب .ؤاقَالَتَ ما جَرَاءُ من أزاد بِأَمْلِكَ سوا أ 
نزهت نفسهاء .وأوهمت زوجها أنها فرَّت منه تبرئة لساحتها عنده 0 به 
للانتقام من يوسف. و4 نافية أو استفهامية» والمعنى: أي شيء جزاؤه إلا 
السجن أي الحبس ١<«أَرَ‏ عََابُ أَيمٌ4 مؤم بأن يضرب. وتعبير «وَاسْتَبَعَا 
آلبَابَ»4 من اختصار القرآن المعجزء الذي يجمع المعاني الكثيرة في الألفائة 
القليلة. 


4. 


لدم 20١‏ - زنك /1١ ١‏ وم ٠‏ ولاه 





«كَالَ هه رَوَدَتْن4 قال يوسف: هي طالبتني بالمواتاة» دفاعاً عن نفسه لما 
فرش له من السين أو العداتة ور ل كدب عله قال ذيك روفي 
أنطقه الله تعالى. 


ير 


من بّلِ) من قدام أو أمام . من دُيْرٍ 4 من خلف .كلما رَءا4 زوجها 
(قَالَ إِنمْ4 4 أي إن قولك: وما 0 را بأَمْلِكَ سَوءً 4 «إمن 
01 أي من حيلتكن أيها النساء» والخطاب لها ولأمثالحاء أو لسائر 
النساء .(إِنّ مدَكُنَ عَفِيمْ) أي إن كيد النساء ألصق وأعلق بالقلب» وأشد 
تأثيراً في النفس. ولا قدرة للرجال عليه ولا يفطنون لحيلهن. 


( بْوْحْتُ أَعْرضُ عَنْ هنذا أي ثم قال زوجها: يا يوسف أعرض عن هذا 
الأمرء ولا تذكره واكتمه لثلا يشيع الخبر بين الناس .9 وَأَسَتَعْفِرى) يا زليخا. 
(إِنّقِ حكنب ين لُلَاطِيِينَ4 أي الآعين المذنبين» ولكن شاع الخبر. 
واشتهر. والتذكير للتغليب. 


بعد أن ذكر الله تعالى ما أكرم به يوسف من المكارم المادية بالإقامة في قصر 
عزيز مصرء والمعنوية من النبوة أو العلم والحكمة» ذكر هنا محنته مع امرأة 
العزيز» والتزامه العفة والنزاهة والطهارة» حت إنه آثر دخول السجن على 
ارتكات التانفة.: والتخلض من اقان الساء يده 


التفسير والبيان: 


كان يوسف عليه السلام في غاية الحسن والجمال» وقد أوصى عزيز مصر 
امرأته بإكرامه وحسن تعهذه » فأحبته 5 شديداً لحماله وحسنه ' ومهائه ‏ 
فحملها ذلك على أن تجملت لهء ودعته غخالطتهاء وتمحلت لمواقعته إياهاء 


١4-1 /1١ : نون‎ - )1١( كلاه لله‎ 





وأحكمت إغلاق الأبواب عليه قيل: كانت سبعة» وقالت: هيت لك. أي 
ع ع دساة 

هلم أقبل وبادر» وتبيأت لك. وزيدت كلمة 9 لدت لبيان ا مخاطب» مثل : 

شقيا للك نووعيا لك. وهذا أسلوب في غاية الاحتشام. 


فامتنع من ذلك أشد الامتناع» وقال: أعوذ بالله معاذاً. وألتجئ إليه 
وأعتصم به مما تريدين مني» فهو يعيذني أن أكون من الجاهلين نه 4 
(الضمير للشأن والحديث) ربي أي سيدي ومالكي (قطفير) «أْحْسَنَّ 00 
أي منزلي ومقامي وأحسن إلي» حين قال لك: ( كر مَنْوَئْه4 فلا أقابله 
بالخيانة» وإتيان الفاحشة في أهله. إنه لا يفلح الظالمون الذين يجازون 
الإحسان بالإساءة» أو لا يظفر الظالمون بمطالبهم. ومنهم الخائنون المجازون 
الأتخيزا 4انا لوه 


ولقد مت بالانتقام منه والتدكيل به» لعصيائه أمرهاء وعدم تزوله عند 
رغبتها» ومخالفته مرادهاء وهى سيدته وهو عبدها.» أو همت بمخالطته. 


«مَعهَمَّ با َلآ 5 ءا بْعَنَ رَيء4 كثر كلام الناس وتعليقاتهم حول معنى 
هذه الآية» والأمر فيها سهل يسيرء لا يصح تفسير كلمة «إوَهَمَ يبا وحدها 
دون بقية الجملة» وإذا فسرت الجملة مع بعضهاء تبين أنه لم بهم بها قط؛ لأن 
رؤية برهان ربه قد منعه من ذلك» بدليل أن «لوْلَ4 حرف امتناع لوجود 
وجوابها محذوف دائاً» وتقديره: لولا أن رأى برهان ربه لم مها ولخالطها؛ 
5 (وَمَجَ يبا يدل عليه» كقولك: (هممت بقتله لولا أني خفت الله) 

: (لولا أني خفت الله لقتلته) ففي الكلام تقديم وتأخيرء أي لولا أن 
7 برهان ربه لهم بها. 

ثم إن المراد با هم : خطرات حديث النفس» اميل إلى اشخالطة بمكم الطبيعة 
البشرية» وهذا لا مؤاخذة فيه شرعاً» فلا يقال: كيف جاز على نبي الله أن 
يكون منه هم بالمعصية وقصد إليها؟ ودليل رفع المؤاخذة على الهم الذ ي هو 


لدع )١1١(‏ - لوزن : ١1-78 /1١١‏ 1 إالاة 





مرتبة دون العزم والحزم ما أورده البغوي من حديث عبد الرزاق والصحيحين 
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله كهِ: «يقول الله تعالى: إذا 
هم عبدي قد فاكتيونها له حسنة» فإن عملهاء فاكتبوها له بعشر أمثالهاء 
وإن هم بسيئة فلم يعملها فاكتبوها حسنة, فإنما تركها من جرائي» فإن عملها 
فاكتبوها بمثلها). 


والبرهان الذي رآه: هو برهان الله المأخوذ على المكلفين من وجوب 
اجتناب المحارم» أو هو حجة الله تعالى في تحريم الزى» والعلم بما على الزاني 
من العقاب. وقيل: هو تطهير نفوس الأنبياء عليهم السلام عن الأخلاق 
الذميمة» وقيل: هو النبوة المانعة من ارتكاب الفواحش» وجائز أن يراد كل 
هذه المعاني ؛ لأنها متقاربة غير متعارضة» تحقق هدفاً واحداً وهو طاعة الله عز 
وجل. 


والخلاصة: لم يرتكب يوسف عليه السلام المعصية قط» ولولا حفظ الله 
ورعايته وعصمته لمم بها. وللعلماء في الآية تفسيران: الأول - إنه لم مهم بها 
لرؤية برهان ربه» فهو الذي منعه من الهم. والثاني - إنه هم بمقتضى الطبيعة 
البشرية» ثم تنبه للمانع من وقوع المعصية» ورأى برهان الله وتذكره» مثل قوله 
تعالى: «وَلْلَ أن تَنْننَكَ لَقَدَ كد رََكَنْ إِلْهِرْ سَكَا طبلا 409 


[الإسراء: 275/117] . 


وبه تبين وجود الفارق بين الحمين: همها به وهمهء فهي قد همت بالانتقام 
منه والتنكيل به» شفاء لغيظهاء أو همت بمخالطته» فكان همها المعصية» وهو 
هم عزم وتصميم. وهو قد هم بالدفاع عن نفسه» والتخلص منهاء حين رأى 
بوادر الإقدام عليه» ولكنه رأى برهان ربه وعصمته التي جعلته هم بالفرار من 
هذا المأزق» فكان همه النجاة منهاء وما هم بالسوء بها لما رأى برهان ربه؛ 


سخ م سمس ست مس مه 


1 : 2020040 تبي - جنر رصنا 2 5 
لعصمة الأنبياء» قال تعالى : ( حكدَلِكَ لِنصَرِفٌ عَنْهُ السوء وَالْفَحْسَاءَ إِنَمْ من 


اه له )1١‏ - لون : /1١‏ 11-1 


0010 04 * 


عِبَانًا ألَمْعْلَصِنَ» لذا أتبعه بقوله: «وَآسْبَبَمَا آلبَابَ4 أي فبادر إلى الباب 
هرباً» وبادرت هي إلى الباب صداً له عن الهرب. وأراد الله صرف السوء عنه 
فقال: (كَدَلِكَ لِنصْرَِ عَنْهُ ألشّي وَالْسَحْمَة4 أي مثل ذلك التثبيت عل 
العفة أمام دواعي الفتنة والإغراء ثبتناه» وكما أريناه برهاناً صرفه عما كان 
فيه» كذلك نقيه السوء والفحشاء في جميع أموره. والسوء: المنكر والمعصية 
وخيانة السيد. والفحشاء: الزنى والفجور. 


(إِنَمُ مِنْ عِبَاونا الْمُمْلَصِنَ4 أي إن يوسف من عباد الله الذين اصطفاهم 
إغواءهم» كما قال تعالى: «وَإِنَهُمَ عِندََا لمن الْمسَطمَينَ الْخَيَارٍ )4 [ص: 
مل 817] . 


وحدثت المفاجأة الغريبة ا محرجة بقدوم زوجهاء وهما يتسابقان إلى الباب» 
فقال تعالى: «إ وَأسََبَهَا أَلْبَابَ4 أي وتسابقا إلى الباب» بناء على حذف الجحارٌ 
وإيصال الفعل كقوله تعالى: «واخْتَارَ مُومئ فَوْمَمُ4 [الأعراف: 150/9] أو بناء 
على تضمين (استبقا) معنى: ابتدراء والتسابق مختلف الغرض» فيوسف فر 
منها مسرعاً يريد الباب ليخرج» وهي أسرعت وراءه لتمنعه الخروج .( وَقَدّثٌ 
قَمِيصَمٌ من دير 4 أي لحقته في أثناء هربه» فأمسكت بقميصه من الخلف»ء 


ووَليَيَا سَيَدَهَا لَدَا البَانْ4 أي وحينئذ وجدا سيدها وهو زوجها عند 
الباب» فحاولت بمكرها وكيدها التنصل من جرمها وإلصاق التهمة بيوسف» 
فقالت: ما جزاء من أراد بأهلك فاحشة إلا أن يحبسء. أو عذاب مؤلم 
موجع» فيضرب ضربا شديدا. وكانت نساء مصر تلقب الزوج بالسيد» ونم 
يقل: سيدهما؛ لأن استرقاق يوسف غير شرعي.. 


4 7-7 /1١ : ونين‎ - )١١( للد‎ 


وهنا ذكر الرازي علامات كثيرة دالة على أن يوسف عليه السلام هو 
61١ 1‏ 
الصادق وهي 


- إن يوسف عليه السلام كان في اعتبارهم عبداً» والعبد لا يتسلط على 
مولاه إلى هذا الحد. 


١‏ - شوهد يوسف يعدو عدواً ل ليخرج » وطالب المرأة لا يفعل 
ذلك. ا 


- زيّنت المرأة نفسها على أكمل الوجوهء خلافاً لما كان عليه حال 


رسفت 


- لم تكن سيرة يوسف في المدة الطويلة دالة على حالة تناسب هذا الفعل 
5 
م 000 المرأة بنسبته إلى الفاحشة» امام دي وأما يوسف 


5 - إن زوج المرأة كان عاجزاًء فطلب الشهوة منها أولى. 


لكل هذا لم تطلب عقوبة شديدة» وإما أرادت أن يحبس يوماً أو أقل» على 
سبيل التخفيف والتخويف؛ لأن حبها الشديد ليوسف حملها على أن تشفق 
عليه» ولكنها من جانب آخر استحيت أن تقول: إن يوسف قصدني بالسوء. 
وأزادت تَصيد تَصَيّد عذر ماء وحماية سمعتها وكرامتها أمام زوجها. 

ك ينضه: مزال الساء على" إل :بوسف: مكل شهزة بحى نيام اللا 
فألقى عليه هيبة النبوة» فشغلت هيبته كل من رآه عن حسنه. 


١77/١18 المرجع السابق:‎ )١( 


مه للد )١١(‏ - لوبي ١:‏ ؟١/‏ 1و1 


ثم جاء دور براءة يوسف: «إقَاكَ هي روَدَتَن4 قال يوسف بارا صادقاً 
مدافعاً عن نفسه حينما اتهمته بقصد السوء: هى الى راودته عن نفسهء فامتنع 
منهاء وأنها تبعته وجذبته حتى قدت تميصهء وم تترك حيلة إلا لجأت إليها 
لمواقعتها. 


يليد إن اميا وللملياء يي هل هو 
ثلاثة أقوال: 


الأول - أنه كان ابن عم لما كبير» وكان رجلاً حكيماً عاقلاً حصيف 
الرأي» فقال: إن كان'' شق القميص من قدامه فأنت صادقة والرجل 
كاذبء. وإن كان من خلفه فالرجل صادق وأنت كاذبة» فلما نظروا إلى 
القسيمن» ؤراو التق حجن قلف قال اين مها :ذا نث يق سكير 4أى 
من عملكن» ثم قال ليوسف: أعرض عن هذا واكتمه» وقال لها: استغفري 
لذنبك. وهذا قول طائفة-كبيرة من المفسرين. 


والثاني - وهو قول ابن عباس وجماعة: أن ذلك الشاهد كان صبياً أنطقه 
الله تعالى في المهد. روى ابن جرير حديثا مرفوعا عن ابن عباس عن الني وَل 
قال: «تكلم أرعة وهم صغار: ابن ماشطة بنت فرعون» وشاهد يوسفء 
وصاحب جريجء و عيسي بن مريم». 

والثالث - أن ذلك الشاهد هو القميص. قال الرازي: وهذا في غاية 
الضعف؛ لأن القميص لا يوصف ببذاء ولا ينسب إلى الأهل. 
)١(‏ إن كان قميصه: كان في موضع جزم بالشرط». وفيه إشكال نحوي؛ لأن حروف الشرط ترد 


الماضي إلى المستقبل» وليس هذا في كان» فقال المبرد: هذا لقوة كان» وأنه يعبر بها عن جميع 
الأقعال. وقال الزجاج: المعنى: إن يكن. أي إن يُعلمء والعلم لم يقع. 


لدع )1١(‏ - لون : /1١‏ “11-7 مه 





ولما تحقق زوجها صدق يوسف وكذبها فيما قذفته ورمته به وظهر لوم 
إروافة بو ات هذا المخكرء قال العزيز أو الشاهد: «إِنَّمُ من بدك 4 
إن هذا الاتهام من جملة كيدكن (إِنَّ 'يِدَكُنَّ عَيِيهُ4 أي إن مكر المرأة وكيدها 
شديد التأثير في النفوس » غريب لا يفطن له الرجالء» ولا قِبَل لهم به» ولا 
لحيلها وتدبيرها. 


ويا يوسف أعرض عن ذكر هذه الواقعة واكتم خبرها عن الناس» ويا 
أيتها المرأة اطلبي المغفرة لذنبك» إنك كنت من زمرة الخاطئين أي المأنبين. 
وقوله هذا؛ لأنه لم يكن غيوراً» فكان ساكناًء أو لأن الله تعالى سلبه الغيرة» 
وكان فيه لطف بيوسف». حت كُفى ما قد يبادر به وعفا عنها. 


فقه الحياة أو الأحكام : 


موضوع الآيات بيان محنة يوسف. وإظهار براءته» واتهام زوجة العزيز» 
وتكون الآيات دالة على ما يأتي : 


أ - اتهام امرأة العزيز بمراودة يوسف عن نفسهء وذكر في الآية 
تصرفات تؤكد تبمتها وهي: المراودة» وإغلاق الأبواب» ودعوتها يوسف 
لنفسها قائلة : «هَيتَ ]نت)20 و وهي لغة أهل حوران جنوب سورية» أي 
هَلَمّ أقبل وتعال. 

30 - دفاع يوسف عن نفسه» مستخدماً في الجواب ثلاثة أشياء: ( مَعَادَ 
مك ا 00 2000 9 3 
لَّهِ إِتَمُ رَوَ أَحْسَنَّ مَنْوَاىَ إِنَّمُ لا بفْيِحُ الطَِمُونَ4؛ استعاذ بالله واستجار به 
مما دعته إليه » وتذكر فضل سيده عليه إذ آواه وأحسن مثواه ومقامه وتعهده 
(1) قال النحاس: فيها سبع قراءات: عجرف رشت لاقي تقرس ووية الك يكمر 

الحاء وفتح التاءء وهِيْتٌ لك بكسر الحاء والياء الساكنة والتاء المضمومة» وهِنْتُ لكء» ومِلْتَ 

لك. 


مره لله )1١(‏ - لوي : /1١‏ وم 





بالرعاية والحفظء ونظر إلى المستقبل نظرة العاقل المتأمل الذي يصون 
مستقبله.ء وقرر أنه لا يظفر الظالمون الخائنون الذين يقابلون الإحسان 
بالإساءة. 


- هناك فرق واضح بين همها به وهو المعصية من مخالطة وانتقام» 5 
*مه بها وهو الفرار والنجاة منها؛ لأن الأنبياء معصومون عن المعاصي. 

وأدلة عصمة الأنبياء9©: 

الدليل الأول - إن الزن من منكرات الكبائرء وكذلك الخيانة من متكرات 
الذنوب» وأيضاً مقابلة الإحسان العظيم بالإساءة الموقعة بالفضيحة التامة 
والعار الشديد من منكرات الذنوب» ثم إن إقدام الصبى الذي تربى في حجر 
إنسان على الإساءة إلى المنعم عليه من أقبح المنكرات والأعمال. 

الدليل الثاني إن ماهية السوء والفحشاء 00 عن النبي» لقوله 
تعالى: « كدَلكَ لِصْرِفَ ف عَنْهُ لسو والمسنا» : ثم إن الله تعالى جعل 
و ساي دور عو للح ا ا 0 
من الأسواء. وبكسر اللام: من الذين أخلصوا دينهم لله تعالى» ويحتمل أن 
يكون المراد أنه من ذرية ية إبراهيمٍ عليه السلام الذين قال الله فيهم : 39 
خْلَصَكمُ بعَايِصَةِ جِكَر آلدَارِ © وَإِبَُمْ عند لَنَ النْمْطَمقَ انير »4 


[ص: 5/8 :-/7ة]. 
الدليل الثالث - من الخال أن يصدر عن الأنبياء عليهم السلام زلة أو 
هفوة ثم لا يتبعونها بالتوبة والاستغفار. 


الدليل الرابع - كل من كان له تعلق بتلك الواقعة» فقد شهد ببراءة يوسف 
عليه السلام من المعصية. 





)١(‏ تفسير الرازي: ١١5/١8‏ وما بعدها. 


للدم 0١‏ - نون : /1١‏ "14-7 مره 





والذين لهم تعلق ببهذه الواقعة: يوسف عليه السلامء» وتلك المرأة 
وزوجهاء والنسوة» والشهودء ورب العالمين» وإبليس» الكل شهدوا ببراءة 
يوسف عن الذنب والمعصية» كما تقدم سابقاً. 

- قال العلماء: لما بِرّأت نفسها؛ ولم تكن صادقة في حبه - لأن من شأن 
امحبّ إيثار امحبوب - قال: «إح رَوَدَتَن عن تَقَيِىَ نطق يوسف بال حق في 
مقابلة بهتها وكذيها عليه. 


هَ - الشاهد من أهلها: إما طفل في المهد تكلمء قال السهيلٍي: وهو 
الصحيح» للحديث المتقدم : «لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة» وذكر فيهم شاهد 
يوسف. وإما رجل حكيم ذو عقل كان الوزيز يستقتيره في أموره»: وكان من 
جملة أهل المرأة» وكان مع زوجها. 


3 - في آية قدّ القميص مقبلاً ومدبراً دليل على القياس والاعتبار» والعمل 
بالعرف والعادة؛ لأن القميص إذا ججبذ من خلف تزّق من تلك الجهة» وإذا 
جُبذ من قدَّام تمق من تلك الجهة. وهذا هو الأغلب. 

- إذا كان الشاهد على براءة يوسف طفلاً صغيراً» فلا يكون فيه دلالة 
على العمل بالأمارات؛ وإذا كان رجلاً صم الاعتماد على الأمارة» كالعلامة 
في اللقطة وغيرها؛ فقال مالك في اللصوص: إذا وجدت معهم أمتعة» فجاء 
قوم فادعوهاء وليست لحم بيئة» فإن السلطان ينظر في ذلك» فإن لم يأت 
غيرهم دفعها إليهم. وقال الحنفية وغيرهم: إذا اختلف الرجل والمرأة في متاع 
البيت: إن ما كان للرجال فهو للرجالء وما كان للنساء فهو للمرأة» وما 
كان للرجل والمرأة فهو للرجل. وكان شُرَيح وإياس بن معاوية يعملان على 
العلامات في الحكومة؛ وأصل الاعتماد على الأمارات هذه الآية. 


م - الحذر من فتنة النساء» فإن كيدهن عظيم؛ لعظم فتنتهن» واحتيالحن في 
التخلص من ورطتهن» ذكر مقاتل عن أبي هريرة قال: قال رسول الله 85: 


45م للد (؟١)‏ - وت : /1١‏ .لدوم 





«إن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان؛ لأن الله تعالى يقول: 9إإِنَّ كد 
َلشَّيْطن كن صَعِيفًا4 [النساء: 671/4 ٠‏ وقال: 2 إن 0 عظي16. 


الفصل الخامس من قصة يوسف 
انتشار الخبر بين نسوة المدينة 
ومؤامرة امرأة العزيز بهن وتقرير سجن يوسف 


_» وَل سد فى لمَبسَة ة أترأتُ الو وذ 0 0 ا - 0 


كك و عل وم جا يا لك ان عير ل رق 0 يلد 


ع موي رج هر 


-ه 12 ريه 
أن ون َس ينه ما هلدا برا إن هلدا لامك كريد © لت مََلِحنَ ألرِى 


روي عذ دماج عام 7 سح مره 


تق هيد قد معد عن نيوء ماستتصم هلين ل يفل مآ اميه لَسْجَتنَ 
20 التكرت ال رت الشكن أحد إل مما بدعونوة الخد وَل 
تسرف عق كيَدَهْنَ أب إِلينَ َأ بن هلي 62 كانتجاب 1 رَْمُ َرَت 


7 


وت - 
ع 
00 لخر 0 ور 7 --- م ره و م 3 7 ا 00 
عنه مرهن إِنْم التميخ الي © فد ينا لك بن وأ الأيلتِ 
جه 2 
,|ف__ 


القراءات: 
آله 


(وكك امج . 
قرئ : | 
-١‏ (وقالتِ اخرج) وهي قراءة أبي عمرو» وعاصمء وحمزة. 


-١‏ (وقالتٌ اخرج) وهي قراءة الباقين. 


مط 


(خبًا 64 قيز. 


لوه (17) - كت /1١ ١‏ .ممم همه 





«حَشٌ ينو حذف الألف للتخفيف» ومن قرأ: حاثى لله؛ أت به على 
الأصل. وحاشى: فعل في رأي الكوفيين» بدليل تعلق حرف الجر بها في قوله: 
«حَسٌ ينو وحرف الجر إنما يتعلق بالفعل لا بالحرف. وهي حرف في رأي 
سيبويه وأكثر البصريين؟ لأن ما بعدها يجيء مجروراًء يقال: حاش أب ثوبان» 
. ولو كان فعلاً لا جاز أن يجيء ما بعده مجروراً. وأما تعلق حرف الجر بها في 
قوله «لنَه 4 فإن اللام في قوله: (حاشنَ لله) زائدة لا تتعلق بشيء» مثل لام : 
يريم يَرْهَبُونَ4 [الأعراف: 154/7] وباء «أَلرْ يم بن لله بر 9 4 [العلق: 97/ 
5 لثم بَدَا لم4 [يوسف: 0/17] فاعل بدا : مصدر مقدرء دل عليه .9 بدا 
أي ثم بدا لهم بداءء وهو الراجحء وقيل: دل عليه « ليُسَحْسْنّمُ6 وقام مقامه. 
وقيل: الفاعل محذوف تقديره: ثم بدا لهم رأي. واللام جواب ليمين مضمرء 
وهو فعل مذكر لا فعل مؤنث. 
البلاغة: 
«سِعَتَ يِمَكرهِنَ4 استعار المكر للغِيبّة؛؟ لأنها تشبهه في الإخفاء. 

«وَتَطْمْنَ م4 استعار لفظ القطع للجرح أي جرحن أيديين. 
المفردات اللغوية: 


0 


(إنسْوة 4 اسم لجمع امرأة» وتأنيثه بهذا الاعتبار غير حقيقي .رفي 
لْمَدِسَة مدينة مصرء وهو ظرف لقال؛ أي أشعن الحكاية في مصرء أو هو 
صفة نسوة» وكن خحساً: زوجة الحاجب والساق والخباز والسجان وصاحب 
الدواب [٠‏ أمْرَأَتُ الْعريرٍ و فتلهًا عن نَفْسِه 6 فتاها: عبدهاء أي تطلب 
مواقعة غلامها إياها. والعزيز بلغة العرب: الملك .لإقَدَ سَعَفَهَا 0 أي 
دخل حبه شغاف قليها. أي غلافه المحيط به حتى وصل إلى فؤادها .«إفى 
صَكلٍِ في خطأ أي انحراف عن طريق الرشد ومقتضى العقل .(ثِِنِ) أي بيّن 
واضحء بحبها إياه. 


موم٠٠١‎ /1١ ١ لوت‎ - )١١( 45م للد‎ 


. كا سِعَتَ يِمَكْرِهِنَ4 باغتيابين لهاء وإنما سمي مكراً؛ لأنهن أخفينه كما 
يخفي الماكر مكرهء ولأنمن أردن إغضابها لتعرض عليهن يوسف.ء. فيفزن 
الوسائد في مكان يجلسن فيه متكئين. وقيل: المتكأ: طعام يقطع بالسكين 
للاتكاء عنده؛ وهو الأترج .(وَانتْ)4 أعطت .(إ وات ليوسف .([251ةْ6 
أعظمنه .(إ وَمَطْعْنَ دمن جرحن أيديبن بالسكاكين؛ ولم يشعرن بالألم لشغل 
قلبهن بيوسف. ودهشتهن من جماله الرائع. 

مثله .(إما هِنذًا بسَرَا6 أي ما يوسف من جنس البشر؛ لأن هذا الجمال غير 
معهود للبشر .9إِنْ هنذا إِلّا ملك كيم 4 ما هذا إلا ملكء لما حواه من الحسن 
الفائق» جاء في الحديث: «أنه أعطى شطر الحسن» أو لما جمع الله له من 
الجمال الرائق والكمال الفائق والعصمة البالغة التي هي من خواص الملائكة. 


ع 


9ثَلَتْ4 امرأة العزيز» لما رأت ما حل مبن: «فَدَلكُنَ4 أي فهذا هو. 
الى لَتْنَى فيه أي فهو ذلك العبد الكنعاني الذي لمتنني في حبه والافتتان 
به قبل تصوره حق التصون ولو تمتور كه نما عايدن لعذوتتيء6 والمراد بيان 
عذرها .لإ فََسْتَعْصمَ امتنع امتناعاً شديداً» مأخوذ من العصمة وهي المنع من 
الوقوع في المعصية .9مآ رُم به .«إمَنَ ألصَعْرينَ4 الذليلين المهانين» فقلن 
له: أطع مولاتك .َب إِلهنَّ4 أمل إليهن وأوافقهن على أهوائهن .(كَأَيٌّ 
من لََْهاِنَ» وأصرٌ من المذنبين» والقصد بذلك الدعاء. 

(تَسْتَجَابَ لَمْ رَيُّمُ4 دعاءه .2ألسَّمِيمُ4 للقول ودعاء الملتجئ إليه. 
الْعلِيمٌُ4 بالفعل والأحوال وما يصلحهم .إبَدَا4 ظهر لهم رأي جديدء وهو 
أن يسجنوه .ل الْأَبَتِ)4 الشواهد الدالة على براءة يوسف . لالْيَسَجُمْنَمٌ حَقٌٍّ 
حبني أي ليدخلنه السجن إلى زمن» ينقطع فيه كلام الناس» فسجن سبع 
سنين أو حمس سنين. والحين: الوقت غير المحدود من الزمن. 


لدو )١١(‏ - ون /1١ ١‏ .مدوم ْ إإبزه 


بعد أن أبان الله تعالى محنة يوسف مع امرأة العزيزء ونجاته من تلك امحنة 
وقناعة زوجها ببراءته بناء على شهادة حكم شاهد من أقاربها بما رأى» أورد 
تعالى ما تمعخضت عنه امحنة والمحاولة من نتائج طبيعية هي انتشار الخبر وشيوعه 
في مصرء ومحاولة امرأة العزيز تبرتة ساحتها أمام النساء بمكيدة محكمة وخطة 
مدروسة» واعترافها أمامهن بأنها التي راودته عن نفسهء فامتنع» وأنها ما 
تزال مصرة مصممة على ما تريد» وإلا أودع في قيعان السجون. وتم اتخاذ 
القرار بالسجن» وآثره يوسف ابتغاء مرضاة الله» بل دعا إليه ربه» فسجن 
سبع سئين أو خمس سنين 


وقال جماعة من نساء الكبراء والأمراء في مدينة مصرء منكرات على امرأة 
العزيز وعائبات عليها ومتعجبات منها: امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه. 
أي تحاول غلامها عن نفسه وتدعوه إلى نفسهاء وما تزال محاولاتها مستمرة» 
بدلالة فعل ترود الذي يفيد الاستمرار في الطلب في المستقبل» وما زال 


وأكدوا إنكارهم عليها بأمرين؛ لأن المألوف أن المرأة مطلوبة لا طالبة» 
وهى امرأة الوزير الأول» وتطلب مخالطة عبدها وخادمها: 


ل 2 


الأول - «قَدَ سَعَمَهَا با 4 أي قد وصل حبه إلى شغاف قلبها وهو غلافه 
ا حيط بهء ونفذ إلى سويدائه» فلم تعد تباللي بالعواقب وما يؤول إليه الحال. 


والثاني - (إِنَا لها في صَكلٍ تين أي إنا لتعتقد ونعلم أنها في صنيعها 
هذا من حبها فتاها ومراودتها إياه عن نفسه لفي خطأ واضح وبعد عن 
الصواب وجهل يتناف مع مكانتها. وأردن من هذا القول المكر والخحيلة» 


هله للد 0١١‏ - لوت : /11١‏ .مدوم 


ودفعها إلى دعوتهن والإقتناع بعذرها فيما فعلت. قال محمد بن إسحاق: بل 
بلغهن حسن يوسفء. فأحبين أن يرينه» فقلن ذلك ليتوصلن إلى رؤيته 
ومشاهدته. 


ل 


وزفاما معت بِمكرمِنَ4 أي باغتيامن » وسوء مقالتهن» وكلامهن: امرأة 
العزيز عشقت عبدها الكنعاني» وسمي الاغتياب مكراً؛ لأنه في خفية وحال 
غيبة» كما يخفى الماكر مكره» فكما أن الغيبة تذكر على سبيل الخفية» فكذلك 
المكر. 


«أَرْسَلَتَ إِلتبِنَّ4 أي لما بلغها ما تقوله النساء عنها غيابياً» أرسلت إليهن» 
أي دعتهن إلى منزلها للضيافة» وأعدت لمن ما يتكئن عليه من الكراسى 
والوسائد والطعام الذي يقطع بالسكاكين من أترج ونحوه.ء وأعطت كل 
واحدة من النساء سكيئاً لقطع اللحم والفاكهة. ونحوهاء وذلك مكيدة منهاء 
وعفايلة هن في اختاهن عل رويعةة فمكرت عبن كما مكرن بها. 


(وقاكِ أخْح ييدث أي وبينا هم في تناول الفاكهة والطعام» وكل تمسك 
بسكينهاء أمرته بالخروج عليهن» بعد أن كانت قد خبأته في مكان آخرء 
وكانت ذكية ماهرة في اختيار الوقت المناسب وهو أن يفجأهن وقت انشغالهن 
بما يقطعنه ويأكلنه. 


2211 


«فَلما رايهم أَمريَؤْ6 أي فلما خرج ورأينئه» أعظمنه» ودهشن لجحماله الفائق 
وحسئه الكامل» وجعلن يقطعن أيديين» اندهاشاً برؤيته» فجرحن أيديين » 
وهن يظانن أنبن يقطعن ما قدم لمن من طعامء وهكذا يفعل المدهوش الذي 
اجتذب نظره حادثٌ مؤثن أو منظر غريب» أو شىء مثير. 

«وَيلنَ حَسٌ ينو بحذف الألف للتخفيف واتباع المصحفء وقرأ أبو 
عمرو: (وحاشا لله( بإثيات الألف وهو الأصل» لأنها' من ا حاشاة وهي 
التنحية والتبعيد» وحاشا: كلمة تفيد معنى التنزيه» أي وقلن لما على الفور 


لدع )١١(‏ - ولت : /1١‏ ١مدهم‏ ش 4ه 





تنزيهاً لله تعالى عن العجزء وتعجباً حيث قدر على خلق جميل مثله: وما نرى 
عليك من لوم بعد هذا الذي رأينا؛ لأخمن لم يرين في البشر مثله» ولا قريباً 
منهء فإنه عليه السلام قد أعطي شطر الحسنء» كما ثبت ذلك في الحديث 
الصحيح في حديث الإسراء: أن رسول الله ككِهِ مرّ بيوسف عليه السلام في 
السماء الثالثة» فقال: «فإذا هو قد أعطي شطر الحسن». 


ما هذا الذي رأيناه من جنس البشرء وما هو إلا ملك كريم من الملائكة 
تمثل في صورة بشرء والمقصود إثيات الحسن العظيم له؛ لأنه استقر في الطباع 
أن لا حي أحسن من الملّك». وأن لا حي أقبح من الشيطان. فلما رأت النساء 
. روعة جمال يوسف شبهنه بالملك» ونفين عنه البشرية» لغرابة جماله وروعة 


حسله. 


والأقرب عند الرازي: أن النسوة لما رأين عليه هيبة النبوة والرسالة» 
وعلامة التطهر والعفة» نفوا عنه آثار الشهوة البشرية والصفات الإنسانية» 
وأثبتوا له طهر الملائكة. 

قالت» وقد نجحت في انبهارهن بجماله الأخاذ: فذلكن هو الذي وجهتن 

2 : 5 ا 58 1 
اللوم إلي بسببه» وعبدُنّ علي فعلي. وإنما قالت 9 مَدَلِكْنَ) ولم تقل «فهذا» 
بالرغم من أنه حاضر أمامهن» رفعاً لمنزلته في الحسن» وجدارة حبه والافتتان 
بهء واستبعاداً محله السامى» أي فذلك: يوسف البعيد السامي في الكمال 
والحمال» فأنا معذورة» فهو حقيق أن جب لجماله وكماله. 

وإذا كان هذا حالكن معه في لحظة» فماذا أفعل وهو معي دائماً في المنزل» 
وإني أعترف وأقر أن والله لقد راودته عن نفسهء فامتنع بإياء وهم عما أردته 
منه؛ لأنه عفيف طاهرء ورث العفة عن أسلافه. 

قال بعضهم: لما رأين جماله الظاهرء أخبرتبن بصفاته الحسنة التى تخفى 


٠وه‏ لله (؟١١)‏ - لمن : ؟١١/‏ 0١0مدمم‏ 





ثم قالت متوعدة إياه بالعقاب: ولئن لم يفعل ما آمره به في المستقبل 
القريب» ليسجنتن وليكونن من الذليلين المقهورين؛ لأن زوجي لا يخالف 
أمري ورغبتي. 


وهذا دليل على أن حبه استولى على مجامع نة نوك زا ادو لوف الا 
سيكون عقابه» لا مجرد الحبس المؤقت الذي كانت قد أشارت به على زوجهاء 
عند اكتشاف أمرها لدى الباب. وأنها ببذا التهديد واثقة بسلطانها عل 
زوجهاء مع علمه بأمرهاء واستنكاره سلوكهاء فقد أصبح عشقها له وحبها 
المتناهي أمراً علنياً لا تواري فيه. ولا تخشى أحداً من نقدها وتوجيه اللوم لها 


فعندئذ استعاذ يوسف عليه السلام من شرهن وكيدهن. والكيد: الاحتيال 
والاجتهاد. وقال: إ«إرَبَ اليّجَنُ4 أي يا رب» أنت ملاذي وملجئي» 
السجن الذي توعدت به أحب إلي مما يدعوننى إليه هؤلاء النسوة من الفاحشة 
واوكا بيدا لدف ْ 


ا سه ور 


وكى عن امرأة الزن في قوله ‏ يدهن 4 بخطاب الجمع» إما لتعظيم 
شأنها في الخطاب» وإما ليعدل عن التصريح إلى التعريض. والأولى حمل اللفظ 
على العموم»ء أي كيد النساءء وليس كيد امرأة العزيز فقط 


وقد أنرقد الدعوة إلى النساء جميعاً ؛ لعي زين له مطاوعتها ونص حنه 


وهو في دعاته هذا آثر المشقة على اللذة؛ لأن العذاب المكروه وهو السجن 
مع البراءة أهون من الذم في الدنيا والعقاب في الآخرة» فإن البريء المسجون 
يشعر بسعادة عظيمة وهي المدح في الدنيا والثواب الدائم في الآخرة» وقد ' 
اختار أهون الشرين وأخف الضررين: السجن والزنى» ففي السجن راحة بال 
وهدوء نفس وخروج عن بيئة الفساد. وتخلص من التحكم في أمره. 


للد 0١١‏ - وت /1١‏ امم ١وه‏ 





ثم أكد دعاءه فيا خنجزة وضعفهع ومفوضا آنه كن له :القدزة والقوةة 
فقال: (وَإِلَا صَسْرِفْ عَقَ كَيْدَهْنَ أي وإن لم تبعد عني أثر كيدهن» أمل إلى 
موافقتهن على أهوائهن» وأكن من الجاهلين السفهاء الذين تستهويهم 
الشهوات» والذين لا يعملون بما يعلمون؛ لأن الحكيم لا يفعل القبيح» 
ولأن من لا ينتفع بعلمه فهو ومن لا يعلم سواء. 


أي ! 3 وَكلتني إلى نفسي» فليس لي منها قدرة. وإنما أعتصم وألحأ إلى 
حولك وقوتك» فأنت المستعان وعليك التكلان» فلا تكلى إلى نفسى. وهذا ْ 
فزع منه إلى ألطاف الله وعصمته كعادة الأنبياء والصالحين فيما عزم عليه من 


العا 


(تَسْتَبَابَ لَه رَيُمْ أي فأجاب ربه دعاءه المفهوم من قوله: «وَإِلَّا 
صَرِفُ عئ 6 الذي فيه معنى طلب الصرف والدعاء باللطف» فصرف عنه 
كيدهن» وعصمه عصمة عظيمة» وحماه من التورط في المعصية أو الجهل 
والسقة انع أهوائين» إنه تعالى 0 الدعاء ء الملتجئين إليه» العليم بصدق 


وهذا دليل على حراسة ربه له وعنايته به وتربيته تربية مثلى تليق بالأنبياء. 


وقد ترفع مع شبابه وجماله وكماله عن مواقعة أمرأة عزيز مصر التي كانت 
أيضاً في غاية الجمال والأبهبة» واختار السجن خوفاً من الله ورجاء ثوابهء 
ثبت في الصحيحين أن رسول الله كلِِ قال: «سبعة:يظلهم الله في ظله» يوم لا 
ظل إلا ظله: إمام عادل» وشاب نشأ في عبادة الله» ورجل قلبه معلق 
بالمساجدء إذا خرج منه حتى يعود إليه» ورجلان تحابًا في الله» اجتمعا عليه 
وتفرّقا عليه» ورجل تصدّق بصدقة» فأخفاهاء حقى لا تعلم شماله ما أنفقت 
بمينه» ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال» فقال: إني أخاف الله» ورجل 
ذكر الله خالياً ففاضت عيناه». ٠‏ 


5-1 لين 07 - القن : 17/ ممم 


عه عم 


ورتم بدا م4 ثم ظهر من المصلحة والرأي للعزيز وامرأته والشاهد الذي 
شهد عليها من أهلها بعد شيوع الخبرء وبعدما عرفوا براءته» وظهرت الآيات 
وهي الأدلة على صدقه في عفته ونزاهتهء ظهر لحم أن يسجنوه لأجل غير 
معلوم» إيهاماً أنه راودها عن نفسهاء وأنهم سجنوه على ذلك» وتنفيذاً لرغبة 
زوجة العزيز التي تبين أنبا ذات سلطان على زوجهاء وأنه فقد الغيرة عليهاء 
وآثر رضاها بأي من كان. 


فقه الحياة أو الأحكام: 
أرشدث: الآنات إلى ما يأتي : 


شيوعا :ما ركوة النشاة وراءة: 


5 - كان نقد كبريات النساء في المجتمع المصري لامرأة العزيز لأول وهلة» 
وبحكم العادة المألوفة» حقاً وصواباً» إذ كيف تراود امرأة الوزير الأول عبداً 
نا وخادماً عندهاء وهذا مستعظم عادة» لترفع السادة وأنفتهن من مخالطة 
الخدم والأتباع. لذا انتقدوا شدة حبها للغلام» ووجدوا أنها حائدة عن طريق 
الصواب. 

ًّ - قابلت امرأة العزيز المكر بمثله» فدعت نساء المدينة إلى وليمة» 
لتوقعهن فيما وقعت فيه» ولتبدي معذرتها أمامهن» فانبهرن ودهشن بجمال 
يوسف لحسن وجهه وزينته وما عليه» وجرحن أيديين بالسكاكين التي كانت 
معهن لقطع ما يحتاج إلى تقطيع من الطعام؛ وكن يحسبن أنبن يقطعن الأترجٌّ 
(وهو النارانج أو الكبّاد أو الكريفون وهو ثُر أكبر من الليمون الحامض يؤكل 
. بعد إزالة قشرته). 


- لم يملك النساء أتفسهن عن التعبير بما دهشن به عند رؤية يوسف» 


لله )1١(‏ - لينم : /1١‏ لدوم لوه 


وقالوا: ليس هذا من النوع الإنساني» وإنما هو من جنس الملائكة» والمقصود 
منه إثبات الحسن الفائق والجمال الرائع»ء وأنه في التبرتة عن المعاصي 
كالملائكة. وقوله: «إحَسٌ يلو تبرئة ليوسف عما رمته به امرأة العزيز من 
المراودة» أي بعد يوسف عن هذا. 

+ إرأت امرأة العزيز القافين روتنك الور قا علي نقسها شرف ؟ 
( مدي الى لمَتننى فيه 4 أى نه واللوم : الوصف بالقبيح. 


5 جم آثر يوسف الصديق دخول البع ابتغاء مرضاة الله 0 00 
احبواي اسيل عاية راغوك بن الوك ل للدي ٠‏ لا أن دخول السجن مما 
يحْس حقيقة. حكي أن يوسف عليه السلام لما قال: «اليْجَنُ لَحَبّ 43 
أوحى الله إليه: ديا يوسف! أنت حبست نفسك حيث قلت : السجن أحبٌ 
إلي » ولو قلت: العافية حب إلي لعوفيتة 


- جمع يوسف عليه السلام في دعائه ليكون قدوة للبشر بين التأثر 
بالنوازع البشرية والميل الإنساني إلى النساء. وبين جهاد النفس الذي استعان 
بالله عليه» وأوضح أن الوقوع في أهواء النساء جهل» وكون المنزلق من زمرة 
الجاهلين» أي ممن يرتكب الثم ويستحق الذم» أو ممن يعمل عمل الجهال 
لذن بسحلوة يفن ما يعلدرة. ودل هذا فل أنا أحدا لا تم عن نقمي 
الله إلا بعون الله ؛ ودل أيضا على قبح الجهل والذم لصاحبه. 

م - استجاب الله تعالى دعاء يوسفء. ولطف بهء وعصمه عن الوقوع في 
الزن لصبره والاستعاذة بالله من الكيد. وهو شأنه تعالى يستجيب دعاء كل 
ملهوف» مستعصم به ممتنع عن المعاصي ابتغاء رضوان الله تعالى. ش 

ةَ - اتخذ العزيز وأهل مشورته قراراً بسجن يوسف إلى مدة غير معلومة» 
كتماناً للقصة ألا تشيع بين الناس». بالرغم مما ثبت لهم من عفته ونزاهته» 
ورأوا الآيات». أي العلامات على براءته من قد القميص من ذُبْر» وشهادة 
الشاهد :وك الأيدي.بالستكاكين »وقلة صين التساء عن لقاء يوصف: 


لحن لو )١7١(‏ - لت : 11م 

٠‏ -لم يرض يوسف عليه السلام بارتكاب الفاحشة لعظم منزلته وشريف 
قدره» بالرغم من إكراهه على ذلك بالسجن» وأقام خمسة أعوام. وبناء عليه 
قال العلماء: لو أكره رجل بالسجن على الزنى ما جاز له إجماعاً. 

فإن أكره بالضرب فقد اختلف فيه العلماء» والصحيح أنه إذا كان فادحاً» 
فإنه يسقط عنه إثم الزن وحدّهء فإن الله تعالى لا يجمع على عبده العذابين» ولا 

8 عل 1 سه ل ا اس 

يجعله بين بلاءين» فإنه من أعظم الحرج في الدين: «وَمَا جَعَلَ عكر في أَلدنِ 
5-5 حَرَج6 0" 


الفصل السادس من قصة يوسف 
يوسف في السجن ودعوته إلى الدين الحق 


صد و عل 
- 1 اس 2< رت 2004 و رمم و 3 زه مو جر 
«وَدَحَلَ مَعَهُ ألينَجَنَ ضسَيَانِ قال أحدهما إِفَِ أربي أَعَصِرَ حَمَرا وَقَالَ 
02 ع م عي مدد ا لءٌ وود رعرطئر تجو 1 طح سر ءًّ عه 3 
لأآحَرُ إِق أرنى أَحَمِلٌ فَوَفَ رأبى حبنا تأكل الطيْرٌ مِنَهُ ينا بتأوبلوء إِنَا 

وه م صجعوم د حسم دده سس لع سب سس سيفخل 2 للء معطم ث2 
زنك من الْمْحَيِيِينَ 7 دَالَ لا يَأَتيكُما طعام مَرَكَانوء إلا تََأنَكما بتَأوبله. 
د 2 اسع سرس ع ست 0 سك مح سخ وى عه يي كل عه عام 0 سو 
قبل أن ياتيَكما ذالِحما مما نى ريه إفٍ تركت مله قوم لا يؤمنون يالله وهم 

مام من ل 2 حمس ره ورد ع 20 لم 6 جح > 2 
بالأخرو هم كتفرون تبَعَتْ مِلَةَ ابلوى إِرهِيمٌ وَإِسْحَقَ وَيَعَقُوبَ ما 
72 سسم ع اشاس سا صمي 86 عر ب 7 عرض 000 ض ِ 
كات لنا أن تشرك بأل من شو للك م فَضْلٍ لله عَلَيَنَا ول لئاس ولك 
اح يس من 42 سق ىه 420 ا محم 6 مم 
أكر الناين لا يشْكرونَ ()) ينصَحِيٍ السَجُنِ أزياب متفرفورت حَيْرٌ أم الله 


م 
١‏ 
اع 
5 
ب 

يا 
ص 
35 

5 

9 

مايا 
0 

هل 
باس 
35 
يلعا 
عل 


ع0 
د 
0 
ا 
م مخضا 
ك1 
1 
ع 
ما 
هرا 
عا 
9 
١‏ 
م 
١‏ أ 
ال 
١‏ 
١‏ 
كه 
05 
0 
1 
اال 
8 
كد 
6 
ار 
9 
0-7 
5 
35 
اا 
2 
لت 
3 
0 35 
اه 
5 


5 
3 


حم 
2 
8 
محص كل 
53-4 1 
5 
0 
1 


ليو )١١(‏ - ون : 0/1١‏ 5م.؛ وه 


وقرأ نافع وابن كثيرء وأبو عمرو (أرانً). 
([رأبى» : 
وقرأ السوسي, وحمزة وقما (رامي). 


( اكه 4 : 


وقرأ السوسي. وحمرة وفقاً (نباتكما). 


نافع وابن كثير» واعي ضخروه واد ى .عام لباق 


كر س1 


موقا أنثر»: نمى: .يتعدى. إلى مقعولينء جوز حذف: حدما 
الوك ها في 0-0-7 ا ها 4 والان يحزوفء وتقديره : الي اهة. 


البلاغة: 


و 


مرا 4 مجاز مرسل باعتبار ما سيكون» أي أ عنبا يؤول إلى 


- 


(أَمَمِرَ 
0-0 


4ه لك (10)- لت : 005/17 


المفردات اللغوية: 
وَدَخَلَّ مَعَهُ ليحن نيان 4 أي أدخل يوسف السجن» وصادف أن دخل 

معه غلامان آخران للملك. أحدهما: ساقيهء والآخر صاحب طعامه أي 
خبازه» قرآياة :يعور الزكيا» اققالا التجدرنه ردك أحدهكا 4 وهو الساق: 

1 أى فنا يكون خراً .«وَكَالَ للم )6 وهو صاحب الطعام الخباز. 
(يَنَْا4 خبرنا .( بتَأوطء4 بتعبيره .«إمنّ الَمْحْسِيِينَ4 من الذين يحسنون ' 
تأويل الرؤياء. أو من العامة 

(قال»4 ير أنه عالم بتعبير الرؤيا .( مرََانوٍء6 في منامكما +« بَبَأَئكَمًا 
بتَأُوبلهء» ف اليقظة أي بتفسيره الذي يؤول إليه في الواقع «َلَ ك يأيكاه 
تأويله ويتحقق المراد منهء كأنه أراد أن يدعوههما إلى التوحيدء ويرشدهما إلى 
الطريق القويم» قبل أن يجيبهما عن سؤاهما. 

«دَلِكَا4 أي ذلك التأويل مما آم رق بالإلهام والؤحي» وليس من 
قبيل التكهن أو التنجيم» وهذا أيضاً فيه حت على إمانهما ثم قواه بقوله: 9 ِف 
ترَكْتُ يله 4 دين 9قَدْمِ لا يمو لَه وَهُم لحرو هُمْ كنْرُوت» هم: تأكيد 
كفرهم بالآخرة» وهذا تعليل لما قبله» أي علمني ذلك؛ لأني تركت ملة 
أولئك. ش 

(وَايَسَتُ م4 معظوف على «تَرَكْثُ)4 أو كلام مبتدأ لتمهيد الدعوة وإظهار 
أنه من بيت النبوة» لتقوى رغبتهما في الاستماع إليه والوثوق به. وهو دليل 
ا ير ا د فيستفاد منه .9إما 
كات نا 4 أي ما كان ينبغي لنا أو ما ما صم لنا معشر الأنبياء .أن ضْتْرِكَ أله 

من سَىْءٍ )0 أي شيء كان»؛ لعصمتنا .«إذَلِلكَ 4 أي التوحيد .«إين فَضْلٍ لله 
عَلَتَ4 بالوحي .وعَكَ أَلنَايس4 وعلى سائر الناس» ببعثتنا لإرشادهم وتثيتهم 
عليه .(وَلَكنَّ كر أَلنّاس4 المبعوث إليهمء وهم الكفار الا يَمْكُرُوتَ4 


الله على هذا الفضل . فيش ركون ويعرضون عنه. 


لوو 07 - نت : ؟17/ وه ا لوه 





ثم صرح يوسف بدعوبمما إلى الإبمان فقال: «يصحِيٍ ألسَجْنِ) أي 
ساكنيه أو يا صاحبيّ فيه .«(ءَرَيَابُ مُتَفرؤوّرت) استفهام تقرير .(أم أله 
لْوِحِدُ الْقَهَادُ4 أي هل الأرباب اه الواحد المتفرد 
بالألوهية» الغالب الذي لا يعادله ولا يقاومه غيره؟ «[ من دونه )6 أي غيره. 
(سََبِمْبُومَ) سميتم بها أصنماً .م أَنرْلَ أَنَّهُ يبا4 أي بعبادتها «إمن 
سُلَطنَ م حجة وبرهان» أي فليست هي إلا أشياء ذات أسامي أطلقتم عليها 
من غير حجة تدل على تحقق مسمياتها فيهاء فكأنكم لا تعبدون إلا الأسماء 
المجردة» والمعنى أنكم معيتم ما لم يدل .عل استحقاقه الألوهية عقل ولا نقل 
آلحة. ثم أخذتم تعبدونها باعتبار ما تطلقون عليها. 

(إِنٍ الْحَكُمْ إِلَا يم أي ما القضاء في أمر العبادة إلا لله وحده؛ لأنه 
المتحق :ما جالذات» من حيك إنه الواجي“ لذاتة: 'الموتجد للكل» "المالك 
لأمره .«(أمَرَ أَلَّا مَبْدْوا اله ياد أمر على لسان الأنبياء ألا دوا 00 
دلت عليه الحجج .«ذَلِكَ) التوحيد «ألدنْ الْقَيم6 المستقيم الحق» وأنتم 
تميزون المعوج من القويم. وهذا من التدرج في الدعوة وإلزام الحجة» فإنه عليه 
السلام بين لهم: 


أولاً - رجحان التوحيد على تعدد الآلة. 


>6 كلخ 


ثانا - برهن على أن ما يسمونها آلمة ويعبدونها لا تستحق الألوهية» فإن 
استحقاق العبادة إما بالذات وإما بالغيرء» وكلا القسمين منتف عن تلك 
الآلهة. 

وثالثاً - نص على ماهو ال حق القويم والدين المستقيم الذي لا يقتضي العقل 
غيره ولا يرنضي لوه 

(وَلَكنّ أَحَثرٌ ألدّاس» وهم الكفار (إلا يعَلمُوَت» فيخبطون في 
جهالا هم » ولا يدرون ما يصيرون إليه من العذاب» فهم يشركون. 


4وه للد (؟0) - لوت : 0.50/1١‏ 





المناسية : 


بعد أن اتخذ العزيز وأهل مشورته قرارهم حبس يوسفء بالرغم من 
اقتناعهم بعفته ونزاهته وبراءته» ذكر الله تعالى هنا تنفيذهم ذلك القرار الذي 
عزموا عليه» من إدخاله السجن» وأنهم لما أرادوا حبسه حبسوه وحبسوا معه 
اثنين من عبيد الملك» وأن الله لطف به إذ علمه تعيير بالرونان وكان ذلك 
طريقاً لإنقاذه من السجن. 
التفسير والبيان: 


ا أرادوا حبس يوسف حبسوه» وحبسوا معه غلامين من عبيد الملك» 
أحدهما : ساقيه؛ والآخر: خبازه؛ لأنه رفع إليه أنهما تمالاًا على سمه في طعامه 
وشرابه» وليس ذلك مصادفة» ولكن تقدير العزيز العليم» وكان يوسف 
مشهورا ف السجن بضدق الحديك وتعين الرؤياء 


فرأيا رؤياء فقال الساتي: إني رأيت في المنام أني أعصر عنباً يصير بعدئذ 
خراًء وقال الخباز: إني رأيت أني أحمل فوق رأسى خبزاً تأكل الطير منه» 
فقالا ليوسف: يي يم 4 د 
أضغاث أحلام؟ 9« إِنّا رلّت» إنا نعلم أنك من الذين يحسنون تأويل 
الرؤياء أي من المحسنين في علم التعبير؛ لأنه متى عَبَّر لم يخطئ.» كما قال: 


مو ور 


(وَعَلمَتَن من تَأُوِيلٍ الْحُمَادِيثٍ 6 أو من الحسنين الذين يريدود الخير والإحسان 
للناس. 


فانتهز يوسف هذه الفرصة» وهى ثقة هذين الرجلين به ويعلمه وإخلاصه» 
فاندفع يدعوهما ومن معهما في السجن إلى توحيد الله الخالص» وترك 
الأوئان» فكان دخوله السجن لحكمة. 


ومهد لدعوته بما يدل على المعجزة على صدقهء فقال لحما: لا يأتيكما 
طعام في يومكما إلا أخبرتكما به قبل وصوله إليكما. 


لي )١7(‏ - لين : 17/ 40-85 4ه 





وهذا من تعليم الله إياي بوحي منه وإلهام. لا بكهانة ولاعرافة ونحوهما من 
علوم البشرء وهذا يدل على أن يوسف أوحي إليه» وهو في السجن ليدعو 
الضعفاء والفقراء والمظلومين والمذنبين» فهم أقرب إلى التصديق بدعوته من 

وسبب الوحي أني اجتنبت ملة الكافرين بالله واليوم الآخر وهم 
الكنعانيون وغيرهم من أهالي فلسطين» والمصريون الذين كانوا يعبدون الة 
متعددة كالشمس (رع) والعجل (أبيس) والفراعنة (حكام مصر) فهؤلاء لا 
يرجون ثواباً ولا عقاباً في المعاد» وهم كافرون بالآخرة والحساب والجزاء على 
الوجه الصحيح الذي دعا إليه الأنبياء» كالاعتقاد بأن الفراعنة يعودون إلى 
الآخرة بأجسامهم امحنطة» ويكون لمم فيها الحكم والسلطان» كما كانوا في 
الدنيا. وتكرير لفظ «إهْجّ» للتأكيد وبيان اختصاصهم بالكفر» ولبالغتهم في 
إنكار المعاد. 


وقد هدرت طريق الكفر والشرك». وتركت ملة :الكافرين: الذين لا 
يعندقون بالله ولا يقزون: بوحداتبته:: وآنه. غتالق. السماوات: والأرض» 
واتبعت ملة آبائي الأنبياء المرسلين: إبراهيم وإسحاق ويعقوب الذين يدعون 
إلى التوحيد الخالص. وتعبيره «إءَابَآوِى» مفيد أن الجد أب» وأنه من بيت 
النبوة» بعد أن عرفهما أنه نبي يوحى إليه لإخباره بالمغيبات» ليقوي رغبتهما 
في الاستماع إليه واتباع قوله. 


وهكذا يكون حال من سلك طريق الحدى» واتبع طريق المرسلين» 
وأعرض عن طريق الضالين» فإن الله بدي قلبه» ويعلمه مالم يكن يعلم» 
ويجعله إماماً يقتدى به في الخيزء وداعيا إلى .شيل الرقنات. .وذلك ترغيبه 
بالإبمان بالله وتوحيده. 


ثم قرر منهج الأنبياء بصفة عامة» فقال: ماصح لنا وما ينبغي لنا ع 


0ه لل 00 - لو :01/11 





الأنبياء أن نشرك بالله» أي شىء كان من ملّك أو جى أو إنسى» فضلاً عن 

ذلك التوحيدء وهو الإقرار بأنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له هو من 
فضل الله عليناء إذ هدانا إلى الإقرار بوجوده وتوحيده في ربوبيته وألوهيته. 
وعلى الناس بإرسالنا إليهم» ننبههم إلى الصواب ونرشدهم إليه» ونبعدهم عن 
طريق الضلال» فهو فضل إِلي على الرسل وعلى المرسل إل 

ولكن أكثر الناس المبعوث إليهم لا يشكرون فضل الله فيشركون ولا 
يتنبهون؛ ونه يعزقوت تمه اله علنهة بإرساك الزمل اهمه بل دارا يت 2 

أله كفا وأَعَلُوا فَوْمَهُمَ دَاقَ لْبوَا رٍ» لإبراهيم: ]18/١5‏ . 

وبعد أن أبطل يوسف عليه السلام عبادة الشرك والمشركين» وأثبت النبوة» 
دعا إلى التوحيد الخالص القائم على الاعتراف بإله واحد ورب واحدء لا بالهة 
متعددة» وهكذا مبدأ الأنبياء يهدمون عبادة الوثنية أولاً» ثم يقيمون الأدلة 
العقلية عل وجود اللّه ووحدانيته» فقال: زٍِ 0 مَفرفوت 4. 


أي ياصاحيئ في السجن» هل تعدد الآلهة وتشتت الأرباب المتفرقين في 
الذوات والصفات الت تدعو إلى التزاع والتصادم وفساد الكون خير لكما 
ولغيركما في طلب النفع ودفع الضر والإعانة في عالم الغيب» أو الله الواحد 
الأحد الذي لا يحتاج لغيره ولا ينازع في تصرفه وتدبيره» القهار بقدرته 
وإرادته» الذي ذل كل شيء لحلاله وعظمته؟ ! 

ثم بين حقيقة التهم فقال: «إمَا تَمَبْدُونَ4 أي إن تلك الآهة التي تعبدونها 
وتسمونها آلة إنما هي أسماء مجردة لمسميات وضعوها من تلقاء أنفسهم. ليس 
لحا مقومات» ولا مستند من عند الله وما أنزل الله بتسميتها أرباباً حنجة ولا 
برهاناً حتى تصح عبادتها ويطيعها الناس. إنها تسمية لا دليل عليها من عقل 
ولا نقل سمماوي. 


لي )١١(‏ - لمن : 0/1١‏ 05-.؛ ش ١‏ 


َ أخبرهم أن الحكم والتصرف والمشيئة والملك كله لله» وقد أمر عباده 
قاطبة ألا يعبدوا إلا إياهء وهذا الذي أدعوكم إليه من توحيد الله وإخلااص 
العمل له هو الدين المستقيم الذي أمر الله به» وأنزل به الحجة والبرهان الذي 
جيه ويرضاه. ش 

ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن ذلك هو الدين الحق الذي لا عوج فية» 
فلهذا كان أكثرهم مشركين» كما قال تعالى: «إوَمَ كم ألناين وَل 
حَرَصَتٌ بِعْؤْمِنِينَ © [يوسف: ]٠١١/1١‏ . 
فقه الحياة أو الأحكام : 


دلت الآيات على مايلٍ: 


١‏ - قذر الله تعالى مع سجن يوسف سجن اثنين آخرين من عبيد الملك» 

- إن تعبير الأحلام يحتاج إلى علم وصلاح وتقوى وإحسانء وإن الرؤيا. 
قد تكون حقاً» قال يلل فيما رواه أحمد والشيخان عن أنس: «رؤيا المؤمن 
جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة». 

*- كان يوسف بشهادة السجناء من زمرة الحستين» وإحسائة* أنه كان 
يعود المرضى ويداويهم» ويُعرّي الحزاى. وأنه كان من العالمين الذين أحسنوا 
العلم» فقولهم فيه يعني أنه عالم يؤثر الإحسانء ويأتي بمكارم الأخلاق» 
و جميع الأفعال الحميدة. 

- أعلن يوسف للسائلين اللذين سألاه عن تفسير رؤيا في المنام : أنه كان. 
يخبرهما عن نوع الطعام وصفاته الذي يأتيهما من جهة الملك أو غيره» قبل 
الإتيان به» بوحي من الله عز وجل» لا تكهناً وتنجيماً» وهو إخبار بالغيب 
دال على نبوته» ومعجزة مثبتة لرسالته. 


60" لوه )١1١(‏ - لوم 0/1١:‏ م0 





هَ - النبي المكلف بالدعوة ينتهز كل الفرص المناسبة للقيام بواجبه» وهذا 
ما فعله يوسف عليه السلام» فإنه دعا إلى محاربة الشرك والوثنية» وإيطال 
غيادة المشركية :وال توسيد الل ال .عا طلة: احداده تواناته الأننياء: 
. إبراهيم وإسحاق ويعقوب لأنهم أنبياء على الحق» وفائدة ذكر هؤلاء الأنبياء 
أنه عليه السلام لما ادعى النبوة وتحدى بالمعجزة وهو علم الغيب» قرن به كونه 
فقن أهل بيت النيوة. ش 
وليس من شأن الأنبياء الإشراك بالله أياً كان نوع الشرك. 
وهذا من فضل الله على الرسول مما يشير إلى عصمته من الزنى» والمرسل 
وهم المؤمنون الذين عصمهم الله من الشرك. وقوله «[مِن سَيْءِ ءِ 4 رد على 
0 الشرك كعبادة الأصنام» وعبادة النار» وعبادة الكواكب» وعبادة 
الطبيعة» وإرشاد إلى الدين الحق». وهو أنه لآ موجد إلا الله ولا خالق إلا 
الله ولا رازق إلا الله. 
ولكن أكثر الناس لا يشكرون على نعمة الإيمان والتوحيد. وقوله «(ين 
تَضْلٍ نّم يدل على أن عدم الإشراك وحصول الإيمان من الله تعالى. 
5 - نفى يوسف بالدليل العقلى والنقلى تعدد الآلهة» وأثبت صحة القول 
بوحدانية الإله وربوبيته. 
ا ا اس ا و 


م - لا حكم إلا لله لأنه خالق الكل2 ة فهو المستحق العبادة وحده لا 
شريك لهء لذا أمر ألا يعبد سواه. 

- الدعوة إلى توحيد الإله هو الدين المستقيم أو القويم الذي لا عوج 
فيه» ولكن أكثر الناس لا يدرون حقيقة الدين الصحيح. 


ْليّء )1١(‏ - لون : /1١‏ ممع 3-57 


٠‏ - أورد الرازي حمس حجج على بطلان تعدد الآلحة وهي بإيجاز 
2207 قم 


الأولى - أن كثرة الآلمة توجب الخلل والفساد في هذا العالم» وهو المراد 
بقوله تعالى : (لو 534 2 اط َ 2 لفَسَرَئا) [الأنبياء: ١7/؟77]‏ فكثرة 
الآلحة توجب الفساد والخلل والتنازع والصراع» أما توحيد الإله فيقتضي 


حصول النظام وحسن الترتيب. 
الثانية - أن هذه الأصنام ونحوها من البشر والكواكب معمولة لا عاملة 
ومقهورة لا قاهرة. 

الثالثة - أن كونه تعالى واحداً يوجب عبادته؛ لأنه لو كان له ثانٍِء لم نعلم 
من الذي خلقنا ورزقنا ودفع الشرور والآفات عناء فيقع الشك في أنا نعبد 
هذا أم ذاك. وهذا دليل على فساد القول بعبادة الأوثان؛. لأنها على فرض 
كونها نافعة ضارة لا نعلم حصول النفع ودفع الضرر من هذا الصئم» أو من 
ذاك» أو بالتعاون والاشتراك» فلا يعرف المستحق للعبادة» هو هذا أم ذاك. 

الرابعة - لو فرض بعض هذه المعبودات تنفع وتضر» على ما يزعم 
أصحاب الطلاسم» فإن ذلك في وقت لمحصوص وواقعة مخصوصة, والإله 
تعالى قادر على جميع المقدورات في كل الأوقات» فكان الاشتغال بعبادته أولى. 

الخامسة - إن اتصاف الإله بصفة « الْفَهكَارُ 4 يقتضى ألا يقهره أحد سواه؛ 
وأن يكون هو قهاراً لكل ما سواهء وهذا يقتضى أن يكون الإله واجب 
الوجود لذاته؛ إذ لو كان ممكناً لكان مقهوراً لا قاهراًء ويجب أن يكون 
واحداً لا متعدداًء إذ لو تعدد لما كان قاهراً لكل ما سواهء فالإله لا يكون 
قهاراً إلا إذا كان واجباً لذاته وكان واحداًء وهذا لا ينطبق على الأفلاك 
والكواكب والنور والظلمة والطبيعة ونحوها من الآلة المزعومة. 


)١(‏ تفسير الرازي: ١1١٠/١8‏ وما بعدها. 


5-4١ /1١ : لون‎ - )1١( لدع‎ 65 


١‏ - يستحسن للعالم إذا استفتاه أحد الجهال والفساق أن يقدم الداية 
والإرشاد والموعظة والنصيحة أولاًء ويدعوه إلى ماهو أولى به وأوجب عليه 
مما استفق فيه ثم يفتيه بعد ذلك. 

١‏ - إذا جهلت منزلة العالم فوصف نفسه بما هو ملاتم المسألة» وكان 
عرض إن نسي مه وضع يهال الابن» لم يكن ذلك من باب تزكية النفس 


ا 


المنهي عنها("©: لطملا مركو لَك ) [التجم: 00/07 . 


الفصل السابع من قصة يوسف 
3-5 
تأويل يوسف رؤيا صاحبيه في السجن 
ووصيته للناجي منهما 


9 ا 3 6 ع 00 78 4 6 جو كموء در 
ف( يتصلوجي 'صلحح سجن أحَرَكُمَا فسَّقى رَيْم خمرا وأما ألا آخر قصلب 
ص 


امه ا لك من ا ع ل الزى شه سيان اليك َال ل ظّ 


- عبات كر 


قَلَعّ : 


أنَمُ تج مَنْهُمَا أَأَحكُرَنِ عند رَيْلك هَأَنْسَنهُ السَّيِطْنُ دِحكَر رَيَدء فلت 
الجن يع سحن 09> 
الفراءات: 
(رَأسِه-) : 
وقرأ السوسي» وحمزة قن (راسه). 
المفردات اللغوية: 
مآ لَْدَكُمَا4 أي الساقي فيخرج بعد ثلاث (رَيّمُ) سيده حبرا 


١9/9 تفسير الكشاف:‎ )١( 


لي (؟١1)‏ - لوم : ؟١1/ 5-41١‏ 6 





يسقيه حمراً على غادته ونا لكك )» الخبازء فيخرج بعد ثلاث» فيصلب» 
فقالا: كذينا وما رأينا شيئاًء فقال: «إفَضى الْأْمْرٌ أَلَذِى فيه شَتَفْتِيَانْ4 أي 
قطع الأمر الذي سألتما عنه» صدقتما أم كذبتما. والاستفتاء: طلب الفتوى 
عن السؤال المشكل» والفتوى: جواب السؤال. 


( لِك عَنَّ4 ايقن «أَنَهُ كج مَنْهْمَاه وهو الساتي (أَدْكرْفٍ عند 
رَيَلَكت4 سيدك» فقل له: إن في الجن غلاماً حبوساً ظلماً ( فَأَنْسَلهُ4 أي 
الساتي (ذِكرٌ)» يوسف (قَلِتَ4 مكث يوسف فى ألشْجْنِ يِضْمَ 
سِنِينَ4 البضع: من الثلاث إلى التسع» قيل: إنه مكث سبعاً في السجن. 


المناسية : 


بعد أن قرر يوسف عليه السلام مسألة التوحيد وعبادة الله والنبوة» عاد إلى 
الإجابة عن السؤال» وتعبير الرؤيا. ا 


التفسير والبيان: 


قال يوسف: 9 يْصَحِيٍ ألسَجَنِ م لَحَدَكُمَا4 وهو الساقي الذي رأى أنه 
يعصر خمراً - ولكنه لم يعينه في خطابه لئلا يحزن - فيسقي سيده خمراً كما كان 
في عادته. وقوله: «إدَيّةَ6 لم يقصد ربوبية العبودية» فإن ملك. مصر في زمن 
يوسف ل يذّع الألوهية كفرعون مصر أيام موسى عليه السلام. روي أن يوسف 
قال له: ما أحسن ما رأيت» أما -حسن العتبة فهو حسن حالك» وأما 
الأغصان: فثلاثة أيام» يوجه إليك الملك عند انقضائهن» فيردك إلى عملك» 
فضير كما عقت بل احيين27©. بوعذا حليل. عل أنه كان بريعاً من عيعة 
المشاركة مهي اللللك؛ ب ظ 


١57/18 تفسير الرازي:‎ )١( 


5 لله (؟١١)‏ - لونم : 54١/1١١‏ 





وأما الآخر: وهو الخباز الذي رأى أنه يحمل فوق رأسه خبزاً تأكل الطير 
.منه: فيصلبء فتأكل الطيور الجوارح كالنسر والعقاب والصقر والحدأة 
والرحمة من رأسه. روي أن يوسف قال له: بئسما رأيتء السلال الثلاث 
ثلاثة أيام» يوجه إليك الملك عند انقضائهن» فيصلبك» وتأكل الطير من 
رأسك. وهذا يدل على أن الخباز هو الذي اتهم بتسميم الملك وثبتت عليه 
التهمة. لكن تفاصيل هذه الرواية والتي قبلها تعارض ظاهر الآية. 

ثم نقل في التفسير: أنهما قالا: ما رأينا شيئاً فقال: «إفِْىَ الْأَمَرُ الى فيه 
تََتَفْتيَانِ4 أي لا تناقشا فإن الأمر قد نفذء وسبق الحكم الذي تسألان عنه. 
والاستفتاء لغة: السؤال عن المشكل» والفتوى: جوابه. 

وَهَد! صحيح؛ لأن يوسف أعلم الصاحبين أن هذا قد فرغ منه» وهو 
واقع لا محالة؛ لأن الرؤيا على رِجل طائرء مالم تعترء فإذا عبرت وقعت. 
روى الإمام أحمد عن معاوية بن حيّدة عن النبي كَْةٌ قال: «الرؤيا على رجل 
طائر مالم تعبرء فإذا عبرت وقعت). ْ 


اعتمك على الوحى من الله تعالى» والوحى يفيك القطع واليقين» < الظن 

ثم أخبر يوسف عليه السلام خفية لمن ظن أي تيقن أنه ناج وهو الساتي» 
دون علم الآخرء للا يشعره أنه المصلوب» وقال له: اذكر قصبقٍ عند سيدك 
وهو الملك» لعله يخرجني من السجن بعد أن علم براءتي» وهذا من قبيل 
الأخذ بالأسباب الظاهرية المطلوبة عادة وشرعاً» للنجاة والإنقاذ. 


فأنسى الشيطان ذلك الناجي تذكير الملك بقصة يوسف. وكان النسيان من 
جملة مكايد الشيطان, لثلا يخرج ني الله يوسف من السجن» فيدعو إلى توحيد 
الله وعبادته» ومقاومة الشرك» ومطاردة وساوس الشيطان. 


لدع )1١١(‏ - لوزن : 15-41١ / 1١‏ لا 





فلبث يوسف في السجن منسياً مظلوماً بضع سنين أي من الثلاث إلى 
اي قيل : لفاكت عا قال وهب بن مُنبّهِ: مكث أيوب في البلاء 


ميعا ويوشقة فق الندعن سيف وعلضة م فصا وقال مقاتل: مكث 
يوسف افق السجن لهسا ونضيها : 


وتأن نان كباس نه مكرك جنب وال" لقم نذا ارس افد ني 
والرأي الأول أصح ؛ لأنه داخل في معنى البضع. ْ 

ومن المعلوم أن الاستعانة بالناس في دفع الظلم جائزة في الشريعة» إلا أن 
الأولى بالصديقين ألا يلجؤوا إلا إلى الله في رفع الأسباب» فهو مسبب 
الأسباب ورافعها. 

روي أن جبريل جاء إلى يوسفء وهو في السجنء معاتباً له إذ استغاث 
بالآدميين» فقال له: يايوسف من خلصك من القتل من أيدي إخوتك؟! 
قال: الله تعالى» قال: فمن أخرجك من الحبّ؟ قال: الله تعالى» قال: فمن 
عصمك من الفاحشة؟ قال: الله تعالى». قال: فمن صرف عنك كيد النساء؟ 
قال: الله تعالى» قال: فكيف تركتٌ ربكء» فلم تسأله» ووثقت بمخلوق؟! 
قال واو كل لت مني» أسألك يا إله إبراهيم وآله والشيخ يعقوب 
عليهم السلام أن ترحمني ني؟ فقال له جبريل : نإن عتوييك أن اتليث في السين 


بضع 000 
فقه الحياة أو الأحكام: 
أرشدت الآيتان إلى ما يلٍ: 
- إن تعبير الرؤيا يعتمد على العلم والصلاح والتقوى» فلا يفيد ذلك 


١45-195 /4 تفسير القرطبي:‎ )١( 


5-41 /1١١ : لون‎ - )١١( لله‎ 58 





من العالم إلا الظن. وأما يوسف عليه السلام فكان تعبيره الرؤيا مقترناً 
بالوحي من ربهء فيفيد اليقين. 


؟ - من كذب في رؤياهء ففسرها العابر له أيلزمه حكمها؟ قال: العلما 
لا يلزمه» وإنما كان ذلك في يوسف؛ لأنه نبي» وتعبير النبي حكم» فأوجد الله 
تعالى ما أخير به الرائي كما قال» تحقيقاً لنبوته. 


- الاستعانة بغير الله في دفع الظلم جائزة في الشريعة» لا إنكار عليه 
لكن الآمر بالسية ليوست الضديق كان خلات الأوق ؛ لان نات الأبراز 
سيئات المقربين. 


- كان من جملة مكايد الشيطان إنساء الناجي من السجن تذكير مولاه 
الملك بقصة يوسف عليه السلام» لثلا يطلع من السجن. 


م - لبث يوسف في السجن بضع سنين» وهي إما خمس سنين» وإما سبع 
سنين» كما روي عن بعض اللمفسرين. وعلى أي حال فهي مدة طويلة» صبر 
فيها يوسف على مراد الله» وآثر السجن على الوقوع في معصية الزى. 


لل )1١(‏ - يونت : 1١‏ / 48-و؛ 4 


ع 
تأويل يوسف رؤيا املك 


مدل لَك إن نك سَبِمَ بَكَوْتٍ سمَانٍ يَأكُهُنَ سَبْمٌ عاك مَسَتع 
سبلت حُْصْرٍ ولحَر بادك 53 الم ون فى ُدْيىَ ا 6 
كرفت ©) قَالُواً أَضِدة سكت أعلي رع 02 بتَأوط للم بِعَلِِينَ © وَالَ 
لدف امنيا وأدكن ييل مف أن أ - عي ون 9 ١‏ 1 1 
حُضْرٍ وَأُخَرَ ابسن لعل أتج 1 00 3 00 © 2 رعو 0 
بيه 0 حَصَاو هي شلكو لا قب جك لأ 0 م بأ يط د 
َلِكَ سَبْم سِدَادُ يَأَعْنَ ما مَدَمثم ل 
دَلِكَ عَامْ فيه يْعَاتُ اناس وَفْهِ يَعَصِرُوَ 469 


بإبدال الحمزة الثانية واوا خالصة وصلاً قرأ نافع» وابن كثير» وأبو عمرو. 
0 د 2 
رُعَْىَ إن تر اللرةِيا»: 

وقرأ السوسي». وحمرة وقما: (روياي» للرويا). 


6 عل 


59 أبتتحكم 4: 


7 /1١١ : لون‎ - )1١( للد‎ 16 

بإثبات ألف <أنا) وصلاً قرأ نافع: وقرأ الباقون محذفها. 

«حَل أَنَحِمْ 6 : 

وقرأ نافع» وابن كثيرء وأبو عمروء وابن عامر (لعل أرجع). 

أي ) : 

قرئ: 

-١‏ (داباً) وهي قراءة السوسي» وحمزة وقفاً. 

؟- (دَأَباً) وهي قراءة حفص. 

*- (دَأْباً) وهي قراءة الباقين. 

( يَعَصِرون 4 : 

وقرأ حمزة؛ والكسائي؛ وخلف (تعصرون). 
الإعراب: 

للثة)4 اللام زائدة للبيان أو لتقوية العامل» كما في آية: (لِلَِنَ هم 
لِرَبهِمَ َرَهْبُونَ 4 [الأعراف: 7/ 105] لأنها تزاد في المفعول به إذا تقدم على الفعل» 
وقد جاء أيضاً زيادتها معه» وليس بمتقدم» مثل قوله تعالى: عَم أن يَكْونَ 


رَدِفَ نَ لم4 [النمل: 07؟/0/7] لكن زيادتها مع التقديم أحسن 578 4 منصوب 
على المصدرء وقرئ بسكون المهمزة وفتحها. 


البلاغة: 


اق أرئ كي م بَقَرَتٍ 4 #امتسل ضيعة مارم لحكاية الحال الماضية بين 


كل من يكن بَأمكلين ننه كاك 4 وطاحسر ولكن امنب #4 طباق: 


5 44-48 / ١١ : لون‎ - )١١( ليه‎ 





ساءىم 


((أضغنث حل 6 شبه اختلاط الأحلام المشتملة على المحبوب والمكروه؛ 
والسارٌ وامحزن باختلاط الحشيثن اجموع من أصئناف متنوعة. 

(يُوسْفٌ أنهَا الصَّدِتُ4 براعة استهلال تتضمن الاستعطاف بالثناء 
'اللوصول إلى الجواب .يا كن ما ما مَدَمَعُّم طن مجاز عقلي من قبيل. الإسناد إلى 
الزمان والمراد به الناس؛ لأن السنين لا تأكل» وإنما يأكل الناس ما ادخروه 


المفردات اللغوية: 


دَفَالَ الْمَيكُ4 ملك مصر وهو الريان بن الوليد «إِيّه أرّ» أي رأيت 
(سِمَانِ) جمع سمينة ( يَأَكُلْهُنَ) يبتلعهن («عِبََاتُ4 سبع من البقر هزيلة 
ضعيفة» جمع عجفاء 9وَسَيْعَ سبلت جمع سنبلة وهي التي تحمل الحب 
الذي انعقد. واليابسات: ما آن حصاده «الملاأ4 أشراف القوم [ تبرت 6 - 
تفسرون ببيان المعنى المراد 9 أقنُون فى رُمْيَىَ4 بينوا لي تعبيرهاء وهو الانتقال 
من الصور الخيالية إلى الواقع الحسي المشاهد. ش 

(أَضْعَتٌ6 أخلاط» واحدها ضِعْث: وهو خُرّْمة النبات أو مجموعة 
الحشيش فاستعير للرؤيا الكاذبة «أَحَلَِ4 جمع حُلّم بضم اللام وتسكينها : ما 
يرى في النوم . وهو قد يكون واخ ضح المعنى كأفكار اليقظة» وقد يكون غاهضاً 
مضطرباً يشبه مجموعة الحرَّم والحشائش التي لا تناسب بينها. وإنما جمعوا 
الأحلام للمبالغة في وصف الحلم بالبطلان والكذب والزيف «وَمَا نحَنْ 
تَأوِبِلِ الْقَمَلّم بِعْلِِنَ4 يريدون بالأحلام المنامات الباطلة خاصة؛ أي ليس طا 
تأويل عندناء وإنما التأويل للمنامات الصادقة» وهو مقدمة ثانية للاعتذار 


بالجهل بتأويله. 


(وكلَ الى مايا4 أي من الفتين وهو الساني ادك أي تذكر 
يوسف. وفيه أبدل التاء في الأصل دالا ثم أدغم ف الدال أصله «اذتكر» 


19-18 /1١١ : يون‎ - )١0( لل‎ "1 


0 


فيد أكو» آي تذكر يوسق بعد طائلة من التمن عديعة أ مده بجز ةسون » 
إلى من عنده علم أو إلى السجن. فأق يوسف. 

و أَلصَذِيقٌ4 أي يايوسف الكثير الصدق أو المبالغ في الصدق؛ 
لأنه جرب أحواله. وعرف صدته في تأويل رؤياه ورؤيا صاحبه (إِلَ أَلتّاس» 
أي إلى الملك وأصحابه أو إلى أهل البلد؛ إذ قيل: إن السجن لم يكن فيه 
9 لَعَلَهُمَ يَعَلَمْن4 تأويلها أو فضلك ومكانك» وإنا لم يبت الكلام فيهما؛ 
لأنه لم يكن اي من الرجوع. 


تَرْعُوْنَ4 ازرعوا «إدأبا/4 متتابعة» على عادتكم المستمرة» وهي تأويل 

السبع السمان يدوه اتركوه وادخروه (إفي سبلو لتلا يفسد أو يسوس 
إلا كيل نيعا كأكارة 6 نلف الشتين + فادرسوة 

(ث يَأَقِ من ند لِك أي بعد السبع المخصبات (سَيْع شاد مجدبات 
صعاب. وهي تأويل السبع العاف«( كن ما دن 6 أي يأكل أهلهن 
0 لأجلهن, نا ل السين عل جار لي بين المعير والمعير به 
«يِمَا صِيْونَ4 تحرزون ا للبذر «ثم أَتِ » ا مِن بعد مك6 أي لسع 
امجدبات (إعام فيه بِعَاثُ ألنّاسّ4 بالمطر من الغوث والإغاثة من القسط وف 
يَعَصِرونَ4 الأعناب وغيرها لخصوبته. وهذه بشارةء بعد أن أوّل البقرات 
الما :والسجكلذت الكفر ينون عضي« والعحافةوالاسات سين 'عدية: 
وابتلاع العجاف السمان بأكل ما جمع في السنين المخصبة في السنين المجدبة» 
ولعله علم ذلك بالوحي» الطتجرد و الي معارب ول 
عباده» بعد ما ضيق عليهم. 


المناسبة : 


بعد أن ذكر الله تعالى تأويل يوسف رؤيا صاحبيه في السجن. ذكر تأويل 
رؤيا ملك مصر الذي كان من ملوك العرب المعروفين بالرعاة (الهمكسوس) بعد 


للد (؟١١)‏ - لون : /1١١‏ 9-48 َل 





أحلام» فكان هذا نا في ال يوسف بالملك. 


التفسير والبيان: 
هذه رؤيا ملك مصر التي قدر الله أن تكون سبباً لخروج يوسف عليه 
السلام من السجن معززاً مكرماً والقضة أن الملك هالته هذه الرؤيا وتعجب 
من أمرهاء وكيفية تفسيرهاء» فجمع الكهنة وكبار رجال دولته وأمراءه» فقص 


عليهم ما رأى. وسألهم عن تأويلها » فلم يعرفوا ذلك» واعتذروا عن تأويلها. 
يأنها «أَصعَتُ حل 4 أي أخلاط أحلام. 


والمعنى: وقال ملك مصر: إني رأيت في منامي رؤيا أدهشتني » وهي أن 
سبع بقرات مان خرجن من نهر يابس» أكلتهن سبع بقرات عجاف 
هزيلاات» وسبع سنبلاات خضر انعقد حبهاء. لاضع المراهات آن 
حصادهاء فالتوت عليها 


فقال للملأ من قومه وهم الكهنة والعلماء: عبّروا علي هذه الرؤياء إن 
كنتم تعلمون تعبير الرؤياء وبيان معناها الخياللي» وترجمتها إلى الواقع الحقيقي. 

فقالوا: هذه أحلام مختلطة من خواطر وخيالات تتراءى للنائم في دماغه. 
ولا معنى لحاء وتنشأ من اضطراب الحضمء وتلبّك المعدة» وتعب النفس 
أحياناً» ولسنا عالمين بتأويل أمثالحاء فلو كانت رؤيا صحيحة» لا كان لنا 
معرفة بتأويلها وهو تعبيرها. 

وحينئذ تذكر الذي نجا من الموت من صاحبى يوسف في السجن». وهو 
الساقق» وكان الشيطان قد أنساه ما أوصاه 7 يوسفاء من عرض أمره 
للملك» وكان تذكره بعد مدة من الزمان أي بعد نسيان» فقال للملك والملاً 
الذين جمعهم حوله: أنا أخبركم بتأويل هذا المنام» فابعثوني (وهو خطاب 


٠ 114‏ ليع )١١(‏ - لزنن : /1١١‏ 48-و؛ 


الملل والإتمعه 0 للملك وحده على سبيل التعظيم) إلى يوسف الصديق 
الموجود حالياً في السجن. 


فبعثوه فجاء فقال: يا يوسف. أيها الرجل كثير الصدق في أقوالك 
وأفعالك وتأويل الأحاديث وتعبير الأحلام» أفتنا في منام رآه الملك» لعل الله 
يجعل لك فرجاً ومخرجاً بسبب تأويلك رؤياه. 


فذكر له يوسف الي عليه السلام تعبيره من غير لوم وعتاب على نسيانه ما 
وصاه بهء ومن غير اشتراط للخروج قبل ذلك» فقال: مبيئاً لهم خطة أربع 
عشرة سنة : إنه يأتيكم امخصب والمطر سبع سنين متواليات. 


ففسر البقر بالسنين؛ لأنها تثير الأرض الت تكون سبباً للشمرات والزروع» 


ثم أرشدهم إلى ما يفعلون في سني الخصبء فقال: مهما جنيتم في هذه 
السبع السنين الخصب من الغلال والزروع» فادخروه في سنبله» لثلا يأكله 
السوسء. إلا المقدار القليل الذي تأكلونه» فادرسوه» ولا تسرفوا فيه لتنتفعوا 
بالباتقي في السبع الشداد الصعاب» وهن السبع السنين الجدب التي تعقب هذه 
السنوات السبع المتواليات» وهن البقرات العجاف. اللاي تأكل السمان؛ 
لأن سنى الجدب يؤكل فيها ما جمعوه في سنى الخصبء وهن السنبلاات 
الناننات: ففي سن القحط لا تنبت الأرض شيئاًء وما بذروه لا يرجع منه 
شيء؛ لهذا قال : «يَا طن ما ممم 4 أي إن أهلها يأكلون كل ما ادخرتم في 
بلك التكين الشابقة لأجل البدن اللدت» إلا قلياذ مما ريون وحررون 
وتدخرون لبذور الزراعة. ويلاحظ أنه نسب الأكل للسنين وأراد به أهلها. 


والخلاصة: تأول يوسف عليه السلام البقرات السمان والسنبلات الخضر 
بسنين مخصبة» والعجاف والياسات بسنين مجدبة. 


ل (19) - ون : /1١١‏ 1-18 بد 


ثم بشرهم بمجيء عام يغاث فيه الناس أي ي يأتيهم الغيث وهو المطرء وتغل 
البلاد» ويعصر الناس فيه ما كانوا يعصرون عادة من زيت الزيتون وسكر 
القصب وشراب التمر والعنب ونحوها. 

وهذا الإخبار بمغيبات المستقبل من وحي الله وإلهامهء لا مجحرد تعبير 
لأرؤياء .قير يكازة ف العام الخامس عفر يعد تاويل الرؤيا نمي اعاء ميارك 
خصيبء كثير الخيرء غزير النعم» وهو إخبار من جهة الوحي. 
فقه الحياة أو الأحكام: 


موضوع الآيات تعبير رؤيا الملك الذي كان سبباً في خروج يوسف من 
السجن » وقد دلت على الآتي: 

١‏ - لما دنا فرج يوسف عليه السلام رأى الملك الأكبر: الرّيان بن الوليد 
رؤياه» فعرضها على الكهنة والعلماء» فاعتذروا عن تأويلهاء وكان عجزهم 
عن التعبير سبباً في إحالة الأمر إلى يوسف. 

؟ - كانت رؤيا الملك في آخر الأمر بشرى ورحمة ليوسف. 

- الرؤيا نوعان: منها حق» ومنها أضغاث أحلام وهي الكاذبة» كما 
قال ابن عباس. 

ا ا إن الرؤيا على أوّل ما تعبر؛ 
اناق قالوا اراد كُ أغكر» 2 ا 0 
0 «الرؤيا ا ا0 ضعيف. 

وفيها دليل أيضاً على فساد أن الرؤيا على رِجل طائرء فإذا عبرت وقعت. 
وأما الحديث المتقدم الذي رواه: الإمام أحمد بهذا اللفظ والمعيى فلم تثبت 


صحته. 


4-48 /1١ : لوزت‎ - )١1١( لله‎ 51 


هَ - إن تذكر الخير والإقدام على فعله بعد نسيان» كما حدث للناجي الذي 
نسي ذكر أمر يوسف للملكء مره إلى القضاء والقدر والتوفيق الإلهي. 

5 - كان ذهاب ساق الملك إلى يوسف في سجنه سبباً في معرفة مكانه في 
التقق لعل لخر من السيكنء عا كاد اويل الرويا سما ف إنقاذ اهل 
مصر من المجاعة مدة سبع سنوات» وهكذا فإن الأنبياء والرسل عليهم السلام 
رحمة للناس جميعاًء سواء في تصحيح العقيدة وتقويم الأخلاق» وتصحيح 
السلوكء أو في الحياة المعيشية والاقتصادية. 

وقد استفيد من فعل يوسف سلامة الخطة ونجاح سياسة التخطيط» وتعليم 
الناس كيفية حفظ الحبوب من التسوسء, وهو إرشاد زراعي رفيع المستوى. 

- قال القرطبي: آية «تَرْرَموْنَ سَبْمَ س4 أصل في القول بالمصالح 
الشرعية التي هي حفظ الأديان والنفوس والعقول والأنساب والأموال؛ فكل . 
ما تضمن تحصيل شيء من هذه الأمور فهو مصلحةء وكل ما يُفوت شيئاً منها 
فهو مفسدة»ء ودفعه مصلحة؛ ولا خلاف في أن مقصود الشرائع إرشاد الناس 
إلى مصالحهم الدنيوية؛ ليحصل لهم التمكن من معرفة الله تعالى وعبادته 
الموضلتين إلى السعادة الأخروية» ومراعاة ذلك فضل من الله عز وجل» 
ورحمة رحم بها عباده» من غير وجوب ل ور يت 0 

م - كان إخبار يوسف عليه السلام عن عام الإنقاذ والخصب بعد أربع 
عشرة سنة وحيا من الله وإلهاما له» وتلك معجزة تدل على صدق نبوته. 

ةَ - دل قوله تعالى : « إل ليلا يَمَا مَحصِيُونَ4 أي مما تحبسون أو تدخرون 
لتزرعواء على أن في استبقاء البذر تحصين الأقوات. وهو يدل أيضاً على جواز 
احتكار الطعام إلى وقت الحاجة. 

٠‏ - قال القرطبي أيضاً : هذه الآ ية أصل في صحة رؤيا الكافرء وأنها 


٠١/9 تفسير القرطبي:‎ )١( 


للد )١١‏ - نولت : ؟١1/‏ 5.0ه-مه / 





ترج على حسب ما رأى: ولا سيما إذا تعلقت بمؤمن؛ فكيف إذا كانت آية 
لنبي» ومعجزة لرسول» وتصديقا لمصطفى للتبليغ» وحجة للوسيط بين الله 
جل جلاله وبين 00 

١‏ - لم يكن لإخبار يوسف عليه السلام عن عام الغوث إشارة في رؤيا 
الملك. ولكنه من علم الغيب الذي آتاه الله» وفيه تطمين لأهل مصر بشيوع 
الرخاء الاقتصادي. والرفاه المعيشي» واستقرار أحوال الناس بحسب عاداتهم 
القديمة بعصر الأعناب» واستخراج الأدهان» وحلب الألبان لكثرتهاء وكثرة 


الفصل الثامن من قصة يوسف 
ا 
طلب الملك رؤية يوسف والأمر بإخراحجه من السجن 
وامتناعه من الخروج حتى تثبت براءته 


ع حي تسن فر عد سام د 1 هه ع د ع ١‏ ل 4 5 ع 2 9 
(وَكَالَ لِك أنْونٍ بد لما جَآَ ليَسُولٌ قَالَ أرَحِمَ إِلَ ريك صسَعَلَهُ مَا بَالَ 
-- نه اع له َّ 0 ع 7 سا سء شي ا عسل 2 

الوه لت طن لدم إن نه يكيفن عل ا قال كا كلك إذ رودن 
5 30 7 اط رمد اسن م صدسم 

وح عو شيف فارج كش نه ما علمتا: عكدمن سور قالت غات العريد 

مرا ساح مد س4 وره ام 2 2 2 ص 5 تن عن ٠‏ اع سم اق 

آلنَ حَضِحصٌ لحن آنأ روَدُمُ عن نيه وَلنَمُ لمن ألصَدقِنَ 9©) ذلك إيعام أن 

-ه هعيرسو صعولم 74 ل ص رسج سر « ريم 

3 َخْنْهُ بِلْيَبِ وَأنّ أله لا يبرى كد لذبي 2©)» 


القراءات: 


«(مكله» : 


6 


٠١4/9 المرجع السابق:‎ )١( 


518 للدم )١١(‏ - لون : /1١‏ 0ه-له 
وقرأ ابن كثير» والكساي» وحمزة وقفاً (فسله). 
الإعراب: 


لم أَخْنْهُ ألمي « يلمي حال من الفاعل أو المفعول» أي لم أخنه 
وأنا غائية عله 1 وهو غائب عى »2 أو ظرف مكان أي بمكان الغيب. 


المفردات اللغوية: 
«وَكَالَ ليك بعدما جاءه 0 بتعيير الرؤيا وأخبره بتأويلها « أثنوني 
بو أى بالذدي غيرها «فلما 22 ايبول 4 أى لااجاء الرميول إل يوست 


وطلبه للخروج (قَالَ»4 قاصداً 0 براءته سَكَلْه 2 اطلب منه أن يسأل 
1 َال النتوق» أعبا بال السوه التي يمغل'البال. 2ك رق »4 سيد 
( يكره يَكيدِصِنَ لع 4 حين قلن لي : : أطع مولاتك» وفيه تعظيم كيدهن والاستشهاد 
بعلم اله عليه» وعلى أنه بريء مما قذف به» والوعيد لهن على كيدهن» فرجع 
فأخبر الملك فجمعهن. وإنما تريث يوسف في الخروج» وقدم سؤال النسوة 
ليظهر براءته» ويعلن أنه سجن ظلماً. وهذا يدل على أنه ينبغي على المرء أن 
يجتهد في نفي التهم. ويتقي مواضعها. وإنما قال: «صَسَمَلَهُ مَا َال الِيَسوَةه4 ولم 
يقل: فاسأله أن يفتش عن حاطن, إغراء له بالبحث وتحقيق الحال. وإنما ل 
يتعرض لسيدته مع ما صنعت به كرماً ومراعاة للأدب. 

فإمَا حَملِبَكُنَ4 ما شأنكن وأمركن العظيم» والخطب: أمر يحق أن يخاطب 
به صاحبه (إدْ يَوَدثنَيُوسفَ عَن ليد هل وجدتن منه ميلاً إليكن (حَس 
لو تنزيه لله وتعجب من قدرته على خلق عفيف مثله «(ين سو ذنب 
(( حصَحخصٌ لحن ظهر الحق وثبت واستقر «إوَإِنَّمُ لَمِنَ لصّفِنَ4 في قوله: 
هي راودتني عن نضي. 


فأخبر يوسف بذلك فقال: «إدَلِكَ لَِعَلَمَ4 أي طلب البراءة والتثبيت ليعلم 


للد )١١(‏ - ليت : /1١‏ 0.ه-اه 51 


العزيز «أَنْ لَمْ أَخْنَهُ بِلْميِ) لم أخنه في أهله بظهر الغيب أي وراء الأستار 
والأبواب المغلقة «إوأنَ ألّهَ ألا يبَدِى هد الَْينِينَ4 لا ينفذه ولا يسددء أو لا 
هدي الخائنين بكيدهم» فأوقع فعل «يبَدِى» على الكيد مبالغة. وفيه تعريض 
بامرأة العزيز: زليخا أو راعيل في خيانتها زوجها وتوكيد لأمانته. 


المنئاسية : 


بعد أن عاد الساتي إلى الملك يخبره بتعبير يوسف عليه السلام للرؤياء 
استحسنهء وطلب الملك رؤيته حتى يتحقق بنفسه صدق ما تشير إليه الرؤياء 
إذ ليس الخير كالعيان. 


وهذا الطلب يدل على فضيلة العلمء وأن العلماء يستشارون في مهام 
الأمورء وأن العلم كان سبباً لخلاص يوسف من المحنة الدنيوية» وهو أيضاً 
سبب للخلاص من انحن الأخروية» لذا طلب يوسف التحقيق في التهمة 
المشهورة: تهمة امرأة العزيز له. 
التفسير والبيان: 

يخبر الله تعالى في هذه الآيات عن موقف الملك الذي استراح لتعبير يوسف 
رؤيامه» فعرف فضل يوسف وعلمه. وسعة اطلاعهء, واهتمامه بأهل بلذه 
ورعاياهء وأدرك أن تفسير الرؤيا بما سمع كلام خطير يدل على رجاحة عقل 
يوسف وقوة ذكائه» فهو جدير بمقايلته شخصياً ليسمع منه الأمر. 


الاي 2 


«وَكَالَ أَلْلِكُ أَنْوْنٍِ بهِ4 أي أخرجوه من السجنء وأحضروه لي» كي 
أستمع إلى كلامه» وأتلمس مصداق الرؤيا بنفسبي» فلما جاءه الرسول بذلك» 
امتنع من الخروج حتى يتحقق الملك ورعيته براءة ساحته» ونزاهة عرضه مما 
نسب إليه من جهة امرأة العزيزء وأن هذا السجن كان ظلما وعدوانا. 


وقد مدح البي 6 موقف يوسف عليه السلام» ونبه على فضله وشرفه» 


1 لله )١١(‏ - لوزن : /1١١‏ 0ه-لاه 


وعلو قدره وصيرهء ففي مسند أحمد والصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه 
قال: قال رسول الله عد : )0 ولو لبثت في السجن ماليبث يوسف » لأجبت 


الداعى». 
مَالَ نجع 4 قال يوسف رداً على طلب مثوله أمام الملك: ارجع إلى 


سيدك» فاسأله .عن حال النسوة اللاي جرحن أيديين؛ إذ لا أحب أن آتيه 
وأنا متهم بمسألة سجنت من أجلهاء واطلب من الملك أن يحقق في تلك 
القضية قبل أن آتيهء ليعرف حقيقة الأمرء إن رب العالم بخفايا الأمور عليم 
بكيدهن وتدبيرهن وما دبرن لي من كيد. 


فجمع الملك النسوة اللاتي قطعن أيديين عند امرأة العزيزء فقال مخاطباً لمن 
كلهن» وهو يريد امرأة وزيره وهو العزيز: ما خطبكن أي ما شأنكن وخبركن 
حين راودتن يوسف عن نفسه يوم الضيافة» أو ما شأنكن الخطير حين دعوتن 
يوسف إلى ارتكاب الفاحشة؟! 


35 مر 7 ع مك : 5 ءِِ 


وهو تعبير أريد به تبرئته والتعجب من نزاهته وعفته. أي حاشا لله أن يكون 
يوسف ميّهماًء والله ما علمنا عليه سوءاً في تار يخه الطويل. 


وحينئذ قالت امرأة العزيز: الآن تبيّن الحقّ وظهر» أنا راودت يوسف عن 
نفسهء لا هوء فإنه استعصم وامتنع أَتا امتناع» وإنه لصادق في قوله: هي 
رودن عن س6 وقد أرادت بذلك مكافأة يوسف على صون مععتهاء 
وإخفاء أمرهاء وإعراضه عن شأنها. وهو اعتراف صريح من امرأة العزيز 


فزاءة تومن الدنوية والعيوت: 
ثم قالت: ذلك الاعتراف مب بالحقٌ» ع ع 


أثناء غيبته» أو أطعن في شرفه وطهارته وعفته. وجور كما رأى الرّخشري 
يكون ذلك الكلام كلام يوسف عليه السّلام وهو متّصل بقوله: إن م 


0 


و 


١ 0ه-اه‎ /1١ ١ لين‎ - )١١( للع‎ 





يرهن ع6 4 والمعئى: ذلك الأمر الذي فغلتة "مون ررة الرَسْول ولتت 

ومطالبة الملك بالتّحقيق في أمري. حتى تظهر براءتي أمام الملك والثاس» 

وليتيقّن العزيز أن لم أخنه في زوجته أثناء غيابه» بل تعففت عنها''". وعقّب 

أبو حيان على ذلك فقال: ومن ذهب إلى أن قوله: «ذَلِكَ لحَلمَ» إلخ من كلام 

يوسف يحتاج إلى تكلف ربط بينه وبين ما قبله» ولا دليل يدل على أنه من كلام 

يوسف”". وقال الرّغشري: كفى بالمعنى دليلاً قائداً إلى أن يجعل من كلام 
يوسف عليه السّلام: والظاهر لي هو رأي أبي حيان. 


(وَأنَ أنَهَ لا يبَى يِدَ لَكَآنينَ) وليعلم الجميع أن الله تعالى لا ينفذ ولا 
يسدّد كيد الخائنين» بل يبطله ويبدد أثره. 

وإذا كان هذا من كلام يوسف فكأنه تعريض بامرأة العزيز في خيانتها أمانة 
زوجهاء وتعريض بزوجها في خيانته أمانة الله حين ساعدها بعد ظهور الآيات 
فقه الحياة أو الأحكام: 

يستفاد من الآيات ما يأتي: 


- دل رجوع الملك إلى يوسف عليه السّلام على فضيلة العلم والمعرفة التي . 
مير بها يوسف عليه السّلام على جميع الكهنة والعلماء حول الملك في مصر. 


؟ - العلم المقرون بالعمل الصالح فين الكلا هي د لفل الدجورة 
والأخروية. فقد نجى الله يوسف من السجن» وجعله من المحسنين الذين 
اختارهم الله لديه في الآخرة. 


١577/7” الكشاف:‎ )١( 
7”١ا//‎ 6 البحر المحيط:‎ )6( 


فد لله )١1١(‏ - لسن : ؟١١1/‏ 0١ه-له‏ 





5 - لابأس بانتهاز الفرصة لإثبات الحقّ والصّدق والبراءة» فقد تريّث 
يوسف وتمهّل عن إجابة طلب الملك له. 


7 9 8 ع 

3 - الاعتصام بالصير والحلم وعرّة النفس وصون الكرامة من أصول 
أخلاق الأنبياء» فإِنْ يوسف تذرّع بالصَّير وحرص على إعلان براءته وعفته» 
وصون معته في امجتمع. ورد في الصَّحيحين مرفوعا : «ولو لبثت في السّجن ما 
لبث يوسف لأجبت الدّاعى). وفي رواية: «يرحم الله أخي يوسف. لقد كان 
صابراً حليماًء ولو لبثت في السّجن ما لبثه» أجبت الدّاعي» ولم ألتمس 
العُذْراء وفي رواية أحمد: «لو كنت أنا لأسرعت الإجابة», وما ابتغيت 
العذر»). وفي رواية الطيري : اليرحم الله يوسف » لو كنت أنا امخبوس » ثم 
أرسل إلي» لخرجت سريعاً» أنْ كان لحليماً ذا أناة». 


هَ - الواجب شرعاً عدم البادرة إلى الائّهام بالسّوء والكّلعن بالأعراض* 
فإن يوسف عففٌ عن امّبام النّساء بالسّوء حتى يتحقق الملك ذاته من التّهمة. 
وقذّر جميل أو معروف سيدته امرأة العزيزء فلم يذكرها بسوءء وفاءً لزوجها 


5 - من الخصال الحسنة: الجرأة في إعلان الحنّء والصّراحة في إظهار 
الحقائق. وعدم التَّردُّد في إنصاف الأبرياء وتصديق الأتقياء» فإن امرأة العزيز 
أعلنت براءة يوسف في مجتمع الثسوة أثناء: الضيافة فقالت: «[ ولقت رودم عن 
لَنِْهِء4» وكررت اعترافها بالحقّ بعد مضي سنوات على الحادث بعد أن رُجّ 
بيونف: فق فيعان المجونء: فقالت: «أقن: تحن الح آنا .رودن عن 
َيِه ثم أكّدت ذلك بقوها: (كَلِكَ ملم أن لم أَخْنَهُ يلمي أي أقررثٌ 
بالصدقٍ ليعلم أن لم أكذب عليه ولم أذكره بسوء وهو غائب» بل صدقت 


وترفعت عن الخيانة. 


* - المؤفن الصّادق هو الذي يؤثر مرضاة الله تعالى» وإعزاز دينه على أي 


1 هم-ه١‎ /1١١ : ولت‎ - )١١١( للد‎ 


شيء في هذا الوجودء فإن يوسف حرص على تسّكه بدينه وبمرضاة ربّه في كل 
ظروف امحنة التي مرّ بها مع النْساء. 

: - إن مصير الخيانة والكيد الفشل وعدم تحقيق التتائج : 96 أ ل 
يَبَدِى قد أَلَاِينَ ومعناه: أن الله لا بدي الخائنين بكيدهم» وإنما يبطلهء 
ولا تسد ولا ينفذهء» وتكون عاقبة الكيد الفضيحة واللاضمحلال. 


تم الجزء الثاني عشر وللّه الحمد 


فهرس الجزء الحادي عشر 
فهرس المجلد السادس 


فهرس الجزء الحادي عشر 
الموضوع 
مؤاحذة المتخلفين الأغنياء بغير 7 
اعتذار المنافقين المتخلفين عن غزوة تبوك و 56 الأبمان الكاذبة 
كفر الأعراب ونفاقهم وإعانهم 
أصناف الناس في المدينة وما حولها 
أذ الصدقة وقبول التوبة والأمر بالعمل الصالح 
الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك والتوبة عليهم 


صفات المؤمنين الصادقين الكمّل وهم المجاهدون التائبون العابدون 


الاستغفار للمشركين وشرط المؤاحذة (العقاب) على الذنوب 
التوبة على أهل تبوك وعلى الثلاثة المخلفين والصدق 

فرضية الجهاد على أهل المدينة والأعراب وثوابه 

الجهاد فرض كفاية وطلب العلم فريضة 

السياسة الحربية في قتال الكفار . 

موقف المنافقين من سور القرآن 


صفات الرسول وهم ذات الصلة بأمته 


ا 


الصفحة 


5م 


/ا/ 


315 


ده فهرس المجلد السادس 





الملوضوع الصفحة 
سورة يونس 59 

تسميتها وموضوعها ومناسبتها لما قبلها 5 
ما اشتملت عليه السورة 1 
قضية إنزال الوحي إلى النبي وَوِم 00 
الله خالق السموات والأرض وعلى الخلق عبادته ل 
.. إثبات البعث والجزاء ١١00‏ 
إثبات القدرة الإلهية في الكون بالشمس والقمر واحتلاف الليل ١١14‏ 

والنهار 

المؤمنون والكافرون وجزاء كل ١1‏ 
استعجال الإنسان الخير دائما والشرٌ حال الغضب ١)‏ 


سنة الله ف إهلاك الأمم الظالمة الكافرة واستخلاف خلائف بعدهم  ١.‏ 


مطالبة المشركين بقرآن آخر أو بتبديل بعض آياته 1 
عبادة الأصنام وادعاء شفاعتها ا 
امتقو #لداضن :نيد كرفو على انيت ال ١‏ 
طلب المشركين إنزال آية كونية ا 
عادة الكفار المكر واللجاج والعناد وعدم الإنصاف ١5‏ 
مثل الحياة الدنيا في سرعة زوالها وفنائها ظ ل 


الترغيب ف الجنة ووصف جال المحسنين والمسيئين في الآخرة ل 


فهرس الجزء الحادي عشر / 


ال موضوع الصفحة 
حشر الخلائق وتبرؤ الشركاء من المشركين ومن عبادتهم يحم 
إثبات التوحيد بثبوت الربوبية لدى. المشركين ١‏ 
إثبات البعث ١‏ 
القرآن كرم الله وتحدي العرب به ظ هما 
انقسام المش ركين إلى فريقين حول الإبمان بالقرآن والنبي ١01‏ 
زوال الدنيا سريع 00 ل 
تعذيب المشركين في الدنيا والآخرة لم 
مقاصد القرآن الكريم ْ | 11 
الإنكار على المشركين بالتحليل والتحريم للأنعام 1 
إحاطة علم الله تعالى مجميع شؤون العباد وأعمالهم وبكل الكائنات . 3 
أولياء الله: أوصافهم وجزاؤهم 3374 
العزة والملك لله تعالى وفائدة جعله الليل والنهار ش 738 
الإشراك بنسبة الولد لله تعالى م" 
قصة نوح عليه السلام مع قومه 35 
ش عادة الأمم في تكذيب الأنبياء ١‏ 
قصة موسى عليه السلام مع فرعون 0 

١‏ - الحوار بين موسى وفرعون ْ مم 


؟ - إحضار فرعون السحرة لمقاومة دعوة موسى 0" 


518 
الملوضوع 
* - لكان طائفة من بني إسرائيل بدعوة موسى 
-ندعاء موسى على فرعون وملئه 
ه - إغراق فرعون وجنوده وإنحاء بني إسرائيل 
تأكيد صدق القرآن فيما قال ووعد وأوعد 
قصة يونس عليه السلام مع قومه 
فرضية النظر والتفكير وإنذار المهملين 
إخلاص العبادة لله تعالى ونبذ الشرك 


الإسلام دين الحق ووجوب اتباعه 


37 37 37 


فهرس المجلد السادس 
الصفحة 
56 
55؟ 
فض 
املك 


58 


فهرس الجزء الثاني عشر 
فهرس الجزء الثاني عشر 
الموضوع 
مور 0 
تسميتها وتاريخ نزولها وشأنها ومناسبتها لما قبلها 
ما اشتملت عليه السورة 
إحكام القرآن ودعوته إلى عبادة الله والتوبة إليه والإيمان بالبعث 
إعراض الكفار عن الحق 
فضل الله وعلمه وقدرته 
موقف الإنسان المؤمن والكائر :عند الننية والنقمة 
عطائة مركن ماك يزنزال تكو أل ني لالم رهم الع 1 
وتحذيهم بالقرآن 
من أراد الدنيا وحدها حرم نعيم الآخرة 
من كان يريد الآخرة 
الكافرون والمؤمنون وجزاء أعمال كل منهم 
قصة نوح عليه السلام 
استعجال قوم نوح العذاب ويأسه منهم 
نهي نوح عن الاغتمام بهلاك قومه وأمره بصنع السفينة 


5108 


0 
8 
0١‏ 
ام 
الام 


ارون 


57 
5 


5١ 


ا" 
ا" 


50 


| فهرس المجلد السادس 


الملوضوع الصفحة 


العبرة من قصة نوح عليه السلام لان 
قصة هود عليه السلام ا 0 
قصة صالح عليه السلام ١‏ كد 
قصة إبراهيم عليه السلام - بشارته بإسحاق ويعقوب لحي 
قصة لوط عليه السلام مع قومه فرت 
قصة شعيب عليه السلام بك 
قفد نوس عله لارام فرعزن لاله 5 
العبرة من قصص الأمم الظالمة في الدنيا 1 
العبرة قي قصص القرآن بجزاء الآخرة 15 
أهداف القصة في القرآن يك 
التذكير بعاقبة الاجتلاف في التوراة خ/] 
الاستقامة على أوامر الله تعالى 61 
الأمر بالصلاة والصبر ٠‏ 43 
سبب إهلاك القرى والأمم السالفة امه 
الفائدة العملية من قصص الأنبياء والأمر بالعبادة والتوكل على الله 9.ه 
تعالى 


سورة يوسف لت 


فهرس الجزء الثاني عشر 
الموضوع 
تسميتها وسبب نزولها. 
عاقيا كا لها 
ما اشتملت عليه السورة 
أضواء من التاريخ على قصة يوسف 
عربية القرآن ومنزلة القصص القرآني 
الفصل الأول من قصة يوسف عليه السلام - رؤيا يوسف وتعبير 
يعقوب الرؤيا 
هل أبناء يعقوب أنبياء؟ 
الفصل الثاني من قصة يوسف عليه السلام - يوسف وإحوته 
١‏ - اتفاقهم على إلقائه في البئر 
حكم الالتقاط 
؟ - تنفيذ إخحوة يوسف مؤامرتهم وتدليسهم الأمر على أبيهم 
الفصل الثالث من قصة يوسف عليه السلام - بحاة يوسف وإكرامه 
ف بيت العزيز 
١‏ - تعلق يوسف بالدلو ومسيره مع السيارة 
١‏ - يوسف عند ملك مصر وإيتاؤه النبوة 


الفصل الرابع من قصة يوسف عليه السلام - يوسف وامرأة العزيز 


"١ 


هاه 


ىه 


5ه 


لازاه 


ىه 


امه 


رن 
4ه 


5ه 


ة؛2ه 


عكه 


دكه 1 
ذه 


آلاه 


عات فهرس المجلد السادس 





الموضوع الصفحة 
الفصل الخنامس من قصة يوسف عليه السلام - انتشار الخبر بين 4/ه 
نسوة المدينة ومؤامرة امرأة العزيز بهن وتقرير سجن يوسف 
الفصل السادس من قصة يوسف عليه السلام - يوسف في السجن 54ه 
ودعوته إلى الدين الحق 
الفصل السابع من قصة يوسف عليه السلام 36.5 
ظ ١‏ - تأويل يوسف رؤيا صاحبيه في السجن ووصيته للناجي منهما 1014 
؟ - تأويل يوسف رؤيا الملك 58 
الفصل الثامن من قصة يوسف عليه السلام 31 
١‏ - طلب لملك رؤية يوسف والأمر بإخراجه من اللمسجن 4١7‏ 
وامتناعه من الخروج حتى تثبت براءته 
فهرس الجزء الحادي عشر والثاني عشر حك 


نا تن 37